|
ليلى علوى -دار فور وحشة -المستر برتى فلستيد وينك
|
الممثلة المصرية ومعها ممثلون اخرون فى السودان لكى تدلى بدلوها فى حل مشكلة دار فور تحت منظمة تسمى - وادينا - ليلى علوى قالت دار فور مش وحشة - دا الفضل حتى ناس ليلى علوى دخلوا عشان احلوا مشاكلنا -
تذكرت اليوم المستر برتى فلستيد الذى يعتبر من ابرز الشخصيات التى اثرت فى القرن العشرين مع انه لم يكن مفكرا ولا كاتبا ولا سياسيا ولا اى شىء وهو ما يكفى لى كحافز لرثائه -كان مجرد جندى بسيط اشترك فى الحرب العظمى الاولى وحتى كجندى لم يقم باى شىء يذكر او يبدى اى شجاعة خاصة او ربما وصفه الاخرون بالجبن --- انخرط فى صفوف الجيش البريطانى وارسلوه للقتال فى خنادق الجبهة الغربية -فرنسا - المعروف عن هذه الخنادق انها شهدت اشرس قتال دموى فى التاريخ جرى الكثير منه بالسلاح الابيض -فى 25/12/1915م سكتت كل المدافع والبنادق وادخلت السكاكين والخناجر فى اغمادها وساد السكون كل جوانب الجبهة بمناسبة عيد الكرسيماس - جلس برتى مع رفاقه يفتحون ما وصلهم من هدايا ويتناولون الطعام التقليدى واذا بهم يسمعون تراتيل الكريسماس الدينية تهمهم فى الخنادق المقابلة خنادق الاعداء الالمان - ارهف برتى فلستيد سمعه اليها فانطلق متاثرا بها يغنى ويرتل نفس النشيد بلغته الانجليزية - انضم اليه رفاقه وسرعان ما راحت الخنادق البريطانية برمتها تردد النشيد وامتزجت اصواتهم باصوات اعدائهم واذا بالطرفين المتحاربين يتحولان الى جوقة هائلة ترفع نشيدها نشيد رسالة المحبة والسلام التى جاء بها عيسى ابن مريم من السماء - انتهى النشيد وعاد السكون يخيم على الجبهة ولكن سرعان ما مزق السكون صوت جندى المانى يدوى فى الخنادق المقابلة -هابى كريسماس جونى - سادت لحظات من الصمت ثم فتح فلستيد فمه وهتف عاليا نحو مصدر الصوت هابى كريسماس ايها الالمان -مرت ثوانى رفع برتى فلستيد ذراعه شيئا فشيئا فوق حافة الخندق ثم استوى بقامته تدريجيا لم يصبه رصاصا -حمل قنينة بيرة وخطى الى الامام نحو خنادق العدو متوغلا فى الارض الفاصلة لم يطلق احدا عليه الرصاص بل فعل جندى المانى مثله صعد هو الاخر من خندقه وراح يتقدم وبيده قنينة نبيذ نحو عدوه البريطانى - سار الاثنان نحو بعضهما البعض فى تردد وخوف وقلق حتى التقيا مد كل منهما يده للاخر وتصافحا - هابى كريسماس جونى - هابى كريسماس فرتز -وفتح كل منهما قنينته وسقى الاخر نخب العيد - رمى الجنود الالمان والانجليز بنادقهما على الارض وخرجوا من خنادقهم فى جموع حاشدة نحو الخط الفاصل وراح الطرفان يتصافحان ويتعانقان ويتبادلان الهدايا والشراب -جلسوا اخيرا يتغدون معا غداء الكريسماس التقليدى - اتفقوا على اقامة مباراة لكورة القدم عصر ذلك اليوم وكذلك فعلوا اليوم التالى حتى سمعت القيادة البريطانية بهذا الاخاء والتاخى فى الجبهة فامرت فورا بمنع ذلك وبان يعود كل جندى لمهمته فى قتل اخيه الانسان الذى كان يلعب معه كرة القدم عصر امس -
بيد ان تلك الحكاية انتشرت فى كل مكان سمع بها المقاتلون فى كل الجبهات وروتها الصحف والكتب وصورت فى افلام ومثلت فى مسرحيات وساهمت بقدر كبير فى نشر فلسفة اللاعنف والفكر المعادى للحرب والدمار والقتل - ويبدو ان الله سبحانه وتعالى بارك فى هذا الرجل الذى توفى اخيرا و عاش 106 عاما-
|
|

|
|
|
|