ما هو مفهوم السودان الجديد عند سارة والنازيين الجدد!!!

الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-18-2025, 00:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-26-2007, 00:26 AM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما هو مفهوم السودان الجديد عند سارة والنازيين الجدد!!!

    +








    ما هو مفهوم السودان الجديد عند سارة والنازيين الجدد ولماذا لا تنتهي حريتها عند أنفها! دون أن تؤذي الآخرين

    مهيرة احمد محمد
    [email protected]

    حسب قراءاتنا لغث سارة والسادة النازيين الجدد وطاقم المحامين الذين انبروا للدفاع عنها من خلال بريدي الإلكتروني الذي امتلأ أو كاد وكذلك من أخوان البنات حامين الحمى ومنهم من (إن أدي وكتر مابقول أديت أب رسوة البكر ابدرق الموشح بالسوميت) أحفاد ( الجنزير في النجومي زى الهيكل المنضوم) أحفاد عوض الكريم أبوسن و سمساعه

    أمانه عليك يابطانه أب سن بتنسي يوم الكاعه

    يوم أكلت كباد ساكت رخم وضباعه

    يوم ناس عوض الكريم ومحمود سمساعه

    واقفين في الشمس دايرين يغطوا شعاعها

    في ضحويه عجاج وسيوفهم اللماعه

    ياكلن في التراقي ويقطعن في الضراعا

    لله درهم (البجري نسيبته ومرته طلقانه) أخوان بنونه بت المك نمر وميسون البحدليه كلماتهم كالرصاص (أنا لست رعديدا يكبل خطوه ثقل الحديد) ياكبرياء الجرح لو متنا لحاربت المقابر أي والله لحاربت المقابر مقابر ودحبوبه والمك نمر

    لقد كان الشمال هو صدر السودان الذي تلقي رصاص ورماح الغزاة والطامعين لحكم البلاد وحاربت قبائل الشمال بالسلاح الأبيض الرصاص حمله ملوك ممفيس (الملك) سنفرو – 2750ق م – بل حكم الشماليين في عهد بعانخي مصر ثمانون عاما وكانت عاصمة السودان القديمة في نبته ومروي وازدهرت مروي في القرن الثالث قبل الميلاد حتى عرفها أساطين وآباء الحضارة اليونانية بل اعتبروها مصدرا لازدهار الحضارة المصرية في تلك الحقبة وكانت لهم لغتهم الخاصة التي لم تفك رموزها بعد. وتم طرد ومنع الرومان من دخول السودان ، كل ذلك تم عن طريق بوابه الشمال ومن تصدي كان من الشمال بطبيعة الحال.

    ولعل الأخ خميس ميات الذي رمز لمكان إقامته بـ(قاهره المعز ) لايدري من هو المعز إن كان هو المعز لدين الله أم د. المعز رمز ربما لأسباب إقامته ولا يود أن يعكر حسن ضيافته في قلعه السنة وبيت العرب ناسيا أنه لاسفارديم ولاإشكيناز في تصنيف العروبة ناهيك عن رباط العقيدة ورغم ذلك يشتم ويسب الشماليين بل يتهمهم بعدم استفادتهم من قرب مصر الجغرافي وقد خانه التعبير فالأفضل أن يقول التلاقح الحضاري ولاندري كيف لم نستفيد من هذا القرب الجغرافي نسي اللسان العربي ونسي الرعيل الأول ممن نهل من منارة الأزهر وجامعات مصر ونسي الرواق السنا ري حتى أنهم تولوا زمام الأمور بعد 56م ليتم اتهامهم بالتسلط علي السلطة منذ 56 تناقض غريب من خميس بيه علي رأي الفارسة سماح الفاضل ،

    إننا لاننكر علي سارة حريتها في التعبير ولكن تبدأ حرية الآخرين حيث ينتهي أنف سارة فلا للتجريح ولا للتنقيص من الآخرين وإذا كانت راغبة حقا في توحيد البلاد هي وكتاب المقالات والكتب السوداء فتلك المقالات العنصرية لاتزيد النيران إلا اشتعالا وعليها احترام الآخرين أنظر ردها علي السنجك مستنكره تسميه السنجك ولست ادري فيم الاستنكار وهذا آدم البرناوي وذاك احمد المحسى والآخر عمر الفوراوي وبالخليج هذا العتيبي وآخر العنزي وبازرعه وباخريبه رمز للحضارمة فما الغريب في السنجك رمز قبيلة الشايقية المحاربة القوية الشكيمة ! لقد فقدت سارة منطقها وهي تورد رد أحد محاميها الأستاذ كول أجوك أستاذ بجامعه هلسنكي علي حد زعمه وزعمها هذا النص حرفيا (لقد قرأت المقال الذي كتبه شخص عرّف نفسه بجامعة الملك فيصل في السعودية ، يزعم ، أن مواطني دارفور والجنوب نزحوا إلي شمال السودان كنازحين فوجدوا في الخرطوم وشمال السودان معاملة حسنة وضيافة ، لكن –الحديث للدكتور جوك – هذا الزعم بأن المهمشين النازحين وجدوا معاملة حسنة غير صحيح ، فعلى سبيل المثال في عام 82 ،قام أحمد دريج حاكم إقليم دارفور برفع مذكرة للحكومة في الخرطوم للتحذير من خطر المجاعة القادم وطلب من السلطات التدخل وتوفير المعونات العاجلة للأهالي ، كرد فعل ، رفضت الحكومة آنذاك هذا الطلب ، كما رفضت دخول المنظمات الإغاثية للإقليم مما سبب أزمة بين الرئيس الأسبق جعفر نميري وحاكم الإقليم الدكتور أحمد دريج) لاحظ معي أن رد الأستاذ الهمام ينفي حسن معامله مواطني دارفور والجنوب ـ إتلم المتعوس علي خايب الرجاء ـ في صدر رده ويورد مثالا يؤكد به مصداقيته أن دريج رفع مذكره حذر فيها من مجاعة بإقليم دارفور فلا ندري ما هي العلاقة بين سوء معامله ضيوف الشمال ومجاعة دارفور!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    ولعل الضارة كما وصفها احدهم لم تحسن الترجمة أو أن محاميها لم يحصل علي المعادلة بطريقة صحيحة وبالمناسبة طلب بعض القراء من الضارة أن تذكر من أي كلية تخرجت ؟؟ وفي أي عام!! وماهى مدرسة الضارة الفكرية التي زعمت أن الاختلاف بسببها وارد لا تصنيف سوي أنها مدرسة الحقد علي الشمال فالفكر ينبئ عن ثقافة معينه ولم نسمع بمدرسة فكرية تدعو لإنقاص وهضم حقوق الآخرين مثلما تدعو الضارة, ولاحظ خبث المعني وسوء الطوية حينما قالت (لكن ما جعلني أرد على الأستاذ/السنجكي المُتعاقد مع جامعة فيصل ليس لأنه خصص مقالاً ذكر الهبات التي منحها أهل الشمال لأهل الجنوب والغرب ، وكيف أنهم استقبلوا أهلنا المتضررين في عاصمتهم الخرطوم بالبشر والترحاب ) ضمت الجنوب والغرب في استعداء واضح وتتهكم علي السنجك بصفته متعاقدا ما لضير في التعاقد ! ونسيت مساعدها القانوني كول أجوك أستاذ جامعة هلسنكي ومن يدري فقد يكون متزوجا من إحدى شقراوات هلسنكي وبالتالي نزع سلاحه هنالك ونال شرف الانتماء الفنلندي وأحفاد الفايكنج وبلاد لاتظهر فيها الشمس!!

    وتستنكر وضعيه المعسكرات التي أقامها اللاجئون أنفسهم ونسيت أن الضمان الاجتماعي الذي يؤهل لاجئينها للإقامة( بفنادق الفور سيزون) يوجد بالغرب وليس ببلد المليون سياسي (ميل)

    ونسيت أن الفيضانات المتكررة التي شردت مرارا وتكرارا مواطني الخرطوم وكسلا وسائر مدن السودان كانت الحكومات تلجأ لضيق ذات اليد لطلب العون الخارجي ولم نسمع أن مواطني توتي الباسلة ناموا بهلتون الخرطوم ورأينا بأم أعيننا مواطني الساحل الأمريكي الذين تعرضوا للإعصار يقيمون في غرف خشبية ويتشاركون الحمامات بالصفوف المتراصة ويشاركهم البعوض والناموس رأينا ذلك بالتلفزة المباشرة وقامت أوبرا بتسجيل حلقه ذكرت فيها تلك المشاكل إذا كانت تلك أمريكا مثل الضارة والبر يمي الأعلى فما بالك بالسودان الدولة النامية وهو يحاول إطفاء نيران الحرب الموقوتة تشعلها دوائر الكنائس الغربية هنا وهناك بإمكانيات تعلمها الضارة قبل غيرها, وتستنكر ما أسمته الكشة وأسمتها محاوله طرد اللاجئين الذين قصفت طائرات الحكومة قراهم ومدنهم ! الله أكبر قصفنا باريس ولندن !!

    هل الحرب وليده اليوم أليست دائرة منذ عام 56م لم لم نري أو نسمع بمعسكرات لاجئينك أو لاجئي الجنوب لم يحدث ذلك ويتضخم إلا حينما التفت الغرب ووسع وأشعل نيران الحرب ليعمق كوميديا دانتي وجحيمه ويلعب الإعلام لعبته الغربي لعبته القذرة ويهيئ شعبه لقبول التدخل كما حدث بالعراق ولم نري أسلحه دمار إلا في حقيبة رامسيفلد حين أزيح لكذبة الصريح وماذا تتوقعين من حكومة السودان جبهة ديمقراطيه عسكر ديكتاتورة مستنيرة حتى لو توليتي الحكومة أنتي هل كنني ستنزلين أولئك اللاجئين بالهيلتون؟؟ عجبا يتم ذبح أبناؤنا وحرق تجارنا وسلخهم أحياء ونستقبل أبناؤكم بقرانا ومدننا ونشاطركم اللقمة والمرافق الصحية وتنتشر الفوضى بأسواق العاصمة ولا تريدين فرض النظام ومن بين من شملتهم الكشه أبناء الجزيرة والشمال البسطاء.

    وكان من الممكن أن لا أتحدث بضمير وصيغة الجمع وأنا أتحدث عن الخرطوم فهي العاصمة القومية للبلاد ولكن الضارة فرغت من التقسيم وأداء دورها المرسوم لها وانظر لهذه الفقرة التي أوردتها لتدرك مدي صدق كلامي ( ولو امتنعت مقاتلات الإنقاذ عن قصف قراهم في دارفور والجنوب لما رأينا منهم أحداً يفسد عليكم بهجة الخرطوم عاصمة للعرب) انظر للغمز واللمز وهي تعبر عن دواخل اللاوعي بداخلها, حرب الجنوب انتهت وتوصل الجميع لحل والشريكين في اتجاه الإتلاف والإتحاد وفقا لظروفهم التي هم أدري بها فدعكي من استنصارك بالجنوب ودارفور جزء من السودان وحين يتمرد احد فهي الحرب وحين تبدأ الحرب فلا أحد يدري متى وكيف تنتهي وهل من فظائع اكبر من فضائح (مذبحة ماي لاي) بفيتنام وهل أبلغ من صوره اليافعة الفيتنامية التي يحملها والدها وهي محترقة بنابالم الأمريكان وتصدرت صور أغلفة التايمز والنيوزويك وكانت سببا في إنهاء الحرب الجائرة وما يجري في العراق وهل غابت عن الضمائر الحرة صوره الجندي الأمريكي وهو يقتل جريحا استعصم ببيت الله !! ناهيكى عن فضائح سجن أبو غريب.

    أما عن رد مستر اجوك ونفيه لموضوع آثار كوش ونفي علاقته بالعرب فرحم الله أمريء عرف قدر نفسه فحركه التاريخ قائمه علي هجرات الشعوب والجماعات وإلا لطالبت قبائل الماساي والزولو بنصف أفريقيا وطالب الهنود الحمر بأمريكا ولطالب النوبة بالكنانة ولن يضير العرب إن تواجدوا منذ ذاك العهد أو عام 2000م فالمهم الأثر الذي تركوه بالسودان تركوا ـ ولله المنة ـ من يدين بدين الله الواحد وتركوا من ينطقوا بلسان عربي مبين وإن كنا لسنا في فصاحة بن أكثم الصيفي ولا ندعي ذلك ليعترف بنا العر ب كما قال منصور خالد وقانعون بقسمه ربنا وراضون ولا نجد حرج في التعايش مع العرب والعجم بل نبزهم بالعلم والتحصيل ولنا منارات سامقة في بلاد العجم والعرب في شتي المجالات وانتماءنا العربي ليس باعتراف العرب بنا وليس مسالة لون وليس لدينا عقد من ذلك والسودان الجديد يجب أن يقوم علي احترام التعددية الأثينية والعرقيات ويمكن أن نستلهم تجربة الهند وأمريكا في التعايش السلمي لبناء السودان الجديد أما أن يقوم علي طرد الشماليين وتحميلهم وزر التخلف الاجتماعي والكسل والقعود عن التحصيل الأكاديمي الذي هو وحدة معيار التواجد في سلالم المجتمع الوظيفية والتواجد كنجوم مجتمع كرأسماليه وخلافه لم يقف لاعرق ولالون أمامه والدليل دكتوراه جون قرنق وأستاذية لام أكول وآلاف الكوادر الجنوبية والغربية المؤهلة وليس آخرا هذا المنبر المفتوح تنعقين وتهرفين فيه بما شئتى وعلي راسة شماليين كرام فأين العنصرية وإن عدتي سارة عدنا إلي أن يرث الله الأرض وما عليها.

    آخر الكلام:

    أتصحو أم فؤادك غير صاح: عشية هم صحبك بالرواح

    آخرها :

    ألستم خير من ركب المطايا وأندي العالمين بطون راح

    (...منقول من سودانيل)



















    دنقس.
                  

02-26-2007, 00:29 AM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هو مفهوم السودان الجديد عند سارة والنازيين الجدد!!! (Re: Abdulgadir Dongos)

    +







    تعليق على مقال مهيرة محمد أحمد: ما هو مفهوم السودان الجديد عند سارة عيسى والنازيين الجدد ولماذا لا تنتهى حريتها عند انفها! دون ان تؤذى الآخرين

    طالب حمدان تية على

    واشنطون دى سى
    [email protected]

    قال شاعرٌ عربيٌ في عتابٍ وحسرةٍ:

    لا تنه عن خلقٍ وتأتى مثله عارٌ عليك اذا فعلت عظيم.



    كانت حسرتنا حين قرأنا ما كتبته الاستاذة/مهيرة محمد احمد وكان ترددنا في العتاب إلا أننا منينا النفس فضيلة تناول كتابها الذي ملأته سباً بالباطل الظاهر في حق الاستاذة سارة عيسى. لان الكتابة الانطباعية التى تنتج كرد فعل مرتجل لمجرد قراءة موضوعٍ دون التمهل أو التفكير ملياً في مغزاه ثُم الكتابة حوله نقداً او مدحاً، يفسد كثيراً من الافكار الجيدة التى كانت يجب ان تطرح. كما ان مثل هذه المهاترات الكتابية التي تتغلب عليها أرواح العنصرية غالبا ما تنحرف بصاحبها عن الطريق الجادة، للأسف، وتدخله في زمرة المهرجين. كما ان العك والشتم غير المؤسسين على قاعدة متينة من المعلومات، وإن حشو المعلومات العارية من التوضيح لا يحل مشكلة فكرية. لان المراد والمقصود – إن لم تكن الغاية - من الكتابة التعليقية أو الردية هو نقل الفكر المضاد لاجلاء الحقيقة وافهام الطرف الآخر خطأه او انحرافه عن جادة الطريق لكيما يعود الى الصواب والا ما كان للكتابات جدوى ويصبح الامر "قتال ديكة". فما نريد تناوله وتوضيحه هو فقرة تاريخية مهمة كُتبت بطريقة مبهمة وفيها محاولة التضليل البيًِن وكأنما الناس لا تقرأ التأريخ المًزيًَف برمته. والتقول علي والاستفهام عن مفهوم السودان الجديد.

    ففيما يتعلق بالمسألة التأريخية، فقد كتبت الاستاذة مهيرة تقول: " لقد كان الشمال هو صدر السودان الذى تلقى رصاص ورماح الغزاة والطامعين لحكم البلاد وحاربت قبائل الشمال بالسلاح الابيض – الرصاص حمله ملوك ممفيس (الملك) سنفرو 2750 ق.م بل حكم الشماليين فى عهد بعانخى مصر ثمانون عاماً وكانت عاصمة السودان القديمة فى تلك البقعة وكانت لهم لغتهم الخاصة التى لم تفك رموزها بعد. وتم طرد ومنع الرومان من دخول السودان، كل ذلك تم عن طريق بوابة الشمال ومن تصدى كان من الشمال بطبيعة الحال."



    إن الحقبة التاريخية التى ذكرتها الاستاذة - لا محالة – سابقة بزمنٍ كثير تأريخ دخول العرب، او كما يُقال الآن "دخول الناس السودان" وكانما كان السودان خالياً من الناس. فالمصطلح العربي "لكتلة الارض" الممتدة بين جنوب الصحراء وجنوب خط الاستواء ومن البحر الأحمر والمحيط الهندي شرقاً الى المحيط الاطلسي في غرب القارة الافريقية أطلقه نفرٌ من العرب عندما دخلوا القارة من الجهة الشمالية او الباب الشمالي. وكان للإسم مدلولان، لا ثالث لهما: الأول لون البشرة السوداء التي تميز سكان تلك الارض توصيفاً لهم. أما المدلول الثاني – بعد تمكين الاتجار بهؤلاء القوم – هو العبودية. فسودان الامس حقيقة كان يُسمى بالحبشة أو مملكة كوش التي ذُكرت في الانجيل. إضافةً لذلك، لم تكن اشكال أو الوان أهل السودان القديم هى نفس الميزات المتوفرة من حيث المظهر الخارجي لاهل الشمال السوداني الحالي. فالشاهد على ما نقول ما تئن به ساحات المتحف القومي السوداني بالخرطوم إن بقي فيه شيئٌ حقيقي غير مزيًَف. نقول ما نقول لأن العموميات في الامور التي تمس وتخص المسائل التأريخية دون التحقيق والتدقيق فيما يختصم حوله الناس لا يفيد.



    ولقد وجدنا في بحثنا أن الاستاذة مهيرة قد ظلمت نفسها و"الشماليين" – وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون – لانها إنتقصت 350 عاماً من تأريخ اهل السودان. ففي بحثنا بدأنا – مجازاً- انه في حوالي سنة 3100 ق.م ظهرت مجموعة حضارية اسماها عالم الآثار "ريزنر" بالمجموعة الحضارية الاولى والتى عُثر على مخلفاتها في منطقة النوبة حتى تخوم عكاشة التي تقع على مسافة 128 كم جنوبى وادي حلفا. وقد قيل ان هذه المجموعة قد عاصرت منتصف فترة الاسرة الاولى فى مصر 3000 - 2900ق.م ونجد انه قد ظهرت معالم هذه الحضارة منذ العصر الذي تم فيه توحيد شمالي الوادي فى مصر وتكوين الحكومة الثانية تحت زعامة ملوك الاسرة الاولى. ويبدو انه قد وفدت هجرات من الشمال لقبائلٍ لا يختلف اصحابها في عنصرهم كثيراً عن العنصر البشري الذي ساد مصر فى عصر ما قبل الاسرات اي بمعني أدق انهم نفس البشر. و يعتبر الملك "نعرمر" المعروف ب "منا" هو مؤسس الاسرات فى شمال الوادي. وقد ذُكر أن "منا" هذا قدم من الجنوب حيث اسس مدينة ممفيس التي تعتبر اقدم مدينة فى التاريخ على وجه الاطلاق وجعلها عاصمة له لكيما يتمكن من التصدي للاعداء الذين كانوا يطمعون فى غزو البلاد. هذا من قصص المجموعة الاولى التي تلتها المجموعة الثانية 2800-2200ق.م، ثم المجموعة الثالثة 2250-2040ق.م. وفترة المجموعة هذه تسمى بالعصر الوسيط الاول. والجدير بالذكر أن المجموعة الثالثة - فى شمال الوادي - قد انقسمت الى دولتين: دولة المصريين الفراعنة ومقرها طيبة التى امتدت حتى اسوان جنوباً والقوصية فى مصر الوسطى شمالاً وهذه الدولة هى اقرب الى الدولة الكوشية؛ أما الدولة الثانية فهي دولة الهكسوس الذين سيطروا على كل الدلتا ومصر الوسطى، وقد انتهت الدولة المصرية هذه بتمدد الهكسوس جنوباً فى العام 1330ق.م الى ان استطاع الملك بعنى ان يجلوهم منها.

    وتبعاً للتسلسل التأريخي جاءت المجموعة الرابعة وهي حضارة كرمة التي كان مركزها الرئيسي مدينة كرمة الحالية بالقرب من الشلال الثالث، وقد عاشت كلا الحضارتين (الثالثة وكرمة) حتى دخول الهكسوس وغزوهم مصر عام 1650ق.م كما ذكرنا سابقاً. ومن اهم تلك الممالك - والتى يمكن ان تأرخ للسودان الحديث - هى مملكة كوش 1730-1580ق.م. ولكن لنجدن اصل الحضارة السودانية الحديثة يعود الى كل من ممالك: نبتة 751 -295 ق.م ومروى 295-320ق.م واخيرًا مملكة علوة في وسط السودان (عاصمتها سوبا) والتى انتهت فى العام 1504م على يد العرب. يصف المؤرخون العاصمة سوبا بأنها تقع في شرق الجزيرة الكبرى بين البحرين (النيلين الازرق والابيض). كما وصفت سوبا بان كانت لها ابنية جميلة ودور واسعة و كنائس كثيرة الذهب وبساتين، ولكن تم تدميرها تماماً بواسطة العرب دون أن يتركوا لها اثرًا الا ما تبقى منها خلسة.

    إذن، من السرد التأريخي أعلاه نجد ان هناك تداخل في الازمنة والعصور بين الاسر التاريخية القديمة "للسودان" وعليه من العسير أن يصيب المرء – كما هو الحال مع الاستاذة مهيرة - بإنفعالاته وتفاعلاته بما يحيط به من الكلم غير الطيب.

    هلا ترى أن الاستاذة مهيرة – عندما تناولت اليسير من تأريخ "السودان" – كانت على دراية كاملة ونفسٍ متجردة من أي وسواسٍ في نفسها حينما سطرت الفقرة موضوع كتابنا بهذه السطحية؟ مهما تكن الاجابة على هذا السؤال فللاستاذة مهيرة العذر الكثير منا لان تأريخ السودان القديم – وربما الحديث الذي ضمناه في الفترة التي ذكرناها اعلاه – لم ولن بل قد اخفى من التدريس فى المدارس السودانية منذ فترة، ودرس بدلا عنهما تأريخ السودان عند دخول الناس (العرب) السودان. وكما أسلفنا الذكر والتذكرة، لا نفاخر أنفسنا ولا الامم باسم السودان عندما يربطه الناس بمدلوله التاريخي الذي يعني عند العرب بارض العبيد او ارض السود. فلنا في وصف او تسمية الفول "السوداني" بفستق العبيد في لبنان التي انكرت وتنكر إنضمام "السودان" لجامعة الدول العربية سخرية بانه غير عربي خير دليل!

    اما ان كانت الاستاذة تريد ان تتحدث عن تاريخ السودان الحديث بالمفهوم الإسلاموعروبي منذ مشاركة العربان في ادارة البلاد في المملكة السنارية بعد سقوط الممالك القديمة، فان سنار قد دمرتها السلطنة العثمانية الاسلامية بقيادة محمد علي باشا الذي غزا السودان من اجل العبيد والذهب وريش النعام، لا غير. وبذا يكون حديث الاستاذة مهيرة عن تصدي شمال السودان للغزاة لا يعدو أن يكون كلام للاستهلاك لانه لم تواجه قوات محمد علي بقيادة ابنه إسماعيل باشا (1820- 1821م) مقاومة تذكر وبالضخامة التي يتحدث عنها الناس. نحسب ان هذه "المقاومة" لا تعدو أن تكن مكيدة من الجبن والهوى والمجون التي دبرها المك نمر لإسماعيل باشا، حيث فر في خاتمة المطاف الى الحبشة خوفاً من قدوم محمد سعيد باشا الدفتردار منتقما لمقتل إسماعيل. وكلنا نعرف جيداً ان كتشنار لم يواجه بأية مقاومة تذكر من الشماليين بل استقبل بالورود والرياحين، كما انه قد كانت له عيون من الشماليين قادوه حتى الخرطوم. وان رجعنا للثورة المهدية فقد فرَّ المهدي من الشمال الى جبال قدير وإحتمى بها ليقود ثورته التي كان انصارها من جبال النوبة والمهاجرين معه من دارفور و كردفان. فأنصار المهدي والمهاجرين معه الى جبال النوبة يجب الا يختلف حالهم أو الحديث عنهم بالكثير أو القليل من الحديث عن الأنصار والمهاجرين في صدر الاسلام، ان كنا نعرف الفرق بين المهاجرين و الانصار. فقد كان الانصار هم النوبة فى جبال قدير بينما كان المهاجرون مع والى المهدي من القبائل العربية في غرب السودان ومنها قبيلة التعايشة التى انحدر منها عبدالله التعايشى. هذا التكوين – والذي سكت عنه المهدويون والتأريخ – كان له الدور الكبير في دك حصون الاستعمار التركي خاصة بعد تمرد وانضمام كتيبة من الجيش التركي قوامها من ابناء النوبة الذين قاموا بتدريب جيش المهدي على استخدام السلاح الناري، وبذلك بدأ تحرير السودان من الوسط بعد ان كان الشمال بوابة واسعة لدخول اي مستعمر خاصة بعد قضاء العرب على رماة الحدق الذين كانوا يدافعون عن الثغور ودفعهم ناحية الجنوب بعيداً عن الثغور.

    الحديث عن المهدية لا يكتمل دون التطرق لكررى. ففي معركة كرري لم يمت ابناء الشمال بالقدر الذى مات فيها ابناء الغرب من النوبة والعرب بالتحديد. كما في الجنوب لم يمت قدرٌ مقدَّراً من ابناء الشمال كالعدد الذي فقده ابناء النوبة والعرب البقارة من الغرب حصرياً. في الغرب القصي الآن يموت أبناء وبنات دارفور بتحريش وتحرشات من الشمال. إن كان الشمال الذي تعنيه الاستاذة مهيرة مصداً للرماح والرصاص فأين الشمال فى قلب هذه المعارك وبالصورة التي تناولت به هذا الموضوع. وهذا بالضرورة يقودنا للاسئلة الآتية: أين حلفا القديمة التى تغرق الان تحت بحيرة السد لأمن مصر القومي؟ اين حلايب الغنية بالبترول، والى أين تتجه منطقة أمري الآن؟ وماذا عن اراضى النوبة فى الشمال والاراضى الخصبة على ضفاف نهر النيل؟ لا خلاف ان الوقائع تشير ان هذه الاراضي معروضة في مزاد علني في الاسواق العربية علي الرغم من إعتراض أهل المنطقة لهذا الهجوم السافر من الظالمين. إنه لصادق من قال التأريخ يعيد نفسه!

    ندلف بعد هذا السرد إلى امتحان تساؤلات الاستاذة مهيرة عن مفهوم السودان الجديد، في محاولة لتوضيح باختصار شديد كيف وما هي الاسباب التي ادت لتبلور هذا المفهوم. هذا بالضرورة يستوجب العودة "للسودان القديم". فالسودان بصورته الحالية من حيث التركيبة السكانية والحدود الجغرافية مر بمراحل تكوين (Metamorphosis) وولادة عسيرة. فهو موطنٌ اصيل للزنوج بمختلف إثنياتهم، لغاتهم ودياناتهم ثم وفدت إليه مجموعات قبلية من كل الجهات (عرب، بربر، اوروبيين إلخ..) بما لديها من معتقدات أرواحانية وثقافات متعددة. هذه المكونات أنتجت الخلطة السودانية، رحم الله الدكتور جون قرنق الذي أولى إهتمامه الأمر بالتبسيط بقوله في غاية البلاغة: إننا شعب السودان "كالسَلََطَة". إلا أن من عيوب هذه "السَلَطَة" ان بها العجور المُر والشطة الحارة التي تجعل السَلَطَة غير مستساغ لكثير من المكونات الداخلة في تركيبتها الغذائية. فهناك فريق ينادي بالأفريقانية الصرفة للسودان وفريق ثانٍ ينادي بنقاء عروبة السودان واسلاميته وكلا الفريقين على جانب من الخطأ لانهما تجاهلا "الامة الوسطى" التي لا تعير تجاذب مثل هذا الهراء كثيراً من الاهتمام. الجدير بذكره ان الاتجاه الاسلاموعروبي تصدر الصف الأمامي فارضاً وجوده في إناء "السَلَطَة" باضطهاد الآخرين وفرض سطوته عليه وهذا داء الداء الذي ينخر في لب السودان وفي "لحم" غالبية شعب السودان. لهذه الأسباب مجتمعة اجتمع نفرٌ رشيد للتشخيص الصحيح لعلل الوطن وتوصيف الدواء الناجع لهذه الأمراض. من هنا كان مفهوم السودان الجديد. السودان الذي يتساوى فيه الناس بصرف النظر عن العرق/الاصل، الدين أو الجنس أو اللون. فأى مفهوم خارج هذا الاطار، يعنى إستدامة الصراع فى السودان الى ان تنتصر فئة من الفرقاء المتصارعين على الاخرى لترغمها على تبنى اطروحاتها و هى صاغرة. والخيار الآخر هو أن ينكسر صحن السَلَطَة (السودان) وتذهب كل مجموعة الى حالها غير مأسوفة على الأخرى.

    لا مراء فان مفهوم السودان الجديد اصبح يتجسد على ارض الواقع وهو مفهومٌ بسيط لا يحتاج الى أية تعقيدات الا من قصرت بصيرته وبصره وصُم سمعه. فمثلاً كان من المستحيلات في زمن السودان "القديم" أن يعتلى شخصٌ جنوبي غير مسلم ثاني (الدكتور جون قرنق وسلفا كيير) اعلى سُلطة في سودان الانقاذ. وكما لنا مثلٌ آخر نضربه للناس وعلى لسان الأستاذة مهيرة وهو تقلد الدكتور لام اكول لحقيبة وزارة الخارجية. فلام اكول حقيقة لم ينل هذه الوظيفة نتيجة لكفاءته المهنية فيها ولكن تجسيداً لمفهوم السودان الجديد وما تمخض عن إتفاقية السلام الشامل. لا نبالغ ايضاً إن قلنا ان جرت انتخابات حرة ونزيهة ستنكسر الحلقة المفرغة والمحرمات وقد يصبح سلفا رئيساً للسودان. فالاستاذة سارة عيسى ببساطة تنادي بهذا السودان الجديد شأنها شأن الكثيرين الحادبين على مصلحة ووحدة السودان. ففي كل اطروحاتها ومقالاتها لا تبغى الا هذا السودان الجديد الديمقراطى العلماني.

    إن القراءة الصحيحة لخارطة الاحداث السياسية في السودان توحي بحدوث تغيرات قد تحدث مفاجآت غير سارة بل ضارة للذين تستعصى عليهم إستيعاب مفاهيم التغيير الجديدة والتي ستطال السودان. ولوقتذاك، نسأل الناس – ومنهم الاستاذة مهيرة - التمهل قليلاً حتى لا تأخذهم الصدمة العنيفة بما لا يرضوه. فهجوم الاستاذة مهيرة غير المبرر على الاستاذة سارة عيسى ما هو الا استباق للاحداث.

    فالمتتبع لكتابات الاستاذة سارة عيسى وما صاحب تلك الكتابات، من نقد منظم وغير موضوعى وخاصة من بنات جنسها من الشماليات المتزمتات يوحي بان طرفٍ ما يقوم بدفعهن دفعاً على الكتابة المستعجلة. لا غرابة في اننا نجد هذا النقد يفتقر الحجج المقنعة كما يميل الى التهكم والتجريح غير اللازم في حق الاستاذة سارة عيسى. فمن النقاد من توهم وتهوس بأن الاسم سارة عيسى هو حقيقة "رجلٌ" مقنعٌ! هذا والله سخفٌ وإفلاسٌ فكري. إن الاستاذة/ سارة عيسى من القلائل – ان كانت هناك كثرة أو قلة – من الذين يكتبون عن صدقٍ وبناءً على معلومات وفيرة وهي فوق ذلك ترتب تلك الحقائق بطرائق مقنعةٍ تتطلب كثيراً من الجهد ممن يريد الرد او التعليق عليها. فمحصلة ما نقرأه اليوم كردود على مقالات الاستاذة سارة عيسى تعتبر أبواقٌ صارخة وفارغة هدفها إسكات صوت الحق. فكما ذكرنا مراراً إن الحديث عن "الشماليين" المتزمتين لا يعني بالضرورة كل الشماليين، وإنما نعني أولئك الذين أخذتهم العزة بالإثم في إيقاع الضر والضرار بأهل السودان عامة والهامش على وجه الخصوص. وإنه لظلم منا الاَّ نشمل المدافعين عن أولئك الآثمين فيما نصفه بالجور والكبيرة. ووالله لهذا الحديث أسباب لن نسكت عنها ولا عن الحديث عنها حتى تزول. فسارة عيسى عضوٌ في المجتمع السوداني الحديث وجذورها ضاربة في قِدم هذا السودان ومن الجور والأثم البواح أن يحاول المرء ذكراً أو أنثى خصم هذه الشخصية من المعادلة الآنية التي يبحث طلاب التوافق الوطني لحلها. فالهجوم غير المؤسس على سارة عيسى يعتبر جريرة ومخاطبتها بالحجة الحسنة الواضحة فضيلة ومثوبة إن اختار النُقًَاد هذا السبيل. هذا ما وددنا التنبيه له فهل من منتبه؟



    طالب حمدان تية على

    واشنطون دى سى

    25 فبراير 2007م.






    (...منقول من سودانيل)























    دنقس.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de