قرأت مقالة للسيد الصادق المهدي في صحيفة الشرق الأوسط تحت عنوان حرية التنظيم في الوطن العربي والتعليقات عليها في الصفحة الإليكترونية للصحيفة فلاحظت ما سبق وأن لاحظته في كتابات اخرى عن الديمقراطية والحرية وهو غياب نقطة أساسية أرى أنه لا يكون هناك معنى بغيابها، لا للديمقراطية ولا للحرية. حقا أيهما أسبق من حيث الأهمية الحرية أم الديمقراطية؟ اعتقد أن الأساس والجوهر بل ولب القضية التي يدور حولها الحوار والخلاف هو الحرية. الحرية كمفهوم ، توق إلى المطلق يرتبط دائما بشرط القدرة.. أما الديموقراطية فهي مجموعة هياكل وآليات قابلة للتطور والمراجعة المستمرة بهدف توفير الحماية والرعاية لهذه الحرية وتذليل العقبات التي تحول دون أفراد المجتمع وممارستها. المقياس إذن هو الحرية بمعنى أنها هي الثابت الذي تدور وتتشكل وتتطور حوله الديمقراطية. وإذا رجعنا إلى باب الحريات التي نصت عليها شرعة حقوق الإنسان نجد أننا لا نستطيع في نهاية المطاف أن نفصل هذا الإنسان عن عقله وضميره ، وبالتالي تصبح حرية العقل والضمير ، التفكير والتعبير ، هي المحك لكل ما يتعلق بحق الإنسان في تشكيل أحزاب وجمعيات ونقابات والتعبير عن أفكاره وأحلامه وطموحاته .. هذا يعني أننا نحكم ونحاكم حرية التنظيمات والأحزاب وبقية المؤسسات أيضا على أساس الالتزام والانسجام مع الهدف الذي قامت من اجله ألا وهو الإنسان أي حرية العقل والضمير. وأذهب إلى أكثر من ذلك فأقول أنه نفس المعيار الذي يجب اعتماده فيما يتعلق بالسلطات الثلاث المتفق عليها( التشريعية والتنفيذية والقضائية ) إلى جانب السلطة الرابعة التي يحدثنا عنها البعض (الصحافة ووسائل الإعلام العامة) ثم السلطة الخامسة التي راودتني فكرة اعتمادها في عالمنا العربي وعنيت بها السلطة الدينية على اعتبار أن(الدين) جزء اساسي اصيل من مكونات الانسان في منطقتنا، بدون أن ادخل في تفاصيل غيري أقدر على الخوض فيها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة