آفـاق المـدّ الإسـلامي في الغـرب د.عبد المعطي الدالاتي
"خلّــوا بيني وبيــن النـاس" - محمد رسول الله -(1)
" قرية ذات نخيل ، قامت في الصحراء ، كالأمن بعد الخوف ، والأمل بعد اليأس .. لمن هذه القرية المباركة ؟! من هؤلاء الأصحاب الذين أصغوا إلى معلمهم – في دار الأرقم – وقد اعتزموا اقتحام الصعاب ، وتحدثوا بقلب العالم ؟! وا عجبا لقوم ضعافٍ فقراء يريدون أن يكونوا أساتذة العالم !! انظر إليهم بعد أعوام وقد خفقت أعلامهم في مشرق الشمس ومغربها ، وإذا هم شرر قد انبعث في الفِطَر الصالحة فكان نوراً ، وأصاب النفوس العليلة فكان في هشيمها ناراً ! وإذا كتابٌ في تاريخ الحضارة لم تقوَ على فصوله أمم الأرض قاطبة !! أنبئني كيف وسعت القرية الصغيرة أرجاء الدنيا ؟! وكيف بلغ هؤلاء التلاميذ الفقراء آمالهم كما أرادوا فكانوا أساتذة العالم !! ما هذا الذي خلق من القِلّة كثرة ، ومن الضعف قوة ، ومن الذل عزاً ، ومن الموت حياة ، وأخرج من الصحراء خِصباً غمر العالم ؟! فتش ما استطعت ، وقلّب حوادث التاريخ كما تشاء ، فلن تجد إلا سبباً واحداً ، إنه الإسلام"(2). والإنسان اليوم ظمآن ، ظمآن ولكنه لا يعرف اسم الماء ، ولا أين يوجد ، لا ريب أنه قد سمع باسمه ، ولكنه يرتاع لهذا الاسم لمجرد أنه لم يجد مسمّاه الحقيقي ، ولأن الدعاية الصهيونية والصليبية لقّنته أن الماء شيء مسموم جداً يجب ألا يقاربه أحد – فهو إرهاب !! ولو أنه عثر عليه دون اسم لنهل منه ، ثم لو عرف اسمه الحقيقي لعجب طويلاً من هذا الخداع الطويل !!.
عوامل انتشار الإسلام : إذا قمنا باستقراء الأسباب التي تقف وراء انتشار الإسلام في الغرب لوجدنا أن هذه الأسباب تكاد تنحصر وبحسب أهميتها وتواترها فيما يلي : 1 – الإسلام دين الفطرة والتوحيد : هذا هو العامل الأول في انتشار الإسلام ، فالإسلام يَهَب الإنسان تصوّراً صحيحاً عقلانياً عن الله وعن الكون وعن الإنسان ، ويهبه تشريعاً يلائم الفطرة الإنسانية ملائمة تامة ، "فالإسلام دين الفطرة ويسهل تطبيقه في كل الظروف الأمر الذي سهل انتشاره"(3). 2 – دراسة القرآن الكريم : تلعب الدراسة الموضوعة للقرآن الكريم دوراً مهماً في التوصل إلى اليقين بمصدر القرآن الإلهي ، وإلى أنه الحق المحض الذي لم تطله يد التحريف . 3 – القدوة الحسنة : في القدوة الحسنة يكون المسلم كالكتاب المفتوح يقرأ فيه الناس معاني الإسلام ، فلسان الحال أبلغ من لسان المقال ، وإن عمل رجل في ألف رجل ، أقوى من قول ألف رجل في رجل !! وفي القدوة الحسنة يؤمن الآخرون بعمل المسلم الطيب ، وبخلقه الجميل ، قبل أن يؤمنوا بعقيدته الصحيحة (4)! . 4 – شمول وتوازن المعمار الإسلامي : ويدخل من هذا الباب عادةً المفكرون والمستشرقون المنصفون . 5 – دراسة الكتب المقدسة : ويدخل من هذا الباب علماء الدين والقسيسون . 6 – احترام الإسلام للرسل : 7 – الانبهار بجوانب خاصة من المعمار الإسلامي الكبير : فمنهم من بهرته صلاة المسلمين ومساجدهم ، ومنهم من بهرته النظافة في الإسلام .. ومنهم من شده العدل والأخوة في الإسلام. . وكثيرات كان سبب إسلامهن مكانة المرأة في الإسلام . 8 – غياب الوساطة بين الخلق والخالق ، أو صكوك الغفران . 9 – الاطمئنان النفسي وتحقيق إنسانية الإنسان . فالقنوات التي نقلت غير المسلمين إلى الإسلام كثيرة إذن وتأتي على رأسها جاذبية هذا الدين وكونه دين الفطرة الإنسانية .
الإسلام أسرع الأديان انتشاراً في العالم : يسارع الكثير من الغربيين إلى الإسلام متخطين حواجز البيئة الثقافية والاجتماعية ، وحملات الدعاية المعادية للإسلام لتشويه تاريخه وحضارته ومبادئه، ومتخطين الواقع المر لتخلف المسلمين . فعلى الرغم من الوسائل البدائية العفوية التي يستخدمها المسلمون في الدعوة إلى الإسلام ، وعلى الرغم من أنهم لا يزالون يَحبون في طريق الدعوة ، وعلى الرغم من صورة المسلمين المشوَّهة التي تعاون على رسمها المسلمون بتخلفهم ، والحاقدون من الغربيين بمكرهم ، على الرغم من كل ذلك فلا زال الإسلام هو الدين الأكثر انتشاراً في العالم وفي التاريخ ، وفق دراسات مركز ( رصد العقائد ) في مدينة ( برن ) بسويسرا . وهذه الحقيقة قد أكدها دارسو الأديان فالباحثة الكهنوتية الأمريكية كارول أنوي تقول : "الإسلام هو أسرع الأديان انتشاراً في أمريكا الشمالية"(5)، ويقول الدكتور هستون سميث : "إن الإسلام في هذا العصر كما في العصور السابقة أسرع الأديان إلى كسب الأتباع المصدّقين"، ويقول المبشر جون تكل : "الإسلام آخذ في الانتشار رغم أن الجهود التي تبذل في سبيله تكاد تكون في حكم العدم"(6). فإذا علمنا أن الإسلام ينتشر بجهود فردية مبعثرة ، وأنه لا يرصد في سبيله إلا نسبة ضئيلة جداً مما يرصد للتبشير بغيره من الأديان ، إذا علمنا هذا علمنا يقيناً أن "الدين عند الله الإسلام" … وتفهمنا هذه الصرخة البائسة التي أطلقها لورنس براون : "الخطر الحقيقي كامن في نظام الإسلام ، وفي قدرته على التوسع ، وفي حيويته ، إنه الجدار الوحيد في وجه الاستعمار"(7)، وتفهمنا أيضاً هذه الحيرة للمستشرق هاملتون جب : "إن أخطر ما في هذا الدين أنه ينبعث فجأة دون أسباب ظاهرة ، ودون أن تستطيع أن تتنبأ بالمكان الذي يمكن أن ينبعث منه"!
جاذبيـة الإســلام : غدت جاذبية الإسلام ظاهرة تاريخية وعالمية لفتت أنظار الدارسين فهذا (مكسيم رودنسون ) قد نشر كتاباً له بهذا الاسم ، ويقر هيرمان إيلتز بهذه الظاهرة فيقول : "إن الإسلام هو أسرع الديانات انتشاراً في العالم اليوم .. هناك إذن شيء حقيقي يجذب إليه العديد من نخبة الناس"(8). أما مراد هوفمان فيقول : "كثير من الغربيين يستيقظون ذات يوم ليجدوا أنفسهم وقد اعتنقوا الإسلام!"(9). ويقول المستشرق هيل : "لا نعرف في تاريخ البشر أن ديناً انتشر بهذه السرعة وغيّر العالم كما فعل الإسلام" . ويعتبر ( روي ) بحق أن انتشار الإسلام هو معجزة ، وهو "أكبر آيات الأنبياء وأروعها إعجاباً وخرقاً للعادة"(10). وتلمح بيانكا سكارسيا هذه الجاذبية فتقول : "إن الشريعة القرآنية تمارس جاذبيتها على ملايين الناس ، فالإسلام يشهد بشكل دائم إقبالاً أكثر على اعتناقه ، ويصعب تفسير تنامي هذه الظاهرة ، في أوروبة خاصة ، إذ أن الإسلام ينحو لأن يُمثل اليوم خياراً بديلاً عن الحضارة الغربية"(11).
وهل سرُّ عطرٍ أُودع الريحَ يكتمُ ! يتساءل د. واكيسا واكليري عن قوة جذب هذا الدين فيقول : "يتقدم الإسلام بصورة مطردة ، فما هي القوة المعجزة المودعة في هذا الدين ؟! وأية قوة ذاتية من الإقناع ممتزجة به ؟ ولماذا تستقبل أرواح البشر الإسلام هكذا بحرقة وتلبي هذه الدعوة بجواب ( لبيك ) ؟"(12) وفي الجواب يقول أولرش هيرمان "الإسلام دين جذاب جداً، وهذا يعود – ربما – إلى وضوح الرسالة الإسلامية ، وجاذبية أخلاقها ولأسباب لا أعرفها"(13). ويذهب الدكتور عماد الدين خليل إلى تعجب آخر : "ليس عجيباً انتشار الإسلام السريع في العالم ، بل العجيب هو عدم انتشاره بأكثر من هذه السرعة" .
يـوم الإســلام قـادم : بلى فكل الدلائل تشير إلى هذا اليوم الجديد ، يقول جان بول رو "إن عودة الإسلام إلى أوربة هي موجة جديدة لن يقدر على وقفها أو الحد منها أية عقيدة أو مبدأ أو دين" . "إن الدنيا بأكملها ستقبل الإسلام ، وإن هي لم تقبله باسمه الصريح فستقبله باسم مستعار ! وسيأتي يوم يعتنق فيه الغرب دين الإسلام ، وإن عقيدة النابهين والمثقفين في المستقبل ستكون الإسلام"(14) . "ولا شك أن الإسلام سوف يكون نهاية المطاف لكل طالبي الحقيقة في هذا العالم"(15). ونختم بقول الباحث كليمان هوارت : "أعتقد أن الإسلام قادم إلى أوربة بكل الحب ، وسيصبح المسلمون الأوربيون دعاة حقيقيين للإسلام ، وسيأتي يوم يصبح فيه الإسلام هو المحرك الحقيقي للعالم" .
ما زال قيسٌ والغرام كعهدهِ *** وربوع ليلى في ربيع جمالها والعشقُ فيّاضٌ ، وأمةُ أحمدٍ *** يتحفَّزُ التاريخُ لاســـتقبالهـا(16)
* * * "من كتاب " ربحت محمدا ولم أخسر المسيح "
----------------------------------------- (1) رواه البخاري والإمام أحمد . (2) الدكتور عبد الوهاب عزام ( الأوابد ) ص 173- 175 (3) هوبير ديشان عن (مقدمات العلوم والمناهج) للعلامة أنور الجندي (2/266) (4) يُذكر أن أسرة أمريكية أسلمت بسبب أن شاباً مسلماً قد أعان جدتهم في حمل متاعها من السوق . (5) (سر إسلام الأمريكيات) كارول أنوي ص(180) . (6) (الغارة على العالم الإسلامي) / ل.شاتلييه . (7) عن ( التبشير والاستعمار) د. عمر فروخ ومصطفى الخالدي ص (148) . (8) عن ( أمريكا والإسلام ) د.عبد القادر طاش ص 133 . (9) عن ( الطريق إلى مكة ) مراد هوفمان ص 124 . (10) عن ( المد والجزر في تاريخ الإسلام ) للعلامة أبي الحسن الندوي ص (30) . (11) ( العالم الإسلامي وقضاياه التاريخية ) بيانكا سكارسيا ص (40-207) . (12) عن ( شمس الإسلام تشرق من جديد ) محمد عثمان ( 129 ) . (13) عن ( العالم ) العدد 290 عام 1989 . (14) جورج برناردشو عن ( حوار حول الإسلام بين برناردشو وصديقي ) ص (75) . (15) ميكلا أغناطيوس عن (شمس الإسلام تشرق من جديد ) محمد عثمان (125) . (16) الشعر لشاعر الشرق د. محمد إقبال .
نتناول في هذه المقالة بإيجاز قصة أشهر مجلة تبشيرية مسيحية وهي مجلة ( العالم الإسلامي The Muslim World)، والمراحل المختلفة التي مرت بها، والتحولات التي طرأت عليها وعلى سياستها ومنهجها.
قبل مائة عام تقريبا كان المسلمون يعيشون سنوات حالكات، فقد وقع ثلثا أراضي المسلمين في أيدي المستعمرين فإندنوسيا( وهي أكبر البلدان الإسلامية نفوسا) كانت محتلة من قبل هولندة (التي كان نفوسها يزيد بقليل على المليون نسمة)، وكانت الهند ( التي كانت تضم آنذاك باكستان وبنغلاديش) تحت الاستعمار البريطاني، وكان المسلمون في شمالي أفريقيا يرزحون تحت الاستعمار الفرنسي، كما وقعت أفغانستان وإيران تحت الاحتلال البريطاني. أما الدولة العثمانية فكانت تعيش – بعد وصول جمعية الاتحاد والترقي إلى الحكم – مرحلة السقوط والانهيار، حتى أن أربع دول بلقانية صغيرة – بتحريض من الدول الأوروبية الكبرى وعون منها- اتحدت وأعلنت الحرب عليها بشكل فجائي وانتصرت وقطعت أجزاء منها. أما مسلمو آسيا الوسطى فقد انحشروا بين عملاقين : بين الصين وروسيا.
في هذه السنوات الحالكات التي انتشر فيها اليأس والقنوط بين المسلمين كان الغرب يراقب هذه التطورات بفرح كبير وبسعادة غامرة...لقد آن الأوان للانتقام من هؤلاء المسلمين الذين شكلوا أكبر تحد للغرب منذ ظهور الإسلام. لقد تقهقروا أمام المسلمين في الشام وفي مصر والمغرب وفي آسيا الوسطى وفي إسبانيا وبلاد البلقان حتى وصل المسلمون إلى أسوار فينّا، وخرجوا خاسرين من جميع الحروب الصليبية التي شنوها عليهم سواء في فلسطين أو في آسيا الوسطى ضد الدولة العثمانية.
كان من الضروري إصدار مجلة تسجل انتصارات الغرب المتوقعة في الساحة الدينية كذلك وذلك بتقديم نشاطات المبشرين ونجاحهم المرتقب في تنصير المسلمين، لأنهم اعتقدوا جازمين بأن جو التقهقر والهزيمة واليأس الذي أحاط بالمسلمين، وجو السيطرة العسكرية والإدارية على بلدان المسلمين سيسهل مهمة المبشرين، ويفتح أمامهم آفاقا رحبة لتحويل المسلمين إلى دين الغالبين ...إلى دين الغرب المنتصر والمتحضر، ولن تستطيع هذه المجتمعات الإسلامية الجاهلة الصمود طويلا في الساحة المعنوية مثلما لم يستطيعوا الصمود في الساحة المادية والعسكرية.
صدر العدد الأول من مجلة (العالم الإسلامي The Moslem World) في الشهر الأول من عام 1911م. كان رئيس التحرير فيها أحد الأسماء اللامعة في ميدان التبشير وهو " صموئيل م. زويمر" الذي نذر نفسه للتبشير في العالم العربي. ونجد تلخيصا لأهداف المجلة في العبارة الآتية التي وضعت تحت اسم المجلة مباشرة: " مجلة فصلية أدبية وفكرية تعرض نجاح المبشرين المسيحيين في العالم الإسلامي وحوادث وأخبار المحمديين".من هذا الاسم والعنوان يدرك الإنسان الموقف غير الموضوعي لهذه المجلة من المسلمين فهي تستعمل كلمة Moslem بدلا من Muslim، وتستعمل كلمة " المحمديين" بدلا من "المسلمين"، فالمسلمون لا ينتسبون إلى الرسول محمد (ص) مثلما ينسب المسيحيون إلى المسيح (ع) بعد أن قاموا بتأليهه. فمثل هذا التأليه غير موجود في الدين الإسلامي الذي يتميز بطابع التوحيد الخالص. ثم ما الداعي للعجلة والقول بأنها ستعرض " نجاح المبشرين المسيحيين في بلاد الإسلام"؟ ومن أين لها أن تعلم بأن نشاط المبشرين سيتكلل بالنجاح هناك؟.
" أكانت هناك حاجة إلى إصدار مثل هذه المجلة حول العالم الإسلامي في الوقت الذي توجد هناك مجلات أخرى حول هذا الموضوع مثل المجلة الفرنسية Revuedo Monde Musluman( بدأت بالصدور عام 1900م) والمجلة الألمانية Der Islam( بدأت بالصدور عام 1903)، وكذلك مع وجود دائرة المعارف الإسلامية Encyclopadia of Islam ؟". وتجيب المقالة بالإيجاب على هذا السؤال لأنها ترى أن الطابع الغالب على هاتين المجلتين وعلى دائرة المعارف الإسلامية طابع أكاديمي، وهي لا تهتم كثيرا بالتبشير، ولا تستطيع حل " المشكلة الإسلامية!!" أو " مشكلة المسلمين !!". وهذه المجلة ترى أن أنه ما من حل لهذه المشكلة إلا القيام بتنصير المسلمين، بينما لا تستطيع تلك المجلتان الفرنسية والألمانية ولا دائرة المعارف الإسلامية القيام بهذه المهمة الكبيرة، لذا أخذت هذه المجلة على عاتقها تنفيذ هذه المهمة، وأداء هذه الوظيفة.
إذن فقد صدرت هذه المجلة لهذه الغاية وللوصول إلى هذا الهدف، وهو تنصير المسلمين، لأنه دون تحقيق هذا الهدف فلا علاج لما سمته بـ" المشكلة الإسلامية!!" حسب رأيها ، فما دام المسلمون باقين على دينهم فهناك مشكلة، ويجب حلها.
ولم يخل هذا العدد من مقالات أكاديمية والحق يقال، ولكن أهم ما ورد فيها تفاصيل دقيقة عن مؤتمرين تبشيريين عقدا عام 1910م في ألمانيا وإنكلترا. كما نطالع في هذا العدد مقالة تقول بأن جميع الشروط والظروف أصبحت الآن مواتية لتنصير العالم الإسلامي. ولكنها تتعجب أشد العجب أمام ظاهرة لا تستطيع تفسيرها وهي ظاهرة انتشار الإسلام في قارة أفريقيا مع وجود جميع عوامل الضعف والانهيار في البلدان الإسلامية. ولكن المقالة تستمر فتقول بأن هدف المسيحيين لا يقتصر على إيقاف انتشار الإسلام في أفريقيا، لأن الهدف المرسوم أكبر من هذا بكثير وهو القيام بكسب قلوب المسلمين وتنصيرهم، ولن يتم هذا إلا بهز قواعد الإسلام في شمالي أفريقيا ولا سيما في المغرب وفي مصر حتى يتم انهيارها. كما توقعت المقالة هجوم الإسلام على المسيحية التي ستنتشر في أفريقيا.
يتبع
02-12-2007, 01:43 PM
Frankly Frankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211
ولكن كيف يمكن تنصير المسلمين؟...وماذا تقترح المجلة من طرق واقتراحات ليتم هذا التنصير؟
أهم الاقتراحات التي تقدمت بها المجلة هي:
1- تدجين الإسلام.
2- تحديث الإسلام.
3- تهيئة قائمة بأسماء المسلمين الذين تنصروا،والاستفادة منها في شن حملة نفسية منظمة على المسلمين.
4- فتح المدارس والمستشفيات في البلدان الإسلامية والاستعانة بها في كسب عقول وقلوب المسلمين.
كما نقرأ في هذا العدد الدعاء الذي كتبه رئيس أساقفة دورهايم من أجل المبشرين المسيحيين العاملين في العالم الإسلامي...يدعو من الله أن يهدي المسلمين – الذين أعمت الخطايا أعينهم كما يزعم- إلى المسيحية.
إذن فهدف هذه المجلة كان واضحا منذ صدور العدد الأول منها...إما تنصير المسلمين بشكل مباشر، أو تحويل الإسلام في الأقل إلى دين يشبه النصرانية.
في العدد الثاني نرى النهج نفسه في جميع المقالات. ولكن المقالة الافتتاحية تجلب النظر بشكل خاص، فهي تذكر جميع الأديان الأخرى غير المسيحية، ولكنها تميز الإسلام عن باقي الأديان. فبينما تصف الأديان الأخرى بأنها" أديان غير مسيحية" تصف الإسلام وحده بأنه "الدين المعارض والمناقض الوحيد للمسيحية!!". ويكفي هذا لفهم مدى العداء والتعصب الموجود في هذه المجلة تجاه الإسلام مع أنه الدين الوحيد خارج المسيحية الذي يؤمن بالمسيح (ع) نبيا ورسولا كريما ويؤمن بعذرية والدته، وبميلاده المعجز. وتستطرد المقالة فتقول بأن من الضروري حدوث تجديد في الإسلام كما حدث في المسيحية لكي يقترب الإسلام من الثقافة ومن المدنية المسيحية.
في العدد نفسه نطالع مقالة أخرى بقلم " كارل مين هوف" يقول فيها:
" بينما نرى انحسار الإسلام عن قارة أوروبا وفقده لقوته وتأثيره فيها نراه يسجل تقدما كبيرا في أفريقيا، إذن فليس من السهل الصراع مع الإسلام". ويستطرد قائلا بأن المبشرين المسيحيين في العالم الإسلامي يجدون صعوبة كبيرة جدا ويقعون في اليأس. ثم يقول:
"تكاد القناعة العامة لدى هؤلاء المبشرين هي استحالة تحويل المسلمين إلى المسيحية، لذا نراهم يتهربون من إقامة علاقات وثيقة معهم". ولكنه يوصيهم بطرح اليأس جانبا، ليقول في الختام:" يجب تهيئة مبشرين يعرفون دقائق القرآن والحديث والتاريخ الإسلامي، فإذا نجحنا في هذا فقد نستطيع الوصول إلى الهدف".
تتناول المقالة الرئيسية في العدد الثالث من المجلة المدن الثلاث المهمة في العالم المحمدي حسب تعبيرها وهي: مكة ، القاهرة واسطنبول وتقول:
" إن مكة هي قلبه، والقاهرة دماغه واسطنبول يداه، فإذا سقطت هذه المدن الثلاث فلن يستطيع العالم الإسلامي القيام بمزيد من المقاومة. ولكن يستحيل التسلل إلى مكة لأن دخول غير المسلمين إليها ممنوع. لذا كان على المبشرين تكثيف جهودهم واهتمامهم في القاهرة واسطنبول".
يتبع
02-12-2007, 08:08 PM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 33984
الأخ الأستاذ فرانكى لك التحية .. سوف يتحول الغرب إلى الأسلام ويأتى اليوم الذى يكون فيه المسلمين النسبة الغالبة بأذن الله .. مرشح الرئاسة الأسود: بوراك أوباما .. أسمه الأوسط حسين وكثيرين يقولونه باسلام أسرته ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة