|
|
 رفض الحكومة التشادية تسليم مختطف الطائرة:هل سيكون آخر مسمار يُدق في نعش العلاقة بين السودان وتش
|
رفض الحكومة التشادية تسليم مختطف الطائرة:هل سيكون آخر مسمار يُدق في نعش العلاقة بين السودان وتشاد..؟
مختطف الطائرة السودانية البوينج (737) محمد عبد اللطيف (26) عاماً الذي تحتجزه السلطات التشادية منذ الأسبوع الماضي لاختطافه الطائرة التي أقلعت من مطار الخرطوم يبدو أنه سيشكل سبباً آخر في زيادة التوتر في العلاقات بين السودان وتشاد التي بلغت ذروتها بإعلان الأخيرة تهديداً بالانسحاب من الاتحاد الأفريقي في حال تولي السودان رئاسته للدورة القادمة..
توجيه التهم للخاطف
ومع تباين ردود الأفعال في العاصمتين الخرطوم وأنجمينا حول تسليم الخاطف للسلطات السودانية وفقاً للاتفاقيات الثنائية والدولية التي وقعت عليها الدولتان تظل درجة التوتر في ارتفاع، فالحكومة السودانية متمسكة في طلب تسليم الخاطف حتى تتم محاكمته في الخرطوم بعد تحديد التهم والمتمثلة في (الارهاب، وحيازة السلاح واستخدامه دون ترخيص، والاخلال بالأمن والسلام العام والاختطاف)، وأسرعت في تسليم السلطات التشادية ملفاً حوى النتائج التي خلصت التحقيقات التي شرعت فيها فور وقوع الحادث، وكانت الحكومة التشادية قد رفضت طلباً رسمياً للسودان عبر بعثته الدبلوماسية في انجمينا بمقابلة الخاطف بدعوى أن التحقيقات معه ما زالت جارية.
وفيما تنتظر الحكومة السودانية الرد التشادي حول طلبها بتسليم الخاطف الذي قدمته عبر ادارة الانتربول بوزارة الداخلية، شكلت السلطات التشادية لجنة للتحقيق مع الخاطف، ومن المتوقع تقديمه لمحاكمة خلال اليومين القادمين حسب الأنباء الواردة من انجمينا وذلك لقطع الطريق أمام محاولات الحكومة السودانية لتسلمه عبر الخطوات التي تزمع اتخاذها في حال الرفض التشادي.
خطوات سابقة لأوانها
ولم يستبعد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير علي الصادق أن يتخذ السودان خطوات في حال تمسك الحكومة التشادية برفضها تسليم الخاطف، غير أنه اعتبر الحديث حول هذه الخطوات سابقة لأوانها باعتبار أن تشاد لم ترد رسمياً على طلب التسليم..
وقال السفير الصادق لـ (السوداني) على تشاد احترام الاتفاقيات الموقَّعة بينها والسوان التي عليها بموجبها أن تسلم الخاطف، ومضى إلى أن جريمة الاختطاف يدينها المجتمع الدولي وليس فيها تهاون وأن السودان مستمر في حث الحكومة التشادية باستجابة طلبه بشأن التسليم.
لم تشأ الحكومة التشادية الإعلان عن تسلمها طلب السودان حول تسليم الخاطف، ونفت على لسان الأمين العام للحزب الحاكم في تشاد تلقي حكومته هذا الطلب وحسب بعض المراقبين فإن الحكومة التشادية تعمل على كسب الوقت بنفيها تلقي طلب السودان الذي أكد عليه عدد من المسؤولين المعنيين وزاد عليه وزير العدل محمد علي المرضي أن الحكومة التشادية ملزمة بتسليم مختطف الطائرة السودانية التابعة لطيران الغرب إلى السلطات السودانية للتحقيق معه ومن ثم تقديمه للمحاكمة وفقاً لاتفاقية تبادل المجرمين الموقَّعة بين السودان وتشاد عام 1965م والمصادق عليها عام 1968م، واعتبر رفض الحكومة التشادية التسليم تشجيعاً للذين يرتكبون جرائم في السودان لأن يلجأوا اليها طلباً للحماية، ويخالف ميثاق الاتحاد الأفريقي وميثاق الأمم المتحدة والأعراف الدولية وعلاقات الجوار..
اختطاف الطائرة عملية ارهابية
ويجمع معظم الذين تحدثوا حول الوضع القانوني لجريمة اختطاف الطائرة أنها عملية ارهابية ترفضها كل الدول باعتبارها تهدد الأمن والسلامة..
ووصف الدكتور الرشيد أبو شامة أستاذ القانون الدولي بمعهد الدراسات الدبلوماسية بجامعة الخرطوم في حديثه لـ (السوداني) اختطاف الطائرة بأنه عمل خطير، وبموجب الاتفاقيات الموقَّعة بين البلدين من الطبيعي أن تسلِّم السلطات التشادية الخاطف، وتطرق إلى أنه وفي حالة تمسكها بعدم التسليم يمكن أن يتقدَّم السودان بشكوى ضد تشاد إلى الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، وقبل ذلك يرى أن تلح إدارة الانتربول في طلب التسليم باعتبارها المعنية بملاحقة المجرمين الهاربين من بلادهم إلى بلاد أخرى، وتحديد نوع الدعوى في طلبها.. وأشار إلى أن تشاد يمكن أن تتحايل بالشروع في محاكمة الخاطف باعتبار أن الأراضي التشادية كانت مسرحاً لجريمة الاختطاف، بعد دخول الطائرة أجواءها لكنه اعتبر أن وجود اتفاقية سارية ووقعت عليها الدولتان تلزمها بتسليم الخاطف.
اتفاقيات ثنائية ودولية
هنالك عدة اتفاقيات احتكمت إليها الحكومة السودانية في التمسك بأحقيتها تسليم الخاطف من قبل السلطات في تشاد من بينها الاتفاقية الثنائية بين البلدين حول تبادل المجرمين، واتفاقية الساحل والصحراء التي وقعت عليها (20) دولة أفريقية من بينها السودان وتشاد، قانون الارهاب للعام 2001م إلى جانب (12) صكاً دولياً لمكافحة الارهاب وتجريم الأفعال التي تحدث على وسائل النقل الجوي والجرائم الأخرى المرتكبة على متن الطائرات.
ويبدو أن الحكومة السودانية ستمضي إلى الضغط على تشاد بناءً على هذه الاتفاقيات التي تلزمها بتسليم الخاطف محمد عبد اللطيف الذي أصبح موقفه أكثر تعقيداً بعد فشل عملية الاختطاف التي قام بها، وأسهم في زيادة توتر العلاقات بين البلدين ويحتاج تجاوز الأمر جهوداً كبيرة حسب البروفيسور ابراهيم ميرغني أستاذ العلوم السياسية، ويرى أن توتر العلاقة بين البلدين أدى إلى رفض الحكومة التشادية طلب السودان بتسليم الخاطف..
وقال في افاداته لـ (السوداني) إن القوانين الدولية لا تكون الفيصل في مثل هذه القضايا ويمكن لطرف ثالث أن ينجح في ذلك.. وأضاف أنه في حالة السودان وتشاد يمكن أن تقوم فرنسا بدور ايجابي لما لديها من نفوذ على الحكومة التشادية بهدف الوصول إلى حلٍّ يرضي كل الأطراف، ومن دون ذلك اعتبر الأمر صعباً خاصة أن تشاد يمكن أن تختلق أسبابا مختلفة ترفض بموجبها تسليم الخاطف.
|
|
 
|
|
|
|
محمد الامين محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست