|
السيطرة على الوحدة الإدارية أبيي ،هل هي خطوة معزولة أم حلقة في سلسلة منتظمة التخطيط؟
|
السيطرة على الوحدة الإدارية أبيي ،هل هي خطوة معزولة أم حلقة في سلسلة منتظمة التخطيط؟السيطرة على الوحدة الإدارية أبيي ،هل هي خطوة معزولة أم حلقة في سلسلة منتظمة التخطيط؟ أثارت سيطرة الدينكا نقوك على الوحدة الإدارية /أبيي جدلا واسعا في الأوساط الحكومية والشعبية في السودان وتباينت الآراء ما بين مؤيد ومستنكر وداقا لطبول الحرب ، ولكنها لم تخضع لتحليل هادئ لمعرفة ما وراءها ، من هنا حاولت أن أطرح هذا التساؤل للإجابة عليه بشئ من الموضوعية أسأل الله أن أوفق فيها ورأيي هنا صواب قابل للخطاء متى ما ظهرت جوانب أخرى تضئ المسألة من زاوية لم أراها، ولكني إلى حين ذاك أعتبر هذا الرأي و أرجو المناقشة والتداول . وتيرة الأحداث في أبيي لم تبدأ مع السيطرة على الوحدة الإدارية في صبيحة الرابع عشر من يناير 2007 م ولكنها سبقتها بمراحل عدة، بدأت منذ ظهور تقرير لجنة الخبراء الذي رسم الخارطة للمنطقة المتنازع عليها والمسماة بأبيي وذلك من خلال مواقف الطرفين المؤتمر الوطني من ناحية والحركة الشعبية من ناحية أخرى ،ويتبع ذلك الموقف الشعبي للمسيرية والذين يعتبرون أن خارطة الخبراء المرفقة مع التقرير تغولت على حقهم التاريخي وأضافت مناطق لم تكن في يوما من الأيام موضوع نزاع مع الدينكا ولم تطرح أصلا في التفاوض بين شريكي نيفاشا ، بينما الطرف الآخر ( دينكا نقوك) فيتمسكون بهذه الخارطة وهذا التقرير كمكسب لا يمكن التفريط فيه ، والمسألة بأجمعها تدور في فلك المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لأن حتى هذه الأراء الشعبية اختزلت في آراء أعضاء هذين الشريكين فلم تتاح فرصة لسماع صوت الشعبين بعيدا عن السياسيين والمتحزبين وصراعاتهم ولكن بدأت حركة مدروسة من قبل دينكا نقوك وذلك منذ إفتتاح المكتب السياسي للحركة الشعبية في مدينة أبيي حيث إنتدبت الحركة له واحدا من كوادرها القيادية كان يشغل منصب محافظ محافظة أبيي في حكومة الحركة قبل إتفاقية السلام والتي مقرها النت (أقوك) والتي تعتبر هي المثلث المعني بأبيي 1905 ، ويدعى موسى ملي كات ، باشر كات عمله في أبيي مديرا لمكتب الحركة الشعبية ، منذ عام ونيف . هذه الخطوات المدروسة التي نعتبر أن خطوة السيطرة على المحلية حلقة في سلسلتها التي سيكشف عنها الزمن بدأت بحضور قافلة شباب أبيي من الخرطوم ليقيموا ندوة سياسية تكلموا فيها عن أحقيتهم وحدهم بأبيي والتي تبعتها مظاهرة في صباح اليوم التالي تم فيها مسح كل اللوحات المكتوب عليها (ولاية غرب كردفان) في كل المؤسسات ومرت هذه الحادثة دون أي ردة فعل ، تبعتها خطوة أخرى أعمق أثرا هي السيطرة على المدارس في أبيي وتعيين كوادر تدريسية محليا وطرد المدرسين السابقين وتغيير المنهج الدراسي والنظام المدرسي بإعتبار الأحد هو العطلة الرسمية بدلا عن الجمعة ورفع علم الحركة الشعبية بجانب علم السودان على أبنية المدارس والتي أكملت بإنزال علم السودان نهائيا والإكتفاء بعلم الحركة الشعبية وحده ، تبعتها خطوة سيطرة لجنة التنمية (لجنة حصرا على نقوك بعد إقصاء العرب الذين كانوا فيها) على منزل معتمد محلية أبيي وإيجاره لإحدى المنظمات ولم تظهر أي ردة فعل من الجهات الحكومية هنا ، ثم أخيرا جاءت خطوة السيطرة على الوحدة الإدارية وحمايتها وعدم التجاوب مع طلبات السلطات المحلية بإعادة الوحدة إلى وضعها السابق ،بل الإصرار على العمل بإيصالات مالية جلبت من منطقة النت تابعة لولاية الوحدة . من خلال ما سردناه يتضح أن هذه الخطوة هي خطوة مدروسة بعناية ضمن خطة تم وضعها مدعومة من الحركة الشعبية لوضع المؤتمر الوطني والمسيرية أمام الأمر الواقع خاصة إذا تذكرنا تصريحات بعض قادة الإدارة الأهلية لنقوك والمنتسبين إلى الحركة الشعبية مثل الأمير (نول فقوات ) الذي قال عندما اقصوا الأعضاء العرب من لجنة التنمية ( سنحقق ما عجز عن تحقيقه دينق اللور بالتفاوض) ، وهذا الذي يعنيه هو السيطرة على الوضع في أبيي على الأرض وهو ما نراه يجري الآن بخطوات مدروسة ومتأنية تستهدف وضع تقرير لجنة الخبراء موضع التنفيذ خاصة إذا لاحظنا حمى التجنيد التي بدأت في معسكرات (ماكير واللو وتيوك) شمال الجرف من قبل ابناء دينكا نقوك والتي تخالف إتفاقية نيفاشا التي منعت التجنيد في صفوف القوات المسلحة للطرفين . إذن السؤال هو: هل تعد أبيي لمعركة قد تقضم ظهر نيفاشا وتقبر السلام الهش إلى الأبد أم هناك بصيص أمل في إطفاء الحريق الذي بدأ بالإشتعال؟
|
|

|
|
|
|