|
الشوش يكتب : الشيطان وعملاء بنوك نيروبى
|
محمد ابراهيم الشوش نشرت صحيفة «الانتباهة» 9 يناير 2007م رسالة مفتوحة من الجنرال اوباى دينق اجاك رئيس هيئة أركان الجيش الشعبى لتحرير السودان الى النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب، وتشير اليه الرسالة والى قادة الحركة بصفة رفيق بعد ان انتهى عهد الرفاق وانهد حائطهم، ولعل ذلك من مخلفات العلاقات مع مانقستو مريم. وتشكو الرسالة - ولا أدرى لم وجهها للنائب الأول ورئيس حكومة الجنوب وهو ليس نائباً عاماً ولا مسئولاً عن قضايا النشر ولا مسئولاً عن قضايا النشر ولا تصدر «الانتباهة» في الجنوب - ان «الانتباهة» أدعت بأن الرفيق رياك مشار وماما ربيكا وكاتب الرسالة يملكون حسابات شخصية في أحد بنوك نيروبى تبلغ في مجموعها «40» مليون دولاراً: وهو ينكر ذلك عن نفسه ويطالب بالتحقيق. وهذا من حقه ونؤيده عليه. فنحن مثله نريد معرفة الحقيقة. وحتى تنجلى هذه الحقيقة فهو ورفيقاه ملزمون بالتصريح قانونياً للبنك المذكور بكشف حساباتهم. كل ذلك والأمر في حدود القانون والمنطق ولا غبار عليه. ولكن الشاكي يذهب الى اكثر من ذلك الى اتهام الصحيفة بأنها قد عرفت بكتاباتها المعادية للحركة الشعبية والجيش الشعبي، وانها تتعمد ان تدق اسفيناً بين الحكومة وشعب الجنوب، وبالتالى تعمل على تقويض ادارة معالى النائب الأول. ويخلص من ذلك الى ان هذه الصحيفة ما هي في حقيقتها إلا وكيلاً للشيطان وعدواً للسلام ويجب ألا تسامح ابداً. واذا ثبت بطلان اتهاماتها فيجب ان يتم اغلاقها. ونقول من جانبنا لا يلزم ان يكون الاغلاق هو العقوبة القانونية السليمة فذلك متروك لحكمة القاضي. والمطالبة بالاغلاق تذكر بقصة القاضي الشرعي الذى مثل امامه في قضية امرأة تطلب الطلاق من رجل كان في نزاع طويل مع القاضى بسبب رفضه كمستأجر الخروج من بيت القاضى فأصدر القاضى أمره بتطليق المرأة واخلاء المنزل الذى لم يكن طرفاً في القضية. ورغبة الشاكي في اغلاق الصحيفة يسبق اتهامها له. واذا كانت الكتابات المعادية للحركة الشعبية واتهام بعض رجالها بتحويل مبالغ طائلة خارج البلاد مسوغاً كافياً لاغلاق الصحف فيلزم في عهد الشراكة ان ينطبق الأمر نفسه على الكتابات المعادية للمؤتمر الوطني واتهام رجاله وتصل هذه الى اضعاف ما يوجه للحركة الشعبية، التي تعتبرها بعض الأقلام منزهة عن كل عيب ونقد الى درجة ان بعض هذه الاقلام تناولت الأخبار المتداولة حول أموال بعض قادة الحركة في بنوك نيروبى لا بالنقد أو السؤال أو حتى الدفاع بل بنقد الصحف التي كشفت الفضيحة بحجة انها لم تفعل نفس الشيء بما يمكن ان يكون قد هربه قادة المؤتمر الوطني. وذلك يعيد الى الأذهان قصة الاعرابى الذى هرب أحد جمليه وعاث فساداً ولما عجز عن اللحاق به عاد الى الجمل المربوط وأوسعه ضرباً وهو يقول لمشاهديه المندهشين: انتم لا تعرفونه. لو انه هو الذى فك الحبل وهرب لفعل أسوأ الف مرة مما فعل أخوه. أما ان الصحيفة وكيلة للشيطان فذلك أمر لا نقر الشاكي عليه إلا ان يكون الشيطان قد اضاف الى أعبائه التجسس على حسابات بنوك نيروبى. ونصيحتي للشاكي ألا يتعب نفسه في تتبع هذه الأقاويل فلا أحد في هذا البلد يهتم لو كانت المبالغ اربعين مليوناً أو اربعمائة. ولو تتبع ما يقال لاصابه الدوار. ولو عاش المتنبىء لقال: أنا الغنى وأموالي الاشاعات. فتمتع يا أخى بما أفاء الله به عليك، ان صدق القول فيك وأخرج أموالك من قارتنا التعيسة فبنك يكشف حسابك لا يؤتمن على أموالك. واذا لم تكن تملك شيئاً من ذلك فاعتبر ما قالته «الانتباهة» فألاً حسناً وتنبهاً لك على ما فاتك نقلا عن الراي العام
|
|

|
|
|
|