الشهيد الأستاذ/ محمود كنت من المحظوظين الذين أصطفاهم الله وأنعم عليهم برؤيته عيانا بيانا وأن يستمعوا الى حديثه فى أكثر من سانحه، وأن يحادثوه، بل يستمتعون بسماع الأنشاد فى الصباح الباكر (جيلانينا) وأخواتها .. ولحظات الذكر قبيل صلاة المغرب وأفطار الصائمين فى حضرة الأستاذ والجلسات المسائيه الفكريه عند الأمسيات التى تعقبها عبارة الأستاذ (العشاء) بفتح العين ثم (العشاء) بكسرها، ويالها من أيام!!
هذا الأنسان المنصف لمن يخاصمونه ويعادونه ويعطيهم حقهم كاملا غير منقوص ويحترم شخصياتهم ولا يصرفه عن قول الحق صارف، دون شك لا يرضيه فى برزخه أن يظلم انسان من خلال (فش الغل) والخصومات الفاجرة.
سعدت بالتحدث الى الأخ الصحفى / محمد فضل، فى امور فكريه متنوعه، وعلى غير ما يعتقد البعض فالرجل ينأى بنفسه من التحدث عن الصغائر والأمور الشخصيه، واكثر ما جعلنى احترمه هو شجاعته وعدم انكاره لمايويته السابقه. سالت عن الرجل فى مصر فى تجمعات الأدباء والصحفيين والمثقفين فعرفوه من اول وهله وأثنوا عليه كثيرا وعلى طيب معشره وأخلاقه الفاضله.
الأخ محمد فضل ردا على سؤال منى وجهته له حول مسوؤلية أعدام الشهيد الأستاذ محمود على من تقع أخلاقيا؟ قال لى أن مسوؤلية اعدام الشهيد الأستاذ/ محمود، تقع على قادة الأتجاه الأسلامى الذين انضموا لمايو بعد المصالحه الوطنيه، وقد كان بينهم وبين قدامى المايويين غير المنتمين الى ذلك الأتجاه صراع خفى غير ظاهر فى العلن.
وأضاف أن المايويين غير المنتمين للأتجاه الأسلامى ما كانوا يرون مصلحه لهم فى أعدام الشهيد الأستاذ محمود، بل كانوا أكثر حرصا على رفض اعدامه لأن الفكر الجمهور كان يكشف حقيقة الفكر الذى يدعو له المنتمين للأتجاه الأسلامى ويعريهم بالمنطق والحجه، لذلك كنت من مصلحتهم التآمر على " محمود" واعدامه.
وقد لا يعلم البعض انه كونت لجنة من عشرة اشخاص لثنى الرئيس المخلوع جعفر من تنفيذ حكم الأعدام، برئاسة الرشيد الطاهر بكر، والأقتراح الذى قدم من قبل تلك المجموعه هو أن يتنازل الشهيد الأستاذ/ محمود، عما جاء فى منشور "هذا أو الطوفان" لا عن افكاره كلها، مقابل العفو عنه، لكن "محمود" كان فاجأ تلك اللجنه وكان صلبا وشجاعا ورفض ذلك الأقتراح.
حقيقة لا أريد فى هذا المقام أن ادافع عن الأخ / محمد فضل، فالرجل تدافع عنه مواقفه وحدها لكن نفسى تطمئن جدا لما جاء فى تحليله ولما سمعته منه وهو رجل شجاع ونزيه حسب ما سمعت عنه فى مصر، من الأدباء والصحفيين والمثقفين المصريين، وأعلم جيدا أن (الأتجاه الأسلامى) وقيادته هى المسوؤله عن تلك الجريمه النكراء وعلى رأسهم شيخهم الترابى ومجموعة القصر المكونه من رجلين وأمراة. الذين أستغلوا مغفلا نافعا اسمه (النميرى) لتنفيذ جريمتهم تلك. والله من وراء القصد.
(قصيدة قديمه)
أعظـــــم الشـــــهـــداء
ثابت علــى المــــــبدأ رهيب فى بسمتك تتحـــدى لما القناع من هيبتك أنزاح طرفك لا رمش لا أرتد
..............................................
مكتوف الأيادى، واقف عديل ما أنهد مجنزر، فى هيبة تقدل، شامخ فى السماء الممتد بى صمتك حاكمــت الجهـــل والحاكمـــوك بالــردة
ترياق للنفوس من نشأتك، ولى آخر الأيام افنيت العمـــر تبنى وتجدد وتنشرالأســـلام بالفهم الصحيح والدعــوة والاعلام أدواتك حروفك وسـلاحــك الأقـــلام نظــراتك معــانــى وحكم وكــــلام فى صمتك، عميق، ما بهمك الأعدام وفى حزنك تأمــــل، ساكـن معـاك دوام همـــك صـــلاح الكون، والـدنيا تبقى سلام
...............................................
أتباعــك (رجــال) ثابـتـين دوام قـــــدام طاهرين الأيادى صادقين لسان وكرام حافظين الوصية – دائما – صيام وقيام لو الموت ( شريعتك)، كان لاقوه فى (الاحرام).
...............................................
منو القبلك شهد بى روعتو الأعداء مـنـــو المشى (للشنـق) وفــى بســـمة أتحدى منو المشت النجوم فى دربو تستهدا منو النزلت شمــــوس العـــــزة تستجدا ثم أنزوت خلف السحاب، عشان اكتب سطر اهداء قليل لو قلنا فى وصفك عظيم أو قلنا أنك، أعظم الشهـــــــداء
خلق الجمال "نحن نبشر بعالم جديد، وندعو إلى سبيل تحقيقه، ونزعم أنا نعرف ذلك السبيل، معرفةً عملية، أما ذلك العالم الجديد، فهو عالمٌ يسكنه رجالٌ ونساءٌ أحرار، قد برئت صدورهم من الغل والحقد، وسلمت عقولهم من السخف والخرافات، فهم في جميع أقطار هذا الكوكب، متآخون، متحابون، متساعدون، قد وظفوا أنفسهم لخلق الجمال في أنفسهم وفيما حولهم من الأشياء، فأصبحوا بذلك سادة هذا الكوكب، تسمو بهم الحياة فيه سمتاً فوق سمت، حتى تصبح وكأنها الروضة المونقة، تتفتح كل يوم عن جديد من الزهر، وجديد من الثمر"
الشهيد الأستاذ/ محمود محمد طه.
01-18-2007, 00:07 AM
Mohamed Adam Mohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5604
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة