الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
|
أهو نحن في الآخر سوا ، باعنا الهوى ، يا امرأةً ربع فيل !!!
|
" وبقيت أغنّي عليك غناوي الحسرة والأسف الطويل .. و عشان أجيب ليك الفرح ، رضيان مشيت للمستحيل .. و معاك لآخر المدى ، فتيني يا هجعت مواعيدي القبيل .. بعتيني لي حضن الأسى ، و سيبتيني للحزن النبيل ... " . ( شعر : صلاح حاج سعيد ، غناء : مصطفى سيد أحمد )
***
دلو الدرب الطويل ما زال ينهل " غارفاً " من عمق إنسانك يا جميل ، دالقاً ما يحتوي تجاه الودار !! يا أنا !! ترى ، هل صحت الأشياء بعد طول سبات ؟ أم أن السبات - مازال - يكسو وجه قادم أيامك يا أصيل ؟
منوت ، يا أنا ، أحبك مرتين ، و مرات طوال .. و ...
" أهو نحن في الآخر سوا ، باعنا الهوى ، يا امرأةً ربع فيل " !!!
|
|

|
|
|
|
|
|
Re: أهو نحن في الآخر سوا ، باعنا الهوى ، يا امرأةً ربع فيل !!! (Re: منوت)
|
" ... و مشيت معاك ، كل الخطاوي الممكنه ، و بقدر عليها و بعرفها .. أوفيت و ما قصّرت في حقّك ، و لا كان عرفه غيرك أصادفا .. و قدر هواك يجيبني ليك ، جمّع قلوبنا و ألّفا .. وقتين يقيني معاي في أعماقي ، أعماق مشاعري المرهفه .. لا منّك إبتدت الظروف ، و لا بيك انتهت الأماني المترفه ... "
( الحزن النبيل ، شعر صلاح حاج سعيد ، غناء : مصطفى سيد أحمد )
*** خطوات عمقك يا جميل ، و جميل خطوك يا عميق ، قد أنبتت ، درب الحنين على السحب العتية في ضرام العمر يا هذا القصي ، و تجاوزت سقف المسير !!!
و ...
" أهو نحن في الآخر سوا ، باعنا الهوى ، يا امرأةً ربع فيل " !!!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أهو نحن في الآخر سوا ، باعنا الهوى ، يا امرأةً ربع فيل !!! (Re: منوت)
|
ما بين منتصف العامِ الرابعِ للألفيةِ الثالثةِ يا جميل ، و بداياتِ سابع الأعوامِ منها، أبرق ، فأرعد ، ثم هطل الذي كنت أخبؤه - مطراً - نقياً لنفسي و زينب !!! و كان اللقاء ، فصارت أرضي العطشى تنازع كي يكون الفيل - هذا الربع - سيد الساقين !! و ظل السؤال - حبيس العاشقين - يدور ملتفّاً علينا : دا شنو دا ؟ دا منو دا ؟ و كنت أغنّي :
" لمحتك .. قلت بر آمن ، بديت أحلم .. ألملم قدرتي الباقيه ، و اشد ساعد على المقداف .. تلوّح لي مدن عينيك ، و ترفع لي منارة بسمتك ساريه ، و بديت أحلم .. كل ما الريح تطارد الموج ، أزيد إصرار ، واحلف بيك .. أغيّر سكة التيار ، واقول : يا إنتِ يا أغرق ، تلوّح لي مدن عينيك ، تلوّح لي ... "
( مدن عينيك ، شعر : عبد القادر الكتيابي ، غناء : مصطفى سيد أحمد )
و الآن ، يا ربع فيلٍ = العمر في آفاقه المتخيله ، ماذا يكون حبيبتي ، ماذا يكون ؟
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أهو نحن في الآخر سوا ، باعنا الهوى ، يا امرأةً ربع فيل !!! (Re: منوت)
|
لك السلام ، ثم السلام ، ثم السلام ، يا جميل . ثمّ ... ثمّ ماذا يا منوت ؟ و أنت ... " ... أعمى أصم ، الآن وحدك والطريق ، و لا مفرّ من الألم .. هذا اختيارك فاصطبر ، لا وقت عندك للندم ... " ( الشاعر : عالم عباس محمد نور )
كيف حال أحوالك يا جميل ؟ أما سؤالك عني ، ف ...
" ... ندمان أناااااااااااااااااااااااااااااااا ، ندمان أنا أبداً وحاتك ، عمري ما شفت الندم .. ما أصلو حال الدنيا ، تسرق منيه في لحظة عشم .. انا عندي ليك قال الفرح : رغم احتمالي أساك ، يا جرح الألم .. و عن خوفي منك ، جاي من لهفة هواكِ على المواعيد الوهم .. أهو ، نحن في الآخر سوا ، باعنا الهوى ، ماشين على سكة عدم ، و بقيت أغنّي عليك ، غناوي الحسره و الأسف الطويل ... " . ( الحزن النبيل ، شعر : صلاح حاج سعيد ، غناء : مصطفى سيد أحمد )
أما هنا ، فيطفو السؤال حبيس الدواخل - قائماً - يشهد أنني كنت هناك ألمّ شباكي و أنزف متسائلاً!! هل المسافة بين ما يجب ، ولا يجب دغلُ من الصمت ، يا امرأةً ربع فيلٍ = العمر × آفاقه المتخيلة ؟
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أهو نحن في الآخر سوا ، باعنا الهوى ، يا امرأةً ربع فيل !!! (Re: منوت)
|
الأستاذ كمال محجوب ، كامل الشكر لك .. أكثر من مائة ذكرِ و أنثى ( بورداب ) مرّ على هذا البوست و لم ي/ت داخل !!! ربما ، " جفلوا / جفلن " من نشنكة الحزن النبيل ! و ها أنت المتداخل الأول ، منذ 14 يناير ( تاريخ البوست ) ! لك التحية ، و كامل التقدير يا كمال .
و ...
منوت ، لا ينزف " فقط " ، بل يتماهى مع إبداعات أبي سامر ( مصطفى) عليه الرحمة وهو ساكن عمق الجنان .. منوت ، لم يظلم " فحسب " ، بل طفشت أفيال أنثاه ، تروم الدفْ عند قطيعها الموصولِ بالحبلِ السرابي المعولمِ و المسودنِ بالغلط !!
و ...
لكنّا نروم الدفء في عرصات مخبرنا الثري ، و نغني :
" والله نحن مع الطيور ، المابتعرف ليها خرطه ، و لا في إيدا جواز سفر .. نمشي في كل المدائن ، نبني عشنا بالغناوي ، ننشد الأفراح درر .. و الربيع يسكن جوارنا ، و السنابل تملا دارنا ، و الرياحين و المطر .. الحبيبه تغني لينا ، لا هموم تسكن دروبنا ، و لا يلاقينا الخطر .. إيدي في إيدك نغنّي ، إيدي في إيدك نغنّي : و الله نحن مع الطيور ، الما بتعرف ليها خرطه ، و لا في إيدا جواز سفر ... " .
( جواز سفر ، شعر : حافظ عباس ، غناء : مصطفى سيد أحمد )
* رحمة الله عليك يا أبا سامر ( مصطفى ) ، فقد كنت أدخرك ليوم فرحي ، وها أنت تشاركني أحزاني الكبرى !!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أهو نحن في الآخر سوا ، باعنا الهوى ، يا امرأةً ربع فيل !!! (Re: منوت)
|
الأخ منوت قال المهاتما غاندي : إن قابلنا العنف بالعنف والظلم بالظلم ، فمتي يتنهي؟ شكرا لك على هذه الإتكاءات الرائعة ، مصطفى يجري في شرايين الإنسان الإنسان ... يا جرح ... عزة هوانا الساكنة في حرف الكتابة أصلو في زمن الأسى الممدود على وتر الكآبة في زمان الحرقة والخوف والرتابة انكتم نبض الأغاني وانهزم حس المعاني وانبهم خاطر المهابة
منوت ظلم ونحن ظلمنا ... وأفيالنا يتم تطفيشها ولكن لا بد من لملمة ذلك السرب الرائع من الأفيال وال(فيلات) ... ولا بد من الغناء ونسيان الجراح ... فالجرح القديم إذا انفتح يكون أكثر ألماً من الجرد الجديد.... لك كميات هائلة من الود والحب ونلتقي مرات تصبح وتمسي على خير كمال
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: أهو نحن في الآخر سوا ، باعنا الهوى ، يا امرأةً ربع فيل !!! (Re: منوت)
|
كمال محجوب ، يا صديقي " السايبري " في جدة الجرح " الفيلي " القديم المتجدد ! لك التحية والسلام ، و كامل الشكر على حكم غاندي المهاتما . و ...
" صابرين يا حزن الغنا .. صابرين من بعد الضنا .. صابرين على وعد المنى .. صابرين ... "
( صابرين ، شعر : محمد طه القدّال ، غناء : مصطفى سيد أحمد ) .
* أبا المر ، يا صديقي القديم المتجدد ، أيها الديامي المعتق بالإنسان .
" الكلام جديد ، جدة ما يصيبنا من فواجع " !!!
و يبدو ، أنهم يرفضون تعميد منوت ( تشليخي ) كما اقترحت أنت ذات محادثة حميمة !!!
و جاييك راجع على الهواتف بعد أن تمر العاصفة !
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أهو نحن في الآخر سوا ، باعنا الهوى ، يا امرأةً ربع فيل !!! (Re: منوت)
|
Quote: يا صديقي القديم المتجدد ، أيها الديامي المعتق بالإنسان .
|
منوت العزيز يبدو إنك إنسان أرهقه حسه المرهف .... لا يستطيع مثل أولئك أن يقتلوا هذا الإنسان فيهم ولا يستطيعون أن (يقتلوا) قلوبهم وينحنون للعاصفة ... أن تجبن ساعة فذلك يساوى شجاعة كبيرة ... لا أطلب منك أن تجبن ولا أن تطأطئ راسك بل انحني قليلا للعاصفة ودعها تمر ثم أرفعه عاليا وسر في الطريق... ليس كل الدروب مفروشة بالورد ولكن ...... لك التحايا ونلتقي
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: أهو نحن في الآخر سوا ، باعنا الهوى ، يا امرأةً ربع فيل !!! (Re: Kamal Mahjoob)
|
..
إزيك في هدا الخلاء واليتم عارف؟ وإنت صاحب دكتوراة قد الدنيا، وبعض الطُمش ما عارفين
أي زول في المكان دا بكتب في إشكالاتو، وخصوصيتو في الوجود، وآلامو واحدين يقولوا: الموضوعية، وتانين يقولوا: الله والرسول،.. ياخي الكون دا أنحن فيهو كيف ما عارفين وأي زول قاعد يقول في روحو فما دخل الموضوعية والله والرسول إلا لدى السذَّج والجبناء أها، أنا من المُنصتين إليك ومن محبي اللاموضوعية، والشخصانية، والكُفر حتى يا دكتور بتاع علم نفس مع لغة، ويا لها من خلطة عجيبة تصدّق إني دخلت هنا أفتّش روحي؟ آآي الكاتب إنت ودا موضوعك وألا موضوعيتك ما عارف لكن البقرأ أنا، والخلاصة هي لي أنا أكتب، ومتابعينك ما عليك بالبورد اللي 70 في المائة منو أغبياء وعشرة في المائة أشباه أغبياء والعشرة الباقية (مع النّسب أعلاه) لا هي بالتصنيف الفوق دا، ولا بتعرف حتى تكتب (إن شاء الله) بشكل صحيح شعب أمّي، ومصر يكون عندو رأي والله متخيّل سقراط من قراء هذه الدوشانة للرأس تصدّق بدل يمد كرعيه كما فعل أبو حنيفة ح يمدّ ضراطو وبصوت طوييييييييييل طوووووووووووط، من شعب ومن أغبياء ألا رحم الله أبا حنيفة وسقراط أخوك في حالة غُبن واشمئزاز وجودي، وجودي دي مضحكة ذاتها ياخي سلّم علي ماليزيا، يا ريت كلامي دا ما يكون عندو (اي رابط موضوعي) بكلام بوستك كدا بشكر الموضوعية كتير، وكمان بشكر الله والرسول ذاتم
..
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: أهو نحن في الآخر سوا ، باعنا الهوى ، يا امرأةً ربع فيل !!! (Re: منوت)
|
" منوت العزيز يبدو إنك إنسان أرهقه حسه المرهف .... لا يستطيع مثل أولئك أن يقتلوا هذا الإنسان فيهم ولا يستطيعون أن (يقتلوا) قلوبهم وينحنون للعاصفة ... أن تجبن ساعة فذلك يساوى شجاعة كبيرة ... لا أطلب منك أن تجبن ولا أن تطأطئ راسك بل انحني قليلا للعاصفة ودعها تمر ثم أرفعه عاليا وسر في الطريق... ليس كل الدروب مفروشة بالورد ولكن ...... لك التحايا ونلتقي ... " . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
* الأستاذ كمال محجوب ، سلام ، يبدو أن في الأمر خلط !!!
و إذا كان فهمي لما ترمي إليه صحيحاً ؟ أو كان فهمك لما أرمي إليه خطأً ؟ فتأكد بأننا أعددنا لهم المشلعيب ( دوا الكديس ) !!! و ليس في ذلك تثريب !!
حللتم أهلاً ، و نزلتم سهلاً ، و السلام .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أهو نحن في الآخر سوا ، باعنا الهوى ، يا امرأةً ربع فيل !!! (Re: منوت)
|
" ... أخوك في حالة غُبن واشمئزاز وجودي، وجودي دي مضحكة ذاتها ... "
أيها الرجل " الأميبي " المجالد ، يا قلاديتر !!
أما زلت تنهل من عروق الأرصفة ؟ أم الرصيف أضحى قمة النظر الروي حيال هذي الأزمنة ؟
أقول ليك حاجه ؟ تعال نغني : " ... خبروني ، هل أنا أبدو حزينا ؟ هل أنا القاتل ، و المقتول - حيناً - والرهينه ؟ هل أنا البحر الذي لا يأمن الآن السفينه ؟ خبئيني بين جدران المسام .. قبّليني ، مرةً في كل عام .. فأنا أشتاق أن أولد في عينيك طفلاً من جديد ، أرتدي اللون البنفسج ، أعتلي شكل الهويه ، و أنا لست أدري ما الذي يدفعني دفعاً إليك ؟ ما الذي يجعلني أبدو حزيناً ، حين أرتاد التّسكع في مرايا وجنتيك ؟ لا عليك ... " .
( مريم الأخرى ، شعر : محمد إبراهيم شمو ، غناء : مصطفى سيد أحمد ) .
و ... لا ، لا عليك ، لا عليك ، يا امرأةً = العمر × آفاقه المتخيله !
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أهو نحن في الآخر سوا ، باعنا الهوى ، يا امرأةً ربع فيل !!! (Re: منوت)
|
الأستاذ كمال محجوب ، لك الشكر - مجدداً - و أنت أوّل فاتحي كُوى التواصل عبر هذا " النفاج " البوست الحياة !! و ها نحن نهديك الذي يلي :
" ... اِنتقلت عدوى التجوّلِ بصرياً إلى الفليل أيضاً ، ولكنه لم يلبث أن ثبّت بصره وتركيزه على لوحةٍ واضح جداً أنها لم تكتمل . وكانت تُصوّر في كثير من الضباب فتاةً تحمل في يدها واحداً من تلك الفوانيس القديمة . لفت الفليل سانتينو إلى اللوحة وقال باستغراقٍ وانجذاب : - يا للروعة !!! رائحة الرسم الذي لم يكتمل ، مثل رائحة الدّخن النيء و الفريك ! تعني رائحة الأشياء وهي فكرة . هذه اللوحة أنا لا أراها كما تراها أنتَ لوحةً معلقةً على جدار . ولكنني أجزم بأنني أنا من يدفعها بقوة ما لتتضح على الجدار . الآن يتملكني - تماماً - إحساس أنني ماكينة سينما . إن هذا الفنان لصّ ذاكرتي . إنها مزاهر ! لازلت أذكرها. لقد كانت ذهبية اللونِ كنارِ القصب . و ذات جسدٍ عامرٍ بمواهبه ، ومتبّلٍ بمزاج الأفارقة . تحمل في يدها واحداً من تلك الفوانيس البائسة التي تتكوّن من فتيلةٍ وعلبة زيت لا غير . كانت تريد وضعه في فتحة مربعة في الجدار تستخدم كرفٍّ ، كما يمكنها أن تؤدي مهمة النافذة . شعرها الكثيف يطل على قفاها بعفويّة لم يتوفر لها ترتيب دقيق لأسميه مسرّحاً إلى الوراء . فلازالت هناك خصلات منه تتطاير على جبينها وخديها . تحرّكت نسمة هواء خفيفة جعلت ضوء الفانوس يتأرجح. كنت أرى اتجاه الريح على وجهها . أشجار النيم التي تغطي مدخل البناية أخذت تتخلّى عن أوراقها المصفرّة ، وتلقيها بكسل لتمر أمام تلك الفتحة. بعض الأوراق تكون واضحة لي و هي في طريقها إلى الأرض . و عندما تقاصد المكشوف من جسد الفتاة ، تختفي فجأةً لدخولها في درجات لون ، تحقق لها الاستئناس ، ثم تبتلعها . و حين تتخطّى تلك الأوراق جسد الفتاة ، تظهر للحظةٍ خاطفة في الهالة التي يلقيها المصباح على الجزء الأعلى من الجدار ، أسفل تلك الفتحة ، ثم تنتحر بلا عودة في الظلام الذي يغطي أسفل الجدار . كان وجه مزاهر يوزّع الضوء على شقوقٍ مختلفة في الجدار كلما تغيّر اتجاه الريح ، فتمتلئ تلك الشقوق بالرسم . و حين تسكن حركة الريح ، تتخذ الفتيلة وضعاً تضخّ فيه ضوءها كخطٍّ مستقيم باتجاه السماء . و يكون شعرها قد ترك اضطرابه ، وعاد ليرسم ظلالاً متموجةً على جبينها الذّهبي . لقد كانت تبحث عن شيء ما . فعندما تخفض رأسها ناحية الفانوس ، يتسلّط الضّوء أكثر على أسفل وجهها ، وتغطّي الظلال أعلى جبينها . فتظهر شفتاها كوردتين حمراوين ازدادتا احمراراً لتركيز الضوء عليهما ، و هما ترتكزان على فك خمري يختفي باهتاً باهتاً في السمرة حتى يتلاشى في ظلام عنقها . و حين ترفع وجهها إلى أعلى ، تكثر الظلال و تدرجات اللون بإتقانٍ إلهي حتى تصبح ملوّنةً كجناح طائر . فإذا سكنت الريح ، يأخذ الفانوس تلك الألوان ، ويدفع طيفها مدّ البصر . أحياناً ، تشيح بيدها التي تحمل الفانوس إلى جنبتها ، وتميل به إلى الوراء قليلاً ، فيشعّ النّور من ورائها ، مما يجعل أطرافها مشعّةً بلون سنبلٍ ناضج . فتلوح ساحرةً و ذات مهابةٍ كتمثالٍ من معبد الأسد . و تبعاً لتلك التحويلة السريعة للفانوس ، يتموّج اللّهب في عدّة اتجاهات ، مما يجعل أطرافها في كل هزّةٍ للضوء ، تتردد بين السطوع و الخفوت . وحين تستجيب أجزاؤها كلّها لحركة الضوء ، يرتجّ تمثالها و كل معبد الأسد ، ويتطلّع أبادماك بزئيره من قلب الصحراء ، كأنّ تاريخ النوبيين العظيم ، يريد أن يقدّ الحجرَ و يمدّ حضارته من جديد . لقد جمع لونها بين إقتداره كلونٍ ، و بين ذهنيةِ مجموعةٍ من عباقرة الرّسم . فقد كان يعرف متى يكون حفيّاً بالظلالِ ، ومتى يكون شحيحاً معها . و كانت الريح من ورائه تمدّ الظلَ ، والضوءُ يتبعها في حركةٍ دائبة . لقد صِحت بأعلى صوتي : الله للجمال ! عندما تخلق الريح الظّلَ ، ويضيف الضوء الحركةَ !!!. و ها هو فنان لا أعرفه قد قام بغزو زماني العقلي ، وبدأ رسمَ أروعِ ذكرياتي.
قطع سانتينو تأمله للّوحة ، ثمّ قال للفليل بهدوء : - لا تعنيني اِمراةٌ من حلم ، فأنا أريد اِمرأةً من شيءٍ أكيد . ردّ عليه الفليل بطمام : - أنتم رجال من قبضةِ يدٍ فارغةٍ ، و لا عجب أن تجاز القصص الروسية في الورش ! أطلق سانتينو ضحكةً وقورةً ، ثم تصنّع لنبرته قليلاً من السفاهةِ و قال متسائلاً : - ألم تطمع في شيءٍ من مزاهر سوى تسجيلها في ذاكرتك ؟ ... " .
( محسن خالد ، رواية : إحداثيات الإنسان - الطبعة الأولى 2001 - ، صفحة 22،23 و 24 ) .
***
و الآن ، يا ربع فيلٍ = العمرَ × آفاقه المتخيله ، أيحق لنا ( نحن المنوت ) زفير التساؤل ؟ أم على رئة الزمان شهيق لوحاتٍ يمفصلها الفليل ؟
و ...
" ... قال الجدول : طلوع النخلة ، و مرور الريح واحد .. لاكين الريح بيعانق حقل ، لاكين الريح بيعانق حقل ، لاكين الريح بيعانق حقل ... "
( شعر : عاطف خيري ، غناء : مصطفى سيد أحمد ) .
| |

|
|
|
|
|
|
|