فضاء اللغة المرنة.. وفنتازيا البناء البلاغي...بقلم: عبدالرحمن شنقب

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 00:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-11-2007, 03:12 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فضاء اللغة المرنة.. وفنتازيا البناء البلاغي...بقلم: عبدالرحمن شنقب

    الاربعاء10يناير2007

    فضاء اللغة المرنة.. وفنتازيا البناء البلاغي

    بقلم: عبدالرحمن شنقب *

    لطالما ظل الشعراء والكتاب محنطين في الموروث القديم يجترونه كالاباعر ضاربين حول نصوصه قدسية « هلامية» لا وجود لها الا في اذهانهم المتحجرة فهم لا يرون في البلاغة الا ما حفظوا من كتب الدرس في مراحلهم المختلفة يساعدهم على ذلك « الحبس الانفرادي الاختياري» عقول كثير من النقاد الذين يحلو لهم ان يرفلوا في « اكفان اللغة» وكان الحياة توقفت عند «قفا نبك» و« هل غادر الشعراء» وللاسف ان اولئك المتقوقعين في توابيتهم هم القيمون على الحياة الادبية والفكرية بفرمان السلطات، وحالهم كما قال الاول « طبيب يداوي الناس وهو عليل».

    النماذج البلاغية التي نبشناها من قبورها لها جمالية ضمن اطارها الزماني الذي قيلت فيه ويجب ان نستقرئها على ضوء ذلك لا ان نجعلها صالحة لكل زمان ومكان، في عيون المهابين الرصافة والجسر» قمة الاندهاش بها كان في عهد المأمون عندما كانت «المها» وفق افرازات الحياة عندهم لها حضور في حياتهم لان قارئ البيت محتاج ان نصف له المها حتى يتذوق البيت ولكنه يستمتع باستخلاص جمالية الصورة المبتكرة عند بدر شاكر السياب عندما يقرأ «عيناك غابتا نخيل ساعة السحر» او عندما يقرأ لنزار قباني « عيناك كنهري احزان». لانه لايتعامل مع « قشرة المشهد المصور» بل يغوص في اعماق النص ليستخلص التجربة الشعورية للاديب حتى يستمتع معه باستكناه اللوحة الشعورية وليس المشهد الخارجي مستفيدا من فضاءات اللغة الدلالية ومرونتها في تشكيل الصورة البلاغية بعمق يحتاج الى اعمال الفكر وتدقيق النظر من اجل الوصول الى المتعة وهنا تظهر مقدرة الاديب في استعرض مشاهدة من خلال « فنتازيا» الريشة المقتدرة على خلق الجديد وليست الريشة المقلدة بحرفية حذو القذة بالقذة.

    ان بشرى الفاضل هو احد اولئك المبدعين الذين كسروا سور الممنوعات» وحملوا راية التحدي من اجل صورة بلاغية غير محنطة وبعمق فضاء اللغة البنيوي في الدلالات المبتكرة واشراك خيال المتلقي لاكمال دائرة تيار رعشة الاندهاش ولنا ان نستعرض بعض النماذج من كتاباته حتى نقرن النظرى بالاسانيد « فالتشبيه» الذي بقى يتناقله الناس في قوالبة المتوارثة.

    «كأن حدوج المالكية غدوة خلايا سفين بالنواصف من دَدِ»

    «هزجاً يحك ذراعه بذراعه فعل المكب على الزناد الاجزمِ»

    « والنهر يشبه مبرداً فلاجل ذا يحلو الصدى »

    وما الى ذلك من النماذج التي لطالما اطلقوا عليها نعوتا خارج اطارها الزمني كقولهم « لم يسبق اليه» و«من التشبيهات العقم» وغير ذلك هذا التشبيه اخرجه بشرى الفاضل من وضعه « الموميائي» الى الصورة الحية التي لا تستطيع الا ان تتلمظها من خلال النص وتعيد قراءتها وهي تدغدغ دواخلك عندما تتحرك بكل الالكترونات التي فيها عبر سلك الشعور التحسسي انظر اليه في كتابه القيم « حكاية البنت التي طارت عصافيرها».

    « ملتوياً بالفرحة كعمامة اعرابي دخل المدينة للمرة الثانية» ولك ان تطلق العنان للخيال وتتأمل اللوحة من خلال النصب وانت تستحضر في معيتك هيئة الاعرابي في دخلته الاولى للمدينة وكيف كان الذهول يحجب عنه كثيرا من المشاهد ثم تخيله في عودته ا لثانية وهو يتحسر على الاولى التي لم يملأ عينيه من عجائب المدينة ليشكل منها مخزونا معرفيا يستعرض به في القرية فهو الان حريص الا يفوته مشهد ولذلك يظل عنقه يدور في كل الاتجاهات بلا انتظام تلوى العمامة كلما سقط جانب منها ولك الان ان تتأمل عمق التشبيه وابعاده الدلالية في الصورة اليس هذا من التشبيهات العقم؟ وهل سبق اليه؟

    وفي نص ثان يقول بشرى: « لا كما تبكي التماسيح المفترى عليها ولكن كبكاء امرأة كاذبة في مأتم مفتعل» ثم لك عزيز القارئ ان تستحضر تلك التقاليد السخيفة الباردة المجردة عن الاحساس بالفقد في هيئة النسوة اللائي جئن لمجاملة مكلومة في فقد عزيزي لها باحاسيس متبلدة لديهن يؤدين واجبا « بروتوكوليا» بصوت مموج سخيف وعيون تلمع وسط الدلال المنسق الذي لم تهدف سوره دمعة انه التشبيه الذي تحسه بالوجدان وليس التشبيه الذي تتخيل صورته والحق يقال انه من التشبيهات العقم وما منع اصحاب الفخامة ان يعتبروه كذلك الا لان صاحبه يعيش بيننا ويفطر « فول» ويتغذى «ويكة» ويغشى « السوق العربي» احيانا ليشتري «جوارب» و«فنايل داخلية» ثم انظر معي الى بشرى وهو يقول:

    « قمحية لا كالقمح الذي نعرفه ولكن كالقمح حين يصير قمحيا مثلها»

    اين انت عزيزي القارئ من هذه الصورة المقلوبة التي صار فيها الاهل فرعاً والفرع اصلاً بنهج في تطويع فضاء النص الادبي لم يعرفه في يوم من الايام عنترة ولا رفقاؤه في الزمن «المقدس» لدى اصحاب الفخامة ولو عاشوا - جدلاً- حتي زماننا هذا لما عرفوا ان يأتوا بمثله، ولما عرفوا ان يقولوا « خرجت ممتلئا بها وفي الشارع غازلني الناس» وهل ثمة مبالغة اروع من هذه تصل الى درجة الاستحالة؟ فلماذا لا تكون نموذجا يدرس عليه اولادنا بدلا من قول القديم.

    « لقد بث عبدالله فوق انتقامه على الليل حتى لا تدب عقاربه»

    ان بشرى الفاضل نبع يجب ان تستقي من الاجيال القادمة في مشارب متعددة. اردنا هذا المقال مدخلا الى جوانب اخرى سوف نتناولها بالتفصيل في حلقات قادمات باذن الله.

    * « باحث في الادب السوداني الحديث



                  

01-11-2007, 03:16 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فضاء اللغة المرنة.. وفنتازيا البناء البلاغي...بقلم: عبدالرحمن شنقب (Re: munswor almophtah)


    تضـــاريس

    مدينة

    بشرى الفاضل

    بمنجلها تستعين على الفقر بالجز

    والشجن الساكن

    وفي الأفق أيامها الكالحات

    ولا حب في عمرها الداكن

    وموعودة بالمجاعات

    تترى

    وراء ضجيج الخُطب

    وموعودة بالنوى والتعب

    كما دودة القز

    بعد الحرير

    أطاحوا بجثتها في اللهب

    وزغرد ثوب الحرير على جسد فاتن

    لمن جمعوا كل هذا الذهب

    ومن رامه في ظلام المناجم

    أدمى بسكتة قلبه

    ثم ذاق النصب

    بمنجلها تستعين على الفقر بالجز

    والشجن الساكن

    يسمونها ـ وهي قرية عمرـ مدينة

    تقوم فتمشي

    على جسد واهن

    كأن شرايينها وهي تحصد

    أسلاك غبن

    فتسري مع الدم أوجاعها

    وينام الغضب

    حياة فلاة

    وعصر عجب

    بمنجلها

    والنبات استفز

    تحفز

    طارت رؤوس

    وظل القصب

    وخمسون سنبلة حظها

    من حقول الحياة

    تبيت الطوى نصف عام

    وتقتات أيام تقتات

    سنبلة

    أو فتات

    ويأتونها بعشاء الموات

    وبالرحمتات

    وتنضح آهتها بالسكينة

    وعنق لقطتها مشرئب

    كعنق بنات المدينة

    وما من قرينة

    بمنجلها تستعين على الموت

    بالغوص في أمنها الخائف

    ولا جسم في عودها الراجف

    ولا حسم في شكها الدائم

    ولا فطر في ليلها الصائم

    وموعودة بالمجاعات

    تترى

    وراء بريق الذهب

    وموعودة بالنوى والتعب

    وراء الطحين الذي من وراء دقيق الخطب

    بشرى الفاضل

    الخرطوم 1991م




    أطبع هذه الصفحة
    العودة الى الصفحة الرئيسية
                  

01-11-2007, 07:29 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فضاء اللغة المرنة.. وفنتازيا البناء البلاغي...بقلم: عبدالرحمن شنقب (Re: munswor almophtah)

    ان بشرى الفاضل هو احد اولئك المبدعين الذين كسروا سور الممنوعات» وحملوا راية التحدي من اجل صورة بلاغية غير محنطة وبعمق فضاء اللغة البنيوي في الدلالات المبتكرة واشراك خيال المتلقي لاكمال دائرة تيار رعشة الاندهاش ولنا ان نستعرض بعض النماذج من كتاباته حتى نقرن النظرى بالاسانيد « فالتشبيه» الذي بقى يتناقله الناس في قوالبة المتوارثة.

    «كأن حدوج المالكية غدوة خلايا سفين بالنواصف من دَدِ»

    «هزجاً يحك ذراعه بذراعه فعل المكب على الزناد الاجزمِ»

    « والنهر يشبه مبرداً فلاجل ذا يحلو الصدى »
                  

01-13-2007, 06:22 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فضاء اللغة المرنة.. وفنتازيا البناء البلاغي...بقلم: عبدالرحمن شنقب (Re: munswor almophtah)

    اين انت عزيزي القارئ من هذه الصورة المقلوبة التي صار فيها الاهل فرعاً والفرع اصلاً بنهج في تطويع فضاء النص الادبي لم يعرفه في يوم من الايام عنترة ولا رفقاؤه في الزمن «المقدس» لدى اصحاب الفخامة ولو عاشوا - جدلاً- حتي زماننا هذا لما عرفوا ان يأتوا بمثله، ولما عرفوا ان يقولوا « خرجت ممتلئا بها وفي الشارع غازلني الناس» وهل ثمة مبالغة اروع من هذه تصل الى درجة الاستحالة؟ فلماذا لا تكون نموذجا يدرس عليه اولادنا بدلا من قول القديم.

    « لقد بث عبدالله فوق انتقامه على الليل حتى لا تدب عقاربه»
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de