بحوذتي العدد ((الأول )) لصحيفة الأيام للسنة ((الأولى)) لليوم السبت 3 أكتوبر 1953 الموافق 22 محرم 1373 .. أي قبيل (أول إنتخابات سودانية) بنحو (المدة بين 3 إلى 12 أكتوبر من نفس العام ) كما حددت ذلك لجنة الإنتخابات (لأول برلمان سوداني)!
حجم الصحيفة من النوع المتوسط (حوالي 11 في 15 بوصة) .. كان بودي أن أستعرضها عليكم مستخدما ال"سكانر" لكن و لقدم الصحيفة فسوف يصعب علينا قراءة محتوياتها بصورة واضحة و مريحة.. لذلك أرجو أن تجدوا لي العذر في أن أشرككم الإطلاع عليها من خلال تقديم عرض موجز لمحتويات ذلك العدد التاريخي و بصورة أقرب للونسة!
يقع العدد في 4 أوراق (8 صفحات) جاءت العناوين البارزة في مجمل الصفحات كما يلي: الصفحة الرئيسية:
- السيد السير علي الميرغني يحمل الحكومة مسؤولية الأمن.. ."صورة صغيرة (حجم الباسبورت) للسيد علي الميرغني تقع أقصى يسار الصفحة ".. - إختفاء مدير شركة أجنبية بالخرطوم .. 8 ألف جنيه عجز في حسابات شركة" فرانكو" .. - محمد الحسن السليماني خادم الملك فاروق يصل إلي السودان.. - العيد الخمسيني(كليـة الخرطـوم الجامعية) .. - نحن و قرائنـا.. - آخر نبأ: ." تم تعيين الآتية أسمائهم لعضوية لجنة تعمير الجنوب: المستر هاول ريما.. المستر موير .. المستر باسنسكي .. المستر سنلسن.. المستر سانكلف .. المستر ديفيز و عثمان أفندي عبدالله و التفاصيل غدا". ." علمنا و الجريدة ماثلة للطبع أن محمد حسن السليماني الخادم الخاص للملك السابق فاروق قد وصل الخرطوم".
.. " علمت الأيام من أوثق المصادر أن سيادة السيد علي الميرغني قد أبلغ الحكومة السودانية أنه يحملها مسؤولية حفظ الأمن في البلاد في خلال هذه الفترة الإنتخابية و قد ذكر المتحدثون باسم السيد للحكومة أنه إذا ما عجزت حكومة السودان عن حفظ الأمن الذي هو مسؤوليتها الأولي فان أتباع السيد قادرون على الدفاع عن أنفسهم"..
* السيد كان قد إنتدب السادة ميرغني حمزة "عضو اللجنة التنفيذية للحزب الوطني الإتحادي" و يحي عثمان"من كبار أتباع السيد" و ميرغني محجوب"رئيس شباب الختمية بمنطقة الديوم" لمقابلة المستر "بل" القائم بأعمال السكرتير الإداري ..و قد أشار المتحدثون باسم السيد لما وقع من أحداث شغب "منذ بعض الوقت" بمدينة دنقلة.. و تطرق الحديث إلي الخطاب الذي ألقاه في بريطانيا السير جيمس روبرتسون السكرتير الإداري السابق و الذي تنبأ فيه بوقوع حرب أهلية في السودان مالم يفز حزب الأمة في الإنتخابات..
* شركة فرانكو .. شركة مصرية تعمل في بيع الأدوية و الريديوهات يدير فرعها في الخرطوم المستر روبير بشتين "يهودي الجنسية" و الذي اختفي تاركا خلفه زوجته و طفليه و كان قد حدثهم بأنه ذاهب إلي الأبيض .. إنتهت التحريات التي ساعدت عليها شركة الخطوط الجوية البريطانية التي أشارت لتواجد مستر بشتين في الجزيرة القبرصية حيث عثر عليه و بحوذته المبلغ المذكور ..
* السليماني خادم الملك فاروق هرب من مصر إلي السودان خشية الإعتقال من قبل النظام المصري الجديد و المحاكمة بتهمة التآمر مع الملك..و هو رجل سوداني ترجع أصوله إلي منطقة عبري..لا يزال البحث "حينها" جاريا عنه بموجوب قانون تبادل المجرمين الهاربين الصادر بين البلدين عام 1915 ..
* إحتفال كلية الخرطوم الجامعية بالعيد الخمسين على بدء الدراسة فيها و لقاء أجرته الأيام مع أحد أعضاء الدفعة الأولى من الخريجين(الأستاذ الشيخ الأمين أحمد إبراهيم) .. يقع اللقاء في الصفحة الخامسة و سوف أورد مقتطفات منه لاحقا!
أواصل مع بقية الصفحات و بعض المقتطفات هنا و هناك! و أتمنى أن نشاهد بعض المواد و الوثائق و الصور الخاصة بمرحلة الإستقلال هنا و كل عام و أنتم بخير..
الملاحظ خلو الصفحة الأولى و بقية الصفحات من أي إشارة إلي "سعر الصحيفة" باستثناء "الإشتراكات" و التي نجدها ضمن مواد الصفحة الثانية..
الصفحة الثانية:
العناوين البارزة:
- كلمة الأيام.. - الحملة الإنتخابية.. - يوميات العاصمة.. - إعلان: بوية"بوهية" دولكس .. - الإشتراكات..
*كلمة الأيام: ." لماذا تصدر الأيام: " تقضي الحرية أن يكون لكل فرد من أفراد الأمة كلمة في المسائل العامة و صوت في شئون المجتمع. من هنا كان للناس في البلاد الحرة منابر متعددة يرفعون منها أصواتهم و يقولون كلمتهم و كان من أكبر تلك المنابر و أهمها الصحافة - لسان الأمة و قلبها.. خدم لا سادة: إن الحرية تقتضي أيضا بأن تكون الحكومات خدما للناس لا سادة لهم. و لا بد لتوفير تلك الحرية .. و صونها من العبث.. من أن يكون الرأي العام يقظا يعرف حقوقه فيتمسك بها.. و يذود عنها .. و يعرف إلتزاماته فيؤديها و بذلك تستقيم الحياة للجميع .. و كما تشترك الأمة في تصريف شئونها الخاصة.. لا بد لها من الإلمام بالحقائق و المعلومات التي تبني عليها آراءها و أفكارها و مكان ذلك هو الصحافة .. عهد جديد: و نحن في السودان مقبلون على عهد جديد.. عهد نأمل صادقين أن يكون كله خيرا و عدلا و نماء و لكنه لن يكون ما لم يتوفر لبلادنا الرأي العام اليقظ المستنير.. لقد قطعت صحافتنا شوطا غير قصيرا في خدمة هذا الغرض و لكن التعصب الحزبي و الطائفي قد حاد ببعضها في كثير من الأحيان عن جادة الطريق . لذلك رأينا أن تحرج الأيام لتشترك في تأدية الرسالة و هي خلق رأي عام سوداني يعرف حقوقه و واجبته.. من نحن ?: و لكن من نحن ?.. إنا أفراد عاديون من سواد هذا الشعب دخلنا الميدان الصحفي منذ أعوام مضت و بدأنا جميعا من أسفل السلم نبحث عن الخبر و نجري وراء الحقيقة و نسابق الحوادث .. و ما زلنا كذلك .. و اليوم نقدم لك نتاجا جديدا في جهادنا الصحفي نقدمه لك.. و نستمده منك.. و نتعاون جميعا .. عمالا و موظفين و محررين و قراء.. في إحراج الأيام. و نحن لا نعتمد بعد الله على أحد غير قرائنا .. إنا لا ننتمي إلي حزب أو طائفة. و لا نتلقي عونا من هيئة أو حكومة أو فرد. إنا صحيفة مستقلة نعمل يدا واحدة لتحقيق غاية واحدة - خدمة هذا الشعب الذي منه انبعثنا و إليه ننتمي و عنه نذود.". إنتهت "كلمة الأيام"..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة