منعم سليمان....مالكوم اكس السودان ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 10:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-26-2010, 07:58 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
منعم سليمان....مالكوم اكس السودان ..

    هذا الشاب ..يذكرنى بمالكوم اكس ..قفى ثوريته وصراحته ومبدأيته الفكرية واخلاصة الشديد لوجهة نظرة حتى لو تحدى الجميع .

    كان شابا متفوقا من بعض شباب الهوامش الذين اضلتهم الانقاذ باسم الاسلام والجهاد ، وسرقت مستقبلهم الواعد..
    وباسم الجهاد ارسلتهم الى محرقة الجنوب ، حيث فقد هناك وأعلن موته ..واقيم له عرس شهيد فاخر ..

    وبينما كان المجرمون يحتفلون بموته ..وزفافه المزعوم للحور العين ..
    كان القائد الراحل العظيم جون قرنق ..يلقنه هو وزملائه فى الأسر ( التحرير بالأحرى ) مبادئ السودان الجديد .

    ...
    بعد سنوات بعث منعم من موتته الأولى انسانا سودانيا جديدا ...

    ...

    واضطرته ظروف موطنه دارفور للهجرة الى ( ليبيا ) برا ... حيث مات هناك موتته الثانية ..
    التى بعث منها جبارا ..ذو هيبة ..وهالة نورانية .

    أمنى ان يحفظه الله هو ورفاقه الذين يحاربون فى معارك غير متكافئة ، دون ان يهد ذلك من عزمهم أو ينقص تصميمهم .
                  

06-26-2010, 08:00 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    سانشر فى هذا البوست بعض مقالات منعم سليمان التى يسلها لنا عبر الايميل وينشرها فى بعض المواقع .
                  

06-26-2010, 08:03 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    لسودان دولة أجنبية ؛ والسودانيون شعوب بدون دولة
    www.sccsudan.com

    دولة فاشلة.دولة استعمارية . دولة منحرفة. دولة منحازة . دولة عاجزة . دولة ضعيفة . دولة مختلة الأركان. دولة أقلية الجلابة . دولة متوحشة . جمهورية الخرطوم .

    خلال السنوات المنصرمة من العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ؛ ومنذ انطلاقة ثورة جيل السودان المعاصر استخدمت جميع المصطلحات أعلاه بهدف تقريب توصيف مناسب تعرف الكيان السياسي المنتصب في أرضنا ؛و الذي تأسس بخروج الانجلو-مصري سنة 1956 ف .

    سلفا أعلن إننا في استعداد لبناء دولة في السودان وفق معاير المعاصرة على مبدئي :
    1. الديمقراطية ؛ يتحدد دور الفرد فيها ؛وفي شغل مؤسساتها رأيه و فكره وإسهامه في الشأن العام لا قبيلته أو لونه أو لغته الدالان على عرقه وهويته الثقافية؛ ولا بدينه أو جهته الجغرافية.
    2. حقوق الإنسان ؛تضمن الحياة للفرد فيها بكرامة ؛ حرا في إعلان فكره و راية وتنظيم شئون حياته وفق الهوية الثقافية التي يرتضيها لنفسه .

    وتلك دولة غير متوفرة في السودان ؛ وذلك هو الهدف في مسعانا ؛ ووفق ذلك المعيار ننتقد الدولة الغريبة مشوهة الفكر القائمة في بلادنا لإدراكنا أن بقائه على أساس محونا وإفناءنا كزنوج سكان الأرض الأصليين .
    مهما تكن الهوية الوطنية للغالبية الثقافية من السكان التي ستتشكل يظل المبدآن ثابتان ولا يغير ذلك شئ فيها . لكن أشير إلى الذي لا يطيب البقاء في بلادنا قلب إفريقيا فهو حر أن يختار مكان بقاء له عبر الرحيل إلى أي بلد آخر ؛ حتى وان اقتضى رجوعه إلى منطقة جنوب شبه الجزيرة العربية في العالم ؛ فنحن ليس لنا في هذا الكون كله إلا سودان واحد سنحافظ عليه.
                  

06-26-2010, 08:05 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    ولة عربية فى ارض العجم
    من جانوير 56 ف ؛ أعلنت الجلابة المتعوربة دولة التركة الموروثة من الانكلتار (دولة عربية إسلامية مشرقية).وذهبوا يسجلنها في نادي العرب (جامعة الدول العربية) وسط رفض عربي مشرقي لدخول السود الأعاجم منظمتهم ؛ ودون مشورة أو استئذان من أصحاب الأرض الزنج الذي أقيمت الدولة بأرضهم ؛ و دون علم من بعضهم حتى . كقرار لا شان لنا به.
    ثم فرضت الأقلية المتعوربة في مؤسساتها : التعليمية والثقافة ووسائل الإعلام اللغة والتاريخ العربي وماضي أسلافهم- كما يعتقدون- علينا شعوب السودان .
    فعبر مناهج التعليم فرضوا اللغة العربية وثقافتها ونقلوا رؤوس أطفالنا الأعاجم منذ الصغر إلى خلف مؤخرة التاريخ في الأراضي خلف البحر المالح ؛ ودرسونا تاريخهم وشوفنيتهم و كراهيتهم للعرق الزنجي وللثقافة الزنجية ضمن كراهيتهم لكل الأمم الأعاجم. أيضا تمت تلك دون مشورة أو استئذان بل بالإرغام فرضا على السكان الأصليين في جبال مرة والنوبة والانقسنا وأعالي النيل والاستوائية .(سياسة تعريب المناهج : لمحي الدين صابر 1954ف) ؛ (وأغراض ثورة التعليم العالي 1990ف ) .
    وعالميا تصنف التعريب والاسلمة القسريين جريمة ضد الإنسانية .

    الأغبياء ؛هؤلاء الجلابة المتعوربون لم يعلموا –لأنهم غير علماء- إلى أن اسم السودان دليل على لون بشرة السكان ولا يمكن أن يكون بلدا عربيا أو ذات ثقافة عربية على الإطلاق ؛وانه قلب إفريقيا موطن أمم الزنوج ومنطلقهم الأول.
    و بدلالة الاسم (دولة السودان) تنبهت دويلات عربية في المشرق إلى خطا إدخال الزنوج إلى جامعتهم العربية عرقا وثقافة فاقترحت اسم دراماتيكيا (جامعة الدول العربية والسودان ) ؛ (راجع احتجاجات لبنان والأردن لقبول عضوية السودان في الجامعة العربية يجانوير 1956ف ومرافعات مصر ).(راجع : مواقف الكويت من دعم السودان للغزو العراقي في مؤتمر1990ف القاهرة) .
    داخليا تفننت الدولة العربية في إبادة السكان الأصليين ثقافيا وعرقيا ؛بهدف وقف ثورات السودانيين ضدها. والسودانيين لم يستسلموا لجريمة إبادة ثقافتهم واستعمارهم (راجع مضامين في نسب شجرة الغول لعبد الله بولا).
                  

06-26-2010, 08:07 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    زنوج يكرهون الزنجية
    قاعدة علمية قالها نبينا مالكوم اكس(1925-1965) فان من كان في دمه 5% من دم الزنوج فهو زنجي . وتقول القواعد العنصرية البيضاء في الغرب الأمريكي ؛ انه من كان في دمه 1% من دم الزنوج فهو زنجي . إذن من اختلط بالزنوج عرقا بمقدر شعرة صار مثلهم يعامل كما يعاملون و يعتبر كما يعتبر البيض للسود ؛ وهكذا عالميا يصنف وفق ذلك هذا من بين السود والبيض . ذلك في الغرب البعيد فما بال جلابتنا في أرضنا؟ وهم حتى ليسوا عربا اقحاح -بقدر ما يتمنون- وليس العرب –بشوفونيتهم- ببياض الساميين في الغرب.

    وعلميا يأخذ الابن 80% من جينات أمه والمتبقي من أبيه ؛ وذلك ما يعني أن 97 % من شعوب السودان البالغ تعداده نحو 50 مليون نسمة بالتقريب ؛ أو قل 40 مليون نسمة بتعداد دولة الجلابة الأخير (تعداد غير معترف به) شعب سوداني أي إفريقي /نوبي /زنجي؛ وذلك حتى الذين ادعوا أن أجدادهم قدم إلى بلاد الزنج فقد ولدوا من أمهات زنجيات ولم تأتي معهم نساء عربيات من جزيرة العرب.
    وان أكثرنا زونجية في السودان ذلك الذي يدعي العروبة بكثرة ويعدد مصادر نسبه إلى قبائل العرب قبل وبعد الإسلام في الجزيرة العربية ؛ وأكثرنا مبالغة في احتقار الزنوجة وسب العجم الزنج.
                  

06-26-2010, 08:08 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    لسنا رعايا هذه الدولة
    غالب أهل السودان خارج تصنيف الدولة ؛ ليسوا رعايا دولة ( العربية السودانية ) (دولة السودان العربية)تركيب مربك ولا ينساق إلا لغير العربي الذي لا يعرف معنى كلمة السودان . فعليا دولة لعدد يبلغ في أفضل الأحوال 3% فقط من ساكني هذا البلد شبه القارة ؛ ويستفيد منها بلا شك نحو 4% أخرى من أصلحوا أنسابهم أو ساعدتهم ألوانهم الحبشية و البربرية ؛ وعبروا بالحرف العربي شكلا فكونت الطائفتان الجلابة والمجلوبين.

    وتدار الدولة وفق المتروكات في مخزونها الذهني من الأفكار والمفاهيم المنتمية إلى حقبة الاستعمار الانجلو- مصري ,ووفق المأخوذ من مؤخرة التاريخ العربي .علما أن الاستعمار لم يتفضل بترك أفكار إنسانية تحررية بالطبع ؛ والاستعمار أصلا يفتقر إلى مفاهيم التحرر الإنساني ؛ فالاستعمار الأجنبي ورث خلفائه أفكارا اللا أخلاقية واللا إنسانية ؛ من الشوفونية و القهر والاستغلال ؛ والاستعلاء. ومن مؤخرة التاريخ العربي الإسلامي جاؤوا بالشعوبية (الشوفونية) والتحقير للإنسان الأسود. صارت تلك فهوم المعمول بها ومحرك لسلوك دولة السودان الجلابي المتعورب ضد الغالبية من الشعوب البلاد .

    إذن دولة السودان تصنف نفسها دولة (عربية- إسلامية ) في الهوية الوطنية والسيادة (عربية بيضاء ) الهوية الثقافية وسيادة العرق ؛ وكذالك المزاج والتوجه المشرقي ؛ ورهنت نفسها لنصرة القضايا العربية في المشرق في فلسطين والأقصى كقضية دينية محورية ؛ دونما الاعتراف بهوية الثقافية للسكان الزنج الأصليين الأكثرية أو الاهتمام بقضاياهم وهمومهم الحياتية. ودولة السودان يديرها فعليا حكومة تصنف نفسها عربية ؛ يسندها برلمان مصنف عربيا وهما مسجلان في نادي العرب (الدول العربية والبرلمانات العربية) .

    الدولة في السودان لا تسمح للسكان الزنوج غير العرب وغير المسلمين إلا بهامش بسيط في الحياة التعليمية والتمثيل في مؤسسات الدولة الهامشية الأخرى بقدر ضئيل ؛ وتحرمهم كلية من التمثيل والتعبير في مؤسسات الاقتصاد والإعلام .
                  

06-26-2010, 08:10 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    هي ليست دولتنا
    الدولة السودانية لا تعترف بوجود الغالبية من سكانها لا تعترف بافريقتهم/بزنجيتهم في مؤسساتها و دستورها ؛ وترفض أن تقوم به ولا تسمح لهم بتعلم تاريخهم وحضارتهم ولغاتهم وثقافاتهم ما يقتضي حرمانهم من حقهم في نقلها لأجيالهم .

    فعليا الدولة السودانية لا تنتمي إليهم وهم لا ينتمون إليها فهي لا تمثلهم لا بمؤسساتها ولا بأحزابها ولا برامجها ولا بنقاباتها و لا صحفها ووسائل إعلامها المرئي والمسموع ؛وتحرمهم كلية من خدماتها واهتمامها . وبالتالي تعتبرهم غرباء في أرضهم ؛و ضيوفا في وطنهم ؛ أجانب بلا حقوق وطنية /مدنية وبتالي فهم إمام خيارين إما أن يبقوا عبيدا يخدمونها عن رضي وقناعة أو يرفضون هذه الصيغة ويسعون إلى صيغة بديلة.
    في حالة انتخاب الخيار الثاني من السكان المحرومون دولة السودان تتحول إلى أشرس كائن اجتماعي عرفه التاريخ المدني محاربا مستخدمة كل طاقتها الأمنية و العسكرية والمالية والسياسية في قتل المدنين العزل وحرق ونهب قراهم واغتصاب نسائهم ؛ وتهجيرهم . ثم ترفض أن يتدخل المجتمع الإنساني الكوني لمساعدة المحتاجين من ضحاياها .

    إذن العلاقة بين الدولة والشعوب السودانية الأصلية عمليا هي علاقة مستعمر ومستعمرين تحددها قواعد قاهر ومقاومة ؛ الأول يصنع الفناء والآخر يقاوم أسباب الفناء من اجل إن يحي؛ إن موقف الزنج السودان فعليا موقف الهنود الحمر في أمريكا الشمالية عند مطلع القرن السابع عشر قد لا يكون المصير مصيرهم .

    دولة السودان واقعيا دولة غير موجودة في حياة الغالبية من سكانها .وغائبة كلية من حياة الزنوج السكان الأصليين .وهي كذالك وان سجلت قانونيا في الأوراق والمعاملات الرسمية .
                  

06-26-2010, 08:12 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    نحن شعوب بدون دولة
    التواصيف المتعددة مدخل النص للدولة في السودان تصل بنا إلى حقيقة واحدة ؛ هو أن دولة السودان يمكن أن تصنف في الأدبيات الأمم المتحدة قانونيا على إنها دولة أجنبيا لها شعبها لكن هي ليست دولتنا نحن شعوب السودان . ونحن الزنوج السودانيين ليست لنا فعليا دولة ؛ ويمكن أن نصنف في أدبيات الأمم المتحدة قانونيا تحت قائمة شعوب بدون دولة .
    ويكون واجبنا أن نقاتل من اجل وجودنا ؛ ومن اجل بناء دولة ترعانا وتهتم بنا وترعى الأخريين أيضا بعدالة ومساواة . فالدولة وفق شروط المعاصرة التي تتأسس على مبدائ الديمقراطية وحقوق الإنسان هي دولة نجد فيها أنفسنا كزنوج ؛ وفيها تتوفر لنا الفرصة لنحكم بلادنا بأنفسنا ونكون أحرار فيها نحمل اسمنا الأفريقي/ الزنجي ونجهره بحرية ونخدم بها قضايانا ومصالحنا ونحمي امتنا بها .
    في الذكرى ال54 لخروج الاستعمار الانجلو-مصري نؤكد ليس أمامنا شعوب السودان سوى أن نناضل من اجل حماية وجودنا ومن اجل خلق دولة لنا

    منعم سليمان
    مركز دراسات السودان المعاصر
    الرابع من جانوير 2010ف
                  

06-26-2010, 08:16 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    البحث عن الذات ؛ يبدأ بمعرفة التاريخ



    هداء إلى : طناش ؛ خالد ؛ بشاشا ؛ رجاء
    الجيل الأول من حركة العودة إلى أفريقيا السودانية
    عنهم الصديق عادل عبد العاطي




    فليكس دارفور
    سليم أغا
    دوسة محمد علي
    جوزفين بخيتة
    محمد حسون

    كتب الدكتور منصور خالد في سفره الأخير "السودان أهوال الحرب وآفاق السلام؛ قصة بلدين " ؛ وفي مقدمة الكتاب تعريف مختصر عن ماضي تطور الجزء الغربي من السودان في الزمن الوسيط ؛ وجاءت الإشارة إلى شعب الداجو ؛ومجموعة السنجار " Senjhar" . شعب الداجو في الشطر الجنوبي لإقليم دارفور حتى جنوبي تشاد ضمن أكثر المجموعات السكانية التي تعرضت للاسترقاق والسبي خلال الحقبة الوسيطة من تاريخ السودان.
    ولم يكن المسترقين و قناصة العبيد هي كلها القوى الاستعمارية الأوربية والأسيوية التي غزت البلاد في القرن التاسع عشر ؛ أي ان الاسترقاق كانت بهدف إخراج العبيد إلى خارج القارة عبر سمسارة "جلابة " محليين من النيل الشمالي إلى يد تجار بيض لكن الدويلات الإفريقية ذات الطابع القبلي في المنطقة نفسها كانت تعد الرق والغزو تجارة الإنسان جزء من نشاطها ؛ كان الاستعباد والتجارة ؛ والغزوات مصدر قوتها.

    ليس الجميع من يسترق لأي ظرف يباع بل بعضهم يسيرون جزء من النسيج الاجتماعي للقبيلة ؛ وينسبون إلى أقسام ضمن الترتيبية الاجتماعية ؛ وهذا كان أهم عنصر في نشأة القبيلة كشعبة داخل العرق الزنجي الواحد في داخل القارة موطن الطبيعي للجنس الأسود. لكن لم يثبت ان أي من الدويلات الإفريقية لم تخرج بسلعتها للتجارة مع الشعوب الأخرى البيضاء خارج القارة.

    السلطنات القبلية للشعوب الزنجية في السودان هي تلك التي قامت في التاريخ قبل الوسيط على أنقاض حكم شعب التنجور في الغرب الوسط للقارة ؛ وهي الفور والوداي الكبيرتان وما بينهما سلطنات التاما والقمر والحجر و المساليت على الترتيب الجميع اعتمدت على الغزوات والنهب والاسترقاق في العهود الوسيطة لعمرها ؛ ومثلت الداجو ومجموعة البنقا والسنجار الأقدم في تاريخ المنطقة هي عرضة مباشرة لعمليات تلك المجموعات التي امتلكت القوة ؛ وهي مجموعات في تسلسلها الوراثي تنتهي إلى أصول داجوية نوبية أي تنحدر معظمها من العرق نفسه إبان تواجدها داخل الهضاب الخضراء في وقت ما من التاريخ القديم. والنوبة البطن الذي خرج منه كل الأفارقة السود حسب مخطوطة "إفريقيا أصل الحضارة ..أسطورة أم حقيقة" للدكتور انتا ديوب
    واعتمدت السلطانات العقيدة العربية في نشر الدين الإسلامي بالقوة وتحقيق مكاسب مادية وسياسية عبر الغزو كما كانت الدولة العربية في شبه الجزيرة إبان تأسيسها.
    في عهد سلونج سلمان وهو الملك الذي خلف الملك كور عظيم الفور في حكم شعب الفور ؛ ويعتقد في عهده انتقلت السلطة إلى الحكم بالشريعة الإسلامية ؛ اختصر الغزوات المجموعات الزنجية غير المسلمة في الجنوب المتاخم لملتقى الأنهر العليا ؛ مجموعة شعب الفرتيت ؛ كانت تطلق عليها "المجوس" أي غير المسلمين . وهي الحقبة التي قلنا ان الدولة الدارفورية حافظت على مواطنيها في الجزء الشمالي من الاسترقاق والسبي .

    في العهود المتأخرة ونقصد بها ما بعاد عام 1821 ف حيث سيادة الرق بشكل رسمي بالمنطقة بعمل التجار البيض تعرض الجزء الجنوبي لإقليم دارفور إلى عمليات نهب بشري منظم تكاد تجعل منها أكثر المناطق التي تعرض سكانها للقنص الدائم بصورة لم تشهدها سوى مناطق قليلة جدا في القارة الإفريقية.
    وتلك تندرج أعمال إبادة واستنزاف بشري يعتقد انه السبب الذي دفع بمجموعة البنقا النزوح إلى داخل الغابات واستقرت بشكل رسمي بمناطق كفيا كنجي حول حفرة نحاس التي تمثل جزء من موطنها الأصلي لكن بعيد وسط الأودية المغطاة بغابات السافنا الغنية .ومجموعات البنقا ( سوا ؛ موا ؛ رونقا ؛ كريج ؛ ابدرق؛ بندلا ) منها عبرت الأودية الخضراء إلى إفريقيا الوسطى ؛ وفي الجزء الشرقي من دولة إفريقيا تطلق عليها هناك "المجموعات السودانية" إلى الآن .
    المستفيدون من خارج القارة من الرقيق كانوا الرومان و خلفهم العرب و خلف العرب الترك وسيطرت هذه المجموعات بشكل أساسي على الجزء الشرقي والشمالي من القارة الإفريقية وكل منها مارست اعملها إبان سيطرتها السياسية ؛ بينما سيطر الأوربيون على غرب وجنوب القارة ؛ البرتغال واسبانيا و هولندا وبلجيكا ثم أمريكا..

    وبتقديرات الدكتور جون هنريك كلارك الأمريكي أستاذ التاريخ الإفريقي في عدد من الجامعات وله كتاب تحت اسم ( الوحشية العربية وتدمير الثقافة الإفريقية) يقدر ان تجارة العرب من الرقيق الإفريقي تراوح بين 30-40 مليون منذ انطلاقة دولتها السياسية في القرن السابع حتى الاحتلال الأوربي للشواطئ الإفريقية التي كانت العرب تسيطر . نصيب الأرقاء السودانيين من هذا الكم يفوق النصف ؛ علما ان العرب كانوا يمارسون الاسترقاق بحق الأفارقة وغيرهم قبل إعلان دولتهم رسميا بظهور الدين الإسلامي وما قصة الأرقاء عن عنترة العبسي وبلال الحبشي ووحشي بن حمامة إلا دليل على ذلك . في وقت ذكر التاريخ العربي ان شبه الجزيرة العربية كانت خاضعة للاستعمار الإفريقي وكانت تحكم تحت التاج الحبشي حتى العام الذي سمي عام الفيل في 673 ف ؛ لكن لم تشر المصادر العربية على ان الأفارقة مارسوا الاسترقاق بحق العرب أو أي امة أخرى وهو ما يعطينا دليل على ان الاسترقاق والسبي ليست ثقافة افريقية في الأساس.
    أما الأتراك فبتقدير الوثائق التركية القليلة التي جمعها محمد إبراهيم نقد في كتابه " علاقات الرق في المجتمع السوداني" تقدر ب18 مليون عبدا وجارية اسود خلال حقبة السيطرة التركية التي استمرت بين 1820-1885ف ؛ جميع هؤلاء كانوا من السودان ؛ ليس بين يدينا تقدير لمجموعات زنجية أخرى في شمال وشرق القارة خضعت لتجارة الترك .
    علما ان الأتراك كانوا يمارسون الاسترقاق قبل بداية غزوهم السودان رسميا على يد محمد علي باشا الألباني من مصر من اجل المال والرجال . وعبر مصر تركيا كما يحدثنا كتب الأرقاء السابقين تم تسير رحلات بالبواخر عديدة إلى الغرب الأبيض إلى ايطاليا واسبانيا وفرنسا وانكلترا.
    الأعداد الرسمية للرقي ق السودانيين إلى الغرب غير معروف ؛ قبل وبعد الغزو التركي ؛ وغالبهم خرجوا عبر النيل إلى أسواق الرقيق في ام درمان (موردة العبيد ) ؛ ( والعارضة) ؛ وهناك وجود للأرقاء في شندي وكورتي ودنقلا العجوز وحلفا ان يكن في الغالب يعبرون إلى الأسواق الكبيرة في أسوان والقاهرة حيث ينتشرون بعد بيعهم إلى أسيا وأوربا .
    عود على البدء
    بالإشارة إلى النفر السودان من الأرقاء الذين دونوا سيرهم أو كتبت عنهم ذوي الأسماء الواردة في مقدمة النص أعلاه يظهر إنهم من الإقليم الغربي ؛ و دارفور وجبال النوبة غالبهم ؛ وكتبهم القليلة يفتح لنا بابا واسعا لمناقشة ومعرفة حالة المجموعات السودانية التي خضعت للاسترقاق خلال التاريخ الوسيط وكتبهم هي التي ساعدت في كشف الكثير من الحقائق حول ذلك الزمن المفقود غير إنها لا تزال في حاجة إلى تنقيب وتمحيص.
    فليكس دارفور وقصته يسلط الضؤ على التعاون الذي حدث بين سلطنة الفور وبعض الدول الأوربية ممثلة في فرنسا حيث قدم السلطان عبد الرحمن الرشيد إلى نابليون بونا برد إبان غزوه لمصر في عام 1798ف عدد من الرقيق ؛ حسب الرسائل المتراسلة بينهما بلغ عددهم "375" . وذلك في إشارة إلى احد رسائل نابليون إليه بعد وصوله فرنسا يقول "لو كان لي ألف من هؤلاء سأفتح بهم العالم ؛ إنهم رجال شجعان وملتزمون "
    أما احمد حسون فمن المرجح انه من بقايا الاورطة السودانية التي قدمتها الاستعمار التركي للحرب في المكسيك ؛ وهي مجموعات لم يعود منهم الكثير ولا يزال المعلومات حولهم غامضة وحيث خضعوا لمصير مجهول.
    أما قصة كل من جوزفين بخيتة وسليم اغا فتتشابه لكونهما سرقا وهما طفلين وتم بيعهما ورحلا عبر البر إلى مصر حيث تم نقلهما إلى أوربا ؛ ومذكراتهما هي الوحيدة التي تلقي الضؤ بشكل واضح على حال الرقيق السودانيين إبان الحكم التركي.

    في حركة البحث عن التاريخ السوداني المفقود نحن نسير في اتجاهين تنقصنا المصادر في الأول والمصادر الصحيحة في الثاني ؛ الأول هو محاولة معرفة التاريخ البعيد عن الإنسان السوداني في المناطق الغربية وبداية ظهوره على الأرض ونشاطه ؛ بشكل تفصيلي ضمنها نشأة القبائل .
    أما الثاني فعبر التدقيق في الوثائق المتوفرة وغالبها في حاجة إلى تدقيق خاصة إنها تعرضت لعملية تزيف وتحريف منظم بغية تغير الكثير من الحقائق حول الإنسان ونشاطه الحضاري في الزمن الوسيط والمتأخر .

    قصدنا بالزمن الوسيط هو ما بعد الألف الثاني للتاريخ الإفرنجي حيث ظهرت سلطنات قبلية كدويلات هناك من كتب عنها . وهذه الفترة أرخها مدونا الحضارة العربية الإسلامية والأوربيين. وجعلوا من العام 1092 ف نقطة . وهو العام الذي سقطت فيها مستعمرة جيليقية العربية (الأندلس) جنوب اسبانيا في أوربا وبدية النهضة الأوربية ؛ وتسربت مجموعات من العرب الفارين من الثورة الاسبانية إلى القارة الإفريقية وعبر أراضي الامازيغ في الشمال إلى الغرب الوسيط ؛ تمكنت مجموعات من الهجرة إلى السودان .
    والملاحظ ان إفريقيا القارة الزنجية لم تكن بحالة أوربا البيضاء أو أسيا الحمراء والصفراء في النظر إلى العرب ودينهم الإسلام في الزمن ما بعد انحصار الحضارة العربية الإسلامية . فأوربا التي نبذت العرب ونبذت دينهم كانت قريبة لأسيا الوسطى والشرق الوسيط التي نبذت العرب و قبلت أجزاء منها دينهم ومرجع ذلك لتاريخ أسيا الروحي الطويل بعكس أوربا المادية؛ أما إفريقيا فقد اتخذ العرب الغزاة في شمالها والمهاجرون إلى وسطها وغربها وضعا استيطانيا ما بعد انهيار مستعمرة جيليقية وكان نصيب السودان هي الهجرة الاستيطانية .

    دخل العرب وهي المجموعة التي موطنها الأصلي الجزء الغربي من قارة أسيا في ما عرف تاريخيا باسم "الجزيرة العربية " دخل العرب الفارون كمجموعات ليست كبيرة وليست لديهم صنعة أو حرفة اقتصادية ؛ حتى رعي الأبقار وبعض الإبل هي صنعة إفريقيا سابقة للزراعة التي هي صنعتها الأصلية ؛ والعرب مهاجرون وغزاة لم يأتوا من أسيا سوى بالسيف أو الإبل ؛ أوربا التي طردوا منها لم يسمح لهم الثوار الأسبان بأخذي أي شئ . لكنهم جاؤوا مدفوعون بنزعتهم العرقية المتشددة مدعومون بقوتهم المعنوية لكونهم يحملون دينا جديدا بثقافة جديدة ؛ مزودين بخبرتهم في إخضاع الشعوب و بآخر آلة حربية يمتلكونها من بقايا حضاراتهم العربية الإسلامية التي افلت في الآفاق نجمها بفعل أوربا الفتية غير إنها كانت كافية لإخضاع القرويين والعراة البسطاء من الأفارقة حتى بدويلاتهم ذات الطابع القبلي.
    مقابل ذلك كان الأفارقة مسالمون عزل عن أي سلاح معنوي يحفظهم للحرب التي ما كانوا يتوقعونها ؛ ولم يندفعوا لتوحد أو مادي للمواجهة مع متمرسين في الصراع والسيطرة .
    غير ان ثمة عامل اثر تأثيرا بالغا فيما يراه الدكتور هنريك كلاك ساهم في هذا الاستيطان ذات النزعة العنصرية صبت لجانب العرب وهي مسالة الاسترقاق والسبي التي تميز بها العرب أخلاقا وثقافة بالنسبة لهم في ظل وجود العقيدة الإسلامية في بلد مليء بالأساطير ومشبع بالنزعات الروحية العقيد تبرر سبي النساء وتعبيد الرجال وتعاقب معنويا العبيد المتمردين على أسيادهم بنصوص دينية ؛ وإنهم أي الأفارقة اعتنقوا الدين الجديد في وضع لا قوة لهم ولا حول.

    ليس سواد بشرة البدو من رعاة البقر في دارفور وكردفان وتشاد هي نتيجة تزاوج مع الزنج من السكان الأصليين في الغالب ؛ بل هم في الأصل زنج تعربوا بفعل السبي والاسترقاق غزوا كان أو سرقة . ليس نتيجة اختلاط بالأصل في حالات لكن عامل الدين والاسترقاق جعلت مجموعات كبيرة من الأفارقة متعوربون.
    في حالة الهوية وإعلان تغير الأنساب من زنجية إلى عربية وهي تصب في نصيب العربي الوافد يصدر الدكتور أبكر ادم إسماعيل تعبير " ميكانزمية النفي البيلوجي " للرجل الإفريقي.
    كثير من الأطفال الأولاد والبنات من المجموعات الزنجية التي خضعت للاسترقاق والسبي في دولة دارفور وسنار تحولوا في حضن المجموعات المسترقة بمرور الزمن إلى عرب بثقافة مغايرة .وبمرور الزمن واستمرار الاسترقاق يصير أعداد أخرى جزء من النسيج الاجتماعي للقبيلة العربية ؛ يحملون ثقافاتها ولغتها وبالمقابل ينسون ثقافتهم وأصولهم .
    الدويلات الزنجية التي انتقلت إلى الحكم وفق الشريعة الإسلامية بعد ما اعتنق ملوكها وسلاطينها ؛ وليست تأسست بل كانت موجودة في طابعها القبلي الإفريقي ثم انتقلت إلى مرحلة جديدة في ظل الغزو الجديد ؛ هذه الدويلات أخذت الثقافة الأسيوية المهاجرة في السبي والاسترقاق الأخريين ضمن ثقافات أخرى؛ تعرضت الثقافة الإفريقية الأصلية التي كانت أساسها الفضيلة وحب السلام والخير وفق تعاليم لله إلى تدمير منظم؛ وهكذا فالتاريخ السوداني الوسيط صار لدينا دويلات تغزو وتسترق ساهمت في دفع عجلة العبودية إنها تخلقت بثقافة الغزاة.

    أما التاريخ القديم وهو ما قبل الهجرات والغزوات الأسيوية والأوربية ؛ وهي ما نشير إليه ببداية ظهورنا وممارسة أسلافنا لنشاهم على ظهر الأرض في صورة حضارة أولى وتكون المنطقة في الجزء الجنوبي لإقليم دارفور فاتحة التنقيب للعمل.

    مصادر لكتابة التاريخ
    تقول الروايات ان قبل آلألف السنوات كانت شعوب جنوب جبال مرة تسكن داخل الهضية ؛ وتخص الرواية شعب ذلك الداجو وليس مجموعة البنقا ؛ أو السنجار . وتعني مرة بلغة بعض تلك المجموعات السكانية بأنه (جبل ) . أسماء بعض المناطق بقيت تحمل أسماء داجوية مثل (نيرتيتي) التي تعني الأرض الخضراء .
    يمكن ان يكون ذلك قبل الألف الخمسين قبل بداية التاريخ الإفرنجي ؛ والروايات شفوية ومتضاربة وقليلة تلك التي تحكي عن الماضي لهذه المجموعات . هذا يؤكد الأصل الواحد للمجموعات القبلية الست التي أسست في دارفور دويلات؛ وجدت في الجبال الخضراء الألف السنوات " التنجور والفور ؛ التاما والقمر ؛ المساليت"

    كتب التاريخ الإفريقي التي روت قصة الحضارة الإفريقية ؛ كنشؤ وتطور للدكتور انتا ديوب والدكتور بن جكنان والدكتور ايفان فان سارتيما جيدة كمصادر أساسية ؛ ومهمة كمنصة انطلاقة بجانب إنها تقدم بشكل عام الأوضاع السياسية والثقافية في إفريقيا النيل الأدنى وما حول .
    في حركة البحث عن تاريخ المناطق والمجموعات السكانية التفصيلي مستندين على تلك الدراسات نكون في حاجة ماسة إلى تحليل باطن الأرض وظاهرها للتوصل إلى نتائج تغطي بعض الأسئلة التي تكمل كتاب تاريخ سوداني موحد.

    المسح الجيولوجي للأرض يحدد متى كانت صالحة للحياة أو متى ظهرت أشكال الحياة عليها ؛ هكذا توصل علماء طبقات الأرض إلى معنى إضافي من هذا العلم لصالح علم التاريخ .
    وتحديد تاريخ ظهور الحياة على الأرض وفق نتائج الدراسات الجيولوجية يؤرخ كزمن مرجح لبداية ظهور البشر عليها وانطلاق نشاطه في الزراعة أو الرعي بكونهما اسبق أنشطة الإنسان على الأرض . وهو علم لم يخضع لتجربة الاختبار في هذا المجال في إقليم دارفور . استخدم فقط في الأجزاء الشمالية من الإقليم بغرض الفحص عن النفط .

    أما وجود آثار لمصنوعات حجرية أو فخارية أو معدنية فهي من صنع الإنسان بلا شك استخدمها في حياته ؛ فهي بدورها حين تخضع للتحليل وفق الأدوات التي تستعين بها علم (الآثار) الاركيلوجية تحدد أعمارها و فترات استخدامها من قبل الإنسان.
    الهياكل العظمية سهل تحديده وتفريق بين الكائنات الحية ؛ أمكن تحليلات الكربون لتحديد الأعمار في الحياة ووجودها تحت الأرض ليست بدقة كاملة ؛ والهياكل العظمية أكثر سهولة من بقية الأدوات الأخرى .
    ويتم كل ذلك بعد العثور على ظواهر الدالة على الحياة على وجه الأرض أو بالحفريات حيث الآثار التي يعتقد إنها كانت دائر نشاط الإنسان الأول .
    المصنوعات الفخارية والمعدنية متوفرة بكثرة ومنتشرة بلا حدود في كل جغرافية الإقليم ؛ غير إنها لم تخضع للتحليل بغرض البحث العلمي.

    تقدم علم الآثار وعلم الطبيعة كثيرا في قراءة وتفسير الرسومات والنقوش التي يتم العثور عليها ؛ وفي جبال كلمن جاروا في كينيا التي شبهنا نقوشها كما في كهوف (قرلانج بانج ) بوسط جبل مرة من رسومات ونقوش. نشير إلى ان علماء الطبيعة حددوا في دراسة لهم إنها عمرت لنحو 18 الف سنة . أي في حدود زمن كهذا كان الإنسان بهذه المنطقة عاش في الكهوف . ولهذا فتخضع كل الكهوف حول وفي جبل مرة: جبل كارقو ؛ جبل جبايين ؛ قدا عفارة ؛ جبل حريز ؛ جبل مسكو ؛ جبل جلي التي توجد بها كهوف ومغارات . أما سلسلة جبال الميدوب وجبال العوينات فتخضع للدراسة كوحدات منفصلة للدراسة .

    خضوع اللغات المحلية للتحليل وتفكيك مفرداتها ؛بجانب العادات السائدة للدراسة تمكن تحديد أي نوع من المجموعة اللغوية التي ينتمي إليها سكان رقعة ما هذه لغتهم ؛ ذلك بدوره يساعد في تحديد نشأة اللغة نفسها ؛ ونشأة العادات ؛ وظهور الأدوات المصنوعة بحسب الأغراض وهي مهمة علم اللغويات .
    ولتتضافر جميع تلك العلوم مع بعضها البعض ونحن نبحر نحو الماضي في رحلة كشف التاريخ السوداني نحن في حاجة أولا إلى امتلاك أدوات تلك العلوم مما هو متوفر اليوم بالمؤسسات التعليمية الانثربيلوجيا ؛ والاركيلوجيا ؛ واللغويات ؛ والجيولوجيا والعلوم الأساسية الأخرى الرياضيات الكيمياء والفيزياء والإحياء. بيد متخصصون من جيل جديد.
    الإنسان والطبيعة يتكاملان في تحديد جزيئات الزمن الذي عشاها متفاعلين ذلك هو التاريخ . و التاريخ كوحدات زمنية متكاملة وترابط متداخل لنشاط الإنسان على الطبيعة وتفاعلهما معا مهم جدا للإنسان لكونهم يمثل درعا يحمي ويساعد الحياة البشرية على الاستمرار . أهمية مادية وروحية .هذا ما يدفع الإنسان إلى رصد تاريخه بغرض ان الاستمرار متقدما في تطوره وهو مخلوق مفيد لجنسه.
    تظل الخرافة والأسطورة احد أهم ما يشغل الإنسان في ظل غياب العلم الذي يثبت الحقائق القديمة من اجل التقدم والنهضة . الأساطير تشكل أجزاء منها حقائق أو ان جوهرها حقيقة لكن الأسطورة أحاطت بها كتكملة. والأسطورة نفسها مصدر لا غنى عنها في تدوين التاريخ .



    منعم سليمان
                  

06-26-2010, 08:20 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    جبال الحجارة السوداء
    الحد الفاصل بين الخرافة والعلم؛
    ودعوة لاحترام الثقافات

    ثعبان الحجر الأبيض
    قام غلامان من رعاة الإبل العابرين اصطياده من اجل اخذ الحجر المضيء الذي يخرج به ليلا ؛ وترصداه ؛ لم سكن منتظما في خروجه ؛الليلي ؛ كان له مقلة مثل مقل البشر رموشه بحذر ؛ لا يعتدي على احد إلا إذا حاول احد الاقتراب من حجره ؛ طوله نحو مترين ؛ويضع الحجر المضيء الذي لم يعرف أي من السكان حقيقته في فمه؛ تتجمع حول ضوءه الحشرات فيقوم باصطيادها كوجبة طعام .كان للحجر الغريب نور لامعا يمكن رؤية الضؤ المنبعث منه من بعيد ؛ يخرج القرويون لمشاهدته كلما خرج من جحره ؛ يتأملونه على ضوءه ؛ القرويين يحترمون تلك الظواهر لا يجرؤ احد لإيذائه . في تلك الليل قتل الثعبان ذو الحجر الأبيض اللامع ؛ لم يصدق الغرباء حجمه وطوله ؛ لكن الغلامين ماتا فجر اليوم التالي بعد ان تفسخ جلودهما من جسمهما تماما؛ لم يتمكن الرعاة الذين نزلوا ليلتين البقاء طويلا ؛ كما لم يتمكنوا من الاحتفاظ بالحجر الأبيض الذي احضراه الغلامان فأعادوه إلى حيث قتل الثعبان ؛ لم يجدوا جثته ؛ ثعبان آخر حل ملحه وانتهى إلى كهف في وسط الجبال. قال القرويون إنهم سمعوا في الليالي التالي بكاء ونحيب نسوة من بين الجبال على طريقة البكاء الإنسان حين يموت له عزيز؛ السامعون كرروا إنهم سمعوا زغاريد واحتفالات تقام في الجبال.وأصوات ماشية وأغاني رعاة ؛ بينما يقولون ان الجن تسكن الجبال تقول روايات إنها أصوات صدع ليس أكثر ؛ الجبال لم تكتشف بعد إنها مليئة بالمعادن الثمينة لكنها موطن للثعابين الكوبرا ؛ تحيط بجبال الداجو التسع والتسعين حزمة أسرار والغاز مرفقة بقصص و أساطير تغلوا في الغرابة ؛ والجبال التي يحمل كل منها اسم لملك من ملوك الشعب التسع والتسعين متفرقة وتحتوي على حجارة سوداء جميعها لكن من بين تلك الجبال جبل واحد يتكتمون على حقيقته. وهي منتشرة تسمى بعض الجبال " حجر" أو "قرويد" وهي تلال لكل حجر اسم . العجائز في الشعب من يعرفون أسماءها وأسماء السلاطين المقرونين بها عاشوا قبل آلاف السنوات منذ سير الإنسان معتمدا حياته على الحجر . من لدن "السلطان قيطار حتى السلطان كوسوفورك" مرورا بالسلاطين " واو ؛ موا ؛ سوا ؛ رونقا" . لكل سلطان جبل ؛ ولكل جبل سره . وتستمر الجبال منتشر بثورة مبعثرة باستثناء "القريودات" جنوب بليل من أم كردوس المنعزل في الشمال حتى بلدة أبياي في الصعيد . لكن في مغاراتها تعيش تلك المخلوقات على هيئة ثعابين كبيرة؛ هكذا قيل للصغار إنها جن من المؤمنين؛ إنها أرواح لإسلاف سابقين ؛ تمتلك الثعابين الكبيرة أعين ورموش مثل الإنسان وتلك ما يشد الاهتمام بين الخوف والرغبة في ؛ لا تؤذي غالبها ؛ فقط الثعابين التي تملك حجارة بيضاء مضيئة تخرج في الليل من كهوف الجبال ذات الحجارة السوداء ؛ كانت تلك نوع من الجواهر يملكها الجان . اللغز حول الجبال مثل اللغز حول محتوى مدافن "الناس القدم" ؛ حتى في الشرح القليل الذي يحظى به الغريب سينقل بالترجمة غير الحرفية من اللغة الداجوية الغموض يزداد أكثر ؛ بينما يقول البعض من السكان إنها لا تجد مرادفة باللغات الأخرى لشرحها وليس لها مقابل بالعربية . تلك الأسرار في مجملها تحتوي على فلسفة الشعب للحياة منذ القديم وشيم أخلاقية ؛ و فضائل يلتزمون بها ؛ وتضم ضمنها قصص الماضي و تاريخ المكان ؛ وأشياء يعده ما خص الله به كل شعب في إفريقيا عن غيره . وسكن هذا الجزء من إقليم دارفور يعدون الأقدم بين الشعوب في البشرية ؛ وهم سلف الشعوب بالمنطقة بحسب آثار الإنسان الظاهر على أرضهم . يتفضل العرافين بنصر حبات الدخن على درب الثعابين الكبيرة ؛ لا تقترب ثعابين السراديب التي تملك الجواهر ؛ لا تتعرض للقتل أو التهديد من احد ؛ تعيش بعضها في الحقول وتعود إلى المرتفعات في الصيف ؛ الشعب يحترمون الحياة حتى للمخلوقات عير البشرية. الحالة في بعض هذه القرى الجميلة وبوجود العرافين من دعاة الفضيلة لحدود التنسك في الأخلاق أشبه بالحالة في "لاسا" بهضبة التبت شمال غربي الصين ؛ كهنة بوذا في معابد "شالون " يعامل الجمع بعضهم بعضا باحترام وكياسة ؛ ويلتزم الجميع بالنظافة والنظام ؛ يتخلق الجميع بثقافة النظرة إنسانية واحدة تتمحور حول حب السلام والجمال ؛ والبحث عن السلام والجمال في كل إنسان هي شيمة أخلاقية ان يبتسم في وجهك كل من تلقاه ؛ ويشعرك بالأمان . حياتهم في بعضهم؛ معشرهم لغيرهم يغلب عليه طابع ثابت هو حب السلام وحب الخير ؛غير إنهم محاربون بشراسة نادرة حين يعتدي عليهم. يحفظون أنفسهم وتراثهم بإسرارهم المحصنة بلغتهم ؛ لهم نمط رائع في خلق الحياة الآمنة ؛ ولغة الداجو رغم ان مفرداتها انتشرت واسعة في اللغة المحكية للإقليم الغربي اليوم لكن لا تزال حصين وقادر على حفظ أسرار الشعب الذي انحدر غالب الشعوب الزنجية منها كبطن أم للكثيرين . عرفوا بأنهم يعملون وللمحبة والسلام فيما بينهم ترانيم تعزفها النقارة . ؛وإذا وقفت السماء عن الأمطار يسالون السماء بطريقتهم فتمطر لهم . والنقارة تتحدث أكثر من لهجة داخل اللغة الواحدة ؛ نقارة للفرح ؛ ونقارة للمطر ؛ونقارة للحري؛ ونقارة للحزن ؛ ونقارة تنصيب السلطان . يحن يضرب (البردية ) يعرف الجميع نوعها ويفهم مرادها فهي تتكلم لغة الداجو. لم يشهد إنهم اعتدوا على الشعوب الأخرى في سلسلة حروب القبائل المنتشرة في أجزاء الشطر الغربي من السودان . ولم يشهد إنهم انهزموا في تاريخ اعتداء القبائل عليهم ؛ ستتدخل السماء والأرض في نصرتهم ؛"الأرض تلعب أصحاب" . سلحتهم العدو في نهاية عام ألفين وثلاثة هاجمت مليشيات رعوية سلحتها الحكومة المحلية بالشطر الجنوبي من الإقليم ؛ هاجمت القرويين الذين يعملون في زراعة الدخن شرقي بلدة (بليل) التي تقع شرق مدينة نالا ؛ حرقتها وقتل رجال وسبت نساء وأطفال ؛ وفي تقدمها جنوب شرق دخلت في بعض الجبال ذات الحجارة السوداء ؛لم تتمكن من التقدم بغية تدمير بقية المناطق ؛ شارفت الذخائر والأسلحة التي تملكها على النفاد . اتصل زعماء المليشيات بالسلطة بالولاية طلب المدد قبل ان يساعد القرويين قرويين أخريين متمردين في الجبال الشمالية . لم تكن المجموعات الزنجية من السكان الأصليين في الشطر الجنوبي جزء من الحرب الأهلية المدعومة من الدولة التي بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي ؛ كانت المعارك بين البدو العابرين من رعاة الإبل وسكان الجبال وتدور المعارك متقطعة حول جبال مرة ؛ تحرق فيها قرى القرويين ذلك منذ الثمانينيات ؛ لكن الحملة العسكرية المدعومة من السلطة الدولة شملت جميع السكان الأصليين من القرويين . بحجة مكافحة التمرد قام والي الولاية الجنوبية من الإقليم وكان بدويا في ذلك العام بتسليح كل المجموعات السكانية التي يعتقد إنها تنحدر أو ذات صلة بالعرق العربي المهاجر حسب التصنيف الانثربيلوجي للوالي ؛ ليست قبائل الداجو جزء من ذلك التصنيف فلن تحصل قراهم على تسليح. من مطار نيالا قامت طائرا الهيلكوبتر بانزل 5 صناديق من الأسلحة والذخائر للقرويين الداجو ؛ ولم يتمكن البدو من مهاجمتها لأنها حكومية . تسلح شبان الداجو بالأسلحة وهاجوا عدوهم ؛ ويقول الشبان ان القليل منهم كانوا يعرفون استخدام السلاح الناري ؛ تعلموا بسرعة طريقة استعماله ووجهوها نحو عدوهم. فما شاع الأخبار إنها كانت خطاء فني من الطيارين . كانت إجابة الطيار الأول عن سبب وضع صناديق السلاح للزرقة بدل العرب قال انه رأى بعينه رجال على ظهور أحصنة في المكان الذي انزل فيها الصناديق. ولم يشاهد قرى أو مجموعات سوداء. ليس من شك ان السحنة السوداء هي المشتركة بين المجموعات السكانية للإقليم و التي تقتتل بمساعدة السلطة السياسية؛ ليس من اليسير التفريق بين من هم على ظهور الأحصنة أو على قدميه استنادا على السحنة ؛ وليس من السهل أيضا تحديد أي منهم يتحدث العربية إذ لكل لغته المحلية ؛وليس من اليسير ان يدرك الطياران -بكونهم غرباء عن المنطقة – الاختلاف بين المجموعتين ؛ غير انه ثار ولفترة طويلة ان الداجوا تغلبوا على طبيعة الأشياء بإسرارهم ؛ وقالت الأعراب إنهم سحروا عيون الطيارين . ولم تتمكن المليشيات الموالية للدولة من عبور جبال الحجارة السوداء . قصص متشابه كثيرة هكذا انتشرت خلال السنوات الأخيرة من عمر الحرب الأهلية في دارفور ؛ دارفور يسكنه لحد كبير الأساطير وهي ارض الخرافات .حكت القصص عن حوادث غير المعلوفة وقعت للمحاربين التمرديين؛ غالب هذه القصص يرويها المستضعفين عن الطبيعة ؛ إنها كانت لجانبهم ؛ وان قوة خفية عليا كانت تساعدهم في حروباتهم وتمكنهم في التغلب على عدوهم ؛ قصص في( سربا) و(هبيلة) ؛ مثل أصوات الآذان في القرى التي حرقت ولم يعد بها حي. وقصص مشابه في (روكيركو) و(جبل جبايين) عن محاربين يرددون أناشيد التحرير ؛ وشبان مشعرون حاربوا مع البسطاء الذين يواجهون حرب تدمير . قصص أخرى عن سنابل الدخن التي خرجت في مواسم الحصاد على هيئة كف ادمي بإصبع عشر يناجي السماء . هل للمسالة علاقة بما يقوله علم الفيزياء ان ثمة قوة خارج نطاق المألوف وهي القوي الكهرومغنطيس المؤثرة في جذب الأجسام ؟ تلك ما صاغتها جملة أفلام في هوليوود؛ وهي قوة فوق العادية لطبيعة حياة الإنسان تعمل فيما يسمى دينيا معجزات . ان كنا نرجي بعض الظواهر الواردة في القصص الأخيرة أعلاه من معجزات وقعت للثوار المحاربين من العلمانيين في حركة تحرير في الجبال كما رواها بعضا منهم ؛ تابعوا معي القصة التالية. وقبلها دعوة للجميع ان يحترم خرافة الآخر كي يجد من الآخر احتراما لخرافته الدينية. انه مدخل للتسامح الثقافي ؛ والاحترام المتبادل عامان مضيا على الحادث قرب جبال الحجارة السوداء ؛ حيث قامت مروحيات النظام بتسليح القرويين عن طريق الخطأ كما قالت ؛ بينما قالت الأوساط المحلية إنها معجزة فوق الطبيعة . عامان على الحادثة جاء حاكم جديد في المقاطعة الجنوبية لإقليم دارفور . وبطبيعة الحال الدولة لا تعين من السكان الأصليين حاكما في الشطر الجنوبي من الإقليم ؛ فالحاكم الجديد ينحدر من شعوب الجزء الشمالي من السودان. الحاكم الجديد له وعي بجوانب عدة بخفايا حياة السكان الأصليين وبحياته هو أيضا. تأثر بالروايات الأسطورية فشكلت جزء من معتقداته ربما غير انه أفصح عن جوانب من أفكار ثارت جدلا ميتافيزيقي حول عقائد المشرق العربي وسط "العقلاء العرب" . أراد الحاكم ان يزور قرى شرقي "بلدة بليل" المقاربة لجبال الحجارة السوداء ؛ قصد انه يريد اللقاء برؤوس الداجو من الرجال فتجمعوا في انتظاره . انتظره الشعب في قريتهم وطال انتظارهم ؛ وكان يفترض به ان يأتي منذ النهار من الاتجاه الغربي حيث تقع المدينة ؛ غير ان الناس تفاجئوا بقدومه من جهة الجبال ذات الحجارة السوداء الشرقية قبيل المغيب ؛ ضج الحضور وهمهموا بلغتهم . أدرك الوالي سر ما يعنون . فطلب إليهم بود واحترام ان يجيبوه إلى أسئلته المحيرة ؛ أسئلته أدهشت مرافقيه . لم يكن أي من "الرجال الرؤوس" في أي استعداد لان يبوح بالسر إلى غريب . وما يكون لهم ان يقدموا معلومات عن حياتهم إلى عابرين ؛ قصة كذالك قال السير سلاطين باشا الحاكم الإفرنجي على إقليم دارفور إبان (الاستعمار التركي- المصري) قبل نحو قرن وربع أثناء مروره بمنطقة الجبال ذات الحجارة السوداء. كان سؤال الوالي الخرطومي عن: أي من الجبال سود الحجارة التسع والتسعين هو الجبل الذي اخذ منه الحجر الأسود الذي في مكة ؟ .

    منعم سليمان
                  

06-26-2010, 08:33 PM

الرفاعي عبدالعاطي حجر
<aالرفاعي عبدالعاطي حجر
تاريخ التسجيل: 04-27-2005
مجموع المشاركات: 14684

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    الاخت امنة مختار

    تحياتي ,,,

    التقدير لكل صاحب مبدأ , أقدر وضوح منعم سليمان الذي لا ارعفه إلا من خلال المنبر وحدته الصارخة في طرح رؤاه بعد الانتقال الكبير من معسكر الاسلام السياسي الى العداء للكل دون تمييز , المقارن بين مالكوم اكس محرر العبيد في امريكا ومنعم سليمان تختفي حال عقدنا مقارنة بين التمييز وتغليب ال###### والانسان الابيض على الانسان الاسود في امريكا العنصرية انذاك هاهو يعتلي حفيد السود اليوم قم
                  

06-26-2010, 08:33 PM

الرفاعي عبدالعاطي حجر
<aالرفاعي عبدالعاطي حجر
تاريخ التسجيل: 04-27-2005
مجموع المشاركات: 14684

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    الاخت امنة مختار

    تحياتي ,,,

    التقدير لكل صاحب مبدأ , أقدر وضوح منعم سليمان الذي لا ارعفه إلا من خلال المنبر وحدته الصارخة في طرح رؤاه بعد الانتقال الكبير من معسكر الاسلام السياسي الى العداء للكل دون تمييز , المقارن بين مالكوم اكس محرر العبيد في امريكا ومنعم سليمان تختفي حال عقدنا مقارنة بين التمييز وتغليب ال###### والانسان الابيض على الانسان الاسود في امريكا العنصرية انذاك هاهو يعتلي حفيد السود اليوم قمة الهرم في امريكا ويمثل , لم يسئ مالكوم اكس للبيض بقدرما طرح قضيته للحوار واثمرت واقعا وحقوقاً مدنية السودان اليوم في ردة تاريخية لا تحتمل غير الحوار المفتوح لنقول حكمة ان استعلاء ودونية البعض لا يعالجها غير مزيد من طرح افاق اوسع للحوار في كل ما هو مسكوت عنه اعتقد ان المقارنة بين منعم سليمان ومالكوم اكس تنعدم هنا لحين تصحيح مفاهيم كثيرة وكبيرة في فكرة ونظرة منعم العدائية لكل المكون الشمالي بلا استثناء .








    اعود .




    .................................................................حجر.
                  

06-26-2010, 11:21 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. (Re: الرفاعي عبدالعاطي حجر)

    Quote: لم يسئ مالكوم اكس للبيض بقدرما طرح قضيته للحوار واثمرت واقعا وحقوقاً مدنية السودان اليوم في ردة تاريخية لا تحتمل غير الحوار المفتوح لنقول حكمة ان استعلاء ودونية البعض لا يعالجها غير مزيد من طرح افاق اوسع للحوار في كل ما هو مسكوت عنه اعتقد ان المقارنة بين منعم سليمان ومالكوم اكس تنعدم هنا لحين تصحيح مفاهيم كثيرة وكبيرة في فكرة ونظرة منعم العدائية لكل المكون الشمالي بلا استثناء .


    الأخ العزيز الرفاعى ..
    اسمح لى أن أختلف معك ..فى ان مالكوم اكس لم يسئ للبيض ...
    فمالكوم اكس فى بداياته كان مخدوعا مضللا عن طريق زعيمه الروحى ( الايجا محمد) ومنظمته أمة الاسلام
    اللذان كانا يروجان لمفهوم خاطئ وكاريكاتوري عن الاسلام .

    مثل منعم سليمان الذى أثرت فيه الانقاذ ومشروعها الاسلامى الحضارى المزعوم تأثيرا يشابه تاثير أمة الاسلام وزعيمها الروحى على مالكوم .

    مالكوم فى بداياته كان متطرفا جدا ، بل ومعاديا للبيض ويعتبرهم كالشياطين ، حتى خذلته امة الاسلام واكاذيب وانحرافات زعيمها ..مما أتاح له ان ينظر للأمور من زاوية أخرى .

    مالكوم اكس اعتدلت نظرته حول الحقوق المدنية للسود بعد زيارته االراضى المقدسة ، حينها عرف الكثير عن الاسلام الحقيقى
    ودعوته للمساواة دون تطرف ، وعرف ان البيض يمكن ان يكونوا مسلمين أيضا .

    أرجو أن تراجع بدايات سيرته .

    ____________

    ملحوظة : لا أتفق مع كل أراء منعم سليمان ، وان كنت أحترم مثابرته ومبدأيته .
                  

06-27-2010, 10:19 AM

الرفاعي عبدالعاطي حجر
<aالرفاعي عبدالعاطي حجر
تاريخ التسجيل: 04-27-2005
مجموع المشاركات: 14684

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    Quote: ملحوظة : لا أتفق مع كل أراء منعم سليمان ، وان كنت أحترم مثابرته ومبدأيته .


    دعينا نتفق في هذه , واحترم مثابرته ومبدئيته

    ولنقول بأن مرحلة الهدوء والتحول تحتاج ايضا الى

    اراء شجاعة فيما نتفق حوله من تجارب مضيئة في الشمال

    فليس كل الشمال شر ولو ان نخبته الحاكمة جميعها شر ما

    خاطبت مشكلاتنا بعمق وما سعت في حلها بجدية.








    ...................................................حجر.
                  

06-28-2010, 03:20 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. (Re: الرفاعي عبدالعاطي حجر)

    أسبقية حضارة مروي ؛ بمناسبة ظهور "عالم الآلهة في مروي"


    بصدور كتاب "عالم الآلهة في مروي " تعود الضجة العلمية التي أثيرت حول أسبقية الحضارة الكوشية في مروية إلى الساحة من جديد .

    كان الكتاب الذي صدر طبعته الأول عام 2000 بمعهد الدراسات الشرقية بأكاديمية العلوم الروسية محدود الانتشار سودانيا وذلك بحكم سيطرة اللاوعي المنشور والمعزز من قبل مركزية الدولة في السودان ؛ غير ان الكتاب يأتي في خضم التجاذبات الواسعة منذ النصف الأول من القرن العشرين بفعل الصراع العلمي بين المركزية الأوربية المدونة للتاريخ العالمي والمركزية الإفريقية القوية الناشئة .
    وجود بعثات آثار أوربية في السودان :سويسرية وايطالية وفرنسية واسبانية وتعمل جميعها في المناطق الأثرية حول النيل شمال السودان تمثل طلائع الألوية العلمية المتقدمة في جبهة المركزية الأوربية؛ في وقت تراجعت فيها الجبهات الإفريقية لحواجز التمويل والتمركز الثقافي . غير ان الحقائق الثابت أقوى من أي تزيف والانجاز الإفريقي العلمي رغم بعده تركت نتائج الأبحاث ودراسات وتحليلات ايريكلوجية بحيث لا يمكن لأوربا التقدم مرة أخرى في هذا الحقل وفي إفريقيا .
    معركة الوعي واللاوعي داخل السودان هو الأخر شكل إضافة للصراع ؛ فالسلطة السياسية للدولة السودانية بوعيها الاستعماري المهاجر ؛ وكراهيته لإفريقيا ساندت الجبهة الأوربية ؛ وفي صراع السلطة ضد الشعب عبر حجب الوعي تجفيفا مصادرة أعاقت بشكل أساسي التقدم العلمي وهي ما انعكست سلبا على دراسات الآثار حتى على البعثات الأوربية نفسها .
    الأوربيون منذ ظهورهم الحديث كانوا ينطلقون من اعتقاد (أشبه باعتقاد ديني لديهم) ان كل الانجاز الإنساني الحضاري العالمي صنعه الرجل الأبيض ؛ ومنها انجاز العلم الحديث ؛ اختراعه وتطويره وتطبيقه ؛ وحين يثار الحديث عن مصر القديمة بالنسبة لهم تقع ضمن تخوم حضارة البحر المتوسط التي تنتمي إلى منجزات العرق الأبيض.

    وهو قول جرد كل الشعوب الأرضية الأخرى من حقها وانجازاتها الحضارية ؛ لكن جردت الأفارقة السود خصوصا من أهم انجاز لديهم هو إنهم المبتدئون للحضارة الإنسانية طرة ؛ وهم مخترعي علومها وثقافاتها بصفتهم " أول خلق خلقه الله من البشر عاشوا في منبع الأنهر بوسط شرقي القارة " بحد اعتقد الأسلاف الزنوج كما دونها المؤرخون الأوربيين في أثينا بأقلامهم قبل ألفي عام أوربا القديمة أمينة في التاريخ أكثر من أوربا الحالية .
    صحيح لأوربا الحضارية أهداف ؛ فهي قوة استعمارية وتلك تبرر سيطرتها للشعوب الأخرى والسيطرة المادية خلقت ماديتها الحضارية ؛ غير ان السلطة السياسية في السودان بصفتها نتيجة حتمية لمنجزات الاستعمار الأوربي من ناحية وكونها تنظر لنفسها امتداد طبيعي للحضارة العربية الإسلامية السابقة لأوربا في استعمار إفريقيا الشمالية هي الأخرى تبحث عن تبرير لوجودها في القارة عبر نشر اللاوعي العلمي التاريخ في الشعوب الزنجية.

    الجبهة الإفريقية تقدمت كثيرا في نفي اللاحقائق واثبات الحقائق العلمية حول الحضارة الإنسانية والتاريخ الإنساني ؛ وتقدمت متحدية كل القوى الاستعمارية الأسيوية والأوربية التي غزت القارة أو هاجرت إلى القارة ؛ وتقدم قائدا لحركة النفي والإثبات العلمي الإفريقي منذ نهاية القرن التاسع عشر أصحاب مدرسة "العودة إلى إفريقيا" في أمريكا الشمالية ؛ البروفسير دبليو أي ديبو ؛ إلى العظماء ايفان سارتيما ودكتور بن جكنان ودكتور هنريك كلارك ؛ غير ان الدكتور انتا ديوب من داخل القارة أشعل النور وحسم المعركة بكتابه الغني "إفريقيا أصل الحضارة : حقيقة أم خيال".

    بعثة عالم الآثار السويسري شارل بونيه كان متقدما جدا في انجازاتها مقارنة ببعثات أخرى في الجبهة الأوربية .
    و ما أعلنه شارل بونيه في 2005 ف في التلفزيون السوسيري الخامس بان هناك حضارة اسماها حضارة "كرمة" في شمال السودان وقدرها بعمر بلغ ست الف سنة ؛ واسماها أول الحضارات الأرضية وسابقة لمصر القديمة كانت كذبة أوربية جديدة .جوان من اعترافات مارتن برنال في كتابه القيم " بلاك اثنا " المختصة بفضح أكاذيب أوربا القديمة ؛ كانت كفيلة بان تفضح أيضا الأكاذيب الأوربية الجديدة ؛ بجان أنها لا توجد حضارة "كرمة" كذالك فان شارل بونيه وإعلانه من شانها ان يخلق إشكاليات حقيقية في المستقبل ؛ ولعل ذلك هو الهدف من عمل الجبهة الأوربية. فمن ناحية ان البعثات الأوربية وأعمالهم الأثرية في السودان لم يكرسوا كبير جهد ليناقشوا قضية جوهرية تتعلق بعرق ولون ملاك الحضارة السودانية في كرمة أم غيرها ؛ وهو الدليل الذي يبرهن ان البعثات الأوربية تعمل من اجل تعزيز العقيدة الأوربية الأولى هو تجريد الشعوب من حقها ؛ أخيرا اعترفت بوجود حضارة سابقة في هذه المنطقة الإفريقية لكن لا تنسبه للعرق الزنجي أصحابها وذلك تخفي العرق الذي أنجزه. الإشكالية الثانية تحدث البعثة الأوربية عن ما أسمته حضارة "كرمة " ؛ و"نبتة" ؛ "مروي " كحضارات سودانية بشكل منفصل وراثيا وانثربيلوجيا عن الحضارة الفرعونية في مصر ؛ كما لو إنهما حضارتنا كل قائمة بذاتها ؛ علما ان الحدود بين البلدين وضعتها أوربا في نهاية القرن التاسع عشر كما وضعت أوربا كل الحدود السياسية بين البلدان الإفريقية ال53. بعد إنهاء استعمارها للقارة . فضلا عن ان أوربا تتحدث عن الاثنين بطريقة بعيدا كل البعد عن الحضارة الكوشية وفي الحقيقة إنهما انجاز لحضارة واحدة منسوبة لعرق واحد و أنجزه شعب زنجي احد من داخل أرضه التاريخي . وهي تنتمي لكوش الأعمال الأوربية في شمال السودان تخلق إشكاليات أخرى محلية فهي تنسب تلك الأعمال لمجموعات سكانية تستوطن الأرض في الشمال الحالي ولا تنسبها للعرق الزنجي العام أو العرق النوبي الفرعي بشكل عام ؛ فنسب " كرمة " كحضارة أنجزها أسلاف المجموعة السكانية في حلفا " الحلفاويين " وحرمت المحس ونسب نبتة إلى " الدنقليين أو الدناقلة " ونسب مروي إلى الجماعات المستعربة " الهاشماب" بالنسب إلى هاشم عربي مهاجر!! ؛ وفي الوقت نفسه تجرد ألأعمال الأوربية غالب المجموعات السكانية من الانتماء للحضارة السودانية "الزنجية" بنفي انتمائها للمكان الذي تسكن فيه حاليا واثبات تحقيق إنها وفدت ؛ تلك تخلق إشكالية حقيقة بالنسبة لها وهي تعايش تلك الإشكاليات حاليا ؛ ولعل الحسابات السياسية هي المترجمة. الأعمال الأوربية في "كرمة" ؛ تثير إشكاليات إضافية خطيرة فهي تثبت في تجزئتها ان مصر القديمة حضارة أنجزها أمم بيضاء وهذا غير صحيح ؛ وتتمسك مصر التي تمثل تكوين مختلط لعناصر أوربية –أسوية مهاجرة وغازية بعضها خلال ألفي عام ولا تنتمي إلى القارة في الأساس بتلك الرؤية غير الصحيحة . وكميت "مصر" القديمة زنجية ؛ وهي الترجمة حرفية لكلمة "السودان " أي سواد لون بشرة سكانها ؛ وان تعبير "مصر" نفسها مهاجرة من أسيا ؛ و"ايجبت" من أوربا كما سكانها باستثناء الزنج في الصعيد . الأعمال الأوربية الأخيرة في "كرمة " والتقرير الضبابي الركيك للبعثة السويسيرية أتت في سلسلة ردود فعل للأعمال الإفريقية الكبيرة حول حقائق التاريخ والحضارة الإفريقية ؛ ولعل أوربا تحاول ان تعترف بجزء من الحقيقة حين تقول " انه كانت هناك حضارة في السودان مناظرة وموازية للحضارة التي كانت في مصر القديمة ولكن...تسكت عن العرق ..بعض ان قالت في مصر القديمة أنجزها أناس غير معروفون هذا بعض ان أثبتت تشكك جديد لحقيقة سابقة لها ان المنجز من العرق الأبيض. حين اثير مسالة الفراعنة السود كانت أوربا تضيف إلى التناقضات والتراجعات ضبابيات جديدة ؛ فهي فصلتهم عمن الزنج الحقيقيين في مصر القديمة وشككت في وجود حضارة زنجية واحدة وهي كوش . لقد ثبت علميا ؛ وبالدراسات والتحليلات العلمية الانثربيلوجية والاريكلوجية انه لا توجد حضارة منفصلة نمت في الماضي باسم "كرمة "في المنطقة المذكورة في شمال السودان وما تم العثور عليه هي فقط آثار مجزاة تمثل امتداد لحضارة زنجية واحدة في الجنوب ؛ والحالة تنطبق على مصر الفرعونية التي تمثل امتداد للحضارة السوداء. و الصحيح ان حضارة زنجية واحدة هي الأولى والأقدم عالميا وهي "حضارة كوش" ؛ التي أسسها وأنجزها وبناها الأسلاف الأوائل للأفارقة الحاليين ؛وتعمرت كوش كحضارة بشقيها المادي والثقافي نحو اربعمئة قرن .أي أربعين الف سنة ؛ شكلت مركزيتها ارض واحدة من منبع النهر إلى مصبه ؛ لكن حكمت كل العالم في كل القارات . وان يكن اسم المناطق مأخوذة من لون بشرة السكان فان إثيوبيا أو كميت أو مروي كانت تعني السودان وتعني النوبة وإفريقيا في الوقت نفسه . وكلها وصف واحد للون الشعب الزنجي الذي أنجزه والذي لا يزال سلالته تعيش بالقارة . مثلت مروي ضمن العدد من الحواضر محور الحضارة الكوشية التي حكمت العالم القديم ؛ شملت كل المأمورة أوربا ؛ واسيا وأمريكا الشمالية والجنوبية واستراليا ؛ وبدا تلك الحضارة تنحسر منذ ألفي عام بظهور حضارات أممية أسسها أمم غير سوداء تعلمت أساسا من منجز الحضارة السوداء في إثيوبيا أو مروي أو كميت ؛ وحكم العالم الوسيط تلك الأمم متفرقة ؛ ومع نهاية ألألف الثاني من اليوم حكم الرجل الأبيض العالم الحديث لكن سبقه بتدوين التاريخ القديم والوسيط بوعيه التحيزي العنصري في حق كل الشعوب والشعوب السوداء بالأخص . ظهور كتاب "عالم الإلهة في مروي " يعد قيمة ومنجز إضافي لا شك بما هية مروي الزنجية الأولى ؛ ومنتظر الاطلاع عليه ؛ قبل الحكم عليه وخاصة انه صادر من روسيا التي لم تصنف لفترة كبيرة إلى أي مركزية خلال فترة التجاذبات العلمية محوري الصراع الأوربي الإفريقي ؛ وقد مثلت روسيا في فترة الاتحاد السوفيتي قطب التحرر استفادت الشعوب السوداء في عالم الجنوب بالذات من الأفكار والمفاهيم التحررية التي ناهضت الامبريالية الأوربية بمسانديها العلمية ؛ ومع ذلك يظل الروس قوم بيض أي ليسوا سود فالتاريخ في منظورهم له مركز ؛ وللحقيقة منطق ؛ وكثيرا ما شكل العلم المنصة للأهداف السياسية والاقتصادية التي أسست للسيطرة وبررت للسيطرة أيضا .

    منعم سليمان
                  

06-28-2010, 04:05 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    قديسة قرية (اقي لاري).

    إهداء إلى نوسي ؛ وشقيقتها انديرا في استراليا

    "اقى لاري " من بين القرى العتيقة في جغرافية شعب الداجو قرب جبال الحجارة السوداء جنوب شرق نيالا ؛ القرية التي صارت جزء من آثار الماضي فهي القرية التي سرقت منها طفلة قبل مئة سنة صارت راهبة وطوباوية و قديسة في روما مجد الكنيسة الكاثوليكية العالمية؛ ملا ذكراها الدنيا وصارت هي ملئ السمع والبصر . راهبة العصر الحديث كان راهبة العصر القديم "هاجر" . إنها الجدة القديسة بخيتة الطوباوية ؛بخيتة الإفريقية ؛ أو " ماما بكيتا" كما تنطقها الراهبات في دير "جوزيفين بكيتا" شرقي القاهرة للراهبات .

    عاشت حياتها الأولى في مدينة جنوة الايطالية مع سيدها كاليستو ليجاني كانت قد رافقته وزوجته إلى ايطاليا ما بعد عام 85 ف حيث قيام الثورة المهدية وجلاء البيض . و كتبت عن سيدها كلاما طيبا ؛ لم تتعرض للضرب أو التعذيب أو الاغتصاب في منزله منذ ان اشترها من سوق في الأبيض؛ كانت سابقا تتعرض للكل أنواع التعذيب والمأساة من قبل أسيادها الذين خدمتهم وعرضوها للبيع أكثر من مرة في الأسواق كردفان وحيث انتهى بها المقام إلى القنصل الايطالي.
    حين اعتنقت المسيحية في روما في 97 18ف انتقلت وعاشت كل حياتها في بيت الراهبات في مدينة شيو بمدينة البندقية حيث فارقت " الأم السوداء لصغيرة " الحياة بعد خمسين عاما من خدمة الرب. في عام 1947ف

    قام الحبر الأعظم بابا الفاتيكان السابق بإعلان قدسيتها في عام 2000 ف بعد 53 عاما من وفاتها ؛ كان الباب بولس الثاني قد أعلنها في عام 1992 ف طوباوية وفقاً للتقليد الكاثوليك؛ ثم تدرجت إلى قديسة بذلك تعتبر أول قديسة سودانية تصل مرحلة القداسة. وخصصت لها الكنيسة عيد 8 فابروير من كل عام.

    سربت أيا بخيتا رسالة مهمة عبر التاريخ إلى أحفاد أحفادها في إقليم دارفور الجنوبي وضعتها في كتابها المؤرخ لحياتها المأسوية .و حكت في كتابها جوانب من وقائع التاريخ في بلدتها الصغيرة ؛ جوانب الحياة الاجتماعية والدينية وأحوال خاصة بها وبعائلتها بما تذكرته ؛ ورصدت المعاناة التي تعرضت له خلال فترة الاسترقاق.
    كم فتاة افريقية في هذا الجزء مثل بخيتة تعرضت للسبي والاسترقاق وقتها ؟ وكم صبي ؟ وكم منهم من باعتهم الغرب الأبيض من يد السماسرة السارقين ؟
    العام 1876ف كان قد مر عليها من الحياة ثماني خريف او تسع حين سرقها من قريتها "أقي لاري" بدو أعراب رحل من تجار الرقيق. وهو العام الذي مكنت الدولة (التركية المصرية ) في الخرطوم وكيلها التجاري في بحر الغزال الزبير باشا ود رحمة من وصول الفاشر على جماجم شعب إقليم دارفور ؛ ومقتل سلطانها إبراهيم قرض في بلدة منواشي . الزبير باشا حول دارفور إلى مرتع لقنص البشر بغرض استرقاقهم وبيعهم .

    فيما قبل الحادثة كانت الدولة الدارفورية قد حافظت في الجزء الشمالية والدويلات الصغيرة في غربها على الإنسان من التعرض للسبي والاسترقاق؛ كانت مناطق أخرى عرضة لسرقة الأطفال بالتعاون مع الدولة (المصرية التركية) التي غزت البلاد من اجل العبيد والذهب.
    حتى تحالفت الدولة التركية أخيرا مع ملاك الزرائب مثل الزبير باشا من تجار الرقيق في تسيير عمليات القنص بالرغم من ان الغرب " وكلاء شركات الرقيق الكبار " أعلنوا كفايتهم من العبيد الأفارقة؛ و رسميا في عام 1833 ف صدرت مراسم محاربة تجارة الرقيق ومعاقبة المتاجرون بها من إفريقيا ؛ لكن في السودان الحال قائم كان شئ لم يحصل .

    بعد قرن وخمس وثلاثين عاما تحاصر الأعراب الرحل بالتعاون مع الدولة المركزية في الخرطوم القرى التي تضم قومها شعب الداجو جنوب دارفور ؛ ولم تنجو أي من قرى الحجارة السوداء من الأذى ؛ القتل واغتصاب النساء والاسترقاق الجنسي وتجريد الممتلكات وحرق المزارع .
    "اقي لاري ؛ حلال اقى راجل ؛ تبلديات ؛ كلما ؛ كشلونقو ؛ كوالة ؛ ونسة ؛ كمبلا ؛ كيلا ؛ دواني ؛ حجر مرفعين؛ دردمة ؛كندوة ؛ ....
    قائمة طويلة من القرى ؛ تقول سيدة متحدث عن تلك القرى إلى سيدة بيضاء في منظمة (هيومان رايت وتش) الأمريكية ؛ باللغة المحكية المحلية "كتلوا سبعين راجل في يوم واحد كلهم في زراع وتا خريف ؛ سبع ولاد ام ؛ ووهنا عشر ولادم ام ؛ وهنا تلاتي ؛ وهنا خمس .هنا واداشر . ضربوم تك .. تك ..تك .. تك .. تك ..تك .. تك .. تك . كدة كتلوم ." .
    إنها تعيد تمثيل مشهد قتل القرويين من الرجال السبع والسبعين داخل حقولهم على يد المليشيات ؛ وتردد بلسانها صوت الرصاص تمثيلا دراميا للمشهد . من بين القتلى ست رجال أشقاءها ؛ جميعهم أشقاء داخل الحقول في زمن الخريف ؛ قالت السيدة التي أجرت معها اللقاء " إنها صورت المشهد بصورة دقيقة ؛ بالرغم من إني لم افهم لغتها لكن فهمت من حركاتها وتصورت ما حدث ؛ إنها أعمال فظيعة"

    وتعين الدولة التي يحكمها بدورها جماعة من تجار الرقيق حاكما أعرابيا على المدينة لتدشين الموت الجماعية في المنطقة ؛ ويأمر الحاكم بقتل أهل بخيتة ؛ وسبي نساء شعبها وحرق حقولهم .
    ايا بخيتة دونت سيرتها الذاتية مستعينة بما بذاكرتها من معلومات عن موطنها التي غادرتها وهي طفلة . دونت قصة رائعة بطريقة مذهلة ومشوقة . لو تعلمت أي قروية في هذه السهول سوف تكتب قصتها وقصة قريتها مع مصائب الزمن . وحين ننتهي من مشروع التعليم في خضم مسعانا لقبض تلابيب البقاء ضد الفناء ؛ ورغم العقبات ستتمكن القرويات شقيقاتنا من كتابة قصصهن بأنفسهن ؛و بأيدهن تذكرة إلى العالم القادم كما دونت جوزيفين قصتها . وسيكتبن مع الرجال خطوات النهوض.

    لماما بخيتة شقيقة كبرى اقتطفت قبلها من منزل والديها ؛ وكانت بخيتا تشاهدها حين ابتعدت مع الغرباء رغم صراخها المستغيث ؛ ولا يتذكر الكثير شيئا عنها في ظل حركة السبي المستمر ؛ كما لم تذكر الكثير هي عن أسماء عائلتها ؛ حتى اسم بخيتة أطلقها عليها التجار لكونها عاشت رغم الصعوبات . لها أحفاد شقيقتها وتدعى "خاطرة" بعضهم أحياء ؛ أصغرهم سيبلغ الستين عاما اليوم .

    بعد قرابة نصف قرن من رحيلها لا تزال القديسة تسجل المفاجآت ؛ و لقرية "اقي لاري" ؛ قصة مع الدولة غريبة الأطوار ؛ ومع ولاية الأعراب في نيالا لكن مع وزارة التعليم والوالي وليست وزارة الثقافة كما نأتي .

    عقب ترسيم ماما جوزيفين طوباوية في مايو من العام 92ف ؛ أرسل الحبر الأعظم عن الكنيسة الكاثوليكية في روما وفدا لزيارة مسقط رأسها ؛ والبحث عن عائلتها ؛ وسار الوفد الذي يقودهم الاب كوستيلو برفقته الأسقف بطرس جيليو مسترشدين بالدليل الذي وضعته "ايا بخيتة " في كتابها ؛ حتى نيالا . نجح الوفد في العثور على مسقط رأس جوزفين ؛ والقليل من هم أحياء من عائلتها .
    الثروة التي تركتها جوزفين من نشاطها الإنساني تقول روما إنها حفظتها في بنك استثمار الكنيسة بعناية ؛ واستثمرتها حتى صارت بما يمكن ان يحقق حلم لبخيتة في إفريقيا وهي إنقاذ الفقراء الذين كانوا مثلها من شعبها ؛ كانت تدرك معاناة قومها ؛ كانت تحس بعذاباتها وهي في ايطاليا كما تحس اليوم بهم وهي في مرقدها الأبدي . قرر الوفد بناء مراكز مساعدة إنسانية ومؤسسة تعليمية يستفيد منها الفقراء من سكان الأعشاش ورعاة الغنم في قومها ؛على ان تكون ذلك في قريتها وباسمها و تحت إشراف الكنيسة الكاثوليكية .

    قلنا ان بخيتة ابنة قرية " اقي لاري" سربت رسالة حيت بعدها للأجيال القادمين عن الخلاص استشراقا للمستقبل ؛ ضحت بنفسها على طريق المسيح من اجل الإنسانية والضعفاء من شعبها ؛ مثل حالة القديس ابنها المعلم داود يحي بولاد ابن قرية "دواني " الذي أرسل رسالة قوية بموته في سبيل شعب دارفور إلى أجيال السهول الغربية كلهم عن حقوقهم الوطنية والإنسانية استشراقا لمستقبل حر .
    وتقول الكنيسة الكاثوليكية على لسان الكانوسات من بيت الراهبات ان ماما جوزفين فدت بنفسها شعبها وربحت غفران الله فقد عانت وتركت ثروتها للبؤساء. الذين ماتوا معذبين في الأرض يفدون الأجيال القادمة بما قدموه من تضحيات كذالك حال السيد المسيح من معاناته من اجل خلاص البشرية.

    لكن الولاية في جنوب دارفور رفضت قبول العطية بحجة إنها أموال كنسية مشبوهة؛ وان شعب "اقي لاري" شعب مسلم مؤمن بالله ولا يريدون أي أموال من الكنائس بهدف تنصيرهم او تنصير أبناءهم . كعادتها تحدثت ولاية جنوب دارفور بالإنابة اقي لاري كما عن كل القرى والقرويين دون تفويض منهم.
    لم تقل الكنيسة إنها تنوي تنصير شعب "اقي لاري" بل كانت تحترم أديان الناس ومقدساتهم ؛ وكانت تحترم ثقافات الشعوب ؛ لكنها قالت ستبني بجوار مؤسسات الخير للفقراء كنيسة بقرية "اقي لاري" حتى ان لم يصلي بها احد .
    فبناء مسجد في دنقلة التي لم يكون بها مسلم واحد لم يضر بالمدينة او أهلها ولم يرافق المسجد مؤسسة خيرية . لم تطالب الكنيسة في روما ب360 عبدا سنويا من المدينة بل بالعكس وعدت إنها ستقدم مساعدات إنسانية مجانية من اجل الحياة والحرية والكرامة للإنسان ؛ ذلك من مقتنيات عبدة زنجية سابقة عانت بما فيه الكفاية إنها حرة الروح والجسد اليوم .

    مفتاح النص إلى كل فتيات دارفور في المهجر . خصصت نوسي وشقيقتها انديرا لتفردهما في الهم والاهتمام بشقيقاتهن في الإقليم ؛ فبالرغم المسافة الطويلة يفصلهما عن دارفور بقيت دارفور في روحيمها ؛ لم تتمكنان من نسيان معاناة المرأة هناك .
    عبرهما إلى كل مهاجرة شهدت الأهالي في ريف دارفور خلال السنوات الثمانية المرة .ان القرويات في السهول الغربية ينتظرن من كل مهاجرة ان تكون جوزيفين بخيتة مخلصة لهن في حركة التغير الكبير نحو التطور : منتظر بناء مراكز لتأهيل و تدرب و تعليم النساء في كل القرى والبادية.
    منعم سليمان





                  

06-28-2010, 04:12 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منعم سليمان....مالكوم اكس السودان .. (Re: AMNA MUKHTAR)

    راكوبة الله ؛ ووادي السراديب حكاية من العصر الحجري في سلبقتا


    يمكن أن نسمي المجموعة الأولى "مجموعة سلبقتا " ؛ والمجموعة الثانية "مجموعة فاشا" ؛ والمجموعة الثالثة "مجموعة سيقرا" .

    تلك المجموعات عبارة عن أماكن أثرية تقع في الجزء الجنوب الشرقي لمدينة نيالا بإقليم دارفور الجنوب ؛ وتضم كل مجموعة عدة قطع ؛ وبقايا محدثات بشرية؛بنيان وأحجار ومعدات أثرية باستثناء الأخيرة يمكن تفصيلها إلى الآتي :

    مجموعة سلبقتا الأولى تضم مسكن" العرافة " و "مغارة امشي اتلي"؛ و ثلاث كهوف غير متصلة ببعضها . الكهوف الثلاث متوازية تمتد لأكثر من ثلاث كيلو مترات طول كل منها تحت الأرض؛ فيما بعد تبين إنها سراديب تدل على إنها محفورة بفعل إنسان وليس بفعل الطبيعة ؛ بداخل كل منها مدرجات تنتهي إلى الأسفل. بينهما أودية موسمية ليست عميقة . سنطلق عليه "وادي السراديب" ضمن المجموعة الأولى.
    في المنطقة وبجوار وادي السراديب الثلاث مغارة تحت الأرض لها بوابة حجرية تمثل مدخل واحد ؛ ولا يصلح المدخل لان يكون المخرج في نفس الوقت . ربما المغارة بفعل الطبيعة لكن بوابتها المشذبة نتيجة لعمل إنسان ماهر في وقت ما .
    لا توجد على أطراف السراديب الثلاث مداخل لأشعة الشمس فهي مظلمة غير ان المغارة يطل عليها أشعة من جانب ؛ ولكونه مبنى به الكثير من الغرابة والعجب لا تتمكن من ان تصفه بكهف أو جرف حجري ؛ بإمكان الإنسان ان يرى بداخلها ارض واسعة وممتدة بها الخضرة في مساحة واسعة ؛ ففي داخلها توجد عين ماء عذب ومجرى دائم لوادي صغير يحيط به مرج اخضر تشكل حديقة رائعة ؛ يقول البعض إنهم يلحظون أحيانا أغنام ترعى في المرج داخل المغارة.
    يطلق شعب الداجو وهم ابرز السكان الأصلين في هذا الجزء ؛ على مغارة "سلبقتا" ومدخلها العجيب " امشي اتلي" ترجمتها التفسيرية " ستبقى ولن تعود إذا ذهبت ودخلت المغارة " . لم يذكر احد ان ثمة عاد إلى الخارج بعد دخوله المغارة العجيبة.
    مجموعة سلبقتا ؛ "وادي السراديب" ومغارة " امشي اتلي" تبين آثار لأقدام البشر على الحجارة ؛ ونقوش مبهمة ورسومات تحكي أنهم عليها عاشوا قبل سنوات عديدة غير معروفة أو محددة . بالمنطقة وعلى أرضها وفي كل مكان تنتشر آلالات وأدوات حجرية تبين إنهم استخدموها في حياتهم ؛ وحولها ########ات مرصوصة بالحجارة بشكل جيد . الذاهبون إلى سلبقتا يتلقون تحذيرا من أهالي المنطقة بعدم لمس أو الاقتراب من ال########ات التي تروى إنها لأسلاف قدماء جدا . كما يحذرون من محاولة اجتياز بوابة المغارة بنية الدخول .
    السراديب تظهركما لو إنها كانت مساكن قديمة أو مستخدمة للحرب كمأوي للجنود أو محاربين ؛ أدوات حربية تركت حول حجارة المدخل.
    سنتحدث عن ( العرافة ) لاحقا في طقوس الزيارة إلى المجموعة الثانية.
    وتقع بلدة سلبقتا وهو الجبل الأول من مجموعة جبال دار الداجو التي تبلغ نحو 99 جبالا جميعها تقع في الجزء الشرقي والجنوبي من مدينة نيالا في إقليم دارفور الجنوب .

    أما المجموعة الثانية : تضم قصرا للملك العظيم كوسوفورك ؛ و معبد" راكوبة الله " بالقرب من القصر
    بداخل القصر عدة حجرات منها حجرة الحكم حيث مكان عرش الملك بقلب الحجرة ؛ و حجرات لحمامات ؛ وحجرات أخرى لم تعرف استخداماتها . ومكان قيل انه كان يستخدم للإعدام . شيد القصر على تلة عالية مكسوة بحشائش الاسكنيت الخضراء في الخريف ؛ وفي الصيف تجدد أشواكها بلونها الصهباء لتمنع مرور الزائرين دون إذن من العرافة .
    لا يوجد سوى طريق واحد للوصول إلى قمة التلة. ؛ ولا يوجد سوى مدخل واحد في باب القصر .
    يزين جدران القصر نقوش لم يتبين معناها وبدأت بعضها في الاختفاء بفعل عوامل الطبيعة غيران الذي يفسر هو صورة ثعبان الكوبرا في تاج الملك فوق العرش والجدران .
    ويحيط بعرش الملك الذي يتوسط حجرة الحكم ثعبان الكوبرا ؛ يبلغ طوله نحو مترين ؛ ويضع رأسه تحت أقدام مقعد أقدام الملك ؛ و يرفع الثعبان رأسه في حالة دخول أي زائر ؛ ويقوم بالدوران حول العرش ونفخ رقبته ؛ تقول البعض إنها تحية ويقول البعض الآخر علامة على وجود زائر غير مرغوب فيه . لكن في أي أحوال في صوت العرافة التي تكون في قريتها ببلدة سلبقتا وقتها موجود داخل القصر .
    يروى الاهالى إنهم منذ ان رأوا الحياة وجدوا هذا الثعبان ولا يزال حيا.
    وثمة دليل في الأساطير الإفريقية يربط بين الثعبان الكوبرا وتاج الملك ؛ والحضارات الزنجية التي تم كشف النقاب عنها منذ فوق القرن والنصف في مناطق النوبة السفلى على مجرى نهر النيل والتي عرفت بالحضارة النوبية والفرعونية ثمة تفسير و إشارة إلى ووجد ثعبان الكوبرا على تاج الملك .

    أما " راكوبة الله " وهو يعتقد انه معبد شيد أيضا على تلة صخرية ؛ وهي عبارة عن صخرة ضخمة تعلوا صخرتان متناظرتان إلى الأعلى بطريقة أشبه ببناية الراكوبة التي تبنى من القصب والأعواد في الريف السوداني ؛ أطلق عليه اهالى المنطقة في إقليم دارفور راكوبة الله أي إنها راكوبة لكن من صنيعة الله ؛ ليس في حدود المعقول لدى البشر التمكن من رفع صخرة بذلك الحجم ووضعها فوق بعضها البعض بتلك الطريقة.
    القرويون من سكان الريف الغربي للسودان يرجحون فعل الظواهر وبعض المناطق الغريبة عن الالفة الإنسانية إلى الجن أو إلى الله ؛ ولهم في أي من ذلك طرقهم في التفريق ؛ بحسب الظاهرة أو شكل المنطقة التي تقع فيها.
    وفاشا هي البلدة التي توجد بها جملة من الآثار في رقعة واسعة ؛ تضم جملة من أبنية مهدمة ومدافن قديمة ؛ تطل بعضها من الأرض ؛ ومنتشر على الأرضية مصنوعات صخرية وفخار ويعتقد إنها كانت مدينة شكلت العاصمة التي حكم منها ملوك الداجو المنطقة . و المعلومات المنتشرة و المعروفة عن بلدة فاشا انه مقر السلطان كوسوفورك الملك الأخير في سلسلة السلاطين العظماء التسع والتسعين من عهد الملك الأول "قيطار" والذي لم يحدد تاريخ حكمه. وتقع فاشا قرب قرية تحمل الاسم في جنوب شرق نيالا . ويعتز شعب الداجو بفاشا وان يكون الاعتزاز يشوبه الرهبة والتقديس ؛ من ناحية ما نقل علن السلطان كوسوفورك من شدة مع أعدائه وغير أعدائه أيضا ومن ناحية تقديرهم لماضيهم .

    أما المجموعة الأخيرة تضم جبل سقرا وشجرتها العجيبة ؛ وثعبان الكوبرا والنسر الحارسان. وجبل سيقرا مقطم أي لا شجر عليه سوى شجرة واحدة فوقها ؛ في اعلي قمتها ؛ وفوق جبل صخري يجعل الوصول إلي الشجرة مستحيل ؛ ينام أسفل الشجرة ثعبان الكوبرا ويحرسها حائم فوق الجبل صقر ؛ ويتناوب الاثنان حراسة الشجرة التي تقول الروايات عنها إنها شجرة سحرية ؛ ستحول أي جزء منها الماء المغلي إلى ذهب إذا ما غمس في الماء صفقها أو لحائها أو غصن منها.
    الروايات حول التجارب التي أجريت عن الشجرة صفقها بعيدة في التاريخ بقيت أحاجي وأساطير ؛ وتحيط بجبل سيقرا جملة أساطير مرهبة من الاقتراب من الشجرة ؛ وسوف يحصل مكروه لكل من يحاول الاقتراب ؛ ودونت حكاية لعائلة قرر اثنين منها وهما شقيقان الصعود إلى الشجرة و قطف صفقة منها أو نزع غصن ؛ بينما بدا الأول بالصعود متسلقا الصخور كان الآخر يراقب النسر الذي كان بعيدا وقتها ؛ والثعبان النائم ؛ وتمكن الشقيق من اخذ غصن من الشجرة ؛ وكاد ينجح غير انه وأثناء هبوطه من الجبل وصل النسر وقام أولا بإيقاظ الكوبرا ؛ وبدا في مطاردة الرجلان .
    تمكنا من وصول الأول الذي قتل في الحال بفعل الحارسان بينما الآخر سقط على الأرض وتحطم جزءه الأسفل . تمضي الرواية على ان احد الشقيقين عاش لكن صار عاجزا عن الحركة ؛ وأصيب بشلل كامل نصفه الأسفل ؛ والغريب ان جميع أبناءه وأحفاده ولدوا مشلولون مثله ؛ وبعضهم مصاب بآهة دائمة .
    ويقع جبل "سقيرا" في مكان بعيد ليس بجواره قرية ؛ الطريق الوحيد قربه لقوافل يمر شرق الجبل بمسافة تقدر بثلاثين كلم ؛ أشيع أيضا ان احد رعاة الإبل قتل أيضا عندما حاول التقاط صفقة من الشجرة . جبل "سقرا " وهي ضمن الجبال التسع والتسعين لشعب الداجو .
    في التاريخ الإفريقي ارتبط النسر والكوبرا برمز السيادة عند حضارات وادي النيل ؛ وقد ربطت تلك بصورة واضحة في نسر حورس وتيجان ملوك الزنج في نوية الأسفل بعد الاكتشافات الأخيرة ؛ والنسر شعار للعديدة من الدول في إفريقيا.
    ثار لفترة طويلة اعتقاد واسع حول المجموعات الثلاث ومناطق أخرى تحتوي على مدافن غالبها ؛ وهي محفوظة بعناية إذ ان الأساطير المحفوظة والمروية و المنتشرة بين القرويين حول ال########ات ومراقد الأسلاف في الريف الغربي تصل إلى حد موطن الإيمان الراسخ فلا يفكر احد في الاقتراب منها ؛ والمعلومات حولها محدودة فقط في إطار الأساطير ذاتها. وتقول ذات الأساطير ان الأسلاف الاولائل "الناس القدم " أو" الناس الأول" باللهجة المحكية في دارفور إنهم دفنوا بكل مقتنياتهم في الحياة الدنيا من مجوهرات وذهب و أحجار كريمة وكانوا أناس غالبهم جيدون في أخلاقهم .
    تتمحور الأساطير والقصص المحكية عنهم في دائرة احترام الموتى ؛ وهي احد الصفات الإنسانية الجيدة لدى القرويين في السهول الغربية ؛ ولا ينفك البعض –تأكيدا للاحترام – ان يقوم بواجب القداسة أي تقديم "حفنة من الدخن الأصفر" والقيام بنثر حباته حول ال########ات ؛ أو نثر دقيق الدخن ؛ أو رش الماء وتلاوة تعاويذ غير مفهومة لكن بعضها آيات قرآنية .
    غالبية المناطق الأثرية بين الجبال ؛ وتتوسط الجبال قرى شعب الداجو وقليل من البنقا ؛ وتتميز الجبال وليس غالبها مقطم بلون جميل يحيط بها بعض الأودية والمجاري المائية التي تخضر في الخريف ضمنها وادي " اقى راجل" التي تضم سلسلة من القرى الذين يحتم أهلها بالفلاحة ورعي الأبقار والأغنام معا تمثل تلك عمق دار شعب الداجوا وان توجد قرى عددية لشعوب أخرى سكنت المنطقة.
    تفسيرات الكثير من المناطق التي تدل على إنها أثرية في هذه السهول تتمحور غالبها حول أساطير تحكى في قصص ورويات حول تاريخ المناطق وتاريخ تلك الآثار بعضها تحذر من الاقتراب إي إنسان منها سوى بطقوس لبعضها ؛ وذلك لتواتر الظواهر غير المألوفة التي تقع باستمرار في تلك المناطق الثلاث المشار إليها لبعض الذين لا يتقيدون بتلك الطقوس .

    " البنقا ؛ الرونقا ؛ السوا والموا والكريج والبندلة "؛ يحكى إنها أقدم المجموعات التي سكنت المنطقة ولا تزال بعض من بطون المجموعات الزنجية منتشر بأعداد قليلة في المنطقة ؛ ليس بين يدينا تأكيد فيما إذا تمثل هذه المجموعات العرق السلالي الذي انحدر منها شعب الداجو وليس حاضر تأكيد آخر أن شعب الداجوا يقع ضمن المجموعة ؛ سنطلق عليها مجموعة " البنقا" ؛ تشترك مع شعب الداجو في السحنة المتفحمة ؛ والتركيبة الجسمانية ؛ بينما غالب افراد هذه المجموعة يتميزون بقصر مفرط في القامة ؛ والداجو طوال ؛ ولكل منهما لغته .
    ال########ات التي تضم عدد من المراقد لأناس سابقين لكن من المؤكد ليسوا جميعا داجو واغلبهم كما تشير الرويات إلى مجموعة البنقا . فيما تؤكد روايات منقولة عن بعض المتحدثين من هذه المجموعات أن أسلافهم بالفعل كانوا ملوك المنطقة روايات أخرى منتشرة تقول أن أسماء مجموعة البنقا هي لملوك وسلاطين أوائل في شعب واحد حكمت المنطقة يمكن أن يكونوا جميعا داجو . المسالة أشبه بحالة مجموعة "فنقرو ؛ ودنقرو ؛ ودادينقا ؛ ودبينقا وبيقوا " في المجموعات التي سبقت ظهور سلطة شعب التنجور في الجزء الشمالي من إقليم دارفور.

    يشار إلى ان الذاكرة الشعبية في إقليم دارفور لا تزال حية وخصبة بقصص السلطان الأخير في شعب الداجو الذي لقي حتفه على ظهر حيوان التيتل "الثيتل " جنوب بلاد البرقوا داخل الأراضي التشادية اليوم. والثيتل احد أصناف بقر الوحش. انه السلطان كوسوفورك ؛ واهم القصص عنه هي محاولته نقل جبل"ام كردوس" في الجزء الشمال الشرقي من نيالا ووضعه مع الجبال الأخرى الثمانية والتسعين في الناحية الشرقية والجنوبية من الديار .
    وقضى في سبيل ذلك عدد من الشعب تحت الجبل وهم يحفرون كما تقول الرويات الشفهية ؛ لكن الكثير من التحقيق والتدقيق المنتظر في سياق البحث عن ماضي هذا الجزء من السودان وماضي سكانه. ضمنها التحقيق في حادثة نقل الجبل كجزء من وقائع التاريخ ؛ ولا شك ان ملكا ترك من آثاره المادية القصر في فاشا لدولته انجاز ثقافي . ان لم يكن فوق الأرض فتحت الأرض حيث التقرير للحفريات الأثرية العلمية .
    كوسفورك هو ملك الداجو ؛ ومن المؤكد أن الداجو كانت المجموعة التي تفردت بامتلاك السلطة السياسية في المنطقة وليست مجموعة البنقا ؛ غير انه في كثير من بقاع السودان تجد حالات التوارث المتناوب بيت المجموعات الزنجية ؛ ففي وقت لم يحدد بداية حكم الداجوا تثير تكهن على أن الداجو ورثوها عن احد بطون مجموعة البنقا التي نشأت الحكم عندهم من المعتقد .
    الكثير من الروايات الشفهية في الريف السوداني في حاجة إلى تحقيق وتدقيق لمعرفة صحتها وأسبابها ؛ ووضعها في سياقاتها الزمنية ؛ وهي موجودة بلغة القبائل الإفريقية ؛ هي مهمة وان يعدها البعض في مقام الأساطير.
    فحادثة مقتل عدد من العمال في مشروع نقل الجبل في عهد الملك كوسوفورك ؛ تشبه رويات موت العمال العبيد في عهد الملك خوفو وخفرع ومنقرع من ملوك الأسرة الرابعة الفرعونية في الجيزة بصعيد مدينة القاهرة أثناء بناء الأهرامات . وتقول الرويات "مصريات " ان ثمة مدافن تضم موميات لبشر سود البشرة عثرت عليها البعثات الأثرية ما تشير إلى إنهم كانوا العمال الذين بنوا الاهرمات. لمجرد أنهم سود البشرة نسبت هذه البعثات إليهم إنهم قد يكونوا عمال وعبيد ؟!! متجاهلين حقيقة دامغة ان خوفو وابنه قفرع وحفيده منقرع هم أيضا كانوا سود البشرة ؛ ليس لديهم اهتمام اكبر بعرق الملك لكن اهتمامه كبير بعرق العمال!! .
    التحقيق في واقعة نقل الجبل ومقتل العمال في امكردوس مهم ؛ وسهل كون البحث سيتعلق برفاة القتلى في المكان نفسه ؛ يجدر الإشارة هنا إلى أنهم سيكونون بالطبع سود استخدمهم ملك اسود ولم يكونوا عبيدا . وحتى لا يكون البحث تحت الجبل مشروع قتل جديد فان طرق ووسائل التنقيب والحفر للبحث العلمي اليوم تقدم جدا بقدر تقدم التكنولوجية وتطور وسائل الكشف عن تاريخ وعرق بقايا البشر وآثاره تحت الأرض لأطول فترة ممكنة. بجانب ذلك فان حجارة جبل امكردوس في حاجة إلى استخدامه في مشروع جديد للاسمنت أو بناء قرى شعب الداجو بناء حديث وبناء مؤسسات تعليمية لأبنائهم .

    يحفظ شعب إقليم دارفور أسماء آخر سلاطينهم في العهود المتأخرة ضمن خواتيم حضارات الشعوب الكبيرة فيها . الاخيريين أكثر حضورا في الماضي ؛ كوسوفورك عن حضارة شعب الداجو ؛ وشاو دور شيت عن حضارة شعب التنجور ؛ وعلى دينار عن حضارة شعب الفور ؛ وتاج الدين في المساليت ؛ وادريس ابسريجن برة في القمر ؛ ولكن السابقين لكل من اؤلائك العظماء تاريخ يجسد تاريخ شعبه وتاريخ منطقته ؛ والزمن الذي عاش فيه ضمن تخوم شعوب أخرى. فالإجابة على كيف بدأت ؟وكيف انطلقت الحياة بالمنطقة ؟ وكيف عاش الأسلاف وماذا كانوا يمكن لعلم الآثار الاجابة علي الكثير منها .
    تلك ضرورية لتأكيد الهدف الأقصى من التاريخ في الحياة البشرية ؛ "فعلاقة التاريخ بالإنسان مثل علاقة الأم بابنها" جون هنريك كلارك .

    في عام 2004 ف تولت بعثة صغيرة من وزراة الثقافة بولاية جنوب دارفور القيام برحلة إلى مناطق المجموعات الثلاث في دار الداجو ؛ بالرغم من ان البعثة لم تكن متخصصة أثرية أو انثيربيلوجية فقد تمكنت من إيراد بعض الحقائق والمعلومات المهمة حول المجموعات الأثرية الثلاث والتقسيم الذي وضعنها بفضل معلومات البعثة . وتمكنت من التعريف بها بقدر محدود ؛ غير ان ما أوردتها البعثة الصغيرة ذادت من الأمر غموضا أكثر إذ أتت بالمزيد من الطلاسم ورويات أسطورية إضافية ؛ ولم يقدم تفسير علمي للظواهر المحيطة بفاشا أو سلبقتا وسيقرا .
    كل تلك الظواهر خارجة عن المألوف فيما يسميه أهلها لعنة "الأسلاف الداجو الأوائل أو لعنة الأسلاف إذ خالف المحاذير احد فأصيب؛ فيما يطلق عليه البعض الأخر انه نوع من الأسحار الإفريقية للخير والشر معا ؛ بينما يرفض البعض الأخير التعامل أو التصديق بها .

    تكونت البعثة التي رأستها السيدة فاطنة محمد الحسن مسئولة قسم التراث بوزارة الثقافة بمقاطعة دارفور جنوب ومقرها مدينة نيالا. أربعة أشخاص ؛ رافقها مصور بحوزته كاميرا فوتوغرافي فيديو من التلفزيون الولائي ؛ واثنين أخريين . ولفاطنة الحسن التي تسكن المنطقة اهتمامات بالثقافة المحلية لشعب إقليم دارفور ؛ تتمحور عملها في برنامج أسمته" مندولة" بالرغم من ان الاسم مقتبس من شق مادي في الفلكلور الشعبي لأهل دارفور لكنها السيدة فاطنة تهتم بجانب معنوي أكثر في الفلكلور .

    زيارتها اقتضت تطبيق ما يتطلبه الزيارة من طقوس ؛ فالزائرة إلى قصر السلطان كوسوفورك بالضرورة المرور بسلبقتا حيث مقر العرافة ؛ وهي مسالة مقدسة عند بعض شعب الداجو من كبار السن الذين لم ينسوا تراثهم وعاداتهم وتقاليدهم ؛ ولا يزالون محتفظون بها .
    والعرافة في سلبقتا هي وريثة الكهانة في الأدب الروحي لحضارة الداجو ؛وهي وحدها تنفرد بمعارف ومعاجم تفسيرية للكثير من الظواهر وتحفظ الطلاسم والتعاويذ ؛ لكن المسالة تتطلب من الزائر أيضا إبداء احترام ؛ فبإمكان العرافة كشف فيما إذا يكون الإنسان الزائر محترما لثقافاتها أو لا . وستقرر العرافة أيضا فيما إذا يكون الزائر مقبول لدى "الحراس" ومسموح له بالزيارة أو لا استنادا لموقفه من ثقافتها ؛ وفي حالة الموافقة يرجى الالتزام بالتعاليم الطقسية المتبعة لاحقا.

    يشار إلى انه لن يتمكن من بلوغ قمة التلة حيث مقر قصر السلطان كوسوفورك في فاشا من لم يؤذن له بالزيارة ؛ إذ تتآمر عليه قوة الطبيعة من الحيوانات البرية والحشرات والحشائش في منعه من الاقتراب و إذا وصل سيجد الكوبرا في انتظاره .

    تبلغ العرافة من العمر نحو سبعين عاما حين زارتها البعثة ؛ كانت ترتدي ملابس عادية بسيطة جدا؛ وتستخدم في حياتها آواني من القرع ؛ وبعضها مصنوعة من الفخار . ليس بينها أوني معدنية ومنزله بسيط من عش عادي تحتوي على أثاث بسيط لا تسمح بدخوله أو تفقده فهي ستكون في بابا منزلها . ليس ليدها عمل أو اهتمامات أخرى غير مسالة العرافة .
    والسيدة المسنة كانت قد فقدت بصرها منذ زمن طويل لكنها تتمكن من التعرف على زائرها وبإمكانها ان تصف ما يرتديه الزائر؛ و يمكن ان تقول التفاصيل الدقيقة في الزائر من قسماته وطوله . وسيتطلب الأمر إحضار دجاجة حية زرقاء ؛ أو ديك اصفر أو نعزة خضراء "كبياض" من الذي يرغب بالزيارة ؛ سيقوم بتسليم ذلك لابنها ؛ وستقوم هي بمنح الزائر حبات من الدخن عليه ان يمضغها ويأكلها ؛ ويحتفظ ببعضها لنثره عند عرش السلطان حول الكوبرا حين يصل إلى فاشا .
    أما هي فسوف تتفضل بتلاوة تعاويذه مما لديها من محفوظات ؛ وستنثر الدخن في الهواء قبالة القصر الذي يبعد كثيرا من مقرها وتنثره أمام الزائر. تبقى في منزلها وتخاطب فاشا ويمكن للزائر حين يصل القصر سماع صوتها رغم بعد المسافة.
    ليست هناك عرافة واحدة في هذه المنطقة ؛ كما أن هناك عرافيين أيضا بين قرى مجموعة البينقا وقرى شعب الداجو . ما ذكرت هي عرافة الكوبرا المهتمة بالقصر وشئونه فهناك عرفات لديهن اهتمامات بالطب وقراءة المستقبل ؛ والتعامل مع الطبيعة وظواهرها ؛ وتشرف البعض على طقوس نزول المطر وطلبه إذا غاب ؛ وطقوس أخرى تتعلق بالحياة والموت ؛ وتجد العرافات والعرافين التقدير والاحترام من الشعب مثل كل رجل دين في قومه؛

    تمكنت البعثة الصغيرة من التقاط صور لأول مرة للمكان الأثري في منطقة سلبقتا حيث العرافة ؛ لكن كما قلنا ان البعثة لم تكن أثرية متخصصة فلم تتمكن من وضع خريطة أثرية تمثل تعريف متكامل كما هو المطلوب في الاستكشافات الأثرية واكتفت بكتابة وصف عام عن المنطقة أيضا بطريقة عادية على شكل خبر في عمود يومي.
    وتقول السيدة فاطنة الحسن واصفة على ان الأدوات الحجرية المستخدمة كأواني منزلية وحراب مما وجدت في " سلبقتا" تبين إنها استعملت من العصر الحجري الأول للإنسان ذلك إنها استشارة معرفة رأي خبير في الآثار في الخرطوم لاحقا . كما تقول ان النقوش التي ذكرناها هي كتابة بالرسم الهيروغليفي .
    هي لا تزال تبين ذلك إذا ما قارنها بمجموعة آثار العصر الحجري الذي كان في المتحف الوطني بالخرطوم والتي غالبها قدمت من السهول الغربية لمستكشفين سابقين ؛ أو بآثار المتحف الكبير في أديس ابابا؛ وفاطنة الحسن قد شاركت في أعمال دار فورية لاحقا وزارت أديس ابابا . وزارت المتحف القومي بالقاهرة لتقارن بين النقوش الهيروغليفية ؛ والمعدات والآلات اليدوية في المتاحف وبينما رأته في فاشا وسلبقتا. وهي مسائل في حاجة إلى تدقيق أكثر وتحقيق .
    لم تزر فاطنة الحسن جبل سقيرا وأعاجيبه ؛ لكنها التقت العائلة التي روي ان بعض من أسلافها حاول قطف غصن من شجرة سيقرا فتحطم جزءه الأسفل وقتل شيقيه ؛ وجميع أحفاده يولدون مشلولون بالخلقة إلى اليوم .

    الرحلة الأولى لسلبقتا وفاشا كشفت عن جوانب مهمة في تاريخ الجزء الجنوبي من إقليم دارفور وآثار الذين عاشوا في هذه المنطقة منذ سنين عددا عند الداجو ؛ وان يكن التاريخ شفهي عنهم في كثير من الأحوال ؛ والروايات الشفهية أكثر عرضة للنسيان والتشويش ؛ وغير دقيقة لأنها لا تحمل تفاصيل أو تأكيدات تصلح كمراجع علمية بعضها لكن الكبار من شعب الداجو لديهم معرفة عميقة بكثير من التاريخ التي تفسر ظواهر تعرف مناطق لا تزال تشكل طلاسم أمام الأجيال الحديثة ؛ وطالما مثلت الأسطورة جزء من الحقيقة . إنهم يحفظونها بلغتهم المحلية وينقلونها إلى أجيالهم جيل بعد جيل.

    ولعل دراسات علمية متعمقة حديثة ؛ وزيارات لبعثات متخصصة إلى المناطق ؛ وحفريات في باطن الأرض منتظرة تستطيع كل تلك ان تسلط الأضواء بعمق عن"وادي السراديب " و أبنية ومعبد "راكوبة الله " وقصر السلطان النقوش الموضوعة على جدرانها . وهو الطريق المنتظر إتباعه في مناطق أخرى من الإقليم والريف السوداني ككل في المستقبل.

    منعم سليمان
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de