|
|
 ابحث عن ناشر لكتابى : مقدمة فى دراسات السلام والنزاعات (الابعاد التاريخية والمرتكزات )
|
مقدمة الكتاب
لم تكن دراسات السلام والنزاعاتPeace & Conflict Studies معروفة أكاديميا لدى البلاد غير الأوربية حتى منتصف القرن العشرين ، لكن لقد ظلت دراسات السلام و النزاعات معروفة أكاديميا فى قارة اوربا تأخذ حيزا كبيرا في الفلسفة الغربية القديمة والحديثة عبر السنين.تقول البروفسير ميرى كينق Merry King" لقد ظلت دراسات السلام موجوده لأكثر من قرن من الزمان فى دول اسكندونوفيا تمتاح من دراسات الأديان" . مثل كل الدراسات الإنسانية تقف اليوم تجارب ورؤى وأفكار بعض المفكرين والفلاسفة من صناع السلام والعاملين فى حقل دراسات السلام و النزاعات في كافة بقاع العالم شاهدة على تلك الجهود الضخمة التى بذلها كل هؤلاء فى هذا المجال الانسانى الحيوي الهام.لعل من أهم الموضوعات التي يمكن الإشارة إليها في هذا الكتاب: توجد الأبعاد التاريخية والمرتكزات الفلسفية لنظرية السلام و النزاعات في الأديان والفلسفات وقيم وأفكار الشعوب المختلفة والمتعددة التى تتيح للباحث الالمام بتاريخ ونظريات السلام و النزاعات Peace & Conflict Theories كمفهوم عميق الجذور يلمس كل أطر الحياة بداية بالفرد والجماعة ثم المجتمع والدولة الى علاقة ألفرد بالعالم أو المجتمع الدولى .وفى هذا الإطار يمكن تعريف مادة دراسات السلام والنزاعات بالآتي: هي المادة التي تبحث نظريات السلام و النزاعات بطريقة ومنهجية متداخلة ، ترفدها العلوم الاجتماعية والدراسات الإنسانية والعلوم التطبيقية مثل الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع ، والانثروبولوجيا ، والبيولوجيا ، و البيئة والاديان والاقتصاد والسياسة وتاريخ ونظريات الحروب ، والقانون الدولى والقانون الانسانى وحقوق الإنسان .كما تبحث فى نظريات النزاع بتشريحها ونقدها معرفيا ، مستشرفة نظريات و فضاء التحولات الإستراتيجية الجيوبولوتكية الدولية وعلاقة كل ذلك بالعنف والأمن العالمي.تبحث مادة دراسات السلام والنزاعات فى اسباب وأنواع العنف واساليب حفظ السلام Peace Keeping وصناعة السلامPeace Making وبناء السلام Peace Building .. كذلك تبحث مادة دراسات السلام والنزاعات فى نظريات النزاعات مثل السيطرة على النزاع Conflict Management وحل النزاع Conflict Resolution وتحويل الصراع Conflict Transformation .تنطوى مادة دراسات السلام والنزاعات على قدر كبير من مقاربات حداثوية لقضايا انسان القرن الحادى والعشرين وموضوعات جديده مثل قضايا النوع والهوية . لقد ظل التاريخ الانسانى يعانى ويلات الحروب والصراعات والعنف التي تنتهي في الغالب الأعم بقتل أو جرح ملايين المواطنين الأبرياء من عجزة ونساء واطفال وتدمير المدن وتشريد ملايين من المواطنين من مواطنهم ليعيشوا نازحين ومشردين فى مدن أخرى يضربهم الفقر وتغشاهم الجائحات وسوالف الزمان من فقر ومسغبة. كما شهد العالم عبر العديد من القرون تطوراً كبيرا في مجال فلسفة الحروب philosophy of Wars ، لدرجة صار فيها عدم التسامح وعدم تحمل الآخر جزءاً من حياة الإنسان" . لم يشهد تاريخ العالم فترة من فترات العنف والنزق وعدم تحمل الآخر مثل ما يشهده اليوم . اذ يبدو جليا منذ بداية مطلع هذا القرن الحادي والعشرين لقد انقشعت آمال الانسان فى نهاية القرن العشرين بعالم خالى من السلاح أسلحة الدمار الشامل. لم يعد انهيار الثنائية القطبية وتحلل الاتحاد السوفيتى فى تاريخ عالمنا المعاصر سوى مهدد آخر من مهددات السلم العالمى ليظل شبح حرب الاسلحة الشاملة مهددا للسلم العالمى. لقد دفعت الترتيبات الإستراتيجية والايدولوجية الجديده للعالم بعد انهيار الدولة الشيوعية وتحلل الاتحاد السوفيتي فى مطلع القرن الحادى والعشرين الى مزيد من التسابق المحموم نحو التسلح والعنف.لقد شهدت الفترة 1991-2004 أسوأ أنواع الحروب الدولية وأفظعها تدميرا مثل غزو التحالف الاطلسى للعراق، وحروب البلقان ،كما شهد أنواع من العنف القبلي والإبادات الجماعية .فى عام 1994م وعلى مرأى من أعين المجتمع الدولي والامم المتحدة لقى أكثر من 800000 مواطن رواندى مصرعهم فى اسوأ عمليات ابادات جماعية .اليوم يقف العالم بذهول تجاه حروب ما بعد الحرب الباردة.شهدت الفترة 1990-1994م ازدياد وتوسعات كبيرة من حيث الكم والكيف فى بعثات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة ، مما أدى الى مضاعفة ميزانية هذه البعثات ستة مرات من الفترة التى سبقتها. لقد ارتفعت ميزانية الامم المتحدة الى 7 بليون دولار امريكى فى عامى 2007/2008م ، تظهر الوثائق انه فى عام 2008 هناك عشرة من بعثات حفظ السلام البالغ عددها 20 بعثة حفظ امن تديرها شعبة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة بافريقيا . يوضح كل ذلك ان 70 % من قوات حفظ السلام التابعة لامم المتحدة موجوده بارض افريقيا ، أى هناك نحو 90000 من ذوى القبعات الزرقاء تم استيعابهم فى افريقيا .يقول البروفسير ثيو نثيلينق "بلغت كلفة بعثات حفظ السلام فى افريقيا 7بليون دولار فى عامى 2007/2008م ". ثم هذه هى رياح الازمة الاقتصادية تعيد الى الاذهان مشهد مارثون تسابق الدول القوية على مصادر الدول الاقل نموا مؤسسة منظومة جديده لحروب المصادر الاقتصادية و الموارد ألطبيعية. يحدثنا التاريخ ان هذا النوع منالتسابق والتنافس يقود الى مواجهات عسكرية عنيفة وحروب طاحنة.كل ذلك على الصعيد السياسى والعسكرى أما على الصعيد الاجتماعي يشهد العالم اليوم توترا فى المفاهيم وتصادم فى القيم التى تحولت الى بؤر نزاع دولية فالاحساس بالهوية والتنميط الثقافى والحضارى يتحول فى كثير الاحيان الى سبب أصيل فى المواجهات العسكرية العنيفة فى كثير من الاقطار. ويقول فى ذلك أمارتيا صن " لقد شهد مطلع هذا القرن الحادى والعشرين أنواعا من التنميط العنيف أزاء التحولات الامبريالية القهرية المتسارعه التى تقود بالفعل لازمات هوية محمومة تنتاب العالم فتقود الى العنف الا أن الهوية يمكن ايضا أن تقتل وبلا رحمة.ففى حالات كثيرة ، يمكن لشعور قوى ومطلق انتماء يقتصر على جماعة واحدة ، أن يحمل معه ادراكا لمسافة البعد والاختلاف عن الجماعات الأخرى " .لقد تعرض عالمنا الى حروب ادت الى موت الملايين من المواطنين فى كافة انحاء العالم ذلك فقط بذنب العرقية والقبلية والنازية ، وسياسات الفصل العنصرى المنظم كما حدث فى جنوب افريقيا سابقا و ما تقوم به دولة اسرائيل. ويحدثنا التاريخ عن فظائع وفواجع شهدها العالم الغربى بذنب الهوية من أنواع المذابح والمجازر البشرية إبان الحربين العالميتين الأولى والثانية واللتين حصدتا أرواح الملايين من البشر في مختلف أرجاء العالم. ولعل من المعروف لقد ظل خيار الحرب دائماً وعلى مدى التاريخ أحد الخيارات الأساسية لدي الساسة الغربيين وجنرالاتهم في السيطرة على النزاعات وفضها، مما وفر لدى العالم إمكانات مهولة لتفشى ثقافة الحرب. قاد كل ذلك إلى تأسيس منطق الحرب والعنف فأفضي إلى ما يمكن أن نطلق عليه الديناميكية الذاتية والمنطق الذاتى للحروب أي لقد أصبحت الحروب تدير نفسها بعد أن أنجزت آلياتها ومؤسساتها الخاصة مثل شركات السلاح وتجارة السلاح . لكن وسط كل قوى الحرب وشرورها ظل سؤال السلم قائماً ويحظى باهتمام عدد كبير من الفلاسفة والمفكرين والساسة والباحثين في كافة بقاع الأرض. في عام 1980م قال عالم التاريخ الشهير Meeilli (إيطالي) "لحسن الحظ لا ينجب عالمنا أولئك الذي يدقون طبول الحرب ويحرقون لها البخور فقط، بل إنه ينجب أيضاً الذين يفكرون في السلام والذين يؤسسون فلسفة السلم. فهم لا يخترعون مفهوم السلام فقط بل ويضعونه موضع التنفيذ"( ) فالبحث في الأبعاد التاريخية والمرتكزات الفلسفية لنظريات السلام يعنى في كل الأحوال البحث في تاريخ نظريات وتجارب العدل وإحلال السلم في العالم وهو ذات الأمر الذي قام به الفلاسفة عبر التاريخ.يجد القاريئ لهذا الكتاب تتبعا لتاريخ تطور نظرية السلم والنزاعات فى الفلسفة الغربية منذ القرن الثالث عشر الميلادى بدءا بالنزعات الانسانية فى الفلسفة المثالية الغربية ، مرورا بالواقعية حتى نهاية القرن العشرين حيث بدأت منظومة ثقافة السلام فى نهاية القرن العشرين بوصفها امتداد لتطور نظرية السلم فى الفلسفة الغربية . كما تم بحث بعض التجارب الحديثة لمادة دراسات السلام Peace Studies مثل منهج جامعة السلام المنتسبة للامم المتحدة University of Peace affiliated to the United Nations بوصفه منهج يجد رواجا و قبولا اكاديميا كبيرا لدى المؤسسات والجامعات والكليات التى تعمل فى هذا المجال الهام. كما أجريت مقارنة بين مفهوم ثقافة السلام فى الاسلام والفلسفة الغربية.ذلك فقط لاظهار البعد الايديولوجى ( العقدى ) لمثل هذه الدراسات .
هذا كتاب لكافة المهتمين بحقل دراسات السلام والنزاعات من طلاب وبا حثين غير متخصصين .يقع هذا الكتاب فى خمس فصول .
الفصل الأول : نظرية السلم والنزاعات فى الفلسفة الغربية ، وهو فصل يتناول تطور نظرية السلام الكلاسيكية عبر تاريخ الفلسفة الغربية بالبحث والتحليل والنقد فى الفترة 1700-1900م
الفصل الثانى : ويتناول نطرايت السلام والنزاعات الحديثة ما بعد الواقعية 1930 -2000م
الفصل الثالث :الاتجاهات المعاصرة ودراسات السلام فى قارة افريقيا .
الفصل الرابع: ثقافة السلام بالتركيز على مفهوم اليونسكو
الفاصل الخامس : مفهوم السلام فى الاسلام نحو نظرية اسلامية لدراسات السلام وفض النزاعات .حيث تم بحث المفهوم فى أصوله المعرفية فى عقيدة التوحيد ، وابراز ما نص عليه فى الكتاب والسنة
والله ولى التوفيق
للمساعدة الاتصال على الرقم0123099539
|
|
  
|
|
|
|
Abuelgassim Gor
محمد الأمين موسى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست