حفل خيري بالنادي السوداني – Hayward, CA لدعم السودانيين بالمعسكرات والتكايا
|
«بيت البكا» المفترى عليه ..(سعد الدين ابراهيم )..
|
ابننا الصحافي الواعد «أحمد دندش» أعد ريبورتاجاً عن بيت البكاء وخرج بالانطباع السائد عن بيوت البكاء باعتبارها موئلاً للتعطل والثرثرة.. والافتتان بالغاء «بيت البكاء» واختصاره لمرحلة انتهاء العزاء بانتهاء التشييع من الخطورة بمكان.. أول المداخل ان مجتمعنا ما زال يرتل في رعوية وشفاهية وحسب الاحصاءات لا يوجد من يعمل أكثر من ساعتين فكانت عطلة السبت ولو تبعتها عطلة الأحد لما نقص شيء.. اذاً فحكاية تبديد الوقت وضياعه ليست وجيهة فما زال فائض الوقت متسعاً لبيوت البكاء ولغيرها من المناشط.. على عكس ذلك نرى ان بيت البكاء بسقف ثلاثة أيام للمأتم ما زال ضرورة لها دواعيها.. فبيت البكاء مؤسسة اجتماعية لها نظمها وأعرافها وماليتها «الكشف» وادارتها.. فحسب المؤسسة هناك مساهمة مالية مخصصة لقيام ليالى المأتم.. أما النهوض بالأسرة ان مات عائلها وهي فقيرة فقد يتمخض الأمر عن مشاريع منتجة للأسرة أو اعانات شهرية.. كما ان بيت البكاء مساحة لحسم قضايا الميراث بالتي هي أحسن وعبر «الأجاويد» المتطوعين لذلك بيت البكاء ايضاً بديل تعويضي للعائلة الممتدة التي انهارت.. ففيه يتم التواصل والتعارف!! وتعال يا ولد انا ببقى ليك شنو؟ وتتعرف على ابن خالة ود عمك.. وبت عم ود خالتك وهكذا!.. بينما يتم التواصل بين الأجيال الجديدة والقديمة.. ومرات يتم الزواج عبر بيت البكاء فكم خمسيني الآن يحكي لأولاده: «أنا أمكم شفتها في بكا حبوبتكن قمت عرستها».. أو يفرض أحد الأعمام «انت يا حاج أحمد ولدك بقى للعرس وحاج حسن ده بتو بقت للعرس.. ما تعرسوا ليهن وتغتو قداحتكن» فيتم الزواج.. وربما عقدت صفقات بين أفراد العائلة فيكون الزيت في البيت..! وأزعم ان بيت البكاء منتدى اجتماعي وثقافي وفني ورياضي.. البعض ينتقد ونسة بيت البكا على اعتبار انها عن الرياضة والسياسة والفن.. وماذا في ذلك؟ ما المسىء في ان يتسامر الناس عن حال الكورة ونقد السياسة؟ انها ثرثرة مفيدة.. وهذا عين ما يقدم في الندوات فهي غالباً مسامرات عن الرياضة زمان.. والرياضة هسة والغناء.. والسياسة.. والفن وكل الأمور بل ذلك ديدن كل البرامج الاذاعية والتلفزيونية.. هي ليست إلا ونسة بطعم المناسبة.. ونسة زمان وهسة.. ونسة رمضان.. وونسة العيد.. وونسة الصباح والأصيل.. والمغرب والليل.. ماذا اذا كان بيت البكاء كذلك.. زد على ذلك أهم وظيفة نفسية لبيت البكاء.. وذلك كونه أداة لقمع الحزن وتأجيله.. «فأسياد الوجعة» ينشغلون باستقبال الناس وشيل الفاتحة فلا يتفرغون لحزنهم فيتفاقم.. ان الناس في بيت البكاء يقتسمون معك الأحزان.. اذاً فليس بيت البكاء بذلك السوء بل له وظيفته وأدواره التي يلعبها.. نحن نستجيب لنظم الغرب دون حاجة اليها.. والذين يتحدثون عن التبذير والبذخ فلنحارب التبذير والبذخ وليس بيت البكاء.. البعض يذهب الى ان بيت البكاء مائدة مفتوحة للغرباء وأبناء السبيل والفقراء.. وماذا في ذلك ان كان ما يكفيهم موجود.. انه عندئذ يقوم بأدوار مؤسسات مثل الزكاة.. واطعام الجوعى والفقراء.. أليس جميلاً ان يأكل الجائع ويدفع المجتمع التكاليف.. سنظل نحتاج الى بيت البكاء.. ولمة السماية.. وولائم الطهور.. طالما سعينا حثيثاً نحو الأسر الصغيرة وتعمدنا وأد نظام العائلة الممتدة.. طالما تخلينا عن البيت الكبير.. فبيت البكاء موئلاً للمة البيت الكبير..
http://www.rayaam.info/Raay_view.aspx?pid=638&id=49536
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: «بيت البكا» المفترى عليه ..(سعد الدين ابراهيم ).. (Re: سيف اليزل برعي البدوي)
|
أجساد من البشر تكدست داخل صيوان العزاء الضيق.. ورجل طاعن في السن يقطع حديث أحد الشباب بالعبارة الأشهر في قاموس المجتمع السوداني: «وانتو زمنكم دا.. قايلنو زمن» ونقاش حاد في الرياضة وكبوة الفرق السودانية المشاركة في بطولة الأندية الافريقية يتسلل من الصفوف الخلفية.. قبل ان يصمت الجميع على مضض اثر اقتحام معزٍ جديد للصيوان فارداً كفيه لتقديم «الفاتحة».. تشتد المناقشات وتعلو الضحكات الغريبة التي تتنافى تماماً مع المكان، بينما يدخل أبناء المرحوم وعلى أك########م «صواني» الغداء، بعد أن حملوا قبل ساعات «عنقريب» والدهم الراحل.. هي مشاهد حقيقية من صيوانات العزاء السودانية هذه الأيام، التي تحولت لأندية ومكان لتبادل القفشات والصفقات وكثير من الإشاعات التي تتقدمها شائعة وفاة المرحوم نفسه.. ولعل ذلك التغيير الذى شهده المجتمع فيما يتعلق بطقوس العزاء واحترام المكان، نتج عن العادة القديمة التي ظل يحتفظ بها المجتمع السوداني برغم مساوئها وهي عادة «المواساة» التي تكون بمثابة ألم مضاعف للأسرة المكلومة بما فيها من صرف وواجبات ضيافة للمعزين تستمر لأيام وربما شهور بحسب مقدار «حساسية» كل معزٍ.. الأستاذ محمد الخليل الباحث الاجتماعي تطرق الى تماسك النسيج المجتمعي السوداني القديم، الذى صار يشهد تراجعاً مخيفاً بسبب اختراقه من قبل عدد من الظواهر الدخيلة على المجتمع، وقال الخليل ان تواجد المعزين في منزل الأسرة المكلومة لا يمت للمواساة أو التخفيف من مصابها بأية صلة، وانما هو اسلوب غريب طرأ على المجتمع خصوصاً بعد الانتشار الكبير لشريحة المعاشيين والعاطلين عن العمل، الذين ينتهزون فرصة وجود عزاء حتى يخرجوا من ذلك الروتين القاتل بحجة المواساة.. وتبقى أغرب القصص التى تتواتر عن تلك الجزئية هي التي رواها لنا أحد الزملاء بعد أن توفيت جدته، واعلان الأسرة في المقابر للمعزين نهاية العزاء بإنتهاء مراسم الدفن.. وبالرغم من ذلك وجدوا أعداداً هائلة من أولئك ينتظرون أمام المنزل.. وأكبرهم يهمس «معقولة مافي فراش.. انتو دايرين تفضحونا مالكم!» لتضطر أسرة ذلك الزميل لنصب «فراش» أو صيوان اجباري بأمر اولئك المتطفلين.. ولتصبح بيوت العزاء هذه الأيام «ميتة وخراب ديار»..!!
صحيفة الراي العام
http://www.sudaneseonline.com/news.php?action=show&id=22006
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: «بيت البكا» المفترى عليه ..(سعد الدين ابراهيم ).. (Re: سيف اليزل برعي البدوي)
|
Quote: البعض يذهب الى ان بيت البكاء مائدة مفتوحة للغرباء وأبناء السبيل والفقراء.. وماذا في ذلك ان كان ما يكفيهم موجود.. انه عندئذ يقوم بأدوار مؤسسات مثل الزكاة.. واطعام الجوعى والفقراء.. أليس جميلاً ان يأكل الجائع ويدفع المجتمع التكاليف.. سنظل نحتاج الى بيت البكاء.. ولمة السماية.. وولائم الطهور.. طالما سعينا حثيثاً نحو الأسر الصغيرة وتعمدنا وأد نظام العائلة الممتدة.. طالما تخلينا عن البيت الكبير.. فبيت البكاء موئلاً للمة البيت الكبير |
| |
 
|
|
|
|
|
|
|