هل حركة العدل والمساواة قومية (يوجد مقال جدير بالقراءة)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 02:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-30-2010, 12:09 PM

saif massad ali
<asaif massad ali
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 19127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل حركة العدل والمساواة قومية (يوجد مقال جدير بالقراءة)


    حول الحركة اخر الاخبار فيديو ألبوم صور
    كاريكاتير…وداعا طاغية الخرطوم المنبر العام مواقع أخري كتب اتصل بنا


    رجوعقراءة نقدية .. لحركة العدل والمساواة السودانية .. بين الاستقلالية والتبعية
    28th, May 2010, 10:25 pm


    قراءة نقدية .. لحركة العدل والمساواة السودانية .. بين الاستقلالية والتبعية



    (pdf): d982d8bنسخة بي دي أف1

    نسخة بي دوك adam-gamal-ahmed_doc-form



    بقلم/ آدم جمال أحمد – أستراليا – سدنى



    تعتبر حركة العدل والمساواة من أكثر الحركات إثارةً للجدل الواسع فى الأوساط السياسية السودانية ، سواء كان على المستوى المحلى أو الاقليمى أو على الصعيد الدولى ، حول التشكيك فى أصولها ، فهل حركة العدل والمساواة صنيعة للدكتور حسن الترابى والجناح العسكرى لحزب المؤتمر الشعبى على ما تدعيه حكومة المؤتمر الوطنى والحزب الحاكم فى السودان ، وأصبح يعتقده البعض .. أم هى حركة مستقلة تماماً لها جذورها العميقة فى كل المناطق وتمثل إمتداداً لثورة المهمشين فى السودان على نطاق أوسع كما يقول قادتها .. وللإجابة على هذه الأسئلة سوف نتعرض لفكرة ونشأة حركة العدل والمساواة .. وأهدافها وتوجهاتها .. وبعض المحطات الرئيسية فى مسيرة نضالها .. بالإضافة الى إستعراض التاريخ السياسى للقادة المؤسسين للحركة مع التركيزعلى السيرة الذاتية لزعيمها الدكتور خليل ابراهيم محمد .. وبعض المواقف .. وذلك بالنقد والتحليل لإزاحة القناع ووضع النقاط على الحروف ، حتى يقف القارئ الكريم على كثير من الحقائق حول هذه الحركة التى ضرب الاعلام حولها الكثير من الإتهامات والتساؤلات عن كنهها وحقيقتها .. فهل هى صحيحة أم هى مجرد أكاذيب وإفتراءات يحاول البعض أن يقلل بها من شأنها وتشويه صورتها أمام الرأى العام ، وخاصة الحكومة التى دأبت على وصفها بأنها حركة جهوية وقبلية وتارة بأنها حركة لأبناء الزغاوة وتارة بأنها الجناح العسكرى لحسن الترابى وغيرها من النعوت غير اللائقة .. فهل ما تدعيه الحكومة صحيحاً أم هى محاولة أن تضيق بها الخناق على الحركة وبأن لا خيار أمامها .. أما الاستسلام والقبول بالسلام والرجوع الى طاولة مفاوضات الدوحة والتى تراها الحركة بأنها اصبحت منبراً غير محايد .. أو ملاحقة الحركة وزعيمها بالأنتربول كما يقول بعض المسئولين فى الحكومة.



    ( ١ )



    سوف أبدأ بهجوم حركة العدل والمساواة المباغت لمدينة أم درمان أو ما تسميه فى قاموسها وعرفها ﺒ ( عملية الذراع الطويل ) .. فى ذلك اليوم الذى أربكت فيه حسابات النظام الحاكم فى الخرطوم وبعض رموز الأحزاب السياسية ، من هول الصدمة وعنصر المباغتة .. حينما وصفهم الصادق المهدى زعيم حزب الأمة بأنهم ( مرتزقة ) مما يؤكد دوماً عدم تطوير عقلية الساسة الشماليين فى تعاطيهم للأشياء وتعاملهم مع أبناء الغرب أو الجنوب أو الشرق ، ولقد أردنا من خلال هذه الجزئية ربط الأحداث ببعضها لنعيد الى الأذهان حادثة يوم الجمعة حينما إصطدمت الحكومة وكل أجهزتها الأمنية والسياسية من هول المفاجئة بعد خروجهم من مسجد الجامعة فى مايو۲۰۰۰ م لقد صادفوا شباناً يوزعون بهدوء نسخاً من وثيقة سميكة جرى تصويرها وتجليدها ، فكان ذلك مفاجئاً بالفعل فى مدينة كالخرطوم عرضة للرقابة الأمنية القوية والمشددة ، وكانت تلك الوثيقة هى ( الكتاب الأسود ) .. ولقد كانت محتوياته إنعدام التوازن فى السلطة والثروة فى السودان ، فلقد كانت أكثر من مفاجئة .. أى كانت بداية لثورة المهمشين وحرب عصابات تحولت بمرور الأيام الى حركة ثورية مسلحة ألقت بظلالها وتأثيراتها على مجريات الأحداث فى الساحة السياسية السودانية ، ولقد قدم الكتاب الأسود تحليلاً مفصلاً عن مراكز السلطة السياسية والاقتصادية فى السودان ، ووثقت كيف أن جهاز الدولة تسيطر عليه منذ الاستقلال مجموعة صغيرة من القبائل ( شايقية – جعليين – دناقلة ) أى ما تسمى ﺒ ( مثلث برمودا ) تعيش على ضفاف النيل ، أما قبائل المناطق الأخرى لقد تم تهميشها بشكل فاحش وبشع ، وحتى أن كبار المسئولين فى الدولة وعلى رأسهم عمر البشير وعلى عثمان طه وغيرهم وجدوا نسخاً من الكتاب الأسود فى مكاتبهم بعد عودتهم من الصلاة ، فلقد نددت الصحف الحكومية بالكتاب على صفحاتها الأولى وكررت وعلى لسان الكثير من المسئولين فيها بأن المؤلفين الذين أطلقوا على أنفسهم ( طالبى الحقيقة والعدالة ) .. هم من القبليين والجهويين .. فلذلك دعونا نتناول الفكرة والأسباب والأهداف لتكوين هذه الحركة وما يقال حولها الكثير من اللغط والجدل.



    ( ۲ )



    الفكرة والنشأة:



    تعود جذور حركة العدل والمساواة الى عام ١۹۹۳ م .. عندما أنشأ سبعة أعضاء من الجبهة الاسلامية القومية بمن فيهم دكتور خليل ابراهيم محمد خلية سرية فى مدينة الفاشر لمناقشة إصلاح الجبهة الاسلامية القومية من الداخل ، وأنشئت خلية ثانية فى كردفان عام ١۹۹٤ م وثالثة فى الخرطوم عام ١۹۹٧ م ، وكان معظم أعضاء خلية الخرطوم من خريجى الجامعات والمعاهد العليا ، وكان كثيرون منهم وليس جميعهم من الاسلاميين ، وقرروا بأن الحاجة الأولى هى تثقيف السودانيين العاديين حول الخلل فى التوازنات فى السودان ، وأنشأوا فى عام ١۹۹٧ م لجنة تتكون من۲٥ عضواً للبدء فى جمع المعلومات وكانت النتيجة فى مايو 2۰۰۰ م هو ( الكتاب الأسود ) ، والإسم ذات مدلول ومغزى عبارة عن كناية وتشريح للواقع السياسى والاجتماعى لمسألة التهميش فى السودان ، ومع كل ذلك لقد وجد نشر الكتاب رواجاً نسبة للكميات الكبيرة التى تم توزيعها داخل ولاية الخرطوم والولايات الأخرى ، إلا أن واضعوه وصلوا الى إستنتاج مفاده بأن عملية الاصلاح من الداخل أصبحت مستحيلة ، ومن تلك اللحظة بدأوا فى وضع الخطط لحركة مسلحة سميت بحركة العدل والمساواة ، وقرروا فى عام ۲۰۰١ م إيفاد أكثر من عشرين من قادتهم الى خارج السودان بهدف “إلغاء الضو” على المعارضة ، وكان دكتور خليل ابراهيم أحدهم وقد أعلن فى بيان صحفى صدر فى هولندا فى ٣١ أغسطس ۲۰۰١ م عن إطلاق ميلاد حركة العدل والمساواة السودانية بوصفها حركة سياسية ، وبعد سنة بالتمام صدر الجزء الثانى من “الكتاب الأسود” على صفحة الأنترنت التابع لحركة العدل والمساواة ، ولقد أوضح الكتاب بأن الحركة لا تقاتل فقط ضد التهميش .. بل تمتلك برنامجاً وطنياً للتغيير السياسى ودعا الى مؤتمر شامل لتصحيح المظالم التى إرتكبتها “مجموعة صغيرة من الحكام المستبدين”.

    فلذلك نجد أن حركة العدل والمساواة التى تسيطر على الأرض وجبهات القتال فى دارفور ، بأن مشاكل دارفور تتطلب حلولاً وطنية وتدعوا الى سودان موحد والى العدالة والمساواة بدلاً من الظلم الاجتماعى.

    ( ٣ )



    علاقة حركة العدل والمساواة بالترابى وحزب المؤتمر الشعبى:



    فى أوائل عام ۲۰۰٥ م عقد قادة حركة العدل والمساواة حواراً فى العاصمة التشادية أنجمينا ، وكان النقاش محتدماً وأكثر صراحة لتداول بعض الجوانب المتعلقة بالحركة ، ومن ضمنها طبيعة ما يشاع عن علاقة الحركة بالترابى وحزب المؤتمر الشعبى ، فاتفقوا جميعاً على أن .. ( حركة العدل والمساواة حركة مستقلة تماماً لا علاقة لها بالدكتور حسن الترابى أو حزبه ، لأنه فاشل فهو لم يفعل أى شئ لشعب دارفور .. وهم مسلمين لا يشك أحد فى تقواهم بالرغم أن الكثيرين منهم ساندوه ، ولكن رغم ذلك ظلوا مهمشين فى زمن الترابى أيضاً ، فالترابى ليس بشئ ، ويعتبر بمثابة الكارثة ففى ظل حكومة الترابى رزح المشروع الاسلامى فى السودان تحت العنف وسفك الدماء ، فلا حاجة لدينا فى تدمير أرضنا وشعبنا من أجل دعم الترابى ، فإننا لن نساند أى شئ يمكن أن يعود بنا الى الماضى ) .. وكان لقاءاً صريحاً وواضحاً وضع النقاط على الحروف وقفل بدوره باب التأويل .. بإعتبار أن حركة العدل والمساواة صنيعة للترابى أو الجناح العسكرى لحزب المؤتمر الشعبى ، وما يؤكد ذلك بأن حركة العدل والمساواة حركة مستقلة لا علاقة لها بما يثار حولها من شكوك ونعوت ، نجد أن دكتور على الحاج محمد كان أول من تم الاتصال به فى إكتوبر ٢۰۰۰ م وهو دارفورى من البرنو .. ذو نزعة وطنية ، ولكنه رفض هذا الإنفتاح بإعتباره الرجل الثانى للترابى ، ولكن فى أبريل ۲۰۰٣ م إنضم الى إتحاد الغالبية المهمشة .. وهو إئتلاف على مستوى الأمة جمع مثله مثل حركة العدل والمساواة بين الإسلاميين والمناهضين قبل عن يختفى من الخارطة السياسية ، فإذا كانت الحركة صنيعة الترابى أوجناح عسكرى له لكان دكتور على الحاج من أوائل المنضوين للحركة .. وكذلك نجد دوماً لقد دأبت الحكومات سواء كانت ديمقراطية أم عسكرية منذ الاستقلال والى الآن بوصف كل الإنقلابات التى قام بها أبناء الغرب أو الجنوب أو الشرق بنعوت غير كريمة أو لائقة بالعنصرية والجهوية ، والحركات المسلحة التى تمردت على الظلم والتهميش وتطالب بحقوقها تطلق عليها حركات تمرد ، أما إذا قام بها الأخرون من ( الجلابة ) تطلق عليها بالإنقلابات الوطنية والحركات المتذمرة والثورية ، هذا يحدث فى بلد تعيش فيه اقلية تتحكم على مقاليد السلطة والاقتصاد وتستأثر به دون السواد الأعظم ، وينعدم فيه التوزيع العادل للسلطة والثروة وتسود فيه فوارق طبقية وإجتماعية وضياع للحقوق والواجبات ومع فرض للآحادية الثقافية وطمس لثقافة وهوية الآخرين ، أو حتى الإعتراف بهم كمواطنين ، فأصبحت الحكومة وبعض الجهات تطلق الإشاعات والمسميات وتتهم بها أبناء مناطق الهامش وللأسف يصدقها الأخرون وبل يروجون لها ، فمثلاً بأن حركة العدل والمساواة صنيعة الترابى .. كأن أبناء الغرب أو المهمشين لا يملكون عقول يفكرون بها أو يخططون لخلق ثورة فكرية وتغيير للواقع الاجتماعى الطبقى أو صنع حركات تحررية لتقود ثورات ضد الظلم والتهميش وتنادى وتطالب بحقوقها المهضومة فى بلد كالسودان ، بل يحتاجون الى من يخطط أو يفكر لهم .. وهم كأنهم بمثابة ( كومبارس ) أو قطيع وأتباع عليهم فقط التنفيذ والقيام بدور التمثيل ، هذا نوع من السخف وعدم إحترام أو تقدير لعقول ومقامات أهل الهامش وأبناء الغرب عموماً .. دوماً التقليل من شأنهم وقدرهم كأنهم عبارة عن قطع من الشطرنج.

    فنجد بالرغم أن هنالك الكثير من أعضاء حركة العدل والمساواة كانوا أعضاء كبار فى الحركة الاسلامية وتدرجوا الى مواقع تنفيذية وتشريعية ، وكذلك تمثيل قوى لأعضاء سابقين فى الجبهة الاسلامية القومية .. كانوا يعتقدون بأنه فى وسع القيم الاسلامية أن تحل الكثير من مشاكل السودان ، ولكن فى لحظة أعلنوا فك الإرتباط بالحركة الاسلامية والترابى وقرروا أن يقودوا حركة ثورية ضد الظلم والتهميش ، فلذلك إستطاعت الحركة ببراعة ما يتمتع بها قادتها بمزيد من الحنكة والخبرة السياسية .. وطبيعة المقدرة العسكرية للحركة على ما تتفوق بها على أرض المعركة ، والروح الإنضباطية العالية بين مقاتليها إستطاعت أن تجذب وتستقطب بها سودانيين من كل جوانب الطيف السياسى وما يجمعهم فى الوقت الراهن على الأقل هو الغضب من التهميش لمناطق مثل دارفور وكردفان .. وفشل كل سياسى الشمال بمن فيهم حسن الترابى فى القيام بأى شئ مطلق حيال ذلك.

    فلذلك نجد أن زعماء حركة العدل والمساواة يصرون على أن ماضيهم فى الحركة الاسلامية ليس سوى ماضى مضى ويقولون ( نحن أبناء مناطق الهامش وبخاصة الدارفوريين منهم قد أصبنا بخيبة أمل كبيرة من الحركة الاسلامية ) .. ونحن على يقين بأن جذور فكرة حركة العدل والمساواة جاءت بشكل رئيسى من إسلاميين مغبونين إجتذبتهم صراحتهم وفك إرتباطهم بالحركة الاسلامية وضيافتهم أشخاصاً غير إسلاميين بمن فيهم علمانيون لأيمانهم القاطع بقضية التهميش والظلم .. لأن الانضمام الى أى تنظيم ليست غاية بل وسيلة لتحقيق أهداف ومصالح شعب .. ومتى ما تضاربت مع أهدافه ومصالح شعبه يجب الاقلاع عنه والبحث عن وسائل أخرى متاحة لتحقيق الأهداف والغايات.



    ( ٤ )



    علاقة حركة العدل والمساواة بقبيلة الزغاوة:



    إتهم الكثيرون حركة العدل والمساواة بأنها حركة تسيطر عليها قبيلة الزغاوة .. وهذا غير صحيحاً قد يكون إلتف حولها قبيلة الزغاوة وخاصة قبيلة زغاوة ( كوبى ) فى بداية نشأة وتكوين الحركة ، ولكن لم تسيطر عليها .. بل كانوا أكثرية وهذا شئ طبيعى لأى فكرة أو دعوة لأى رسالة .. أو حركة .. أياً كانت .. ناشئة فى بدايتها ومرحلة سريتها وعملها أن يلتف حولها المقربون من العشيرة وأهل الثقة من المعارف والتخندق حولهم ليصبحوا بذلك قاعدة للإنطلاق الى رحاب أوسع من باب (وأنذر عشيرتك المقربون) للتبشير بالفكرة والدعوة لها حتى تجد المناصرين والمؤيدين لها ، ثم الجهر بها والإنفتاح على الآخرين .. وهذا ما فعلته حركة العدل والمساواة ، والتى تواصلت بعد ذلك مع القبائل الأخرى فى كل مناطق الهامش ، وأعطتها الكثير من المواقع القيادية ، فنجد مثلاً عبدالله لطم خبير أكاديمى فى علم الأحياء ومستشار لزعيم الحركة وهو عضو سابق فى الحزب الشيوعى .. والحركة تستند عموماً على قاعدة شعبية عريضة فى كل أقاليم السودان وتتمدد فى كل شرائح المجتمع رجالاً ونساءً ومزارعين وأصحاب عمل ومن الأعيان والإدارات الأهلية .. والآن جيشها شباباً وطلاباً ومهنيين ورعاة .. أى أن الحركة تتكون من كل قبائل دارفور وغالب قبائل كردفان ومجموعات مقدرة من قبائل الجنوب والشرق والشمال والإقليم الأوسط .. وهنالك الكثيرون الذين لا حصر لهم ولكن هذه نماذج لجداول تؤكد بأن حركة العدل والمساواة لا تسيطر عليها قبيلة الزغاوة أو حتى هى صنيعة الترابى ، نتركها لفطنة القارئ الكريم ليتجول فى سياحة قصيرة عبر هذه الأسماء والمواقع التنطيمية ومسقط الرأس والقبيلة من المكتب التنفيذى وككاتب الأمانات ، ليقف بنفسه شاهداً على ذلك .. حتى يدرك بأن حركة العدل والمساواة هى عبارة عن حركة قومية عريضة تحمل مشروعاً متكاملاً للتغيير وهى أبعد ما تكون من العصبيات والقبليات .. ولكل شخص موقعه المتميز داخل الحركة بقدر مساهملته الكبيرة والمتعاظمة …



    الرقم
    الاسم
    الموقع التنظيمي
    مسقط الرأس
    القبيلة
    مكان التواجد الحالى

    ١
    د.ابوبكر القاضى
    رئيس المؤتمر العام
    سنار
    فلاته
    قطر

    ٢
    البروفيسر/ محمود ابكر سليمان
    نائب رئيس المؤتمر العام
    الطينة
    زغاوة
    لندن

    ۳
    البروفيسر/ الطاهر ادم الفكى
    رئيس المجلس التشريعى
    النهود
    برنو
    لندن




    الرقم
    الاسم
    الموقع التنظيمى
    مسقط الرأس
    القبيلة
    مكان التواجد الحالى

    ١
    الفريق اول د.خليل ابراهيم محمد
    رئيس الحركة
    الطينة (كيرا)
    زغاوة
    الميدان

    ٢
    الفريق. احمد ادم بخيت دخرى
    نائب الرئيس و أمين اقليم دار فور
    بروش
    برتى
    الميدان

    ۳
    أ.ابراهيم الماظ دينق
    نائب الرئيس و أمين اقليم لجنوب
    ملكال
    دينكا
    الميدان

    ٤
    أ.محمد بحر على حمدين
    نائب الرئيس و أمين اقليم كردفان
    غرب كردفان
    مسيرية
    سجن كوبر

    ٥
    د.الواثق بالله على الحمدابى
    نائب الرئيس و أمين الاقليم الشمالى
    مروى
    شايقية
    الميدان

    ۹
    المهندس/ منصور ارباب يونس
    أمين الشئون الرئاسة
    الجنينة(مسترى)
    مساليت
    الميدان

    ١۰
    المهندس/سليمان محمد جاموس
    أمين الشئون الانسانية
    شقيق كارو
    زغاوة
    الميدان

    ١١
    أ.احمد تقد لسان
    أمين التفاوض والسلام
    خزان باساو
    زغاوة
    لندن

    ١٢
    المهندس/ حسن هارون ادم
    أمين الاعمار والتنمية
    مارا غرب زالنجى
    فور
    الميدان

    ١٣
    الفريق/سليمان صندل حقار
    قائد عام قوات الحركة
    الطينة
    زغاوة
    الميدان

    ١٤
    أ.بخاري احمد عبدالله
    أمين الشباب والطلاب
    الجنينة
    مساليت
    الميدان

    ١٥
    د.جبريل ابراهيم محمد
    أمين الشئون الخارجية
    الطينة
    زغاوة
    لندن

    ١٦
    أ.بابكر ابكرحسن حمدين
    نائب أمين شئون الرئاسة
    زالنجى
    بنى هلبة
    الميدان

    ١٧
    أ.تيراب ابراهيم بكار
    نائب أمين الشئون الاجتماعية
    ابوسروج
    ارنقا
    معسكر اللاجئين

    ١٨
    أ..حكمة ابراهيم محمد
    مسئولة المرأة بالخارج
    قريضة
    مساليت
    الميدان

    ١۹
    أ.الهادى برمة صالح النميرى
    نائب أمين الشئون العدلية
    الجنينة
    اولاد راشد
    الميدان

    ٢۰
    الفريق/عبد الكريم شولي قنتى
    أمين الامن والمخابرات
    فوراوية
    قرعان
    الميدان

    ٢۲
    أ.عزالدين يوسف بجي
    أمين الشئون المالية
    الطينة
    زغاوة
    الميدان

    ٢۳
    د.عبد الرحمن احمد محمد
    نائب امين العلاقات الخارجية
    ام لباسة
    بنى هلبة
    بيلاروسيا

    ٢٤
    أ.محمد البليل عيسى زياد
    عضو القيادة التنفيذية
    ابوزبد
    الحمر
    الميدان

    ٢٥
    أ.زكريا موسى عباس(الدش)
    عضو القيادة التنفيذية
    مستريحة
    اولادراشد
    الميدان

    ٢٦
    المهندس/عامر اللكة كوكو
    والى ولاية جنوب كردفان
    الدلنج
    نوبة
    الميدان

    ٢٧
    أ.سيف النصر التجانى
    والى ولاية شمال دارفور
    امبرو
    زغاوة
    الميدان

    ۲٨
    أ.الطاهر محمد موسى
    والى ولاية البحر الاحمر
    بورسودان
    هدندوة
    الميدان

    ٢۹
    أ.بحر الدين ادم كرامة
    والى ولاية غرب دارفور
    الجنينة
    مساليت
    الميدان

    ٣۰
    البروفسير/عبدالله عثمان عبدالله التوم
    أمين التخطيط الاستراتيجى والتدريب
    بروش
    برتى
    ايردلندا

    ٣١
    أ.احمد حسين ادم
    أمين الثقافة والاعلام والناطق الرسمى بأسم الحركة
    اللعيت
    برتى
    لندن

    ٣٢
    د.عبد الرؤف ادم الفكى
    نائب أمين التخطيط
    النهود
    برنو
    ايرلندا

    ٣۳
    أ.سيف الدولة سعيد كوكو
    أمين المكاتب الخارجية
    امدرمان
    تقلى
    لندن

    ٣٤
    أ.محمد عبدالله عبد الخالق
    والى ولاية جبل مرة
    زالنجى
    فور
    الميدان

    ٣٥
    المهندس/ محمد ادم محمد بدر الدين
    والى ولاية جنوب دارفور
    نيالا
    برقو
    الميدان

    ٣٦
    أ.الصادق يوسف حسن عيسى
    ممثل أمين الاقليم الاوسط
    الجزيرة شرفة
    اشراف
    فرنسا

    ٣٧
    أ.جبريل ادم بلال
    نائب الأمين السياسى
    عديلة
    معاليا
    لندن

    ٣٨
    أ.جعفر التجانى على دينار
    نائب أمين المكاتب الخارجية
    الفاشر
    فور
    السعودية

    ٣۹
    أ.على الوافى بشار جمال الدين
    نائب أمين الثقافة والاعلام والناطق باسم الجيش
    الضعين
    رزيقات
    الميدان

    ٤۰
    أ.سليمان فضل الكريم حميدان
    أمين ولاية غرب كردفان
    المجلد(الدبب)
    المسيرية
    الميدان

    ٤١
    أ.يزيد دفع الله عبد الرحيم رشاش
    نائب أمين الشباب والطلاب
    ابوكرشولا
    تقلى
    الميدان













    الرقم
    الاسم
    الموقع التنظيمى
    مسقط الرأس
    القبيلة
    مكان التواجد الحالى

    ١
    الفريق/ احمدادم بخيت دخرى
    أمين اقليم دارفور
    بروش
    برتى
    الميدلن

    ٢
    المهندس/ محمد ادم محمد بدرالدين
    أمين ولاية جنوب دارفور
    نيالا
    برقو
    الميدان

    ۳
    أ.محمد عبدالله عبد الخالق
    أمين ولاية جبل مرة
    زالنجى
    فور
    الميدان

    ٤
    أ.محمد عبدالله نهار
    أمين الادارة والتنظيم
    مورنى
    داجو
    الميدان

    ٥
    أ.التجانى الطاهر كرشوم
    الأمين السياسى
    الجنينة
    اولاد زيد
    الميدان

    ۹
    أ.رمضان الفضيل يونس
    نائب أمين الاعلام
    مستريحة
    ابوجلول
    سجن شالا

    ١۰
    أ.يوسف عيسى حامد مخير
    أمين الشئون العدلية والقانونية
    عدالفرسان
    بنى هلبة
    الميدان

    ١١
    مولانة/ ضحية مسار موسى حسن
    أمين الامن والمخابرات
    وسطانى
    اولاد راشد
    الميدان

    ١٢
    أ.عمر عبدالله كرمة
    أمين امانة الرحل
    الجنينة
    اولاد زيد
    الميدان

    ١٣
    أ.ادم عبد الرحمن البشارى
    أمين النظام الاهلى
    ام لباسة
    بنى هلبة
    الميدان

    ١٤
    العمدة/ بشار يعقوب
    نائب أمين النظام الاهلى
    الجنينة
    مساليت
    الميدان

    ١٥
    أ.محجوب احمد محمد عزالعرب
    نائب أمين الادارة والتنظيم
    تلس
    فلاتة
    الميدان

    ١٦
    أ.بحرالدين ادم كرامة
    أمين ولاية غرب دارفور
    الجنينة
    مساليت
    الميدان






    وتعتبر حركة العدل والمساواة أكثر حركة سياسية متماسكة تتمتع بالمؤسسية داخل أجهزتها التنظيمية ، وأصبحت أول حركة تقوم بتصنيف بنيتها بإنشاء مجلساً تنفيذياً من ٢١ عضواً يمثلون كل مناطق السودان ولجنة تشريعية من ٥١ عضواً ومجلساً عاماً يرأسه أحد أبناء النيل الأزرق وليس من دارفور كما يعتقد البعض ، وحدد أعضاء المجلس العام مدة الرئيس بأربعة سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة ، مما يدل على إبتعاد حركة العدل والمساواة من الجهوية والقبلية وحسن الترابى وما يشاع عن الحركة بأنها الجناح العسكرى لحزب المؤتمر الشعبى.



    ( ٥ )



    تاريخ ومسيرة زعيم حركة العدل والمساواة:



    أما فيما يتعلق بتاريخ وسيرة زعيم حركة العدل والمساواة لدكتور خليل ابراهيم محمد هو طبيب صحة تولى عدداً من الحقائب الاقليمية قبل أن ينسحب من خدمة الحكومة فى أغسطس ١۹۹٨ م وشكل منظمة غير حكومية سماها ( محاربة الفقر ) ، ويعتبر دكتور خليل ابراهيم مثل الكثيرين من قادة العدل والمساواة ، كانوا من المؤيدين والمتحمسين للجبهة الاسلامية القومية عندما إستولت على السلطة فى البلاد فى ٣۰ يونيو ١۹٨۹ م ، لكنه يقول أنه مع حلول عام ١۹۹٣ م كان قد أصبح ناغماً على الاسلاميين ، وإعتبر بأن العرقية هى ( أيدز ) الحركة الاسلامية .. وقال .. ” لم تهمل الحركة الاسلامية شعبنا إهمالاً كاملاً وحسب .. بل إنها عاقبته بقسوة .. فهى قد سحبت كل الخدمات وخاصة الصحة والتربية ، ومع حلول عام ١۹۹٤ م توقفت عن دفع حتى قرش واحد للمناطق ، وأقفلت الكثير من المدارس وعادت الأمية الى البروز من جديد ، وفى عام ١۹۹١- ١۹۹٤م وكوزير إقليمى فى الفاشر أمكننى إلقاء نظرة عميقة على إرتباطات الحكومة بالمليشيات .. ومع حلول عام ١۹۹١م كان قد تم إحراق ٦٤٧ قرية فورية وتحولها الى رماد وبدأ شعبنا فى إلقاء اللوم علينا ” ..

    وحتى حينما وقع الإنشقاف بين الآسلاميين والذى كان بمثابة الطلاق البائن والشقة التى قصمت ظهر الحركة الاسلامية فى السودان ما بين جناح القصر بقيادة الرئيس عمر البشير ونائبه على عثمان طه وجناح المنشية بقيادة الشيخ حسن الترابى ونائبيه الدكتور على الحاج محمد وابراهيم السنوسى ، كان دكتور خليل ابراهيم خارج السودان فى ذلك الوقت يحضر لنيل شهادة درجة الماجستير فى الصحة العامة فى جامعة ماستريتش ، وهو لقد نفى بنفسه أن يكون وقف الى جانب الترابى ، وفى لقاء مع محققى الأمم المتحدة عام ۲۰۰٥ م .. قال دكتور خليل ابراهيم ( أن الترابى كان السبب الرئيسى للفظاعات التى أرتكبت فى دارفور ).

    فى عام ١۹۹٢ م لقد أمضى دكتور خليل ابراهيم أربعة أشهر طبيباً متطوعاً فى قوات الدفاع الشعبى شبه العسكرية .. وبالرغم أنه خدم فى الحركة الاسلامية أكثر من عقد من الزمان إلا أنه لم يتولى قط مركزاً وطنياً أى لم يكن دكتور خليل زعيماً سياسياً من الدرجة الأولى أو حتى من الثانية ، وهو رجل متواضع وبسيط يتمتع بذكاء وحنكة سياسية ومحاور جيد من الطراز الأول ، وما يؤكد ذلك ما قاله عنه زميله أحمد تقد الذى شغل مناصب عديدة فى حركة العدل والمساواة والآن يشغل منصب أمين التفاوض والسلام فى الحركة وهو كبير المفاوضين فى مفاضات الدوحة بدولة قطر ، وهو من الذين أقسموا ألا يساندوا أى حركة سياسية أخرى بما فى ذلك ” الحركة الاسلامية ” .. يقول أن دكتور خليل حتى قبل تركه الحركة الاسلامية ببضعة أشهر كان قد سلك مساراً مختلفاً من مسار معظم زملائه ، فحينما كان خليل وزيراً فى ولاية شمال دارفور بمدينة الفاشر فى عام ١۹۹٤ م رفض قبول الكهرباء التى يزود بها الوزراء ، وأصبح الوزير الوحيد الذى يعيش فى الظلمة مع شعبه ، وكذلك حينما كان وزيراً للشئون الاجتماعية بولاية النيل الأزرق عام ١۹۹٧ م قام بصرف وإعفاء كل الشماليين الذين ” إستعمروا ” دائرته وإستبدلهم بأناس محليين من أهل الولاية وصرف كذلك مدير مكتب الزكاة وهو إبن عم للرئيس عمر البشير ، الذى كان يرسل كل الأموال التى تجبى من الضريبة الاسلامية ” الزكاة والخمس ” الى الخرطوم ، وفى عام ١۹۹٨ م بمدينة جوبا فى ولاية بحر الجبل حينما كان مستشاراً فرض ضرائب على مسئولى الأمن الذين إحتكروا الطعام الذى كان يشحن الى المدينة المحاصرة ، ويبيعونها الى التجار والمواطنين المغلوب على أمرهم بمعدل ربح يفوق أو يصل الى ٤۰۰ % ، ولقد قام دكتور خليل فى يوم واحد بجمع ٦٤ مليون جنيه ، لأنه لم يسبق لجماعة الأمن هؤلاء أن عوملوا بهذه الطريقة.



    ( ٦ )



    التحالفات السياسية والعسكرية لحركة العدل والمساواة السودانية:



    دخلت حركة العدل والمساواة فى تحالفات عسكرية وسياسية مع بعض الحركات الدارفورية الأخرى ” جيش تحرير السودان ” بسبب أن الكثيرين من قادتها سبق لهم أن خدموا فى الحكومة وأيضاً ما تتمتع بها الحركة من مهارات سياسية وخبرات لم تكن لدى الحركات الأخرى ، وما تتفوق به .. وأن عقيدتها السياسية ترتكز بشكل أكثر وضوحاً على الشعب السودانى ككل ، ونجد أن حركة العدل والمساواة لقد رفضت تسوية سلام نيفاشا بين الحكومة والحركة الشعبية بحجة أنها أهملت الأطراف الشمالية كلها وليست دارفور فقط .. وبل أيضاً كردفان ومناطق شرق السودان .. ويعترفون بأن كوادر حركة العدل والمساواة كانوا مسئوليين عن محاولة إنقلاب فى الخرطوم جرت فى سبتمبر ٢۰۰٥ م ، وتزعم الحكومة أن الإنقلاب كان يهدف الى إسقاط إتفاقية نيفاشا وتهريب الترابى من السجن ، لكن دكتور خليل ابراهيم نفى ذلك وقال بالحرف الواحد ” لماذا سنفعل أى شئ من أجل حسن الترابى “.



    ( ٧ )



    محاولات الإنشقاق والإنفصال داخل حركة العدل والمساواة:



    تعرضت حركة العدل والمساواة كغيرها من الحركات التحررية الى محاولات الى تقسيمها من قبل حكومة المؤتمر الوطنى ومن الرئيس التشادى إدريس دبى ، وفى عام ٢۰۰٤ م إنفصل رئيس أركان الحركة جبريل عبدالكريم عن حركة العدل والمساواة وشكل بدوره الحركة الوطنية للاصلاح والتطوير ، وإنتقد دكتور خليل ابراهيم بشدة .. بحجة إدارته الحركة من أوربا ، ورفض حينها رئيس الحركة دكتور خليل تلك الإنتقادات وقال إنه على عكس جيش تحرير السودان ، لأنه يتوجب على القيادة السياسية للحركة أن تبقى دائماً خارج دارفور ، وألقى بلوم الإنشقاق على جهود الحكومة التى تسعى دوماً لإضعاف دور الحركة ، وما يؤكد لنا صدقية أقوال ريئس الحركة تصريحات حسن برقو المساعد المقرب من صلاح قوش والعضو المساعد للشئون الأفريقية فى حزب المؤتمر الوطنى ، إنه كان على إتصال مع مؤيدى جبريل عبدالكريم فى باريس قبل الإنشقاق ، وفى حديث له مع تلفزيون الجزيرة قال ( بعد الإنشقاق إن الحركة الوطنية للاصلاح والتطوير تمثل شعب دارفور الحقيقى ودق ناقوس إحتضار حركة العدل والمساواة ).

    وفى عام ٢۰۰٥ م قام ثلاثة ضباط من حركة العدل والمساواة بمحاولة إنفصال بالتواطؤ مع محمد صالح أحد المنشقين عن الحركة فى إنجمينا ، والذى طرد من الحركة بقرار من الهيئة التنفيذية والمجلس التشريعى اللذان إجتمعا فى جلسة مشتركة ، ولقد ألقت حركة العدل والمساواة باللوم على الرئيس التشادى إدريس دبى ، وزعمت أنه مستأجر من الخرطوم وعميل لحكومة المؤتمر الوطنى ، ولكن كان رد السلطات التشادية سريعاً .. إذ قامت بمداهمة الحركة وتوقيف ١٨ من أعضائها ، وعلق حينها دكتور خليل ابراهيم قائلاً ( أنا لست قلقاً من شأن محمد صالح .. أنا قلق فى شأن إدريس دبى .. فسيكون هناك المزيد من محمد صالح ) ، والآن بعد مرور خمس سنوات التاريخ والأحداث تعيد نفسها مرة أخرى ليتكرر سيناريو شبيه لذلك أن تقوم السلطات التشادية بتوقيف دكتور خليل ابراهيم زعيم حركة العدل والمساواة فى مطار إنجمينا وتقوم بمنعه من دخول الأراضى التشادية وقفل مكاتب الحركة ، فكانت أكبر صفعة تتلقاها الحركة من حليف إستراتيجى يخزلها فى ظروف حرجة ، بأن يضع الرئيس التشادى يده مع خصمه اللدود الحكومة وبل يتحالف معها ضده ، فما هو تعليق زعيم الحركة هذه المرة على هذه المؤامرة وما زالت المعارضة التشادية تتربص بإدريس دبى وما هى الضمانات قد تنقلب الحكومة عليه بعد فترة ، خاصة بعد إتمام كل الصفقات بينهما ويكون بذلك خسر إدريس دبى أهم حليف إستراتيجى دافع عنه وعن العاصمة إنجمينا حينما حاولت المعارضة التشادية إحتلالها فى ذلك الوقت.



    ( ٨ )



    مسيرة مفاوضات السلام:



    تأثر الإتفاق الإطارى لحسن النوايا الذى وقع بين الطرفين الحكومة وحركة العدل والمساواة فى الدوحة ، وبعدها بفترة وجيزة تبادلا الإتهامات بينهما .. وتلتها فترة طويلة من الجمود .. ولكن بعد ممارسة ضغوط على الطرفين من المجتمع الدولى بدأ حراك ملف سلام دارفور من العاصمة إنجمينا فى لقاء نادر تم بين زعيم حركة العدل والمساواة دكتور خليل ابراهيم ومستشار البشير غازى صلاح الدين العتبانى ، فتقدمت حركة العدل والمساواة السودانية بمشروع إتفاق إطاري لحل مشكلة السودان في دارفور للحكومة السودانية فى طبق من ذهب ، وبل لكل المهتمين بالشأن العام في السودان عامة وأهل الهامش على وجه الخصوص والمتأثرين بمجريات الأحداث من الضحايا والنازحين واللاجئين والمهجرين من أبناء دارفور وكردفان بوجه أخص ، أن تقدم مشروعاً متكاملاً يجسد تطلعات أهل الهامش في السودان المتمثلة في قسمة السلطة والثروة وقضايا الأرض والحواكير ، ويعالج إفرازات الصراعات الدائرة الآن في السودان ، ويضمن بذلك حقوق ومستقبل النازحين واللاجئين والمهجرين بالإضافة إلى الترتيبات الأمنية لإحتواء الإفرازات الأمنية ، ولكى تثرى بها ساحة أهل الرأى والفكر والسياسة باطروحات حديثة في شكل الدولة ونظام الحكم وطبيعة وحدة السودان ، ولقد أشارت الأطروحة الى حقوق وشرائح قطاعات كبيرة منسية رغم أهميتها الإقتصادية كأهلنا الرحل وسكان الكنابى والقرى في مناطق الإنتاج وفي أطراف المدن.
    فلذلك فى تقديرنا أن هذا المشروع مقارنة باتفاق نيفاشا نجده لقد أجاب بوضوح على مجموعة كبيرة من الأسئلة البديهية: لماذا تحارب الحركة ؟ ولماذا كل هذه التضحيات ؟ وما المخرج من هذه الأزمة ؟ وما هي الضمانات بألا يحمل إقليم آخر السلاح غداً أو بعد غدٍ يطالب بحقوق مشروعة ؟ فالمشروع في مجمله مشروع للحل الشامل يتجاوز الأقاليم المتأزمة الى الرحاب القومي الفسيح ، كما أنه يجعل من الإنسان وحقوقه والاعتناء بحياته هدفاً ووسيلة لتثمين وتطوير الحياة كلها . والمشروع أيضاً دعوة للمثقفين والمستنيرين لإعمال العقل والرأى لتعميق هذه الأطروحات وتمليكها لكافة المجتمع السودانى ، كما أنها دعوة للمجتمع الدولي بكل آلياته للمساعدة في تنزيل هذا المشروع الى أرض الواقع خدمةً للإنسانية وضماناً للسلام الدولى والإقليمى ، وفوق هذا وذاك ضمانة كبرى لوحدة أرض السودان وإستقراره عكس اتفاق نيفاشا الذى أدى الى تقاسم السودان ما بين الحكومة والحركة الشعبية والى تفتيت وحدة السودان ، ونفت حركة العدل والمساواة فى الوقت ذاته أنها تجرى (طبخة) مع الحكومة من وراء أهل دارفور ، مؤكدة بذلك إستعدادها لتحقيق السلام الشامل والعادل فى حضور فخامة أمير دولة قطر الشقيقة حمد بن خليفة وحضور كلاً من الرئيس عمر البشير والرئيس التشادى إدريس دبى وممثلين للاتحاد الأفريقى وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة وأمريكا والآتحاد الأوربى ، فى الدوحة تمهيداً للاتفاق النهائى ، وقدمت الحركة تنازلات عديدة للحكومة ، لكن الحكومة رفضت مجمل بنود الإتفاق ، ولكن سوف أركز على بندان أساسيان هما مسألة تعويضات النازحين والمهجرين وإستوعاب جيش الحركة.
    رفضت الحكومة ما تقدمت به حركة العدل والمساواة بأن تدفع الحكومة تعويضات للنازحين والمهجرين تقدر ب ( خمسة ألف يورو ) تعطى لأى نازح ، الحكومة رفضت قبول أو إعتماد المبلغ بحجة أنه مبلغ كبير ، فتنازلت الحركة عن هذا السقف الى القبول بتعويض كل نازح مبلغ ( ١٥۰۰ يورو ) .. أمر يدعو الى الدهشة والإستغراب وحتى أن مطالبة الحركة بهذا التعويضات الزهيدة لشعب يعيش ماسأة وظروف إنسانية قاسية وفى ظل رفض وتعنت الحكومة تعتبر جريمة إنسانية فى حق هؤلاء النازحين يجب أن تحاسب عليها الحركة والحكومة معاً ، فلماذا لا تطالب حركة العدل والمساواة ببناء قرى نموذجية ومبانى ثابتة مع بناء مدارس أساس وثانوى ومراكز صحية وحفر أبار إرتوازية ومرافق صحية وربطها بشبكة طرق مستديمة فى إقليم دارفور بديلاً لكل القرى التى تم تدميرها وحرقها وقتل وتشريد أهلها طوال فترة الحرب ، والعمل على تجميع بعض القرى وتزويدها بإنارة ، وعمل حصر وإحصائيات لكل النازحين والذين تضرروا وتأثروا من ويلات الحرب ‘ والعمل على بناء هذه القرى النموذجية على مراحل فى فترة وجيزة ووقت قصير جداً ، والعمل على مزج وخلط وتوزيع مختلف القبائل على هذه القرى على دفعات لكسر الحاجز النفسى وخلق واقع جديد للتعايش السلمى بين المجموعات والقبائل المختلفة ، وتوفير كل الخدمات ثم بعد ذلك تعوضهم مادياً بأى مبلغ تراه الحكومة مناسباً لكل شخص ليبدأ حياته بعد أن يمتلك منزلاً مشيداً بالمواد الثابتة وتصحبه مرافق ومنافع وخدمات إسوة بالذين تضرروا فى الشمالية من سد كجبار ، فقامت الحكومة ببناء قرى نموذجية لهم وبل تعويضهم مادياً على أشجار بساتينهم ( أشجار النخيل ) ، وسنابل قمح مزارعهم حتى وصل الحال بهم أن دفعت الحكومة فى كل شجرة نخيل ( مليون جنيه ) وهم غير راضون عن ذلك ، فما بال هؤلاء النازحين الذين ساهمت الحكومة فى معاناتهم وتشريدهم بعد أن قامت بقصف قراهم الأمنة ودكها بالقنابل وقذفها بالطائرات وتدمير هذه القرى وحرقها ، وتسببت فى ذلك ، فهى حقيقة ماسأة إنسانية ، فإذا كانت الحكومة جادة فى تحقيق السلام فى إقليم دارفور ووقف نزيف الحرب والماسأة الإنسانية التى يعيشها أهالى دارفور وإحداث تنمية حقيقية بالإقليم وتفويت الفرصة على أعداء الوطن وكسب ود أهالى دارفور والمجتمع الدولى هذا أبسط ما تفعله الحكومة تجاه هؤلاء النازحين ، ولا سيما هناك شركات عديدة وطنية كانت أم أجنبية فى إنتظار عروض مثل هذه وفى خلال شهور عديدة يمكن أن تفرغ من إنجازها وبذلك تكون فتحت فرص عمالة وتوظيف للمواطنين تساهم فى عجلة التنمية والبناء .. ، ويمكن للحكومة أن تدفع لهذا المشروع من عائدات النفط والتى تصل حالياً الى أكثر من خمسة ملايين دولار أمريكى .. كانت تنفق الحكومة مليونين منها على مجهودها الحربى فى الجنوب وجبال النوبة والشرق وتوظف البقية فى متطلبات الدولة ، وهذا ما أقر به كبار المسئوليين فى الدولة وخاصة فى وزارة المال والنفط .. فالسؤال الذى نطرحه للمسئولين بالدولة أين تذهب الآن المليونين دولار بعد عمليات السلام فى الجنوب وجبال النوبة والشرق ؟؟!!.. ولا سيما نحن نعلم بأن عائدات النفط منذ إكتشافه والشروع فى تصديره لم تدخل ميزانية الدولة بعد !! .. ولا حتى وزير المالية يعلم عنها شيئاً ، ولا حتى قيادات الحركة الشعبية !!.. الشريك الأساسى والوجه الأخر للمؤتمر الوطنى.
    أما بخصوص السلطة والترتيبات الأمنية لقد تنازلت حركة العدل والمساواة للحكومة بأنها لا تريد وظائف أو وزارات فقط على الحكومة أن تقوم بإستوعاب كل جيش الحركة والذى قوامه ( ۹٣ ) ألف مقاتل بجميع رتبهم العسكرية ومخصصاتهم ، ولكن الحكومة ترددت وبدأت تتماطل فى ذلك لا لشئ إلا فى قرارة نفسها لأنها ما زالت تتذكر عملية الذراع الطويل يوم السبت العاشر من مايو الذى شهد هجوم حركة العدل والمساواة على مدينة أم درمان ، والذى ما زال لغزاً محيراً لكل الخبراء العسكريين والمحللين السياسيين بأنها تعتبر من أحدث وأنجح الخطط العسكرية فى التاريخ الحديث ، لقوة عسكرية صغيرة تقطع كل هذه المسافات الطويلة عبر الصحراء دون أن تعترضها أى قوة عسكرية خارج نطاق العاصمة المثلثة ، فلذلك سوف تظل هذه الحادثة محفورة فى ذاكرة الحكومة وسكان العاصمة مقترنة بمشاعر الخوف والقلق والترقب ، وذلك لمحاولة إسقاط النظام الحاكم فى الخرطوم ، وما تخشاه الحكومة هو إستوعاب هذا العدد الكبير من القوات قد ينقلب عليها فى المستقبل ويقود هذا الى قول البعض ” ما أشبة اليوم بالبارحة”.

    ( ۹ )
    الخاتمة:
    تعتبر حركة العدل والمساواة حركة قومية عريضة تعبر عن نبض قطاعات كبيرة من جموع الشعب السودانى وقطاع واسع لمناطق الهامش ، تحمل مشروعاً متكاملاً للتغيير ، فلذا أنها غير معزولة من الناحية السياسية فى الساحة السودانية بشكل كامل ، حيث أنها أصبحت تمثل معظم سكان دارفور ومجموعات كبيرة فى كردفان والشرق والشمال والأوسط متجاهلة بذلك الطبيعة القبلية والجهوية التى تعتمد على تجييش مشاعر وعواطف سلبية ، وتسعى لتكرس بذلك أسساً قوية للتواصل الاجتماعي الممتد أكثر فى إعتمادها على أهداف وآليات ووسائل ذات طبيعة سياسية وإفق قومى أو وطنى بعيدة من العصبيات ولكل شخص موقعه المميز فى الحركة بقدر مساهماته الكبيرة والمتعاظمة .. لتثبت بصدق ما كانت تعلنه من قومية توجهاتها ورؤاها ، وتفتح باباً جديداً فى السياسة السودانية تحاول تقويض بنية وطبيعة الدولة القائمة فى السودان ويرتد بها نحو صراعات سياسية حول الرؤى والسياسات اللازمة للتحديث والتكامل الوطنى ودفع التنمية ومحاولة الخروج من أزمة الهوية ، الى عهد جديد يتم الصراع فيه عبر العودة الى الانتماءات االوطنية ، وعدم الاستسلام لهذا النوع من الخطابات القبلية والجهوية المفخخة التى قد تقود الى تفكك الدولة السودانية بحدودها الحالية ، وفى اعتقادى أن هذه هى الدلالة الأكثر عمقاً على ما تهدف اليه الحركة.

    وحقيقة ما ظهرت به الحركة فى مفاوضات الدوحة لقد أدهش كل المراقبين والعالم من خلال ما شاهدوه من التنوع الكبير لكل ألوان الطيف السياسى والعرقى والأثنى لكل قطاعات ومناطق السودان المختلفة ، فالآن الكرة فى ملعب الحكومة النظام القائم إذا كانت الحكومة جادة فى مساعيها لتحقيق السلام والإستقرار الدائم فى دارفور ، والذى بدوره يحافظ على بنية وطبيعة الدولة فى السودان .. الأمر الذى قد يعيد الى ازمة دارفور بعض التوازن فى المعالجات المفضية الى الحل ، بعد أن تأكدت خطورة إستمرارية الصراع والحرب فى دارفور والماسأة الإنسانية اللامحدودة والتدخلات الخارجية التى إنفلت عقالها.


    سدنى – استراليا ٢٨ مايو ٢۰١۰ م





    تعليقات حول الموضوع

    حركة العدل والمساواة السودانية | © 2009-2010 جميع الحقوق محفوظة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de