الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
|
Re: نسأل الله أن يجعله ( تنصيبا ) في طاعة الله ورسوله ورفاهية المواطن يا سيدي الرئيس ...... (Re: الوليد الرشيد وراق)
|
حكومة زعيط و معيط حاتم محمد صالح أن كلمة أو عبارة ماسورة و التي جمعت على (مواسير) و التي انتشرت في الأجهزة الإعلامية عالميا و محليا للأسف الشديد و أصبح الحديث عنها عاديا و بمنهج تسمية الأشياء بمسمياتها, وفاض الفساد و زكمت رائحته الأنوف حتى خارج البلاد و بالفعل فان اللفظ جاء من الاسم الحقيقي للشيء (ماسورة) و التي تدل على جسم مجوف يصنع من الحديد او البى فى سى او غيره و يستخدم لنقل السوائل مثل الماء و غيره عبر شبكة أو مصدر أو غيرها. غير أن الكلمة على زماننا في السودان استخدمت على عدة معان و جميعها و للأسف له دلالات بذيئة و تدل في أرقى حالاتها على النصب و اللصوصية و الاحتيال و الحرامية و الخيانة و أمور التلاته ورقات , و لكننا و فجأة سمعنا هذه الكلمة تسرى كسريان النار في الهشيم مستخدمة على مستوى الدولة السودانية في فعلة بذيئة من فعائلها التي لا نستغربها. فجريمة سوق المواسير, ليست الأولى و لن تكون الأخيرة و ليست هي الجريمة الأعنف و الأقبح في حق الشعب السوداني , و ما أخذت هذا الصيت الا لأنها لمست برشاشها المفسدين و النصابين من أهل الطائفة الإنقاذية و أرادوا بذلك "غسل عذرتهم ببولهم" لقد أريد بها لفت انتباه المواطنين عن ما يبيت النظام فعله في الفترة القادمة من تقويض لحكم القانون و مزيد من الإذلال لشعب السودان و أن يستعد لمزيد من القمع و التجويع و القهر و التشريد, و الا لما قال ذلك الانقاذى البائس ( رئيس برلمان الزور المنتخب سرا) قال ما معناه من يحيد عن ما نرسمه فسوف نقمعه و نكبته و نبعده) و كلمة أخرى نابية لا أتذكرها, و قال في أكذوبة عجيبة نفس الشخص لا ادري ما اسمه ( أن البشير أراد الهرب من المسئولية و رفض الرئاسة و لكننا أجبرناه على قبولها فتنازل بعد محاولات كثيرة) فقلت له " على من يا هذا" فقضية المواسير ليست سوى زوبعة لا قيمة لها إلى جانب فساد الحياة العامة و تقويض حكم القانون و فوضى القتل و التمزيق و الكذب , و نهب مقدرات الشعب و الهرب بها بعيدا و استثمارها و إخفاءها في بلاد يأجوج و مأجوج, و بلاد فارس و التركمان دعك من سوق المواسير , ماذا عن الصحة و الأمراض التي تحصد الناس ليل نهار , وفقر الخزينة العامة , و الجوع و الإفقار, و أمراض لا تؤدى إلى الوفاة الا في بلد مثل السودان يحكمه أشخاص بعقليات من العصر الحجري , لا يحترمون الشعوب و لا تاريخها و لا قيمها و لا عزتها, التعليم العام لا يقدم الفرد قيد أنملة في سلم المعرفة بل يجعله متخلفا عاجزا عن التفكير و التحليل و الحوار, الإبداع , يفرضون على أبنائنا دراسة غسل الجنابة و الحيض في مناهج ثيولوجية ملتبسة مشحونة بالكراهية و الغش يختلط فيها الحابل بالنابل حيث لا تفرق بين ما قاله أبو هريرة و ما قاله ارخميدس, في مناهج صفراء مخجلة و معلمين مستكينين لرواتب هزيلة و هم يرسلون أولادهم ليتعلموا بالمدارس الأجنبية و الأمريكية و ليتهم نجحوا فيها لاستفاد الوطن و لكن هيهات ( و لا يلدون الا فاجرا كفارا) . و في تحليل لما يحدث في السودان هو كمايلى: في تعريف الفساد انه إساءة تخصيص الموارد التي من المفترض تكريسها للتنمية و إنتاج السلع الهامة للمواطنين مثل التعليم و المستشفيات و البني التحتية و التنمية و الخدمات العامة, نجد أن هذه الموارد تتهرب نحو مصالح شخصية و متخلفة و في الغالب تستقر في جيوب أشخاص لا فائدة منهم . يشمل ذلك الموارد النقدية و غير النقدية وكذلك الموارد غير المباشرة مثل الرخص الإنتاجية العامة . فبدلاً من إن تسهم رسوم التراخيص وواردات الضرائب في دعم الميزانية العامة للدولة فإنها تسرق من قبل موظفي الدولة الفاسدين إما عبر أكذوبة أو تبرير غير مقبول بتاتا " فرضت ضريبة كاملة على المواطنين تجبى من قوت أبنائهم لتستقربحذافيرها في جيب احد الوزراء" . الفساد من شانه أن يساهم في خلق التضليل و تشريع قوانين و سياسات و نظم تعمل على تخريب الاقتصاد بوجه عام و استنباط بيئة سياسية و اجتماعية رثة لا ينتج عنها سوى التوتر الناتج عن صعوبة الأداء و رداءة المعاملات الرسمية و التي لا يمكن إتمامها إلا عن طريق الرشا و المحسوبيات مما يوفر بيئة رديئة لحياة اجتماعية متفسخة تعتمد في استمراريتها علاقات غاية في الانحطاط و التعقيد , مما يخفض مستويات الأداء الحكومي و استشراء ظاهرة تقلد الفاشلين و الفاسدين لمناصب الدولة الحساسة فنجد المواطن يحارب على عشرات الجبهات مع المؤسسات و الجهات التي يفترض فيها إن تقدم له الخدمات لا كصدقة أو جميل منها و إنما حق مدني ثابت , انظر إلى المستشفيات المدارس السجل المدني الشرطة و عشرات المؤسسات و الجهات و الدواوين التي تعج بالموظفين الفاسدين المتبطلين, و المواطنين أصحاب الحاجات المكسرين على أبوابها و التي لا تدخر وسعا في إفراغ جيب المواطن بفرض الرسوم الباهظة و الكاذبة و الرشاوى المتكاثرة كالاميبا كذلك يؤدى الفساد إلى تردى الأعمال المتعلقة بالشركات الأجنبية أو المحلية لان استخدام الشركات و حصولها على عقود العمل لا يقاس بالقدرات الفنية للشركة و إنما بقدر ما تدفعه من أموال في مزاد الرشا المفتوح لها مما يؤدى بالتالي إلى الحصول على سلع و خدمات رديئة لا تفيد المجتمع بل تكبده المزيد من الخسائر في إصلاح ما أفسده الموظفين المتعجلين للكسب الحرام و السريع( السحت) و من أسوا عقابيل الفساد انه يقسم المجتمع إلى قسمين: * من يعتقدون أنهم يعيشون في دولة و يستمتعون بخيراتها دون وجه حق. * و من هم حقيقة يعيشون في سجن كبير يصعب فيه تحقيق اى شيء مهما كان بسيطا و رخيصا و لا يمكن لهم حتى تحقيق ابسط حقوق المواطنة. فتقويض و غياب حكم القانون و تعاظم الأنانية وتضخم الفردانية واستشراء اللامبالاة السياسية كل ذلك يجعل من الوطن جحيما أو قل سجنا لا يطاق للشرفاء من أصحاب الحق مما يخفض الإنتاجية ويثبط همة الإبداع و يحد من فعالية النوع الثاني من المواطنين و فقدانهم كموارد بشرية و عقلية في المساهمة في تنمية بلادهم و الاستمتاع بها عبر "مبدأ التعاون" لراولز في مقابل "الروح الفردية"، فإذا كان من نتائج التعاون توحيد الصفوف وتكامل الأدوار وإنصاف جميع الأطراف، فإن من نتائج الفر دانية، التشرذم وطغيان الذاتية والأنانية على مبدأ المصلحة العليا" للفساد آثار سلبية على امن و سلامة المواطن و فكره و استقراره إذ إن غياب القوانين و تقويضها و ضعف أجهزة القضاء و الحق يصبح المواطن عرضة للتصفية الشخصية و حتى الجسدية وذلك بسبب تداخل العلاقات الفاسدة و التفكير الاقصائى و الحسد و ما إليها من صفات الفساد والتخلف , إذ أن اقل و أتفه الخلافات يمكن أن يتدخل فيها المسئولون الكبار و التصدي لحلها باسليب الانتقام الفاجر لسبب القرابة أو المعرفة أو اى علاقة أخرى فاسدة و بذا يستشرى الظلم و تمتلئ السجون وترمل النساء و تتشرد الأسر, كما يقوض الفساد الأمن الشخصي للمواطن فهو أيضا يقوض أمنه السياسي و هنا تكمن الخطورة على النظام الفاسد , فما يلبث أن يستنفد أكاذيبه و ترهاته , فينقلب عليه سحره حيث يعي الشعب بحقوقه المستلبة و يتشجع لطرد الفاسدين الذين لا يعبرون عنه. فالفساد قائم على حجاب الجهل سوى من الحاكم أو المحكوم فينخرط الحكام الفاسدون في سلسله من الفوضى و السرقات و القتل و التزوير و الكذب و التغاضي الفاجر عن حكم القانون و العمل على خلق غابة من مؤسسات قانونية و قضائية و خدمية عاطلة ووهمية تابعة له مهمتها الاحتيال على القوانين و تأليف الفتاوى لتسهيل الهروب من العقاب للمجرمين و النصابين ( هيئة علماء السودان مثالا) و هذه تفتى في كل ما يلزم و ما لا يلزم من خفاض البنات و حتى القانون الدولي و العلوم و التكنولوجيا لتبرر فراغ الحكام و قلة حيلتهم تجاه تسارع العلم و المعرفة , و غالبا ما يقوم الحكام أنفسهم بشراء سلعة القوانين و الفتاوى و الذمم الفاسدة و بيعها مرة أخرى حسب نظرية المواسير .
معاني الكلمات • زعيط و معيط : هما ديكان ########ان احدهما مزعمط خلقة و الأخر زعمطته فعائله السيئة • أمور التلاته ( بالتاء) ورقات : هي لعبة انتشرت في الستينات من القرن الماضي و تطورت إلى لعبة اسمها ملوص و كلاهما تعتمد على النصب و الاحتيال
| |

|
|
|
|
|
|
Re: نسأل الله أن يجعله ( تنصيبا ) في طاعة الله ورسوله ورفاهية المواطن يا سيدي الرئيس ...... (Re: المسافر)
|
Quote: الخرطوم في 24-5-2010م(سونا) أكد الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مشاركة الزعيم الليبي معمر القذافي باعتباره رئيساَ للدورة الحالية للجامعة العربية |
Quote: الفريق محمد عطا في تصريح لـ(smc) : الشعب السوداني الذي ينتظر تشريف القائد القذافى مراسم تنصيب الرئيس البشير. |
Quote: لخرطوم 26/5/2010 (سونا) إستقبلت البلاد اليوم الفريق أبو بكر يونس جابر عضو القيادة التاريخية مبعوث الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي مترأساً وفد بلاده للمشاركة في حفل تنصيب البشير رئيساً منتخباً للجمهورية |
| |

|
|
|
|
|
|
Re: نسأل الله أن يجعله ( تنصيبا ) في طاعة الله ورسوله ورفاهية المواطن يا سيدي الرئيس ...... (Re: محمد على حسن)
|
اخر مظاهر طاعة المؤتمر الوطني للله و رفاهية المواطن في سودان الانقاذ و شرعية المؤتمر الوطني جزء من مقال للاستاذ الطاهر ساتي في صحيفة الحقيقةQuote: صدرت الحقيقة ذات صباح بخبر يفيد بأن المدير العام للصندوق القومي للتأمين الاجتماعي تخطى رقاب لوائح المال العام ونصوص قانون الخدمة العامة ، وباع عقارا يمتلكه سيادته للصندوق الذي سيادته مديره العام بمبلغ تجاوز ملياري جنيه ، ثم استأجر عقارا آخر يمتلكه سيادته أيضا لذات الصندوق الذي سيادته مديره العام أيضا .. ولم يلتزم عند البيع والإيجار بتلك اللوائح والنصوص ، بل تم البيع والإيجار بنهج ( زيتنا في بيتنا ) .. وقالت الحقيقة ، فيما قالت ، إن بعض معاوني المدير شاركوا في تلكما الصفقتين الفاسدتين ، منهم نائبه ومدير مكتبه وكذلك مدير إحدى إداراته ثم موظف .. فالأربع ، خامسهم المدير العام ، هم الذين أفسدوا ، هكذا قالت الحقيقة.. فانتبهت نيابة الأموال العامة لما حدث للأموال العامة المؤتمن عليها بالصندوق ، ثم تحرت وتأكدت من صدق الحدث ، وحبست المدير ومعاونيه يوما وآخر ، ثم أطلقت سراحهم بكفالة مقدارها ( مبلغ البيع ) .. وإلى هنا كادت العدالة أن تأخذ مجراها .. ولكن - فجأة كدة - حدث ما لم يكن في حسبان العدالة ، حيث المدير ذاته لايزال هو المدير في ذات الصندوق ، ولايزال يعاونه في الإدارة كل الذين تعاونوا معه في ذاك الفساد .. قانون الخدمة يأمر بإيقاف الموظف عن العمل حين تحوم حوله شبهة الفساد ، فما بال قانون الخدمة لا يأمر بهذا في من سجلوا اعترافا نيابيا وردوا المبلغ - على داير المليم - في خزينة نيابة الأموال العامة ..؟.. السؤال للوزيرة سامية أحمد محمد ، وزيرة الرعاية الاجتماعية المناط بها مهام حفظ أموال العامة المؤتمن عليها بطرف الصندوق ..!!
** ثم صدرت الحقيقة ذات يوم بخبر آخر يفيد بأن عميد كلية ودمدني التقنية اختلس مبلغا يقدر بمليار، أو كما قال تقرير المراجع العام نصا .. فانتبهت نيابة الأموال العامة بالجزيرة ، وتحرت من صدق الحدث ، فحبست العميد لتقديمه إلى القضاء ، أوهكذا مجرى العدالة .. ولكن - فجأة كدة - حدث ما لم يكن بحسبان العدالة ، حيث تفاجأت ود مدني يوم الأربعاء الفائت بزيارة وفد رفيع المستوى بقيادة الدكتور عبد الله عيسى رئيس هيئة التعليم التقني ومستشاره الشيخ محمد علي المجذوب .. وتم إطلاق سراح العميد بعد ساعة من وصول الوفد إلى أرض الحدث .. وبالمناسبة ، هيئة التعليم التقني التي ذهبت إلى مدني - شافعة - هي الجهة الاتحادية المناط بها إدارة الكليات التقنية ، وحماية أموال العامة التي في خزائنها .. وبالمناسبة أيضا ، القانون الذي يحمي المال العام - ما لم يكن حبرا على الورق فقط - يمنع الضمان الشخصي ، مهما كان وزن الشخص الضامن ، بل يجب على المعترف أن يورد المبلغ كاملا ، كما فعل مدير الصندوق .. دي ثقافة قانونية ساي .. وليس بعيدا عنها ، نسأل ولاة أمر التعليم العالي بالوزارة وهيئة التعليم التقني: أين أنتم من تلك الثقافة القانونية ؟ .. وإن كنتم كذلك ، فكيف يأتمنكم أهل الجزيرة - بل كل أهل السودان - على أموالهم العامة ..؟ .. و..و..هكذا حال الصحافة في بلدي ، كما حال الفرزدق ، بحيث تقدم الأدلة والوثائق مؤتزرا لمن يهمهم أمر المال العام ، ولكنهم لا يستمعون إليها ، تأثرا بمن يأتيها عريانا .. ولذلك ننصح : بالله عليكم ، لايشفع بعضكم لبعض في قضايا المال العام بالباطل ، فإن فيها حق معلوم ، للمواطن المحروم .. |
| |

|
|
|
|
|
|
Re: نسأل الله أن يجعله ( تنصيبا ) في طاعة الله ورسوله ورفاهية المواطن يا سيدي الرئيس ...... (Re: محمد على حسن)
|
لانسالك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيك,,,
يارب تلطف بالشعب المسكين من ظلم الانغاذ وجور الانقاذيين,,
يارب تصبرنا عليكم ياودالباوقة,,,
تنصيب قال ,,,
| |

|
|
|
|
|
|
Re: نسأل الله أن يجعله ( تنصيبا ) في طاعة الله ورسوله ورفاهية المواطن يا سيدي الرئيس ...... (Re: البشير دفع الله)
|
جنوب افريقيا دعت البشير و اذا لبى البشير الدعوة سيُعتقل Quote: قال رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما إن بلاده دعت نظيره السوداني عمر البشير لحضور نهائيات كأس العالم المقامة في يونيو/ حزيران القادم، لكنها ستلقي عليه القبض إذا لبى الدعوة. وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة لاعتقال البشير في مارس/ آذار 2009 على خلفية ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في إقليم دارفور. لكن البشير ينفي أن يكون أصدر أوامر بالقتل الجماعي أو التعذيب أو الاغتصاب خلال الصراع الدائر في الأقليم منذ صيف عام 2003 عندما حمل متمردون السلاح مطالبين بمشاركة أكبر في السلطة والثروة. وردا على سؤال في البرلمان حول رد فعل جنوب افريقيا إذا حضر البشير افتتاح كأس العالم، قال زوما إن لدى بلاده "مسؤولية" تقضي باعتقاله إذا لبى الدعوة التي أرسلت لكل الزعماء الأفارقة. وأضاف زوما "تحترم جنوب افريقيا القانون الدولي، ونحن بالتأكيد موقوعون (على قانون المحكمة الجنائية)، نحن ملتزمون بالقانون". وأشار إلى أن جنوب افريقيا طلبت من المحكمة تأجيل اتخاذ أي إجراء ضد البشير لما يمكن أن يقود إليه اعتقاله من توتر، لكنها لم ترفض إصدار مذكرة الاعتقال. |
| |

|
|
|
|
|
|
Re: نسأل الله أن يجعله ( تنصيبا ) في طاعة الله ورسوله ورفاهية المواطن يا سيدي الرئيس ...... (Re: ود الباوقة)
|
فائض النفاق السياسي والاجتماعي نبيل عبد الفتاح ( عن صحيفة الأهرام) تعاني الحياة اليومية من أمراض اجتماعية عديدة, وخاصة في غالب تفاصيلها من النفاق والمنافقين. هؤلاء الحاضرون دائما في تفاعلات العائلات والأسر والجيرة, والمدارس والجامعات, والمؤسسات والعمل في أجهزة الدولة أو القطاع الخاص. يبدو النفاق كثقافة وآلية للدفاع عن الذات, أو بهدف الحصول علي بعض المغانم بلا استحقاق, أو بمشروعية! أصبح النفاق يشكل ثقافة للتعايش مع قوانين القوة والمكانة والثروة والهيبة من قبل ذوي المصلحة أيا كانت مادية أو معنوية...إلخ. والسؤال هنا ما هو النفاق وما الفارق بينه وبين المجاملات الاجتماعية ؟ وماهي أسباب وآثاره الوبيلة ؟ النفاق ليس المجاملات الاجتماعية, أو اللياقة السلوكية في المجالين السياسي والاجتماعي. النفاق هو مدح وتملق الشخص الممدوح بصفات قد توجد فيه ويتم تضخيمها لمصلحة ما, أو لا توجد في سلوكه, أو أخلاقياته وقيمه أو ثقافته أو اعتقاداته أو سلوكه الاجتماعي أو السياسي, أو في خطابه اليومي أيا كان. ويرمي المنافق الحصول علي منفعة آجلة, أو عاجلة. وقد ينافق بعضهم لخلل نفسي في تكوينة- المنافق/المادح للآخرين- أيا كانوا لضعف في شخصيته أو إحساس غامر بالمهانة والانحطاط والوضاعة, ومن ثم يمدح وينافق الآخرين مداراة لعجزه ومرضه النفسي, أو خوفا منهم, أو طلبا لمزية يستحقها أو يخشي عدم الحصول عليها, لأن الممدوح لن يعطيها له إلا إذا أغدق عليه المنافق من الصفات الإيجابية المبالغ فيها من قبيل: وصفه بالجود والكرم والقوة, والشجاعة والعدل, والنزاهة والاستقامة, والمعرفة والذكاء والموهبة والتدين.
اللياقة الاجتماعية أمر آخر غير النفاق, فهي نمط من السلوك الاجتماعي المهذب والخطاب اللفظي الأنيق الذي يستخدم بعض الكلمات والتعبيرات اللفظية الناعمة ـ العامية أو الفصيحة ـ والتي تتسم بالفطنة في بعض المواقف الاجتماعية الحرجة أو إزاء بعض الشخصيات أو الأسر أو العائلات أو الجماعات.
اللياقة الاجتماعية أيضا هي نمط سلوكي يتخذه الشخص إزاء مواقف محددة كالترقية إلي وظيفة أو مكانة أعلي, أو في بعض المواقف الحرجة_ أيا كانت- في نسيانها, أو تعمد إغفال مشاهدتها, أو إبداء الحرج في طلب ما رغما عن استحقاق له, أو في كيفية الخروج من موقف متأزم, أو خلاف محتدم. المجاملة سلوك وخطاب به بعض من المشروعية, وبعض أخلاقيات وقيم وخطاب البورجوازيات العريقة الذي وصم تاريخيا بالنفاق والتهتك والكذب, وغالب الانتقاد لها به بعض من الصحة لا شبهة حولها, من الأخلاق البورجوازية الكاذبة انطوي أيضا علي نمط من التربية والسلوك والأقوال لا تزال حاملة لشرعية أخلاقية ما إزاء نمط غوغائي وسوقي وشاع, ولايزال في بلادنا, ومجتمعات أخري عديدة, انكسرت بعض تقاليدها, وأصاب الخلل والأعطاب نظامها الأخلاقي وقيمها التي افترسها الاهتراء.
النفاق السياسي والاجتماعي يتزايد في المرحلة الراهنة في ظل اتساع الفجوات الاجتماعية بين الأثرياء عند القمة والفقراء عند سفح الهرم الاجتماعي وبين الشرائح بعضها بعضا, وذلك لأسباب عديدة منها: * تناقص الفرص الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية, وبطء الحراك الاجتماعي لأعلي. * ارتفاع معدلات الفساد والرشوة والمحسوبية والوساطة في الترقي الوظيفي, وفي الحصول علي العمل, أو الخدمات الصحية الحكومية أو الخيرية, أو في محاولة الإفلات من تطبيق القانون, أو خشية بعض البسطاء والعوام_ أيا كان وضعهم الاجتماعي- من قوة بعض الخارجين علي القانون, ومن يمارسون البلطجة والعنف بلا رادع من قانون أو أخلاق. * الخوف من ذوي السلطة والغلبة والمكانة والنفوذ والأذى الذي يلحق بغالب الناس. * السلطة المطلقة التي لا رادع لها من الدستور أو القانون أو وسائل الضبط الاجتماعي والقيمي, فضلا عن الطابع الشخصاني للسلطة واعتمادها علي تفضيلات شخصية ومعيارية لمن بحوزتهم القوة. * اعتماد ثقافة النفاق علي ثقافة الخنوع والاستسلام الشائعة تاريخيا لدي غالب المصريين إزاء الأقوياء, والتي تعتمد علي الامتثالية والخضوع أو ما نطلق عليه معامل القابلية للاستبداد والاستعباد إزاء سلطة مركزية طاغية ومفرطة في استخدام القوة, أنها ثقافة بها بعض من بقايا قيم' الفرعونية السياسية'- بتعبير جمال حمدان_ والجبرية الاجتماعية, والإحساس شبه الجماعي بحتميات اجتماعية وسياسية وطبيعية غلابة ترتكز علي ثقافة ميتاوضعية تختلط فيها الأساطير الوضعية والأخيلة الشعبية مع واقع الاستبداد السياسي التاريخي وفوائضه العديدة من الاستسلام, والصبر وفق معانيه السلبية في ظل بعض من ثقافة شعبية مواتية داعمة ومبررة للقهر. * الخلل في أنظمة التنشئة الاجتماعية والسياسية والتربية والتعليم علي الموالاة والنقل والحفظ والإتباع والخضوع لولي الأمر أيا كان سياسيا واجتماعيا واقتصاديا, وذلك بدءا من كفاءته واستحقاقه و'عبقريته', إلي أناقته واختياراته لخطوط موضة ملبسه!, وصولا إلي استحقاقه مواقع سياسية ووزارية عليا, وأنه أكثر أهمية من' المديوكرات' في بعض المواقع المتميزة, وهكذا يتزايد سحر خطاب النفاق المعلن لدي الممدوحين ويتراكم بحيث ينتفخون مع فيض النفاق وكلماته المثيرة للسخرية والضحك!.
من المثير متابعة المنافسات النفاقية علي تعددها والتي تؤدي غالبها إلي بناء حائط وهمي من كلمات المديح والنفاق, التي تشكل حاجزا بين الممدوح وبين الآخرين, بحيث لا يستطيع أن يواجه حقائقه وخطاياه الشخصية, أو متطلبات العمل المنوط به.
في متابعة النفاق وجماعات المنافقين علي اختلافهم!, يمكنك ملاحظة بعض ملامح التغير في التركيبة النفسية لبعض الأشخاص العاديين أو حتي من يعلوهم, عندما يتولوا سلطات أو مكانة أعلي, ولاحظ حالة التماهي مع المنصب, والتداخل بين الذات والسلطة, وانظر إلي كيف يتعامل معه الآخرون, من التقريظ والمديح المفرط.
النفاق أيضا هو آلية مداهنة للسلطة السياسية والدينية والاجتماعية...إلخ, ومحاولة لتكييفها مع مصالح بعض المنافقين عند كل مستوي لها, في ظل غياب للشفافية والمساءلة ودولة القانون, والديمقراطية. النفاق أشكال وألوان منه تمثيلا لا حصرا: النفاق السياسي للقادة والوزراء والمحافظين, ولكل مستوي من هرم السلطة له منافقيه. وأخطر النفاق هو الصحفي والإعلامي حيث يكال المديح بلا حساب تحقيقا لمصلحة, أو تبريرا للمال السياسي الحكومي الذي يغدق علي بعضهم علي حساب غالب الإعلاميين, أو المال السياسي لبعض رجال الأعمال لاستخدام بعض المنابر والكتابات الصحفية دفاعا عن مشروعاتهم وسلوكياتهم وتبريرا لها. أزداد هذا النمط وشاع علي نحو خطر علي النظام الأخلاقي والسياسي في البلاد. هناك أيضا النفاق الديني, وأنماط آخري متعددة من المنافقين وسلوكياتهم العامة والخاصة وثمة نمط المنافقين لوجه النفاق...إلخ!.
إن شيوع النفاق وفوائضه وأشكاله المتعددة, اعتمد علي ثقافة الكذب والاحتيال, وانسداد الآليات القانونية والاجتماعية للحصول علي الفرص المشروعة في المجتمع والدولة. ثمة فيضان للنفاق والمنافقين في كل مكان في البلاد, بينما مظاهر التقوي والإيمان الشكلي ـ من نظام الزي الديني واللحي واللغة الدينية ـ شائعة!, الأخطر.. تزايد فيضانات الفساد والرشاوى والوساطة والمحسوبية, ورائحة عفنة وطاغية لموت معلن تبدو في فضاءاتنا العديدة.
| |

|
|
|
|
|
|
|