|  | 
  |  حياة تربال |  | الحاج سيد أحمد حاله حال غيره من الذين تعدت سنهم الخمسين
 
 لاينامون إلا قليلا ، ينظرون لتصرفات من حولهم كيف ما يشاءت كبر سنهم
 
 يحكمون وهم رهن زمانهم، يصرون على آرائهم بطريقة عسكرية بحتة حتى يجعلونك
 
 تسميهم "أحيانا" كثيرة بالدكتاوريين، إلا أن لشخصياتهم حصون لاتقوى جيوش المجتمع الحديث
 
 على دكها البتة، ترجل العم سيد أحمد باكرا ً عن العنقريب المميز دون الأخريات في منزله
 
 المتواضع، فقد إستنفذ صانعة كل قدراته الذهنية مستخدما الحبل البلاستيك ليحيك فيه دهباية
 
 من العيار التقيل ، وقبله ألهم المولى عز ًوجل صانع الأرجل ببعض الأفكار تبلورت دوائرا
 
 ً ومربعات ، ثم داعبه بفرشاة البوهية واضعا ً تشكيلا ً من الألوان الأحمر والأسود
 
 ترجل الحاج سيد أحمد إستعدادا ً لصلاة الفجر
 
 بحث عن الإبريق ولم يجده
 
 أين الإبريق ،يوجد عند الطرف الأخر من العنقريب
 
 والإبريق ليلا ً لايحتاج لأن تسأل عنه في بلاد براحاتها أكثر من بيوتها ،فهو يدل عن
 
 نفسه بفعل النسيم الصيفي، يصدر صفيرا ً يضاهي في رقته وعزوبته صوت الناي.
 
 قضي العم سيد أحمد حاجته وجلس يتوضأ ، علي الفروة ، التي ظهرت علامات الكبر عليها
 
 فهي ترشدك إلى الإتجاه الصحيح للقبلة، بضع أماكن زال الصوف عنها رئيسها موطأ الركبتين
 
 
 حقب عصاه "السلمية" ناعمة الملمس وخرج قاصدا ً المسجد . حيث المشهد الذي يتكرر كل يوم
 
 ولاملل منه، نفس الوجوه ، حسن صاحب الفرن، حمد المؤزن ، والخدرجية الثلاث ،السر ، عماد
 
 الحلبي وود القبة ، وسواق الطاحونة والحجاري ، وآخرون .صلوافجرهم وتجاذبوا أطراف الحديث .
 
 تذكر العم سيد أحمد أن أحدهم كان قد أخبره يوم أمس عن شي ما
 
 ...إنتو منو فيكم القال لي دايرلو شغلة ضحوة لي ولدو ، خاطبه حسن " ياحاج ضنيتك بقيت تنسي
 
 أنا القتلك طارق ولدي المدرسة أجزت شان كدي خلو يمشي مع الطيب الليلكن التحتانية
 
 يساعدكم بدل إعديها صوبين وحمام ولبس جلاليب وحدير طواقي وحوامة بالدكاكين ، وكمان
 
 قلنا كان إطلعلو شئ إساعدوا في شراية الكراريص
 
 رد الحاج سيد أحمد بكل أريحية" دي هيني خلو بعدين إمشي البيت عمتو قاعدة تديهو
 
 الفطور إجيبو لي شان الليلة زاتو الطيب مافي رسلتو لي أخيتو امونة في الخرطوم
 
 باقي أكانت موعوكة شوية ، وبعدين كلمو يركب الحمارة الخدرا ، شان البيضاء السغيرة
 
 نكارة ، داكتي الليلة ضارباني كانت دايرة تكسر خشمي ومافي زول قاعد إعرفلها
 
 براالمجنون الطيب هو بجيبو الباظ وبلحقنا أخر الضحوة.
 |  |  
  |    |  |  |  |