|
خلل في حسابات خليل إبراهيم... أصبح في موقف لا يحسد عليه
|
خلل في حسابات خليل إبراهيم خليل إبراهيم أصبح في موقف لا يحسد عليه (الفرنسية-أرشيف)
مجدي مصطفى
وضع زعيم حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم نفسه وحركته في موقف لا يحسدان عليه برفضه تلبية النداء لاستئناف مفاوضات السلام حول إقليم دارفور في الدوحة، ومحاولة الالتفاف على الاتفاقيات التي سبق توقيعها هناك.
وقادته محاولات الالتفاف تلك إلى القاهرة فلم يجد بغيته هناك، وتحدثت تقارير عن طرده فتوجه هو ووفده المرافق إلى ليبيا فلم تستقبله رسميا فقصد تشاد على أن يعود منها إلى دارفور لكنه فوجئ بنفسه عالقا هناك للمرة الأولى قبيل أن يسمح له بالمغادرة قافلا هذه المرة إلى ليبيا لا متسللا إلى الإقليم السوداني المضطرب.
وتكاد المكاسب السياسية التي حققها الرجل وحركته -أقوى الحركات المتمردة في دارفور- في مفاوضات الدوحة التي يمتنع عن حضورها هذه الأيام، تتحول إلى خسائر خصوصا أن أيدي الجميع الممدودة إليه بالتفاوض لن تظل على تلك الحالة طويلا.
وحتى ما اعتبرته الحركة في البداية مكاسب ميدانية خلال الاشتباكات الأخيرة مع الجيش السوداني في دارفور ما لبث أن تحولت إلى خسائر، ففقدت الحركة جبل مون مقر قيادتها، وقتل العديد من عناصرها، ووجدت نفسها مضطرة لإطلاق ٤٤ جنديا وتسليمهم للصليب الأحمر، بينما قررت قبائل المسيرية والرزيقات الانسلاخ من الحركة.
وعلى الرغم من توقيع اتفاقيتي حسن النوايا والاتفاق الإطاري للسلام ووقف إطلاق النار الموقعين في الدوحة في فبراير/ شباط الماضي فإنه من الواضح أن إبراهيم أخطأ الحسابات في الفترة التي توقفت فيها المفاوضات بين الحكومة والحركة بسبب الانتخابات العامة في السودان التي أجريت في الفترة من 11 إلى 15 أبريل/ نيسان الماضي.
ووصل الأمر بالخرطوم إلى طلب تجديد مذكرة الاعتقال الدولية الصادرة بحقه بالتزامن مع وصوله إلى مصر، وتوجه رئيس الاستخبارات ووزير الخارجية المصريين عمر سليمان وأحمد أبو الغيط إلى الخرطوم وجوبا.
خليل إبراهيم شكك من القاهرة في وساطة الدوحة (الفرنسية- أرشيف )
تشكيك وفي القاهرة حرص خليل إبراهيم على خلع الملابس العسكرية التي يحرص على الظهور بها معلنا أنه قصد مصر "بحثا عن السلام"
وشكك إبراهيم في نزاهة الوساطة وحيادية الدور القطري قائلا "قطر دخلت في البداية بحسن نية لكنها ما استطاعت أن تحافظ بعد ذلك على خط التفاوض سليما ونطالبها الآن بأن تراجع نفسها. كما اعتبر أن استمراره في مفاوضات الدوحة "يجعلنا مجرد محللين أي نجلس لنعطي شرعية لما يفعلون". وحول ما يمكن أن تفعله مصر قال "مصر تستطيع مساعدتنا في توحيد الحركات المسلحة لأن لديها رؤية في تعدد الحركات وعلى علاقة طيبة بأطراف كثيرة من حركات دارفور".
أما القاهرة -التي تردد أنها طردت إبراهيم ولم تعلق رسميا على زيارته- فاستقبلت عقب ذلك وفدا حكوميا سودانيا رفيع المستوى برئاسة الدكتور نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني ضم الدكتور مصطفى عثمان مستشار الرئيس ووزير رئاسة الجمهورية الدكتور إدريس محمد عبد القادر.
والواقع أن حسابات إبراهيم ورهاناته لم توفق نتيجة لتحسن العلاقات بين تشاد والسودان وحاجة مصر إلى السودان في ملف النيل الذي يتصدر الهم القومي المصري وانشغال ليبيا بأمور أخرى، كل هذا يملي على إبراهيم ضرورة تدارك ما فاته واللحاق بقطار التفاوض الذي لن ينتظره طويلا. المصدر: الجزيرة
|
|
    
|
|
|
|