|
التمويل الاستثماري في السودان ، ضعفه واختناقاته
|
كيف يمكن لأي بلد نام أن يلج عوالم الاستثمار المنتج ؟ كيف يمكن للإنسان في بلد نام أن يدّخر ما يمكّنه من عمل استثماري ناجح ؟ كيف يمكن القفز فوق سلحفائية الادّخار في بلد غالبية أهله فقراء ؟ هل يمكن أن يبلغ نظام الائتمان في بلد مثل السودان ما بلغه في دول مثل دول الخليج ؟ هل بالإمكان تطبيق فكرة ( جرامين بانك ) البنغالية جزئيا أم أنه لابد أن يتم تطبيقها بكلياتها ؟ هل يمكن أن يتبنى النظام المصرفي ( الإسلامي ) فكرة القرض الحسن ويعممها على عبر الوطن ولكل المواطنين ؟
وأسئلة كثيرة أخرى ، نأمل في طرحها ، والإجابة عليها ، ونقبل الرأي الآخر حولها ..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: التمويل الاستثماري في السودان ، ضعفه واختناقاته (Re: بكري عباس علي)
|
الأخ بكري عباس لك التحية والشكر على اهتمامك .
وشأن التمويل شأن هام جدا ، وبدونه لا يمكن تحقيق تنمية ولا بناء إلا إذا كانت الأمة غنية أصلا . كما أن برامج مكافحة الفقر لا يمكن استكمالها بغير التمويل . وقد ترددت على مصرفين من المصارف المهتمة بمحاربة الفقر ، لكني وجدت نفس التعقيدات والشروط التي تؤدي في النهاية إلى العسر . فبنك الأسرة ، ومصرف الادخار هما مصرفان حكوميان لكنهما في كثير من تعاملهما يتعاملان تماما كالبنوك التجارية ، وأهم شئ لديهما هو الضمان . وحين يطالبك البنك الممول بالضمان فإنه يقول لك بالصوت المسموع أنني لا أموّل إلا مشاريع الأغنياء ، لأن الفقير بطبيعة الحال لا يمتلك ضمانا . وحتى حين عرضت أن أرهن أرضا زراعية أفادوني أنهم لا يقبلون بذلك وأنهم فقط يقبلون برهن الأرض السكنية أو العقار ، لأن الأراضي الزراعية لا يمكن الحكم بقيمتها الحقيقية . وبعودة إلى التجربة البنغالية ( تجربة جرامين بانك ) والذي أسسه الاقتصادي محمد يونس خان ، نجد أننا لا نطبق الفكرة كما يجب أن تكون . والفكرة الأساسية في محاربة الفقر ركّزت كثيرا على : حقّ الفقراء في الاقتراض . ( لاحظ كلمة حق ) إيجاد نظام ضمانات غير الضمانات المادية . ثم الانتقال إلى المراحل المتقدمة من مكافحة الفقر وتجميع رأس المال بغرض الاستثمار ، وأساسها الادخار الإلزامي للمقترضين من قبل البنك الممول نفسه ، وتنمية هذه المدخرات . وفي حالة جيرامين بانك أصبح البنك نفسه مملوكا بكامله للفقراء وذلك بتمليك الأسهم للفقراء من تجميع مدخراتهم ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التمويل الاستثماري في السودان ، ضعفه واختناقاته (Re: ودقاسم)
|
أما التمويل الاستثماري الكبير فإنه يكاد يكون غير موجود في السودان ، فالبنوك السودانية لا تتمتع برساميل تؤهلها لمثل هذا العمل ، كما أن مدخرات العملاء وإيداعاتهم ليست بالقدر الذي يمكّن البنوك من أي تمويل كبير لإقامة مشاريع استثمارية ضخمة . ويعتمد السودان في المشاريع الكبيرة على القروض الخارجية وهي بالطبع خاضعة لشروط مالية وفوائد ( ربوية ) عالية ، كما أنها تظل خاضعة للمساومات السياسية . وتظل التنمية ضعيفة تنتظر الفرج .. وهذا الفرج المطلوب يظل بأيدينا نحن إن أردنا البناء والإعمار .
| |
|
|
|
|
|
|
|