الاستاذ فتحي الضو ،رئيس اتحاد الصحافيين بامريكا في ندوة بميرلاند / صلاح شعيب

الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-15-2025, 10:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-12-2010, 02:16 AM

متوكل بحر
<aمتوكل بحر
تاريخ التسجيل: 10-01-2003
مجموع المشاركات: 1263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاستاذ فتحي الضو ،رئيس اتحاد الصحافيين بامريكا في ندوة بميرلاند / صلاح شعيب



    : الاستاذ فتحي الضو ،رئيس اتحاد الصحافيين بامريكا في ندوة بميرلاند : 1_2

    sudansudansudansudan90.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




    إعداد : صلاح شعيب



    أقامت الجالية السودانية الأمريكية بدلمارفا، مقاطعة برينسس آن ميرلاند، ندوة بعنوان: (سيناريوهات ما بعد الانتخابات)، والتي قدمها الأستاذ فتحي الضو رئيس اتحاد الصحافيين السودانيين بالولايات المتحدة, وحضر الندوة جمهور غفير من المقيمين بالمقاطعة.



    *استهل الضو الندوة التي أدارها الأستاذ معتصم إسماعيل محمد نور بقوله: (إن الدولة السودانية الحديثة عمرها 55 عاماً منذ الاستقلال. استنفدت فيها الحقب الديمقراطية الثلاثة أقل من عقد من الزمان، في حين استهلكت الأنظمة الديكتاتورية والشمولية نحو43 عاماً ولا يعلم أحد أيان مرساها. وبالتالي يصبح أي حديث عن المقارنة بين المنهجين حديثاً جائراً وغير منصف. لكن لابد للمرء أن يستوقف نفسه قليلاً في الأسباب التي جعلت أنظمة السوء هذه تجثم على صدر العباد وتستطيل سنواتها حتى تبلغ أكثر من ثلاثة أضعاف الأنظمة البرلمانية التعددية. في الواقع لابد من أن نواجه أنفسنا بشيء من الشجاعة، لا سيما، وأن السودان الوطن يمر الآن بمأزق تاريخي وتقلصت خياراته بين أن يكون أو لا يكون. صحيح أنه لاعتبارات خاصة بتكويننا المجتمعي والنفساني والقيمي والروحي والفلسفي والسلوكي والنمطي، يعشق السودانيون الحرية والديمقراطية، لكن هذا لا يكفي، أي أن العشق وحده لا يكفي، لابد من ممارسة تُطبق النظري عملياً، وهذا لا يخلو من ضريبة ينبغي أن تُدفع. فالديمقراطية كما هو معلوم تستند على مبادئ احترام الآخر في خياراته السياسية والفكرية والدينية والحياتية بشكل عام، مما يجعل للحوار قيمته المثلى).

    وقال الأستاذ فتحي الضو: (إننا شعب لم يعرف كيف يتحاور، ولهذا فالشعوب السودانية لم تتعرف على بعضها البعض حتى الآن، الحوار لا ينتهي إلى النتائج المنطقية الطبيعية، فهو دائماً ما يتخذ شكلاً عدوانياً، إما قاتل أو مقتول، عبارة عن شيء أقرب إلى مصارعة الثيران، الغلبة فيه للأعلى صوتاً والأصقل حنجرة، سماته العنف اللفظي بكل مكوناته، حتى في وصف الحوار الذي يجري بين اثنين مثل قولهم (فلان شرشح علان، علان مرمط فلان، فلان مسح بفلان الأرض وهكذا), مع أن سنام الحضارة ليس فقط أن تحترم الآخر في خياراته فحسب بل تدافع عنها متى ما اتضح لك أنها صحيحة، وهذا بالضبط ما عناه فليسوف الثورة الفرنسية فولتير في قوله المأثور: (قد أختلف معك في الرأي ولكنني على استعداد للدفاع عن رأيك), وحتى لا يغضب منا أصحاب التأصيل نقول هذا ما عناه وأكثر الإمام الشافعي الذي قال: (والله ما ناظرت أحداً قط إلا وتمنيت أن يجري الله الحق على لسانه), ولهذا ليس غريباً بالنسبة لي أن ينتج الخلل الذي نعيشه ظاهرة أسوأ وهي التي تجلت في السنوات الأخيرة واتضحت بصورة مؤلمة، مع أنها ظاهرة تتقاطع تماماً مع مكونات الشخصية السودانية، فللأسف أصبح النفاق السياسي والاجتماعي ظاهرة لا تخطئها العين، ودخلت أساليب الفهلوة والخداع واتخذت السلبيات السلوكية معاني أخرى, فسرقة المال العام والاختلاس لم تعد عيباً إنما يمكن أن تعد شطارة، والفاسد بصورة عامة أصبح أحد المكرمين في المجتمع، وهكذا.. وأظن أن ذلك من إفرازات الأنظمة الديكتاتورية والشمولية التي أرهقت كاهل السودانيين).

    وخلص الضو إلى أن طيبعة المجتمع السوداني المتعددة والمتباينة والكثيرة الاختلافات والتناقضات مسألة حتمية وضرورية إذا شئنا لهذا البلد أن يظل موحداً، مشيراً أنه لابد من التفريق بين الدولة والوطن، لأن الأنظمة الشمولية دائماً ما تحاول أن تخلط بين المفهومين بغرض تمرير أجندتها.

    وقال: (إننا نعيش في كنف وطن لم تتحدد معالمه بعد، فالدولة لم تتفق حتى الآن على القضايا الأساسية التي ينبغي أن تنجزها تمهيداً لمشروع وطني شامل. على سبيل المثال لا يتم الاتفاق إن لم نقل يتم التلاعب في عد الأنفس، فالتعداد السكاني الأخير تعرض لممارسات لا يمكن أن تحدث في أكثر الدول تخلفاً، لماذا؟ ذلك لأسباب خاصة بمنافع يرجوها الحزب الحاكم. نحن الآن نعيش في ظل دولة لا تعرف عدد سكانها، بل حتى نحن الذين في الخارج بالرغم من وجود جهاز خاص بالمغتربين لا أحد يستطيع أن يحدد عدد السودانيين الموجودين في الخارج، ناهيك عن تفاصيل حياتهم. لهذا كما قلت ليس غريباً أن تنصرف الدولة نحو تبني القضايا الهامشية، على سبيل المثال هب أنك تعيش في إحدى المناطق الهامشية أو الطرفية، وتفتح ماسورة المياه ولا تعطيك إلا شخيراً (يحدث هذا في قلب العاصمة أيضاً), وفي نفس الوقت تفتح جهاز التلفزيون لتجد الوزير كمال عبد اللطيف يتحدث عن الحكومة الإلكترونية، وتجد عبد الرحيم محمد حسين يحدثك عن صناعة طيارة بدون طيار، ووزيرة الصحة تحدثك عن الإسعاف الطائر في ظل انعدام الدواء وأساسيات الاستشفاء. أعتقد أن الدولة السودانية وقعت تحت حكام يتحدثون عن دولة افتراضية ومواطن يعيش في دولة واقعية وشتان ما بين الاثنين).

    وقال الأستاذ فتحي في الندوة التي أقيمت بجامعة ميرلاند (الساحل الشرقي): (إذا ما أسقطنا غياب لغة الحوار على الواقع السياسي السوداني، هناك خطوط عريضة تصلح كأسباب اجتهدنا في سردها ومنها: أولاً: عدم الثبات على المبادئ في المواقف السياسية، وذلك يتضح منذ الجدل الذي صاحب عملية الاستقلال وامتد عبر الممارسة السياسية في الأنظمة المختلفة، انظر على سبيل المثال للعبارة التاريخية التي نطق بها السيد الصادق المهدي بعد الاستقلال في وصفه لقوانين سبتمبر, (لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به) وعليها صاغ الحزب برنامجه السياسي (نهج الصحوة), وخاض الانتخابات وفاز بمقاعد كثيرة وأصبح قائل الكلمة رئيس الوزراء، وعندها كان أول شيء فعله أن تنكر لما نطق به لسانه، وتعرض إلغاء القوانين للمماطلة والتسويف الذي أدى في نهاية الأمر إلى الانقلاب في العام 1989, والآن إذا أردنا مثلاً آخراً أكثر وضوحاً، أقول يمكنك أن توزع البيان الأول لانقلاب الإنقاذ كمنشور ضد السلطة الحالية، ويمكن للمنقذين أن يعتقلوك بتهمة الطابور الخامس مع أن الموزع ملكهم وأفكارهم التي لم يثبتوا عليها أو ينجزوها. ثانياً: ظاهرة عدم الثبات على المواقف أدت إلى ما يمكن تسميته بالهرولة بين الأحزاب، الأمر الذي يؤدي إلى تخليط القضايا وازدواج المفاهيم وتعقيد الممارسة السياسية. تأمل الجالس على يمين نافع الآن في المؤتمر الصحفي وهو فتحي شيلا الذي كان بالأمس يجلس على يمين الميرغني، وانظر للسيد مبارك وهو نفسه الذي كان معارضاً ثم مساعداً لرئيس الجمهورية ثم معارضاً والطابور طويل هناك الزهاوي ومسار ونهار وهلمجرا. ثالثاً: في ظل غياب لغة الحوار يبرز ما يسمي بظاهرة التسامح السياسي السوداني، وهي كلمة حق أريد بها باطل، بالرغم من أن التسامح قيمة مبتغاة إلاّ أن القصد بالتسامح السياسي السوداني هو الهروب من ممارسات بعينها والخشية من المحاسبة، فالمعروف في كل المجتمعات والشعوب هناك ما يمكن تسميته بالتسامح الديني، الذي يفضي إلى التعايش بين أصحاب الملل والنحل والعقائد المختلفة جنباً إلى جنب، لكن لا يمكن أن نقول التسامح السياسي، لأن السياسة قائمة على الممارسة والتطبيق، وقابلة للخطأ والصواب، وبالتالي لابد أن تخضع لعملية الحساب والمحاسبة بأشكال شتى. والغريب في الأمر أن حكام السودان عملوا بنظرية الهرم المقلوب، تحدثوا عن التسامح السياسي وانتهكوا التسامح الديني باغتيال شهيد الفكر الإنساني الأستاذ محمود محمد طه، وكذلك تحدثوا عن التسامح السياسي بعد نيفاشا وهم الذين انتهكوا التسامح الديني قبل نيفاشا بتحويل الحرب إلى حرب دينية رفعت فيها شعارات الجهاد).

    وأشار الضو أن النقطة الرابعة والمهمة تتمثل في انعدام الديمقراطية في كيانات الأحزاب السياسية، موضحا أن (السيد الميرغني يجلس على سدة الحزب بدون انتخابات منذ أكثر من أربعة عقود زمنية، وكذلك مثله السيد الصادق المهدي الذي يتحايل على ذلك بخصم سنوات السجن كما قال لي شخصياً، وقلت له حينها (ذلك يعني يا سيد أنك عندما تدخل السجن يدخل الحزب معك، وهو عذر أقبح من الذنب؟), السيد نقد فعل الأمر نفسه وجلس في رئاسة الحزب منذ العام 1971, أما الدكتور حسن الترابي وهو أطولهم باعاً منذ العام 1964 ومع ذلك ينبغي أن يستثنى والعصبة الحاكمة من شرط التداول الديمقراطي، ذلك لأنهم لا يؤمنون في الأصل بهذا المبدأ. والحقيقة هذا يفضح لنا هوية العصبة الحاكمة نفسها، والتي يمكن القول إنها ليست إسلامية، ولا شيوعية ولا اشتراكية ولا بعثية، فالواقع إنها جماعة أصبح يجمع بينها فقه المصلحة. ونستدل بنزع الهوية الإسلامية عنهم، بالحدث الحديث وهو قضية ما يسمى بسوق المواسير في الفاشر (ليس غريباً أن يمنحوه اسماً إسلامياً وهو سوق الرحمة) وهو أكبر سوق ربا ربما في العالم، تصور أن يحدث ذلك وفي منطقة كارثة إنسانية جراء الحرب، وانظر إلى خسائره التي بلغت نحو 300 مليار جنية أو يزيد، وكذلك انظر للدولة المسلمة التي أنتجت ظاهرة الأطفال فاقدي السند كما يقولون عنهم، والذين بلغ عددهم الآن نحو 800 طفل سنوياً، هذا غير الذين تنهشهم الكلاب أو يقبرون بعيداً عن العيون أو يقذف بهم في غياهب السيفونات).

                  

05-12-2010, 02:18 AM

متوكل بحر
<aمتوكل بحر
تاريخ التسجيل: 10-01-2003
مجموع المشاركات: 1263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ فتحي الضو ،رئيس اتحاد الصحافيين بامريكا في ندوة بميرلاند / صلاح شعيب (Re: متوكل بحر)



    : الأستاذ فتحي الضو رئيس إتحاد الصحفيين بأمريكا في ندوة بميرلاند : 2_2

    fathi1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




    إعداد : صلاح شعيب



    يواصل الضو حديثه قائلاً: إن الانتخابات الأخيرة في السودان أقيمت وفقاً لمستحقات اتفاقية السلام (نيفاشا) للعام 2005 والتي تبقت منها محطة أخيرة، هي تقرير المصير الذي سيعقد في مطلع العام 2011 والربط بين الموضوعين ما كان ليتأتى لولا هذه الاتفاقية. على كلٍ أقيمت الانتخابات الأخيرة في الفترة بين 11-15 أبريل 2010 انتخابات تشريعية وتنفيذية، بحضور عدد كبير من المراقبين الدوليين، على رأسهم الاتحاد الأوروبي ومركز كارتر، وأكثر من 15 ألف مراقب محلي، وتحت حراسة 36 ألف شرطي و4500 ضابط شرطي في العاصمة المثلثة وحدها، وهؤلاء مزودون بأسلحة خفيفة وثقيلة، دبابات في الأرض وتحوم فوقهم الطائرات، فما الذي يعنيه هذا؟ صحيح قصدت السلطة توفير الأمن ولكن هذه الصورة لابد قد انعكست عليها سلباً، ربما دون قصد، إذ لا يمكن لعاقل أن يتصور أن الصورة الماضية تعبر عن واقع لانتخابات ديمقراطية، تلك صورة لا تصلح إلا لتصوير حرب بين أعداء. والمفارقة أنه في العام 1986 أجريت انتخابات لذات الشعب السوداني الحالي، ولم تحتاج لهذا الجيش الجرار من المراقبين المحليين والدوليين ولم يقل أحد إنها لم تكن حرة ولا نزيهة، ولم يقل أحد إنها لم تكن خاضعة للمعايير الدولية، فما الذي طرأ؟ هل تغير الشعب أم الذين يحكمونه؟

    أضف إلى ذلك هناك مقتطفات سندلو بها باختصار وهي تفسر بنفسها الصورة التي أنجزت بها هذه الانتخابات.

    •لأسباب يعرفها أولو العلم تم تعقيد العملية الانتخابية، ففي الدولة التي تشكل فيها الأمية نسبة تفوق السبعين بالمائة، يمنح الناخب 8 بطاقات في الشمال و12 بطاقة بالجنوب للتصويت، فتأملوا هذه الحكمة الإسلاموية في العدالة السياسية.

    • السلطة الحاكمة فضحت نفسها بنفسها، إذ راحت تتحدث مع المتحدثين الذين يقولون إن هذه أول انتخابات ديمقراطية منذ 24 عاماً، ويدرون أو لا يدرون أنهم يغضون البصر عن انتخابات أجرتها السلطة نفسها في العام 1996 والعام 2000 لكن يمكن القول إنهم صدقوا فيما كذبوا فيه!

    • التجاوزات التي أفضت إلى التزوير الظاهري والباطني بدأت أساساً بالإحصاء السكاني الذي تعرض لتلاعب صاحبه جدل من الشريك الحاكم وهو الحركة الشعبية، لكن المدهش لم يلبث أن انطفأ بدون أن يعرف الناس ما الذي حدث وإلى ماذا إنتهى؟ وقد تحدث الناس عن مقايضات لا نملك عليها دليلاً.

    • أعقب ذلك التلاعب بالسجل الانتخابي (قال تقرير الاتحاد الأوروبي إن 8% من الناخبين منعوا من الادلاء بأصواتهم لعدم وجود أسمائهم في الكشوفات. تم تسجيل 16336153 (تم رفع 1300 اعتراض)، إذا شئنا المقارنة غير الواقعية (كان عدد الناخبين في آخر انتخابات تعددية في العام 1986 حوالي 5978000 وعدد السكان 20368000 وفي انتخابات 1968 حوالي 1898000 وعدد السكان 11372000 وفي العام 1965 كانوا 1270000 لنفس عدد السكان (المفارقة أن الجبهة الاسلامية وهي نصف الحزب الحاكم الحالي نالت في آخر انتخابات في العام 1986 حوالي 700 ألف صوت فقط، والآن بقدرة قادر تتحدث عن عضوية تضم 6 ملايين فرد).

    • المفوضية التي عُينت في نوفمبر 2008 لاقى تعيينها جدلاً دون أن يؤثر ذلك في تغيير الصورة القائمة، ولعل الخلل المنهجي في هذه المفوضية تمثل في أن الناس لم تشهد للعاملين فيها أنهم من زمرة من نافحوا عن الديمقراطية، بل على العكس فقد شهدوا أنهم من حراس الأنظمة الشمولية والديكتاتورية، بالتالي من البديهي ألا يكونوا من الحريصين على تأسيس نظام ديمقراطي.

    • لم تشهد الانتخابات بيئة إعلامية تعددية صحية، فقد استمر الحزب الحاكم في استخدام إعلام الدولة وسيطر عليه بالكامل ووضع قيوداً على الآخرين وتفضل عليهم بعطية مزين في نهاية الأمر، إذ منحهم 110 دقيقة لكل مرشح، ووفقاً لتقارير المراقبين، ووفقاً لملاحظاتهم كانت المساحة الإعلامية التي خصصت للحزب الحاكم 47% مقابل 12% للحركة الشعبية و41% لكل القوى الحزبية جميعها.

    • من تعابير العنف اللفظي التي لا تتسق مع العملية الانتخابية، ذلك ما قيل عن توعد المراقبين الدوليين بقطع ألسنتهم، ومع ذلك حمدت هذه المنظمات للشعب السوداني عدم لجوئه للعنف!

    • المعروف أن الانتخابات إقيمت في ظل ترسانة من القوانين القمعية وعلى رأسها قانون الأمن الوطني، ولا شك أن النظام الحاكم قد تلكأ عمداً في عدم إجازة العديد من قوانين التحول الديمقراطي، بل حتى التي إجيزت كانت معيبة، ولم تنل حظاً من الإجماع، مثل قانون الانتخابات نفسه وكذلك قانون الصحافة... إلخ.

    وقال الأستاذ فتحي الضو إن (الانتخابات جاءت إيفاء بمطلوبات اتفاقية السلام 2005 ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل النظام الحاكم كان في حاجة لذلك؟ هل كانت متصالحاً مع واقعه في الامتثال لمطلوبات هذه الاتفاقية؟ هل كان يزمع بالفعل انتهاج منهج ديمقراطي؟ بالطبع هناك كثير من الأسئلة التي يمكن أن تنداح دون إجابة قاطعة، ولكن بالنسبة لي شخصياً لا يساورني أدني شك في أن للنظام الحاكم أجندة أخرى غير الأجندة التي يراها الناس من وراء الانتخابات، منها على سبيل المثال: أولاً: البحث عن شرعية، أعتقد أن مسألة الشرعية هذه ظلت مسألة مؤرقة بالنسبة لأهل النظام برغم تقادم السنين، لم يستطيعوا العبور فوقها ولا شك أنه لا يسعدهم تذكير البعض لهم بها، وسيظل الأمر كذلك إلى أن تتفتق ذهنيتهم عن شيء آخر غير الانتخابات المضروبة. ثانياً: يزمعون الشرعية بغرض الاستئثار الحقيقي بالسلطة والثروة. ثالثاً: الهروب من المحاسبة، فالمعروف أن هذا النظام ارتكب كثيراً من التجاوزات وانتهاكات حقوق الإنسان السوداني بجرائم لا تسقط بالتقادم، وكلها قضايا تستوجب المحاسبة ولا يمكن أن تقام انتخابات ديمقراطية في تل من قضايا على هذه الشاكلة، بل لا يسعى لتسويتها بأي شكل من الآشكال قبل القدوم على العملية الانتخابية. رابعاً: اعتقد البعض أن الانتخابات قد تكون وسيلة للهروب من المحكمة الجنائية في لاهاي، وهذا حديث يجلب كثيراً من المتاعب لأهل الانقاذ، وأخشى أن اقول إن ذلك كان هاجسهم الوحيد من وراء إقامة هذه الانتخابات.

    خامساً: اعتقد أن السلطة أرادت بها معرفة خارطة المجتمع، وذلك للتحكم في مفاصله، فقد ذكر الدكتور نافع علي نافع أنهم كونوا لجاناً للإشراف على هذه الانتخابات من نواح شتى، كانت في تقديري عبارة عن خلايا تسعى لتأسيس خزينة أسرار، أو خارطة أسرار، وهو ما حدث بالفعل.

    وحول السيناريوهات المتوقعة قال رئيس اتحاد الصحافيين السودانيين بالولايات المتحدة إنه (لابد من التأكيد أن هذه الانتخابات لم تكن حرة ولا نزيهة ولا عادلة، ذلك لأنها ببساطة أقيمت في ظل قوانين قمعية، وتحت رحمة حزب أباح لنفسه ما حرمه على الآخرين، أي استخدام كافة إمكانات الدولة بما في ذلك الإعلام والمال بالإضافة إلى شراء الولاءات وانعدام الشفافية والتزوير الظاهري والباطني..إلخ، وعليه لا يمكن القول إنها ستؤدي إلى تحول ديمقراطي حقيقي، بل على العكس فهي ستؤدي إلى تكريس وضع شمولي ديكتاتوري. وأعتقد أننا مقبلون على مواجهة ما أسميه بالديكتاتورية الثالثة والتي ولدت عقب الانتخابات مباشرة حيث رأينا بطانة من سياسيين ومغنين وشعراء وبعض العوام، يمجدون الرئيس باعتباره فريد زمانه، وأنه القادر على كل شيء وأنه أمل السودان المنتظر، وأنه المفكر الوحيد، وصاحب العقل الراجح، وأشياء من هذا القبيل الذي يحتقر العقل ويسيء لإنسانية الفرد مثل قول مغنيهم (معاك يا البشير إن شاء ما نعاني .... مبروك يا بلد جاك البشير تاني) فانظر للعكس أي البلد التي تشرفت وليس الرئيس هو من يتشرف. عموماً أقول إن الديكتاتورية الأولى هي التي ولدت مع الانقلاب وهي التي انتهكت حرياتهم، والديكتاتورية الثانية هي التي أعقبت المفاصلة والتي هدفت إلى تقنين دولة الفساد، وما نحن مقبلون عليه هو الديكتاتورية الثالثة..»

    وخلص الضو إلى أن السيناريوهات التي يمكن التنبوء بها تتمثل في:

    أولاً: انفصال الجنوب وهو حديث ذو شجون ويحتاج لمحاضرة منفصلة وقد تداخلت فيه المواقف واختلطت فيه الشئون بين الداخل والخارج أي دول الاقليم وكذا دول العالم ذات الصلة بالملف السوداني وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

    ثانياً: تعقيد قضية دارفور، وهذه أيضاً تحتاج لمحاضرة منفصلة نسبة لكبر حجم المأسأة، ومن المفارقات التي يصعب أن يتقبلها أحد قول المؤتمر الوطني بأن رئيس الجمهورية نال أكبر نسبة من الأصوات في معسكرات اللجوء! هل يستقيم ذلك؟ كيف يسعى الانسان إلى منح ثقته لنظام كان سبباً في عذابه؟

    ثالثاً: بالطبع سيكون لتقييد حركة رئيس الدولة نتائج كارثية، على المستوى السياسي والاقتصادي للدولة، وسينعكس ذلك بصورة خاصة على ديون السودان التي بلغت 34 مليار دولار، وهي من الحقائق التي جعلت النظام الحاكم يقدم تنازلات مذهلة للادارة الأمريكية في قضايا بعينها ستذهل الخلق يوم أن يكشف عنها النقاب، وليس ذلك ببعيد!

    رابعاً: تقنين دولة الفساد والاستبداد والاستمرار في سياسة افقار المجتمع والدولة المنهوبة وتوجيه موارد الدولة لحماية النظام (70% من الميزانية للدفاع والأمن 10،3% للصحة والتعليم، مليون دولار شهرياً مخصصات رئيس الدولة وبطانته) ماذا تبقى للقول أو التأمل؟

    مع كل ذلك ولكل هذا، ففي التقدير أن النظام الحاكم سيواجه مأزقاً كبيراً، هذا ما تفسره التحركات المحمومة بغرض اشراك الآخرين في الحكومة القادمة، فهم لا يريدون ان يتحملوا الوزر التاريخي وحدهم، فانفصال الجنوب ليس بذات السهولة التي نتحدث بها، ذلك شيء اشبه بمن يقطع عضواً من جسده، وعليه في مثل هذه الظروف يمكن القول إن ثمة ثلاثة احتمالات ستكون قائمة:

    (أ‌) تكريس الدولة الشمولية الديكتاتورية سيؤدي إلى تحرك ما نسميه بالكتلة التاريخية نحو ملء فراغ الدولة، وهذا من أنواع التغيير التي لا يستطيع أحد التنبوء بمالآتها سلباً أو إيجاباً.

    (ب‌) النظرية الكارثية وهي التي تؤكد لا محال أن المعطيات الحالية ستفرز كارثة تُدخل الدولة السودانية في سيناريوهات أخرى

    (ت‌) من ضمن هذه السيناريوهات انفراط عقد الدولة، مما يستوجب فرض الوصاية الدولية بصور شتى منها الباطنية مثلما حدث في العراق وافغانستان أو مواجهة العجز بالعجز مثلما هو حادث مع الدولة الصومالية، علماً بأن مكونات الدولة السودانية تزيد معدلات الكارثة.

    (ث‌) من ضمن السيناريوهات الاستمرار في الامتثال للدور الخارجي الذي استفرد بالحلول للقضايا السودانية المعقدة، وهو سيناريو يذهب في اتجاه ما هو حاصل الآن ولا جديد فيه سوى دوران الأزمة في حلقة مفرغة بصرير أشبه بصرير الساقية.

    من الواضح أن الحزب الحاكم أخذته العزة بالإثم في الاستهانة بالقوى السياسية الأخرى والاستعلاء عليها وتهميشها وهو دور يمكن أن ينعكس عليه وبالاً حتى وإن ظن البعض أن القوى السياسية كسيحة وعاجزة، فذلك هو منطق الأشياء في السودان. لكن ذلك لا يسقط كثيراً من الانتقاد الذي يمكن أن يوجه لهذه القوى السياسية التي ساهمت في صناعة الدولة الفاشلة الحالية حتى وإن لم تكن مشاركة في السلطة، وهناك الكثير الذي يمكن أن يقال عن هذه القوى وعلاقتها بالحركة الشعبية، وكذا مؤتمر جوبا، إلى جانب المجتمع الاقليمي والدولي، ثم الكثير من القضايا التي يحول الوقت دون تدارسها معكم.

    وحول ما ينبغي عمله قال الأستاذ فتحي الضو إننا أمام واقع معقد، وقد تكثر الاجتهادات ويمكن للمرء أن يحصي مئات الحلول ولكني مثلما أشرت إلى أن الانسان السوداني يمثل أس الأزمة، كذلك أضع افتراضاً واحداً أسميه أس الحلول. ففي تقديري لن يستقيم الحال إلا بتحويل نسبة الستين في المائة التي ظلت تخصص في الميزانية السنوية للأمن والدفاع طيلة العقدين الماضيين، إلى قطاعي الصحة والتعليم، حيث أن المؤسف أن كليهما حظيا بنسبة في حدود 10% كما ذكرت، في الوقت الذي خصصت فيه ميزانية شاغلي المناصب السيادية بأكثر من مليون دولار شهرياً، وبالطبع نحن في حل عن ذكر مردود الصحة والتعليم على المجتمع، ذلك ما أختصره القول المأثور (الجسم السليم في العقل السليم) بل حتى إذا تسنى تخصيص ميزانية ضخمة للصحة والتعليم، ينبغي علينا الانتظار لعقدين حتى يؤدي هذا الاصلاح أكله، فالديمقراطية تبدأ من مقاعد الدرس، والاصلاح التعليمي لا يعني المناهج وحدها، فذلك قد يشمل أشياء سلوكية وتربوية كثيرة، هل رأيتم الزي الذي يرتديه الطلاب الآن، وهوعبارة عن زي شبيه بالزي العسكري، أنا شخصياً ما زلت مرعوباً من رؤية هذا المنظر، هل يمكن ان تتصور شاباً يافعاً تبذر في رأسه وعقله مفاهيم العنف التي يوحيها له هذا الزي، ناهيك عن ما يقال من شعارات كانت تدعو لتأجيج الحروب، وأخرى تزرع الأحقاد والضغائن في النفوس ما زالت تعج بها المقررات المدرسية، وكنت قد قرأت أن نائب الرئيس علي عثمان محمد طه، وجه بإعادة النظر في هذا المنهج ليتواكب مع اتفاقية السلام، هل كان الأمر يحتاج لفرمان؟ بالرغم من أنه لن يقول أحد إنه عمل به.

    وختم الضو حديثه بأن «الأنظمة الشمولية والديكتاتورية لا تساعد على تعميم قيم العلم والمعرفة، لأن هذه القيم تدعو إلى تنوير العقل، في حين أنها تريد إظلام العقول، وقد ثبتت لي حقيقة بسيطة هي أن الفساد تزداد وتائره في ظل الجهل، وأن الديكتاتورية تتمدد في كنف الحاجة، وأن الانظمة الشمولية ليس في يدها شيء تحمي به نفسها سوى توسيع دائرة الفساد.. وأظن أن الفساد الذي تدور رحاه الآن، ولم يسلم منه شجر أو حجر، إنس ولا جان، لو علم أهل السودان بتفاصيله، فلربما سألوا المولى عز وجل بتعجيل الآجلة وتأجيل العاجلة).

    نقلا عن صحيفة الحقيقة

    (عدل بواسطة متوكل بحر on 05-12-2010, 02:25 AM)

                  

05-13-2010, 02:44 AM

متوكل بحر
<aمتوكل بحر
تاريخ التسجيل: 10-01-2003
مجموع المشاركات: 1263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ فتحي الضو ،رئيس اتحاد الصحافيين بامريكا في ندوة بميرلاند / صلاح شعيب (Re: متوكل بحر)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de