الميدان تفتح ملفَّات التعذيب ( إفادات .. شهادات .. وثائق ، وتوثيق)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 03:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-12-2010, 01:38 AM

عبد القادر محمد
<aعبد القادر محمد
تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 779

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الميدان تفتح ملفَّات التعذيب ( إفادات .. شهادات .. وثائق ، وتوثيق)



    *** لماذا الآن :

    قبل أن اقدم علي إعداد هذه الشهادات، والإفادات للنشر، والعمل على توثيق تجارب ضحايا التعذيب و الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان، فكرتُ عميقاً وترددتُ كثيراً، وطرحتُ على نفسي العديد من الاسئلة: لماذا نقوم بنشر هذه الشهادات /المآسي ؟ و ماهي الفائدة من نشر هذه الفظائع والانتهاكات التي ارتكبت ضد أبناء شعبنا ؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟ فكانت الإجابة الحاسمة هي : أنّ التفكير في فتح ملفات التعذيب الآن هو واجب اللحظة الحاضرة من تاريخ الوطن، خصوصاً وأنّ البلاد تمر بمرحلة انتقال يتوجب فيها إعمال مبادئ العدالة الانتقالية لطي صفحة الماضي الأليم ، وبداية صفحة جديدة من عمر الوطن تتطلب وبشكل مُلح وعاجل انصاف ضحايا انتهاكات حقوق الانسان الحادة التي كرس لها نظام الجبهة الاسلامية في مطلع عهده الأسود..وكذلك التفكير في ايجاد سبيل لإنصاف ضحايا التعذيب وليس مجرد مشاركتهم الآلام النفسية التي يعايشونها بشكل يومي من جراء ما تعرضوا له من تعذيب .. بجانب ذلك فإن نشر هذه الشهادات أيضاً مرتبط بالتقدير الذي يجب أن يجده ضحايا التعذيب، والمساندة المعنوية ورد الإعتبار لهم وللفت انتباه الجميع لأهمية التذكر وقيمته المعنوية.
    فتذكر الماضي يتيح نوعاً من تكريم أولئك الذين ماتوا تحت آلة التعذيب الجهنمية،أو تمت التضحية بهم. غير أن آليات التذكر يمكن أن تساهم في بلوغ أهداف أخرى للعدالة الانتقالية، بما في ذلك البحث عن الحقيقة، وضمان عدم تكرار الانتهاكات مستقبلا، وتحفيز الحوار والنقاش حول الماضي، ووضع سجل تاريخي مناسب، والإنصات لأصوات الضحايا ومتابعة الأهداف المرتبطة بجبر أضرار الضحايا.
    وايضاً هي مساهمة في سبيل العمل على بلوغ أهداف العدالة الانتقالية، بما في ذلك تحقيق العدالة والمحاسبة، وإظهار الحقيقة، وجبر الأضرار، وضمان عدم تكرار ما جرى. إضافة إلى كل ذلك، غالبا ما يكون هناك مطلب بالتذكر
    وبالتذكر ينخرط الناس في حوار حي وديناميكي ودائم، ليس فقط حول الماضي – وأحداثه ودلالاتها – بل أيضا حول الطريقة التي يستفيد بها الحاضر من هذا الماضي ويمكن المجتمعات من استعداد أفضل للمستقبل.
    أمام الانتشار الواسع لانتهاكات حقوق الإنسان، أصبح لزاما على الحكومات ليس فقط التصدي لمرتكبي هذه التجاوزات بل أيضا ضمان حقوق الضحايا. وبوسع الحكومات أن تهييء الظروف الملائمة لصيانة كرامة الضحايا وتحقيق العدل بواسطة التعويض عن بعض ما لحق بهم من الضرر والمعاناة. وينطوي مفهوم التعويض على عدة معان من بينها التعويض المباشر (عن الضرر أو ضياع الفرص)، رد الاعتبار (لمساندة الضحايا معنويا وفي حياتهم اليومية) والاسترجاع (استعادة ما فقد قدر المستطاع).
    ويمكن التمييز بين التعويضات بحسب النوع (مادية ومعنوية) والفئة المستهدفة (فردية / جماعية). ويمكن أن يتم التعويض المادي عن طريق منح أموال أو حوافز مادية، كما يمكن أن يشمل تقديم خدمات مجانية أو تفضيلية كالصحة والتعليم والإسكان. أما التعويض المعنوي فيكون مثلا عبر إصدار اعتذار رسمي، أو تكريس مكان عام (مثل متحف أو حديقة أو نصب تذكاري) أو إعلان يوم وطني للذكرى.
    أما الأهداف المتوخاة من تدابير التعويض (سواء كانت مادية أو معنوية) فهي عديدة ومتنوعة ومن بينها الإقرار بفضل الضحايا جماعات وأفراداً، وترسيخ ذكرى الانتهاكات في الذاكرة الجماعية، تشجيع التضامن الاجتماعي مع الضحايا، إعطاء رد ملموس على مطالب رفع الحيف وتهيئة المناخ الملائم للمصالحة عير استرجاع ثقة الضحايا في الدولة. إضافة إلى أن مبدأ التعويضات أصبح إلزاميا بموجب القانون الدولي.
                  

05-12-2010, 01:50 AM

عبد القادر محمد
<aعبد القادر محمد
تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 779

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميدان تفتح ملفَّات التعذيب ( إفادات .. شهادات .. وثائق ، وتوثيق) (Re: عبد القادر محمد)

    من أجل الأجيال القادمة


    وعشان عيون أطفالنا ما تضوق الهزيمة



    سليمان الخضر


    قبل المقدمة:
    قال الأستاذ بشرى الفاضل الأديب السوداني الذي تنبأ وقرأ (بعيون زرقاء اليمامة) ما تؤول إليه بلادنا وما يقاسيه أبناء شعبنا من خلال رؤيته الثاقبة في قصة الطفابيع 2. حيث قال (إنهم يشربون الدم بدلاً عن الماء.. ليس لهم أكف أصابع مثلنا إنما نهايات أكفهم فؤوس) كان ذلك قبل أكثر من عشرة أعوام سابقة لإنقلاب يونيو 1989 المشؤوم.
    وقال أديبنا الفذ الطيب صالح بعد عام من الإنقلاب مسطراً دهشته الكبرى في (من أين أتى هؤلاء؟) رغم إن من رأى ليس كمن سمع ومن تكبد وعايش وتعايش مع، ليس مثل الاثنين معاً.
    التعذيب: لا نود هنا أن نتناول التعريفات والمنطلقات الفلسفية والثقافية لمفهوم التعذيب والذي يقوم به وينفذه ويمارسه وحوش يعانون من تشوهات نفسية وأخلاقية أو انحرافات عقائدية تربوية تجاه أبناء جلدتهم بل نحاول أن نجعل من التجربة مصدراً للتعرف على جرائم نظام الإنقاذ وجهاز أمنها.

    أنواع التعذيب الذي مارسه الإسلاميون
    كانت هناك معتقلات عبود وحراسات (ابارو) 1958 وكانت بشاعتها أقل درجة مقارنة ببيوت الأشباح في عهد حسن الترابي والبشير. سبق أن حشرنا في معتقلات نميري بعد ردة 1971 ورغم بشاعتها إلا أنه لا وجه للمقارنة بينها وبيوت أشباح الإنقاذ بأي حال من الأحوال، من خلال ما تقدم ذكره حول الدكتاتوريتين السابقتين إلى جانب حسن الترابي/ البشير يونيو 1989 ينهض سؤال مهم عن نوعية وثقافة المعذب “بضم الميم وكسر الذال” هنا وهناك. ففي الفترة التي تلت هزيمة حركة 19 يوليو 1971 كان الجو معبأ بالآلة الإعلامية للنظام المايوي ضد الشيوعيين. ومارسوا شتى صنوف التعذيب والضرب بالبوت (الحذاء العسكري) على بعض شهداء 1971 (حالة الشهيد الشفيع أحمد الشيخ مثالا) لم تكن دوافعهم أيديولوجية.. ربما لأسباب شخصية أو حقد متراكم في النفوس لم يكن ذلك رغم بشاعته مثلما مورس في عهد نظام الترابي والذي اعتمد التعذيب كوسيلة لانتزاع الأقوال ولكسر شوكة المعارضين السياسيين.

    التعذيب والتعصب الديني

    لقد توصلت من خلال تجربتي أثناء التعذيب الذي تعرضت له إلى تصنيف لهوية الحراس والتمييز بصورة مقنعة بين الجنود العاديين الذين نفذوا توجيهات قادتهم وبين عناصر الأمن ممن ينتمون لتنظيم الجبهة الإسلامية، لقد تأكد لي أن تلك العناصر كانت تتكون من عشرات الشبان ممن يحتاجون لإزالة الغشاوة التي يفرضها الاكتفاء بوجهة نظر واحدة لا تتغير ويغلب عليهم التعصب لوجهة نظر دينية تلحق بعقولهم تشوهات خطيرة ليس أقلها ذلك الانغلاق الفكري الذي يوهم المرء بأنه هو من يملك الحقيقة كاملة وسواهم كافر زنديق وإن كل من لا يسيرون في طريقهم على باطل.
    إنني على قناعة بأن ممارسة التعذيب جريمة جنائية مهما تسربلت بغطاء أيدلوجي أو سياسي واجبة المحاسبة والعقاب والقصاص من مرتكبيها تمشياً مع روح الإسلام وقول المولى عز وجل: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب) صدق الله العظيم.

    قطرة في بحر التضحيات

    ترددت كثيراً في الكتابة عن وحول موضوع التعذيب ليس كسلاً أو تهاوناً إنما هو شعوري بالضآلة والصغر تجاه أولئك الرفاق الذين فتحوا باستشهادهم البطولي الفذ في بيوت الأشباح كوة في ظلمة ذلك الزمان وضوء أبصر من خلاله العالم والضمير الإنساني الحي ومنظمات مجتمعه المدني على ما يدور في دهاليز الوطن المستباح، إنسانه قيمه، تاريخه، مقدساته وأرضه ومن عليها.
    إنني حينما انظر إلى ما لحقني من تعذيب أتذكر استشهاد رفاق الدرب البواسل: الشهيد الدكتور علي فضل والصديق المناضل على الماحي السخي، والأستاذ عباس على والأستاذ عبد المنعم سلمان والمراجع محمد الأمين سر الختم، عبد المنعم رحمة، والمعلم ألياس صعيل والمهندس عبد الله السني، ميرغني أبو شنب، والمعلم أمين بدوي ولقد استشهد هؤلاء حيث قضى بعضهم نحبه تحت التعذيب وبعضهم مات في السجون بسبب الإهمال وعدم توفير العلاج فضلاً عما تعرض له المهندس أبو بكر محي الدين راسخ وطالب الحقوق بجامعة الخرطوم الشهيد محمد عبد السلام الذي تعرض للضرب بالرصاص والسيخ والجنازير.. إنني أحس إن استشهادهم الباسل كان من أجلنا وأحس أكثر بتواضع شديد إنني أتضاءل أمامهم وهم يقدمون المهج والأرواح فداءاً للمبادئ والوطن.

    أنا وأسرتي

    أدون هنا وأسجل للتاريخ أنا المواطن السوداني سليمان خضر محمد السيد أسكن بالمنزل رقم 130 مربع 4 اللاماب ناصر أنه في يوم 30 نوفمبر 1989م وفي تمام الساعة الثانية والنصف صباحاً تسلق سور منزلنا عدد من أفراد جهاز الأمن وفتحوا الباب لبعضهم وأصبح عددهم 12 جندياً مدججين بالسلاح “الرشاشات” استباحوا منزلي أمام أعين أسرتي وأطفالي لمدة ساعة كاملة وبسؤالي لماذا تفتشوننا فضلاً عن أن الوقت غير مناسب عرفت أنهم يسألون عن أشخاص ثم سألوا “ابني أين يوسف حسين وسليمان حامد والخاتم”؟.
    ولقد مارسوا إرهاباً على الأسرة لدرجة أن شعر بذلك الجيران فقالت ابنتي عزة ديل حرامية؟ قلت ليها: يا بتي الحرامية البتعرفيهم ما زي ديل.. ديل عايزين يسرقوا أبوك” وبالفعل تم اعتقالي وتوجهوا بي قبل وصولهم إلى مكاتب الأمن إلى منزل جعفر بكري بالسجانة. واتضح أنهم يحملون خريطة أعدت بواسطة مصادر في الحي ثم توجهوا لمنزل هاشم بابكر “تلب” والذي تم اعتقاله في ذات الليلة. في مكاتب الأمن وعندما بدأ التحقيق اتضح لي بداية أنهم يسعون إلى تصفية الحزب الشيوعي ونسفه من خارطة الوجود بافتراض أن إضراب الأطباء وكل تحركات النقابات من صنع الحزب الشيوعي وقد توصلت بسرعة إلى هذا الاستنتاج من خلال سؤالهم عن أماكن اختفاء قادة الحزب يوسف حسين- سليمان حامد- الخاتم ..الخ
    واتهامهم لي بتمويل نشاطات الحزب الشيوعي مما قادهم إلى مصادرة المحل التجاري الخاص بي “الصوت والضوء” الذي أملكه باعتباري أحد مصادر تمويل الحزب.
    تعذيب الشيوخ وكبار السن من عضوية الحزب الشيوعي والديمقراطيين والتصفية الجسدية “علي فضل- عبد المنعم- عباس علي والشهيد على الماحي- ميرغني محمد شريف ومدني”.

    مسلسل التعذيب

    تم اقتيادنا من مبنى الأمن أنا وهاشم إلى بيت الأشباح نمرة (1) مقر لجنة الانتخابات قبل 1989م حبسنا في حمام مهجور 120× 80 سم أي أن المساحة لا تسع لشخص واحد، وبدأ مسلسل التعذيب عاصفاً. رش بالماء البارد في زمهرير الشتاء ديسمبر 1989م، الحرمان من الماء، الأكل عبارة عن “سندوتشات تعافها النفس ولمرة واحدة في اليوم حوالي الساعة الواحدة ظهراً والحرمان من قضاء الحاجة لمدة خمسة أيام فوجدنا أنفسنا مضطرين لقضائها داخل الحمام الضيق. تبدأ حفلات التعذيب من الساعة الحادية عشرة حتى الساعة الرابعة صباحاً. في اليوم الخامس أخطرت رفيقي هاشم بأنني وبما نلته من هذه الحياة لا أتعشم في المزيد ولابد من المقاومة حتى لو أدى ذلك للموت الفعلي الذي ربما أدى للتخفيف من وطأة هذا العذاب علينا وعلى الآخرين وبعد موافقة الصديق هاشم بدأت المواجهة كالآتي:
    أنا شيوعي ولن أدلى لكم بأيه معلومات أخرى. ثم الرد مباشرة على شتائمهم المتلاحقة.

    البئر الغريق وكسر اليد

    وأنا معصوب الأعين بعمة بدأ مسلسل التعذيب “البئر” وبدأوا في دفعي وإلقائي في البئر عندها قررت أن يقع معي في هذا البئر اثنان أو ثلاثة فتشبثت بهم محاولاً دفعهم معي إلى الهاوية فتركوني على الحافة، اختفوا أو ربما خيل لي وأنا لا أدري ولم أحس بحركتهم إلا بعد لحظات عندما دفعوني من ظهري إلى قاع الهاوية (حفرة عمقها من ثلاثة إلى أربعة أمتار) شعرت بكسر خلته رقبتي، والحمد لله اتضح أنها اليد اليسرى وأنا داخل الحفرة بيدي نزعت العصابة “العمة” عنوة ورفضت عصب أعيني نهائياً وكان هذا بداية تنفيذ قرار عليهم. عندما قابلت الأخ هاشم بعد عدة أشهر اتضح بأن كسر يدي أخف مما عاناه هو وآثاره واضحة على جسده كان ذلك في ليلة 2/12/1989م. بعد كسر يدي تغير الحال نسبياً وأصبحت المعاملة أقل سوءاً حيث تم نقلي لمكتب ملحق بنفس البيت كان بالمكتب الدكتور مختار فضل المحتجز كرهينة لحين القبض على شقيقه الشهيد علي فضل إلا أنه لم يتم الإفراج عنه إلا بعد اعتقال الشهيد وتصفيته.
    لقد عانيت وما زلت من الكسر الذي تعرضت له في يدي أثناء التعذيب وما يزال ساعد يدي مقوساً وعظامها نافرة حتى بعد أن وضعت في الحبس وكان ذلك في مايو 1990م.
    لم أجد أي تفسير لبقائي الطويل في بيوت الأشباح سوى محاولتهم البائسة لإخفاء كسر اليد والذي بات واضحاً بعد أن برأت معوجة للمرة الثالثة وأشير هنا إنني خرجت 34 دفعة من بيوت الأشباح ولا أود التكرار حول وسائل التعذيب والألفاظ رغم أهميتها لنوضح للأجيال أي صنف من البشر قد تعاملوا معنا.. إنهم ليسوا آدميين، عذبونا ببشاعة وبالغوا في الاستخفاف والازدراء الذي كان محل سخريتنا واحتقارنا ففي إحدى المرات شتمني أحد الضباط فكلت له الصاع صاعين فقال لي يا سليمان “بجي أكسر ليك يدك التانية” قلت ليهو تعال أكسرها، أنت قايلني أنا حارس مرمى، لقد كان الهدف من مواجهتي لهم هدفاً سياسياً والدخول في استفزازهم وتصعيد الصبر على التعذيب بالمقاومة.

    موت ناظم

    لو تجمعت كل أقلام الكتاب وتوحدت لا ولن تستطيع وصف ما عانيته من آلام جراء موت ابني الصغير ناظم. كان ناظم عمره ثلاثة سنوات. كان مريضاً بالقلب وكانت إجراءات سفره إلى الخارج جاهزة لعمل عملية صمام بالمجر، لكن الاعتقال قطع الطريق للسفر للعلاج وكان قرار الطبيب أن العملية أن لم تتم في تاريخ محدد لها سوف تكون حياته في خطر، ومر هذا التاريخ وبالفعل دخل ابني ناظم في مرحلة الخطورة وكنت أعد الأيام والساعات عسى ولعل أن تحدث معجزة (أي يكذب الأطباء ولو مرة واحدة) ولكن هيهات.. عند آخر زيارة (لأم ناظم) لي في سجن دبك والذي نقلنا له بعد الحبس الثاني في يوليو 1990 تقريباً- وكنت أصر عليها بأن تحضره معها دائماً. لكنه لم يأت معها فسألتها مباشرة (الولد كان مات قولي لي مات). وكان الرد بجسارة رابحة الكنانية وصمود وثقة مهيرة بت عبود.. ناظم في المستشفى وخليك في الأنت فيهو. وما تشغل نفسك بحاجات ليست لك بها استطاعة. أي صمود ذلك الذي عبرت عنه زوجتي وأي تضحية لمستها في عينيها وهي تعلم أن فلذة كبدها ربما قد يفارق الحياة في أيه لحظة وهي تتمالك أعصابها وتبدو صامدة أمام ذلك الأمر الجلل دون أن تطفر من عينيها دمعة واحدة، وتحاول في ذات الوقت بث الصمود والثبات في زوجها. أمام هؤلاء القتلة سافكي دماء المناضلين إنني أحيي في شخص زوجتي الإجلال والإكبار ولصمود المرأة السودانية المشهود لها بأنها تخفي الحب الأكبر في صمتها وتخفي جسارتها في إشاعة الصمود من حولها بلا جلبة أو ضوضاء، أي إحساس تملكني وسيطر على وأنا مكبل وأعلم أن فلذة كبدي في طريقه للموت وسبيل نجاته بين يدي وهما مكبلتان. أي إحساس انتابني أمام الجلادين وأنا استعطفهم بلا انكسار أن يسمحوا لي بزيارة ولدي المريض ولا يستجيبون بلا رحمة كأني أطلب منهم كوكا كولا، أي عطف يمكن أن يشمل هؤلاء ونحن قابضون على جمر هذا الواقع المر والقهر المريع الذي مارسوه ضدي وأقول بكل أمانة أنه وخلال تلك الأيام الأخيرة لولدي ناظم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي بل وكل كنوز الدنيا تحت قدمي لما ترددت لحظة في رفضها مقابل نظرة أخيرة لولدي ناظم. فقدت في الأيام الأخيرة أي إحساس بالكسور والجراح التي ألمت بجسدي المنهك إذ كان إحساسي مع ناظم إلى أن جاء ضابط الأمن بصحبة مدير السجن واستدعاني لمكتب مدير السجن وكانت التعليمات أن أنقل من السجن إلى المأتم مباشرة دون إخطاري بالوفاة. وجهت لضابط الأمن بل أمطرته بالأسئلة: أنا لازم أعرف نفسي ماشي وين؟ هل هي عودة للبيت؟ زملائي حيعرفوا؟ وإذا أنتم متوجهون لتصفيتي فإن ذلك سيعرف. ثم وجهت حديثي مباشرة لمدير السجن: هناك فقط احتمالين: إما عودة لبيوت الأشباح، أو ناظم ولدي مات. ولم يتمالك العقيد نفسه فرد علي قائلاً: سليمان إنشاء الله البركة فيكم. نقلت محروساً لمنزلي في اللاماب حيث يقام المأتم وبعد المغرب مباشرة أودعت كوبر. وهكذا ثلاثة أيام عاودت خلالها المأتم بعدها نقلوني لسجن دبك.
    إنني محق حين أقول أن جهاز الأمن قتل ابني، فأنا محق حيث إن عدم إجراء العملية في قلبه الرهيف كان قاصمة الظهر لمشاعري وأنا رهن الاعتقال (المستندات مرفقة).
    تصاريح التحرك داخل وخارج السودان.
    خطاب الضمان من أسقف كانتر بري.

    رجال ومواقف

    هنا لابد من ذكر الأطباء الرجال أبناء الرجال حتى يعرف الشباب من الأجيال القادمة إن هذه المهنة قد تسلل لها بعض عديمي الضمير وفاقدي الإنسانية من أشباه الآدميين أمثال أحمد محجوب الفيل (الدلنج) ومحمد سيد أحمد، وليعلموا أيضاً إن سوداننا بخير وإن هذه المهنة الإنسانية ما يزال بها رجال سودانيون أولاد بلد أمثال الدكتور الإنسان صلاح الكردي والدكتور الشاب الشيخ بابكر، فعند زيارته لسجن كوبر أمر الدكتور صلاح الكردي بنقل الوارد ذكرهم فوراً للسلاح الطبي لإجراء فحوصات وعمليات جراحية وهم:
    محمد الأمين سر الختم (مريض بالقلب).
    الراحل خالد الكد (مريض بالقلب).
    الراحل ألياس صعيل (كسر في اليد).
    عوض الكريم محمد أحمد (رئيس نقابة المهندسين)
    سليمان خضر محمد السيد (كسر في اليد).
    وتمت الاسعافات على يد الدكتور صلاح بالسلاح الطبي حيث تم فك الجبص القديم وكسر إصلاح اليد بعد عمل مسطرة موجودة حتى الآن (أنظر الصورة) وعرفاناً منا بجميل ذلك الدكتور أصدرنا قراراً جماعياً في السلاح الطبي بعد صدور قرار العفو المزعوم بان لا نغادر المستشفى إلا بعد حضور الدكتور الكردي رغم أشواقنا الدفاقة للأهل والأسرة.
                  

05-12-2010, 01:53 AM

عبد القادر محمد
<aعبد القادر محمد
تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 779

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميدان تفتح ملفَّات التعذيب ( إفادات .. شهادات .. وثائق ، وتوثيق) (Re: عبد القادر محمد)
                  

05-12-2010, 01:26 PM

عبد القادر محمد
<aعبد القادر محمد
تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 779

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميدان تفتح ملفَّات التعذيب ( إفادات .. شهادات .. وثائق ، وتوثيق) (Re: عبد القادر محمد)

    .. بعض الأفادات والشهادات الواردة في الملف تم نشرها في وقت سابق ،،
    والهدف من اعادة نشرهاهو المزيد من التوثيق ، وتشجيع الذين مروا بتجارب قاسية
    في بيوت اشباح الجبهة الاسلامية لكتابة وتوثيق تجاربهم ،
    ومن ثم فتح حوار واسع حول الانتهاكات التي ارتكتبها نظام الجبهة الاسلامية..


    كما ان بعض هذه الافادات والشهادات ينشر للمرة الأولي ،،،
                  

05-12-2010, 02:37 PM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميدان تفتح ملفَّات التعذيب ( إفادات .. شهادات .. وثائق ، وتوثيق) (Re: عبد القادر محمد)

    فوق

    لمزيد من الاطلاع

    ومزيد من الافادات
                  

05-12-2010, 11:42 PM

عبد القادر محمد
<aعبد القادر محمد
تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 779

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميدان تفتح ملفَّات التعذيب ( إفادات .. شهادات .. وثائق ، وتوثيق) (Re: wadalzain)

    شكراُ للمرور ، العزيز ود الزين

    واعلم ان بهذا المنبر العديد من من مروا بهذه التجارب القاسية واللاانسانية ،،
    ننتظر ان نسمع افاداتهم وشهاداتهم


    وسيتوالي ملف الميدان
                  

05-13-2010, 02:20 AM

نصار
<aنصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميدان تفتح ملفَّات التعذيب ( إفادات .. شهادات .. وثائق ، وتوثيق) (Re: عبد القادر محمد)

    التحية والاجلال للصامد سليمان خضر محمد السيد
    بحكم صلة القرابة اعلم ما اصابه من مجرمي
    الانقاذ ما ذكره هنا قطرة في محيط المأساة

    مشكور اخي محمدعبدالقادر
                  

05-13-2010, 08:46 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميدان تفتح ملفَّات التعذيب ( إفادات .. شهادات .. وثائق ، وتوثيق) (Re: نصار)

    واصل يا محمد عبدالقادر فتح هذا الملف لكى لا يطويه النسيان ، ولكى لا يهنأ القتلة والمجرمون ويفلتوا من العقاب الجنائى والاجتماعى وعقاب ضميرهم اذا كان لهم ضمير

    هناك قصص كثيرة ومروعة تمت من قبل وحوش آدمية فى ظل ايام موحشة

    هناك اشخاص ماتوا تحت التعذيب وكان قتلتهم تتلطخ اياديهم القذرة بالدماء ثم يذهبون بعد ذلك الى ابنائهم وزوجاتهم وآبائهم وامهاتهم كأن لا شىء حدث ، كأنهم يمارسون فعلا عاديا .


    قبل عشرة ايام تقريبا صافحت احدهم بالصدفة وعرفت لاحقا انه احد الذين اياديمهم ملطخة بدماء ابرياء كثر وانه كان من الايادى القذرة التى اهانت شرفاء لما تتمتع نفسه من انحطاط ومرض .

    لما عرفت شخصيته بعد المصافحة عافت نفسى يدى وذهبت وغسلت يدى بمطهرات لكى ازيل أثر ما علق بها من هذه المصافحة العرضية .

    يجب علينا ملاحقتهم والا نجعل هذه الجرائم تسقط بالتقادم والا نجعلها تسقط من ذاكرة شعبنا وكل الاجيال القادمة ، يجب علينا ان نجعلهم يخجلون من انفسهم ومن افعالهم ، يجب علينا أن نؤرق ضميرهم اذا كان لهم ضمير ، يجب علينا أن نقلق منامهم وان نجعلهم يرون كل ضحاياهم عندما يضعون رؤوسهم للنوم على اسرتهم ، يجب علينا ان نجعل اسرهم يشمئزون منهم لأنهم بشر ذوى انياب وحوش واظافر وحوش ، لأنهم لا يمتون للخلق السودانى القويم ولا الدين الاسلامى الذى يحتفى بمكارم الاخلاق ، حقيقة من اين أتى هؤلاء ؟؟؟

    مع تحياتى
                  

05-13-2010, 08:49 AM

مدثر محمد عمر
<aمدثر محمد عمر
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 1434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميدان تفتح ملفَّات التعذيب ( إفادات .. شهادات .. وثائق ، وتوثيق) (Re: نصار)

    ده بوست مهم خلاص ياخي.. انا من زمن كنت بفكر أكتب بوست عن رد الأثر النفسي العميق لتعذيب السياسيين علي أطفالهم.. لسه ما قدرت أبدا
                  

05-13-2010, 11:16 PM

عبد القادر محمد
<aعبد القادر محمد
تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 779

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميدان تفتح ملفَّات التعذيب ( إفادات .. شهادات .. وثائق ، وتوثيق) (Re: مدثر محمد عمر)

    سلامات يا مدثر ،،،

    أهو البوست اتفتح ، وفي اكتر من موقع ، بالاضافة لي صحيفة الميدان ...

    واصل ، وقول افكارك ،، وايدينا مع بعض نوثق لكل جريمة ارتكبت في حق بنات وابناء السودان،
    واثر ذلك عليهم ، واثرها علي ابناءهم وعلي المجتمع من حولهم ،
    خصوصا وان غالبية من ارتكبت هذه الجرائم في حقهم كانوا من الفاعلين في المجتمع ...
                  

05-13-2010, 10:48 PM

عبد القادر محمد
<aعبد القادر محمد
تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 779

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميدان تفتح ملفَّات التعذيب ( إفادات .. شهادات .. وثائق ، وتوثيق) (Re: نصار)

    شكراُ العزيز نصار علي المرور

    واتمني ، بل آمل منك و بحكم قربك من المناضل سليمان خضر ان تدلي انت ايضاً بدولك في هذا التوثيق ،،

    ويقيني ان اي افادة ترد في مجريات التوثيق لها قيمتها واهميتها التاريخية ....


    وافر تقديري
                  

05-19-2010, 12:06 PM

عبد القادر محمد
<aعبد القادر محمد
تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 779

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميدان تفتح ملفَّات التعذيب ( إفادات .. شهادات .. وثائق ، وتوثيق) (Re: عبد القادر محمد)

    الميدان: تفتح.. وثائق ملـفـَّــــات التعذيب (6)

    شهادات .. إفادات.. وتوثيق

    أعدها للنشر: عبدالقادر محمد

    ** لمـاذا الآن ؟

    قبل أن اقدم على إعداد هذه الشهادات، والإفادات للنشر، والعمل علي توثيق تجارب ضحايا التعذيب و الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان، فكرتُ عميقاً وترددتُ كثيراً، وطرحتُ على نفسي العديد من الاسئلة : لماذا نقوم بنشر هذه الشهادات /المآسي ؟ و ماهي الفائدة من نشر هذه الفظائع والانتهاكات التي ارتكبت ضد أبناء شعبنا ؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟ فكانت الاجابة الحاسمة هي : إن التفكير في فتح ملفات التعذيب الآن هو واجب اللحظة الحاضرة من تاريخ الوطن، خصوصاً وإن البلاد تمر بمرحلة انتقال يتوجب فيها إعمال مبادئ العدالة الانتقالية لطي صفحة الماضي الأليم، وبداية صفحة جديدة من عمر الوطن تتطلب وبشكل مُلح وعاجل انصاف ضحايا انتهاكات حقوق الانسان الحادة التي كرس لها نظام الجبهة الاسلامية في مطلع عهده الأسود..وكذلك التفكير في ايجاد سبيل لإنصاف ضحايا التعذيب وليس مجرد مشاركتهم الآلام النفسية التي يعايشونها بشكل يومي من جراء ما تعرضوا له من تعذيب .. بجانب ذلك فإن نشر هذه الشهادات أيضاً مرتبط بالتقدير الذي يجب ان يجده ضحايا التعذيب، والمساندة المعنوية ورد الإعتبار لهم وللفت انتباه الجميع لأهمية التذكر وقيمته المعنوية.
    فتذكر الماضي يتيح نوعاً من تكريم أولئك الذين ماتوا تحت آلة التعذيب الجهنمية ،أو تمت التضحية بهم. غير أن آليات التذكر يمكن أن تساهم في بلوغ أهداف أخرى للعدالة الانتقالية، بما في ذلك البحث عن الحقيقة، وضمان عدم تكرار الانتهاكات مستقبلاً، وتحفيز الحوار والنقاش حول الماضي، ووضع سجل تاريخي مناسب، والإنصات لأصوات الضحايا ومتابعة الأهداف المرتبطة بجبر أضرار الضحايا.
    وايضاً هي مساهمة في سبيل العمل على بلوغ أهداف العدالة الانتقالية، بما في ذلك تحقيق العدالة والمحاسبة، وإظهار الحقيقة، وجبر الأضرار، وضمان عدم تكرار ما جرى. إضافة إلى كل ذلك، غالباً ما يكون هناك مطلب بالتذكر، وبالتذكر ينخرط الناس في حوار حي وديناميكي ودائم، ليس فقط حول الماضي – وأحداثه ودلالاتها – بل أيضا حول الطريقة التي يستفيد بها الحاضر من هذا الماضي ويمكن المجتمعات من استعداد أفضل للمستقبل.



    الظلم وإن تحصن بالقوة فهو إلى زوال

    تجربة مجدي بحر

    الزمان: السبت 2 سبتمبر 1995 حوالي الساعة السادسة مساء

    المكان: مدينة الثورة بأم درمان

    قوة يفوق عددها السبعين جندياً والعشرات من الضباط.. تحاصر أحد منازل مدينة الثورة بأم درمان، أحسسنا ونحن داخل المنزل بالحركة المريبة بالخارج فحاولنا مغادرة المنزل قبل اجتياح المنزل، حينها اكتشفنا أن التطويق تم لكامل الحي، ما كان نتيجته ناج منا ولا ناجح في الفرار.
    نجحت في القفز من سور المنزل المحاصر إلى منزل الجيران المفزوعين من جلبة السلاح والشباب المتقافزين على الأسوار وصراخ الجند ثابت .. لعلعة سلاح… ثابت… أقبضوهم.. ثابت مخدرات.. تجار.
    ولكن الجيران أذكى من أن يخدعوا هكذا، الجارة أوتني مع آخرين اتخذوا معي نفس القرار في غرفة بالمنزل، قالت يا ولدي مصيبتكم شنو؟ سويتو شنو للحكومة؟؟ جارنا عوض نحن بنعرفوا وانتوا ما شبه تجار المخدرات أو الحرامية.. كدي أنت أرقد في السرير دا.
    أحد الضباط خلع باب المنزل ودخل مشهراً سلاحه الآلي في وجه سيدة المنزل الواقفة في مدخل الغرفة، حاولت منعه من الدخول بصلابة قائلة: الجوة ده أخوي الصغير وعيان شديد ما تزعجوه، لكنه دخل بعد أن دفعها جانباً وقال: يا مجدي بحر قوم، عامل فيها عيان.. قوم أنا جاييك مخصوص، وحينها بدأ فصل التعذيب والذي تواصل بأشكال مختلفة لفترات طويلة أثناء فترة الاعتقال… بدأ الضرب بأعقاب البنادق على جسدي ثم تكاثر الجند وبدأوا بتقليد قائدهم مهللين ومكبرين: الله أكبر .. الله أكبر … لا إله إلا الله.. خيبر .. خيبر يا يهود… وغير ذلك مما تعودنا على سماعه في برنامجهم التلفزيوني في ساحات الفداء.
    تم تقييد يدي وعصبت عيناي ودفع بي إلى واحدة من العربات الكثيرة المعدة لهذا الغرض والتي تحركت تباعاً تحمل المعتقلين إلى مبنى جهاز الأمن بالخرطوم بحري، ولا أدري إلى الآن ما الغرض من عصب الأعين.. فالمبنى معروف لكثيرين باسم- العمارة- من مارس منهم العمل السياسي المعارض للحكومة أو لم يفعل.. وربما هي إحدى وسائلهم للإرهاب والتأثير النفسي على المعتقلين، فمن لم تعصب عيناه من المعتقلين أمر بعدم رفع الرأس إطلاقاً وإلا كان العقاب ضربة قوية على الرأس.
    حينما وصلت العربات كان المبنى في حالة استعداد كامل لاستقبالنا، ومباشرة بعد هبوطنا بدأت الأصوات ترتفع: الله أكبر.. لا إله إلا الله .. يا جبناء .. يا أعداء الله ثم بأعقاب البنادق مرة أخرى ومن عدد أكبر هوت البنادق على الرؤوس.. أنا سقطت أرضاً ليبدأ الركل والرفس بالأقدام على الرأس والبطن والظهر والصدر ثم الصراخ من جانبهم: فداك يا شهيد … فداك يا أبو دجانة.. فداك يا علي.. يركلون بأقصى قوة دون تحديد وجهة للبوت.. المهم عندهم هو الإيلام فالركل مؤلم- ومهين وهم يعلمون ذلك.
    بعد حوالي ثلاثة إلى أربعة ساعات تقريباً- فمن الصعب التحديد الدقيق لأنني فقدت إحساسي بالزمن- وكان هو عبارة عن مشهد واحد للحظة واحدة لكنها امتدت إلى ما لا يمكن حسابه بالدقائق والثواني.. بعدها بدأ التفتيش الشخصي.. لم يجدوا ما توقعوه، بل لم يجدوا شيئاً على الإطلاق، فقادونا نحن الـ22 معتقلاً إلى غرفة مكتب خالية من الأثاث تماماً… وقوفاً والوجوه إلى الحائط، خلعت عصابات العيون واستمرت الأوامر بعدم الالتفات إلى الخلف.. ثم دخل عدد من الملثمين إلى المكتب وبدأوا بالركل والضرب على الظهر بالعصي لفترة ساعتين أو ثلاثة وبعد أعياهم التعب من ضربنا، بدأ السؤال عن الاسم.. السكن.. مكان الدراسة، يسألونني وقبل الحصول على الإجابة يتجهون إلى آخر بنفس الأسئلة.. لم يتوقف الحديث إطلاقاً كما لم نجلس نحن أيضاً، فقد أمرونا بالوقوف ورفع الأيدي والقيام بحركات رياضية صعبة لفترات طويلة.
    ظللنا على هذه الحال مع الحرمان من دخول الحمام أو الأكل والشرب حتى الساعة التاسعة صباح اليوم التالي، وعندما تغيرت الوردية أعطى كل واحد نصف “ساندوتش فول” ، وابدعت الوردية الجديدة في ابتكار شكل مهين آخر، فتم ترقيم كل معتقل برقم على ظهره وأمرنا بحفظه واستخدامه بديلاً للاسم.. يسأل بسرعة عن الاسم؟ أرد مجدي عثمان فيرد بالصراخ: لا يا بليد.. أنت ما بتفهم أنت نمرة تسعة، ويبدأ بالضرب وكأنه يبحث عن مبرر لذلك، وظل الحال هكذا لفترة خمسة أيام إلى أسبوع- حينها حتى الأيام صعب على حسابها- حيث لا ضوء طبيعي في الغرفة المغلقة.. ولا ساعات نتعرف بها على الزمن، كما تم حرماننا من النوم طوال تلك الفترة لا يتوقف الضرب إلا حين يصل الجلادون إلى نهايات التعب والإجهاد، مع حرماننا الكامل من النوم، وأكلنا فقط نصف ساندوتش للوجبة دون شراب ماء، والذهاب للحمام يتم بعد أن تطلب ذلك بساعات ولمرة واحدة أو اثنين فقط طوال اليوم.
    في مساء أو صباح أحد الأيام- لست متأكداً بالتحديد تم أخذي إلى مكتب الضابط عبد الغفار الشريف الذي تولى التحقيق معي، كنت أول مرة منذ الاعتقال أجلس على مقعد، بدأ بالأسئلة الشخصية حول الاسم – العمر- الدراسة وما إلى ذلك، وكان في منتهى اللطف طوال هذه الفترة كما استخدم عبارات لو سمحت- بعد إذنك- ولو مكن، يستخدمها أحياناً دون مسوغ لها غير إدعاء الظرف والأدب، وبعد أن انتهى من ذلك سألني: منذ متى وأنت عضو بالحزب الشيوعي؟ أجبته بأنني لست عضواً بالحزب، وقبل أن أكمل قذفني بمجسم كان على طاولته، أصابني في كتفي الأيمن ثم طلب مني أن أرفع المجسم وأعيده لمكانه، رفضت القيام بذلك فأصابه ما يشبه الجنون وصاح: يا سعد .. يا سعد (سوقوه) أنا كنت قايلو عاقل لكن ده برضو عامل فيها راجل، وديهو لأخوهو فوق خلي يشوف بي عينو.
    أخذوني إلى سطح عمارة مكونة من أربعة طوابق، أدركت حينها أن الوقت ليل، وكانت هناك مجموعة من الزبانية أحدهم ممسك بعصمت عبد المنعم الذي اعتقل معنا، قدماه إلى أعلى ورأسه إلى أسفل متدلياً على بئر السلم، ويسأل عصمت: تشتغل معانا ولا أرميك؟؟
    تقدم أحدهم نحوي قائلاً: أنت بعد أخوك .. خليك جاهز.. لم يفعل بل ظللت واقفاً إلى أن أطل الصباح حيث أخذت إلى مكتب بادي الفخامة.. دخل الضابط وفي وجهه وعينيه بقايا نوم سألني: أنت مجدي؟ أجبت: نعم قال: الفاتحة على روح أمك ماتت أمس حزناً عليك .. (يا للغبي) تلوت الفاتحة على روحه وعقله، لا على روح أمي، فأنا أعلم أن أمي لم يصبها سوء سوى غيابي، فهي تعلم أين أنا كما أنها تعلم أن عليها أن تكون سبباً لصمودي لا لضعفي، وهذا ما اتفقنا عليه معاً من قبل.
    ظل الحال على هذا النحو لأيام، الإجبار على الوقوف لساعات طويلة من الحرمان من النوم والطعام وتلفيق الأخبار السيئة عن أسرنا، والسب والشتائم، ثم أخيراً وفي صباح باكر جداً تم أخذنا إلى بيت الأشباح القديم (كان قد أغلق في ذلك الوقت بعد ضغوط شديد من منظمات حقوق الإنسان) قضينا فيه يوماً كاملاً، وفي صباح اليوم التالي أخذنا إلى سجن كوبر العمومي.
    أخيراً أصبح بمقدورنا الحديث مع بعضنا البعض للإطمئنان على الصحة ومعرفة الأحوال، وكذلك الاستحمام الذي حرمنا منه قرابة الأسبوع، الآن بمقدورنا أيضاً الأكل بانتظام.. لقد كانت فرحتنا بنقلنا إلى سجن كوبر تعادل الفرحة بإطلاق السراح حيث لا تعذيب بدني داخل السجن.. ولكنها فرحة دامت يوماً واحداً حيث علمنا أن طلاب الجامعات قاموا بتسيير مظاهرات ضخمة جداً للمطالبة بإطلاق سراحنا وتضامناً مع المعتقلين، مما أجبر الحكومة على الاستعانة بقوات من الجيش لتفريق المتظاهرين، كانت أكبر مظاهر الرفض وأقواها منذ استيلاء الجبهة الإسلامية على الحكم بعد انقلاب يونيو 1989، كما قامت بشن حملة اعتقالات طالت المئات من قادة الأحزاب السياسية المعارضة وقادة الطلبة بالجامعات كذلك والنقابيين.
    تم فصلنا عن بقية المعتقلين الجدد ونقلنا إلى قسم منفصل، وفي اليوم التالي أخذنا جميعاً إلى القيادة العامة للجيش وأجبرنا على الوقوف طابور حيث تم تصويرنا بالفيديو (علمنا لاحقاً أنه تم بثه في حلقة خاصة من برنامج في ساحات الفداء) ضمن حملة إعلامية للحد من المظاهرات والمد الجماهيري بإدعاء القبض علينا كمجموعة تخريبية تعمل بدعم من الخارج لإسقاط النظام، وقد وجهت إلينا في تلك الأثناء أقذع الشتائم والألفاظ، وكان الكل داخل القيادة يبحث عن الطلبة مثيري الشغب وعند التعرف علينا تصيبهم حالة من الحماس فيبدأون بالضرب بعنف هستيري لا يتوقف إلا بعد أن يصيبهم التعب.
    وفي اليوم التالي بدءوا في استدعائنا (كل اثنين منا أو ثلاثة معاً) إلى مباني قيادة جهاز الأمن بالقيادة العامة، ودون تحقيق أو أي أسئلة يتم الضرب من الصباح إلى المساء بالسياط بعد تقييد الحركة بالربط أو إحكام الضغط على الأقدام والأيادي بواسطة مقعد أو تربيزة وجلوس أحدهم عليها.
    كانت آثار الضرب والجروح مؤلمة خاصة عندما يتكرر الضرب عليها فقبل أن تبرأ ينشأ الجرح على الجرح، إلا أن خبرة الكثيرين من المعتقلين بأساليب التعذيب وكيفية معالجة آثاره ساعدت كثيراً في سرعة الشفاء حيث كانوا- رغم الإمكانيات الشحيحة جداً داخل السجن – دائماً مستعدين بالماء الدافئ والملح لتطهير الجروح.
    نتيجة للحملات الإعلامية بواسطة الأحزاب السياسية والحركة الطلابية تم إيقاف التعذيب إلا أننا ظللنا معتقلين حتى يناير 1996 حيث بدأ إطلاق سراحنا تباعاً، وأطلق سراحي في 22 يناير 1996 بعد أن خسرت عاماً دراسياً كاملاً، لكنني كسبت عشرات الأصدقاء وسنيناً من تجارب الحياة وتأكدت أنه ليس هناك معركة خاسرة ما دامت القضية عادلة.. وإن الظلم وإن تحصن بالقوة فإنه إلى زوال.

                  

05-19-2010, 12:17 PM

عبد القادر محمد
<aعبد القادر محمد
تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 779

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميدان تفتح ملفَّات التعذيب ( إفادات .. شهادات .. وثائق ، وتوثيق) (Re: عبد القادر محمد)

    عُذبت وأنا كهل تجاوز الستين

    علي حبيب الله

    لقد أصبح الاعتقال والتعذيب شيئاً عادياً في حياة المناضلين من أبناء شعبنا منذ أن اغتصبت عصابة الإنقاذ السلطة في بلادنا عقب انقلابها العسكري في 30 يونيو 1989، وفتحت بيوت الأشباح سيئة السمعة، ومارست أبشع صور التعذيب والانتهاكات لحقوق الإنسان، مات تحت تعذيبها الطبيب الإنسان علي فضل الذي كان قائداً بارزاً في نقابة الأطباء.. لقد اغتالوه بدم بارد تحت أبشع ممارسات التعذيب.
    في بيوت الأشباح حدثت الكثير من المآسي التي واجهها النقابيون والمثقفون الوطنيون ببطولة، ولقد تم اعتقالي في يونيو 1996 في نفس اليوم الذي تم فيه اعتقال زميلين آخرين وعدد من الطلاب حيث وصلنا عمارة الجاز ببحري في وقت واحد تقريباً في مساء ذلك اليوم وبدأ التحري معي أولاً في الطابق الأرضي والذي بدأ كالعادة بالاستفزاز وأقذع الشتائم الحاقدة.
    بعدها تم نقلي لمكتب آخر أعلى العمارة حيث وجدت شاباً في عقده الثالث أو الرابع، دخلت عليه بالسلام وطبعاً لم يرد التحية فجلست على الكرسي الذي بجانبه مما استفزه وبدأ ينهال على بالشتائم رغم إني في سن والده، وبعد ذلك بدأت أجيب على أسئلته التي بدأ يوجهها لي بكل تماسك وعدم استجابة لاستفزازاته مما زاده حنقاً وحقداً في محاولة منه كي أجيب على أسئلته كما يريد هو وليس كما أجيبه أنا، وكثيراً ما تمس هذه الاستفزازات شرف الإنسان ووالديه، وكلما تمادى في الشتم والاستفزاز والإساءات كنت لا استجيب إليه، وأخيراً قلت: أنت قليل أدب وغير مهذب، فجن جنونه وخرج من المكتب وأتاني بعد لحظات بمجموعة من زملائه وبدأوا جميعاً في صفعي وضربي “بالشلاليت” في كل جسمي، واستمروا في ضربي حتى وقعت أرضاً، وصاح فيهم: أحضروا السياط، فذهبوا وأحضروا الخرطوش الأسود لتبدأ معركة الضرب مرة أخرى وانكسرت نضارتي وتمزق جلبابي الجديد الذي كنت ارتديه.. وتورم وجهي من شدة الضرب وصرت لا أرى.. فسقطت فاقداً للوعي.
    حينما أفقت وجدت أنه قد تم نقلي إلى الطابق الأرضي وطرحت بجانب زملائي من المعتقلين والذين يقفون في مواجهة حائط البرندة رافعين الأيدي إلى الأعلى، وإذا بدرت من أحدهم أيه حركة أو تراخ أوسعه الأمنيون ضرباً وشتماً.
    واستمر تعذيبهم على هذا الحال حتى الصباح، وأنا بجانبهم طريح الأرض منهوك القوى وأحسست بالخدر بجسمي من الضرب والإرهاق.. وفي صباح اليوم التالي إزداد وجهي تورماً ورغم محاولتي إحضار الثلج لعمل “المكمدات” إلا أن ذلك لم يفد بشيء، ولم تتوقف الشتائم والسباب والضرب.
    ثم نقل البعض إلى السجن العمومي بينما تم إطلاق سراح بعض الطلاب، ولقد أصبحت بحالتي تلك مشكلة حيث لم يرغبوا في إرسالي بهذه الصورة إلى السجن، كما إنني لم أتوقع أن ينقلونني إلى المستشفى، ولم يفعلوا.. كما أن وجودي في مكان يراني من خلاله الزائرون أمر لا يرغبون فيه فكانوا ينقلونني من واجهة المكاتب إلى مكان آخر.. ومن مكان إلى مكان حتى نهاية اليوم واستمر هذا الوضع خمسة أيام وأنا أعاني من الصداع والألم نتيجة لارتفاع ضغط الدم وقد استخدمت كل الحبوب التي كانت بحوزتي ولم يستجب أحد لطلبي بالذهاب إلى المستشفى أو إحضار أقراص علاج ضغط الدم.
    وفي اليوم السادس خف الورم ولذلك قرروا إرسالي إلى المستشفى وحضرت العربة لتأخذني بحراسات أخرى من القيادة العامة لأجد بها بعض المنتظرين ونقلت معهم آخر النهار إلى السجن العمومي بكوبر، لكنه ليس هو ذلك السجن الذي غادرته عام 1985 بعد نجاح انتفاضة أبريل وكنت قد قضيت فيه ثلاثة سنوات فقد كانت تشرف عليه إدارة السجون ولكن انتقل إلى الأمن، حيث الإشراف للأمن الانقاذي حيث يتحكمون في حياة المعتقلين خاصة في مسألة العلاج وتوفير الحراسات…الخ، ومنذ وصولي السجن كنت يومياً أبلغ بالمرض لكن لا حياة لمن تنادي، وتدهورت حالتي الصحية بصورة ملحوظة وأصبحت كلما حاولت أن أقف أسقط أرضاً ولا أصل إلى الحمام إلا بمساعدة زملائي من المعتقلين، وبعد أن ساءت حالتي ذهبوا بي إلى مستشفى الشرطة ببري وأعطوني دواء (حبوب) وطلبوا مني أن أحضر صباح الغد، وهذا هو اليوم الوحيد الذي كنت فيه واعياً ولكني في المساء فقدت الوعي تماماً فحولوني إلى السلاح الطبي قسم الباطنية بتاريخ 2/7/1996م، وهذا حسبما وجدته مدوناً بعد ذلك في الأوراق الخاصة بدخولي المستشفى تحت إشراف د. أمنة عبد الوهاب/ وحدة د. عوض مهدي.
    واصلت العلاج في الأيام الأولى تحت حراسة الأمن وأهلي لا يعرفون عني شيئاً سوى إنني معتقل بسجن كوبر ولا توجد زيارة.. وقد استمرت حالتي الغيبوبة واللاوعي رغم المجهودات العظيمة التي بذلتها المستشفى من فحوصات وصور مقطعية وعلاجات إلا أن الحال لم يتحسن.. فقرر الأمن أن يتركني لمصيري فذهبوا إلى أهلي ليلاً حيث أخطروهم بأنني بمستشفى السلاح الطبي بدون إخطارهم بحالتي، وظن أهلي ربما أصابتني حمى أو خلافه لذا قرروا أن يذهبوا صباح الغد لأن دخول المستشفى العسكري ليس سهلاً في الليل.. ولكنهم فوجئوا بهم بعد قليل يحضرون مرة ثانية ليتأكدوا من ذهابهم، لذلك شك الأهل في الأمر وذهبوا للمستشفى ليجدوني في حالة غيبوبة وقد شلت قواي تماماً ولا حول لي ولا قوة، وأعتقد ناس الأمن إنني ربما مت أو ألفظ أنفاسي الأخيرة بسبب ما فعلوه بي لذلك ذهبوا ولم يحضروا لرؤيتي بالمستشفى حتى خروجي منه. بل حتى الآن!!
                  

05-19-2010, 12:51 PM

أيمن الطيب
<aأيمن الطيب
تاريخ التسجيل: 09-19-2003
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميدان تفتح ملفَّات التعذيب ( إفادات .. شهادات .. وثائق ، وتوثيق) (Re: عبد القادر محمد)


    سلام يا عبدالقادر سلام,,,

    سنتابع,,

    وسيبدأ بعضهم بالإرتجاف,,

    فمن كان يتخفى بإخفاء وجهه,,
    ومن كان يأتى ليمارس هواية
    الضرب والإذلال من الخلف ويأمر
    الناس بلأ يلتفتوا إليه رغم
    أنهم معصوبى الأعين والدماء تملأ
    وجوههم وكل أجزاء أجسامهم كان
    يخاف مثل هذا اليوم..الجبن
    وفقدان الإنسانية والضمير,,

    بكرة ,,بعد بكرة ,,بعد سنة
    لابد يجى يوم الحساب,,ما بعيد,,

    تحياتى,,
                  

05-19-2010, 01:25 PM

الفاضل يسن عثمان
<aالفاضل يسن عثمان
تاريخ التسجيل: 04-17-2008
مجموع المشاركات: 3279

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميدان تفتح ملفَّات التعذيب ( إفادات .. شهادات .. وثائق ، وتوثيق) (Re: أيمن الطيب)



    التحية للشرفاء،والخزي والعار لكلاب الانقاذ

    قصص مؤلمة ومازال في جعبة الكثيريين،المزيد من الماسي والألأم
    التي كانت ببيوت الاشباح.
    ومابعد مرحلة التوثيق والسرد للضحايا،اقترح تحديد اسماء القذرة
    وكلاب الامن، حتي تتم متابعتهم وملاحقتهم، وأن تركوا الخدمة بذلك الجهاز
    المتعفن،اينما كانوا،ولو بمعرفة الاسم الأول فقط.
    هنالك ملفات ضخمة لهؤلاء القذرة،ونحتاج لمزيد التوثيق،ولايمكن سقوط مثل
    تلك الاجرام بالتقادم،تلك قاعدة قانونية أولية.

    التحية لك اخي عبدالقادر ولكل من مروا،مندديين ومستنكريين الافعال المهينة
    لكرامة الانسان،في ظل نظام البؤس والافقار التتار الجدد.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de