|
العنصرية في السودان
|
العنصرية في السودان
محمد خميس عبد الله
لقد عششت العنصرية في السودان، وباضت وفرخت دواهي وأهوالا . ولا تزال آثارها ظاهرةً في الخرطوم ومدن السودان الكبيرة التي كل شيءٍ فيها يقول أن العنصرية مرت من هنا . انظر إلى من يشغلون الوظائف المميزة ، وغير المميزة في دواوين الدولة . انظر إلى من يركبون السيارات الفارهة، وإلى من تبدو عليهم سمات الغنى والرفاه ، وإلى من يحملون ألقاب أصحاب الأعمال . انظر إلى من يسكنون المدن والأحياء التي اتخذت أسماءها من جنان الله في الدنيا قبل الآخرة . بل انظر إلى سحنات من يتنعمون بخيرات بلادنا من فرع وضرع وبترول وذهب . تجدهم هم أولئك الذين تتهامس المجالس في قرى ومدن المهمشين بأنهم يستأثرون بخيرات البلاد دون غيرهم , هم وأهلوهم وذووهم وأقاربهم يتوارثون ذلك جيلاً بعد جيل . عفا الله عما سلف فيما سبق ، ولكن يبدو أن ذات الدور يستحيل أن يتم في المستقبل المنظور وغير المنظور . أقول ذلك واكتبه ليس حقداً ولا حسداً لهم . ولكن خوفاً على بلادي من الفتن التي تنتظرها في حال السير في ذات الدرب, وبنفس الأسلوب الذي يقتات من يومه ليومه ، دون تحسبٍ لغد . أخاف على بلادي من الفتن التي أطلت برأسها في المعارضة الحقيقية عند حاملي السلاح, وعشرات الحركات التي خرجت على الدولة , ووجدت من يغذيها من الشباب المتوثب إلى المساواة في الحقوق المدنية, من التوظيف والعمل بناءً على المنافسة الحرة القائمة على المؤهلات ، وليس على العرق والواسطة والمحسوبية والفساد . أخاف على بلادي إن سارت على النهج السابق، من مصير التفتت والانقسام ثم الاحتراب . وقد أنذرتنا حالة الجنوب بذلك ، وانفصاله لا شك واقع ، وقد فات أوان تداركه . فهلا عملنا بحكمة الراعي الذي فزعت إبله فحاول أن يجمعها ، فقال له راعٍ آخر : ( الهربن خلهن, اقرع الواقفات ) ؟
الظلم والتفرقة بين المواطنين السودانيين لا تتحمله الإنقاذ، إلا بقدر ما أسهمت في استمراره في عهدها .ونظامها يستطيع أن يصحح كثيراً مما اعوج فيما مضي إن أراد ذلك . ولحسن حظ الإنقاذ أو قل لسوء حظها وضعت أمام تحدٍ أكبر بفوزها في الانتخابات الديمقراطية الأخيرة . ولكن يجب ألا تغتر الإنقاذ بذلك الفوز ، فهي أفضل السيئين بين الأحزاب السياسة السودانية، ولذلك اختيرت . ولأن الشعب السوداني يملك من الوعي درجةً تجعله ينبذ العاطفة وينظر بنور العقل ليختار الإنقاذ في فرصةٍ قد لا تتكرر . وهذه ثقة في هذه الظروف غالية جداً , تتطلب من قادة الإنقاذ كذلك أن ينظروا إلى الأمور بعقولهم ودينهم , وليس بدهائهم ومكرهم .
وقديماً قيل :
إذا ما الجرح رم على فسادٍ تبين فيه إهمـــــال الطبيـب
إن مبدأ المساواة مفقود في السودان ، وقد أهمل العمل عليه حتى غصت الحلوق بالثمار المرة . وأصبح الإضراب عنه ، أو نكرانه نوعاً من الغفلة التي تؤدي بالبلاد إلى هاوية سحيقة لا قرار لها .
والعداوة والصداقة في عالم اليوم تقوم على المصالح . وإن دولة كثر أعداؤها فاعلم أن ضعفاً ضعضع بنيتها الداخلية ، ونسيجها الاجتماعي ، وأن بها خللاً يغري الدول الأخرى بالانسراب منه لتحقيق مصالحها في المقام الأول ، وإن كان في ذلك ذهاب الأرواح وخراب الديار، ودونك مثال العراق . فالمصلحة ثم المصلحة هي التي هي المعيار الذي تتعامل به الدول . ولذلك فأي متمرد على دولته بحقٍ كان تمرده أو باطل يجد من يسنده ويقويه عليها ، ويكون الثمن هو مصلحة ما لتلك الدولة التي تعينه . وقد فطنت لذلك دولة ماليزيا ، وهي شبيهةٌ بالسودان من ناحية التنوع العرقي ، وإن كانت أعراقها لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة . فماليزيا بها ثلاث مجموعات عرقية كبيرة : هي الملايو والهنود والصينيون . فالملايو هم سكان ماليزيا الأصليون ولكن حظهم من خيرات بلادهم لا يكاد يذكر بالمقارنة بحظ المجموعتين الوافدتين . فالهنود هم المسيطرون على وظائف الدولة وإداراتها وجامعاتها , وكل ما يتعلق بالتدريب والتأهيل الأكاديمي . والصينيون هم المهيمنون على المال , فمنهم أصحاب الشركات ورجال الأعمال وملاك البنوك والرساميل الضخمة . ولاشك أن ميزان العدالة والمساواة مختل . وقد تنبه الملايو لذلك بتنامي الوعي بينهم ، ثم بدأ صوتهم يعلوا مطالبين بحظهم من خيرات البلاد ، ثم بدأت أعراض التمرد والثورة تظهر هنا وهناك . وكان على الدولة الماليزية رجال ٌ عقلاء . وذلك من حسنحظها . رجالٌ لم تطمس السلطة والمال بصيرتهم ، ولم تحدثهم أنفسهم بالتفوق العرقي والسيادة علي غيرهم، فاعترفوا بمظلمة الملايو وتعاهدوا على إزالتها بصدقٍ وإخلاص , من خلال برامج التمييز الإيجابي في كل المجالات التي يتقدم إليها الملايو . فأصبحت ماليزيا اليوم كما نرى مارداً بين النمور الآسيوية ، ويعيش أهلها متقلبين في خيراتها التي فاضت عنهم حتى مست غيرهم من الدول الفقيرة والنامية . فتأمل، كيف أدت حكمة الحكام إلى الرخاء والسلام والتراضي بين العرقيات المختلفة .
والسودان اليوم إذ يحتكم إلى الديمقراطية، ويختار رئيسه ونوابه ,حريٌ به أن يعي درس الجنوب , وتجارب الدول المشابهة. وأن يعول على شعبه الواعي . وألا يخيب ظنه فيما اختار، وذلك بنبذ الأفكار والمناهج البالية التي ستؤدي به حتماً إلى الانقسام إن كررها . وعليه اتباع منهج المساواة والعدل بين مواطنيه , لبناء دولة السلام الرخاء , وهو أهلٌ لذلك، وجديرٌ به .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العنصرية في السودان (Re: الرفاعي عبدالعاطي حجر)
|
التحيه لك الاخ عبد العاطي وضيوفك الكرام والتحيه لكاتب المقال اختلف مع كاتب المقال ان الانقاذ لديها فرصه للتغير وعلى رأسهم من يظن ان اغتصاب الغرباويه من قبل الجعلي شرف والادهي من ذلك ان يديه ملطخه بدماء الابرياء ومن منطلقات عنصريه بحته حيث تعاقب القبائل بجريرة بعض منتسبيها وتثار الفتنه بين القبائل ايضا بدواعي عنصريه نعم العنصريه كانت موجوده وستظل قبل وبعد الانقاذ ولكنها لم تأخذ الطابع السياسي اذ كانت محصوره في اطار اجتماعي ضيق و في طريقها الى الحل والزوال وان بوتيره بطيئه ولكن ان تصير برامجا لاحزاب وادخالها ضمن وسائل الكسب السياسي بعد ان افلسو فكرا ودينا هو ما سياتي على ما تبقى من هذا الوطن
دمتم بخير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العنصرية في السودان (Re: محمد طاهر تكنه)
|
Quote: التحيه لك الاخ عبد العاطي وضيوفك الكرام والتحيه لكاتب المقال اختلف مع كاتب المقال ان الانقاذ لديها فرصه للتغير وعلى رأسهم من يظن ان اغتصاب الغرباويه من قبل الجعلي شرف والادهي من ذلك ان يديه ملطخه بدماء الابرياء ومن منطلقات عنصريه بحته حيث تعاقب القبائل بجريرة بعض منتسبيها وتثار الفتنه بين القبائل ايضا بدواعي عنصريه نعم العنصريه كانت موجوده وستظل قبل وبعد الانقاذ ولكنها لم تأخذ الطابع السياسي اذ كانت محصوره في اطار اجتماعي ضيق و في طريقها الى الحل والزوال وان بوتيره بطيئه ولكن ان تصير برامجا لاحزاب وادخالها ضمن وسائل الكسب السياسي بعد ان افلسو فكرا ودينا هو ما سياتي على ما تبقى من هذا الوطن
دمتم بخير |
يا اخي تكنة خليني اقول ليك بصراحة , دا موضوع توقعت الموت دونه بل وفي افضل الردود الخروج على خاكم بهذه الاخلاقية ومن ثم الدفع بمحاكمته ولكن في ظل التحكم الامريكي وتصريف غرايشن لامورنا فأعتقد ان الامر سيثار لاحقا عقب فصل الجنوب والضغط بورقة دارفور ومنثم لاهاي المثوى الخير عقب تفكيك السودان والحقيقة الكلام عقلاني ومطروح بشكل اثار اعجابي الشخصي ورايت اشراك الناس فيه .
[email protected]
..............................................................حجر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العنصرية في السودان (Re: الرفاعي عبدالعاطي حجر)
|
Quote: لقد عششت العنصرية في السودان، وباضت وفرخت دواهي وأهوالا . ولا تزال آثارها ظاهرةً في الخرطوم ومدن السودان الكبيرة التي كل شيءٍ فيها يقول أن العنصرية مرت من هنا . انظر إلى من يشغلون الوظائف المميزة ، وغير المميزة في دواوين الدولة . انظر إلى من يركبون السيارات الفارهة، وإلى من تبدو عليهم سمات الغنى والرفاه ، وإلى من يحملون ألقاب أصحاب الأعمال . انظر إلى من يسكنون المدن والأحياء التي اتخذت أسماءها من جنان الله في الدنيا قبل الآخرة . بل انظر إلى سحنات من يتنعمون بخيرات بلادنا من فرع وضرع وبترول وذهب . تجدهم هم أولئك الذين تتهامس المجالس في قرى ومدن المهمشين بأنهم يستأثرون بخيرات البلاد دون غيرهم , هم وأهلوهم وذووهم وأقاربهم يتوارثون ذلك جيلاً بعد جيل . عفا الله عما سلف فيما سبق ، ولكن يبدو أن ذات الدور يستحيل أن يتم في المستقبل المنظور وغير المنظور |
عزيزى الرفاعى تحية وبعد مشاكل السودان المعقدة لا يمكن ان يسهم فى حلها تداول انصاف الحقائق والافادات غير الموثقة والتى تجد من يروج لها عبر الاجيال وهكذا تصير كالحقيقة الدامغة - هل كاتب المقال اجرى بحث علمى خلصت نتائجه الى هذه النقاط التى ذكرها هل كل الموظفون ذوى الوظائف المميزة ليس بينهم ممن ينحدرون من اصول غير شمالية سواء كان ذلك فى سلك المدنيين او العسكريين وباعتبار صحة هذه الفرضية هل تم الترتيب لها ووضعها كدستور او اجندة مخفية بمعنى هل يتم رفض المتقدمين للوظائف فى السودان بسبب اصولهم وهم مؤهلون اكاديميا لهذه الوظائف ؟ ولماذا تم السماح لهم من الاساس بالانخراط فى التعليم المجانى وتضييق الفرص على ابناء الشمال !!! وهل يصير اى شخص لم يجد حظه فى الوظائف المميزة او السيارات الفارهة او الاعمال هل يصير مضهدا حتى لو كان من اصول شمالية وبالمقابل هل من يمتلكون هذه المزايا من غير الشماليين هل تتنتفى عنهم واقعة الاضهاد والتمييز ويشعرون بالمساواة فى الحقوق والواجبات وهل اذا فقد هذه الامتيازات يعود مرة اخرى الى التخندق , واقول انصاف الحقائق لانه بالفعل اهملت الحكومات التنمية المتوازنة والاهتمام برفاهية وصالح المواطنين فى شتى البقاع مع توجيه معظم الثروة الى مدينة الخرطوم ليهنا بها قلة من سكانها المختلطة اعراقهم وقد كان من الممكن البدء بعالجة هذا الامر وتدارك الوقوع فى مشاكل النزاعات المسلحة بقليل من الحكمة ولى عودة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العنصرية في السودان (Re: احمد التجانى احمد)
|
الحاجة المحيرة يا احمد التجاني انه زول عنده وعي سياسي زي الرفاعي يبدا في اعادة تسويق الكتاب الاسود الذي كتبه الكيزان انفسهم !
الرفاعي يا صاحب , لا تفقد البوصلة فتتردى وتصبح قلما من اقلام الترابي وانت لا تشعر
| |
|
|
|
|
|
|
بشبش وشيخنا (Re: محمد طاهر تكنه)
|
Quote: التحيه لك الاخ عبد العاطي وضيوفك الكرام والتحيه لكاتب المقال اختلف مع كاتب المقال ان الانقاذ لديها فرصه للتغير وعلى رأسهم من يظن ان اغتصاب الغرباويه من قبل الجعلي شرف والادهي من ذلك ان يديه ملطخه بدماء الابرياء ومن منطلقات عنصريه بحته حيث تعاقب القبائل بجريرة بعض منتسبيها وتثار الفتنه بين القبائل ايضا بدواعي عنصريه نعم العنصريه كانت موجوده وستظل قبل وبعد الانقاذ ولكنها لم تأخذ الطابع السياسي اذ كانت محصوره في اطار اجتماعي ضيق و في طريقها الى الحل والزوال وان بوتيره بطيئه ولكن ان تصير برامجا لاحزاب وادخالها ضمن وسائل الكسب السياسي بعد ان افلسو فكرا ودينا هو ما سياتي على ما تبقى من هذا الوطن دمتم بخير |
تحياتى اخى الكريم شاهدت الفيديو الذى تحدث فيه الترابى ونسب ما فيه للرئيس البشير.. بالرغم من اننى لا انتمى للأسلاميين الا اننى لا اصدق ان كلام مثل يمكن يخرج من صعلوك عادى فى اى ناصية او محطة..أو جنبة دعك من رئيس دولة.. شهادات الترابى مجروحة فى حق ابنائه ولا يستقيم ان نصدق ما يقول..فيهم..الرجل يمتلئ غيظا وحنقا..ويعمل بمنطق ندق الصفايح ونطلع الفضايح..والحقيقة تقول ان فضيحته شخصيا فى النيل من الدايمقراطية التى يتباكى عليها الان اكبر غايتو حقو يحمد ربو..انو تلاميذو ديل اتحملوهو كتير..لدرجة انو البشير دا زارو فى بيتو..وباس راسو..وقال ياعمو يا شيخنا العفو والعافية بس الظاهر..انو الاسلاميين ديل خلافاتم غير..وما بتنتهى الا والقبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حــــجر.. (Re: مُحَمَّدٍ عِوَضٌ احْمَدُ)
|
أخى الفاضل الاستاذ الرفاعى
لك التحية و لك التقدير على الدوام
Quote: من التوظيف والعمل بناءً على المنافسة الحرة القائمة على المؤهلات ، وليس على العرق والواسطة والمحسوبية والفساد . أخاف على بلادي إن سارت على النهج السابق، من مصير التفتت والانقسام ثم الاحتراب . وقد أنذرتنا حالة الجنوب بذلك ، وانفصاله لا شك واقع ، وقد فات أوان تداركه . |
التوظيف فى مرافق الدولة المهمة و السيادية لم تكن فى فيه المنافسة حرة وفقا للمؤهل و القدرات
و انما على اسس و قياسات اخرى ... السودان لهذه الاسباب و غيرها كثير قد دارت فيها الحروب و سوف
تندلع فيها مزيدا من الحروب و ابلاد قد انفصلت و هى فى انتظار الانفصال ابلرسمى الذى يقره و يعترف به
المجتمع الدولى و منظماته التى شهدت توقيع اتفاق السلام السودانى ... و بقية اجزاء السودان الاخرى سوف تتفتت
الى قطع صغيرة بالتصويت الى الانتماء شمال او جنوبا و من ثم تأتى بقية الاقاليم الاخرى
و لا أشك الحروب سوف تقع مرة اخرى بين بنى السودان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حــــجر.. (Re: الرفاعي عبدالعاطي حجر)
|
يا رفاعي تشعبت العنصرية البغيضة فاصبحت تأتي بالف شكل 1 عنصرية العرق 2 عنصرية اللون 3 عنصرية الانتماء الديني 4 عنصرية الانتماء الحزبي او اللون السياسي 5 عنصرية المنطقة 6 عنصرية الولاء و الاف الاشكال الاخري وكل واحدة من هذه الاشكال تودي البلد في ستين داهيه خلين نمسك واحدة واحدة و بس خلينا في جدة شوفا كيف بقت الف فرقة و فرقة وكل فرقة لها مدافعين عنها و تكيد للفرق الاخري ولك الويل ان جالست فلان او علان فان في هذه الحالة صاحب بالين . و اصبحنا لا نعرف ان اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية .. واذا خالفتني الرأي فانت مع الفرق الاخري .حتي اصبحنا قطيع من الماعز يقودة راعي مخمور . لا يعرف موطن الكلاء لك تحياتي علي المجهود المقدر
| |
|
|
|
|
|
|
|