|
بوست توثيقى لفعاليات احياء الذكرى الخامسة لرحيل المفكر السودانى الخاتم عدلان .
|
الثلاثاء 20 ابريل 2010 كانت ضربة البداية فى احياء الذكرى الخامسة للرحيل الجسدى للأستاذ الخاتم عدلان , بشلالات من الانغام من فرقة ساورا . فقدنا الخاتم فى مرحلة عصيبة كنا فى حاجة اليه فيها . فقدناه فى وهو فى قمة نضج العطاء الفكرى , رحل عنا وترك لنا اشارات على الطريق , طريق الإستنارة والوعى . نمضى على الطريق دون تقديس , ودون خلق ايقونات لا تمس , بل نمضى ونحن نعرف قدره , وقدر كل رواد الوعى والإستنارة فى شبه القارة السودانية . الوعى والإستنارة شعاع لم يبدأ منا فقط , ولن يتوقف عندنا فقط . طريق طويل , مسيرة لا تنتهى , والخاتم ترك فيها بصمات اصابعه , واثار اقدامه , وكلماته . التحية لروحه , ولروح كل الذين قدموا ورحلوا , ولكل الذين يقفون تحت وهج الشمس يقدمون فى صبر .

|
|

|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقى لفعاليات احياء الذكرى الخامسة لرحيل المفكر السودانى الخاتم عدلان . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|

يمامة الشعر السودانى , الأستاذة أيمان ادم , افتتحت الأمسية ان لم يكن لك ما اقول كيف الغمام مدمدماً , بدأ الهطول كيف انبجاس الماء يا موسى بقلب الصخر سيان اصفرار الزرع .. سيان اخضرار الزرع فى الارض الذلول ظل على الحس الشفيف وهرطقات بالطنون كيف التارجح بين شرنقة التلاشى والتورد بالحضور بين الضجيج المستجيش طلاقةً وبين اطباق الذهول ضدان لا ضربُ من الهذيان حين تُضمخ الايام من عبق الافول حين انطلاق العمر فى خطين مختلفين ما بين النضارة والذهول واراك تُغرينى برونقة الفصول لك ما تشاء ومن تشاء يا من تبرج بالحلول من كان مثلك رقةً وقداسةً احرى بان يلقى القبول ان تأتلق او تحترق منه الحقول لك ما تشاء لك الصباحات النديات على غر الخيول ولك ابتسامات الصبيات الغريرات , وربات الحجول . وتواصل اليمامة التحليق شعراً لحبك يا فاتنى , تنحنى الفكرة الساذجة بكفك يا قاطفى , تقطف الثمرة الناضجة وقدمت النص الدارجى :- تقيف ليك فى رمش عينك وتفتحا ليك بالقوة تشد شوقاً بلا مجداف تفارق الضفتين عنوة رهق جوه رهق يا سيدى ما بينقاس حنين وحنان سجينى وسجنى والحراس نديم وكأسى , رحمن قلبى والوسواس ... ... يا هجة خيوط الليل يا كل العزمتا عليك , وشلتو معاك خفيف وتقيل يا النغم البيفضح فينا حر الوجعة والتعليل انا يا دنيا طمبارة ومزرعية وسرجانى الهموم يا خيل خبب يا خيل شجن يا حب حبب يا كاس وطول يا ليل اقيف راس حربة يا احساس ودفق فى مسارب الهم يقيناً شد بيهو الحيل وميل يا حبى زى ما تميل .... .... انا يا دنيا مقتدرة وخرافية انا كل الفصول والقول انا الميس والعريس والزين
| |

|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقى لفعاليات احياء الذكرى الخامسة لرحيل المفكر السودانى الخاتم عدلان . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|

وانطلق المارد من القمم , محمد طه القدال , وهو يحكى شعراً عن قصيدة كتبها بعد 10 سنوات من انقلاب 1989 عشرة سنين وريدك موية عشعش بالسموم والفاقة ومن بعد الغنج والروقة جاتك طامة لا شبال بناتك هفة , لا بتعرف عيالك طوية لا صفقة ولداك لامة والغمة العليك ساساقة ما اجدت شموسك طاقة قلبك رفة من وجع الملاريا العامة ميتة وخامة عندك فيها شن بتقولى عندك لا جمل لا ناقة عشرة سنين وعشرة سنين بنات الحفرة وبنات الغش ودقناً نطعة فوق الوش وشال شاويش وسُمنة جديدة لا بتندارة , لا بتنفش وزير قدامى بالنهب المصلح تام والقلل الوراهو حمام مكرفس بالزبيب والتين يخجن كان ضحك كان هش وعين غرويدة من سهراً قيام الليل على الهبرة ال وراء التمكين ف يا ويلك من اللغة واستلاب الحرف يا ويلك من التفعيل ومن معنى التوالى التاه يا ويلك من التمكين .. ويا ويلك من التعليل ومن قولاً صبح شفرة اذا هذا الهبر فى الفقر ف كيف الهبش فى الوفرة ؟ .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقى لفعاليات احياء الذكرى الخامسة لرحيل المفكر السودانى الخاتم عدلان . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|

والعائد من هجرته الطويلة ومهجره البعيد , خطاب حسن احمد , قال لنا :- والدنيا تشبه يوم معاى وابقى احوج ما اكون لحضورك وبالجد ادورك فجاة يسطع فينى نورك والقاك نبتى , من تراب السكة سديتى الافق ونضحك من الواقع سوا لما يومك القاه يومى وفصيل همومك من همومى نضحك من الواقع سوا نحنا القدرنا على التعب حرقتنا اللسنة اللهب ولسه ماسكين الدرب يا صاحبة فى الزمن الصعب عطر خطاب الأمسية بالشعر :- وتحت هديل موجات مسافرة على شواطىء بتعزفها ونبدأ المقيل كم يوم وليل منديل توشح اوفى بالوعد النبيل قبلك هزيل ضوء النهار قبلك طويل اليوم ونار قبلك الزمن الهزار وبمشى كان عكس المدار .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقى لفعاليات احياء الذكرى الخامسة لرحيل المفكر السودانى الخاتم عدلان . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
الأعزاء في مركز الخاتم عدلان في هذه الأيام تمر لذكرى الراحل العظيم الخامسة التي تصادف هذا التزييف التام لإرادتنا .وعلى يقين بأن الخاتم لو عاش لهذا اليوم لقاومه بفكره النير ذي المضاء، و بلسانه المبين وبقلبه وبيده .الخاتم عدلان باق فينا.فلتعش ذكراه.
تمساحة القلب
إلى الخاتم عدلان أين في تمساحة القلب المحبّة؟ قمطرت فاكهة فينا وأبّا في زمان لا يدوم واشتياقات لأحباب تولوا في التخوم ربضوا خلف الغيوم أو تشابوا للنجاة وسط أمواج الزحام أو تغذوا بالهموم في بلاد أبدعت حرثاً وغرساًً
والشجون في بلاد سبقت ضوئيتين (فرسما) كانت وروم
والحنين
لبلاد هطل الليل عليها
سائلاً بمنايا وضريع فطرها الفاشيُّ شبّا
وصديقٍ في مضيقٍ قال آه قلبي المحزون أرخا سمعا فتنادت خفقة منه ولبّا
من خشاش الأرض أهلى يأكلون من قرون كالسّوائم
مثل لصٍ دخل الطاعون بين اللقمة الأولى وأحلام البطون شاهراً صيفاً محلى بالجفاف 13 ابريل 2005
كتبتها قبل عشرة أيام لوفاة الراحل الخاتم عدلان عقب محادثة تلفونيةمعه هالني فيها ما اعتور صوته من سقم.
***
خاتم
(هزني موته .... بزني في الوجود)
خارج أنت من قرية إشرأبت إلى بلدة تشرئب إلى المدن القروية. خارج أنت من جبها "دكّة" رقدت في الظلام وقد وقفت في مشارفها الأعمدة مثل شوكةحوت لا تنير ولا تنقلع وتفوت. حرموها ديارك نشهد أنك نورت بالحسن والكهرباء الدماغية الساطعة كل أمداننا والقلوب خرجت إلى قبة في سماء الوطن وطاف شعاعك أرجاءهـ الشاسعة وقد همدت في ظلام القرون وتزرع حسنك مندلقاً فائضاً عن وعاء البذور فكرة فممارسة فكرة فممارسة في بلاد حباك مظاليمها حبهم ثم علَوك حتى غدوت نديد الشموس ويفتح ظالمها سجنه لرؤاك يشن عليك القتال الضروس واشهد أنك ثاني اثنين فكا طلاسم شفرتنا المروية ثاني اثنين حلقت ثم صعدت وحيدا وفي البال غصة فثم مقال.. وحتى .. وأشهد أن الحياة بدونك منقوصة إذ كأن الشهيق انقطع أي برق خبا برهة عن شعاع لمع أي قصف هدر؟ وقر حل آذاننا لم تعد للسمع
الخطا أنت سيدها راجلاً في دروب تشقق عنها التعب
حياتك كانت حياة رفاقك منظومة من شقاء وفي القلب ترنيمة للحقيقة معزوفة بالتعب أينما سرت كان حصارك فالظلم ينصب أزلامه لا ترى غير أحلامها الحجرية على كل درب مشيت تعب منذ عهد سحيق تعلمت فيه الحقيقة و(البانصب) الحزون المديدة كانت (مديدة) وجباتك الخاطفة وبليلة أيامكم في اختفاء و(جرايتكم ) في السجون العديدة واللحون البعيدة تسمعها حين تدمي القلوب الخطا واقفا وأشهد انك أحسنت تشذيب أوراق أفكارنا كنت تعبقر لي قلمي وإذ تبتعد تصير الكتابة باهتة فاترة ولم أبك مهما بكيت كما ينبغي لكأن الرحيل المبكر,أصبح حيث البكاء المؤجل , في المرجئة نحن صحبك يبكيك إخوانك القادمون في غب أجيالنا القادمة وتبكي النساء الرجال فنحن لدينا دموع غدت من رمال وأشهد إن الذي ضاع منك على العالمين الألق والتوقد والحب هذي النجاعة هذي الشجاعة والإستنارة هذا الجمال لو حباك الزمان برهة من سنين وعافية لامتشقت حساماً حساما طريقكما واحد كنت وحدك بينكما عائق من سياج الطفولة وحدك في لجة من قتام وكان الوغى لك تخوض فتنسى وجودك فيه
*** حزين لان الغنيمة للماكرين الوغى لك .. يقيناً فإن الهزيمة للقاعدين.
ــــــــــــــــ بعد رحيل الخاتم الداوي بشهرين أدخلت الكهرباء إلى بيوت أهالي قريته(أم دكة الجعليين) بعد أن كانت الأعمدة والأسلاك منصوبة سنين عددا علماً بأن الكهرباء دخلت معظم قرى الجزيرة قبل سنوات.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقى لفعاليات احياء الذكرى الخامسة لرحيل المفكر السودانى الخاتم عدلان . (Re: Bushra Elfadil)
|
وغرد القدال :- فى البحر الفضل تحتانى ناس عرفاها , ناس عرفاك , ناس عرفانى قرقور السمك ودانا ل دابى الخشش عمال الطمى الصرقيلة والقرموط ود الموية كانت نايمة عجال البحر كانت نايمة بين حجرين وعمال الطمى الصحونا خابرين الدروب مرقوبنا فى مشرع مسراب الضى لقينا الدنيا تترجنا ... ... الناس التحت خابرين عمايل اليانكى مرة معونة للغاف , ومرة دوانكى شن معناهو جيبهن كان ملاوهو بوانكى وصوتها مكتل ام جلبين سيوف وسوانكى قولن للاخلوا ديراهم دمك فرهد فى نارو غور فى الارض صقرين اولاد الارض ما طاروا لحمى غطى بن عمى شو صار حالو يا امى منديل العرض فى بيت التين دمى ما يخلى دمى احنا من دير ياسين صرنا فى جذر التين عم نسقى بعض حب الزيتون بدو يرجع للطين صابرة تحت الدورية صابرة تحت الدورية صابرة تحت الدورية صابرة فوق الدورية يا حال الضد لحم الطفلين نابت غصن الحرية جذرى مو فى شاتيلا حنا فى الارض .. ارض فلسطين يا امى هيلا , هيلا جذرى مو فى شاتيلا . وغرد خطاب :- اخشى عليك انتكاسات النجاحات العظيمة حبيبتى البلد يا واقفة فى خطوط التماس خليها صاحية خطوط تماسك الفوضى عمت , الناقصة تمت ودق النحاس فراغا كلامك سنابك رصاصا عيونك تعارك اضاحك مصيرى واجيكى ... ... لانو انتصارك هزيمة ووقع فى الحفرة القديمة واخشى عليك التباس فكرة النصر والهزيمة واخشى عليك ارتكاس النجاحات العظيمة وما بنينا من اساس خليها صاحية خطوط تماسك خليها ممشى لطفل مارق من ترابيس البنادق والحزن يا طفل مارق ل شجن فى خرابات اندفن فى محطات اتنسى ياما , ياما , واتسجن حبيبتى البلد وغردت أيمان :- ما بين ضفة دجلة ردحاً وقلب الفرات نام هونا واغفى ثم فرخ قبل الميعاد ... ... اطلع منى واتلقاه ب صبرى وكايس فيك ل عذرى تحانيسا بلا الشفع اجاويدا تقوم وتقع ويا روحى الجميل تبريه ومنك تبتدى العلة جمال الذات فى ذاتك حميم العصرة والذلة وشوقا اصلو لا بيفتر لا فى يوم بيتبلا ونجما سارى ليهو الليل كم تحلمبو يدلى وبسم الله ب ترحمن قلبك المفزوع توسع ب هواك صدرى




| |

|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقى لفعاليات احياء الذكرى الخامسة لرحيل المفكر السودانى الخاتم عدلان . (Re: خالد العبيد)
|
تحية لكم من على البعد أيها الإخوة والأخوات الأفاضل في مركز الخاتم عدلان وأنتم تحتفلون بذكرى رحيل أحد مشاعل الاستنارة في تاريخ بلادنا الحديث. ليت أن الظرف كان يسمح ، إذن لكنت معكم أستمع وأسمع الآخرين بضع كلمات كتبت وجثمان الخاتم عدلان لما يوارى الثرى ذاك اليوم الكئيب. المساهمة أدناه هي جهد المقل ، فأرجو قبولها.
طِفْلٌ مِن "أُم دكّة الجعْلِيِّين" * ===================== (إلى روح الخاتم عدلان!)
ما لقلبي يحدّثُني أنّ ضوءَ ابتسامِكَ منْشطِرٌ غيْرما كنْتُ أعْهدُهُ فيكَ؟ هل في ابتسامِكَ معنىً ومبنىَ، وسرٌّ تخبِّئه بين جنبيْك غيرالمعاني.. وغير الحديثِ عن الوطن المستريحِ بقلبي وقلبكْ؟ قلبي يحدِّثني أنّ صوتَكَ يا صاحبي غيْرُ صوتِكْ! يأتي برُغْم ابتسامِكَ محتقناً بالدموعِ وشجْوِ الرّحِيلْ!! لم نصدّقْ رحيلَ النيازكِ في عَتمةِ اللّيل! إنّ الكواكبَ ميّالةٌ للعُلا آهِ من جَهْلِنا !! حسبْناكَ تخدعُنا مثلما كنتَ تفْعلُ مختبئاً مرّةً في القلوبِ.. ومندفعاً تارةً في زحامِ الملايينِ من فقراءِ الوطنْ! طليقاً تضمّك أكواخُهم ضاحكاً من غباءِ الطّغاةِ ومن عادياتِ المِحَنْ! حسبناك أسرجْتَ في غفلةٍ صهوةَ الحُلُم الأبديِّ كما كنتَ تفعلُ.. أن يصْبحَ المعدَمون الجِياعُ ملوكاً على الأرضِ ! أن يملأوا بالرغيفْ السِلالْ وأن يهزموا الزّمنَ المتنكّرَ في جُبّةِ الدّينِ.. والمال والبندقيّهْ ! وأنْ يعلنوا أنهم سادةٌ .. لا رعِيّهْ !! حسبناك.. يا آهِ من جهلِنا .. تتأهّبُ للنومِ من رهَقٍ عابرٍ بيْدَ أنّكَ في غمضةِ العينِ أسلمت للهِ ديْناً عليكْ وعُدْتَ إلى حيْثُ أعطيْتَ بُستانَ عمرِكَ عُدْتَ إلى وطنِ الحبِّ للسادةِ المعدمينْ! طليقاً كما كنتَ.. يا أيها الطِّفلُ من بلدي من "امْ دكّة الجعليين"!
========================== فضيلي جماع
تنويه: القصيدة أعلاه ضمن مجموعة شعرية تحمل عنوان: (شارع في حي القبة)، من إصدارات الدار العالمية للطباعة والنشر- القاهرة
| |
  
|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقى لفعاليات احياء الذكرى الخامسة لرحيل المفكر السودانى الخاتم عدلان . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
Quote: قلبي يحدِّثني أنّ صوتَكَ يا صاحبي غيْرُ صوتِكْ! يأتي برُغْم ابتسامِكَ محتقناً بالدموعِ وشجْوِ الرّحِيلْ!! لم نصدّقْ رحيلَ النيازكِ في عَتمةِ اللّيل! إنّ الكواكبَ ميّالةٌ للعُلا آهِ من جَهْلِنا !! حسبْناكَ تخدعُنا مثلما كنتَ تفْعلُ مختبئاً مرّةً في القلوبِ.. ومندفعاً تارةً في زحامِ الملايينِ من فقراءِ الوطنْ! طليقاً تضمّك أكواخُهم ضاحكاً من غباءِ الطّغاةِ ومن عادياتِ المِحَنْ! حسبناك أسرجْتَ في غفلةٍ صهوةَ الحُلُم الأبديِّ كما كنتَ تفعلُ.. أن يصْبحَ المعدَمون الجِياعُ ملوكاً على الأرضِ ! أن يملأوا بالرغيفْ السِلالْ وأن يهزموا الزّمنَ المتنكّرَ في جُبّةِ الدّينِ.. والمال والبندقيّهْ ! |
كل التشكرات الشاعر الفذ فضيلي جماع . ما حرمنا الله من ابداعك , ومن موسيقى كلماتك العطرة . اسعدتنا الكلمات .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقى لفعاليات احياء الذكرى الخامسة لرحيل المفكر السودانى الخاتم عدلان . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
كلمة البداية فى الأمسية كانت من مدير مركز الخاتم عدلان , دكتور الباقر العفيف

مساء الخير باسمى , واسم اسرة الخاتم , واسرة مركز الخاتم عدلان . ارحب بكم جميعاً , واشكركم جزيل الشكر على مشاركتنا احياء هذه الذكرى . احاديث الذكريات الغرض منها ان تكون فى يوم الرحيل نفسه . يوم رحيل الخاتم كان من اشد الايام الماً فى حياتى .. انا لدى تجارب موت اشخاص ارتبطت بهم ارتباط قوى , او ارتباط روحى , الأستاذ محمود محمد طه , والأستاذ سعيد الطيب شايب , ولأستاذ والاخ الصديق الخاتم عدلان , شخصيات تركت اثراً فى نفسى وعقلى , وكان لرحيلهم مذاق مختلف . سمعت الأستاذ محمود يقول ان الموت تجربة مثيرة يجب على كل انسان ان يمر بها ويتذوقها . فكرة ان تجربة الموت هى تجربة مثيرة فى حياة الانسان تركت بصماتها فى ذهنى , بانها شيىء معكوس يتطلع لها الانسان ويعتبرها واحدة من الاشياء المثيرة فى حياة الانسان . ان تنظر للموت كتجربة مثيرة , افضل من ان تنظر له كتجربة مخيفة .. لم يكن عندى شعور بالحزن عند اعدام الأستاذ محمود محمد طه , كان عندى شعور بالفقد , ولا اذكر انى حزنت ابداً لكن كان هناك احساس بفداحة الفقد , ونفس هذا الشعور كان لدى عندما سمعت عبر سماعة نباء انتقال الأستاذ سعيد الطيب الشايب , وسعيد من الذين احبهم جدا , والذين تركوا اثر كبير جدا فى حياتى . لكن هؤلاء كانوا يعيشون بيننا , ولكنهم فى الدار الاخرة , فى حياتهم وسلوكهم وممارستهم اليومية اوشكوا ان يمحوا الجدار الرقيق بين الحياة هنا والحياة فى الدار الاخرة , كانوا متصالحين مع الفكرة , فكرة الموت , وانه عبارة عن انتقال من مكان لمكان , من عالم لعالم . عندما كنت اقرأ للأستاذ محمود , توقفت عند تناوله للموت عند مصطفى محمود , حيث قال الأستاذ ان مصطفى محمود يعتبر الموت نهاية , والانتصار على الخوف من الموت يأتى بواسطة اليأس من الانتصار عليه , والأستاذ محمود رد عليه بانك ارخصت عزيزاً , وان الانتصار على الخوف من الموت لا يأتى عبر اليأس من الحياة , وانما بان تفهم ماهية الموت ومن انه ميلاد جديد فى حيز جديد . عندما انتقل الخاتم , حزنت حزن شديد , وما كنت اريده ان يموت اطلاقاً , كنت اصلى فى سرى ان تحدث معجزة وان لا ينتقل , وفكرة انه قد يموت كانت فكرة مرعبة .. السبب غير علاقتى معه , انه كان يُحب هذه الحياة , يُريد ان يعيشها , وان يوظفها , وكان الخاتم يوظف الحياة توظيف غريب جداً , بين الفكر وانتاج الفكر وبين النضال , ومن اجل تحسين الحياة للآخرين , وبين الاستمتاع بالحياة . وعديد من المرات سمعته يقول -يا سلام الحياة حلوة . كان يقولها باللغة العربية واللغة الانجليزية , وفى ايامها الاخيرة قال لى -انا بحب الحياة , وح اصارع فى الموت لاخر ثانية , هو بجبد وانا اجبد , عشان انا بحب الحياة وعندى مشاريع كتيرة عايز اخلصها . وقال لى انه لا يخاف من الموت . فى هذه الذكرى قدمنا الدعوة لبعض اصدقاء الخاتم , الذين التقوا به فى مسرات الحياة المختلفة , فهذه ليلة الخاتم , ونريد ان نقول , ويقول معنا الجميع ما الذى يعنيه بالنسبة لنا .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقى لفعاليات احياء الذكرى الخامسة لرحيل المفكر السودانى الخاتم عدلان . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
(ابحث عن كتاب للخاتم يحمل عنوان : المنظور الاعتباطي واذكر انه كتاب صغير طبع طبعة شعبية عام 86 او 87 كيف اتحصل على نسخة؟)
عزيزي خالد عبيد الكتاب واسمه المنظور الاحتباطي وليس الإعتباطي ليس للخاتم عدلان بل لباحث اسمه على ما أعتقد سيد إدريس وهو عبارة عن نظرية في تفسير الأحلام المجهضة التي سمى كل حلم منها (حبوطاً)باعتبار أنها هي المسببة للأمراض النفسية . الكتاب المثير للجدل نشره الخاتم في (مركز الوسيلة للنشر) الذي كا يشرف عليه وهو مركز متواضع أقامه الحزب الشيوعي عقب الانتفاضة مباشرة وكان مقره بسوق بحري وليس لديه موارد مالية تكفي.سالت الراحل الخاتم عن الكتاب وكاتبه وكان رأيه فيه أنه كاتب لديه نظرية مدهشة. قرأت ذلك الكتاب وقمت مع كاتبه وكان معلماً بالمدارس الأولية فيما اعتقد بتجارب عملية لمعالجة أشخاص فسر أمراضهم النفسية بأنها عبارة عن احلام مجهضة لكن لم تحرز تجاربه نتائج تذكر.الكتاب كله لا تتعدى صفحاته الخمسين صفحة وهو من الإصدارات التي ربما تثير الجدل حولها مثل طب الأعشاب. جوبه كاتبه بمواجهات حادة مع الاطباء ولا ادري اين هو الآن.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقى لفعاليات احياء الذكرى الخامسة لرحيل المفكر السودانى الخاتم عدلان . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
Quote: عندما انتقل الخاتم , حزنت حزن شديد , وما كنت اريده ان يموت اطلاقاً , كنت اصلى فى سرى ان تحدث معجزة وان لا ينتقل , وفكرة انه قد يموت كانت فكرة مرعبة .. السبب غير علاقتى معه , انه كان يُحب هذه الحياة , يُريد ان يعيشها , وان يوظفها , وكان الخاتم يوظف الحياة توظيف غريب جداً , بين الفكر وانتاج الفكر وبين النضال , ومن اجل تحسين الحياة للآخرين , وبين الاستمتاع بالحياة . وعديد من المرات سمعته يقول -يا سلام الحياة حلوة . كان يقولها باللغة العربية واللغة الانجليزية , وفى ايامها الاخيرة قال لى -انا بحب الحياة , وح اصارع فى الموت لاخر ثانية , هو بجبد وانا اجبد , عشان انا بحب الحياة وعندى مشاريع كتيرة عايز اخلصها . وقال لى انه لا يخاف من الموت . فى هذه الذكرى قدمنا الدعوة لبعض اصدقاء الخاتم , الذين التقوا به فى مسرات الحياة المختلفة , فهذه ليلة الخاتم , ونريد ان نقول , ويقول معنا الجميع ما الذى يعنيه بالنسبة لنا . |
شكرا يا باقر على هذا الوفاء كلنا محزونون لفقد الخاتم
قاسم المهداوى
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقى لفعاليات احياء الذكرى الخامسة لرحيل المفكر السودانى الخاتم عدلان . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|

وتحدث فى أمسية حديث الذكريات العميد معاش عبدالعزيز خالد مرشح رئاسة الجمهورية , ورئيس المجلس المركزى للتحالف الوطنى :-
بسم الله الرحمن الرحيم ومساء الخير لكم جميعاً تحية الحرية والتجديد مثل هذه المناسبات عندها نكهته الخاصة , ونتمنى ان نوفى بعض حق الخاتم علينا . مركز الخاتم بؤرة إستنارة , واعظم فكرة هى فكرة المركز , فهو إستنارة مستدامة . الخاتم كان متعدد المواهب والقدرات بشكل غريب , كان مفكر وسياسى , وقد خرج بفكرة حركة القوى الجديدة , وليس انه مجرد شخص خرج من حزب وتمرد عليه , كانت ثورة فكرية , صحيح انه لم يكن الشخص الاول حيث انه فى فرنسا واسبانيا حدث مثل هذا التحول . ولديه جانب اخر هام , انه لم يقود معركة ضد حزبه السابق , ورغم انه كانت هناك محاولات فى البداية لصنع معركة لكنه تجنبها , اذكر عندما التقينا لاول مرة فى القاهرة اننى اُعجبت بطرحه , ويلاحظ الناس ان برنامج حركة القوى الجديدة فعلاً قد قدم افكار جديدة . جانب اخر انه كان سياسياً بارعاً جداً , منذ ان كان تلميذاً , والخاتم قد لعب دوراً هاماً فى التجمع الوطنى الديمقراطى , عندما كان الناس فى السجون وهو تحت الارض , عندما ساهم مساهمة كبيرة مع اخرين فيما عرف بميثاق التجمع الديمقراطى , لكن عندما خرج للخارج , وقدم طلب للانضمام للتجمع , تم رفض هذا الطلب وكان هذا موقف غير صحيح من التجمع وغير وفى . عندما قدم الخاتم طلب عضوية للتجمع كانت هناك فقرة تقول ان من يخرج من حزبه ويكون حزب بنفس الاسم القديم يتم رفض طلبه , لكن الخاتم جاء باسم جديد , ولذلك كان موقف فصائل التجمع غير سليم وعليها ان تتعرف الان بذلك . كان الخاتم مفواض صبور , لديه المقدرة على ان يقوم بالتفاوض لمدة سنة كاملة يتفق ويختلف معك ويستمر فى التفاوض , عندما جاء لاسمرا ظل يفاوض فى الارتريين بعناد بانه يُريد بداية الانتفاضة المسلحة وظل لمدة شهر يقول لهم انه يستحق كثورى ارض ينطلق منها وقال له الارتريين انهم يقومون بتوحيد الناس وان عليها ان يبحث عن اقرب ناس له , فقام بالمفواضة مع الحركة الشعبية والتحالف , وفى النهاية اختار التحالف وكانت تجربة هامة جداً ومفيدة للطرفين بالنسبة لنا خاصةً . معروف عنه انه كاتب وصحفى , وكان مدافع صلب عن حقوق الانسان , والخاتم مترجم بارع , قام بترجمة جزء مهم من كتاب (الجيش والسياسية) للعميد ميرغنى حمزة , وفى الكتاب هناك جزئية خاصة بلائحة الاتهام فيما يختص باعدام ال 28 ضابط فى رمضان , قام الخاتم بترجمة هذه الائحة وقدمها لمحكمة العدل الدولية . كان الخاتم متحدثاً بارعاً وانا سمعته يتحدث فى اكثر من مكان للجماهير .. جانب مهم فى حياة الخاتم وهو انه رغم الجانب الاستراتيجى كان ملك التكتيك , القدرة على خلق عدد من الخيارات الربط بين التكتيك والاستراتيجية وهى ميزة نادرة . سنة 92 حدث اجتماع فى جدة , مؤتمر اطلق عليثه بعض الناس أسم مؤتمر الوسطية , وحضر الخاتم برؤية استراتيجية اقليمية , بعض الناس تحدثوا ان الخاتم (شال قروش) وهذا هراء وكذب , الخاتم كان فارع الكبرياء وهذا امر لا يشبه الخاتم باى حال من الأحوال , كان الخاتم يعتقد انه من الممكن تكوين مجموعة اقليمية لدعم المعارضة السودانية , وليس صحيح ايضاً انه قد توجه للوسطية الأسلامية , ويجب تصحيح هذه المعلومات فى ذكراه . كان عند الخاتم فى ذلك الوقت قناعة بالأنتفاضة الشعبية المسلحة , وخذلته قدراته اللوجستيكية , ولو توفرت هذه القدرات لكان الامر مختلفاً الان . تظل فكرة (حق) وحركة القوى الجديدة الى جسم فاعل , فكرة سيكون لها دور فى المستقبل بتغيير الخارطة السياسية الموجودة . اول مرة قابلت الخاتم كان فى بيت واحد من الاصدقاء فى الثمانينات قبل الأنتفاضة , وكانت هذه اول مرة التقيه عن قرب واناقشه , وبعد الأنتفاضة كنت اتابع كتابته , فى 91 عندما خرجت من السجن , بدات التحضير للخروج من السودان , واتفقت من صديق ان اكون فى منزله , فى اليوم الثالث من وجودى فى بيت الصديق فى الليل , جاء شخص يحمل عصا ويرتدى (عِمة) وذقن كبيرة , واتضح ان هذا الشخص هو الخاتم عدلان وجلسنا نتحدث حتى الصباح فى الشأن العام , فى الثالثة صباحاً ودعته , وكان هو اخر شخص اودعه فى السودان قبل سفرى , وكانت رؤية الخاتم واضحة فى المعارضة وفى الوسائل لاسقاط النظام , بعد ذلك التقينا فى القاهرة . كان الخاتم لديه الجراءة فى طرح افكاره وصياغتها , واتمنى ان يقوم المركز بتبنى اطلق أسم الخاتم على واحد من الشوارع . فى هذه الذكرى يجب الحديث باستمرار عن شحذ النضال السلمى وتعبئة الجماهير , والشارع هو من سيحسم المعركة , وانا اثق ان الخاتم لو كان موجوداً لخاض معركة الإنتخابات , وانا احترام رأى من قاطع الإنتخابات , اتفق معهم فى الحيثيات واختلف معهم فى الطريقة . النضال مستمر , والنصر قدام .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقى لفعاليات احياء الذكرى الخامسة لرحيل المفكر السودانى الخاتم عدلان . (Re: Faisal Al Zubeir)
|

وكان فى أحاديث الذكريات , حديث صديقه د. صدقى كبلو الأقتصادى , وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السودانى :- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اتحدث بدون ورق مكتوب , فحديثى عن الخاتم عدلان لا يحتاج اوراق , اتذكر عن الخاتم الكثير ومن الممكن ان اتحدث حتى الصباح . ابدأ من الرحيل , انا اسكن فى مدينة (برمنجهام) والخاتم يسكن فى (لندن) , اتقفنا ليلة خروجه من الحزب الشيوعى على شيئين , فقد سمعت انه سوف يعقد مؤتمر صحفى مع بعض رفاقه لاعلان استقالتهم من الحزب , اتصلت به عبر الهاتف وقلت له لماذا الاستعجال , فقال لى ان الموضوع قد تم حسمه وان ليس هناك مستقبل للاصلاح من وجهة نظرنا , طلبت منه ان لا يصبح مثل الىخرين الذين خرجوا من الحزب ويصبح الهجوم على الحزب هو شغلهم الشاغل , قال لى انه موافق ولكن فى الغد اثناء المؤتمر الصحفى يجب ان نتحدث عن نقدنا للحزب الشيوعى ولماذا خرجنا منه , والشيىء الآخر اننا قد التقينا فى طريق العمل السياسى حيث اننا دخلنا الجامعة فى نفس العام , وفى العام الاول لم نلتقى فى العمل السياسى حيث اننى كنت اعمل عمل سياسى خارج الجامعة وهو داخل الجامعة , لكن فى العام التالى اصبح أسمى مرتبط بأسمه مثل عائشة الفلاتية وابراهيم الكاشف , دائماً مع بعضنا البعض فى الأختفاء والسجون , قلت له ان هناك علاقة خاصة تربطنا وعلينا ان نحافظ على هذه العلاقة الخاصة , واحتفظنا بهذه العلاقة , وكنا نتبادل الزيارات الأجتماعية , عندما سمعت خبر مرضه تحدثت معه عبر الهاتف , وارعبنى صوته , قلت له اننى سوف احضر له فوراً , فرفض قدومى وقال انه بخير , فى العطلة الأسبوعية ذهبت اليه ومعى زوجتى اخلاص الخليفة , شخص اعرفه منذ 28 سنة , وتشاهد ماذا فعل فيه المرض وانت مُطالب بالتماسك , كانت مهمة صعبة فى حياتى , الخاتم فرح لوجودنا وطلب منا المكوث معه , جلست قربه على السرير , فطلب منى التحدث معه , وقال انه الدواء يجعله اغمض ولكنى اعود من جديد , اخذنا نحكى , وكان هو يتحدث عن الأصدقاء الذين اتصلوا به عبر الهاتف من كل انحاء العالم , وفيهم أشخاص من مدارس فكرية مختلفة , وقيادات فى الحزب الشيوعى كانت صلته بهم قد انقطعت , وأشخاص لم يسمع بهم لسنين طويلة , قلت له اثناء الحديث اننى بدات فى كتابة مذكراتى فى المعتقل , فقال لى اخر وصية اسمعها منه اننى يجب ان اكتب بالتفصيل حيث ان هناك أشخاص يجب ان تتم الكتابة عنهم وان لا يسقط حقهم فى تعريف الناس بهم , وفى الكتاب الذى استعد لاصداره قلت ((اننى هنا انفذ اخر وصايا صديقى الخاتم عدلان)) . كان هناك اندهاش وخاصة من الزملاء فى (حق) كيف ان كبلو الذى كتب (موسم الهجرة لليمين) الذى انتقد فيها الخاتم ورغم ذلك ما زلت صديقه , وهذا امر يجب ان يتعلمه الناس ان الأختلاف فى الراى امر طبيعى . انا لا شك فى قدرات الخاتم , والخاتم خرج من الحزب ولكنه لم يخرج من النضال من اجل الديمقراطية وحقوق الوطن والفرد فيه , وكان مناضل ضد الفكر الاسلامى اليمينى الرجعى طيلة حياته حتى وفاته , وهو ناقد حاد فى هذا الموضوع , ولهذا السبب فقد اصتفاه عبدالخالق محجوب وهو ما زال طالب بالسنة الثالثة فى الجامعة وجعله عضو فى لجنة دراسات الاسلامية بالحزب الشيوعى السودانى , وانا شاهد على ذلك . الخاتم كما قال الباقر كان يحب الحياة , وكانت لديه ارادة عجيبة , الخاتم كمثال كان مدخن خطير جدا , وقد ترك التدخين فى نقاش مع صديق حياته خالد الكد بان يترك التدخين , حيث ان الطبيب طلب من خالد ان يترك التدخين وفى النقاش تحدى خالد , الخاتم انه لن يسشتطيع ان يترك التدخين , كانت فى يد الخاتم سيجارة قام بدهسها وقال له -يا خالد انا خليت التدخين هسع . وحتى لحظة وفاته لم يقوم بالتدخين مرة آخرى .. من منكم سمع الخاتم وهو يغنى ؟ انا سمعت الخاتم يغنى فى سجن شالا , وعرفت الخاتم شاعر وكانت لديه قدرة فريدة على حفظ الشعر , كان يقرأ القصيدة مرتين ويحفظها , كان لديه حب عميق لشعر محمد المكى إبراهيم . الحياة مع الخاتم لم تكن كلها جميلة , اختلفنا , لكننا كنا نقول ان هذا لا علاقة له بالود بيننا , التقينا اول مرة فى سنة 67 , وظللنا نعمل فى السياسية مع بعضنا من 68 , وكنا اول من اقام ندوة سياسية ضد نظام نميرى فى الجامعة فى 16 نوفمبر سنة 70 , تكلم فيها الخاتم وانا , وبعد الندوة كان هناك قرار ان نختفى بعض الوقت ولا نذهب للمحاضرات , تم وضعنا فى مخزن فى الطابق الرابع داخلية كسلا , مكثنا فى المخزن قرابة الأسبوع نلعب الشطرنج ونقرأ الكتب . لن تنمحى فى يوم من الأيام ذكرى الخاتم من ذاكرتى .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقى لفعاليات احياء الذكرى الخامسة لرحيل المفكر السودانى الخاتم عدلان . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
ويتواصل الحديث عن الراحل من الاصدقاء .

الأستاذ التيجانى حسن المحامى :- الخاتم فى صباه الباكر كان يخاف من المطر , أسمه الحقيقى محمد الخاتم الهادى احمد رجب , وعدلان جده لامه , ووالدته توفيت وهو صبى صغير جدا , ويوم وفاتها كانت هناك امطار غزيرة تهطل , ومنذ ذلك اليوم قال لى انه يُصاب بالرعب والهلع من البرق والرعد والامطار , الغريب فى الامر انه تخلص من هذا الخوف وهو طفل صغير بطريقة غريبة , فعندما تهطل الامطار كان يخرج من الغرفة ويظل واقفاً تحت الماء المنهمر من السماء , كرر هذا الامر مرة ومرتين حتى اكتشف ان المطر غير مخيف , كانت لديها القدرة على الأختراق والتحدى بشكل لافت , حدث هذا الامر والخاتم طفل صغير , وهو طفل كانت لديه ارادة وقدرة على الاقتحام وقهر الأشياء المخيفة . تعرفت على الخاتم فى نهاية عام 73 , فى ذلك الوقت كنت فى جامعة القاهرة وكنت فى قيادة فرع الحزب الشيوعى فى الجامعة , والخاتم فى قيادة الحزب الشيوعى فى جامعة الخرطوم , وكان عندنا مكتب الجامعات والمعاهد العليا وكان أسم المكتب (الليندى) على أسم المناضل الشيلى , تعرفت عليه فى وقت واحد مع الصديق المرحوم زين العابدين صديق , وكان لديهما كاريزما خاصة وقدرة على القيادة واختراع الحلول بشكل مدهش وبسيط . الخاتم لم يكن فاجراً فى خصومته , وهى واحدة من صفاته المميزة , عندما خرج من الحزب لم يدخل فى مهاترات بدون معنى , وكان حريصاً على عدم الضرب تحت الحزام الا مضطراً . الخاتم كان يحب الشعر , وعلى وجه الخصوص المتنبى , واعتقد ان هناك وجه شبه بين المتنبى والخاتم فى الكاريزما , وكان يحب للمتنبى مقطع يقول الرأى قبل شجاعة الشجعان هى اولُ وهى المحل الثانى . عندما كنا فى سجن بور تسودان , قضينا فترة طويلة جدا ونحن رهن الاعتقال لما يزيد عن الخمسة سنوات , كنت انا والخاتم فى قسم واحد , والسجن يمنحك فرصة ان تعرف صديقك بصورة قريبة جدا , وهو ما لا يتوفر فى الحياة العادية . كان الخاتم لديع أعجاب بحسين مروة , وكنا نطلق على حسين مروة أسم صاحب الكتاب , وتوفر لنا فى سجن بورتسودان وقت كافى جدا لدراسة النزاعات المادية وقمنا بتلخيص الكتاب لنصنع منه محاضرات جاهزة وكنا نستمع عن طريق جهاز راديو داخل السجن لاذاعة اليمن الجنوبى حيث ان حسين مروة كانت لديه محاضرة كل يوم جمعة الساعة الواحدة . من الجوانب الأنسانية فى حياة الخاتم اتذكر الكثير , فعند سفرنا لسجن بورتسودان فى سبتمبر 81 كادت تحدث كارثة حيث اننا ركبنا حافلتين انطلقت بنا فى اتجاه الشمال , وبدانا فى الهمس ان الامر ربما فيه تصفية جسدية حيث ان معلومات تسربت لنا اننا سوف نرحل لبورتسودان , وصلنا المطار الحربى , والديدابان على بوابة المطار امر العربات بالتوقف واخذ فى تعمير سلاحه , حتى تم شرح الامر له وان العربات تتبع لجهاز الامن وان هناك طائرة تتجه لبورتسودان , فقال بانه ليس هناك اى طائرات وليست هناك تعليمات بهذا الخصوص , واتضح فيما بعد ان الطائرة موجودة فى المطار الحربى بالخرطوم . وجدنا الطائرة متجهة للجينينة وتحمل (مجروس) , صعدنا على الطائرة بحيث ننزل فى بورتسودان اولاً وتواصل هى رحلتها بعد ذلك , والذى حدث ان الطائرة حدث بها خلل فنى وعادت للخرطوم من جديد فى هبوط اضرارى وقد قمنا بمساعدة طاقم الطائرة فى انزال العجلات بطريقة يدوية , لم ادرك حجم خطورة الوضع الا والطائرة تهبط وتتابعها عربات المطافىء والاسعاف , وادركت عندها اننا كنا فى كارثة حقيقية . *

بروف محمد المهدى بشرى :- سعيد بالمشاركة فى هذه المناسبة , احتفاءً برفيق ومناضل وصديق عزيز التقيت بالخاتم فى سنة 67 , وكنا دفعة فى كلية الأداب وهى كانت اكبر دفعة بعد سنوات طويلة كنا 200 طالب وطالبة ومعنا 60 طالبة , والسبب فى هذا العدد هو التوسع الذى احدثه الحكم العسكرى الاول فى عدد المدارس .. كانت دفعة مميزة جدا وكنا اخر الأجيال التى تستمتع بدولة السودان ذات الرفاهية , وجامعة الخرطوم كانت بحق جامعة , اتذكر من الدفعة الخاتم عدلان , والسر سيداحمد , ومحمود ابراهيم , سلمان محمد احمد , وغيرها من الأسماء . الخاتم لم يكن يهتم بالاكاديميات وكان متفرغاً للعمل السياسى , وكان من الممكن ان يتفرغ للاكاديميات ويصبح شكل مختلف لكن الالتزام الصارم والنضال الشرس وظروف السودان اهدرت قيمة وامكانيات كبيرة جدا للراحل , وكذلك وفاته المبكرة . الخاتم متمكن من اللغة الانجليزية والعربية , وهو مترجم قدير , وقام بترجمة رواية ليلى ابو العلا (المترجمة) ومجموعة قصصية آخرى . اول مقابلة لنا سأل الراحل عن ثلاثية نجيب محفوظ . حول موقف التجمع من الخاتم , اتذكر ما كتبه الطيب صالح عن معاوية نور عن السؤال حول لماذا لم يقبل الانجليز معاوية وكان فى مقدورهم ان يحتضنوه ويذهبوا به لانجلترا , فهو انسان احب اللغة والثقافة الغربية وشغف بها , وقال انه كان من الممكن ان يفعلوا ما فعل الفرنسين مع سنجور , وفى النهاية مات معاوية نور فى خلوة على يد فكى دجال وهو العبقرى ورمز الإستنارة . اعتقد ان الخاتم قيمة كبيرة جدا واطرح سؤال حول لماذا خرج من الحزب الشيوعى ؟ واتصور انه كان من الممكن ان يصبر ويناضل . فى الختام اتمنى ان نقوم بالتوثيق المكتوب , وان نتخلص من الشفاهية ونحن نتحدث عن رموز الإستنارة . *

أ/ صديق الهادى / شقيق الخاتم عدلان :- التحية لكم وانتم تقفون معنا هذه المواقف النبيلة والتى لا نستطيع ان نوفيها حقها مهما ملكنا من لغات العالم . والتحية عبركم كل الواقفين على رصيف الحياة من ابناء شعبنا الذين ادمت قلوبهم شظف العيش , التحية لكل المغلوبين على امرهم . التحية عبركم لكل اب عجز عن توفير رسوم الدراسة لابنائه فى ليل الانقاذ الكظيم , التحية لكل خريج حرمته دولة المحاباة والمحسوبية من فرصة عمل شريفة . التحية عبركم لكل مزارع اجتاحته رياح الجبايات الظالمة , التحية لكل أم ثكلى وزوجة ترملت , والتحية لكل من فى معسكرات النزوح . هؤلاء هم من وهب الخاتم حياته من اجلهم , من حرم الخاتم نفسه من حياة الترف ليهبهم الحياة الكريمة , ومن اراد تكريم الخاتم عليه ان يتبنى قضايا هؤلاء , فمنهم جاء الخاتم . والتحية لكل اصدقاء الخاتم , ما جاء ذكر الخاتم الا وجاء أسم خالد الكد , وعبدالقادر الرفاعى , على عسيلات , الفاتح الرشيد , سليمان خضر , محجوب شريف , وبقية العقد الفريد , ونحن فى أسرة الخاتم نعبر عن صادق العرفان لهم وكلما قابلنا احدهم نشعر ان الخاتم حى يمشى على قدميه , والتحية بشكل خاص لسليمان خضر فقد وقف معنا فى الأوقات العصيبة . موقف التجمع من الخاتم عدلان وحركته السياسية كان مصدر قلق لنا فى الأسرة , والخاتم هو من وضع مسودة التجمع بمساعدة كثيرين اذكر منهم على الدوام الأخ العزيز الحاج وراق , وانا شاهد على هذا وكنت معهم على الدوام فى تحركاتهم الليلية ومعهم آخرين من الأحزاب الآخرى . عندما تهب رياح العسكر وتفتح المعتقلات فان القليل هو من يبقى ممسكاً بجمر القضية وواحد من هؤلاء كان الخاتم عدلان , والحاج وراق .. وانا اقول على الدوام ان الحاج وراق مهما اتخذ من المواقف فهو رجل جدير بالاحترام واختلاف الرأى لا يفسد للود قضية . التحية للاخ الاكبر صدقى كبلو الذى تحدث قبلى هنا , كان الخاتم يملك من الأسرار ما يمكن ان يدمر الحزب الشيوعى ومن دواعى فخرنا انه لم يتحدث بهذه الأسرار فى لحظات الغضب والثورة , بل كان يحترم الحزب الشيوعى , واتمنى ان يلتقى الجميع فى مواعين اوسع . كنا نتمنى ان تأتى هذه الذكرى فى ظروف مغايرة , وان نبشر روح الخاتم بالانفراج السياسى والتطور الديمقراطى ودولة الحريات , ولكن قوى الظلام ارجعتنا للمربع الاول . نحن فى حوجة الى قوى وقيادات تشحذ همم القوى الجماهيرية وتنهض بها , ونحن نشعر ان هناك حالة من الاحباط العام وطرح للمقولات الانهزامية بان الجماعة ديل لن يرحلوا عن السلطة . اتذكر ان هناك كتاب للزعيم الصينى (ماو) كنا نقرائه على استحياء عندما كنت عضواً فى الحزب الشيوعى – وما زلت - , حيث كنت التجربة الصينية تتعرض للانتقاد والهجوم , فى هذا الكتاب (ثلاثة مقولات فلسفية) تظهر الصفات القيادية ل (ماو) , وفى الكتاب اسطورة الشيخ الجاهل الذى ازاح الجبل وهى عن شيخ عجوز يحجب جبل ضخم أشعة الشمس عن بيته , وبدأ فى تفكيكه , حجر , حجر , جاء عالم فيزياء واخذ يناقشه فى الطريقة العقيمة التى يريد بها ازاحة الجبل واخذ يشرح له نظريات فى كيفية نشؤ الجبال , لكن الشيخ بعد ان اقتلع حجرين امام عالم الفيزياء قال له ان الجبل بدأ فى التناقص , وسيأتى ابنائى من بعدى لاكمال المهمة . والانقاذ جبل مظلم جثم فى صدور ابناء هذا الشعب 20 عاماً , وله النية فى المواصلة , لكنه جبل بدأ فى التناقص , وصلوا السلطة وهم يقدسون شيخهم , واليوم هذا الشيخ منبوذ ومطرود ويطالب بتسليم البشير الى لاهاى وهكذا , وهكذا , تتساقط احجار الجبل . الخاتم اكبر من يتم تأطيره فى مركز , ونحن ندعو فى السنوات القادمة ان يشارك اصدقاء الخاتم فى اللجنة التحضيرية للأحتفال بذكراه , وكنت اتمنى ان يكون هذا الاحتفال فى اقاليم السودان المختلفة التى تعانى من العديد من المشاكل . باسم اسرة الخاتم ادعو كل الحاضرين ان يكونوا اعضاء فى لجنة التحضير لإحياء الذكرى السادسة لرحيل الخاتم .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقى لفعاليات احياء الذكرى الخامسة لرحيل المفكر السودانى الخاتم عدلان . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
وكان صوت المرأة موجوداً فى أمسية الذكريات . رفيقة الدرب , الزوجة , والصديقة للراحل الأستاذة تيسير مصطفى كان صوتها حاضراً عبر الهاتف من المملكة المتحدة :-
التحية لأسرة الخاتم الممتدة , واصدقاء الخاتم , ومركز الخاتم وعلى راسهم الدكتور الباقر العفيف . اعتذر عن ضعف صوتى لانى متوعكة قليلاً , ولكن كان لابد من المشاركة عبر كلمات قصيرة . كما عرفت فان هذه الأمسية هى لحديث الذكريات , وهو حديث ذو شجون , وكانت حياة الخاتم حافلة بالأحداث , ومرت بنا أحداث عصيبة , كانت هناك فترة مليئة بالاحزان , وجمعنا الحلو والمر , ولا يمكن ان احصر هذه الذكريات فى دقائق او فى كلمات بسيطة , لكن الذكريات تمدنا بالقوة والقدرة على تحمل مسيرة الحياة و صعابها . الكثيرين يعرفون الخاتم المناضل الجسور والمفكر الفذ , وهناك الجانب الآخر وهو الغير متاح للآخرين وهو الجانب الانسانى , عن الخاتم الانسان البسيط , الودود , الكريم , الهاش الباش , العطوف . كل من شاهده وهو يُناظر او يخطب فى الجماهير يُشاهد جانب الحزم والحسم مع خصومه السياسين , فهو لن يعرف الجانب المرح , فقد كان يمتاز بروح الفكاهة , وكان ودود . كان كثير الصبر والتفائل , يحب الحياة ويستمتع بالموجود والمتاح امامه , وكان الآخرين يحبونه والدليل حضوركم ومشاركتكم فى هذه الأمسية فى ذكرى رحيله . كان الكثير يطرح سؤال عن حب الخاتم للشعر , لمن يقرأ ومن يحب , كانت كتب الفلسفة والشعر هى الاكثر تفضيلاً عند الخاتم , والفسلفة لم تفارقنا حتى فى حياتنا اليومية , واتذكر ان ولدنا حسام كان يطرح كثير من الاسئلة على الخاتم فقال له -يا ابنى اسئلتك ممنطقة ومنظومة , لكن كمان ما تكترها علينا . كان يحب الشعر , والشعر واحد من الأشياء , اتذكر ايام مرضه الاخيرة لم يكن يستطيع القراءة لانه فى حالة وهن , وكانت القراءة اليومية مسألة اساسية بالنسبة له , وحتى فى شهر العسل كانت معه الكتب , كان يطلب منى فى الأيام الاخيرة ان اقرأ له الشعر , وكانت كتابته النثرية بها روح شعرية عالية وهو ما يتضح بشكل اكبر فى كتاباته الخاصة . تعلمت منه الكثير , وما زلت اتعلم عندما استعيد الذكرى والمواقف والمقولات المحفورة فى ذهنى , تعلمت فى كل شيىء عن قيمة الانسان والمعرفة . لا اريد الاطالة فلكم كثير من الذكريات , اريد ان تستمعوا لها , وتستمتعوا بها . *

د. ناهد محمد الحسن :- كتب احمد مطر عن الموت , بان اصغر قصة تُكتب عن أنسان هى عن رجل عاش ومات , وهى قصتى مع بعض التعديل رجل لم يعش ومع ذلك سيموت . وبالنسبة للخاتم ستكون انه رجل عاش حياة عريضة ولكنها قصيرة , ومات ومع ذلك ما زال يعيش بيننا . بالنسبة لى وما دام هناك جهد توثيقى فى حفظ بعض كتابات الخاتم عدلان مثل ما فعل هذا المركز , فقد عرفت الخاتم مثل كل الأجيال الجديدة . طالما هناك توثيق , نظل نعيش الماضى كأننا جزء منه , عندما اقرأ للخاتم (ما المنفى وماهو الوطن) عن الوليد ابن رشد واتوقف عند مقطع حرق كتابات ابن رشد , يكتبه الخاتم بحرقة كأنه يعيش تلك الفترة يقول ((ان الذين احرقوا كتب ابن رشد كانوا يشعلون النار فى رؤوسهم ذاتها .. فما العقل سوى الشكوك والتناقضات والقلق )) . عرفت الخاتم فى مركز الخاتم للإستنارة , قرأت له عبارة ((ما اقصده هو ان من يحطم الصورة النمطية للمرأة التى يكونها الرجال عن النساء هن النساء انفسهن)) . شعرت ان هذا الكلام من الممكن ان تقوله امرأة لان به مستوى عالى من الحساسية بما يعنى النساء , هذا النوع من الكتابة هو ما حرر الخاتم من بعض عنصرية الرجال , عند حديث تيسير مصطفى اعتقد بشكل عام ان مشاعر المرأة تظل متقدة ولا تدفن تحت التراب . هناك نكتة ان هناك امرأة زوجها ثرى جداً , وعند وفاته كتبت على شاهد قبره نام فى سلام يا عزيزى , وعند اكتشافها انه قام بالتبرع بكل امواله لمؤسسة خيرية وعنده علاقات غرامية , غيرت العبارة الى نام فى سلام يا عزيزى الى ان نلتقى فى الأخرة . كانت فكرة القبر المعنوى وهى اعادة تقديم شخص بعد وفاته وفقاً لرؤية محددة فكرة تشغل بال الخاتم , وهو قد دافع عن فكرته وسيرته والخاتم اكرم الله سيرته وتاريخه برجل يُدعى الباقر العفيف , وهو صديق نادر الحدوث ورجل اجتمعت فيه نفائس الوفاء , واقول للباقر انك تركت النجاحات فى الخارج مغامراً فى ظل ظروف صعبة لتأسيس مركز الخاتم للإستنارة , وقمت بتكريس الذكرى السنوية للراحل فى طرح فكره فى حيز لائق بها , وفى ظل وظروف سودانية غير سهلة بالمرة .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقى لفعاليات احياء الذكرى الخامسة لرحيل المفكر السودانى الخاتم عدلان . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
وهذه كتابة وسيمة للاخت سعاد ادم عن الخاتم الانسان
Quote: سعاد آدم أحمد تعرفت على الخاتم عدلان عندما كنت بالجامعة، حيث كان صديقاً لمن صار فيما بعد زوجي: زميلان سكنا في غرفة واحدة تعارفا على تسميتها "المخزن" ، ومحرران لجريدة (مساء الخير) لسان حال الجبهة الديموقراطية بجامعة الخرطوم آنذاك.
لم تكن صلتي به وثيقة عندئذ.. مجرد لقاءات عابرة بقهوة النشاط غالباً.. ما لفت نظري فيه وقتها كونه جنتلمان حقيقي بكل ما تحويه الكلمة حسب المقاييس المعروفة.. مثلاً، كان يقف عندما يصافح أحداً ما، شاداً على يد مصافحه بحرارة وترحيب، ناظراً في عينيه بود وحياء.. ومهما كان في عجلة من أمره فإنه يجد الوقت الكافي للسؤال عن الحال والأحوال، ولم يكن ذلك من باب المجاملة وإنما هو نابع من إهتمام إنساني حقيقي وسؤاله صادق لا زيف فيه ولا اصطناع.
وأثناء الحديث يصبح ذلك الفتى الريفي ذو الإبتسامة الحيية جاد الملامح مصغياً بكل جوارحه لمن يحادثه حتى ليشعرك وكأن مصير العالم كله يعتمد على هذه المحادثة.. وأعتقد أن غيري ممن عرف الخاتم قد لاحظ هذه السمة النبيلة النادرة فيه.. وإذا وقف جليسه أو أحد ممن في المجلس مغادراً كان الخاتم يقف أيضاً – مصافحاً بنفس الإهتمام والحرارة حتى ولو كان قد قابل ذلك الشخص للمرة الأولى في حياته.
صلتي الحقيقية بالخاتم كأخ وصديق مقرب بدأت بعد خروجه من سجن شالا.. وكنا قد تزوجنا خلال فترة سجنه. وهي الفترة الثانية له إبان حكم نميري. بعد إطلاق سراحه ببضعة أشهر حلّ ضيفاً عزيزاً على بيتنا قبل أن تستقر أموره ويستأجر سكناً خاصاً به وبأخوته القادمين من أم دكَت للدراسة بالخرطوم.
منذ ذلك الحين، كوَن الخاتم جزءاً "مهماً" من حياتنا الأسرية وعلى الصعيد الشخصي لكل منا أو كونا نحن جزءاً من حياته.. لا أدري... ربما مثلما في أحجية الدجاجة والبيضة.. جمعتنا صلة متينة لم يفصمها لا السجن ولا الغربة.. ولن يفصمها الموت..
وجود الخاتم عدلان أضفى حيوية على منزلنا العامر وقتئذ.. فهنالك أقارب زوجي المقيمون معنا بالإضافة لأختي وبعض الزوار شبه المقيمين.. الخاتم عدلان.. المفكَر الواسع المعرفة والسياسي المشهور الذي دوَخ نظام نميري.. والذي كان مطلوباً "حياً" أو ميتاً من قبل الجهات الأمنية وعناصر الجبهة الإسلامية تآلف وانسجم بعفوية وبساطة مع بقية القاطنين معنا.. العمال البسطاء، التلميذ الخجول، الفتاة الأمَية التي كانت تساعدني في أعمال المنزل وحتى مع إبني الصغير.. كسرحاجز الرهبة مع الكل.. كأني أراهم الآن متحلقين حوله ووسطهم لعبة الطاولة التي تعقد يومياً في وسط فناء منزلنا.. ومازالت ضحكاته الرنَانة وتعليقاته الودودة المرحة ترن في أذني... بطريقته الفريدة في التعامل مع الناس أشعر كل شخص منهم بأنه فريد ومميز، وفي نفس الوقت وتلقائياً كانوا يتعلمون منه.. وكان ذلك شأن كل من يتردد علينا شيباً وشباباً وحتى أطفالاً.
الفترة التي أمضاها الخاتم معنا وثَقت صلتي به وعرفتني على جوانب عدة من شخصيته الفريدة.. بقي ببيتنا بضعة شهور لكنه لم يكن قط ضيفاً عبئاً.. كان واحداً من ضمن مجموعة ذكور يقيمون معنا ومنهم أخي الشهيد الرائد أبن عمر الذي كان ضيفاً غير مقيم.. من دون هؤلاء الرجال جميعاً كان الخاتم بشفافيته العميقة التي تتسامى عن مواصفات الذكورية "حسب العقلية الرجالية السودانية" وبحسه الإنساني الرفيع، هو الوحيد الذي يتطوع لمساعدتي، خاصة عندما أعود مرهقة من العمل.. كان يقف معي بالمطبخ عند إعداد وجبة الغداء لتقليب ما يلزمه التقليب وتسخين ما يلزمه التسخين أو حتى في إعداد السلطة، وبقية الناس جالسون في إنتظار الصينية. لم يستنكف أن يورَق معي الملوخية أو السلج.. وحينما لاحظ يوماً إنتفاخ يديَ من جراء فرك البامية بسبب الحساسية تناول مني المفراكة وقام بالمهمة على خير وجه.. بل وكان يتطوع لمساعدة سكينة- الفتاة التي كانت تعمل لديَ- فيعبِىء لها الجردل حينما يفرغ من الماء أثناء الغسيل أو يرش الفناء بدلاً"عنها عصراً.
إهتمام الخاتم بأسرتنا تعداها وشمل حتى الأطراف.. فعندما انتقل من بيتنا كان منزله الجديد في جوار بيت أخت زوجي بتول عباس والتي كانت تعيش مع إبنتيها وأمها وحدهن، حيث كان زوجها ادريس عبدون مغترباً بليبيا. وأشهد بأن الخاتم عدلان قد تولى الإهتمام بتلك الأسرة وكأنه أخ شقيق، يساعده في ذلك بعض من رفقاء سكنه منهم على سبيل الذكر لا الحصر الطبيبان عصام يعقوب وعثمان حسن موسى اللذان قدما الرعاية الطبية كلما دعت الحاجة. وحينما ساءت حالة الملاريا ذات ليلة لدى حماتي، تولى الخاتم نقلها وإدخالها- بمساعدة رفقاء سكنه الأطباء- مستشفى أمراض المناطق الحارة بأم درمان تم كل ذلك ليلاً... ولم نعلم نحن الأقربين إلا في اليوم التالي..
حتى بعد إنتقاله، ظل الخاتم فرداً من أسرتنا. كان وكأنما يقطن في مسكنيني.. لم يغب عنا أبداً.. وكان هو وإبني البكر راشد شديدا التعلق ببعضهما.. وأذكر أن أول جملة نطقها الصغير وكان عمره حوالي خمسة عشر شهراً" كانت موجهة للخاتم.. وكأني أراهما الآن جالسين على الأرض وبينهما دفتر وقلم.. لا أذكر بالضبط ما كانا يفعلان.. وإذا بالصغير يرفع صوته بأول جملة كاملة: "ديقة ياخ".. بالنص: يعني دقيقة يا خي.. دهشنا وضحكنا.. إذ كانت تلك قفزة في قاموسه الصغير الذي لم يتعد كلمات فردية قليلة: أصعبها "ككيَة" أي سكينة، الشغالة.
هذه الذكرى بالذات لها دلالة رمزية عميقة بالنسبة إليّ: تأثير الخاتم الإيجابي الفعال على كل من حوله حتى الأطفال.
عن كرم الخاتم أورد القصة التالية: علمت أن الفتاة التي كانت تعمل لدي قد استخرجت شهادة جنسية من وراء ظهري، وقدمت للعمل في أحد المصانع.. ولما كنت قد أحضرتها معي من بلدتي وتحت وصاية متشددة من أبيها برعايتها فقد خفت من أن تضيع في زحام الخرطوم وأصبحت مسؤولة لدى أبيها.. لذلك قررت سراً أن أعيدها إلى أهلها مع بعض أقاربي المسافرين إلى أم روابة، موطني وموطنها.. ولم أواجهها بذلك إلا يوم السفر خشية أن تهرب. وعندما حانت ساعة السفر أعطيتها فقط ما كنت أدين لها به من مال مقابل الأيام القليلة التي عملتها لدي، وكنا في بداية الشهر، فما كان من الخاتم – الذي كان حاضراً وقتها – إلا أن أدخل يده في جيبه وأعطاها كل ما كان به.. ولكم أن تتصوروا ما انتابني – وربما الآخرون أيضاً – من شعور بالخزي والضآلة أمام ذلك العملاق، الذي لم يفصل مطلقاً بين ما يقوم به عما يؤمن به.
حينما بدأت الإنتفاضة في أبريل 85، رابط زوجي بمدينة الخرطوم وفي نادي أساتذة جامعة الخرطوم والتي كان يعمل فيها حيث كانت تصنع الأحداث، ولجأت أنا والصغيران راشد والخاتم إلى منزل أخته بتول عباس بالحاج يوسف .. كنت في بداية حملي بإبنتي الكبرى فاطمة.. وفي اليوم الرابع.. إن لم تخنِي الذاكرة، جاءنا صوت سوار الذهب عبر الراديو يعلن سقوط نظام مايو.. خرجت وأخت زوجي بتول عباس إلى الشارع وانضممنا إلى الجماهير الهادرة المتجهة غرباً نحو مدينة بحري.. أول ما خطر على بالنا هو البحث عن الخاتم... من آخر محطة بالحاج يوسف وصلنا مشيا إلى سجن كوبر، وكنت أنتعل سفنجة.. وجدنا المكان بلقعاً.. الأبواب مفتوحة على مصاريعها.. وأبراج المراقبة خالية من الحراس.. بعد لأي وجدنا سيارة أجرة بها قابلة في طريقها إلى العمل بمستشفى الولادة بأم درمان.. والتي ساومتنا بشراسة ولم تقبل سوى بعشر جنيهات لمشوار لا تزيد أجرته عن الجنيهين.. نزلنا قرب منزلنا بالشعبية على أمل أن نجد الخاتم هناك.. وجدنا البيت خالياً لكني تحسباً تركت الباب الخارجي ونافذة إحدى الغرف مفتوحين وانطلقنا إلى أمدرمان.. تحديداً مدينة الثورة حيث يسكن أخوان الخاتم. حينما وصلنا وجدنا أخاه عدلان قائماً يكبر لصلاة العصر.. وحينما رآنا إرتاع.. لكنا بادرناه بالبشرى. تهللت أساريره ولم تسعه الفرحة ثم انطلق للدكان المجاور ليشتري لنا حلاوة البشرى والبارد.. وبعدها انطلقنا كلنا مجدداً إلى بيتي.. هناك وجدنا شنطة الخاتم لكننا لم نجده.. بقيت أنا ورافق عدلان أخت زوجي بتول إلى الحاج يوسف وعادا بعد ذلك مع بقية أفراد أسرتينا.. انتظرنا عودة الخاتم على أحر من الجمر.. وفي صباح اليوم التالي أتى برفقة زوجي محجوب.. ومنذ أن وطئت قدماه عتبة دارنا المتواضعة لم ينقطع سيل الزوار والمهنئين لمدة أسبوع أو تزيد.. ليلاً ونهارا.. لم أر في حياتي شخصاً محبوباً وله معارف وأصدقاء كثر مثله.. ولقد واتاه الحظ إذ وجد له بعض الأصدقاء بيتاً قريباً من بيتنا وصارت الوفود تطرق بابنا أولاً لنوجهها إلى بيته.. وأما النساء فقد كن غالباً يبقين في إنتظاره ببيتنا.. بينما يذهب مرافقوهن، أزواجاً أو أخواناً لبيته .
بعد الإنتفاضة، تعمقت صلتي شخصياً بالخاتم حتى بعد أن إنتقل من حيَنا ليسكن في منزل ملاصق لبيت أخت زوجي، بل وكان بينهم نفاج وكان هو وإخوته يتناولون وجباتهم هناك وحيث اتخذ الخاتم صالونها الخالي مكتبة له.. في تلك الفترة، استطعت أن ألاحظ أشياء كثيرة في شخصيته ربما لم ينتبه لها الكثيرون. مثلاً، حينما كنت أستمع إلى مناقشاته السياسية أو الفكرية مع الآخرين، لاحظت أنه على خلاف غيره، لم يكن يحتكر الحديث ولم أره يوماً متسلطاً يشتطُ في رأيه أو منفعلاً يخرج عن طوره.
وأمر آخر كان يدهشني فيه، وهو نشاطه المتقد وقدرته الهائلة على الإستفاقة مبكراً حتى ولو نام لمدة ساعتين فقط. فقد كان يصحو دائماً عند الفجر يجلس إلى كتبه قارئا كاتباً لعدة ساعات يومياً.. والأمر الأكثر إدهاشاً هو قدرته على النوم بمثل السهولة التي يستفيق بها، يضع رأسه وفوراً ينام .. مضجعاً أو جالساً على كرسي يغط في النوم وكأنه طفل رضيع.
صفة أخرى تميز بها الخاتم، وهي عاطفيته وحنوه الزائدين.. ربما لكونه قد فقد أمه باكراً له دخل في ذلك، ولم يكن يستحي من إظهار ذلك الجانب العاطفي فيه أو إستخدام كلمات حنونة متعاطفة.. مثلاً، حينما عدت للسودان من الإعارة للمملكة وكان ذلك بعد إستشهاد أخي بحوالي شهرين استقبلني جميع أقاربي ومعارفي الرجال بقراءة الفاتحة وكلمات العزاء المعروفة، لكن الخاتم وضع رأسه على كتفي وبكى وانتحب وكأن الفقيد شقيقه.. ولم يفعل ذلك سوى شقيقاي الآخرين.
ربما كثير منكم قد عرف الخاتم عن قرب وخبر مروءته وشهامته وكرمه أكثر مني.. طوال فترة وجوده خارج السجن كان الخاتم عدلان – بالنسبة لي كما لغيري قطعاً – الأخ الذي يعتمد عليه في النائبات.. على سبيل المثال، عندما توفي والدي، سافرت وزوجي للعزاء وما كان ممكناً لنا اصطحاب ولدينا معنا حتى لا ينقطعا عن المدرسة .. فتركناهما تحت رعاية عمتهما خديجة عباس ونحن مطمئنان لوجود الخاتم قريباً منهما في البيت الذي استأجره بعد خروجه من السجن عقب الإنتفاضة.. وحدث ما لم يكن في الحسبان: أصيب ولدنا الصغير بحالة حادة من الحساسية الجلدية.. وكان الخاتم عدلان هناك ليقوم بكل ما يلزم، أطباء وأدوية ورعاية كاملة ورفض أن تتغيب العمة عن دراستها في معهد البريد وبقي هو مع الصبي بالبيت.. بل وصار ينام معهم ليلاً جاعلاً فراشه قرب فراش الصغير الذي حكى لي عند عودتي كيف أن الخاتم كان يمسح على ظهره وذراعيه بالماء البارد حينما كانت تمنعه الحكة من النوم ليلاً.
ولعل ولدي راشد مازال يذكر هذه الواقعة رغم صغر سنه وقتها، إذ كان في عامه السادس.. فذاكرة الصغار مخزن عجيب.. هذا ما أكدته لي بنتي الجالسة الآن بقربي وأنا أكتب هذه الخواطر، حيث سألتني: تذكرين يا ماما الفساتين التي أحضرها لنا عمو الخاتم حينما زارنا؟ استغربت لأني لا أذكر ذلك مطلقاً لكنها أكدت لي ذلك مع أنها رأت الخاتم لمدة 24 ساعة فقط حينما زارنا في الرياض عقب خروجه النهائي من السودان قبل ما يزيد عن 10 سنوات، وكان عمرها وقتها نحو ثمانية أعوام، اختزنت ذاكرتها الغضة تلك اللمسة الرقيقة – الهدية التي أحضرها لها – بقيت حية في ذهنها.. مثلما عشرات الذكريات التي مازالت نابضة في ذهني، أذكر منها هذه الواقعة يوم زواجه... والتي تكشف عن اهتمامه الأصيل بمعارفه وأصدقائه.. زارني صباحاً يلتمع الخضاب الشديد السواد بكفيه، إذ كان قد عاد لتوه من قريته حيث تمت مراسيم حفل "حنته". ألحَ عليّ في حضور حفل زواجه في مساء ذلك اليوم ولكني اعتذرت لأني كنت في حالة حداد وحزن على أخي الذي استشهد حديثاً.. فتعللت بإبنتي الرضيعة ذات الأربعة شهور.. لكنه أصر على ظهوري ولو لربع ساعة لكي أقابل عروسه.. ولم يغادر إلا بعد أن استخلص مني وعداً بالحضور – بتشجيع من والدتي أطال الله في عمرها– ووعدها برعاية طفلتي حتى عودتي.. وفي المساء ذهبت لموقع الحفل مع أخي الاستاذ مصطفى آدم الذي جاء من مدني خصيصاً لحضور حفل الزواج. ما لم أحسب حسابه هو وسيلة العودة، إذ كان الحفل مقاماً بالنادي القبطي على ما أذكر حيث لم تكن وسائل المواصلات العامة متوفرة. وبعد أن بقيت ساعة خرجت مع أخي نبحث عن تاكسي.. ولكن دون جدوى.. عدت للداخل ورجوت أحد الحاضرين أن يوصلني لبيتي وهو صديق قديم لنا – أو لزوجي على الأقل وزميله منذ الطفولة – ولكنه تعلل بعذر واهٍ.. وأسقط في يدي.. لكن الخاتم وسط انشغاله بعروسه ومهنئيه لم ينسني .. فحينما ذهب أحد المدعوين، صديقه وصديق زوجي، دكتور عصام يعقوب – الله يطراه بالخير والذي أدين له بالكثير الكثير – ليستأذن في الإنسحاب من الحفل لأنه مناوب أو تمَ استدعاؤه، رجاه الخاتم أن يبحث عني ويوصلني إلى بيتي، وقد فعل الصديق الوفي دكتورعصام، بحث عني وسط الألوف المحتشدة وأوصلني مشكوراً إلى بيتي وإلى طفلتي الباكية.
وكان ذلك دأبه.. في كل شأن من شؤون ممن حوله.. يجعل مشاكلهم مشاكله، وهمومهم همومه.. كبرت أو صغرت... ولم يكن يهدأ له بال حتى يفعل ما بوسعه للمساعدة حتى ولو ذهب في ذلك بعيداً.. باذلاً من ماله أو مستعيناً بمن يمكن الإستعانة به.
هناك واقعة أخرى نابضة في ذهني تركت في نفسي وقعاً عميقاً، أذكرها دائماً وبكثير من العرفان...عندما شعرت بآلام المخاض عند ولادة أبني الثاني، رافقنا الخاتم إلى مستشفى الولادة بأم درمان وكان الوقت ليلاً.. وبحكم صداقتهما هو وزوجي ببعض الأطباء هناك، سمح لهما بالبقاء في غرفة المعاينة المفتوحة على غرفة الإنتظار.. وخلال ساعات المخاض الرهيبة والطويلة عاد زوجي للبيت ليبقى مع ولدنا البكر. وتناوب الخاتم وخالتي الإطمئنان عليّ.. لم يكن يدخل إلى حيث أستلقي، لكنه كلما رآني إلتفت إلى زاويته كان يرفع يديه المضمومتين تشجيعاً.. بعد الولادة أصر زوجي على تسمية ذلك المولود الخاتم تيمناً به، ولنا الشرف والفخر بأن كان ولدنا هو الأول في سلسلة طويلة من المواليد الذين سمُوا تيمناً بالخاتم عدلان. وحينما كان ابني ينمو ويكبر كنت أدعو الله أن يكون خلوقاً محبوباً.. ذا نخوة وشفافية مثله.. والحمدلله أن دعائي لم يخب.. وما زلت أتمنى إكتمال الدائرة بأن يحذو الخاتم محجوب حذو الخاتم عدلان، عظيماً كريماً.. أخو أخوان.. وعشا ضيفان.. نعم الصديق تلقاهو وقت الضيق.. ماخلاف وعود وما نوام هَجود.. سوَاي وما حداث.. نصوح وما خبَاث.. ما الهجَاص كذوب.. وما الحُمقي الغضوب.. ماعاهد وغدر.. أو خاصم وفجر.. زول العريكة اللينة.. وصاحب الطريقة البينة...
ذلكم الخاتم عدلان الذي عرفت ...
|
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقى لفعاليات احياء الذكرى الخامسة لرحيل المفكر السودانى الخاتم عدلان . (Re: بهاء بكري)
|
الخميس 29 أبريل 2010 أمسية الختام كانت , فى إحياء الذكرى الخامسة . ليلة تكريم رمز من رموز الإستنارة , ظل يُعطى عصارة جهده وفكره لأبناء شعبه , تكريم الدكتور فاروق محمد إبراهيم , ليلة بديعة , وتقليد جديد بتكريم الرموز وهم على قيد الحياة ليعرفوا مقدار تقديرنا وحبنا لهم , للعطاء الذهنى والجهد البدنى , وتكريس سنوات العمر من أجل الآخرين , هؤلاء المثقفين العضويين يستحقون منا ومن الجميع , التقدير والاحترام على العطاء . * 
دكتور فاروق محمد إبراهيم

* ضربة البداية كانت كلمات من دكتور الباقر العفيف مدير المركز :-

اهلاً وسهلاً بكم ارحب بكم نيابة عن أسرة مركز الخاتم عدلان , ونحن هذه الأمسية نفترع منشط جديد , والفكرة هى محاضرة سنوية اطلقنا عليها اسم (محاضرة الخاتم التذكرية السنوية) حول الإستنارة , ندعو فيها احد الذين اساهموا مساهمات كبيرة فى مجالات الإستنارة والعمل الفكرى والسياسى والثقافى وتشمل كل الجوانب الآخرى . ويتم تكريم هذا الشخص لما قدمه من اجل الناس , التكريم يتم فى حياته وليس بعد مماته , لدينا ثقافة فى السودان تقول للفرد (انشاء الله يوم شكرك ما يجى) , والمقصود هو يوم الوفاة وكأن التقدير والشكر لا يكونا الا فى الممات , واعتقد انه جزء من قيم التواضع والزهد والتقشف الصوفى فى المجتمع السودانى واصبحت قيم مجتمعية فيها يتم انكار الاعتراف للشخص المنكر لذاته , من قبل المجتمع بمجهوداته . الخاتم عدلان واحد من الذين تجدست فيهم هذه الماسأة , ماسأة ان لا يتم الأعتراف ولا التكريم , او حتى الشكر له فى حياته , ولذلك عزمنا ان يكون الخاتم آخر المظلومين بافتراع هذا المنشط السنوى . والخاتم ذكر هذه القضية فى ورقة (آن اوان التغيير) فى شقها السياسى عندما تحدث عن أمنيته ان يأتى يوم يجد فيه الشخص الذى خرج من اى حزب سياسى التكريم الائق , ووداعه بحفلة شاى بهية يتم فيها ذكر انجازته وتضحياته التى قدمها للحزب , ويقوم هو فى نفس الوقت بذكر فضائل الحزب عليه , الفرص التى وفرها له , والمعرفة التى قدمها له , والصداقات التى كونها داخل أروقة الحزب . ونحن بهذا المنشط نُريد تمديد هذا الشوق السياسى النبيل الى كل المجالات الآخرى . فى هذا العام نقوم بتكريم دكتور فاروق محمد إبراهيم , وايضاً ان نستمع له فى (محاضرةالخاتم التذكرية) وهى عبارة عن محاضرة بشكل حقيقى وبدون مداخلات او نقاش من الحضور . البرنامج سوف يشتمل على الأستماع الى لمحات من الحياة العريضة والعميقة التى قدمها دكتور فاروق من اجل ما يؤمن به , سيتم التكريم بصورة رمزية , وكذلك منح الهدايا الرمزية لدكتور فاروق .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقى لفعاليات احياء الذكرى الخامسة لرحيل المفكر السودانى الخاتم عدلان . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
فى السادس من أبريل من العام 1931 كان ميلاد دكتور فاروق محمد إبراهيم , لأسرة امدرمانية اصيلة , وليكن علماً فى جيل تقاسم ابنائه صنع البطولات وصنع التاريخ , وصنع المأسى ايضاً . الفقرة الثانية فى الأمسية كانت فيلماً تسجيلياً من اعداد مركز الخاتم تحدث فيه عدد من صناع الرأى فى السودان والمشتغلين بالعمل العام , وتحدث افراد أسرة دكتور فاروق , واصدقائه الذين خبروا معدنه فى دروب الحياة المختلفة . تحدثوا جميعهم , عن الجوانب المختلفة فى شخصية دكتور فاروق وعن اسهامه فى العمل الفكرى بمختلف جوانبه .




| |

|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقى لفعاليات احياء الذكرى الخامسة لرحيل المفكر السودانى الخاتم عدلان . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
وجاء وقت (محاضرة الخاتم التذكارية السنوية للإستنارة) قدمها لنا , المحتفى به , دكتور فاروق محمد إبراهيم :-

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم انا شاكر جداً , وعاجز عن التعبير لهذا التكريم . فى البداية اقدم التحية لذكرى صديقى الراحل الخاتم عدلان , واتقدم بالشكر الجزيل لأسرة المركز لجهدهم المقدر الذى جعل منه منبر إستنارة فى وقت نحن احوج ما يكون الى مثل هذا العمل . واشادة منى لمبادرة (محاضرة الخاتم التذكارية السنوية للإستنارة) وتشريفى بتدشن هذا المنشط , اخص بالذكر صديقى الباقر العفيف لجهده المهنى الرفيع , والذى ما كان المركز ليقوم لولاه , والتحية لأستاذ قصى مجدى سليم لجهده فى أخراج هذا البرنامج , اشكر كل من أسهم بكلماته الجميلة فى شخصى , ولكل الحضور . سؤالى , هل التكريم مُستحق , حقاً ؟ , سبب السؤال ان جيلنا توفرت له فرص عظيمة جداً للقيادة السياسية ولبناء الامة والوطن , ولكننا بددناها فى صراعات عقيمة واستقطاب , شيوعيين علمانيين ضد اخوان مسلمين , ولى باع طويل فى ذلك , فهل هذا الموقف فى خدمة النضال الدائم كما جاء فى بطاقة الدعوة , مُستحق حقاً ؟ . الحزبان التقلديان اديا دورهما بتحقيق الاستقلال ولا تثريب عليهما , لكن نحن الشيوعيين والأخوان المسلمين من , وتصديان لمهام ما بعد الاستقلال وكنا اهل لها ومُنحنا التفويض الكافى لذلك , الشيوعيين من اكتوبر 64 حتى يوليو 71 , والأخوان المسلمين الاصل بقيادة الدكتور حسن الترابى من المصالحة الوطنية 78 حتى مطلع الالفية الثالثة . ما الذى جلبته خدمتنا الطويلة سوى النميرية والبشيرية واخيراً هذه الإنتخابات والمأزق الراهن , وليس هناك شك فى تزييف هذه الإنتخابات , ولم يكن تزييفاً فنياً مباشراً , فهو تزييف بالنوع والكم , لكن ينبغى ان لا تشغلنا قضية التزييف عن قضية اشد خطراً , وهى حقيقة انهيار أحزاب الأستقلال , وذلك يتطلب بداية جديدة للعمل السياسى , ولابد لهذه البداية لتكون موفقة ان تقوم على تقييم نقدى صادق لمجمل تجربتنا السابقة , نكفر بها لهذا الجيل عن الاخطاء والخطايا التى ارتكبناها بحقهم . الموضوع الأساسى ان هذا الأستقطاب لم يكن مجدياً , والبداية هى فى النظر بتجاوز هذا الاستقطاب . وضعت موضوع (الأنسان والكون فى المنهج الدراسى السودانى وصراع الرؤى الكونية فى ميدان العلم) , وتزييف الإنتخابات قام على هذا المنهج , على كتاب (الأنسان والكون) ففيه تزوير لأرادة المواطن السودانى , وشخصية الأنسان السودانى , هذا الكتاب المقرر على مرحلة الاساس , فى الجزء الرابع يقوم بتدريس العلوم ويقول انه يوحد العلوم كلها مع بعضها البعض على أساس التفسير الحرفى الضيق للنص القرآنى . لطلبة العلوم وهم فى سن مبكرة , يتم تدريسهم ان الانسان خُلق من طين , وهى وجهة نظر مجافية للدين والعلم على السوا , النص القرآنى لم يُقصد به اطلاقاً ان يكون نص علمى , هذه فى الاصل أسطورة تفتح المدخل الداخلى الفضاء الخارجى فى عقل الانسان اريد هناك ان اذكر بعض الأشياء التى كتبها العلامة (محمد أقبال) فى تفسير قصة الخلق , يقول فى كتابه (تجديد التفكير الدينى فى الاسلام) , وهو كتاب أشرف على ترجمته واصداره (الازهر) وفى صدره كتب عليه انه لا يتعارض مع العقيدة الاسلامية . يقول ان ((أسطورة هبوط آدم من الجنة موجودة بصورة مختلفة فى أداب العالم القديم وانها نشأت عند الساميين تعبيراً عن رغبة الانسان البدائى فى تفسير تعاسته , وتردى حاله فى بيئة غير مؤاتية محاطة بالمرض والموت , خصوصاً عند الانتقال من مجتمع الصيد الى الزراعة , ولما لم يكن للانسان البدائى اى سلطان على الطبيعة فقد كان طبيعياً ان تكون نظرته للحياة متشائمة , وهكذا نجد فى نقش بابل القديم ثعبان رمزه التذكير , وشجرة وامرأة تقدم لرجل تفاحة رمز البكارة , والأسطورة تقول ان سقوط الرجل من حالة مفترضة من حالات السعادة كان سببه الاختلاط الجنسى بين الرجل والمرأة لاول مرة )) .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقى لفعاليات احياء الذكرى الخامسة لرحيل المفكر السودانى الخاتم عدلان . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|

يواصل دكتور فاروق تقديم محاضرة الخاتم التذكارية السنوية للإستنارة:- وكما ذكر (أقبال) فان أسلوب القرآن فى التعامل مع أساطير الأولين , بمعنى أديان الأولين , يكون بالاحتفاظ ببعض الرموز القديمة مع تحوير القصة كلياً او جزئياً ليبعث فيها معانى جديدة , يلائم بينها وبين روح التقدم فى الزمان , ويجعل لها مغزى عام ومضمون فلسفى , فقد أسقط القرآن ذكر الحية لتجريدها من طابعها الجنسى وللنظرة المتشائمة للحياة , كما حذف حكاية الضلع واصل المرأة التى مهدت لتاريخ بنى اسرائيل فى العهد القديم , ما قُصد به ستبعاد السرد التاريخى كهدف للقصة , وقسم (أقبال) القصة الى حادثتين , الاولى تتعلق برغبة الأنسان فى معرفة الأسماء كلها (البقرة) , والثانية تتعلق برغبته فى التكاثر وفى مُلك لا يبلى (الاعراف) , وهى تدل فى تقديره على دلالة لا تقبل الخطأ على ان قصة الخروج من الجنة لا صلة لها بظهور الأنسان الاول على الارض التى اُنبتنا فيها نباتاً , ولا الجنة التى هى وراء الحس ووعد بها المتقون , وانما اُريد بها بيان ارتقاء الأنسان من الشهوة الغريزية , الى الشعور بان له نفساً حرة قادرة على الشك والعصيان . ان (أقبال) يرفض المعنى الشائع والمبتذل لكلمة أسطورة باعتبارها أفادة او رواية غير حقيقية , ان لحظة ميلاد الأسطورة هى لحظة أنبثاق الثقافة , لحظة أنفصال الأنسان عن الطبيعة وتعاليه عليها , أنفصال الذات عن الموضوع , انها لحظة وعينا بموتنا ومحدوديتنا , والانتماء الى الحى المطلق الا متناهى الذى لا يموت . هذا تفكير رجل من ناحية , ومن ناحية آخرى نجد تفكير كتاب (الأنسان والكون) يقدمها كنص علمى , ويقدم كل علم الأحياء بهذه الصورة , وهو تدمير لعظمة الدين فى الأنسان , وتدمير للعلم فى نفس الوقت . من الممكن ان ننظر للتأويل الذى قدمه الأستاذ (محمود محمد طه) فى (رسالة الصلاة) لقصة الخلق , ان أدم تم رده الى الارض اسفل سافلين كذرة غبار , بداية الرتق , بداية الارض , وبتفسير ذكى مثل هذا , فان كل تاريخ الحياة وكل التطور , وكل تاريخ العلم منذ الانفجار الكبير الى ظهور الانسان , اصبح مجال بحت للعلم , وهذه سنن الله فى الكون , وهى النظرة الدينية الحقيقية التى تتفق مع العلم . سوف اختصر فى حديثى رغم كنت اُخطط لمحاضرة طويلة , واقول اننى سوف اقوم بطرح الرؤى الكونية , وعلاقة الدين والدولة . فى مقابل كتاب (الأنسان والكون) الذى يتعامل مع القرآن كنص علمى , ونص تاريخى , هناك كتاب (الاسلام والدولة العلمانية) للمفكر (عبدالله النعيم) , وسوف اقوم بطرح توليف او تركيب من الممكن ان يكون أساس لحل قضية الدين والدولة . فى خلال ال 30 عاماً الماضية كانت هناك حرب العلوم , وصياغة الرؤى الكونية كان مجالها الفلسفة الان أصبح علم الأحياء التطورى هو مطبخ صياغة الرؤى الكونية . هناك رؤية لعلم الأحياء , وهى رؤية علمية محضة مقدمها عميد الأحياء التطوريين فى بريطانيا (جون مينار سميث) فى كتاب عن أصل الحياة من الخلايا الاولى الى أصل اللغة , وهو يشرح عندما وصل للمجتمعات الأنسانية الاولى الى عاملين اسهما فى تطور الحضارة , وشرح كيف تطور العقل العلمى , وكيف تطور أصل الدين , وان التعاون بين البشر يتم عن طريق العقل او التفكير العلمى العقلى ويستطيع الناس الوصول عن طريقه الى المصلحة المشتركة , وفى نفس الوقت اذا ما توفر دين يجمع كل الناس , ويكون الولاء والمحبة لكل الناس وليس لطائفة على حساب الآخرى , يصبح هو القانون الذى يقود المجتمع بصفة أساسية . وهو يطرح رؤية المدارس المختلفة , فهناك على اليمين من يقوم بتفسير النص الدينى تفسير حرفى , وهناك الذين ينظرون للأيمان باعتباره تصديق بافادات معينة بدون سند علمى كافى , وهما يجمعان نقيضين , الاصوليين المسيحين التبشيرين ويرفضون اى شيىء علمى , ومن الناحية الآخرى تجد كاتب مثل (ريتشارد دوكنز) يُفسر النص الدينى حرفياً ويعتقد ان الأيمان هو تصديق دون سند علمى , ويلتقى الاثنان فى موقفهما الرافض للدين . من ناحية ثانية هناك (فرانسس كولنز) مدير مشروع الجينوم البشرى وهو يعتقد ان الدين والعلم لا يتعارضنا وان الحضارة لا تكون الا بهما ويقدم الادلة على هذا . هناك كتاب (دوبيانسكى) الذى قمت بترجمته وهو عالم متميز , وهو الأسم الثانى او الثالث بعد (داروين) فى علوم الحياة والتطور , وهو ايضاً يقدم رؤية بها توافق تام بين العلم والأيمان . فى المنتصف الماديين الديالكتيكين وهم من كانوا عنصر أساسى فى أشعال هذه الحرب , لكن موقفهم كان فى الوسط بين الاثنين , موقفهم أساساً ضد المنهج الاختزالى الذى يقوم بتطبيق قوانين الفيزياء الاولية والطبيعة على المجتمعات البشرية , فاصبحوا حلفاء للموقف الدينى . فى الموضوع الأساسى , طرحت الرؤى الكونية التى يطرحها مقرر (الأنسان والكون) وكتاب (عبدالله النعيم) , دكتور (عبدالله) فى كتابه وهو يقول ان الدولة لا دين لها وهى محايدة بين كل الأديان , وهو يوافق على الفصل بين الدين والدولة لكن يرفض الفصل بين الدين والسياسة , لان وجهة نظره ان الدين شامل لكل شيىء , , وانا اتفق معه لحد كبير , لكن نقطة اختلافى فى قضية الرؤية الكونية هى فهم طبيعة الأيمان , ما هو الأيمان ؟ , وهو ليس التصديق بالغيب او كذا , هذا مفهوم غير صحيح , القرآن اوضح كلمة اسلام بانها ان يسلم الأنسان نفسه لله وهو محسن , ان يُسلم نفسه للمطلق , ان تعبد الله وتعمل عمل صالح , وهى فى كل الأديان تقريباً . انا طرحت للاخ (النعيم) وقلت ان الدولة يجب ان تكون محايدة بالنسبة للأديان المختلفة لكن يجب ان لا تكون محايدة بالنسبة لمبدأ الأيمان .. ومبدأ الأيمان هو فى القرآن وفى الفهم العلمى انه التسليم للمطلق , وهذا يشمل المسلمين والأديان السماوية , ويشمل البوذيين والهندوس الخ , تسليم عنده الوعد وعنده الوعيد . الأيمان كما يفشر القرآن يولد مسلم على الفطرة , ليس فقط المسلمين ولكن كل البشر , يولدون ولديهم خاصية ان يكن لهم دين وان يقوموا بتسليم أنفسهم للمطلق , وعلم الأحياء يقول نفس الكلام , مبدأ الأيمان هو أنسانية الأنسان , هو مركزية الانسان , لو سلم شخص نفسه لشيىء غير المطلق فانه يستمر لفترة لكن المركز وروحه تهتز , توجه يمضى لفترة وينتهى . المطلق و محتوى الأيمان , والأسلام والمسيحية الخ هم رموز , (عبدالله النعيم) قال لى انه لا يوافق على هذا الطرح لان الايمان لازم لكل محتوى , هذا صحيح لكن محتواه المطلق يشمل كل الأديان ولو تمت التربية على هذا النهج فان الأنسان ينشاء ولديه تقبل لكل الأديان . الأنسان لديه قابلية ان تكون عنده لغة اى لغة , ودين اى دين , هذه الخاصية موروثة عنده .. ذكر لى (النعيم) ان الأنسان من حقه ان يكون لديه دين او يختار ان لا يكون عنده أيمان بدين , لديه حق ان يكفر , لكن هذه نقطة فيها سؤال , هل الكفر حقيقةً ممكن ؟ بمعنى الكفر المطلق , القرآن يقول يجحدوا بايات ربهم , لكن ان يُصبح الأنسان كافر كلياً تتناقض مع فطرة الله التى فطر الناس عليها , وهى صفة موروثة , الكفر المطلق مستحيل , ان يكون للانسان مركزية لنفسه مستحيل . من هو الانسان الكافر ؟ , هناك ذلك النمساوى الذى سجن ابنته فى قبو ومارس معها الجنس وانجب منها أطفال , هذا هو الأنسان الكافر , وهذا هو الكفر الحقيقى . الأنسان ان لا يكون أنسان هذا هو مبدأ الانسانية فى الانسان , هى امور يجب ان يقوم التعليم والثقافة بتنميتها فى البشر , ومن هذه الناحية فان غياب الدولة التام , اعتقد انه غير مقبول . انتقل للنقطة الاخيرة , ما العمل ؟ . المقرر الدراسى المطروح يقوم بتشويه الدين والعلم , ونحن فى حاجة لحوار حقيقى , لدينا اكثر من نصف مليون طالب الان فى الجامعات , ومع الاساتذة يُصبح الرقم مليون .. وقد وضعت خطة رباعية لمدة 4 سنوات فى موضوع المنهج الدراسى , حيث يجب ان يكون هذا الموضوع , موضوع حوار مستمر , فكرة (النعيم) يجب ان تكون موضوع حوار مستمر , والمشروع الذى اقوم بصياغته كذلك يجب ان يكون موضوع للحوار وهو عبارة عن توليف بين الرؤيتين , عندنا مليون طالب وأستاذ , لو فرنا لهم الكتب اللازمة وخلقنا الجو المناسب , دون انتظار ان تتغير الدولة , وان نقوم بادارة حوار مستمر ونبدأ من الان , حوار مُتبادل بين الطلاب والاساتذة فهى معركة مصير , ومعركة معنى حياتنا . عندما بدانا العمل السياسى فى النصف الثانى من الاربعينات حتى منتصف الخمسينات , كان كل عدد الطلاب 1500 فى الجامعة والثانويات وغيرهم , 10% منهم شيوعيين , و 10% منهم أخوان , و15% متعاطفين مع هؤلاء , و 15% متعاطفين مع اولئك , وبقية الطلبة فى المنتصف , لكن بالعمل وحلقات القراءة , تشكل الفكر السياسى فى السودان , وتشكل التيارين اللذان ورثا السلطة من الأحزاب التقليدية . نحن الان فى حجم حرج , لو نبدا الان الحوار فى شكل مجموعات وكل شخص يطرح رأيه لتبادل الاراء وتفتيح الاذهان , لو نبدأ الحوار ب 1% , و 1% يعنى عشرة الف شخص , وانا اعتقد ان هذا المقرر لا حسن الترابى يوافق عليه , ولا الصادق المهدى , واى أنسان لديه ذرة من الفكر يوافق على تشويه الدين والعلم بهذه الصورة , ونجعل من هذه الكتب موضوع الحوار الأساسى , ونقوم بتوفير الكتب التى تمكن الناس من التفكير فى هذا الموضوع , والطلاب هم من صنعوا المستقبل فى الماضى وهم من سوف يصنعون المستقبل الان , وفى فترة سنتين سوف نصل لنسبة 5% , وفى فترة 4 سنوات نصل لنسبة 10% وهى 100 الف شخص . عندما كنا طلبة كنا نفكر فى معنى الحياة بشكل جدى , ومن الممكن خلال 4 سنوات ان نُشكل الأساس لحركة سياسية جديدة , الأحزاب الموجودة تُعيد نبضها على أساسها , ويمكن ان نكون فى وضع نستطيع به هزيمة هذا الفكر المهترىء . وشكراً جزيلاً .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقى لفعاليات احياء الذكرى الخامسة لرحيل المفكر السودانى الخاتم عدلان . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
Quote: الحزبان التقلديان اديا دورهما بتحقيق الاستقلال ولا تثريب عليهما , لكن نحن الشيوعيين والأخوان المسلمين من , وتصديان لمهام ما بعد الاستقلال وكنا اهل لها ومُنحنا التفويض الكافى لذلك , الشيوعيين من اكتوبر 64 حتى يوليو 71 , والأخوان المسلمين الاصل بقيادة الدكتور حسن الترابى من المصالحة الوطنية 78 حتى مطلع الالفية الثالثة . ما الذى جلبته خدمتنا الطويلة سوى النميرية والبشيرية واخيراً هذه الإنتخابات والمأزق الراهن , وليس هناك شك فى تزييف هذه الإنتخابات , ولم يكن تزييفاً فنياً مباشراً , فهو تزييف بالنوع والكم , لكن ينبغى ان لا تشغلنا قضية التزييف عن قضية اشد خطراً , وهى حقيقة انهيار أحزاب الأستقلال , وذلك يتطلب بداية جديدة للعمل السياسى , ولابد لهذه البداية لتكون موفقة ان تقوم على تقييم نقدى صادق لمجمل تجربتنا السابقة , نكفر بها لهذا الجيل عن الاخطاء والخطايا التى ارتكبناها بحقهم . الموضوع الأساسى ان هذا الأستقطاب لم يكن مجدياً , والبداية هى فى النظر بتجاوز هذا الاستقطاب . |
كلام يوزن دهب التحية والتجلة لاستاذنا فاروق والتحية للمرحوم الخاتم فى ذكراه السنوية والتحية للمركز وقيادته الحكيمة ممثلة فى شخص الزميل العزيز الباقر
| |

|
|
|
|
|
|