|
|
ثرثرات ...
|
والآن..! وفي الدبيبة مرشح الشعبي لرئاسة الجمهورية يحصل على صوت واحد والخبث لا ينسى أن يرفع حواجبه ويقول في دهشة: لكن مندوبيه ثلاثة!! وفي قرية صغيرة شرق النيل كان أحد الشيوخ يحصل على أغرب مشهد في حياته وهو يمشي صباح اليوم الثالث للانتخابات والقرية كلها هناك والعيون كلها متجهة إليه وهو (يقدل) ويتنحنح ثم يدخل ستارة التصويت متمهلاً والعيون كلها عنده حتى إذا خرج من وراء الستارة استقبل بتصفيق لم يحصل عليه البشير! والسبب هو أن الرجل كان هو الناخب الأخير لتكتمل نسبة التصويت 100%. وفي العيلفون يدخل المهنئون على السيد الطيب النص مرشح الوطني يهنئونه وكل من يقدم التهنئة يعلن عن خالص فرحته للنجاة من المنافس الخطير الذي كان هو التالي مباشرة للفائز. والمراسلون يعلنون عن استيائهم من عدم المنافسة والمنافس كان هو البطاقات التالفة. وأغرب انتخابات تنتهي واللسان الفصيح يصل إلى أغرب النتائج قالوا: كل أحد يجري انتخابه من أجل المستقبل وما سوف يفعل بينما البشير ينتخب من أجل ما فعل بالفعل. وآخر ينظر إلى ما تفعله الحركة الشعبية في انتخابات الجنوب ثم يقول: والله ريحونا .. بعد دا أي واحد منهم يقول انتخابات تقول ليهو كويس .. نعمل انتخابات لكن بطريقة الجنوب! والفرق الهائل في نسبة الفوز والسقوط الشنيع لمرشحي الأحزاب بجعل أحدهم يقول: الأحزاب أعطت الناس فرصة للانتقام.. فالأحزاب أما أنها تجهل حتى نفسها أو أنها تخفي شيئاً لا يمكن كشفه للناس. والناس سوف يبحثون عن معنى لخوض الأحزاب هذه الانتخابات ولإصرار الأحزاب على قيام الانتخابات ابتداء فالأحزاب السودانية تصبح الآن هي أول جهة في العالم تخسر: ليس المستقبل بل الماضي أيضاً. والتفسير الأقرب الآن هو أن الأحزاب تقوم بدور الحمير في حكاية الضابط البريطاني في قبرص ففي أيام الحرب العالمية حين يفاجأ أحد قادة الكتائب بحقل من الألغام أمامه يميل على أقرب قرية ويجلب كل ما فيها من حمير.. ثم يطلقها أمام جنوده في حقل الألغام – لتتفجر فيها والحركة الشعبية حين تجد الألغام بينها وبين مشروعها تميل إلى “قرية الأحزاب” وتأتي بكل ما فيها من حمير وتطلقها في حقل الألغام.. وتجعل الانتخابات تنفجر فيها.
اسحق أحمد فضل الله
|
|

|
|
|
|