المأساة التي أبكت القطينة .

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 03:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-04-2010, 12:51 PM

saif massad ali
<asaif massad ali
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 19127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المأساة التي أبكت القطينة .

    المأساة التي أبكت القطينة .

    --------------------------------------------------------------------------------


    واقعة مؤلمة أبكت مدينة القطينة ضحيتها امرأة في الخامسة والثلاثين من العمر أنجبت بولادة طبيعية بواسطة قابلة قانونية طفلة حلوة لكنها للاسف، لم تشاهدها ولم تلثمها.. ماتت الأم «منال» قبل ان تحتضن وليدتها وترضعها: الفترة الزمنية ما بين دخول «منال» مستشفى القطينة بولاية النيل الأبيض وموتها تتخللها تفاصيل وملابسات وأشياء أخرى غريبة ومحزنة.. حتى لفظت أنفاسها متأثرة بـ«الدم البارد» بعد أن ظلت تنزف بغزارة لأربع ساعات كاملة دون ان تنقل إليها ولو قطرة دم واحدة.. وإليكم التفاصيل الموجعة.
    ----------------------------------------------------------------
    حكم القدر
    منال أحمد علي «53» سنة،تسكن الحي التاسع، بمدينة القطينة ولاية النيل الأبيض، متزوجة، زوجها يدعى «عوض هارون» يعمل بورشة حدادة بالقطينة.. لديها طفل يدعى «محمد» «6» سنوات، ظل خياله الصغير يداعبه بحلم بولادة شقيق أو شقيقة له.
    وبدأت أول مراحل حلمه تتحقق عند التاسعة مساء الخميس الموافق «11» مارس 0102م، حيث أحست والدته «منال» بآلام المخاض، فتم نقلها على وجه السرعة إلى مستشفى القطينة، وهناك إستقبلتها قابلة قانونية تعمل بالمستشفى منذ فترة طويلة، فشرعت في إجراءات الولادة الطبيعية.
    إستمرت آلام المخاض تنتاب «منال» لساعات دون ان تضع مولودها، فقررت القابلة اعطاءها عقاراً «للوجع الإصطناعي»، المعروف باسم «بسنتسنون»، من خلال حقنة بدرب كامل، رغم توجيه الطبيب لها بالتريث وعدم إعطائها العقار المذكور.
    وفي تمام الثالثة والربع صباح الجمعة الموافق 21/3/0102م، وضعت منال طفلة جميلة، ولادة طبيعية، ومن هنا بدأت لعبة القدر، حكم على الأم وطفلتها الوليدة ألا تشاهدا بعضهما أبداً.
    فعقب الولادة مباشرة إنفجر شلال من الدم من الأم، إذ أصيبت بنزف دموي حاد، فقدت بسببه كمية كبيرة من دمائها.. حاولت القابلة إيقاف النزف دون جدوى، وإستنفدت كثيراً من الوقت قبل طلب إستدعاء الطبيب لإسعاف «منال» بعملية نقل دم عاجلة لتعوضها عن كمية الدماء الكبيرة التي فقدتها.. كانت القابلة تحاول معالجة الأمر لوحدها، لحوالي ساعتين، وعندما فشلت في إيقاف النزف إتصلت بالطبيب، الذي هرع إلى المستشفى على الفور، وتأكد من خطورة الحالة، فوجه بإجراء عملية نقل دم مستعجلة.
    البحث عن الدم
    وفي تلك اللحظة كانت أسرة «منال» رجالاً ونساء- ينتظرون خارج غرفة العمليات، وفناء المستشفى، وعندما طالت فترة الولادة، أحسوا بشيء من الإنزعاج والقلق على ابنتهم المحبوبة «منال»، وأخيراً أطلت عليهم القابلة وأخبرتهم ان «منال» تحتاج إلى عملية نقل دم عاجلة لإصابتها بنزف، فأبدى عدد كبير من رجال الأسرة إستعدادهم للتبرع لها بدمائهم دون تردد.. ومن هنا بدأت رحلة طويلة إستمرت زهاء الساعتين للبحث عن فني المعمل للقيام بإجراءات نقل الدم للمريضة التي كانت لا تزال تنزف بغزارة.. بحثوا عنه في المستشفى فلم يجدوه، رغم ان هناك ثلاثة فنيين يعملون بالمستشفى، ولكن في تلك اللحظة الحرجة لم يكن هناك أحد في المعمل.. بإيعاز من الطبيب ذهب بعض أفراد الأسرة إلى منزل الفني الأول فأعتذر انه ليس نبطشياً، فورديته إنتهت.. وذهبوا للفني الثاني بمنزله فعلموا أنه مسافر.. فعادوا للمستشفى فأخبرهم خفير المستشفى إحتمال وجود الفني الثالث بميز المستشفى، وفعلا ذهبوا فوجدوه يغط في نوم عميق، وعندما إيقظوه تذمر وغضب لإيقاظه في هذه الساعة المبكرة، ثم وجههم بإحضار المتبرعين للمعمل، وإنتظاره هناك. هنا نترك الحديث لشاهد العيان ابن خالة «منال». أحمد بخيت علي الفاضلابي.. ليحكي لنا تفاصيل اللحظات الأخيرة من حياة المرحومة «منال»:
    جهزنا المتبرعين أمام المعمل حسب توجيه الفني لكنه لم يأت طيلة نصف الساعة، فذهبت له بالميز، وكانت المفاجأة، وجدته عاد لنومه مرة أخرى فايقظته ورافقني وكان يسير ببطء وتكاسل، فقلت له: «أسرع هناك مريضة بين الحياة والموت»، وكان يحمل معه كمية من المفاتيح أدخل عددا منها في طبلة باب المعمل، وبعد حوالى «7» دقائق نجح في فتح الطبلة، ثم قال: «هناك معدات في كوستي خاصة بنقل الدم، فاذا لم تأت فلن أشتغل لكم»، ثم توجه لداخل المستشفى، حيث ان معمل الدم يقع خارج المستشفى، وكنا نتحرك معه خطوة بخطوة، وبعد دخولنا المستشفى سمعنا صراخ النساء، فهرولت لإستطلاع الأمر فشاهدت الطبيب خارجا من العنبر فسألته: ماذا حدث يا دكتور؟ فقال: «المريضة تعاني من نزف دموي حاد لم أستطع السيطرة عليه»، ثم دخل وخرج للمرة الثانية فسألته مرة أخرى: ماذا حصل يا دكتور؟ فقال لي: «البركة فيكم»، وشاهدته يقوم بتغطية الجثمان.. والطبيب حقيقة لم يقصر في التعامل مع الحالة بعد إستدعائه خاصة وانه لم يكن الطبيب النبطشي ذلك اليوم.
    نزف حتى الموت
    ظلت «منال» تنزف لأربع ساعات كاملة عقب الولادة، ساعتان كانت خلالهما القابلة تحاول معالجة الأمر وإيقاف النزف لوحدها، دون الإتصال بالطبيب في الوقت المناسب، ودون الشروع في إجراءات نقل الدم وإخطار المعمل بذلك.. وساعتان ضاعتا في البحث عن فني المعمل.. وعند حضور الطبيب حاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه دون جدوى.. صمت كل شيء عدا صراخ وعويل النسوة.
    ماتت «منال» .. لفظت أنفاسها الأخيرة حتى قبل رؤية وجه وليدتها، والتي كان عمرها ثلاث ساعات فقط عند وفاة والدتها والتي سماها أهلها «منال» على والدتها المتوفاة.. أهل منال قالوا لي:
    «دموع كثيرة إنهمرت ليس حزناً وأسفاً على موت شابة في مقتبل العمر، بل حسرة على الطريقة التي توفيت بها»، وقد قدمنا شكوى للمجلس الطبي بولاية النيل الأبيض، كما قدم الطبيب تقريرا بملابسات موت منال.. ونحن ننتظر تحقيقاً طبياً وإدارياً من الجهات المسؤولة: إدارة مستشفى القطينة، الإدارة الطبية، ووزارتي الصحة الإتحادية والولائية، والمجلسين الطبيين الإتحادي والولائي.
    نحن نؤمن بالأقدار، ولا نمنع ولا نعترض على مشيئة الله في الموت لكننا لا نؤمن بمشيئة الأفراد في التقصير والتخلي عن واجباتهم دون وازع مهني وإنساني.. هدفنا في التحقيق والمحاسبة ليس بدافع شخصي فابنتنا «منال» لن تعود، بل حتى لا تتكرر مثل هذه الأخطاء مستقبلا، وتتسبب في إزهاق أرواح نساء آخريات.
    مع المدير الطبي
    من التفاصيل السابقة، نستنتج أن أهل المرحومة «منال» يعتقدون ان إهمالاً أو تقصيراً تسبب في موتها لعدم إسعافها بالدم في الوقت المناسب بعد النزف الحاد الذي ظلت تعاني منه طيلة أربع ساعات كاملة، دون ان تسعف بقطرة دم واحدة.. إتصلت هاتفياً بالدكتور «إبراهيم محمد نور» المدير الطبي لمستشفى القطينة.
    ? سألته: ما طبيعة الحالة التي دخلت بها المريضة «منال أحمد علي» مستشفى القطينة؟
    - أجاب: المريضة المذكورة وصلت المستشفى وهي في حالة ولادة، ووضعت مولوداً أنثى، ومعها الخلاصة- المشيمة-لكن حدثت لها مضاعفات عقب الولادة مباشرة.
    ? ما طبيعة تلك المضاعفات؟
    - بدأت المريضة تنزف عقب الولادة مباشرة، وكمية الدم النازف كانت كثيرة جداً، حاولنا بكل السبل المتاحة إيقاف النزف، ولم نستطع.
    ? كيف حاولتم إيقاف النزف؟
    - بواسطة الحقن، وبعض الأشياء الأخرى، وأثناء عمليات الإسعافات طلبنا نقل دم لها، إلا أنها فارقت الحياة قبل ذلك.
    ? ما سبب الوفاة، هل النزف أم أمر آخر؟
    - سبب الوفاة هبوط في الدورة الدموية بسبب نزف شديد تسبب في فقدان كمية كبيرة من الدم.
    ? هل توصلتم لمعرفة سبب النزف؟
    - الأسباب المعروفة التي تؤدي عادة للنزف عقب الولادة لم تكن واضحة، وأكرر أننا بذلنا جهدنا لإيقاف النزف لكننا لم ننجح، إذ ان كمية الدم كانت كبيرة، ومعروف ان النزف الطبيعي عقب الولادة يكون قليلاً وليس بمثل هذه الكمية، ويتوقف بعد فترة قليلة.
    ? أهل المتوفية ذكروا ان المرحومة عندما إحتاجت لنقل دم قاموا بتجهيز المتبرعين، لكنهم لم يعثروا على الفني لعمل إجراءات نقل الدم حيث عثروا عليه نائماً بميز المستشفى، وقبلها ذهبوا لفني آخر بمنزله فإعتذر انه خارج النبطشية، والثالث كان مسافرا؟
    - طبيعة عملنا بمستشفى القطينة وجود مسؤول بكل عنبر أو وحدة، وفني الدم لا يكون موجودا بالليل، بل يتم إستدعاؤه عند الضرورة، ولهذا السبب حدث تأخير في الإتصال به، مما أدى إلى عدم نقل الدم للمريضة بالسرعة المطلوبة.
    ? هل شهدت مستشفى القطينة حالات لوفيات أمهات أثناء أو عقب الولادة؟
    - الحالات عموما غير كثيرة، ولم تحدث حالة نزف مماثلة، أو وفيات لأمهات طيلة السنوات الماضية، وأنا أعمل بمستشفى القطينة منذ «31» شهراً، لم تحدث خلالها وفاة أي أم أثناء الولادة.
    الوجع الإصطناعي:
    ولكن ما هو الإحتمال المرجح للنزف الحاد والمستمر الذي أودى بحياة «منال» حتى قبل ان تنعم برؤية طفلتها الوليدة التي سميت باسم المرحومة والدتها «منال».. هذا التساؤل توجهنا به للبروفيسور «محمد أحمد علي الشيخ» اختصاصي النساء والتوليد، فأجاب:
    « هذا مع الأسف، يحدث بعد ولادة الطفل، وفي حالة نزف المريضة أثناء الولادة الطبيعية، هناك أشياء تقوم بها القابلة، إذ انها مدربة عليها، لإيقاف النزف، وهذا يعتمد عموماً على سبب النزف، مثل عدم تجلط الدم، أو إرتخاء الرحم، ولذلك لابد من دراسة الحالة.
    ? وهل هناك علاقة بين تقديم القابلة للمريضة عقار «بسنتسنون»، الذي يستخدم أحياناً في الوجع الإصطناعي، وبين حالة النزف الدموي الحاد الذي عانت منه المريضة؟
    - العقار المذكور نعطيه أحياناً للمريضة، وأحياناً لا، وقبل الإجابة ينبغي معرفة هل أعطى لها العقار بصورة صحيحة أم لا؟
    ? المحرر
    هذه تفاصيل وحيثيات واقعة ولادة وموت المواطنة «منال» نقلناها بحيادية.. وننوه أن أهل المرحومة «منال» أطلقوا على الطفلة الوليدة اسم «منال» تيمناً بوالدتها المرحومة.. ونشير إلى أن صورة «منال»، «الطفلة» التقطت لها بعد وفاة والدتها بثلاثة أيام فقط، أي ان عمرها كان ثلاثة أيام..أخيراً ما رأي وزارتي الصحة الإتحادية والولائية بالنيل الأبيض والمجلسين الطبيين الإتحادي والولائي في هذه الواقعة المحزنة؟.. ونتساءل: حسب علمنا هناك إختصاصي نساء وتوليد بمستشفى القطينة.. فأين هو مما حدث؟



    http://www.elgeteina.com/vb/showthread.php?t=3868
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de