أوباما يكنُس أباطـرة القسـوة .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 03:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله الشقليني(عبدالله الشقليني)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-06-2008, 11:42 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أوباما يكنُس أباطـرة القسـوة .







    أوباما يكنُس أباطرة القسوة .



    أيصلُح الرمل الذي انتظر لامعاً أن تسير عليه الأقدام الحافية من إرث تاريخ طويل ؟
    جاء زمان الماء الذي يُداعب الشطآن ، والشراب الحلو أن يشهد قطرات الدمع وهي تُفرح البُسطاء والفقراء من بعد خمسة وأربعين ومائة عام من قرار الرئيس "أبراهام لنكولن" بإلغاء العبودية ، ومن بعد أربعين عاماً منذ اغتيال داعية الحقوق المدنية " مارتن لوثر كنج" ، الذي قال أنه سيأتي اليوم الذي يفرح فيه السود بمقامهم الذي يتعين أن يكون مساوياً للبشر سِلماً، وأن يتعلموا ويتقلدوا المناصب وينهضوا بالمسئوليات مثل غيرهم من البيض .

    و تحدث " أوباما " في نصره أنه يتعين أن ترقى أحلام الجميع للتغيير ، يجمعون القاص والداني ، المؤنث والمذكر والجنس الهجين والمُقعَدين والمقعدات ومن لا يستطع أن يكون مثل الأسوياء وأن يجمعهم والبيض والسود والأمريكان من الأصول اللاتينية والأسيوية والأوروبية والأفريقية الذين انتشروا في كل الولايات لتُظللهم دوحة هي الولايات المتحدة الأمريكية الجديدة.

    أتستحق الدولة التي رفعت راية المساواة والحرية أن يكون على رأس قيادتها رئيس هجين من أصل إفريقي؟

    فهو من أحق الأصول بالرأفة والشفقة ، إذ قدّمت أفريقيا الكثير للعالم ،ففي أرضها نهض الإنسان ماشياً على رجلين ونبتت حضاراته الأُول.
    يستحق هذا الشعب المارد أن يُغسل تاريخه من بقايا فكر آسن ، يهدم بلا خلق ، و لبست قلوب قادته السابقين دروع الحديد و هبطوا على الإنسانية في غفلة الحس الرحيم . حصدوا الأرواح البشرية وظنوا أن الفعل نُزهة . غشتهم الجهالة وسحبها الداكنة التي أنتجت عاصفة قضت على الأخضر واليابس .

    لقد آن للأزرق الواعد أن ينهض من الركام و يُزهر من جديد .


    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 11-06-2008, 11:44 AM)

                  

11-08-2008, 04:05 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوباما يكنُس أباطـرة القسـوة . (Re: عبدالله الشقليني)





    رغم بشاعة العالم الرأسمالي ، ففي ظل القسوة المفرطة تنمومن تحت الإبط زهرة .
    لن نذهب في الفأل إلى آخره ، لكنا نقنَعْ بأن العرق الذي صنع المجد من خفاء ،
    يمكنه أن يهب الابتسام لأصحابه وتغسل دموع الفرح تلك الجالية التي صنعت أمريكا في طور نهضتها ...
    آن لها أن تفرح ،
    وآن لأبنائها وبناتها أن يفرحوا بأن أعلى سلطة في الكون الذي نحيا ستكون بين أيديهم .

    *
                  

11-08-2008, 05:05 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوباما يكنُس أباطـرة القسـوة . (Re: عبدالله الشقليني)

    العزيزُ / عبد الله الشقليني :

    تَحايا وودٌّ مَـاطرْ :


    Quote: ( و تحدث " أوباما " في نصره أنه يتعين أن ترقى أحلام الجميع للتغيير ، يجمعون القاص والداني ، المؤنث والمذكر والجنس الهجين والمُقعَدين والمقعدات ومن لا يستطع أن يكون مثل الأسوياء وأن يجمعهم والبيض والسود والأمريكان من الأصول اللاتينية والأسيوية والأوروبية والأفريقية الذين انتشروا في كل الولايات لتُظللهم دوحة هي الولايات المتحدة الأمريكية الجديدة. )



    هذا إذا تركوهُ يَـفعلُ مَـا يُريدُ ؛ لا أنْ يُمْلـوا عليهِ

    - مُستقبلا - مَـا يَشاؤونَ ؛ فإنْ تَأتَّـى ذلكَ حَتْمًا تَحِـنُّ إلينَـا

    الجذورُ واللَّونُ والرَّحِمْ وستزدادُ بداخلِنا مِساحاتُ التَّفاؤل ؛ وإلا سوفَ لَنْ يكونَ هنالكَ

    - في تقديري - فرقٌ بينَ أوبامَـا

    وبوشَ الأسبقْ ؛

    ولكنْ وكما يقولُ أهلُنا الرِّيفيونَ : ( الغريقْ بتمسَّكْ بي قَشَّـه )

    إذن دعنـا كما قلتَ بأنْ نتمسَّكَ ببصيصِ أملْ .

    Quote: لن نذهب في الفأل إلى آخره ، لكنا نقنَعْ بأن العرق الذي
    صنع المجد من خفاء ، يمكنه أن يهب الابتسام
    لأصحابه .


    أراكَ أجَدْتَ القَوْلَ هنا وأغنيتني عنْ

    قَوْلِ الكثيرْ .



    احتراماتي الشَّديدةُ لكَ

    يَـا صديقي .




    أخوك دائمًا / محمَّد زين .
    __________________________
                  

11-08-2008, 08:09 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20170

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوباما يكنُس أباطـرة القسـوة . (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    عزيزي الصديق الكاتب الشقليني
    عاطر التحايا
    قرات اليوم مقالا للشاعر اللبناني عباس بيضون في السفير الثقافي بعنوان ماذا نريد من أوباما,
    وهو مقال ذو نزعة نقدية تحذر من التفريط في الثقة في ما سينجزه أوباما.
    فالى المقال:
    مــاذا نريــد مــن أوبامــا؟

    عباس بيضون

    كلهم يريدون أوباما، العرب الاميركيون الذين رأيناهم على الشاشات، اللبنانيون وحدهم استثناء لكن هذه مسألة أخرى. هنا يريد الكل أوباما، الوطنيون، القوميون. الاسلامويون، الليبراليون، المسيحويون. لم تقل القاعدة كلمتها كما فعلت في السباق الرئاسي الماضي، لحكمة امتنعت، صمتها سيكون أكثر تأييداً لأوباما من دعمها العلني. الكل يريدون أوباما. يتحمسون له، انها معركة الولايات المتحدة لكنهم هذه المرة، بحسّ سليم، يعرفون أنها ايضا معركة العالم. يدركون، بحس استثنائي، ان الخيار الاميركي ليس واحداً، وأن بوسعهم هنا ان يفضلوا. ويوازنوا بين السيء والجيد، بين السيء والأسوأ إذا استكثروا على الاميركيين ان يكونوا جيدين. سيقدرون على أن يختاروا ويفاضلوا ومهما مهما كان اسم ذلك فان لهم مرشحهم الاميركي. اذا زدنا عليهم قلنا إن لكل واحد منهم اميركاه المفضلة. انه حس سليم فحين تكون اميركا مهيمنة فإن ظلها يصل الينا، وسنعاني، شئنا أم أبينا، شرها وخيرها، وستكون دائماً طرفاً في صراعاتنا، ستكون في الداخل مهما لوينا عنها، مهما ابتعدنا فإننا لن نبتعد. لا يكفي ان نقول الشيطان، لا يكفي ان نقول العدو. لنا في الانتخابات الاميركية ما لغيرنا. مثل الجميع نختار اميركا من اثنتين او ثلاث. هناك أميركا أبعد وأميركا أقرب. هناك أميركا سيئة وأميركا أسوأ. أميركا طيبة وأميركا سيئة، لكنها في النهاية ليست أميركا واحدة. لا يلبسها جميعاً وجه الشيطان والعدو الأكبر، لا بد أن هذا ليس تماماً وجه أوباما والا لماذا نريده. لا بد ان هناك ما يعجبنا في أوباما. ليس شراً كله، قد يكون نصفه او ثلثاه هكذا لكنه بلا شك اقل شراً من بوش، أقل شراً من ماكين. أيا كان سيكون أقل سوءاً. مهما كان فان اميركا معه ستكون أقل شيطانية. هل نكون خبثاء اذا قلنا إن هذا يعني أن ثمة أميركا وأمــيركا، يعنــي ان شيطانية اميركا ليست مؤبدة وان في الوسع نزع بعضها. أميركا بلا شــيطانية ستكون حلماً بعيداً، لكن أميركا شيــطانية اقل ستكون أمراً ممكناً. لا يعــني الاقــتراع لأوبــاما شيــئاً آخر. لا يعني الا ان أميركا قابــلة لتكــون أقل سوءاً. ســوى أننــا لا نزال نرتجي أن يتــغير شيء في أمــيركا، لا نــزال نعــتقد بأن ذلـك ممكن.
    كلهم يريدون أوباما، بحس سليم او باندفاعة طبيعية، لكنهم لا يدركون أن لذلك تداعياته. إن اندفاعة طبيعية او مجرد خيار صوري، قد يكلفهم كثيراً. قد يؤدي بهم إلى كارثة نظرية، أو يوقعهم في تناقض حقيقي. القومويون والاسلامويون والوطنيون والمسيحويون، جميعهم سيصلون الى مأزق. اذا كان أوباما خيراً من بوش فإن ذلك يعني ان أميركا قد يكون فيها بعض الخير. اذا كان أوباما أقل شيطانية فهذا يعني ان اميركا قد تغدو أقل شيطانية. اذا كان أوباما أفضل فذلك يعني ان اميركا قد تصبح افضل. إنها بدون أن يدروا، مشكلة. ماذا تكون أميركا اذا أمكن أن تتغير برئيس. ماذا يكون الصراع معها اذا توقف على رئيس. ماذا يبقى من الصراع اذا كان ظرفياً وموقتاً وعابراً. انها اندفاعة غريزية، لنقل، لكن تداعياتها معقدة، اذا تتبعنا منطقها فستؤدي بنا الى المهالك. هل كان الصراع مع رئيس ليتعدل او يتغير برئيس، هل كان مع رئيس ام مع شر انطولوجي لا يمكن اقتلاعه الا بتدميره. اين باتت نظرية الامبريالية؟ اين باتت نظرية الشر الأكبر، نظرية الشيطان؟. هل ترتهن الامبريالية برئيس؟ هل يستأصل الشر بتغيير كهذا؟ هل يزول الشيطان في صناديق الاقتراع؟ هل هناك حقاً اميركا واميركا؟ هل يمكن لأميركا ان تغدو أقل سوءاً؟ هل نحارب رئيساً أم نحارب الجحيم والكفر والأبالسة؟. لم يفكر الاسلامويون والقومويون بأن اندفاعة غريزية، مجرد مجاملة، قادتهم إلى هذا الدهليز. كان الايرانيون أحكم حين لم يختاروا، لقد فهموا أن المعركة مع الشيطان الأكبر وليست مع البيت الأبيض، وأن الجحيم لا يزول بالانتخابات. انها معركة أقانيم، خير وشر، ليل ونهار ولا تنتهي في معركة رئاسية. الآخرون وقعوا لكنهم لن يلبثوا ان ينهضوا، منذ الصباح سيعاودون القول انها كلها أميركا، إن رؤساءها سواء. إنها الامبريالية او الشيطان والشر وجذور ذلك كله في الجحيم. انها معركة السماء مع الأرض، الملائكة والشياطين، المحرومين ومصاصي الدماء. من صباحهم سينتبهون لكن لات ساعة يقظة. لقد وقعوا ويقع عليهم تكفير نظري عظيم. ذلك انهم وهم يؤيدون أوباما، وأعيد القول، بغريزة وعفوية، مزقوا كتابهم. انها لحظة ضعف لم يعد فيها الشر جذريا والهيمنة والاستغلال جذريين. انها لحظة غاب فيها ان الصراع انطولوجي او الهي او تاريخي. غابت فيها نظرية الامبريالية والصليبية وخيبر أيضاً، وأخطر من ذلك غابت فيها عن الضمائر والعقول اسرائيل وأنسي اصحابها ما قاله أوباما في اسرائيل وارتضوا فحسب ما قاله عن المفاوضات احيانا مع ايران وسوريا. سينتبهون لكن ساعة التخلي صعبة. لقد أنكروا ايمانهم قبل صياح الديك، وربما انكروا وجودهم. لماذا هم اذا لم تكن اميركا شيطاناً او كانت شيطاناً أقل، لماذا هم اذا كان هناك اكثر من أميركا وكان ممكنا تحسين اميركا برئيس، لماذا هم اذا كان الصراع ليس مؤبداً وانطولوجياً، اذا لم يكن صراع أقانيم ومعركة فسطاطين، لماذا هم اذا كــانت الامــبريالية نظــرية بائدة، اذا لم يكن الشيطان حقيقيا. لماذا هــم اذا لم تكن اميركا سوى العدو، العدو فحسب.
    اذا وضعنا ذلك جانبا سنسألهم ماذا تريدون من أوباما. ان يرحل بوش فحسب وهل باتت المعركة مع شخص. هل تريدون منه ان يعود مسلماً كأبيه، أم تحسبون انه لا يزال مسلماً والا جاز عليه حكم الردة. هل تريدونه ان يساهم بيده في تخصيب اليورانيوم وصناعة القنبلة النووية الايرانية، هل تريدونه ان يعيد القدس ويطرد اليهود من فلسطين. هل تريدونه أن يساهم في تسليح حماس وحزب الله، هل تريــدونه ان يدك الهيمنة الاميركية. هل تريدونه اشتراكيا كما اتهمته بالين وارهابياً كما أوعزت.
    لن يعرف أحد ماذا تريدون من أوباما، انها اميركا وهو اميركي. اذا كان هذا بحد ذاته مجلبة للعداوة فلن يطول الأمر حتى تبدأ، ستكون سعادتكم به قصيرة.
    أما خاتمة المضحكات فهو أن أنصار ١٤ آذار في اميركا أصدروا بياناً بتأييد ماكين، يصعب ان نعرف في النهاية أينا أكثر سخفا وكم ان السياسة حتى تلك التي تحملنا ونحملها الى أقاصي العالم، تظل بالنسبة لنا نعرة، ويصعب بدون ذلك ان نتحرى جذورها.
    بعيداً عن الأبالسة والملائكة والعولمة والامبريالية والهيمنة وبوش.. مــن يستحق اعجابنا هو الشعب الاميركي، لقد اختار ملونا طارئاً ذا جــذور مسلمة رئيساً. هل نتوقف نحن الذين نتصارع طائفة ضد طائــفة وعرقــاً ضد عرق وعشيرة ضد عشيرة وغالــباً تحــت أسماء عظمى، هل نتوقف عن إلقاء دروس على الشعب الأميركي وأن نفكر حقيقة في أين يوجد الشر ومن أين يأتي.
                  

11-09-2008, 04:32 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوباما يكنُس أباطـرة القسـوة . (Re: osama elkhawad)



    شكراً لك أيها الصديق والكاتب والشاعر والناقد :
    أسامة الخواض ،
    والشكر للمقال الضافي الذي جلبته للحوار
    وسنعودك مرة أخرى

    ونواصل



    *
                  

11-09-2008, 04:28 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوباما يكنُس أباطـرة القسـوة . (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)



    في بيتنا الشاعر : محمد زين الشفيع
    مرحباً بك
    هذا وحده تغيير في كيف ننظر للكون وهو يبالغ في تفاؤله
    بمقدم قدم تغسل قساوة بوش وماكينته الحربية .
    إن انتخاب أوباما مادة تثير الكثير من الجدل والحوار
    بين متفائلين وبين متشائمين ...

    وسنواصل .

    *
                  

11-09-2008, 04:37 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوباما يكنُس أباطـرة القسـوة . (Re: عبدالله الشقليني)




    أوباما رئيساً



    اعتبر الكاتب الأمريكي بول أوستر أمس في المكسيك . أن انتخاب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة سيطوي صفحة نظام الرئيس جورج بوش " الإجرامي " لكن ذلك سيستغرق ولاية رئاسية كاملة .
    و قال أوستر ذلك من خلال مؤتمر صحافي عقده على هامش المعرض الدولي للكتاب في أوكساكا جنوب المكسيك .
    وقال كاتب " ثلاثية نيويورك " إن النظام الإجرامي على جميع الصُعد ، الحروب غير المجدية ، كل ذلك يجب أن يتوقف ، لكن الأمر سيستغرق وقتاً ، وإلا فإن الولايات المتحدة ستصبح من دول العالم الثالث . وشبه إدارة بوش بقطعة ثلج تذوب مُبدياً أسفه لعدم تمكن الكتاب من التأثير على الحياة السياسية الأمريكية .
    أثار انتخاب أول رئيس أسود للولايات المتحدة موجة فرح وتأثر عارمة بين الأمريكيين السود ، إلا أن تحقيق مساواة حقيقية بين السود والبيض في هذا البلد لا يزال يبدو هدفاً بعيد المنال .
    و رأى كونراد وويل أحد مؤسسي حركة " الجبهة الوطنية السوداء الموحدة " أن انتخاب أوباما يشكل حدثاً تاريخياً على طريق إسقاط الحواجز العرقية في الولايات المتحدة ، لكنه أضاف أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه اللحظة من التاريخ تقودنا إلى تغيير فعلي في سلوكنا وطريقة تصرفنا حيال بعضنا البعض . واعتبر هذا الأستاذ الجامعي نورث ايسترن في إلينوي أن إزالة العواقب الاجتماعية الموروثة مهمة ملقاة على عاتق السود أنفسهم .
    وحذر باراك أوباما نفسه في الخطاب الذي ألقاه ليلة انتخابه أن هذا الفوز لا يشكل بحد ذاته التغيير الذي ننتظره ، وقال مخاطباً حشداً من 240 ألف مؤيد تجمعوا للاحتفال بانتصاره ، أن التغيير لا يمكن أن يحصل إن عدنا إلى ما كانت عليه الأمور من قبل . وهذا التغيير يمكن أن يحصل بدونكم . ورأى رون هدسون وهو من سكان شيكاغو السود ، أن انتخاب أوباما هو مصدر أمل ولكن بشرط أن يحتفظ السود بالتفاؤل الذي أحياه فيهم فوز مرشحهم .
    وقال هيلسون الذي شاهد في أحيائه وضمن مجموعته من السود عائلات دمرتها المخدرات وأحياء حولتها العصابات إلى ميدان حرب حقيقية ومدارس باتت مهجورة بعدما رحل البيض إلى الضواحي ، آمل أن يستمر ذلك لأبعد من اليوم أو غد أو الأسبوع المقبل .
    واعتبر مارك سوير من مركز الدراسات العرقية والإثنية والسياسية في جامعة لوس انجلوس بكاليفورنيا أنه إن كان يترتب على كل واحد بذل جهود لتغيير حياته وحياة مجموعته ، إلا أنه يتعين أيضاً معالجة هذه المشكلات البنيوية .
    و قال أن المسألة تكمن في معرفة ما إذا كان أوباما سينجح في وضع سياسة قادرة على معالجة المشكلات الهائلة على صعيد عدم المساواة القائمة حالياً . ولفت جيمس روكر مؤسس مجموعة الدفاع عن الحقوق المدنية " كولور أوف تشاينج " ( لون التغيير ) إلى أن الخطورة في رئاسة أوباما تكمن تحديداً في أن وصوله إلى سدة الرئاسة الأمريكية قد يحجب التفاوت الذي لا يزال قائماً بين السود والبيض .
    و أوضح بعد وصول أسود إلى أعلى المناصب و أكثرها رمزية ، اعتقد أن العديد من الأمريكيين البيض سيقولون لأنفسهم إنه لم يعد لدى الأمريكيين السود من سبب يدعوهم إلى التذمر . لكنه لا يزال هناك تمييز في السكن و جرائم عرقية ونسبة من السود تفوق البيض في السجون وعدم التكافؤ في التعليم . كل هذا لا تزيله انتخابات .
    و قال القس أل شاربتون أحد أبرز وجوه حركة الحقوق المدنية ملخصاً المسألة الموضوع لم يعد موضوع العنصرية على طريقة أعضاء كلو كلوكس كلان الملثمين ، بل هو موضوع عدم التكافؤ وتحقيق التغيير الذي صوتنا من أجله .
    وقال أنه بعد قيام كونجرس ديمقراطي إلى حد بعيد و وصول رئيس أسود ، إذا لم نتمكن الآن من إقرار قوانين تصلح النظام التربوي و نظام السجون ، فهذا سيدل بكل بساطة على عدم كفاءتنا .


    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 11-09-2008, 09:33 PM)

                  

11-09-2008, 09:59 PM

Abdulmageed Gorashi
<aAbdulmageed Gorashi
تاريخ التسجيل: 02-11-2008
مجموع المشاركات: 218

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوباما يكنُس أباطـرة القسـوة . (Re: عبدالله الشقليني)

    بدون شك انتصاراوباما كان حدث تاريخيا. من خلال المتابعه في وسائل الاعلام العربيه اجد كثير من المحللين و السياسين العرب يبدون كثيرا من التشاؤم والاستخفاف بفوز اوباما امثال الكاتب محمد حسنين هيكل الذي يقول ان اوباما جاء صدفة وهو رجل ابيض في جسد اسود اما السياسي الفلسطيني عزمي بشاره كنت احفظ له كثير من الاحترام كان يهاجم اوباما كثير وانه غير قادر علي التغير كانه اسف علي رحيل ادارة بوش.
    العقليه العربيه لاسف ماذالت متحجره وغير واعيه بمصاليحهاالحقيقيه, يجب عليها ان تعطي هذا الرجل الفرصه لكي تحكم عليه.
                  

11-18-2008, 05:45 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوباما يكنُس أباطـرة القسـوة . (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: بدون شك انتصاراوباما كان حدث تاريخيا. من خلال المتابعه في وسائل الاعلام العربيه اجد كثير من المحللين و السياسين العرب يبدون كثيرا من التشاؤم والاستخفاف بفوز اوباما امثال الكاتب محمد حسنين هيكل الذي يقول ان اوباما جاء صدفة وهو رجل ابيض في جسد اسود اما السياسي الفلسطيني عزمي بشاره كنت احفظ له كثير من الاحترام كان يهاجم اوباما كثير وانه غير قادر علي التغير كانه اسف علي رحيل ادارة بوش.
    العقليه العربيه لاسف ماذالت متحجره وغير واعيه بمصاليحهاالحقيقيه, يجب عليها ان تعطي هذا الرجل الفرصه لكي تحكم عليه.

    العزيز عبد الجليل
    نتفق معاً في ما أوردته ..
    ولك الشكر الجزيل
                  

11-19-2008, 10:52 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20170

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوباما يكنُس أباطـرة القسـوة . (Re: عبدالله الشقليني)

    أشرت عزيزي الشقليني الى القسوة وهي التي كتب عن ارقى تشكيلاتها الاجتماعية ماركس تحليله الشهير لها في "راس المال".نشهد عودة لماركس ،و بالتاكيد نقد اوباما للنظام الراسمالي الحالي رغم قوله انه يعتقد ان الراسمالية ما زالت بخير.
    هنا مقال عن السفير بصدد الرجوع الى ماركس:
    على حائط برلين


    أشباح ماركس توقظ أوروبا وتطل حتى من الكنائس:
    »رأس المال« يصدر من جديد... لكن بقلم الأسقف ماركس هذه المرة!
    ناجي طاهر


    القس ماركس عارضا كتابه


    تمثال لماركس في موسكو




    قلّما أثار قس الجدل من حوله كما فعل رئيس أساقفة ميونخ راينهارد ماركس. فهو لا تجمعه مع ماركس الجد القرابة العائلية فقط وإنما الشبه في ملامح الوجه والأفكار أيضاً... إذ فاجأ القس الآتي من تريار، مسقط رأس كارل ماركس القديم نفسه، المجتمع الفكري الألماني بإعلانه في مؤتمر صحافي عقده في ميونخ يوم الأربعاء الواقع في ٢٩ تشرين الأول المنصرم، وأعلن فيه صدور كتابه الجديد: »رأس المال، نداء الى الشعب« (عن دار باتلوخ، ميونيخ، ٣٠٤ص). ويأتي العنوان في استعارة لاسم مؤلف كارل ماركس الشهير »رأس المال«. تناولت وسائل الإعلام هذا الأمر باهتمام لافت، ونشرت كبرى الصحف الألمانية مقابلات مع القس ماركس، وتناولت علاقته بماركس الجد، الفكرية، وكيف أمكن لقس كاثوليكي أن يخرق محاذير الكنيسة بإطلاقه كتاباً من هذا النوع يحاكي فيه أفكار ماركس ويسقطه على الواقع الراهن.

    »المضاربة الوحشية خطيئة« هو عنوان المقابلة التي اجرتها مجلة »ديرشبيغل« معه، حيث رأى أن المضاربين في الأسهم ظنوا أن بإمكانهم أن يصبحوا أغنياء بدون عمل، أو احتساب العواقب الوخيمة التي سوف تترتب عن أعمالهم. وطالبهم تالياً بالتوبة عمّا قاموا به ودعاهم إلى إصلاح ما أفسدوه. كذلك، دعا إلى العودة الى الاقتصاد الاجتماعي للسوق، معترفاً بأن الاشتراكية الكاثوليكية استفادت من أفكار ماركس، وذلك بقوله: »نحن نقف اليوم على أكتاف كارل ماركس«، ويجب أن نطلب المعذرة من ناقد الرأسمالية الأبرز، والمحلل لأزماتها، إذ تنبأ بجوهر العولمة، على أنها عولمة لرأس المال. وقال إننا استعجلنا في تنحيته عن مشاركتنا في فهم واقعنا الاقتصادي والاجتماعي ورمينا أفكاره وتحليلاته الاقتصادية في سلة المهملات. وأضاف بأن الرأسمالية الخالية من الأطر الأخلاقية والقانونية هي نظام معادٍ للإنسانية.

    »العزيز كارل ماركس«، هكذا يفتتح القس راينهارد ماركس كتابه برسالة الى ماركس الجد. يشير فيها الى السبعينيات عندما كان لا يزال بعد طالباً في باريس، وكانت الماركسية في عز انتشارها بين الشباب الذين كانوا يسألونه لماذا لا يحتذي بأفكار جده الثورية... لكنه لا يتوانى بأن يصف جده بأنه »الخصم الأكبر«.

    يقول القس راينهارد ماركس إن الداعي لهذا الكتاب الآن لم يكن التشابه في اسم العائلة مع ماركس القديم وحسب، وإنما هو ينطلق في سياق مشروع فكري بدأه منذ عدة سنوات مع أطروحة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، غداة انهيار الاتحاد السوفياتي عام ،١٩٨٩ عندما دعا هذا الأخير الى التفكر في مبادئ الرأسمالية التي أعلن الكثيرون حينها عن انتصارها الأبدي وعن نهاية التاريخ. وقد حذر حينها من أن فشل الأنظمة الرأسمالية المعاصرة في حل الأزمات التي يعيشها العالم كالفقر وعدم المساواة والبطالة وغيرها، سوف يكون من شأنه انبعاث جديد لأفكار ماركس القديمة.
    يسأله أحد الصحافيين عن رأيه بالصيحة الشهيرة للكاثوليكي نوربرت بلوين في دانتزغ: »ماركس قد مات ويسوع حي«، التي أطلقها غداة انهيار جدار برلين وما تلاه من انهيارات لدول ما كان يُعرف بالمنظومة الاشتراكية. يرد الأسقف ماركس قائلاً: »صحيحة مقارنته بيسوع«.
    وصحّت تنبؤات البابا الراحل إذ سرعان ما شهدنا ظهور انبعاثات روحية جديدة للماركسية. ففي عام ،١٩٩٣ كتب الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا كتابه »أطياف ماركس« الذي يدور بمجمله حول كلمة »das Gespenst« (طيف) وبشّر بحتمية التناسل الروحي لأفكار صاحب رأس المال والبيان الشيوعي، التي كلما لاح أنها ذبلت أو غارت، عادت لتنبت وتنمو من جديد كالفطر في حقول الفكر. وقال بضرورة العودة الى أفكار الرجل الأكثر خبرة في فهم الرأسمالية، وذلك من أجل مواجهة التوحش الرأسمالي. وقال دريدا أن ماركس الذي مات هو ماركس السوفياتي الستاليني، أمّا ماركس المفكر فباقٍ بيننا.
    يبدو أننا كلما شهدنا أزمة اقتصادية أو تعثراً في آليات اقتصاد السوق والنظم الرأسمالية، كلما ارتفعت أسهم ماركس وأرصدة كتبه. غير أن هذه »العلاقة الجدلية« لا تعني بالضرورة العودة الى ماركس المؤدلج والمُنتج وفق رغبات هذا الحزب الشمولي أو ذاك الزعيم الأبدي. كذلك، ليس على طريقة اليساريين التقليديين الذين ما برحوا يطلون بروؤسهم عند كل سانحة أو عثرة اقتصادية، ليرفعوا شعاراتهم وكتب أحزابهم الشيوعية كبيارق الخلاص، ويعيدون طرح وتأويل »آيات« قديسيهم القدماء على أنها تكتنف على البلسم الشافي والمفسر الكافي لكل داء أو علة.
    تدفع الأزمة المالية العالمية الراهنة والحديث عن الركود الاقتصادي المقبل بالكثيرين في العالم، وفي المانيا على وجه الخصوص، الى العودة لقراءة ماركس من جديد. ويشهد المجتمع الألماني، إضافة الى صعود وتنامي اليسار الجديد، اهتماماً شبابياً وأكاديمياً لافتاً بكتابات ماركس وتحديداً »رأس المال«، الأمر الذي يؤكده على سبيل المثال يورن شوترومفن، مدير »كارل ديتريش للنشر« في برلين، المشارك في معرض فرانكفورت للكتاب بقوله: »كارل ماركس من جديد مع الموضة. وكتابه »رأس المال« على لائحة أفضل المبيعات« (ديرتاغس شبيغل ١٦,١٠,٢٠٠٨. وأضاف أن ما من مجتمع يشعر بضرورة العودة لقراءة ماركس إلا هو بالتأكيد مجتمع لا يشعر بأنه على ما يرام.
    في مقابل هؤلاء اليساريين الحالمين بعودة مجد غابر، ثمة اهتمام من نوع آخر بماركس القديم، اهتمام معاصر يأتي من مشارب مختلفة كالجامعة والكنيسة والتيارات الشبابية الجديدة، وبعض المفكرين الرأسماليين أنفسهم. هؤلاء لا يتطرقون إلى أيديولوجيا ماركس الثورية التي قامت عليها أنظمة، وإنما يطرحون ماركس كأحد المفكرين والفلاسفة العظماء الذين أثروا المكتبة والوعي البشريين بالكثير من الأفكار المفيدة، التي لا يزال بعضها حتى أيامنا صالحاً لا بل ضرورياً، لفهم وتفسير الرأسمالية والعولمة وحركة الاقتصاد المعاصر. يكون ذلك على الرغم من أن كتابات ماركس تأخذ معطيات القرنين الثامن والتاسع عشر كركيزة في بناء معطياتها وتحليلها. فالكثير من المفكرين الاقتصاديين المعاصرين، يرون أن الأسس التي كانت تحكم حركة اقتصاد السوق وتراكم رأس المال، وأزمات هذا الاقتصاد المتتالية، كما أشار اليها ماركس، لا تزال هي نفسها.
    وهذه هي حال القس راينهارد ماركس وغيره من المفكرين المعاصرين الذين يحتفظون لأنفسهم بمسافة من التمايز لجهة عدم الأخذ بأفكار أي مفكر أو فيلسوف كسلّة متكاملة غير قابلة للاجتزاء أو البتر.
    ومن أبرز نقاط اختلاف آراء القس راينهارد ماركس مع أفكار ماركس القديم، مسألة الملكية الخاصة. ويستشهد في هذا السياق برأي القديس الفيلسوف توما الأكويني: »مَن لا يملك شيئاً، ولا يملك سوى قوة عمله، سوف يتعرض للاستغلال«. ولا تكمن المشكلة، برأيه، في علاقات الملكية وإنما في طريقة تنظيم هذه الملكية وإدارتها. إذ أن تملُّك الإنسان عبر كدِّه وعمله يُعتبر من حقوقه الأساسية.
    بالإضافة إلى دفاعه عن الملكية الخاصة والدولة، بالطبع، لن يكون بمقدور رئيس أساقفة ميونخ وبروفسور اللاهوت، أن يجاري أفكار مؤسس الشيوعية في أفكاره حيال الله والعائلة المقدسة
                  

11-19-2008, 11:57 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20170

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوباما يكنُس أباطـرة القسـوة . (Re: osama elkhawad)

    وهذا ايضا مقال مهم بقلم كاتب مصري يحلل فيه ظاهرة اوباما باعتباره يمثلا جيلا جديدا:

    ثلاثة مبادئ تشكّل ملامح «جيل أوباما»
    خليل العناني الحياة - 19/11/08//

    قبل أربعة أسابيع، كانت العرب، بخاصة مثقفوها وفضائيوها، تلعن النموذج الأميركي وتبشّر بسقوطه وذلك بفعل الأزمة المالية التي ضربت الاقتصاد العالمي ولا تزال توابعها مستمرة. ومنذ أسبوعين تحوّل الجميع فجأة الى الاشادة بالولايات المتحدة ونموذجها «الحضاري»، واصبح يرى في فوز باراك أوباما بالرئاسة الأميركية دليلاً على الحيوية السياسية للمجتمع الأميركي ورمزاً للأمل والحرية.
    انها قراءة قاصرة تلك التي تختزل اسباب فوز أوباما بمجرد الرغبة في التخلص من المحافظين الجدد وطيّ صفحتهم، وذلك من دون القدرة على مدّ البصر الى ما يعكسه هذا الصعود من تحولات عميقة تطال البنية التحتية لمنظومة السياسة والثقافة في الولايات المتحدة.

    فوز أوباما هو انقلاب جذري، لا يقل عن انقلابات ثوّارنا التي قامت طيلة الخمسينات والستينات، بيد أنه انقلاب سلميّ يمتد إلى العمق الجذري الفلسفي والأنثروبولوجي الذي بُني عليه المجتمع الأميركي قبل قرنين ونيف. ويخطئ من يظن أن أوباما، برغم شخصيته ومواهبه، يمثل ظاهرة فردية، أو أن فوزه هو مجرد تتويج لطموحه الشخصي الذي دشنه بكتابه الشهير «جرأة الأمل» الذي أصدره قبل عامين، وإنما بالأحرى هو مجرد قمة «جبل الثلج» لجيل جديد بدأ يجرف الحياة السياسية الأميركية ويعيد تعريف الكثير من مفرداتها بطريقة غير تقليدية.

    وهو جيلٌ «هجين» نجح في التخلص من الإرث الثقيل للحزبين الجمهوري والديموقراطي، القائم على التجزئة والانقسام الحزبي والتقاطعات بين جماعات الضغط والمرشحين، فلم يبدأ معركته في ممرات واشنطن بين «الكابيتول هيل» وصالات فندق «ويلارد» الشهير، أو في حفلات «الباربيكيو» التي تصنع نجوم السياسة، وإنما بدأها في حارات هارلم ودي موين وتسارلستون، وبين تجّمعات الفقراء في إيلينوي وفيلادلفيا وفى ملاجئ إعصار كاترينا في نيو أورليانز.

    أوباما لم يخض السباق الرئاسي استناداً الى إنجازه السياسي، الذي لا يُذكر مقارنة بأقرانه ومنافسيه، أو متخفياً وراء لون بشرته، أو متكئاً على ارتباطاته العرقية والمذهبية أو متحزباً بإيديولوجيته الدينية، وإنما خاضه معبراً عن طموحات وآمال جيل جديد من السياسيين الأميركيين تشكلت مفاهيمه وقناعاته في زمن العولمة بأبعادها الفلسفية والإنسانوية كافة، ومستحضراً الرسالة الخالدة التي وضعها الآباء المؤسسون بأن تصبح ممارسة السياسة لخدمة البشر وليس العكس.

    ثلاثة مبادئ رئيسية تشكل ملامح هذا الجيل الجديد، ومن المتوقع أن تشكل فلسفة الحكم خلال الفترة الرئاسية الأولى لأوباما، ما لم يلحقها بفترة ثانية. أولها مبدأ «ما بعد الحزبية» Post-Partisan، وهو مبدأ لطالما أغضب الكثيرين من أصدقاء أوباما وفي مقدّمهم عالم الاقتصاد الأميركي الشهير بول كروغمان» الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد قبل أسابيع، وهو الذي نصح أوباما بضرورة أن يظهر، بحدّة، تمايزه الإيديولوجي عن غريمه الجمهوري جون ماكين، وأن يتجنب خلق أي فضاء مشترك مع الجمهوريين. بيد أن هذا الأخير لم يستمع لنصحه.

    والمتتبع لخُطى أوباما يدرك أنه لم يكن ذا ثقل داخل حزبه حتى أوائل الألفية الجديدة، وهو الذي مُنع من حضور المؤتمر العام لحزبه عام 2000 بسبب عدم امتلاكه لبطاقة دعوة لحضور كبار الشخصيات في الحزب. صحيحٌ أن أوباما خرج من تحت مظلة حزبه كممثل له، ولكنه لم يأت من داخل «ماكينة» الحزب السياسية، ولم تصنعه تشابكاتها وتقاطعاتها، بل خرج من رحم السياسة المحلية Local Politics في مدينة شيكاغو.

    وبفضل إيمانه بهذا المبدأ، نجح اوباما في تجنيد منافسيه داخل الحزب وخارجه للعمل لصالحه، وذلك على غرار ما حدث مع منافسته في الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون، التي انضمت إليه بأعجوبة، على رغم خسارتها المريرة في الانتخابات التمهيدية للحزب. كما نجح أوباما في إحداث قلاقل غير معهودة داخل معسكر الجمهوريين، ودفع ببعض أقطاب الحزب «العتيق» إلى تأييده علناً وذلك على غرار ما فعل وزير الخارجية السابق كولن باول وغيره. فضلاً عن إغواء جزء مهم من القاعدة الانتخابية للجمهوريين «المعتدلين» بالتصويت له، وذلك على نحو ما حدث في فرجينيا وفلوريدا.

    ومن المتوقع أن يستمر أوباما في اتباع نفس المبدأ في تشكيل إدارته الجديدة، لذا ليس مستغرباً أن يتردد الحديث حول سعيه لضمّ هيلاري كلينتون لإدارته، فضلاً عن احتمالات إبقائه على وزير الدفاع الحالي روبرت غيتس في منصبه. الأكثر من ذلك، سوف يستعين أوباما بدعم منافسه الجمهوري جون ماكين داخل الكونغرس وذلك لحسم بعض القضايا التي يشترك فيها الطرفان مثل تحريم الإجهاض وحماية البيئة ومواجهة الاحتباس الحراري.

    أما المبدأ الثاني فهو «الديموقراطية التفويضية» Deliberative Democracy، فهذا الجيل يؤمن بضرورة استعادة كلمة الديموقراطية لمعناها الرومانسي «القديم» باعتبارها تفويضاً مباشراً من الشعب، وذلك على غرار ديموقراطية أثينا المباشرة.

    وقد تجلّى هذا المبدأ بوضوح في درجة التواصل غير المسبوقة التي حدثت بين أوباما وجمهوره، تلك التي يكعف على دراستها حالياً علماء وخبراء الاتصال السياسي في الجامعات الأميركية. وقد دفعت هذه الحال ملايين الأميركيين، خاصة من الشباب والمهمّشين والأقليات، الى تمويل قسط مهم من حملة أوباما الانتخابية بأرقام قياسية (جمع ما يقرب من 450 مليون دولار بفئة تبرع أقل من 200 دولار للشخص الواحد، وذلك من أصل 950 مليون دولار هي إجمالي ما جمعه طيلة حملته الانتخابية)، كما شجّعت الآلاف منهم على الذهاب الى صناديق الاقتراع ربما للمرة الأولى في حياتهم.

    وقد ردّ أوباما جميل هؤلاء جميعاً، بأن زيّن خطاب تتويجه بالرئاسة بعبارة ذات إلهامٍ، وذلك حين قال: «.. لن أنسى إلى من يعود هذا النصر، إنه يعود لكم، إلى من تركوا منازلهم وعائلاتهم للقيام بأعمال قدمت لهم قليلا من المال والنوم، وإلى الشباب الذين تحدوا البرد القارس والحرّ اللاهب وقرعوا أبواب أناس غرباء تماما، ومن ملايين الأميركيين الذي تطوعوا ونظموا واثبتوا بعد أكثر من قرنين أن حكومة من الناس وبواسطة الناس ومن اجل الناس لم تختف عن وجه الأرض، هذا هو نصركم».

    أما المبدأ الثالث فهو «البراغماتية الإيديولوجية»، وهو مبدأ يبدو غريباً، ليس فقط لتضاده المعرفي، ذاك أن الإيديولوجيا والبراغماتية لا تجتمعان، وإنما أيضا لأن هذا الجيل قد نشأ، ثقافياً ومعرفياً، في عالم «ما بعد الإيديولوجيا» بعد أن سقطت أعمدة برلين والكرملين الإيديولوجية. ففي كتابه «جرأة الأمل»، يشير أوباما إلى أن أحد أدوات تجديد الحزب الديموقراطي واستعادة مكانته لن تأتي إلا من خلال الانعتاق من «الأرثوذكسية» الإيديولوجية، وعدم التمترس خلف مواقف حادة تثير الانقسام الداخلي، فالمهم هو الوطن وليس الحزب بحسب تعبيره. وقد ساهم هذا المبدأ في تغيير قواعد اللعبة الانتخابية، وإعادة توزيع كتلها التصويتية، وذلك بضم فئات جديدة من الشباب والسود وذوي الاصول الاسبانية (المهاجرين من دول أميركا اللاتينية)، وذلك في مواجهة الكتلة المتماسكة من اليمين المسيحي والإنجيليين التي لعبت دوراً مهماً في ترجيح كفة الجمهوريين طيلة العقدين الماضيين.
    وبذكاء شديد، لم يطرح أوباما شعارات إيديولوجية صارخة طيلة حملته الانتخابية، وتعمّد «الالتحاف» بغطاء الواقعية، مع إعطائه مسحة «وعظية» ألهمت الكثيرين من خلفه، وأعطته قبولاً نادراً حتى لدى خصومه. وقد تجلّى هذا المبدأ بوضوح في طبيعة القضايا التي وضعها أوباما في أعلى أجندته الانتخابية داخلياً وخارجياً.

    وهو، وعلى عكس ما جرت العادة، لم يستهدف جمهور السياسة وصانعيها ومموليها، وإنما استهدف بالأساس تلك الكتلة «الصامتة» من الأميركيين، واتخذ من قضية «الفقر» مرتكزاً لحملته الانتخابية. وهي قضية اختلط لديه فيها الإيديولوجي مع السياسي، وهو الذي يؤمن بأن الطبقة الوسطى لم تصب بأذى طيلة تاريخها، إلا بسبب السياسات الاقتصادية للجمهوريين. وقد استلهم رؤيته لهذه القضية من الكتاب المتميز «الديموقراطية غير العادلة» Unequal Democracy لعالم السياسة المعروف لاري بارتلس بجامعة برنستون، الذي يشير إلى أن «مداخيل العائلات الفقيرة قد زاد ست مرات تحت حكم الديموقراطيين، وذلك مقارنة بالتدهور الذي حدث لها تحت حكم الجمهوريين».

    ومن غير المتوقع أن يلجأ أوباما إلى علاج الوضع الاقتصادي المتأزم لبلاده من خلال التخندق «الإيديولوجي» خلف أفكاره اليسارية، وإنما سيسعى إلى إقامة مسافة واضحة بين الحكومة ومؤسساتها المالية بحيث تضمن للأولى قدراً من الرقابة «الوقائية»، وللثانية قدراً من الحرية المسؤولة. لذا يخطئ من يظن أن أوباما سوف يعيد العجلة إلى الوراء سبعة عقود من أجل استحضار صيغة «الاتفاق الجديد» The New Deal الذي وضعه الرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت لمعالجة آثار أزمة «الكساد الكبير» أوائل الثلاثينات من القرن الماضي.

    «
    Quote: جيل» أوباما، هو الذي فاز صبيحة الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر)، وهو جيل اللحظة «العالمية» الراهنة التي تعكس مخاضاً نادر الحدوث، سياسياً واقتصادياً وحضارياً، وسيكون عليه إعادة نحت مضامين جديدة للسياسة وأدواتها، انطلاقاً من الإيمان بضرورة اكتمال حداثة العقل البشري وتنقيته من شوائب المتهوّرين شرقاً وغرباً.



    * كاتب مصري.
                  

11-20-2008, 01:26 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوباما يكنُس أباطـرة القسـوة . (Re: عبدالله الشقليني)

    شكراً لك عزيزي الكاتب والشاعر والناقد : أسامة الخواص
    على جلب المقالات للدخول أعمق في الظاهرة التي نحن بصددها
    وأزمات الرأسمالية والعولمة ...وأين يقف أوباما وجيله منها
    وسنعود بالتحليل من بعد
    الشكر مُجدداً
                  

11-21-2008, 09:06 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوباما يكنُس أباطـرة القسـوة . (Re: عبدالله الشقليني)

    نقلاً عن سودانايل 21/11/2008 م كتب الشاعر : محمد المكي إبراهيم :
    Quote:


    من بساتين العالم

    1- لنكون جديرين بأوباما

    بقلم:
    محمد المكي إبراهيم

    خرجوا من أفريقيا أو أخرجتهم أفريقيا مكبلين بالسلاسل والأغلال في عنابر الموت في قيعان سفن النخاسة وقد وقف على رءوسهم زبانية غلاظ الأكباد يسومونهم سوء العذاب من تجويع إلى ضرب مبرح إلى انتهاك لما بقي من إنسانيتهم وأعراضهم وذلك في واحدة من أحط وأرذل مشاهد التاريخ البشري وهو ما عرف بتجارة الرقيق الأطلسية التي حملت ملايين الأفارقة عبر ذلك المحيط إلى أمريكا الجنوبية وجزر الكاريبي و أمريكا الشمالية. وقتلت ملايين أخرى أثناء العبور بين ضفتي المحيط. ولم تنته المأساة بالوصول إلى الضفة الأخرى فهنالك كان بانتظارهم أسوأ مصير عرفه الإنسان في تاريخه الطويل إذ كان عليهم أن يكونوا عبيدا وخدما لبشر مثلهم يشترونهم بالدراهم ويعاملونهم أسوأ مما يعاملون حيوان الحقل من بقر وجاموس وشياه.

    لانهاية للآلام التي تعرض لها الإنسان الأسود في الأمريكتين وبعد الاستقلالات الإفريقية انضم إليها بعد جديد يتمثل بإهمال الدول الأفريقية حديثة الاستقلال لمصير إخوتها السود فلم تتحرك تلك الدول أو هيئاتها السياسية لتطالب بحقوق السود الأمريكيين أو البرازيليين أو الكوبيين أو لتدعم قضاياهم ومطالبهم وعلى عكس ذلك بدأت نزعة من التفاخر بين الفريقين يتباهي فيها الإفريقي على الأمريكي الأسود باستقلال بلاده وحريتها. وعلى أيدي القناصل ومسئولي الهجرة والجوازات لاقى السود ما لاقوا من صعوبات الدخول إلى القارة الأم واستحالة الإقامة فيها وما عدا فترة قصيرة هي أيام نكروما في غانا لم يحظ الأمريكيون السود بأي ميزات في الدخول والإقامة في القارة الأم.

    بعضهم يحمل جراح الماضي ويعزف على أوتارها مظالم لا تفيده ولا تفيدنا فنحن بنظره أحفاد القبليين الجهلاء الذين باعوا أسلافه للرجل الأبيض بزجاجات الروم والكونياك الرخيص باعتبارهم أسرى الحرب أو الأعداء القبليين الذين لا يستحقون البقاء في أفريقيا ولتخليصنا منهم يستحق الرجل الأبيض أن ينال جائزة لا أن يدفع ثمنا. ولكنه معروف أننا فتحنا شهية الرجل الأبيض لمزيد من الأرقاء فعاد مرة أخرى واستدرج سماسرته إلى غياهب سفنه المظلمة وكبلهم بالأغلال وباعهم عبيدا في مواطنه البعيدة. وفي الجولة الأخيرة عاد الرجل الأبيض واستولى على كل أفريقيا بكل ما فيها من شجر وبشر وحجر وكان ليوبولد الثالث ملك بلجيكا والكونغو يفرض على رعاياه الكنغوليين تسليمه كذا رطلا من المطاط الطبيعي كل يوم ومن يتخلف عن أداء تلك الخدمة يفقد فورا إحدى يديه إذ يقطعها له جلاوزة ذلك الملك الرحيم.

    بعد تلك الإحزان استعادت أفريقيا حريتها ليستولي عليها طغاة صغار قلبوا نهارها ليلا وحكموا عليها بالتخلف والعبودية للدول الأجنبية ووضعوها في ذيل الركب الحضاري أو في موضع الذيل من المنافسة الحضارية التي تنتظم العالم. وذلك ما جعل مراسل النيويورك تايمز في كينيا هوارد فرينش(وهو أمريكي اسود) يكتب قائلا إن مآسي إفريقيا المعاصرة تجعله سعيدا بأن جده الأكبر التحق بسفينة الرقيق التي حملته بعيدا عن إفريقيا. ومن مفارقات التاريخ أن أفريقيا لم تجد ما تفتخر به سوى منجزات الرجال والنساء السود الذين طردتهم إلى أوروبا والأمريكتين.ولا تحدث مفاخرة إلا وافتخروا بمالكوم اكس ومارتن لوثر كنج وموسيقى لوي آرمسترونج وكتابة توني موريسون والآن ينضم باراك اوباما إلى قائمة المفاخر.

    من حق إفريقيا أن تفخر بأولئك الأفذاذ فهم بضعة من طينتها السمراء ولكنه من حقهم عليها أن تتخلى عن عنصريتها تجاه قومهم وتجاه غيرهم من الأعراق السوداء الذين تبيح أفريقيا لنفسها أن تضطهدهم تحت مختلف الدعاوى سواء كانوا من الهوتو (رواندا)أو السارا (تشاد) أو الشونا (زمبابوي) أو التجراي (اثيوبيا)او البانتو(الصومال) أو المناحرات القبلية داخل شمال وجنوب السودان وما بين شمال السودان وجنوبه وغربه. والخلاص من تلك الممارسات المتخلفة هو الدليل على انتصار عقلية التحديث حيث الفرد بما يحقق وليس بما حقق أسلافه وهو بدوره العتبة الأولى في مسيرة التقدم

    2 -المحللون العرب

    إنهم يزحمون القنوات الفضائية العربية في مختلف الأزياء والأشكال: بربطات عنق وبدونها- بوجوه حليقة أو بشوارب وذقون..بجاكتات مخططة توحي بالإهمال الأكاديمي المدروس أو سترات كلاسيكية توحي بكونهم من المواظبين على حضور الاستقبالات الدبلوماسية ومعظمهم تسبقه ألقاب الدكتوراه والبروفسوراه وكلهم باحث أو على الأقل متخصص في شئون الكذا والكذا.وحين يفتحون أفواههم الكريمة ويتحدثون فانك لا تستطيع أن تغالب الشعور بأنهم لم يأتوا لتحليل القضايا وسبر أغوارها وإنما جاءوا لإقناعك أنت المشاهد المسكين بأنهم على جانب كبير من المعرفة والخطورة .

    الحيلة الأساسية التي يستخدمونها لتلك الغاية هي استعراض معرفتهم باللغات الأجنبية وذلك باختيارهم بعض كلماتها الكبيرة وحشرها حشرا في السياق وحين يتكرمون عليك بترجمتها إلى العربية تكتشف انه لم يكن هنالك حاجة للتلفظ باللفظة الأجنبية لان اللفظة العربية تؤدي المعنى على وجه التمام والكمال.وبعد استخدام ثلاثة مصطلحات فرنسية أو لاتينية نكون قد وقعنا تحت سحر المحلل العربي الكبير واقتنعنا انه لغونجي ماهر ولذلك لابد أن يكون فاهما وعلينا الانعطاف إلى وجهة نظره وترشيحه مستشارا للسيد الرئيس.

    الحيلة الثانية في جعبة المحلل العربي هي الاستشهاد ببعض المقالات في الصحف الأجنبية لكتاب أجانب يذكرهم ذلك العلامة بألفة شديدة كأنه درس معهم الابتدائية فيقول لك :لقد كتب جون جونز في صحيفة استربوللي عن هذا الموضوع قائلا إن اوجب واجبات السياسة الخارجية للتوانيا هو تدمير الوحدة الوطنية للسودان ثم يضيف هذا كلام مثبوت ويمكنك أن تراجعه في العدد رقم 4893201 الصادر بتاريخ 30 فبراير سنة 1965 وبذلك يوهمك الأستاذ انه يرتكز إلى أرشيف يمتد إلى الوراء عشرات السنين وانه لذلك- ضمن أسباب أخرى- يستحق تصفيقك.

    ويلجأ للحيلة الثالثة المحللون من الدرجة العاشرة الذين يتصدون لشئون لا يعرفون عنها شيئا مثل الشئون السودانية وتحس من حديثهم أنهم قرأوا تلك التحليلات طازجة (ولسه بتفرفر) في الوكالات الدولية فيقولون لك :لقد ظلت السودان ومنذ استقلالها سنة 56 تعاني الضغوط الأجنبية الرامية لفصل جنوب كورد وفان من شمالها وفي ذلك المنحى كتب جون جونز قائلا إن مدينة الدالانج التي تقع جنوبي مدينة أبو ياي تضم اكبر تجمع للبغارة ذوي الميول الانفصالية.ولتلك الغاية تشن عصابات الانيانيا(ومعناها الجن الأحمر على ظهر جواد) هجماتها الدورية على بحر الغازال.

    إلى جانب كل هذه المآسي يعاني المقاولون العرب من الانصياع للأكليشيهات الموروثة من نوع التآمر على الوحدة العربية(أين هي؟) والكيل بمكيالين والودائع العربية التي لولاها لانهار الاقتصاد العالمي ومنها أيضا اكلشيهات تعبيرية يقدم عليها المقاول العربي حين يكمل (يخلص) كلامه فيقول لك دون تدبر للعواقب أن ترومان قال بالحرف الواحد ثم يورد الكلام المنسوب إلى ذلك الرئيس القديم بعربية فصيحة تعجب كيف تكون تكرارا – بالحرف الواحد- لكلمات ذلك الخواجا. ويقسم المقاول العربي أن ما قاله صحيح ومسنود بالشواهد التاريخية مثل ما حدث في أو مع إيران ثم يكتشف انه لا يملك مثالا آخر يثبت صحة حديثه فيقول لك ..و..و ..و ..ولا نريد أن نستطرد في الأمثلة دون أن يضيف أي مثال للمثال الإيراني آنف الذكر.

    لقد استمعنا جميعا خلال الحملة الانتخابية الأخيرة إلى مئات التحليلات من المعلقين والمحللين الأمريكان فلم نجد واحدا منهم يذكر نظريات الفلسفة السياسية ولا فلاسفة السياسة وكبار كتابها وكانوا يكتفون بالواقعة ويقدمون رؤيا هم لها دون كلمات أجنبية أو استشهاد بالكتب والمراجع والدوريات ثم جاءت نتائج الانتخابات الرئاسية لتثبت صحة ما قاله المحايدون منهم .ولكن ما انتهت الانتخابات حتى انطلق المقاولون العرب يفلسفون الأمور ويقطعون بأن اوباما عميل غربي وانه سيكون وبالا على القضايا العربية والباسيفيكية وهلمجرا . بينما يقول بعضهم الآخر انه سيكون أحسن حليف للعرب خاصة إذا كشكشوا له بعض الكشكشة

    هذه فوضى فكرية آن أن تنتهي ويحل محلها العقل والتعقل وبدلا من صرف آلاف الريالات على أمثال هؤلاء المقاولين فانه أفضل كثيرا ترجمة ما يكتبه الخواجات وصحفهم ووكالاتهم وإعطاء الجمهور العربي فرصة للتدبر والتفكير أو صرف النظر بالمرة عن تلك السفسطائيات وفي كل الأحوال نحنا مالنا ومال البرتا ومنتوبا وساسكاتشوان.

    3 – انجليزي عيار تمانية

    روى لي هذه القصة طيب الذكر الأديب أمين بابكر الذي كان يكتب في "النهضة" و"الفجر" و"النيل" بإمضاء "ابن الشعب" وله تراث ضخم متنوع من الكتابات على رأس ذلك دفتر مذكراته الذي كان يعكف على تسجيله أيام عمله بوزارة الخارجية فسم الإعلام.وكان قد بره بذلك المنصب التقديري دولة الصادق المهدي وكان ذلك استثمارا ممتازا فلم يضيع الأستاذ دقيقة واحدة من وقته في الونسة الفارغة واحتساء الشاي وإنما عكف على تسجيل مذكراته التي من شأنها أن تكون مرجعا متقدما للحياة الفكرية والسياسية في عشرينات وثلاثينات القرن.

    قال ابن الشعب إن دفعته في كلية غردون كانت آخر دفعة تتخرج من الكلية وتنال المرتب المقطوع لأمثالها من الدفعات وهو مبلغ ثمانية جنيهات شهريا.أما الدفع التالية فقد خفض مرتبها إلى خمسة جنيهات بسبب الأزمة المالية التي بدأت في الولايات المتحدة عام 1929 وامتدت منها إلى بقية العالم تماما كالذي يحدث اليوم.

    قال ابن الشعب إن دفعته درست اللغة الانكليزية بالطريقة المعهودة التي تولي كل اهتمامها للكتابة الصحيحة متجاهلة قدرات الحديث والنطق السليم وهو ما جرى عليه العمل حتى يومنا هذا. فخريجنا يتقن القواعد والكتابة ولكنه حين يطلب منه التحدث بالانكليزية يخجل ويتلهوج ويخرج كلماته من أسوأ المخارج. ويبدو أن أحدا قد انتبه لذلك في عام 1929 أو قريبا منه فادخلوا على منهج الدراسة علم الصوتيات (فوناتيك) وذلك لتعليم الطلاب طريقة للنطق السليم الخفيف والعبرة في ذلك أن كل اللغات "تأكل" بعض الأصوات ضمانا لخفة وسرعة الكلام وعلى السودانيين ان يتعلموا ذلك.

    على أيام الأزمة الاقتصادية العالمية 1929 التقى اثنان من الدفعتين وكعادة الخريجين راحا يدخلان الألفاظ الانجليزية على حديثهما فذكر احدهما كلمة " على وجه الخصوص" ونطقها (بارتيكيولارلي) بإظهار حرف الراء في كل مقاطعها فتبرع دارس الصوتيات بتصحيحه قائلا انه ليس ضروريا إظهار ذلك الحرف المنكر وعلى العكس يمكنه إدغامه بحيث تصبح الكلمة(باتيكالي).

    اقتراح معقول وتبرع طوعي ولكن الطرف الآخر لم يكن سعيدا بأن يقوم احد أبناء الدفعة الورانية بتصحيح لغته فأعلن رفضه الصريح وزيادة في النكاية والتعريض قال لصاحبه:

    لن أنطقها إلا( بار-تيكيو-لارلي) لأن ذلك هو الانجليزي عيار تمانية.

    يريد بذلك أن الصوتيات لم تنفع صاحبه ولم ترفع مرتبه فتخرج هو ودفعته بمرتب خمسة جنيهات في حين ظفر هو ورفاقه بثمانية جنيهات شهرية لا تستطيع الحكومة خفضها لكون ذلك متعارضا مع القوانين.

    أردت من إيراد هذه الطرفة أمرين أولهما تنبيه هؤلاء الشامتين الزارين على الولايات المتحدة إلى أنها يوم تعطس يصاب العالم بالزكام وأنها لا تتألم وحدها وإنما يتألم العالم كله لألمها وفي طليعة أولئك زبائنها الكبار مثل الصين واليابان والاتحاد الأوروبي.أما نحن ناس العالم الثالث فسوف يطحننا كحنا ما تسببت فيه من أزمات وما ستوقف عنا من دعم ومعونات.وهنالك من يرى أن عملية العولمة نفسها ستصاب بالإحباط وتكف عن التطور بعد أن بشرت العالم الثالث بزاهر الوعود.أما الأمر الآخر فهو لفت نظر أهلنا في حزب الأمة إلى تراث هذا الرجل الضخم وضرورة إزاحة الغبار عنه .وفي زماني قرأ على المؤلف أجزاء من تلك المذكرات خاصة ما تعلق منها بحي السيد المكي بامدرمان وما كان يعمر به من الشخصيات بعضهم أهل وبعضهم معارف وقد وجدت في ذلك مادة خصبة تستحق أن ترى النور

    4- عذابات المنفى

    هذه الأغنية من أغاني الدينكا التي جمعها وترجمها إلى الانجليزية الدكتور فرانسيس دينج وصدرت عن مطابع جامعة أكسفورد عام1973 وحسب تقديرنا كان المؤلف آنذاك في الثلاثين من العمر ولكنه تمتع بذخيرة وافرة من الانجليزية ومن لغته القبلية بسبب من نبوغه المعروف ويعتبر الأمران انجازان مهمان لشاب في تلك السن الغضة. وقد اخترنا هذه الأغنية من صفحة 157من الكتاب وهي القصيدة رقم 47 في الكتاب الذي حوى مائة وثلاث وأربعين قصيدة من شعر الدينكا.

    يتحدث الشاعر/المغني بحرقة شديدة عن عذابات المنفى الذي جعل الرجال الكبراء يطحنون وجباتهم على الرحى وهي وظيفة متروكة للنساء تقاليدهم القبلية أو يمدون أيديهم استجداء لبائعات السوق ويسمعون أهل البلاد يشتمونهم بكونهم (مكاكو) او (متاتو) كما ورد في متن القصيدة. ويسعى الشاعر في خيبة أمله في الكنغو وأهلها وفي خروجه من موطنه ليحتله الآخرون- يسعى للانتقام من مضطهديه فيشتم نسائهم بتلك الممارسة التي رآهن عليها

    دينج نيال المذكور في القصيدة والذي تبعه الشاعر ورفاقه في رحلة اللجوء إلى الكونغو هو المرحوم وليام دينج الذي قاد حركة التمرد ثم جنح إلى السلم وعاد إلى الخرطوم ليباشر نشاطا سياسيا سلميا ولكن الأيدي الآثمة امتدت إليه واغتالته وهو في عنفوان عطاءه السياسي.


    كل صباح/كلما أشرقت الشمس يهطل المطر.

    أينما طلع الفجر في بلاد الكونغو

    ينزل المطر.

    ونحن نتابع دينج نيال إلى بلاد الكونغو.

    حيث يقوم رجال محترمون بطحن حبوبهم على الرحى

    كالنسوان

    ويبقى العربي الدنقلاوي في البلد

    في أرضنا نحن.



    لقد تركنا قطعاننا مربوطة في الزرائب لنتابع دينج نيال

    وأرى من كانوا سادة محترمين

    يمدون أيديهم ويستجدون من بنات الكونغو

    بينما يبقى الدنقلاوي في البلاد.

    لقد تركنا قطعاننا مربوطة في الزرائب

    وخرجنا مع دينج نيال

    أبور مالك الثيران البيض رجل ذو إرادة

    وقد غادر البلاد

    وول ماجوك وهو الآخر رجل ذو إرادة

    غادر البلاد

    وهكذا وصلنا بلاد الكونغو

    فقال الكنغوليون:الدينكا ماتاتو

    التفت نحو نقور ماكير وسألته

    ما معني ماتاتو؟

    فأجابني نقور ماكير:

    يريدون أننا سيئون..رديئون.

    ...

    ..

    امتلأ قلبي بالغضب

    في بلاد الكونغو امتلأ قلبي بالغضب

    وقفزت إلى ذهني آنجر بنت ايالبور

    وتمنيت أن أجدها وأن أراها

    لقد لاحظت شيئا على البنات الكونغوليات

    ويجب أن أطلعك عليه:

    بنات الكونغو يتبولن واقفات

    أي نعم يفعلنها وهن واقفات

    لقد لاحظت شيئا على بنات الكونغو

    ويجب أن أطلعك عليه

    إنهن يفعلنها وهن واقفات.



    نقلا عن أجراس الحرية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de