|
Re: تعدد الدلالات فى النعى الذى خطه الصحفى ضياء الدين البلال حول الفقيد نزار أيوب (Re: طلعت الطيب)
|
نزار أيوب.. (ناس البيت ازيكم)! ... بقلم: ضياء الدين بلال
عزفت موسيقى الموبايل لتوقظني من النوم.. على الشاشة كان يظهر اسم الاستاذ عبد العظيم عوض مدير البرامج بالاذاعة السودانية، نقل لي خبر رحيل الصديق نزار أحمد أيوب، كثيرون منكم لايعرفون نزار.. صديقي محمد عبد القادر في دفء تأملاته الإنسانية، كان يقول لي دائماً إن في السودان أعظم المواهب لا تجد طريقها للأضواء أو العكس ان الأضواء لا تجد طريقها إليهم! أحرف اللاعبين لم تشهد ابداعاتهم الملاعب الكبيرة ولم تصعد اسماؤهم عليا عوالم الشهرة. تقبر مواهبهم في الأزقة وميادين اليباس. وأروع الأصوات يصيبها الصدى قبل أن تعبر للمستمعين عبر أجهزة الإعلام وشرائط الكاسيت. وأضيف لصديقي: (إن أروع الكتاب وأبرع المحللين لم يقرأ لهم القراء ، كثيرون منهم تتمزق أوراقهم قبل أن يسمح لهم الزمان وصدفه العشواء بأن يسهموا في اكمال الجمل الناقصة في دنيا الكتابة الصحفية وعالم النشر).
نزار واحد من هؤلاء. رجل متعدد المواهب في التعبير الشفاهي وفي الكتابة.. له مقدرة استثنائية في التحليل السياسي والفكري، تدعمها قراءات متعمقة في الفلسفة وعلم النفس والاقتصاد وإحاطة واسعة بالتاريخ وجدليات صناعته..
وهو يتحدث، أهجس أن يأتي قاطع فيقطع عليّ متعة الاستماع لتلك الأفكار المتسلسلة في ترتيب موضوعي ونسق بديع. تعرفت عليه أول مرة وأنا صحفي مبتدىء بمدرسة «الوفاق»، هذه قصة تطول. المهم نشأت بيننا علاقة صداقة متقطعة الوصل، كنت في مرات أزوره بمنزله بحلة حمد وسط أسرته الرائعة. كانت زوجه الدكتورة حنان حجازي تدعم نقاشنا الطويل في السياسة والدين والفلسفة بأكواب القهوة وعندما يشتد الجدال تأتي بالشاي بالحليب!
ما زلت أذكر بالتفاصيل الدقيقة نهاراً ماطراً، كنا جلوساً في غرفة ضيقة المساحة واسعة الرحب بمنزل نزار وحنان. في نقاش مفتوح. بلا سقف ولا أسوار. لن تجد متعة أروع من الصمت وأنت تستمع لحوار نهاري يتم على مهل. في انتظار غداء يعد على عجل. وأمطار الخريف تغسل للود قضية. حوار يجمع الراحل محمد طه والاستاذ الحاج وراق ونزار..
قابلته قبل عام بدا لي هزيل الجسم شاحب الوجه، قلت له (مالك يانزار بقيت ضعيف كدا؟).. ضحك ولم يعلق.. بعد أشهر عرفت ان الرجل يتلقى العلاج من داء السرطان بالأردن!
تحدثت معه عبر الهاتف كان صوته صافياً كما عهدته مرحاباً كعادته.. وحينما عاد إلى السودان ذهبت إليه بمنزله . عند الباب تستقبلك رائحة البن وابتسامة أسرته الجميلة، جلست في انتظار خروجه من الغرفة جاء متكئاً على ابنه الشاب اليافع. وبعد السلام وقبل الجلوس على السرير ذى الملاءة البيضاء، خرج صوته منهكاً: (يا حنان وين القهوة؟).
تحدث معي عن مرضه كأنه يتحدث عن شخص آخر. وعن طرق وتكتيكات الخلايا السرطانية في مقاومة الأدوية، وطرقها وأساليبها في التسلل للمواضع السليمة في الجسم بعد إنجازها لمهامها التدميرية في مقر الإبتداء.
قال لي إن الأطباء في الأردن قد حددوا له ثلاثة أشهر كميقات لمغادرة الحياة. ضحك ثم قال لي (خليهم يقولوا إن شاء الله ما حأموت قبل أن أزور قبر الرسول صلى الله عليه وسلم).. تقول حنان وهي تودعني على الباب: (نزار مما بدينا في اجراءات العمرة اتحسنت صحتو جداً ).
تمت الاجراءات بسرعة بعون سفارتنا في الرياض وبمساعدة كريمة من مدير مكتب السفير السعودي بالخرطوم الاستاذ عبد الرحمن جمعة.. سافر نزار إلى الأراضي المقدسة أكمل مراسم العمرة وشرب من ماء زمزم وزار قبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وحينما عاد إلى منزله الصغير بحلة حمد وبعد ثلاثة أيام من تلك العودة وفي صباح أول أمس نقل إليّ الاستاذ عبد العظيم خبر رحيل رجل بديع لم تطرق الشهرة باب بيته!
كنت أعجب كلما زرته أجد باب بيته مشرعاً على مدار اليوم، على عادة أهلنا في قرى الجزيرة لا يستطيع الزائر أن يلفت الإنتباه لمجيئه الا بالتصفيق: (ناس البيت ازيكم).
| |

|
|
|
|
|
|
Re: تعدد الدلالات فى النعى الذى خطه الصحفى ضياء الدين البلال حول الفقيد نزار أيوب (Re: كمال عباس)
|
فلا أدري!! نعم المرحوم كان شديد التواضع جم الادب والتهذيب ولم يكن من الباحثين عن الشهرة والنجومية والمكانة القيادية بالرغم من أنه يملك كل ركائزها ومقوماتها- ولكنه لم يختار ذلك الدرب الا أنه ومع كل هذا كله كان مشهورا ورمزا في الاوساط التي عرفته وأعتقدأن مثل نزار كان ممكن أن يعطي ويعرف أكثر في زمن أفضل - ديموقراطية وحريةومشارع ومنافذ أستنارة وإبداع -20 عاما من الظلام الانقاذ سرقت الكثير من عمره وعمر من هم في جيله........... ...هذه مجرد خواطر هيجتها الفجيعة وأمل أن أطلع علي دلالات أشمل مستخرجة من وحي المقال....Quote:
شكرا يا كمال على التعليق الذى اتفق معه فى مجمله هناك عدد من الدلالات المهمة التى سوف احاول ايضاحها رحم الله نزار ايوب رحمة واسعة وانا لله وانا اليه راجعون
| |

|
|
|
|
|
|
Re: تعدد الدلالات فى النعى الذى خطه الصحفى ضياء الدين البلال حول الفقيد نزار أيوب (Re: كمال عباس)
|
سلام يا طلعت يعني شنو تعدد الدلالات في النعي...إلخ؟ أنا شخصيا أرى أن الأخ ضياء الدين بلال كصحفي لم يتعامل بحساسية مع مسائل الفقيد الشخصية. ماهو الافيد في التوثيق لمثل هذا الفقد؟ أن تروي عن مقدرات الفقيد وتأتي بأمثلة منها أم أن ترصد كيف أنه زار قبر النبي ومن ساعده في ذلك؟ ماهو الأقرب لذاكرة من يعرفه؟ نقاشاته وإفحاماته أم زيارته لقبر الرصول ص؟ قولو لضياء الدين بلال دونك وعلى الاقل مقال الرجل المنشور عن الاستاذ وأحاديثه وأركانه! آتنا من هذا أو فاصمت!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: تعدد الدلالات فى النعى الذى خطه الصحفى ضياء الدين البلال حول الفقيد نزار أيوب (Re: HAYDER GASIM)
|
الأخ طلعت ... وقراءك الكرام,
أرجو أن تسمح لي بإعادة نشر مداخلتي أدناه, لحيث يستجم جسد وتنبعث روح.
... ولنذار الرحمة.
ما هذا النهش المنيخ على أوصالنا, ما هذه الإبتلاءآت التي تعظم عن كتوفنا, ما هذا الرحيل الأبدي لمن إعتزم الحياة, يا إلهي من هذا الذي حدث, ففي إستدارتها الغاشمة أخذت الدنيا نذار بكامل عطائه وقلبه ومنيف عقله, وتركتنا لأحزان لم تفارقنا أصلا, فكلما تفتحت بيننا نوارة ... رحلت, وكلما بزغ فجر أسدله ليل, وكلما قلنا خير يستطير شر. لم تعد فينا دموع لتنهمر, فقد نفذت حصتنا بين نشيج الروح وآلام الحال, لهذا تنفصد وجوهنا ليسيل دم الحرقة والألم الممض, فليس في مقدرونا أن يرحل نذار بلا مستحقات من جسد وروح. حزني الكبير على جبل الكحل الذي ماصته الأهوال العصية. روحي تزدردها غصة موت عظيم. فنذار ممن آلوا على أنفسهم إعادة صياغة الهم العام, ليعيش شعبه حياة كريمة مستحقة. ونذار مما محضوا خيالهم كل إمتداده, فأبحر في غضون المعرفة وإستعصم بعراها التليدة, بحثا عن مشروع إنساني لشعبه. فتحول هذا البحث إلى هم ... ثم إلى مرض, ثم إلى مرتفع يلحقه بالسماء, وكأنه نبينا الجديد الذي حمل آلامنا ... ورحل.
رحم الله نذار ... ولزوجته وأسرته وأصدقائة وحملة لواء مشروعه, الصبر ... وحسن العزاء.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: تعدد الدلالات فى النعى الذى خطه الصحفى ضياء الدين البلال حول الفقيد نزار أيوب (Re: HAYDER GASIM)
|
Quote: سلام يا طلعت يعني شنو تعدد الدلالات في النعي...إلخ؟ أنا شخصيا أرى أن الأخ ضياء الدين بلال كصحفي لم يتعامل بحساسية مع مسائل الفقيد الشخصية. ماهو الافيد في التوثيق لمثل هذا الفقد؟ أن تروي عن مقدرات الفقيد وتأتي بأمثلة منها أم أن ترصد كيف أنه زار قبر النبي ومن ساعده في ذلك؟ ماهو الأقرب لذاكرة من يعرفه؟ نقاشاته وإفحاماته أم زيارته لقبر الرصول ص؟ قولو لضياء الدين بلال دونك وعلى الاقل مقال الرجل المنشور عن الاستاذ وأحاديثه وأركانه! آتنا من هذا أو فاصمت! |
العزيز مصطفى لك التحية والشكر على المرور الكريم انا اعتقد ان النعى فى مجمله محمدة يشكر عليها الكاتب لا استطيع ان اتدخل فى التكهن (بنوايا) الكاتب ولكننى استطيع ان اتعامل مع دلالات النص نزار له الرحمة شخصية عامة وسيظل فى اذهان الناس بهذه الصفة النبيلة كنت قد علمت بمرضه العضال من الصديق حسن عبد السلام ولذلك اتصلت بالمرحوم قبيل سفره للاردن تحدثت مع زوجته اولا ثم معه وقد كان سعيدا جدا بالمكالمة حيث لم اتجدث معه مدة طويلة جدا كان نزار هادئا ومتماسكا وبشوشا كعادته وعبّر لى فى تلك المحادثة عن سعادته باهتمام عدد كبير من الناس به من كل اضقاع الدنيا وان ذلك بفضل الله والاشتغال بالعمل العام وان ما يبقى بين الناس هو هذا النوع من العطاء وانه لو استقبل من امره ما استدبر لما فعل غير ما فعل وليته فعل اكثر.. هناك ارتباط عميق بين ما قدمه فى العمل العام وسيرته الشخصية وهذا ما قصدت ابرازه بعد انهيار حائط برلين الشهير لم يكن الفقيد من المعصومين من الاهتزازات (اذا استعرنا تعبير المرحوم الخاتم) ولذلك بدأ تترشخ لديه ملامح مشروع جديد للنهضة ليس بمعزل عن اصلاحات فى المفاهيم الدينية وقد كان ذلك من ضمن الهموم المشتركة فى مشروع حركة حق نفسه الميول الدينية لدى المرجوم لم تكن خصما على التنوير والمعاصرة وهو المشروع الذى كان قد كرّس له حياته ربما لا تتضح هذه الدلالة وتختلط بسبب ارتباط الكاتب بمسيرة الاسلام السياسى اعود لهذه الاشياء فى مداخلات مقبلة انشاء الله
| |

|
|
|
|
|
|
Re: تعدد الدلالات فى النعى الذى خطه الصحفى ضياء الدين البلال حول الفقيد نزار أيوب (Re: طلعت الطيب)
|
التوجه الروجى لدى نزار عليه رحمة الله لم يكن شيئا طارئابفعل المرض انما ارتبط بمشروعه التنويرى فى يوم ما وهذا شىء مهم جدا لابد من توضيحه من خلال توضيح دلالات نص المقال او النعى الذى كتبه الاستاذ ضياء الدين .. وفى تحليل اىّ نص هناك شىء اسمه (المسكوت عنه) وربما كانت دلالة المسكوت عنه اقوى من بقية الدلالات الظاهرة هذا ما استدعانى لتحليل نص النعى ومحاولة استنطاقه بطريقة صحيحة لان السكوت عنه او تركه بدون تعليق يسمح بابراز المسكوت عنه لذلك فان مثل هذه المقالات تحتاج الى اضاءة خاصة اذا كان يهمنا جدا امر اصحابها ومقامهم العظيم فى قلوبنا
| |

|
|
|
|
|
|
Re: تعدد الدلالات فى النعى الذى خطه الصحفى ضياء الدين البلال حول الفقيد نزار أيوب (Re: طلعت الطيب)
|
سلام طلعت :
Quote: ولذلك بدأ تترشخ لديه ملامح مشروع جديد للنهضة ليس بمعزل عن اصلاحات فى المفاهيم الدينية وقد كان ذلك من ضمن الهموم المشتركة فى مشروع حركة حق نفسه الميول الدينية لدى المرجوم لم تكن خصما على التنوير والمعاصرة وهو المشروع الذى كان قد كرّس له حياته ربما لا تتضح هذه الدلالة وتختلط بسبب ارتباط الكاتب بمسيرة الاسلام السياسى ............ |
نقطة..: Quote: بسبب ارتباط الكاتب بمسيرة الاسلام السياسى |
تحتاج لإيضاح : إن كان المقصود بالكاتب هنا: ضياء بلال فلا تعليق أما أذا كان المقصود نزار-ككاتب ومتحدث فلا بد من هذا التعليق....... ... فقد يؤدي فهمها بالشكل الذي كتبت به - بأن المرحوم قد أرتبط بمسيرة الأسلام السياسي إرتباط إنتماء أو تعاطف أو تأييد !! لا بما عرف عنه أنه أرتبط بها كناقد ومتصدي بمثل أرتباط نصرأبوزيد أو فرج فودة أو حيدرإبراهيم بالظاهرة أو المسيرة -أي إرتباط نفي ومصارعة وتحليل ورصد وأستخلاص للمسيرة المعنية!! ........ .. ملاحظة: تعليقي الاخير يصبح بلا قيمة-علي وجاهته- إن كان المقصود هو كاتب المقال ضياء بلال...... أما النقطة الاتية فمهمة في كل الاحوال: ... التدين الصوفي الايجابي أو الأستناري لايخصم من رصيد المثقف ولا يعد ردة مادام المثقف واع بذاته ومجتمعه وعصره ومتفهما للدين- في جانبه المرتبط بالحياةالاجتماعية- في سياق عصره ومقتضيات التطور والتغير .............
| |

|
|
|
|
|
|
Re: تعدد الدلالات فى النعى الذى خطه الصحفى ضياء الدين البلال حول الفقيد نزار أيوب (Re: كمال عباس)
|
Quote: ما زلت أذكر بالتفاصيل الدقيقة نهاراً ماطراً، كنا جلوساً في غرفة ضيقة المساحة واسعة الرحب بمنزل نزار وحنان. في نقاش مفتوح. بلا سقف ولا أسوار. لن تجد متعة أروع من الصمت وأنت تستمع لحوار نهاري يتم على مهل. في انتظار غداء يعد على عجل. وأمطار الخريف تغسل للود قضية. حوار يجمع الراحل محمد طه والاستاذ الحاج وراق ونزار |
لم يكن تدافع الفقيد ومن معه فى السودان من اجل تأسيس حركة سياسية جديدة بسبب السقوط المدوى للاتحاد السوفيتى والكتلة الاشتراكية فقط، بل كانت هناك دوافع اخرى لا تقل أهمية عن ذلك من أهمها وصول الجبهة الاسلامية للسلطة السياسية عن طؤيق انقلاب البشير، وكذلك بأثر من نزعة الاصلاح الدينى خلفها المرحوم الشهيد محمود مجمد طه وقد كان هناك خلاف حول تفاصيل الفكرة الجمورية على ان الاتفاق كان ينصب على اهمية رفد المفاهيم الدينية بعقلانية مطلوبة تحررها من عقود طويلة من التخلف والجمود.. لذلك لم يكن غريبا ان يساهم فى التأسيس افراد كانوا جزء من الفكرة الجمهورية وربما ما زالوا.. هذه النزعة الدينية او هذا التدين هو ما دفع الفقيد ومن معه للميل الى تأسيس مشروع للنهضة يقوم على اصلاح المفاهيم الاسلامية ولا ينفصل عنها وهذا ما يفسر حوارهم الممتد مع المرحوم محمد طه والكاتب وغيرهم من كوادر الحركة الاسلاموية فى السودان .. كما كان هو اجد الدوافع لكتابات هشام عمر النور ومحاولاته المزيلة بعنوان (ضروروة تخطى الماركسية) اذ لم تكن تلك المحاولات معنية فقط بالتنظير فقط للديمقراطية التعددية.. كانت بيانات حق داخل السودان تزيّل بالبسملة..كل هذه العوامل كان ان لها تأثيراتها السلبية والايجابية بل كانت جزء من الصراع الذى بدأ ينمو ويهدد حق بالانشقاق وهو ما حدث .. يمكن رصد ملاحظاتى هذه حول التوجهات المختلفة بين حق بالداخل وحق بالخارج كل ذلك فى الوثيقة التى اصدروها بالداخل تحت اسم (حق فى واقع معقد) اواصل لمتابعة تلك التأثيرات وما كان سلبى منها وما كان ايجابيا
| |

|
|
|
|
|
|
Re: تعدد الدلالات فى النعى الذى خطه الصحفى ضياء الدين البلال حول الفقيد نزار أيوب (Re: طلعت الطيب)
|
كانت علاقات الحوار والتداخل بين قيادات حق فى الداخل وكوادر الحركة الاسلاموية السودانية مصدر نقد مرير من قبل قيادة الخاؤح وقد بدأ الخلاف يتركز حول:- - نقد قيادة الداخل لاعتمادهم الحراك المدنى السلمى فى مقاومة الانقاذ بديلا عن العمل العسكرى الذى كان قد اقرّ فى موتمر الحركة فى اسمرة - العلاقات مع هؤلاء الاسلامويين ومبدأ الحوار معهم وقد سمتهم قيادة الخارج (تيار التوبة) على ان الفقيد نزار ومن معه كانوا على قناعة واصرار فى السير على هذا الدرب وصاغوا مفهوم العلمانية المتواضعة الذى ظل فى ادبيات حق الحديثة (حق الداخل سابقا( حتى المؤتمر الخامس والاخير للحديثة قبل حلها واندماجها فى حق الجديدة ضمن عملية اعادة توحيد الحركة الذى حدث فى العام الماضى .. فما هى العلمانية المتواضعة ؟
| |

|
|
|
|
|
|
Re: تعدد الدلالات فى النعى الذى خطه الصحفى ضياء الدين البلال حول الفقيد نزار أيوب (Re: طلعت الطيب)
|
Quote: ما هذا النهش المنيخ على أوصالنا, ما هذه الإبتلاءآت التي تعظم عن كتوفنا, ما هذا الرحيل الأبدي لمن إعتزم الحياة, يا إلهي من هذا الذي حدث, ففي إستدارتها الغاشمة أخذت الدنيا نذار بكامل عطائه وقلبه ومنيف عقله, وتركتنا لأحزان لم تفارقنا أصلا, فكلما تفتحت بيننا نوارة ... رحلت, وكلما بزغ فجر أسدله ليل, وكلما قلنا خير يستطير شر. لم تعد فينا دموع لتنهمر, فقد نفذت حصتنا بين نشيج الروح وآلام الحال, لهذا تنفصد وجوهنا ليسيل دم الحرقة والألم الممض, فليس في مقدرونا أن يرحل نذار بلا مستحقات من جسد وروح. حزني الكبير على جبل الكحل الذي ماصته الأهوال العصية. روحي تزدردها غصة موت عظيم. فنذار ممن آلوا على أنفسهم إعادة صياغة الهم العام, ليعيش شعبه حياة كريمة مستحقة. ونذار مما محضوا خيالهم كل إمتداده, فأبحر في غضون المعرفة وإستعصم بعراها التليدة, بحثا عن مشروع إنساني لشعبه. فتحول هذا البحث إلى هم ... ثم إلى مرض, ثم إلى مرتفع يلحقه بالسماء, وكأنه نبينا الجديد الذي حمل آلامنا ... ورحل.
رحم الله نذار ... ولزوجته وأسرته وأصدقائة وحملة لواء مشروعه, الصبر ... وحسن العزاء. |
اهم ما يمكن تلخيصه حتى هذه المداخلة هى ان نشأة حركة حق كانت استجابة لعدد من التحديات كان من اهمها :- -وصول الاسلام االسياسى او الحبهة الاسلامية الى السلطة عن طريق انقلاب البشير -ارتباط هذا النمو السرطانى لحركة الاسلام السياسى بضرورة اصلاح حقيقى فى المفاهيم الاسلامية -سقوط التجربة الاشتراكية ولكن كل تلك التحديات لم تكن فى اذهان الرعيل الاول الذى اسس حق وفقا للترتيب بعاليه ولم يكن العيب فى ذلك ، لكن تلخصت المشكلة فى ضعف الثقافة الديمقراطية والشفافية وسط هذا الجيل المؤسس وهو ما عبّر عنه صاحب الرثاء الحزين بعاليه الاستاذ حيدر ابوالقاسم فى احد مقالاته بجريدة الوفاق ابان زيارة له للسودان مع مطلع الالفية قائلا تعليقا على انقسام الحركة ما معناه ان احد مشاكل حركتنا يتلخص فى ان الجيل المؤسس فى مجمله حرج من رحم مشروع شمولى وربما كان هذا هو الحد الادنى الذى يجمعهم ولكننا خرجنامن ذلك الرحم ومازالت جنوبنا مليئة بابر طواعن جسدت بقايا الشمولية دون ان ندرى..
(عدل بواسطة طلعت الطيب on 03-08-2010, 05:34 PM)
| |

|
|
|
|
|
|
Re: تعدد الدلالات فى النعى الذى خطه الصحفى ضياء الدين البلال حول الفقيد نزار أيوب (Re: طلعت الطيب)
|
Quote: نزار واحد من هؤلاء. رجل متعدد المواهب في التعبير الشفاهي وفي الكتابة.. له مقدرة استثنائية في التحليل السياسي والفكري، تدعمها قراءات متعمقة في الفلسفة وعلم النفس والاقتصاد وإحاطة واسعة بالتاريخ وجدليات صناعته..
وهو يتحدث، أهجس أن يأتي قاطع فيقطع عليّ متعة الاستماع لتلك الأفكار المتسلسلة في ترتيب موضوعي ونسق بديع. تعرفت عليه أول مرة وأنا صحفي مبتدىء بمدرسة «الوفاق»، هذه قصة تطول. المهم نشأت بيننا علاقة صداقة متقطعة الوصل، كنت في مرات أزوره بمنزله بحلة حمد وسط أسرته الرائعة. كانت زوجه الدكتورة حنان حجازي تدعم نقاشنا الطويل في السياسة والدين والفلسفة بأكواب القهوة وعندما يشتد الجدال تأتي بالشاي بالحليب! |
| |

|
|
|
|
|
|
| |