|
Re: كتاب الطبقات: يوسف فضل وود ضيف الله والرواة في دائرة الضوء ...... بقلم أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: عاطف عمر)
|
(1)
نشكر البروفيسور أبوشوك ، ونحيي روية مقاله وذلك من شيم أهل العلم ، ونرجو أن يتقبل رأينا في بعض الجزئيات وهي من محاسن الحوار هنا .
Quote: القطف الأول : استقى مؤلفه، الشيخ محمد النور بن ضيف الله، رواياته من صدور حُفَّاظ ذلك التراث والمريدين له، وجمعها دون يفرض عليها المقاييس الشرعية. ولذلك جاءت بعض المتون المروية مخالفة للنقل والعقل؛ إلا أنها في الوقت نفسه تمثل نتاجاً طبيعياً للعقل السناري الذي كان مفعماً بكرامات الأولياء، وناقلاً لأحداثها التي تشكلت على صعيد الواقع، أو تلك التي نسجها الرواة من بنات أخيلتهم الشابة عن طوق المعقول والمنقول |
Quote: القطف الثاني : إذاً الدعوة إلى محاكمة متون الطبقات في ضوء الكتاب والسنة وأصول التصوف دعوة فيها تنطع، وعدم موضوعية؛ لأن التاريخ لا يحاكم بمعايير الحاضر التي ترنو إلى إفراغ النص التاريخي من محتواه الاجتماعي والثقافي، ثم إعادة صياغته في قوالب نظرية تتفق مع تطلعات أصحابها الفكرية والأيديولوجية، وأحياناً العاطفية. وانسحاباً على ذلك لا يجوز اتهام المؤلف بالتقصير؛ لأنه لم يحاكم النصوص الواردة بين دفتي طبقاته وفق ضوابط الجرح والتعديل المتعارف عليها، ولا يستقيم عدلاً إلقاء اللائمة على المحقق في نصوص لم يكن راوياً لها، أو جامعاً لمفرداتها، بل يستحسن أن يُثمّن عمله الرائد في ضوء المعايير المرعية في علم التحقيق. |
(2) توقت كثيراً عند التعبير ( مخالفة النقل والعقل ) .
لمستُ غرابة في مقاربة بعض ما ورد في النص المقطوف من مقال البروفيسورأبو شوك أعلاه : في الجزئية الأولى يتم التأكيد على أن الشيخ جمعها دون يفرض عليها المقاييس الشرعية. ولذلك جاءت المروية مخالفة للنقل والعقل .في حين يورد في النص الأخير نقيض ما أورده في النص الأول : إذاً الدعوة إلى محاكمة متون الطبقات في ضوء الكتاب والسنة وأصول التصوف دعوة فيها تنطع، وعدم موضوعية؛ لأن التاريخ لا يحاكم بمعايير الحاضر التي ترنو إلى إفراغ النص التاريخي من محتواه الاجتماعي والثقافي، ثم إعادة صياغته في قوالب نظرية تتفق مع تطلعات أصحابها الفكرية والأيديولوجية، وأحياناً العاطفية. (3) إني أرى أن الموضوع يتعين ألا يتم في إطار التشكيك في التحقيق في سفر ود ضيف الله . فأصحاب الرؤية " الشرعية " يريدون قراءة نص الشيخ ود ضيف الله الناقل لأحداث مختلطة بثقافة وفلكلور شعب في زمان ومكان آخر ، ويريدون محاكمته وفق منظورهم الشرعي ، وولوجهم المدخل للتشكيك في نص الطبقات أو التشكيك في تحقيقه هو في رأيي مدخل غير مناسب؛ فليست لهم أدوات علم التحقيق ولا أدوات معالجة مثل تلك النصوص ، ولهم كل الحق في إعادة قراءة ( الطبقات ) كما يشاءون من منظور الشريعة أو أية مناظير يرونها فتلك إذن : إعادة كتابة ( الثقافة ) بمنظور " الشريعة " أو بمنظور رؤى " أصحاب السنة والجماعة " !. تماماً كما حدث مع أسفار " ألف ليلة وليلة " من بعد 1983 تم إعادة طباعتها ونزع الكثير مما ورد فيها بأسباب مماثلة أو كما ورد في النصوص التي لا تتوافق مع تلك الرؤى في ما ورد من تراث الأقدمين فيطلقون عليها " إسرائيليات " !. هذا هو في رأيي : إعادة قولبة الثقافة وصبها في منظور طائفة رأت أنها تمتلك الحقيقة ولها أن تغير ما شاء لها التغيير . وهي مأساة العصور المظلمة الجديدة التي أطلت علينا ، وتريد أن تُحجِّب كل شيء !! (4) أرى أيضاً أن موضوع " الكرامة الصوفية " موضوع ضخم ولا يسهل تناوله بمقال أو مقالين ، وهو خلاف له قرون ، وهو رماد من تحت هذه النيران التي قصدت البروفيسور يوسف فضل حسن ، وليس لها الأدوات العلمية التي يمتلكها هو.
الشكر للبروفيسور أبوشوك على هذا العمل الفخم .
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كتاب الطبقات: يوسف فضل وود ضيف الله والرواة في دائرة الضوء ...... بقلم أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: عبدالله الشقليني)
|
الأخ الفاضل الأستاذ عبد الله الشقيلني أجدك دائماً قارئاً حصيفاً، وصاحب رؤية ثاقبة، وتعليقات مفيدة تسهم في تثقيف المادة المقروءة..
أرجو شاكراً إعادة النظر في المقال مرة ثانية، لأن إسقاط التبعيض في جزئية المقال التي اقبستها قد أفسد المعني، لأن النص الكامل يجب يقرأ هكذا
"استقى مؤلفه، الشيخ محمد النور بن ضيف الله، رواياته من صدور حُفَّاظ ذلك التراث والمريدين له، وجمعها دون يفرض عليها المقاييس الشرعية. ولذلك جاءت بعض المتون المروية مخالفة للنقل والعقل؛ إلا أنها في الوقت نفسه تمثل نتاجاً طبيعياً للعقل السناري الذي كان مفعماً بكرامات الأولياء، وناقلاً لأحداثها التي تشكلت على صعيد الواقع، أو تلك التي نسجها الرواة من بنات أخيلتهم الشابة عن طوق المعقول والمنقول. إذاً الدعوة إلى محاكمة متون الطبقات في ضوء الكتاب والسنة وأصول التصوف دعوة فيها تنطع، وعدم موضوعية؛ لأن التاريخ لا يحاكم بمعايير الحاضر التي ترنو إلى إفراغ النص التاريخي من محتواه الاجتماعي والثقافي، ثم إعادة صياغته في قوالب نظرية تتفق مع تطلعات أصحابها الفكرية والأيديولوجية، وأحياناً العاطفية. وانسحاباً على ذلك لا يجوز اتهام المؤلف بالتقصير؛ لأنه لم يحاكم النصوص الواردة بين دفتي طبقاته وفق ضوابط الجرح والتعديل المتعارف عليها، ولا يستقيم عدلاً إلقاء اللائمة على المحقق في نصوص لم يكن راوياً لها، أو جامعاً لمفرداتها، بل يستحسن أن يُثمّن عمله الرائد في ضوء المعايير المرعية في علم التحقيق."
ثايناً: إن خلاصة قولنا أن النص يجب أن يعرض على ما جاء عليه أصل ود ضيف الله دون محاكمته من منظور معاصر يفسد قيمته التراثية.
وختاماً لك خالص تحيتي ومودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كتاب الطبقات: يوسف فضل وود ضيف الله والرواة في دائرة الضوء ...... بقلم أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: إذاً الإشكالية الجوهرية تكمن في حكمنا على متون الطبقات، لا مقدمة المحقق وحواشيه الحاذقة الصنعة. هل هي متون دينية، يجب أن تهذب وتشذب وفق ثواب الشرع وأصول التصوف؟ أم هي متون "في التأريخ الاجتماعي والنفسي للشخصية السودانية الأوسطية (نسبة إلى السودان الأوسط)"؟ ومن ثم يمكن أن يستفاد منها في "معرفة ما يشكِّل مخيلة العامة، ويملي تصرفاتهم، وانفعالاتهم، ويحدد توقعاتهم. فليس مهماً أن نقرر ما إذا كانت الحوادث المذكورة في الكتاب قد وقعت، أو لم تقع، المهم هو أن جانباً كبيراً من المجتمع آمن بأنها وقعت، وأجرى حساباته، وشكِّل تصرفاته بناءً عليها، وبذلك تكوَّن لديه عقل وضمير جمعيان، يمليان انفعالات أفراده، سواء الصادرة منها من منطقة الوعي، أو من منطقة ما دون الوعي في تفكيره، وهو يكاد أن يكون مسيراً بهما." |
شكراً لك دكتور أحمد أبو شوك هذه الرؤية العلمية السديدة! وسدادها يتجلى في كونها لم تزعم أنها تمثل الحقيقة النهائية في الموضوع! وإن كانت رصفت الطريق إلبها، طريق المعرفة والتفكر والبحث العلمي، وعدم التسرع في إصدار الأحكام! اقرؤوا معي هذه الحروف المتألقة بأنوار المعرفة:
Quote: ...أم هي متون "في التأريخ الاجتماعي والنفسي للشخصية السودانية الأوسطية (نسبة إلى السودان الأوسط)"؟ ومن ثم يمكن أن يستفاد منها في "معرفة ما يشكِّل مخيلة العامة، ويملي تصرفاتهم، وانفعالاتهم، ويحدد توقعاتهم. فليس مهماً أن نقرر ما إذا كانت الحوادث المذكورة في الكتاب قد وقعت، أو لم تقع، |
وفي رأيي كل حركة وطنية رائدة؛ فينبغي أن تنتبه إلى هذه المعاني الكبيرة! وتبني على إيقاعها برامجها السياسية والوطنية، ولا تنشغل بالراهن الظرفي، عن التغير الأصيل الذي يجري في وجدان الناس ومشاعرهم، وفي واقعهم... يبدو أنني دخلت في مفترق طرق! باختصار عايز أقول: نحن بحاجة ماسّة لأمثال هذه الدراسات السوسيولوجية، لنستعين بها في الخروج من (المأزق التاريخي) الذي يكاد أن يودي بنا إلى شفير الصوملة! أتمنى أن يقوم الدكتور بابتدار بوست تعريفي تثقيفي، عن التاريخ الاجتماعي والنفسي للشخصية السودانية، موضحاً دلالات هذا المفهوم، ومعانيه وأهميته! سواء كما تعرضها طبقات ود ضيف الله أو غيرها من الوثائق التاريخية! مع خالص الشكر لك، ولضيفك الكبير الأستاذ الشقليني، وبقية الإخوة الأفاضل!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كتاب الطبقات: يوسف فضل وود ضيف الله والرواة في دائرة الضوء ...... بقلم أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: Ahmed Abushouk)
|
حول مفهوم تحقيق الكتب والمخطوطات ... بقلم: عبد المنعم عجب الفيا
اذكر في التسعينيات كنا في منتدى ادبي بادرمان وكان النقاش يدور حول اغنية الحقيبة وام درمان في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي وجاءت سيرة كتاب (ملامح من المجتمع السوداني) للاستاذ حسن نجيلة والذي احتوى على ملامح من تاريخ ام درمان في تلك الفترة ومنها ظاهرة الانادي والتي تحول بعضها الى صالونات أدبية واشهرها صالون فوز التي كان يرتاده بعض شعراء الحقيبة الاوائل ورواد الحركة الوطنية. وهنا تصدى احد ابناء ام درمان، المعروفين، وقال بالحرف الواحد انه يطالب بتحقيق كتاب حسن نجيلة !!! لانه يرى ان نجيلة اساء لتاريخ ام درمان بحديثه عن ظاهرة الانادي.! طبعا هذا يتنافي مع مفهوم تحقيق الكتب. فالتحقيق لا يرد على كتاب نشر في الناس بمعرفة صاحبه وبالوسائط العصرية السائدة. والذي له راي مخالف لما ورد في اي كتاب من اراء وحقائق السبيل الوحيد امامه هو الرد على الكتاب بتاليف كتاب مواز او التعبير عن رايه المخالف باي وسيلة اخرى ولكن ليس بتحقيق الكتاب الذي لا يرضى عما ورد فيه لانه لا يوجد ما يستدعي التحقيق اصلا. ان التحقيق يعنى فقط بالمخطوطات التي لم تنشر من قبل بوسائط النشر المعروفة. وفي الغالب تكون دونت على وسائط قديمة وبخطوط عتيقة تختلف قليلا او كثيرا عن الخطوط وقواعد الكتابة السائدة الامر الذي يجعل التاكد من صحة جسد النص وقراءته Graphically قراءة سليمة يحتاج الى مجهود شخص متخصص في مادة المخطوط. وهنالك عدة شروط يجب توافرها حتى يخرج التحقيق على الوجه العلمي المطلوب. أهمها صحة نسبة المخطوط للمؤلف ويتم ذلك بالمقارنة بين اكثر من مخطوط والثاني التاكد من حقيقة المؤلف نفسه. تنحصر مهمة المحقق في التحقق من مادة الكتاب Graphic symbols اي الرموز الكتابية . ولا دخل للمحقق مطلقا في محتوى او مضمون المخطوطة ولا يجوز له التصرف باي وجه فيما ورد فيها من وقائع وافكار. كل الذي يجوز له القيام به ، وضع حواشي او مقدمات يشرح فيها شرحا موجزا معاني بعض الالفاظ التي تساعد على قراءة النص قراءة صحيحة والتعريف بالحقبة التاريخية التي عاش فيها المؤلف ومكانته وعلاقته بمعارف عصره والظروف التي وضع فيها الكتاب وتاريخ المخطوط ونحو ذلك . وما قام به البروفسر يوسف فضل في تحقيق كتاب الطبقات ، لا يخرج عن اصول التحقيق المعتمدة وعلى النحو الذي تفضل ببيانه، المؤرخ والباحث والمحقق ، الاستاذ الدكتور أحمد ابراهيم ابوشوك في مقالته المنشورة على سودانايل بتاريخ 6 مارس 2010 . لا علاقة ليوسف فضل كمحقق بما ورد في كتاب الطبقات من سير واخبار وعقائد. فيوسف فضل ليس من التزاماته الاكاديمية كباحث ومحقق ، التحقق في صحة الاخبار والقصص التي احتوى عليها كتاب الطبقات و اذا فعل ذلك يكون قد تجاوز حدوده كمحقق وسقطت عنه صفة الباحث الاكاديمي. ولا يهم القاريء معرفة رايه الشخصي فيما احتوى عليه كتاب الطبقات من سير وقصص ويكفي انه أدى دوره في التحقيق حسب الاصول. ان المحقق الذي يختار كتابا معينا لتحقيقه ، لا يعني ذلك بالضرورة انه يتفق مع ما جاء في هذا الكتاب فهو ربما يحمل افكارا مغايرة تماما عن مضمون المخطوط المراد تحقيقه ولكنه مع ذلك يقوم بالتحقيق لاسباب بحثية بحتة لا علاقة لها بالاعتقادات الشخصية والمذهبية والدينية والشعوبية وغيرها. وهنا لعله من الاهمية الحديث عن البحاثة والمحققين المستشرقين كمثال على علاقة المحقق الحيادية ، بمضمون المادة المحققة. طبعا الان وللاسف لا تسمع عن المستشرقين الا كلام الادنات والتشنيف. ولكن هؤلاء الناس - بغض النظرعن الماخذ الاخرى- ادوا خدمات جليلة وعظيمة للتاريخ والحضارة العربية والاسلامية ولولا جهودهم الجبارة التي ربما يعجز عنها الجن، لضاع معظم التراث الاسلامي. هؤلاء الناس فيهم اليهودي والمسيحي والعلماني واللاديني والملحد. ولكنهم اتبعوا منهجا صارما وضوابط قاسية في تحقيق مخطوطات التراث الاسلامي الدينية والادبية والتاريخية واللغوية . وهي ضوابط لا يقدر عليها الا من تجرد من نزواته واهوائه ونذر حياته للبحث العلمي. نقلاً عن سودانايل
| |
|
|
|
|
|
|
|