كتاب الطبقات: يوسف فضل وود ضيف الله والرواة في دائرة الضوء ...... بقلم أحمد إبراهيم أبوشوك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 04:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-05-2010, 06:49 AM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كتاب الطبقات: يوسف فضل وود ضيف الله والرواة في دائرة الضوء ...... بقلم أحمد إبراهيم أبوشوك

    كتاب الطبقات
    يوسف فضل وود ضيف الله والرواة في دائرة الضوء

    أحمد إبراهيم أبوشوك

    كتب البروفيسور عبد الله علي إبراهيم مقالاً بعنوان: "قرنان على وفاة ود ضيف الله: موت المؤلف، حياة الفكرة" ، وذلك بمناسبة مرور مائتي عام على وفاة صاحب الطبقات. وفي إطار المناسبة ذاتها كتب الأستاذ يحيى العوض مقاله الموسوم بـ "براءة ود ضيف الله ومسؤولية د. يوسف فضل" ، والذي استهله قائلاً: "بقدر الاحتفاء بكتاب الطبقات للشيخ محمد النور بن ضيف الله، ومرور مائتي عام على وفاته "1810-2010م"، يتوجب علينا تجديد النداء للبروفيسور يوسف فضل، لإعادة تحقيقه وتدقيقه.!. فالكتاب يعتبر من أمهات كتب التراث، والمرجع الأول المطبوع لدارسي التصوف في السودان، لكنه يشكل نقطة ضعف رئيسية يستغلها منتقدي التصوف، ويستثمره أدعياؤه.!.، بل ويقف حجر عثرة في طريق الأجيال الجديدة من موثقي ودارسي التصوف." ويبدو أن هذا الاتهام قد أثار حفيظة رهط من المهتمين بالتراث السوداني، وفي مقدمتهم الأستاذ حمور زيادة حمور، الذي استهل مداخلته في سودانيزأولاين بفرضية تقضي ببراءة البروفيسور يوسف فضل والشيخ ود ضيف الله وتحمِّل الرواة المسؤولية ، وذلك انطلاقاً من تعليقه الساخر بأن مقال الأستاذ يحيى العوض "مقال عجيب، وحججه وقطعياته أعجب"، لأنه يقطع "صلة الشيخ محمد ود ضيف الله بكتاب الطبقات المشهور والمطبوع، وينسبه إلى د. يوسف فضل، ويحمّله إثم المرويات التي وردت في الكتاب، والتي اتخذها الناس مطعناً في مذهب المتصوفة. والمقال عاطفي، يناقش قضية علمية بغرض بَيّن، دون معرفة بعلم التحقيق، أو تاريخ الكتاب." فالسجال حول هذه القضية اشتركت فيه نخبة من القراء والباحثين، وكل واحد منهم أدلى بدلوه إما مؤيداً ما ذهب إليه الأستاذ حمور زيادة، أو مناصراً الفرضية التي أنطلق منها الأستاذ يحيى العوض. وفي هذا المقال لا نود مناصرة أي من الفريقين، ولكن نحاول أن نضع الأمور في نصابها التاريخي، ونوطن للقضايا المختلف حولها في إطار الواقع الاجتماعي والثقافي الذي أسهم في صياغتها، وجعلها متداولة بين الناس، والمنهج الذي استخدمه الشيخ ود ضيف الله في توثيقها ونقلها من حيز المشافهة إلى واقع الكلمة المكتوبة والمتداولة عبر الأجيال المتعاقبة. ثم نلقى ضوءاً ساطعاً على دور المحقق، البروفيسور يوسف فضل حسن، الذي كان مدركاً بطبيعة العمل الذي قام به، دون أن يحاكم النص من منظور الثوابت الشرعية، علماً بأن النص أضحى نصاً فولكلورياً، تخلَّق في رحم مجتمع سناري متصوف، أكسبه بُعداً وظيفياً، وأضفى عليه هالةً من القدسية؛ لأنه تدثر بكرامات القوم وفيوضاتهم الخارقة.

    كتاب الطبقات
    كتاب الطبقات عبارة عن تراجم لرجال الطرق الصوفية، وبعض الملوك، والمشايخ، والقضاة والشعراء في عهد دولة الفونج (1504-1820م)، وهو مقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسة، يمثل الأول منها خطبة الكتاب، ويؤرخ الثاني في إيجاز شديد لنشأة مملكة الفونج وبعض العلماء والمتصوفة الأوائل، ويحتوي القسم الثالث والرئيس منه على مائتي وسبعين ترجمةً، تتفاوت في الطول والقصر حسب المعلومات التي كانت متوفرة عن المترجم له في ذلك الزمان، وتجمع معظم التراجم بين ثناياها تفاصيل عن حياة المترجم له، تشمل مكان مولده، ونسبه لأبيه وأمه، والعلوم التي درسها، وأسماء أساتذته، والشيوخ الذين أخذ عنهم طريق القوم، ثم التلاميذ والمريدين الذين أخذوا عنه العلم أو الطريق، وأسماء الكتب التي أطلع عليها أو ألفها، فضلاً عن ذكر كراماته وخوارق العادات التي درج العامة والخاصة على تناولها عند الحديث عن سيرته أو مناقبه. وحسب البروفيسور يوسف فضل حسن لا توجد نسخة خطية أصلية، تحمل توقيع المؤلف محمد النور بن ضيف الله (1727-1810م) ، أو عنوان الكتاب، وإنما ظهر هذا الكتاب أول مرة في نسخة مطبوعة نشرها القاضي الشرعي إبراهيم صديق عام 1930م، بعنوان "كتاب الطبقات في خصوص الأولياء والصالحين والشعراء في السودان"، وفي العام نفسه ظهرت نسخة ثانية نشرها الشيخ سليمان داود منديل، بعنوان: "كتاب طبقات ود ضيف الله في أولياء وصالحين وشعراء السودان". وبعد بحث جاد وتنقيب دءوب استطاع البروفيسور يوسف أن يَرجِعَ هاتين النسختين المطبوعتين إلى أصولهما، ويضيف إليهما ست نسخ مخطوطة أخرى، جاعلاً عمدتها نسخة البِريَّات، بحكم أنها أقدم النسخ المخطوطة، وأقربها إلى الأصل.
    إذاً البروفيسور يوسف فضل لم يكن أول من نشر كتاب الطبقات في صورته المطبوعة، ولكنه أول من حققه تحقيقاً علمياً وافياً، استهله بمقدمة نفيسة، سرد فيها بإيجاز خلفية الظروف التاريخية والسمات الثقافية التي صُنِف فيها كتاب الطبقات، وترجم للمؤلف وأسرته، وعرَّف القارئ بالمنهج الذي اتبعه في التحقيق، وشرح في الحواشي الألفاظ الصعبة، وترجم للأعلام والأماكن، ثم ذيل ذلك بثبت للمصادر والمراجع، وفهارس للأعلام، والأماكن، والبلدان، والقبائل، والكتب التي ذُكرت في الطبقات، وبعض الكلمات والمصطلحات المشروحة في الحواشي. وبهذا الجهد المُقدر استطاع أن يستوفي كل المعايير العلمية المتعارف عليها في تحقيق المخطوطات، ويتخذ لنفسه موقفاً محايداً، بقوله: "ليس على المحقق في مثل هذا العمل الموضوعي أن يجعل نفسه حكماً على معتقدات الناس، بل واجبه في المقام الأول استجلاء الحقائق في منهج علمي".
    أما الشيخ محمد النور بن ضيف الله فهو عالم شرعي، على درجة من الدراية بالعلوم الفقهية والقضاء، أهلته للنظر في شكاوى الناس، والإفتاء في بعض نزاعات الأرض وتمليكها في عهد الدولة السنارية. وقد ألف كتاب الطبقات استجابة لنداء "جماعة من الأخوان"، طلبوا منه أن يؤرخ لهم "مُلك السودان"، ويذكر مناقب أوليائه الأعيان. واستجابة لذلك النداء شرع الشيخ ود ضيف الله في جمع رواياته من الأخبار المشهورة والمتواترة على ألسنة الناس، وحجته في ذلك أن "الخبر المتواتر عن الأصوليين من الأقسام اليقينية التي تفيد العلم بالشيء، وتنفي عنه الشك، والظن، والوهم." واقتدى في منهجه التوثيقي بجماعة من المحدثين والفقهاء والمؤرخين، وذكر منهم: الإمام عبد الغافر الفارسي صاحب تاريخ نيسابور، والإمام جلال الدين السيوطي مؤلف حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة، والحافظ ابن حجر مصنف الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، والشيخ أحمد المقري مؤلف نفح الطيب في أخبار ابن الخطيب ، ويبدو أنه استأنس أيضاً بكتاب الطبقات الكبرى لعبد الوهاب الشعراني وطبقات الشافعية للإمام السُبْكي.
    لا جدال أن الروايات التي نقلها إلينا ود ضيف الله كانت مشهورة ومتداولة بين الناس؛ إلا أن المنهج الذي سلكه في تدوينها لا يفيد التواتر ولا اليقين؛ "لأن الخبر المتواتر الذي يفيد اليقين وينفي الشك والظن هو الذي يرويه الثقة العدل الضابط عن مثله" ، ومما لا شك فيه أن أغلب الرواة الذين نقل عنهم ود ضيف الله لا تتوفر فيهم الشروط التي وضعها علماء الجرح والتعديل، "فكون ود ضيف الله يسند إلى والده، أو خاله موسى ود ريَّه، أو دفع الله بن الشيخ زين العابدين، وغيرهم، لا يفيد التواتر" المتعارف عليه عن المحدثين، ولا يثبت يقيناً ولا ينفي شكاً؛ لأنه معظم روايات هؤلاء تصنف في خانة شهادات السماع المشهورة التي تحتمل الصدق كما تحتمل الكذب.
    ويبدو أن ابن ضيف الله قد سلك في هذا الشأن مسلك المؤرخين القدامى، فمحمد بن جرير الطبري، مثلاً، عندما دون تاريخه المشهور، جمع في رواياته الغث والسمين، دون أن يعرض تلك الروايات إلى معايير الجرح والتعديل، وحجته في ذلك أنها أخبار مشهورة ومتواترة، درج الناس على تداولها. فالطبري دونها حفاظاً على أمانة التدوين؛ إلا أنه لم يتدخل في تقويم متونها، أو أسانيدها، بل علق الأمر في ذمة المؤرخين الذين يأتون من بعده، ليحللوا تلك الأحداث والروايات التاريخية في ظل الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي أحاط بها، وأثرت في تكوينها وتخلقها.
    ويعلق البروفيسور يوسف على هذا المنحى في التدوين بقوله: "إن كتاب طبقات ود ضيف الله ... لهو مرآة صادقة لحياة السودانيين الدينية والروحية والثقافية والاجتماعية، وسجل صادق لمعتقداتهم الدينية في ذلك العصر أياً كان رأينا فيها. وقد سجل المؤلف ما تواتر من تلك الأخبار واشتهر دون أن يتعرض لها بالنقد والتعليق، بل وقف من كل ذلك موقف الراوي الأمين. ولا شك أن المؤلف في أخباره عن الشعوذة والخرافة التي كانت رائجة في زمانه، وفي حديثه عن الكرامات وخوارق العادات التي أسبغها الأتباع على مشائخهم حتى ظنوهم قادرين على إبراء المرضى، وإحياء الموتى، والإخبار عن الغيب، قد أرخ لكثير مما لا يرضاه العقل ولا يقبله الدين، لكنه ترك لنا معلومات ثرة عن معتقدات السودانيين، والتي تمثل الجذور التاريخية لكثير مما هو سائد في سودان اليوم".


    لماذا نحاكم الطبقات بمعايير الحاضر؟
    تنطلق انتقادات النقاد لمتون ود ضيف الله من فرضية مركبة، مفادها إن كتاب الطبقات لم يعط صورة إيجابية عن واقع التصوف في السودان، وإن المؤلف لم يحدد موقفاً داحضاً للروايات الخرافية التي تقدح في صدقية طريق القوم، وإن المحقق بنشره الكتاب قد أسهم في الترويج لتلك الترهات القادحة في أهلية بعض رجال الطرق الصوفية. وفي ضوء هذه الفرضية جاءت انتقاداتهم مرتبطة بالشكل والمضمون. فمن حيث الشكل يستأنس الأستاذ يحيى العوض بقول الشيخ حماد زين العابدين، أحد مشايخ السادة العقوباب، والذي ينفي نسبة الطبقات إلى الشيخ ود ضيف الله، وانسحاباً على ذلك يقول: "إن الشيخ ود ضيف الله ليس مسؤولاً عن الكتاب الذي حمل اسمه؛ لأنه لم يترك نسخة مطبوعة، أو موقعة باسمه" ، ويشاركه في هذا الزعم الأستاذ الشاعر أحمد الخليل، أحد أحفاد الشيخ ود ضيف الله. إلا أن الأستاذ حمور زيادة يرفض هذا الزعم، ويعده زعماً فطيراً؛ علماً بأن كتب الأوائل المطبوعة والمتداولة بين أيدينا الآن لم توجد في نصوص مطبوعة، أو ممهورة بتوقيعات مؤلفيها، و"حتى لو جدنا نسخة موقعة باسم ود ضيف الله، مَنْ الذي يجزم لنا أن ذاك خطه وإمضاءه؟" ، ومن ثم يرى الأستاذ حمور زيادة أن الزعم النافي لنسبة الطبقات إلى ود ضيف الله فيه شططٌ وتكلفٌ، ولا يخدم قضية المعارضين لبعض النصوص الواردة في ثنايا الطبقات.
    لعلنا نتفق مع موقف الأستاذ حمور زيادة، علماً بأن الشيخين الجليلين الفكي محمد نور محمد بن محمد نور ود ضيف الله والسيد نور الدين أحمد بن محمد الحسن بن نور الدين ضيف الله قد أقرَّا ضمناً بنسبة كتاب الطبقات إلى جدهم ود ضيف الله، وأوضحا إلى البروفيسور يوسف فضل أن النسخة الأصلية من الطبقات قد ضاعت في المهدية، والنسخة الموجودة في حوزة الأسرة منقولة من نسخة البَرِّياب، التي جعلها البروفيسور يوسف النسخة العُمدة في تحقيقه لكتاب الطبقات. فضلاً عن ذلك فإن كاتب الشونة، أحمد بن الحاج أبو علي (ت. 1838م)، عندما أرَّخ لوفاة ود ضيف الله، وصفه بأنه "صاحب تآليف جليلة، منها كتاب الصالحين الذي ما سبقه عليه في بلاده أحد من المتقدمين والمتأخرين، وشرح ابن عطاء الله، وله أيضاً نبذة في السيرة. ولم يصلنا من مؤلفاته هذه إلا كتاب الطبقات." فلا جدال أن شهادة كاتب الشونة تعدل شهادات المعاصرين المتأثرة بانتماءاتهم الأسرية وتطلعاتهم المشروعة بوجود تصوف نقي من شوائب الشعوذة في السودان؛ لأن صاحبها عاصر ود ضيف الله، ونقل طرفاً في كتاب الطبقات في مصنفه الموسوم بـ: تاريخ ملوك الفونج. إذاً الادعاء بنسبة متون الطبقات إلى المحقق، ادعاء لا يستقيم مع واقع الحال، وكذلك قول الأستاذ يحيى العوض، نقلاً عن الشيخ حماد زين العابدين، بأن البروفيسور يوسف فضل قد ذكر في تحقيقه لكتاب الطبقات أن "الشيخ محمد بن عبد الصادق الهميم، الجد الأكبر للصادقاب، تزوج في وقت واحد من بنتين من بنات الشيخ بان النقا الضرير، جد اليعقوباب، وكذلك تزوج بنتي الشيخ أبو ندودة في رفاعة" ، قول مجافٍ للصواب؛ لأن المحقق لم يذكر هذه القصة الغريبة من نسج خياله، بل وجدها متواترة في متون المخطوطات التي أسسها عليها تحقيقه، ولم يعلق عليها من قريب أو بعيد، بل التزم بالحيدة والموضوعية في عرضها دون أن يكون طرفاً من حُجيَّة النص المروي.
    ويتمثل الموقف الثاني للنقاد في محاكمة متون طبقات ود ضيف الله في ضوء الكتاب والسنة وأصول التصوف الحقة؛ لأن كتاب الطبقات يحفل بالعديد "من الروايات الكاذبة في حق التصوف في السودان"، والتي نسبها بعض المريدين والأصهار تباهياً وفخراً بشيوخهم؛ إلا أن أصحاب هذا الموقف ينقسمون إلى فريقين. يحاول الفريق الأول أن يحاكم روايات ود ضيف الله في ضوء الكتاب والسنة، ويقسمها إلى روايات طالحة وصالحة، فالطالحة من وجهة نظر هؤلاء تتمثل في الروايات المرتبطة بالتوسل، وعلم الغيب، والكرامات المرفوضة نقلاً وعقلاً، والعادات الخارقة، وزيارة القبور، ونصب القباب على قبور الموت؛ والصالحة يرمزون إليها بموقف الشيخ محمود العركي، الذي أمر الناس بالعِدَّة، لأن أهل السودان، حسب زعم ود ضيف الله، كانوا يزوجون المطلقة في اليوم الأول أو الثاني في تاريخ طلاقها، أي أنهم لا يلتزمون بفترة العدة، وتطهير الأرحام. وبعض المسائل التي أثارها أصحاب هذا الفريق نجدها لا تزال محل خلاف عند أنصار الفريق الثاني، ونذكر منها على سبيل المثال قضية حكم البناء على القبور والتعلق بها، إذ يعدها الشيخ الأمين الحاج محمد أحمد من "أقوى أسباب الشرك"، ويوصى بعدم جواز دفن الموتى في المساجد، ويدعو ولاة الأمر بأن "يهدموا القباب والأبنية القائمة على القبور، وأن يمنعوا تشيد الجديد منها، لا أن يشجعوا ذلك ويفتتحوه، فإن في ذلك محادة لله ولرسوله، وعليهم كذلك أن يأمروا بنبش القبور التي بالمساجد، وأن ينقلوها إلى مقابر المسلمين." ولا عجب أن هذا موقف يناقض الموقف الذي يدعو إليه الأستاذ يحيى العوض والشيخ حماد زين العابدين، لأنهما يريدان أن يجملا صورة التصوف في السودان بعيداً على الترهات التي ذكرها رواة التراث والمريدون عن مشايخهم.
    إذاً الإشكالية الجوهرية تكمن في حكمنا على متون الطبقات، لا مقدمة المحقق وحواشيه الحاذقة الصنعة. هل هي متون دينية، يجب أن تهذب وتشذب وفق ثواب الشرع وأصول التصوف؟ أم هي متون "في التأريخ الاجتماعي والنفسي للشخصية السودانية الأوسطية (نسبة إلى السودان الأوسط)"؟ ومن ثم يمكن أن يستفاد منها في "معرفة ما يشكِّل مخيلة العامة، ويملي تصرفاتهم، وانفعالاتهم، ويحدد توقعاتهم. فليس مهماً أن نقرر ما إذا كانت الحوادث المذكورة في الكتاب قد وقعت، أو لم تقع، المهم هو أن جانباً كبيراً من المجتمع آمن بأنها وقعت، وأجرى حساباته، وشكِّل تصرفاته بناءً عليها، وبذلك تكوَّن لديه عقل وضمير جمعيان، يمليان انفعالات أفراده، سواء الصادرة منها من منطقة الوعي، أو من منطقة ما دون الوعي في تفكيره، وهو يكاد أن يكون مسيراً بهما." ويؤكد هذه النتيجة التي وصلها إليها الدكتور غازي صلاح أعلاه الدراسة الميدانية الجيدة التي أعدَّها الدكتور شرف الدين الأمين عبد السلام لنيل درجة الدكتوراه بجامعة إنديانا عام 1983م، ونقلها إلى العربية الدكتوران يوسف حسن مدني ومحمد المهدي بشرى، تحت عنوان: كرامات الأولياء: دراسة في سياقها الاجتماعي والثقافي، ثم نشرها معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية عام 2007م. وتمثل الدراسة في مجملها امتداداً واقعياً للكرامات التي حفلت بها طبقات ود ضيف الله، وتوطِّن لها في سياقها الاجتماعي والثقافي، ثم تحلل إفرازاتها الوظيفية القائمة على استشفاء المرضي، والمكاشفات المرتبطة بمعرفة الأشياء الخفية والتنبوء بالمستقبل، ومسخ الأنفس وتحويلها إلى أشياء أخرى، والقدرة على الطيران في الهواء والمشي على سطح الماء، والسيطرة على الكائنات الحية، وإحياء الموتى. وبهذه الكيفية يعرض الدكتور شرف الدين الأدوار الوظيفية القائمة على مفردات العلاقة الجدلية بين الولي الصالح، والراوي، وجمهور المريدين والمصدقين لكرامات الأولياء في سياقاتها الاجتماعية والثقافية المتشابهة. وعلى النسق ذاته تأتي دراسة الدكتور عبد السلام سيدأحمد، الموسومة بـ الفقهاء والسلطة في السودان: قراءة في تاريخ الإسلام والسياسية في السودان، 1500-1821م، والتي تحاول أن تصطحب واقع المجتمع السناري في تحليلها للعلاقة السياسية بين السلطة والفقهاء في سنار، وتبين أهمية ذلك التراث السناري في فهم بواعث الحركة المهدية، وتكوين الطائفية-الدينية- السياسية لاحقاً.

    خاتمة
    في ضوء هذا العرض يمكننا القول أن كتاب الطبقات هو كتاب تراثيٌ وفولكلوريٌ، يؤرخ لطرف من واقع الحياة السودانية في العهد السناري، ويحمل بين ثناياه ثلة من تراجم الأولياء، والصالحين، والعلماء، والشعراء في السودان. استقى مؤلفه، الشيخ محمد النور بن ضيف الله، رواياته من صدور حُفَّاظ ذلك التراث والمريدين له، وجمعها دون يفرض عليها المقاييس الشرعية. ولذلك جاءت بعض المتون المروية مخالفة للنقل والعقل؛ إلا أنها في الوقت نفسه تمثل نتاجاً طبيعياً للعقل السناري الذي كان مفعماً بكرامات الأولياء، وناقلاً لأحداثها التي تشكلت على صعيد الواقع، أو تلك التي نسجها الرواة من بنات أخيلتهم الشابة عن طوق المعقول والمنقول. إذاً الدعوة إلى محاكمة متون الطبقات في ضوء الكتاب والسنة وأصول التصوف دعوة فيها تنطع، وعدم موضوعية؛ لأن التاريخ لا يحاكم بمعايير الحاضر التي ترنو إلى إفراغ النص التاريخي من محتواه الاجتماعي والثقافي، ثم إعادة صياغته في قوالب نظرية تتفق مع تطلعات أصحابها الفكرية والأيديولوجية، وأحياناً العاطفية. وانسحاباً على ذلك لا يجوز اتهام المؤلف بالتقصير؛ لأنه لم يحاكم النصوص الواردة بين دفتي طبقاته وفق ضوابط الجرح والتعديل المتعارف عليها، ولا يستقيم عدلاً إلقاء اللائمة على المحقق في نصوص لم يكن راوياً لها، أو جامعاً لمفرداتها، بل يستحسن أن يُثمّن عمله الرائد في ضوء المعايير المرعية في علم التحقيق.


                  

03-05-2010, 07:05 AM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب الطبقات: يوسف فضل وود ضيف الله والرواة في دائرة الضوء ...... بقلم أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: Ahmed Abushouk)

    تحياتي ولك الشكر على هذا المقال الرائع.

    Quote: وفي العام نفسه ظهرت نسخة ثانية نشرها الشيخ سليمان داود منديل


    من عادة المسلمين استعمال لقب الشيخ أما بني عمومتنا أحفاد سيدنا يعقوب فلا عهد لنا باستعمالهم للقب الشيخ أو استعمال الأخرين لكلمة الشيخ لوصف أحدهم!
                  

03-05-2010, 02:21 PM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب الطبقات: يوسف فضل وود ضيف الله والرواة في دائرة الضوء ...... بقلم أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: محمد عثمان الحاج)

    الأخ الأستاذ محمد عثمان

    لك خالص تحيتي ومودتي

    يقول الأستاذ شوقي بدري عن داود منديل:

    " لقد كان اليهود جزء من المجتمع السوداني وكانوا مميزين جداَ ومحبوبين، العم سليمان داوود منديل أول من جمع الدوبيت السوداني ونشره في كتاب، وأول من نشر راتب المهدي، وطبقات ود ضيف الله، وأول من اصدر جريده تجاريه ثم ادمجت الجريده التجاريه وحضارة السودان في جريده واحدة باسم ملتقي النهرين، وعمل معه التجانى يوسف بشير، ورعى التجاني في أيام مرضه أكثر من الذي يتشدقون بالوطنيــه والاسلام "

    وأسرة منديل من الأسر اليهودية التي عاشت في السودان وأسلم بعض أفرادها، وأسهموا في دفع عجلة الحياة الثقافية والتجارية في السودان

    (عدل بواسطة Ahmed Abushouk on 03-05-2010, 02:21 PM)
    (عدل بواسطة Ahmed Abushouk on 03-05-2010, 02:22 PM)
    (عدل بواسطة Ahmed Abushouk on 03-05-2010, 02:23 PM)

                  

03-06-2010, 02:21 AM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب الطبقات: يوسف فضل وود ضيف الله والرواة في دائرة الضوء ...... بقلم أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: Ahmed Abushouk)

    لي عودة
                  

03-06-2010, 12:54 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب الطبقات: يوسف فضل وود ضيف الله والرواة في دائرة الضوء ...... بقلم أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: Ahmed Abushouk)

    تحياتي وسلامات بروف أحمد أبو شوك
    مقال فخيم
    أرجو أن يجذب إنتباه الأساتذة
    يحيى العوض
    حمور زيادة


    متابعة لصيقة
                  

03-06-2010, 09:49 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب الطبقات: يوسف فضل وود ضيف الله والرواة في دائرة الضوء ...... بقلم أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: عاطف عمر)




    (1)

    نشكر البروفيسور أبوشوك ، ونحيي روية مقاله وذلك من شيم أهل العلم ، ونرجو أن يتقبل رأينا في بعض الجزئيات وهي من محاسن الحوار هنا .
    Quote: القطف الأول :
    استقى مؤلفه، الشيخ محمد النور بن ضيف الله، رواياته من صدور حُفَّاظ ذلك التراث والمريدين له، وجمعها دون يفرض عليها المقاييس الشرعية. ولذلك جاءت بعض المتون المروية مخالفة للنقل والعقل؛ إلا أنها في الوقت نفسه تمثل نتاجاً طبيعياً للعقل السناري الذي كان مفعماً بكرامات الأولياء، وناقلاً لأحداثها التي تشكلت على صعيد الواقع، أو تلك التي نسجها الرواة من بنات أخيلتهم الشابة عن طوق المعقول والمنقول

    Quote: القطف الثاني :
    إذاً الدعوة إلى محاكمة متون الطبقات في ضوء الكتاب والسنة وأصول التصوف دعوة فيها تنطع، وعدم موضوعية؛ لأن التاريخ لا يحاكم بمعايير الحاضر التي ترنو إلى إفراغ النص التاريخي من محتواه الاجتماعي والثقافي، ثم إعادة صياغته في قوالب نظرية تتفق مع تطلعات أصحابها الفكرية والأيديولوجية، وأحياناً العاطفية. وانسحاباً على ذلك لا يجوز اتهام المؤلف بالتقصير؛ لأنه لم يحاكم النصوص الواردة بين دفتي طبقاته وفق ضوابط الجرح والتعديل المتعارف عليها، ولا يستقيم عدلاً إلقاء اللائمة على المحقق في نصوص لم يكن راوياً لها، أو جامعاً لمفرداتها، بل يستحسن أن يُثمّن عمله الرائد في ضوء المعايير المرعية في علم التحقيق.


    (2)
    توقت كثيراً عند التعبير ( مخالفة النقل والعقل ) .

    لمستُ غرابة في مقاربة بعض ما ورد في النص المقطوف من مقال البروفيسورأبو شوك أعلاه :
    في الجزئية الأولى يتم التأكيد على أن الشيخ جمعها دون يفرض عليها المقاييس الشرعية. ولذلك جاءت المروية مخالفة للنقل والعقل .في حين يورد في النص الأخير نقيض ما أورده في النص الأول :
    إذاً الدعوة إلى محاكمة متون الطبقات في ضوء الكتاب والسنة وأصول التصوف دعوة فيها تنطع، وعدم موضوعية؛ لأن التاريخ لا يحاكم بمعايير الحاضر التي ترنو إلى إفراغ النص التاريخي من محتواه الاجتماعي والثقافي، ثم إعادة صياغته في قوالب نظرية تتفق مع تطلعات أصحابها الفكرية والأيديولوجية، وأحياناً العاطفية.
    (3)
    إني أرى أن الموضوع يتعين ألا يتم في إطار التشكيك في التحقيق في سفر ود ضيف الله . فأصحاب الرؤية " الشرعية " يريدون قراءة نص الشيخ ود ضيف الله الناقل لأحداث مختلطة بثقافة وفلكلور شعب في زمان ومكان آخر ، ويريدون محاكمته وفق منظورهم الشرعي ، وولوجهم المدخل للتشكيك في نص الطبقات أو التشكيك في تحقيقه هو في رأيي مدخل غير مناسب؛ فليست لهم أدوات علم التحقيق ولا أدوات معالجة مثل تلك النصوص ، ولهم كل الحق في إعادة قراءة ( الطبقات ) كما يشاءون من منظور الشريعة أو أية مناظير يرونها فتلك إذن : إعادة كتابة ( الثقافة ) بمنظور " الشريعة " أو بمنظور رؤى " أصحاب السنة والجماعة " !.
    تماماً كما حدث مع أسفار " ألف ليلة وليلة " من بعد 1983 تم إعادة طباعتها ونزع الكثير مما ورد فيها بأسباب مماثلة أو كما ورد في النصوص التي لا تتوافق مع تلك الرؤى في ما ورد من تراث الأقدمين فيطلقون عليها " إسرائيليات " !.
    هذا هو في رأيي : إعادة قولبة الثقافة وصبها في منظور طائفة رأت أنها تمتلك الحقيقة ولها أن تغير ما شاء لها التغيير . وهي مأساة العصور المظلمة الجديدة التي أطلت علينا ، وتريد أن تُحجِّب كل شيء !!
    (4)
    أرى أيضاً أن موضوع " الكرامة الصوفية " موضوع ضخم ولا يسهل تناوله بمقال أو مقالين ، وهو خلاف له قرون ، وهو رماد من تحت هذه النيران التي قصدت البروفيسور يوسف فضل حسن ، وليس لها الأدوات العلمية التي يمتلكها هو.


    الشكر للبروفيسور أبوشوك على هذا العمل الفخم .

    *
                  

03-07-2010, 02:32 AM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب الطبقات: يوسف فضل وود ضيف الله والرواة في دائرة الضوء ...... بقلم أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: عبدالله الشقليني)

    الأخ الفاضل الأستاذ عبد الله الشقيلني

    أجدك دائماً قارئاً حصيفاً، وصاحب رؤية ثاقبة، وتعليقات مفيدة تسهم في تثقيف المادة المقروءة..


    أرجو شاكراً إعادة النظر في المقال مرة ثانية، لأن إسقاط التبعيض في جزئية المقال التي اقبستها قد أفسد المعني، لأن النص الكامل يجب يقرأ هكذا

    "استقى مؤلفه، الشيخ محمد النور بن ضيف الله، رواياته من صدور حُفَّاظ ذلك التراث والمريدين له، وجمعها دون يفرض عليها المقاييس الشرعية. ولذلك جاءت بعض المتون المروية مخالفة للنقل والعقل؛ إلا أنها في الوقت نفسه تمثل نتاجاً طبيعياً للعقل السناري الذي كان مفعماً بكرامات الأولياء، وناقلاً لأحداثها التي تشكلت على صعيد الواقع، أو تلك التي نسجها الرواة من بنات أخيلتهم الشابة عن طوق المعقول والمنقول. إذاً الدعوة إلى محاكمة متون الطبقات في ضوء الكتاب والسنة وأصول التصوف دعوة فيها تنطع، وعدم موضوعية؛ لأن التاريخ لا يحاكم بمعايير الحاضر التي ترنو إلى إفراغ النص التاريخي من محتواه الاجتماعي والثقافي، ثم إعادة صياغته في قوالب نظرية تتفق مع تطلعات أصحابها الفكرية والأيديولوجية، وأحياناً العاطفية. وانسحاباً على ذلك لا يجوز اتهام المؤلف بالتقصير؛ لأنه لم يحاكم النصوص الواردة بين دفتي طبقاته وفق ضوابط الجرح والتعديل المتعارف عليها، ولا يستقيم عدلاً إلقاء اللائمة على المحقق في نصوص لم يكن راوياً لها، أو جامعاً لمفرداتها، بل يستحسن أن يُثمّن عمله الرائد في ضوء المعايير المرعية في علم التحقيق."

    ثايناً: إن خلاصة قولنا أن النص يجب أن يعرض على ما جاء عليه أصل ود ضيف الله دون محاكمته من منظور معاصر يفسد قيمته التراثية.


    وختاماً لك خالص تحيتي ومودتي
                  

03-07-2010, 03:05 AM

Manal Mohamed Ali

تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 1134

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب الطبقات: يوسف فضل وود ضيف الله والرواة في دائرة الضوء ...... بقلم أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: Ahmed Abushouk)

    up
                  

03-07-2010, 05:12 AM

Saifeldin Gibreel
<aSaifeldin Gibreel
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب الطبقات: يوسف فضل وود ضيف الله والرواة في دائرة الضوء ...... بقلم أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: Manal Mohamed Ali)

    بروف ابوشوك نشكرك على هذا المقال القيم والتحليل العلمي الحازق والدقيق وعبرك التحايا للبروفيسور العلامة دكتور يوسف فضل...
                  

03-07-2010, 06:05 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب الطبقات: يوسف فضل وود ضيف الله والرواة في دائرة الضوء ...... بقلم أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: Ahmed Abushouk)


    البروفيسور : أحمد أبو شوك
    تحية طيبة لك ، بالفعل يجد المرء نفسه ممتناَ على ثقل ما تتفضل به دائماً ، وهو الذي يجعل المدونة أن تزدهي بمثل ما تفضلت به وقد تعودنا أن تضيق أنفسنا بكثير مما يُكتب هنا ، لولا فُسحة الأمل . وقد كان شريكي الملف هنا وهناك قد أسهما في هذا الثراء أيضاً والشكر لهما على هذا الصنيع .
    قرأت ما كتبت في الرد وحمدت كثيراً إبانتكم أنا قد شققنا النص بالفعل .
    وأنت قد أوردت النص كاملاً حتى لا يأخذنا التبعيض فنخرج عن المعاني خروجاً بيناً ، ولك الشكر الجزيل أن أوضحت .
    *
    لنعُد لمدّ مساحة الملف ليتسع رؤى وآراء تغني الملف .
    وردت الخاتمة كما يلي:
    Quote: خاتمة
    في ضوء هذا العرض يمكننا القول أن كتاب الطبقات هو كتاب تراثيٌ وفولكلوريٌ، يؤرخ لطرف من واقع الحياة السودانية في العهد السناري، ويحمل بين ثناياه ثلة من تراجم الأولياء، والصالحين، والعلماء، والشعراء في السودان. استقى مؤلفه، الشيخ محمد النور بن ضيف الله، رواياته من صدور حُفَّاظ ذلك التراث والمريدين له، وجمعها دون يفرض عليها المقاييس الشرعية. ولذلك جاءت بعض المتون المروية مخالفة للنقل والعقل؛ إلا أنها في الوقت نفسه تمثل نتاجاً طبيعياً للعقل السناري الذي كان مفعماً بكرامات الأولياء، وناقلاً لأحداثها التي تشكلت على صعيد الواقع، أو تلك التي نسجها الرواة من بنات أخيلتهم الشابة عن طوق المعقول والمنقول. إذاً الدعوة إلى محاكمة متون الطبقات في ضوء الكتاب والسنة وأصول التصوف دعوة فيها تنطع، وعدم موضوعية؛ لأن التاريخ لا يحاكم بمعايير الحاضر التي ترنو إلى إفراغ النص التاريخي من محتواه الاجتماعي والثقافي، ثم إعادة صياغته في قوالب نظرية تتفق مع تطلعات أصحابها الفكرية والأيديولوجية، وأحياناً العاطفية. وانسحاباً على ذلك لا يجوز اتهام المؤلف بالتقصير؛ لأنه لم يحاكم النصوص الواردة بين دفتي طبقاته وفق ضوابط الجرح والتعديل المتعارف عليها، ولا يستقيم عدلاً إلقاء اللائمة على المحقق في نصوص لم يكن راوياً لها، أو جامعاً لمفرداتها، بل يستحسن أن يُثمّن عمله الرائد) في ضوء المعايير المرعية في علم التحقيق.


    لقد أوردنا من قبل أني توقفت كثيراً عند التعبير( مخالفة النقل والعقل) . ورأيت أن مخالفة ما ورد في نص سفر ود ضيف الله للعقل تقودنا إلى مُحاكمة الخليط الثقافي الذي أورده " ود ضيف الله " على أنه خروج عن العقل .وبناء عليه ينفتح الباب على مصراعيه في وصف التراث الشعبي على أنه خروج عن العقل . وتلك أراها مُحاكمة للنص وكنا نرى الآخرين الذي اختلفنا معهم وقد أعملوا رؤاهم على نص هو في الأصل من الثقافة الشعبية ، في حين أن وصف ما أورده " ود ضيف الله " بأنه " خروج عن العقل " ، هو أيضاً حكم على النص .
    أرى أن من حق كل المُتأخرين إعادة دراسة ما ورد في الماضي من تراث ثقافي ، ويضاهونه بما استجد من علم ومن معرفة ، ويدققون في النصوص بمقاييس علوم العصر . وأرى ذلك أمر يختلف عن تناول " النص وتحقيقه " .
    من هنا كان لنا وقفة فيما تفضلت به سيدي ،
    وتقبل من الشُكر أجزله على تلك السانحة التي جعلتنا نرتقي في الحوار لمنصتك العالية .

    تقبل محبتنا للخير الذي صنعت .

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 03-07-2010, 12:38 PM)

                  

03-07-2010, 11:41 AM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب الطبقات: يوسف فضل وود ضيف الله والرواة في دائرة الضوء ...... بقلم أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: عبدالله الشقليني)
                  

03-08-2010, 01:14 AM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب الطبقات: يوسف فضل وود ضيف الله والرواة في دائرة الضوء ...... بقلم أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: Ahmed Abushouk)

    8
                  

03-08-2010, 05:50 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب الطبقات: يوسف فضل وود ضيف الله والرواة في دائرة الضوء ...... بقلم أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: Ahmed Abushouk)

    الأكرم : بروفيسور : أحمد أبو شوك

    تحية طيبة لك ،
    نرجو تفضلكم بتنوير السادة القراء والقارئات بخطوط عامة
    عن مناهج التحقيق تعميماً للفائدة ولك من الشكر أجزله .
                  

03-08-2010, 09:39 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب الطبقات: يوسف فضل وود ضيف الله والرواة في دائرة الضوء ...... بقلم أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: Ahmed Abushouk)

    up
                  

03-08-2010, 10:12 AM

فيصل أحمد سحنون
<aفيصل أحمد سحنون
تاريخ التسجيل: 08-11-2009
مجموع المشاركات: 884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب الطبقات: يوسف فضل وود ضيف الله والرواة في دائرة الضوء ...... بقلم أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: عبدالله الشقليني)

    شكرا على هذا المقال الرائع الذي طرق موضوعا هاما من تراثنا وتاريخنا
    وأتمنى رفع نسخةPDF من كتاب الطبقات لو وجدت ، حتى تعم الفائدة للجميع.
                  

03-08-2010, 10:52 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب الطبقات: يوسف فضل وود ضيف الله والرواة في دائرة الضوء ...... بقلم أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: إذاً الإشكالية الجوهرية تكمن في حكمنا على متون الطبقات، لا مقدمة المحقق وحواشيه الحاذقة الصنعة. هل هي متون دينية، يجب أن تهذب وتشذب وفق ثواب الشرع وأصول التصوف؟ أم هي متون "في التأريخ الاجتماعي والنفسي للشخصية السودانية الأوسطية (نسبة إلى السودان الأوسط)"؟ ومن ثم يمكن أن يستفاد منها في "معرفة ما يشكِّل مخيلة العامة، ويملي تصرفاتهم، وانفعالاتهم، ويحدد توقعاتهم. فليس مهماً أن نقرر ما إذا كانت الحوادث المذكورة في الكتاب قد وقعت، أو لم تقع، المهم هو أن جانباً كبيراً من المجتمع آمن بأنها وقعت، وأجرى حساباته، وشكِّل تصرفاته بناءً عليها، وبذلك تكوَّن لديه عقل وضمير جمعيان، يمليان انفعالات أفراده، سواء الصادرة منها من منطقة الوعي، أو من منطقة ما دون الوعي في تفكيره، وهو يكاد أن يكون مسيراً بهما."

    شكراً لك دكتور أحمد أبو شوك هذه الرؤية العلمية السديدة!
    وسدادها يتجلى في كونها لم تزعم أنها تمثل الحقيقة النهائية في الموضوع!
    وإن كانت رصفت الطريق إلبها، طريق المعرفة والتفكر والبحث العلمي، وعدم التسرع في إصدار الأحكام!
    اقرؤوا معي هذه الحروف المتألقة بأنوار المعرفة:
    Quote: ...أم هي متون "في التأريخ الاجتماعي والنفسي للشخصية السودانية الأوسطية (نسبة إلى السودان الأوسط)"؟ ومن ثم يمكن أن يستفاد منها في "معرفة ما يشكِّل مخيلة العامة، ويملي تصرفاتهم، وانفعالاتهم، ويحدد توقعاتهم. فليس مهماً أن نقرر ما إذا كانت الحوادث المذكورة في الكتاب قد وقعت، أو لم تقع،

    وفي رأيي كل حركة وطنية رائدة؛ فينبغي أن تنتبه إلى هذه المعاني الكبيرة! وتبني على إيقاعها
    برامجها السياسية والوطنية، ولا تنشغل بالراهن الظرفي، عن التغير الأصيل الذي
    يجري في وجدان الناس ومشاعرهم، وفي واقعهم... يبدو أنني دخلت في مفترق طرق!
    باختصار عايز أقول: نحن بحاجة ماسّة لأمثال هذه الدراسات السوسيولوجية، لنستعين بها في الخروج
    من (المأزق التاريخي) الذي يكاد أن يودي بنا إلى شفير الصوملة!
    أتمنى أن يقوم الدكتور بابتدار بوست تعريفي تثقيفي، عن التاريخ الاجتماعي
    والنفسي للشخصية السودانية، موضحاً دلالات هذا المفهوم، ومعانيه وأهميته! سواء كما تعرضها طبقات
    ود ضيف الله أو غيرها من الوثائق التاريخية!
    مع خالص الشكر لك، ولضيفك الكبير الأستاذ الشقليني، وبقية الإخوة الأفاضل!
                  

03-09-2010, 01:39 AM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب الطبقات: يوسف فضل وود ضيف الله والرواة في دائرة الضوء ...... بقلم أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: صلاح عباس فقير)



    الأخ الأستاذ صلاح عباس

    ملاحظات ثاقبة، ولي عودة

    أبوشوك
                  

03-15-2010, 01:06 AM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب الطبقات: يوسف فضل وود ضيف الله والرواة في دائرة الضوء ...... بقلم أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: Ahmed Abushouk)


    حول مفهوم تحقيق الكتب والمخطوطات ... بقلم: عبد المنعم عجب الفيا

    اذكر في التسعينيات كنا في منتدى ادبي بادرمان وكان النقاش يدور حول اغنية الحقيبة وام درمان في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي وجاءت سيرة كتاب (ملامح من المجتمع السوداني) للاستاذ حسن نجيلة والذي احتوى على ملامح من تاريخ ام درمان في تلك الفترة ومنها ظاهرة الانادي والتي تحول بعضها الى صالونات أدبية واشهرها صالون فوز التي كان يرتاده بعض شعراء الحقيبة الاوائل ورواد الحركة الوطنية. وهنا تصدى احد ابناء ام درمان، المعروفين، وقال بالحرف الواحد انه يطالب بتحقيق كتاب حسن نجيلة !!! لانه يرى ان نجيلة اساء لتاريخ ام درمان بحديثه عن ظاهرة الانادي.!
    طبعا هذا يتنافي مع مفهوم تحقيق الكتب. فالتحقيق لا يرد على كتاب نشر في الناس بمعرفة صاحبه وبالوسائط العصرية السائدة. والذي له راي مخالف لما ورد في اي كتاب من اراء وحقائق السبيل الوحيد امامه هو الرد على الكتاب بتاليف كتاب مواز او التعبير عن رايه المخالف باي وسيلة اخرى ولكن ليس بتحقيق الكتاب الذي لا يرضى عما ورد فيه لانه لا يوجد ما يستدعي التحقيق اصلا.
    ان التحقيق يعنى فقط بالمخطوطات التي لم تنشر من قبل بوسائط النشر المعروفة. وفي الغالب تكون دونت على وسائط قديمة وبخطوط عتيقة تختلف قليلا او كثيرا عن الخطوط وقواعد الكتابة السائدة الامر الذي يجعل التاكد من صحة جسد النص وقراءته Graphically قراءة سليمة يحتاج الى مجهود شخص متخصص في مادة المخطوط. وهنالك عدة شروط يجب توافرها حتى يخرج التحقيق على الوجه العلمي المطلوب. أهمها صحة نسبة المخطوط للمؤلف ويتم ذلك بالمقارنة بين اكثر من مخطوط والثاني التاكد من حقيقة المؤلف نفسه.
    تنحصر مهمة المحقق في التحقق من مادة الكتاب Graphic symbols اي الرموز الكتابية . ولا دخل للمحقق مطلقا في محتوى او مضمون المخطوطة ولا يجوز له التصرف باي وجه فيما ورد فيها من وقائع وافكار. كل الذي يجوز له القيام به ، وضع حواشي او مقدمات يشرح فيها شرحا موجزا معاني بعض الالفاظ التي تساعد على قراءة النص قراءة صحيحة والتعريف بالحقبة التاريخية التي عاش فيها المؤلف ومكانته وعلاقته بمعارف عصره والظروف التي وضع فيها الكتاب وتاريخ المخطوط ونحو ذلك .
    وما قام به البروفسر يوسف فضل في تحقيق كتاب الطبقات ، لا يخرج عن اصول التحقيق المعتمدة وعلى النحو الذي تفضل ببيانه، المؤرخ والباحث والمحقق ، الاستاذ الدكتور أحمد ابراهيم ابوشوك في مقالته المنشورة على سودانايل بتاريخ 6 مارس 2010 .
    لا علاقة ليوسف فضل كمحقق بما ورد في كتاب الطبقات من سير واخبار وعقائد. فيوسف فضل ليس من التزاماته الاكاديمية كباحث ومحقق ، التحقق في صحة الاخبار والقصص التي احتوى عليها كتاب الطبقات و اذا فعل ذلك يكون قد تجاوز حدوده كمحقق وسقطت عنه صفة الباحث الاكاديمي. ولا يهم القاريء معرفة رايه الشخصي فيما احتوى عليه كتاب الطبقات من سير وقصص ويكفي انه أدى دوره في التحقيق حسب الاصول.
    ان المحقق الذي يختار كتابا معينا لتحقيقه ، لا يعني ذلك بالضرورة انه يتفق مع ما جاء في هذا الكتاب فهو ربما يحمل افكارا مغايرة تماما عن مضمون المخطوط المراد تحقيقه ولكنه مع ذلك يقوم بالتحقيق لاسباب بحثية بحتة لا علاقة لها بالاعتقادات الشخصية والمذهبية والدينية والشعوبية وغيرها.
    وهنا لعله من الاهمية الحديث عن البحاثة والمحققين المستشرقين كمثال على علاقة المحقق الحيادية ، بمضمون المادة المحققة. طبعا الان وللاسف لا تسمع عن المستشرقين الا كلام الادنات والتشنيف. ولكن هؤلاء الناس - بغض النظرعن الماخذ الاخرى- ادوا خدمات جليلة وعظيمة للتاريخ والحضارة العربية والاسلامية ولولا جهودهم الجبارة التي ربما يعجز عنها الجن، لضاع معظم التراث الاسلامي. هؤلاء الناس فيهم اليهودي والمسيحي والعلماني واللاديني والملحد. ولكنهم اتبعوا منهجا صارما وضوابط قاسية في تحقيق مخطوطات التراث الاسلامي الدينية والادبية والتاريخية واللغوية . وهي ضوابط لا يقدر عليها الا من تجرد من نزواته واهوائه ونذر حياته للبحث العلمي.

    نقلاً عن سودانايل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de