|
باقان أموم لمثقفين مصريين : الصراع حول هوية السودان لا يزال مستمرا
|
باقان أموم لمثقفين مصريين : الصراع حول هوية السودان لا يزال مستمرا
نتمسك بالسودان الجديد ونرفض الوحدة بأسلوب " السادة والعبيد "
القاهرة " أفريقيا اليوم " سمير بول
اعترف الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان أموم باستمرار الصراع حول تحيد الهوية السودانية وقال باقان في لقاء نظمه مركز البحوث العربية والافريقية بالقاهرة وحضره عدد من المثقفين والمفكرين المصريين : " لقد فشلنا كسودانيين فى تعريف انفسنا ولا زال هناك صراع حول تحديد الهوية السودانية فمجموعة تقول أنها عربية واخرى تقول أنها أفريقية وهنا تكمن قمة التراجيدية " مضيفا : " نحن فى الحركة الشعبية ومنذ عام 1983 طرحنا مشروع "السودان الجديد" الذى ينادى بقيام مجتمع متعدد و قائم على قواسم مشتركة وليس على فرض ثقافة بعينها أو التمييز بين الناس .. لقد كنا نعلم جيدا اننا اذا ما فرضنا ثقافة أو دينا بالقوة فسوف تكون هناك مقاومة" .
أوضح أموم أن الحركة سعت إلي طرح هذا المشروع عبر البرلمان والإطار العام فى السودان للتعامل مع التباين إكتشافا للقواسم المشتركة .مضيفا : اذا فشلنا فى تمرير هذا المشروع فسنرحب بالمشاريع الأخرى مع مطالبتنا بترك مشروع الدولة الدينية " ومؤكدا : "نحن لسنا ضد اى دين او ضد الملتزمين به حتى لا نفهم خطأ ".
قال أموم والذي يزور القاهرة فى إطار المباحثات المشتركة بين "الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى" برعاية مصرية : ان المشكلة السودانية ليست خاصة بالسودان وحده بل هى من ضمن المشاكل التى واجهت الدول التى استقلت مع نهاية الاستعمار والمتمثلة فى المشاكل الداخلية لتلك الدول المستقلة أثر حركة التحرر الأفريقى ، ودلل علي ذلك بما حدث مع "اثيوبيا" التى انفصلت منها دولة "اريتريا" و ما يجري في "أنجولا" وصراعها الآن فى اقليم "كابيندا" وقبلها كانت " الكونغو " التى شهدت ثلاث حروب أهلية منها حرب اقليم "السمبا " إثر مقتل الزعيم "باتريس لومومبا".
واعتبر "باقان" أن السبب في المشكلة السودانية يرجع إلي " مشروع الدولة الإسلامية " مشيرا إلي أن القائمين عليه تعاملوا مع المختلفين معه علي أن " عليهم أن يبحثوا عن دولة بديلة أو أن يحاولوا تغيير هذا المشروع بالقوة " وهذا ما قاد للحروب الأهلية المعروفة ب"الانانجا الأولى " وكانت رد فعل للمشروع الإسلامى وأدت لظهور الرغبة الانفصالية ، مضيفا :"لكننا فى الحركة الشعبية لتحرير السودان ومنذ عام 1983 ننادى بدولة متعددة العلاقات والاطراف وبالتالى لايمكننا ان نقيم دولة منحازة كما هى الان والتى أتت بالحروب الأهلية فى الجنوب والصراع فى دارفور والتشرد والنزوح فى اجزائها " .
استطرد "باقان": أنه ونتيجة للعنف السياسى فى السودان أصبح السودان من أكثر الدول العنيفة مع مواطنيها ، حيث من بين كل 10 نازحين فى العالم نجد 9 منهم سودانيين و يعتمدون على الامم المتحدة والمنظمات الانسانية للبقاء على قيد الحياة داخل وطنهم السودان ومن بين كل 7 لاجئ هناك شخص سودانى بل أصبح السودانيين يخاطرون باللجوء الى دول مثل "اسرائيل" وهذا تأكيد واضح على فشل الدولة السودانية.
وحول الإستفتاء المرتقب في البلاد قال " باقان " أن هناك فرصة حتى أمسية الثامن من يناير 2011 بعدها سيقرر الشعب فى جنوب السودان الوحدة أو الانفصال وعلينا أن نرضى بأحد الخيارين حتى لوكان الغالبية فرق صوت واحد مشيرا إلي أن حركته تناضل دائما من أجل إنهاء التهميش بين السودانيين بالعمل والتعاون ومشددا علي أن الحركة ورغم الصعوبات التى تواجهها بعد رحيل مؤسسها " جارانج " تواصل المسيرة من بعده.
وعن خيار الانفصال الذي أصبح واقعا للجنوبيين قال "باقان" أن الجنوبيين لم يجدوا أنفسهم فى هذه الدولة وإذا ما خيروا فمن البديهي أن يكون الانفصال هو الخيار ولكننا فى الحركة لدينا الأمل فى غد أفضل لكل السودان " وواصل قائلاً : فى نفس الوقت نحن ضد الوحدة بأسلوب السيد والعبد وسنحطمها حتى لو أدت للانفصال ، مشيرا إلي أن الانتخابات قادمة وهى مهمة وجزء من الإستراتيجية وستخوضها المعارضة فرادي.
وحول ترشيح الحركة لياسر عرمان في انتخابات الرئاسة قال إن تلك الخطوة استهدفت تقديم السودان الجديد للشعب السودانى ، معتبرا أن خيار الوحدة هو الأفضل ولكن لن يتم ذلك إلا عبر برنامج حكومى شعبى قوى دون شروط مذكرا بأن السودان حين انفصلت عن مصر لم يكن هناك شروط .
ونفي أن يكون طرح الحركة لفكرة وحدة وادى النيل لأهداف دبلوماسية فقط وقال أن ذلك يمثل مشروعا كبيرا سينفذ عبر مراحل قادمة .
وحول المحادثات الأخيرة التى جرت فى القاهرة قال : لقد اتفقنا على مبادئ عامة واختلفنا فى الأسس الجوهرية ومنها علاقة الدين بالدولة ومواضيع أخرى لم يكشف عنها بعد ولكنه قال أننا على استعداد لمواصلة الحوار معتبرا أن رغم وجود شكوك حول مفاصل الدولة إلا أن هذه فرصة للتحول من دولة يحتكرها حزب واحد إلي دولة ديمقراطية ، مشيرا إلي أنه فيما يتعلق بتسريب السلاح نحو الجنوب من قبل اعداء الحركة الشعبية فإن هناك رصد تم لمعسكرات تدريب الميليشيات لزجها فى الجنوب وتسليح القبائل و قال :لدينا معلومات عن مخازن واعداد الاسلحة التى يراد بها تنفيذ وحدة السودان عبرزعزعة الإستقرار فى الجنوب .
|
|
|
|
|
|