محاولة لتبسيط العالمانية

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 02:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-23-2010, 10:30 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محاولة لتبسيط العالمانية

    هشام آدم
    مما لاشك فيه أن مفهوم العالمانية [Secularism] هو من أكثر من المفاهيم غموضاً وتهويماً ضمن عدد من المفاهيم السياسية والفكرية الأخرى؛ لاسيما مع ما يتعرّض له هذا المفهوم من محاربة وتشويه كغيره من المفاهيم التي تم تشويهها بنوايا مُسبّقة الغرض منها تحييد هذه المفاهيم عن العقلية العربية دفاعاً عن المصالح الفكرية أو السياسية أو الاجتماعية أو كل المصالح الآنفة مجتمعة. وفي الوقت الذي نشهد فيه نوعاً من الانفتاح على جميع الأصعدة، وتجدد دعاوى تجديد الخطاب الديني؛ لاسيما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والتي سلطت الضوء على الإسلام السياسي ومفهومه بشكل عميق وحذر للغاية، الأمر الذي جعل مجموعة من المفكرين الإسلاميين والدعاة يرغبون في تقديم بعض التنازلات الشكلية في سبيل كسر حدّة الهجوم الذي يتعرض له الاتجاه الإسلامي بشكل عام والسياسي منه بشكل خاص؛ إلا أننا ما نزال نشهد تنامي النهج التكفيري [Atonement Curriculum] وتأصله في العقلية الإسلامية مما يجعل هذا السلاح هو الأمضى حتى بين أوساط الاتجاه المعتدل الذي برز إلى الساحة الفكرية والسياسية كنتيجة حتمية للمواقف والأحداث التي شهدتها المنطقة [وما تزال] منذ السنوات العشر الماضية؛ وتحديداً منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وظهور مصطلح الإرهاب والتصاقه بالإسلام والتيارات الإسلامية السياسية على وجه خاص.

    يأتي ظهور التيار الإسلامي المعتدل الداعي إلى حوار الأديان ونبذ العنف كنتيجة حتمية لهذه الأحداث ظاهرةً طارئة، بمعنى أنها ليست أصيلة في ميكانيزم التفكير الديني بشكل عام والإسلامي بشكل خاص، الأمر الذي يجعلنا لا نثق به كثيراً لأسباب سوف يتضمنها هذا المقال بشكل تلقائي ومفصّل؛ وربما كان موقف التيارات الإسلامية من العالمانية أكثر الأدلة وضوحاً وتأكيداً على صحة هذا القول. فالنقد الذي تقدمه هذه التيارات للعالمانية قائم في أساسه على فهم خاطئ للعالمانية، وأزعم أن هذا الفهم الخاطئ مقصود بعينه، أو على أقل التقديرات فإن الفهم الصحيح للعالمانية من قبل هذه التيارات يكشف عن سوء نوايا هذه التيارات وزيف ادعائها للاعتدال والانفتاح على الآخر.

    قدم كثير من المفكرين العرب وغير العرب إسهامات عديدة في شأن شرح العالمانية وإيضاحها، ولا ننسى على الإطلاق إسهامات كل من جورج طرابيشي ومحمد أركون وبرهان غليون وغيرهم كثيرون في هذا الصدد، ولكن ورغم عشرات [بل مئات المؤلفات] عن العالمانية وأنساقها واشتراطاتها؛ إلا أننا نجد أنها في الذهنية الإسلامية لا تظل المقابل الفعلي للكفر؛ وبالتالي فإن العالمانية في نظرهم تعني بالضرورة مُعاداة الإسلام وأحد الوسائل [الغربية] للتخلّص من الإسلام، ومما لاشك فيه أن نظرية المؤامرة المتجذرة في الفكر الديني الإسلامي ساعدت كثيراً في ترسيخ هذه الصورة المغلوطة عن العالمانية، وأصبح الأمر ملتبساً للغاية حتى باتت العالمانية العدو الأول للإسلام والمسلمين والذي أصبح الجهاد ضده في مقام الواجب المقدّس.

    لاشك أن محاولات إيضاح مفهوم العالمانية، ومحاولات إزالة اللبس، وتصحيح الصورة، والنفخ على غبار التشويه لإظهار حقيقة العالمانية تبدو مستحيلة في ظل التحفز الدائم الذي يعتري الذهنية الإسلامية المتمترسة خلف حجاب ثخين جداً من الرفض للآخر، وتسلّط فكرة المؤامرة عليه. فهل بإمكاننا القول بأن المفكرين العرب أخفقوا في نقل مفهوم العالمانية فعلاً؟ أم يُمكننا إرجاء الأمر إلى العقلية الإسلامية ذاتها الرافضة لكل ما هو غربي؟ من الواضح أن الأمر لا يخلو من الاثنين معاً، فمن ناحية فإن اللغة التي استخدمها المفكرون في تناول مفهوم العالمانية كانت لغة مستعلية للغاية، بحيث يصبح معها قبول فكرة العالمانية مستحيلاً لأنها لا تصل بالكامل، ومن شأننا أن نعلم أن العقلية الإسلامية ترفض على الدوام تلك الأفكار المُصاغة بطريقة عقلانية وفكرية جادة وممنهجة، لأنها تشعر حياله بالعجز عن النقد الموضوعي فتلجأ إلى رفضه بالجُملة، يُساعدها في ذلك [بالطبع] الخطاب الديني الإقصائي الذي يلجأ إلى استخدام سلاح التكفير لكل ما من شأنه أن يمس بمصالح الطبقة الدينية سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو على أيّ مستوى آخر.

    ويبدو كذلك أن سلاح التكفير أثبت نجاعته في محاربة العديد من المفاهيم وبالتالي إقصائها وتحييد الذهنية الدينية عنها؛ من ناحية فهو سلاح سهل للغاية وبإمكان كل من يُريد استخدامه؛ لاسيما مع وجود نصوص مطاطية قابلة للتأويل والتفسير حسب المصلحة، وحسب مقتضى الحال، ومن ناحية أخرى فهو سلاح يعمل بطريقة مزدوجة فهو يقمع الآخر بقطب، ويستغل العاطفة الدينية بالقطب الآخر، والمواطن المسلم الواقع تحت سلطة رجال الدين يشعر في حقيقته بالضعيف، بحيث يعتبر هؤلاء درع حماية له يقيه من الهرطقة والانفلات من وحدة العقل الجمعي الذي اعتاد عليه. يُصبح الخوف عنصراً آخراً يُضاف إلى العناصر الأساسية التي ساعدت في تشويه مفهوم العالمانية وصورتها في العقلية العربية بشكل عام والإسلامية بشكل أخص، دون أن ننسى أبداً أن طبقة رجال الدين [والمتمثلة في: المؤسسات الدينية والخطاب الديني] هم من أسهموا منذ البداية في تربية العقل الإسلامي على الخوف والاعتمادية.

    نحن إذن نتكلم عن عقل غير حُر، عقل محكوم بخطاب ديني شمولي يفترض الصحة المطلقة، ويُقدم الحلول المستديمة في شكل تشريعات ونصوص قابلة للتطبيق في كل زمان ومكان، إضافة إلى اعتماد هذا الخطاب على عنصر الترهيب المقابل للترغيب، وهو كذلك محكوم بهيمنة مؤسسات شديدة القمع والتنكيل. كل هذه العوامل ساعدت كثيراً في بناء حاجز صلد تجاه فهم العالمانية واستيعابها؛ هذا إضافة إلى إشكاليات العقلية العربية أو الشرقية عموماً والتي تعاني من الخور والهزال الفكري حائلةً بذلك دون فهم واستيعاب القضايا الفكرية، وبالتالي إمكانية تناول هذه المفاهيم والتنظير لها وإعادة صياغتها، وكذلك عمليات التوفيق اللازمة لتطبيقها غير بعيد عن المنظومة الثقافية والاجتماعية، وهذه بالتحديد هي إشكالية المفكر العربي الذي يحاول كثيراً تطبيق نظريات وأفكار الغير دون أن يُقدم إسهامات فعلية حول موائمة هذه الأفكار والمفاهيم مع البيئة الاجتماعية بكل مكوناتها وعناصرها، فالعقلية العربية هي عقلية مستهلكة وليست منتجة في الأساس؛ ومن هنا فإنني أقول إن الأمر لا يخلو من العاملين معاً: فالخطأ يقع مناصفة بين العقلية الدينية الإسلامية وبين المفكرين العرب. سأحاول في هذا المقال أن أتناول مفهوم العالمانية بشيء من التبسيط، متمنياً ألا أقع في ذات الإشكالية التي أعيبها على من أسهموا في تقديم وعرض العالمانية من قبل.

    وحتى نتمكن من تناول العالمانية بصورة مبسطة ويسيرة فإنه يتوجب علينا قبلاً أن نتطرق إلى مفهوم الديمقراطية؛ حيث أنه لا عالمانية ممكنة التطبيق بمنأى عن الديمقراطية، ويُخيّل إليّ أن المفهومين متلازمين بصورة تجعل من الاستحالة طرح أحدهما بمنأى عن الآخر، فهما وجهان لعملة واحدة، فما هي الديمقراطية؟ وما هي العالمانية؟ وكيف يرتبطان ببعضهما؟

    الفهم المتيسّر عن الديمقراطية أنها [حكم الأغلبية] وفي الحقيقة فإن هذا التعريف هو مختزل إلى حد الاختلال، فحكم الأغلبية ليس هو الديمقراطية على الإطلاق إن لم يلازمه معرفة حقيقية لحقوق الأقلية والاعتراف بها، بحيث لا يُمكننا القول أن الأغلبية في النظام الديمقراطي تمارس دكتاتورية منظمة تجاه الأقليات، بل على العكس تماماً؛ تأتي الديمقراطية لتولي اهتمامها البالغ بشئون الأقليات ومناصرة لقضاياهم ومحافظة على حقوقهم، وأهم هذه الحقوق: حق التنظيم والمعارضة، وحق تقاسم السلطة والثروة. وعن الديمقراطية يقول جورج طرابيشي:

    {النظام الديمقراطي قابل للتعريف بأنه شكل الحياة السياسية الذي يعطي أكبر قدر من الحرية لأكبر عدد، مع حمايته وإنتاجه في الوقت نفسه لأكبر تنوع ممكن. وواضح للعيان كم هو ناقص تعريف الديمقراطية بأنها سيادة الغالبية؛ فالديمقراطية من دون أن تتنكر لهذه السيادة إنما هي بالأحرى سياسة الاعتراف بالآخر} [في ثقافة الديمقراطية – سلسلة المفكر العربي، دار الطليعة – بيروت 1998 ص39]

    وهنا يقف جورج طرابيشي على المبدأ الثالث الأكثر أهمية في مفهوم الديمقراطية إضافة إلى سيادة الأغلبية وحقوق الأقليات؛ ألا وهو [مفهوم التعدد والتنوّع – Pluralism] فليس بإمكاننا تصوّر نظام ديمقراطي أُحادي يفتقر إلى التنوع الثقافي والسياسي والفكري؛ وإلا فإنه سيكون نظاماً شمولياً وإن قام بتطبيق المفاهيم الإجرائية للديمقراطية، وهنا بالتحديد يظهر الفارق النوعي الكبير بين مفهوم الديمقراطية وبين مفهوم الشورى، فمفهوم الشورى هو في حقيقته تطبيق إجرائي للديمقراطية داخل كيان أُحادي شمولي ذو رؤية ومنهج واحد لا يقبل التعددية، ولم يكن بوسعي أن أتجاوز هذا الأمر إلى مفهوم العالمانية قبل إجلائه، لأن كثيراً من الرافضين للديمقراطية، يرفضونه في الأساس لاعتقادهم أن هذا المفهوم متوفر في النظام الإسلامي ولا حاجة لهم باستيراد مفاهيم غربية دخيلة، فكان لابد لنا من إيضاح الفارق الجوهري الكبير بين المفهومين.

    والآن ما هي العالمانية؟ العالمانية ببساطة هو منهج لإدارة الدولة بنظام ديمقراطي تعددي [هل بإمكاني وضع Full Stop؟] بالتأكيد؛ فهذه هي العالمانية ببساطة دون اللجوء إلى منزلقات الدين وإقصاء الدين ورفضه ومحاربته، فهذا كله في الحقيقة من منتجات العقلية الدينية الرافضة للعالمانية، ولكن لماذا ترفض هذه العقليات العالمانية؟

    في الحقيقة تبدو الإجابة واضحة للغاية، فمن خلال ما ذكرناه عن التعددية تبرز لنا الإجابة كأنصع ما يكون، فالدين في عمومه هو نظام أو نسق أُحادي لا يقبل التعددية، فكل دين يفترض أنه هو الأصح وأنه يمتلك الحلول السحرية للقضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وحتى البيئية، وبالتالي فإنه تلقائياً يقوم بإقصاء الآخر، وهو ما يتناقض مع مفهوم الديمقراطية القائم في أساسه على التعدد والتنوع. وقد نلاحظ أننا هنا لا نتكلم عن دين بعينه؛ وإنما نتكلم عن كل فكر أُحادي يرفض التعددية، وبالتالي فإن العالمانية لم تأتي في أساسها لمحاربة الدين؛ بل وإنها لا تهتم بهذا الأمر، وسوف نأتي إلى تبيان هذا الأمر لاحقاً، ولكننا هنا نتكلم عن رفض الديمقراطية العالمانية لفكرة الرأي الواحد والفكر الواحد والسُلطة الأُحادية؛ وإلى هذا الحد فإنه بإمكاننا القول: إذا كنتَ عزيزي المتديّن ترى أنك لا تختلف معنا كثيراً في هذه المسألة؛ فعليك إعادة النظر مُجدداً حول مفهومك للعالمانية، فما العالمانية إلا ما ذكرناه، وإذا كنتَ تُصر على ضرورة تفرّد دينك بالحكم والتشريع؛ فاعلم أن العيب كامن فيك وفي طريقة تفكيرك وفي فهمك لمفهوم الدولة والديمقراطية، والعالمانية ستكون ضدك حماية للآخرين من إقصائك لهم، حتى وإن كان هؤلاء الآخرين أصحاب ديانات أخرى.

    هل هذه هي العالمانية؟ في الحقيقة تلك هي الخطوط العريضة للعالمانية، فهي ليست ضد الدين وهي ليست ضد دين بعينه، وإنما هي ضد تسلّط الفكر الواحد سواء كان ذلك فكراً دينياً أو وضعياً أو غيره، فهي ضد الإسلام إذا أراد الإسلام الانفراد بالحُكم لنفسه وإقصاء الآخرين، وهي ضد المسيحية إذا أرادت المسيحية الشيء ذاته، وهي ضد القوانين الوضعية إذا اعتبرت مقدسة وفرضت صلاحيتها الأبدية ولم تراعي متغيرات الزمان والمكان والحاجة، وهي ضد حُكم الفرد، فالعالمانية تريد نظاماً يستطيع فيه الجميع [بصرف النظر عن دياناتهم وأفكارهم ومعتقداتهم] أن يناولوا حقوقهم من إدارة الدولة وحقوقهم من ثروتها، بحيث لا يكون فيها الجميع محكومين بشرط واحد لا غير ألا وهو [المواطنة - Citizenship] وبالتأكيد فإن شرط المواطنة يمنح الحقوق كمان يُلزم بواجبات في المقابل، فالجميع داخل الدولة العالمانية مُلزمون بنفس الواجبات بصرف النظر عن معتقداتهم، ومستحقون لنفس الحقوق أيضاً بصرف النظر عن معتقداتهم.

    ولكن العالمانية لا تتوقف عند هذا الحد، وإنما تتعداه لتضمن حرية الاعتقاد والتديّن بل وتحميه بموجب القانون، فيحق لكل صاحب ديانة أن يمارس شعائره الدينية كما يحلوا له، دون أن يتدخل أيّ كان في منعه من ممارسة هذا الحق، ويحق له التبشير بمعتقده كيفما يشاء، فالعالمانية تؤمن تماماً بحرية الأديان وحرية التدين وكذلك حرية عدم التدين، ولكنها تشترط في مقابل ذلك ألا تتعارض حريات المتدينين أو غير المتدينين مع حريات الآخرين، ومن البديهي أن نعلم أن مفهوم الحرية نفسه مقيّد بحريات الآخرين، فأي سلوك يتم فيه التعدي على حريات الآخرين يُعتبر خرقاً لقانون الدولة لأنه تعدٍ على الآخر، وهو ما يُجرمه القانون. يصبح السؤال المؤرق هنا [هل بإمكان مجتمع عالماني تعددي أن يخلو من المشكلات الطائفية والدينية؟] وهذا السؤال في الحقيقة مطروح لأصحاب الديانات وليس للدولة، ولا للنظام العالماني، فعجز أصحاب الديانات عن التعايش السلمي داخل دولة تكفل لهم حرية العبادة وممارسة الشعائر والدعوة والتبشير هو في الحقيقة شيء يُعاب على أصحاب هذه الديانات وليس على الدولة أو على نظام حكمها، وعندها بإمكاننا أن نتأكد من مقولتنا أن الدين فوقي واستعلائي وإقصائي بطبيعته، والعقلية الدينية تعجز تماماً عن التعايش في مناخ ديمقراطي تعددي، بل وتعتبر ممارسة الآخرين لحرياتهم الدينية تعدياً على حرياته ومقدساته، وهنا يتوجب على هؤلاء مراجعة مفاهيمهم الخاصة عن الحريات من ناحية، ومراجعة مفاهيمهم الخاصة عن الدين من ناحية أخرى؛ فعندما يفهم هؤلاء أن الحرية هي ملك للجميع وأن الدين أمر شخصي يهتم بعلاقة الإنسان الفرد بما يعتقده فعندئذ بإمكانه أن يتفهم معنى التعايش الديني السلمي، ويُصبح قادراً على التعاطي مع بيئة متعددة الديانات والثقافات؛ وعندئذ فإنه سوف لن يجد نفسه مضطراً إلى مهاجمة العالمانية واتهامها بأنها تحارب الدين.

    من السهل على كل صاحب ديانة أن يدعي بأنه متصالح مع فكرة التعددية، ولكن الحقيقة غير ذلك على الإطلاق؛ فرفض العقلية الدينية للعالمانية نابع في حقيقته من خوفه من هذه التعددية، فهو يرى أن تشريعات دينه قد توفر حلول جذرية لكثير من المشكلات، ولكنه ينسى أن بإمكان صاحب كل ديانة أن يدعي الأمر ذاته، وعندها سوف لن نتمكن من الخروج من الدائرة المغلقة التي سوف يُدخلنا فيها نزعة الدين الأُحادية تلك، وبالتالي سوف يظل الأمر محصوراً في إطار الاعتقاد بأن رفض تطبيق التشريع الديني المعيّن محاربة وإقصاءً لهذا التشريع؛ في حين أن الأمر هو كما أوضحناه سابقاً هو رفض للفكر الأحادي بشكل عام، وليس رفضاً لديانة بعينها. وعندما نتكلّم عن العالمانية؛ فإننا نتكلّم عن مجتمع متعدد بالضرورة به ديانات مختلفة وطوائف مختلفة وتيارات فكرية مختلفة، وبإمكان الدولة الدينية [الدولة التي تظهر إحصائيات سكانها أن 100% من سكانها يدينون بدين واحد] تطبيق المنهج العالماني كذلك، فالعالمانية نظام ليس ضد الدين، بل هو نظام إدارة الدولة التعددية. وهنا قد يبدو الأمر متناقضاً، ولكن ربما يزول اللبس عندما نعلم أن داخل الدين الواحد توجد هنالك طوائف ومذاهب وتيارات متعددة، ومن الظلم والإجحاف أن تقوم طائفة واحدة بإدارة الدولة وإقصاء بقية الطوائف والمذاهب؛ وإلا سيكون النظام نظاماً شمولياً دكتاتورياً دون شك.

    من هنا نعلم أنه بالإمكان تطبيق العالمانية داخل الدولة متعددة الثقافات سواء أكان أهلها يدينون بدين واحد أو بأكثر من ديانة، لأن طبيعة المجتمعات البشرية تمتاز بالتمايز والتباين والتفاوت في الأفكار والآراء والتوجهات حتى مع توحد المعتقدات، ومن هنا كذلك نفهم كيف أن مفهوم العالمانية لا يعني على الإطلاق محاربة الدين كما يُحاول الكثيرون إظهاره عليه، فجوهر العالمانية هو [إدارة الدولة التعددية] وفهمنا من قبل معنى التعددية سواء لديانات مختلفة أو داخل الديانة الواحدة، فالدولة المسلمة يجب أن تكون عالمانية حتى تتمكن التنوعات المذهبية والطائفية داخلها [السنة – الشيعة – الصوفية وغيرها] من الحصول على حقها سواء في الثروة أو في السُلطة، وكذلك الدولة المسيحية يجب أن تمكّن طوائفها الدينية من المشاركة في صنع القرار [كاثوليك – بروتستانت – أرثوذكس وغيرهم] دون أن يتم التطرق عندها إلى أيّ الطوائف يتبع المعتقد الصحيح أو يطبقه بالطريقة الصحيحة، فلا أحد يملك الحقيقة المطلقة على الإطلاق، فهذه نظرة فوقية استعلائية، فمفهوم الإيمان القويم هو مفهوم ديني فردي يخص الإنسان وما يعتقده؛ فإن كنا ننتمي لطائفة دينية محددة فإننا أحرار في هذا الانتماء لأن انتمائنا ذلك [كما نفهمه] هو الوسيلة الصحيحة لتحقيق السعادة العقدية، وبالتأكيد فإن غيرنا لديه طريقته الخاصة في تحقيق هذه السعادة؛ وإلى هذا الحد فإن فكرة فرض الأفكار غير وارد على الإطلاق، لاسيما إذا كانت الأفكار أفكار ميتافيزيقية بالدرجة الأولى و علاقة لها بالشأن الدنيوي الذي يشترك فيه معنا أصحاب الأفكار والمعتقدات الأخرى، وهنا تأتي العالمانية لتمنحنا جميعاً الإطار الذي بإمكاننا ممارسة أفكارنا والدعوة إليها دون الحاجة إلى فرضها سلطوياً على الآخرين؛ فإذا كنتَ ترى أن ما تعتقد به صحيح، فليس من حق أحد أن يمنعك من الاعتقاد به، ولكن فقط لا تحاول فرضه على الآخرين، هذه هي الديمقراطية.

    وفي نهاية هذا المقال الذي تناولت فيه مفهوم العالمانية بطريقة أرجو أن تكون مُبسّطة دون إخلال، فإنني سوف أعمد فيما يلي إلى تبسيط أكثر للعالمانية بإحالة المفهوم إلى نموذج حياتي معايش لضمان وصول الفكرة بشكلها الصحيح، ففكرة العالمانية مشابهة تماماً لفكرة منتخب كرة القدم؛ فالمنتخب القومي لأيّ دولة مكوّن من لاعبين ينتمون في الأساس إلى أندية مختلفة، هذه الأندية تظل في تنافس محموم بينها وبين بعضها عبر الدوريات والبطولات المحلية، ولكل ناد مؤسسوه وإداريّوه ومشجعوه الذين قد يكونون متعصبين جداً لناديهم، تأتي فكرة المنتخب لتجمع [الصفوة المؤهلة] من لاعبي هذه الأندية فيتم اختيار حارس مرمى واحد هو الأفضل في نظر المدرب ضمن مجموعة حراس مرمى الأندية المحلية، ويختار مجموعة من المدافعين هم الأفضل ضمن مجموعة أكبر من مدافعي الأندية، ويختار مهاجمين ضمن مجموعة أكبر من مهاجمي وهدافي الأندية المحلية، وبذلك يتشكل منتخب الدولة القومي: يتم اختيار اللاعبين هنا بناءً على معايير ليس لها أيّ علاقة بالولاء الرياضي لهذا النادي أو ذلك، بل وفق معايير موضوعية للغاية، ولا يلتفت مدرب المنتخب الوطني إلى أندية هؤلاء اللاعبين طالما أنهم يمتلكون الموهبة والمهارة التي يحتاجها للخانة المُحددة، ويكون الاشتراط الوحيد لهذا الاختيار [إضافة إلى الكفاءة والمهارة] أن يكون اللاعب من جنسية منتخب الدولة التي يمثلها، ويقابلها مفهوم المواطنة في النظام العالماني، وعلى مستوى الفرق المحلية يختلف هذا اللاعب مع هذا اللاعب كلٌ حسب ولائه لناديه، ولكنهما في المنتخب الوطني قد يكونا ثنائياً رائعاً؛ وهكذا هي العالمانية: يتم اختيار ممثلي الدولة والبرلمانيين والرئيس والمستشارين وأصحاب القرار بناءً على كفاءتهم السياسية وليس بناءً على ديانتهم أو معتقدهم، يختلف هذا مع الآخر في دينه وفكره، ولكنهما في مهام الدولة وفي سبيل تحقيق مصلحة الدولة ومصلحة الشعب، فإنهما يعملان معاً وفق سياسة واحدة مشتركة. فأيّ دين قد يضمن ذلك؟ هذه هي العالمانية التي أعرفها، والتي أحرص كثيراً على تحقيقها في بلدي، أو أن أرى بلداً عربياً يُطبّقها بشكلها الصحيح.

    إلى هذا الحد فإننا نعلم تماماً أن هنالك إخفاقات كبرى تنتج نظراً لتغليب البعض لمصالحه الشخصية على حساب الفكرة العبقرية للعالمانية، وقد نرى أُناساً يستغلون العالمانية لتحقيق أهداف شخصية، أو ربما نرى أو نسمع عن أشخاص يتكلمون عن العالمانية وهم لا يعرفون عنها سوى اسمها، فيسيئون إليها وإلى جوهرها، وقد تتعرض الفكرة في عمومها إلى إخفاقات نتيجة أخطاء تطبيقية إما لنقص في الخبرة السياسية، أو جهلاً بالأساسات النظرية والفكرية للعالمانية، أو قفزاً على الترتيبات الإجراءات التي يجب أن تتبع في سبيل تحقيق جوهر العالمانية، أو لأسباب أخرى؛ وفي هذا تتفق العالمانية مع غيرها من النظريات والأفكار المدهشة التي أساءت إليها التطبيقات الخاطئة؛ وهانحن نسمع حجج المسلمين الذين ما إن تواجههم بإخفاقات الدولة الإسلامية وعيوبها ومآسيها وإخفاقاتها عبر التاريخ الإسلامي الطويل، حتى يُردد دون انقطاع {العيب في التطبيق وليس في التشريع}؛ فما بالنا نرمي العالمانية في جوهرها ولا ننصفها بأن نرد عيوبها إلى مُطبقيها؟
                  

02-23-2010, 12:47 PM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: هشام آدم)

    هشام آدم

    اولا يجب ان تفرق بين تبسيط العالمانية ( أو الدنيوية ) وبين تبسيط عرضها
    انت ههنا قمت بمحاولة تبسيطها كمفهوم فاختزلتها
    بينما المطلوب منك تبسيط عرضها وشرحها
    اما مفهومها فهو ليس عرضة للشد والجذب بين يدي الممالأة والمعارضة كما يقولون وانما الفيصل في القواميس العلمية الاكاديمية المحكمة والمتفق على علميتها
    فلماذا لا تكلف نفسك فتأتي بمعنى عالمانية من القواميس .
    اقول ذلك لأنك انت وجورج طرابيشي ومحمد اركون تسعون جميعا لتسويقها بالتدليس والاختزال لعلمكم انها في الحقيقة مشروع نقيض للدين جذريا
    العلمانية يا هشام هي بالسوداني كدا معناها: سيبك من الدين. وخلينا في رايي ورايك وبس.
    دا هو افضل وادق معنى لهذه الكلمة .
    بدليل انها مشتقة من كلمة ( العالم ) أي ( الدنيا ) ولذلك فهي ترفض جذريا قبول اي طرح مرتبط ب ( الغيب ) من آخرة ووحي وملائكة وشياطين وحساب وبعث وملأ اعلى وفوق ذلك ترفض الخضوع لاي اوامر أو نواه نازلة من الله تعالى .
    ترفضها ولا تؤمن بها
    يعني تكفر بها جملة واحدة
    هل تستطيع ان تقول عكس ذلك .
    طبعا ستقول لي : العلمانية ليست مهتمة او معنية بالايمان بالغيبيات .
    هذا هروب من المحك وبيت القصيد
    على الأقل يجب ان تواجه استحقاق السؤال التالي:
    هل لا مانع للعالمانية من ان يخضع شخص ما مؤمن بالغيب من ان يخضع آراءه ومواقفه العامة لشروط اوامر الله ونوهيه وهل ستقبل ذلك وتتبناه اذا علمت منطلقاته وعلمت صلاحيته للمجتمع وقبول المجتمع له؟
    أم انه ترفضه لمجرد ان نابع من مصدر غيبي ديني وليس دنيوي ؟
    عموما راجع مراجع وقواميس اهل العالمانية الجد جد وليس خداع طرابيشي واركون اللذين يريدان ان يحصراها في حيز فصل الدين عن الدولة فقط وكأنما هي تسمح لدين غيرها بان تهيمن مبادئه على مجتمع ما

    العالمانية حتى بفهمك المنقوص الذي تحاول ان تروج له عبثا هنا يا هشام تقوم على مبادئ راسخة وثابتة( لا تقل ليست ثابتة ) تقوم على الحريانية والتعددية والمساواة والديمقراطية مثلا
    فلا تستطيع مثلا ان تنفي خضوعها لمبادئ حقوق الانسان ( كشريعة عقائدية راسخة)
    وبالتالي فهي دين
    دين ضد الاديان .
    دين متنزل من العقل/ النفس ليظهره على الدين كله. وليخرج الناس من الظلمات الى التنوير!!
    دين يرى في مبادئه وعلى نحو عقائدي قاطع كل ما تراه الاديان السماوية في نفسها.
    بالمناسبة الاسلام ايضا يرى انه لا تفاضل بين الناس مهما تعددت وتنوعت اعراقهم الا بالتقوى والخضوع لمبادئه
    الشئ نفسه تتقدم به العالمانية نحو البشرية فلا فرق بين الناس مهما تعددوا الا بالحريانية ومجاهدة النفس في سلبيلها كعقيدة بديلة.
    متى تقتنع بهذا؟
    _________________
    الحمد لله وكفى
                  

02-24-2010, 08:29 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    محمد عبد القادر سبيل
    ارجع فاقرأ؛ فإنك لم تقرأ
                  

02-24-2010, 09:23 AM

Shinteer
<aShinteer
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 2525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: هشام آدم)

    ؟؟
    Quote:
    Atonement Curriculum

    الأخ هشام، السلام عليكم ورحمة الله
    ماذا تقصد بالمقتبس أعلاه، الذي يبدو نقيضاً لما ترمي إليه؟

    وشكراً
                  

02-24-2010, 03:39 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: Shinteer)

    الأخ: Shinteer
    تحياتي

    العبارة التي اقتبستها من كلامي هي ترجمة بالإنكليزية لعبارة [المنهج التكفيري] وفيما يلي صورة Zoom In للموطن الذي وردت فيه العبارة:
    Quote: إلا أننا ما نزال نشهد تنامي النهج التكفيري [Atonement Curriculum] وتأصله في العقلية الإسلامية
    حيث [Atonement] تقابل [تكفير] و [Curriculum] تقابل [منهج] وعلى أية حال، فيبدو أنك لستَ بحاجة إلى كُل ذلك طالما أنتَ فهمتَ ما أرمي إليه؛ بدليل قولك:
    Quote: الذي يبدو نقيضاً لما ترمي إليه

    تحياتي
                  

02-24-2010, 09:45 AM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: هشام آدم)

    هشام آدم
    شكرا على التوجيه السليم
    نعم كان لزاما علي ان ارجع فأقرأ مرة ثانية
    وبالفعل وجدت ان العلمانية هي تماما كما تقول :
    Quote: ماهية العلمانيه
    "العَلْمَانِيَّة" ترجمة غير دقيقة، بل غير صحيحة لكلمة "Secularism" في الإنجليزية، أو "Sécularité" أو "laïque" بالفرنسية، وهي كلمة لا علاقة لها بلفظ "العِلْم" ومشتقاته، على الإطلاق. فالعِلْم في الإنجليزية والفرنسية يعبر عنه بكلمة "Science"، والمذهب العِلْمِي، نُطلق عليه كلمة "Scientism"، والنسبة إلى العِلْم هي "Scientific" أو "Scientifique" في الفرنسية، والترجمة الصحيحة للكلمة هي "الدنيوية"، لا بمعنى ما يقابل الأخروية فحسب، بل بمعنى أخص، وهو ما لا صلة له بالدِّين أو ما كانت علاقته بالدين علاقة تضاد.

    وتتضح الترجمة الصحيحة من التعريف، الذي تورده المعاجم، ودوائر المعارف الأجنبية للكلمة:

    تقول دائرة المعارف البريطانية مادة "Secularism":
    "وهي حركة اجتماعية، تهدف إلى صرف الناس، وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة، إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها، وذلك أنه كان لدى الناس في العصور الوسطى رغبة شديدة في العزوف عن الدنيا، والتأمل في الله واليوم الآخر، وفي مقاومة هذه الرغبة طفقت الـ "Secularism" تعرض نفسها من خلال تنمية النزعة الإنسانية، حيث بدأ الناس في عصر النهضة يظهرون تعلقهم الشديد بالإنجازات الثقافية والبشرية، وبإمكانية تحقيق مطامحهم في هذه الدنيا القريبة.

    ويقول قاموس "العالم الجديد" لوبستر، شارحاً المادة نفسها:
    الروح الدنيوية، أو الاتجاهات الدنيوية، ونحو ذلك على الخصوص: نظام من المبادئ والتطبيقات "Practices" يرفض أي شكل من أشكال الإيمان والعبادة.
    الاعتقاد بأن الدين والشئون الكنسية لا دخل لها في شئون الدولة، وخاصة التربية العامة.

    ويقول "معجم أكسفورد" شارحاً كلمة ":Secular"
    دنيوي، أو مادي، ليس دينياً ولا روحياً، مثل التربية اللادينية، الفن أو الموسيقى اللادينية، السلطة اللادينية، الحكومة المناقضة للكنيسة.
    الرأي الذي يقول: إنه لا ينبغي أن يكون الدين أساساً للأخلاق والتربية.

    ويقول "المعجم الدولي الثالث الجديد" مادة "Secularism":
    "اتجاه في الحياة أو في أي شأن خاص، يقوم على مبدأ أن الدين أو الاعتبارات الدينية، يجب ألا تتدخل في الحكومة، أو استبعاد هذه الاعتبارات، استبعاداً مقصوداً، فهي تعني مثلاً السياسة اللادينية البحتة في الحكومة". "وهي نظام اجتماعي في الأخلاق، مؤسس على فكرة وجوب قيام القيم السلوكية والخلقية على اعتبارات الحياة المعاصرة والتضامن الاجتماعي، دون النظر إلى الدين".

    على المستوي السياسي تطالب العلمانية بحرية الاعتقاد وتحرير المعتقدات الدينية من تدخل الحكومات والأنظمة، وذلك بفصل الدولة عن أية معتقدات دينية أو غيبية، وحصر دور الدولة في الأمور المادية فقط. لقد استخدم مصطلح "Secular" (سيكولار) لأول مرة مع توقيع صلح وستفاليا - الذي أنهى أتون الحروب الدينية المندلعة في أوروبا - عام 1648م، وبداية ظهور الدولة القومية الحديثة (أي الدولة العلمانية) مشيرًا إلى "علمنة" ممتلكات الكنيسة بمعنى نقلها إلى سلطات غير دينية أي لسلطة الدولة المدنية.

    والعلمانية هي عموما التأكيد على أن ممارسات معينة أو مؤسسات الدولة ينبغي أن توجد بمعزل عن الدين أو المعتقد الديني. وكبديل لذلك، مبدأ العلمانية تعزيز الأفكار أو القيم إما في أماكن عامة أو خاصة. كما قد يكون مرادفاً لل"الحركة العلمانية". في الحالات القصوى من ايديولوجيا العلمانية تذهب إلى أن الدين ليس له مكان في الحياة العامة.

    في أحد معانيها، العلمانية قد تؤكد حرية الدين، والتحرر من فرض الحكومة الدين على الناس، أن تتخذ الدولة موقفاً محايداً فيما يخص مسائل العقيدة، ولا تعطي الدولة امتيازات أو إعانات إلى الأديان. بمعنى آخر، تشير العلمانية إلى الاعتقاد بأن الانشطة البشرية والقرارات، ولا سيما السياسية منها، ينبغي أن تستند إلى الأدلة والحقيقة بدلاً من التأثير الديني.

    العلمانية هي أيديولوجيا تشجع المدنية والمواطنة وترفض الدين كمرجع رئيسي للحياة السياسية، ويمكن أيضاً اعتبارها مذهب يتجه إلى أنّ الأمور الحياتية للبشر، وخصوصاً السياسية منها، يجب أن تكون مرتكزة على ما هو مادي ملموس وليس على ما هو غيبي، وترى أنّ الأمور الحياتية يجب أن تتحرر من النفوذ الديني،

    المصدر
    http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9

    الا تراني قد ظلمتك ولم احسن فهمك ؟
    فأنت قد ذكرت - بامانة - تلك الجوانب التربوية ومنظومة القيم الايدولوجية التي تدعو وتسعى اليها العلمانية ودعاتها ولم تكتف فقط بمجرد تصوير العلمانية على انها مجرد فصل الدين عن الدولة فصلا اجرائيا بسيطا لتحقيق المساواة بين الناس المساكين!!!
    ياخي
    ياخي
    لا تكتب حتى تقرأ جيدا بحياد ومسؤولية ومن مصادر علمية موثوقة ، مصادر محكمة لا تزين المرفوض لاجل تيسير ابتلاعه من جانب العامة. مصادر تقول الحقيقة كاملة وليس نذرا يسيرا منها ثم التستر على الوجوه المرعبة منها.
    لا تغش الناس
    فالعلمانية ليست مجرد فصل الدين عن الدولة.
    العالمانية معناها الكفر بالدين السماوي ونبذه جذريا كمرجع لأي مشروع وجهة نظر مطروحة ولو في نادي رياضي أو روضة اطفال أو مؤسسة مجتمع مدني ناهيك عن مؤسسات الدولة يا الحبيب!!!
    عايز تبسط شنو وللا تسوق شنو ؟
    قل الحقيقة للناس كاملة فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، ولست عليهم بمسيطر.
    وشكرا
    ________________
    اللهم اهدنا فيمن هديت وتولنا فيمن توليت
                  

02-24-2010, 11:22 AM

عمر سعد
<aعمر سعد
تاريخ التسجيل: 05-31-2007
مجموع المشاركات: 2468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    الاخ هشام ادم قد اتفق معاك فى تبسيطك للعلمانيه واعتبر انه اكثر تبسيط قراته عنها

    ولكنماذا ان صارت العلمانيه هى ديكتاتوريه فى حد ذاتها بان تتمترس خلف انها لا ياتيها الباطل

    من خلفها او من امامها..الا تتحول الا تمترس الدينيين الذين يرفضون اى شى غير ما هو معلوملديهم

    ويعتبرون اى خارج عن مسطره قيم دين محدد عباره عن خروج عن نواميس الكون فتكون ديكتاتوريتهم

    مسنوده بدعم الهى ...

    ونرى من خلال الفتره السابقه تجارب مثل باكستان وايران والسودان كمثال لحكومات دينيه

    قامت فى العصر الحديث ترى كميه الحروب التى دارت نتيجه الديكتاتوريه الدينيه ..وجات بفهم

    قلده بوش فيما بعد من ليس معنا فهو ضدنا ..............

    بهذا ساقت اسواء مثال للحكم الدينى الذى يمكن ان ينشا فى دوله ما ........

    بالمقابل الم ترى قمع الدوله السوفيتيته السابقه لاى نشاط دينى تبشيرى لاى من الاديان

    او محاوله دمج تلك الاديان كمجموع ثقافات فى دوله واحده ومزجها للخروج بثقافه تحترم الجميع

    اليس هذا مثال سئ للعالمانيه فى العالم ...........

    وفى اطار فهم كل مصطلح حسب ظروفه التى افرزته والتى احاطت به السنا محتاجين الى تطوير

    مفهوم العلمانيه بشكل اخر ؟

    الم تكن العلمانيه وليده ظروف فى اوروبا نتيجه حروب دينينه وصراع عنيف اودى بمئات لا لاف

    الى الموت بل الملايين منهم ان كنت دقيق فى تعبيرى ....

    هل ظروف اوربا فى تلك المرحله هى شبيهه بظروفنا الحاليه ام هنالك تقدم وتطور على مستوى

    العقل وتطور العقل البشرىنتيجه تراكم كمى من مراحل كثيره ادت الى وجود عقل جديد

    يحتلف عن ما كان موجود سابقا...........

    ولو تنبه رجال الدين لهذا التطور واخذو بتطوير المفاهيم الدينينه حتى يصير استيعابها

    قريبا الى روح العصر ويسهل فهمها وتبسيطها ..ولكننا نجد مفاهيم اكثر تشددا من ما كان فى

    الماضى يؤدى الى خنق اى تجربه دينينه ولو قامت اى دوله دينينه الان فمصيرها الفشل كما فشلت

    التجارب الثلاث التى سبق ذكرها لان العيب ليس فى الماده بل فى من يقراء الماده ويفهم مقاصدها

    لك الود والاحترام فقد اطلت .
                  

02-24-2010, 03:30 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: عمر سعد)

    محمد عبد القادر سبيل

    أنتَ تُشقي نفسك حيث الواجب ألا تشقيها، من جادلك في معنى العالمانية المعجمي؟ ثم ماذا تريد أن تقول بتلك التعريفات؟ أن العالمانية ضد الدين؟ إذا فهمتَ هذا الفهم فأنتَ بحاجة إلى استعادة مهارات القراءة والاستيعاب، لأن المعنى الذي يجب أن يُفهم مما أوردته هو [العالمانية ضد تسييس الدين] أو بمعنى أقل بساطة [ضد الإدارة الدينية للدولة] لأن الدولة وحُكمها هو شان دنيوي لا علاقة له بالميتافيزيقيا والغيبيات، فهل سمعتَ أو رأيت حكومة تعقد مؤتمراً صحافياً تصرّح فيه بأن اقتصاد الدولة المنهار سوف ينهض بفضل صلوات الأئمة والأخيار؟ أو أن خطط التنمية المستدامة سوف تأتي على أجنحة الملائكة مع نهاية العام المالي؟ ألم تقف في اقتباساتك على ما يلي:
    Quote: الاعتقاد بأن الدين والشئون الكنسية لا دخل لها في شئون الدولة.
    إذا قلتَ أن العالمانية ضد الدين، فهذا بالضرورة يجب أن يعني أن الدولة العالمانية تمنع المواطنين حرية التديّن وحرية الاعتقاد، وتعاقب على ذلك، فهل هذا مطبّق في أيّ نموذج للدولة العالمانية في الغرب مثلاً؟ إذا كانت إجابتك بـ[لا] فلماذا لا تفهم أن المقصود بكثير من الاقتباسات التي سقتها هو رفض تسييس الدين أو إقحامه في مجال حُكم الدولة وأنظمتها السياسية؟ لماذا لا تفهم أن المقصود بها كذلك أنه لا يُمكن السماح بدين أو فكرة واحدة أياً كانت أن يحكم دولة بها تعددية دينية وعقدية؟
                  

02-24-2010, 03:35 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: عمر سعد)

    الاخ هشام
    تحية طيبة
    اتيت هنا لتسجيل اتفاقى بان العلمانية (سواء جاءت اشتقاقا من العالم او العلم ) فهى مرادفة للتعددية ومضادة لمفهوم امتلاك الحقيقة المطلقة
    ولذلك هاجمها كل من حاول ترسيخ فكرة الحقيقة المطلقة سواء اكانت الكنيسة سابقا والتى حاولت فرض تصوراتها (على اساس انها الدين)
    او المودودى والذى نقل عنه سيد قطب فكرة الحاكمية لله وهى تعبير اخر عن امتلاك الحقيقة المطلقة واحتكار التجدث باسم الله وتفسير النصوص الدينينة
    الاسلامية ..
    المشكلة ليس فى الحوار بيننا وبين اهل الاسلام السياسى وفى محاولة تشويههم للمصطلح لانهم ومنذ ايام سيد قطب يخلطون بعمد بين مفهوم العلمانية الصخيخ والمطبق
    فى الغرب والقائم على فصل الدين عن السياسة وبين المفهوم الذى تروج له حركات الاسلام السياسى وهو وصف العلمانية بانها تمثل فصل الدين عن الحياة..
    العمانية حسب معايشتنا لها هنا تعنى ببساطة فصل الدين عن السياسة لانها تعنى ان يتقمص احد الاحزاب الله والمقدس والحديث اسمه وبالتالى احتكار الحقيقة المطلقة وادعاء ان برنامجه السياسى هو (الوحيد) الذى ينطق عن الحق .
    المشكلة ياهشام ان الحوار يتم بيننا وبينهم يتم بشكل (حداثوى مركزى) بمعنى انه يسهل عليهم نشر خطابهم المعلول فى طوكر وعد الغنم بحكم انتشار الامية والفقر، زفى ظل نظام تعليمى فقير وتلقينى يدعم المفاهيم الدينية التلقينية على طريقة (الازهر) ولذلك وجب علينا الانتباه لخطورة خوض المعارك الفكرية على مستوى مركزى ..
                  

02-24-2010, 04:01 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: عمر سعد)

    الأخ: عمر سعد
    تحياتي

    أنتَ تبني آراءك على افتراضات [ماذا إن] و [ماذا لو] والتي تفتح باب تكهّنات آخر أكثر نضارة وإيجابية من تلك التي وضعتها، وبحيث تتساوى الفرضيات تماماً؛ ولكن مبدئياً أقول إنه من المستبعد أن يتحوّل النظام العالماني إلى دكتاتورية، وذلك أنّ النظام العالماني غير منفصل [كما أوضحتُ في المقال] عن الديمقراطية، وبالتالي فهو قائم على التعددية والتي تنفي أو تحد كثيراً من الشمولية وطغيانها. نحن هنا لا نحاول تقديم تبريرات لأنظمة بعينها، فلكل تجربة إخفاقاتها بالضرورة، وحتى النظام السوفييتي لم يكن نظاماً عالمانياً، هذا عائد إلى فهمنا الخاطئ أساساً عن العالمانية، فالعالمانية ليست مرتبطة بالقوى والتيارات اليسارية، وقيام دولة شيوعية لا يعني بالضرورة قيام نظام عالماني؛ وفي اعتقادي فإن الدولة السوفييتية كانت دولة أُحادية الفكرة [الشيوعية] وهو ما يتنافى مع مفهوم العالمانية الديمقراطية التي تقوم على التعددية. أما عن تطوير مفهوم العالمانية فهو بالتحديد ما يُسعدنا سماعه من مفكرين ومثقفين [محليين] ولو أنك أعدتَ قراءة المقال مرّة أخرى لوقفت على قولي هذا:
    Quote: كل هذه العوامل ساعدت كثيراً في بناء حاجز صلد تجاه فهم العالمانية واستيعابها؛ هذا إضافة إلى إشكاليات العقلية العربية أو الشرقية عموماً والتي تعاني من الخور والهزال الفكري حائلةً بذلك دون فهم واستيعاب القضايا الفكرية، وبالتالي إمكانية تناول هذه المفاهيم والتنظير لها وإعادة صياغتها، وكذلك عمليات التوفيق اللازمة لتطبيقها غير بعيد عن المنظومة الثقافية والاجتماعية، وهذه بالتحديد هي إشكالية المفكر العربي الذي يحاول كثيراً تطبيق نظريات وأفكار الغير دون أن يُقدم إسهامات فعلية حول موائمة هذه الأفكار والمفاهيم مع البيئة الاجتماعية بكل مكوناتها وعناصرها، فالعقلية العربية هي عقلية مستهلكة وليست منتجة في الأساس

    فأنا –على هذا- أدعم رأيك، وأراه ضرورة موضوعية للغاية، ولكنني أتساءل [وأنتَ من يطرح فكرة إعادة التنظير للعالمانية] كيف لك أن ترفض العالمانية من حيث كونها وليدة ظروف تاريخية موضوعية لا يُمكن تعميمها، ثم تطالب رجال الدين بمحاولة إعادة بعث المفاهيم الدينية؟ لماذا لا يتوجّب على العالمانيين الشيء ذاته؟ لماذا لا نحاول أن نعالج جوانب القصور في هذا المنهج مستفيدين من التجارب السابقة ومعتمدين على عناصر مجتمعنا والتي تتلاءم مع حاجاتنا الحياتية وتنسجم وواقعنا التعددي؟ على العموم بإمكاننا إيساع الموضوع بالنقاش، غير مغفلين الفوقية التي يفترضها دين بعينه على بقية الأديان وعلى بقية الأفكار والمعتقدات الأخرى؛ هذا إن أردنا التأصيل لمجتمع حُر ديمقراطي متعدد.

    تحياتي



    ++

    (عدل بواسطة هشام آدم on 02-24-2010, 04:01 PM)
    (عدل بواسطة هشام آدم on 02-24-2010, 04:02 PM)

                  

02-24-2010, 05:58 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: هشام آدم)

    هناك قضية اخرى مهمة كان قد طرحها د. حامد ابوزيد حول مفهوم النص ولستخدام التطور الذى احدثه سوسير والاخرين فى اللغويات (ودور الثقافة) لكن تلك قصة اخرى كما يحلو للمرحوم الطيب صالح القول..
    المهم ايضا هو استخدام العلمانية كمرادف (للعقل ) فى التعامل مع التراث الفكرى الاسلامى وهو منهج كان قد ارساه عميد الادب العربى عليه رحمة الله فى كتابه الشهير فى الادب الجاهلى حينما كشف عن استخدام مفاهيم اسلامية متقدمة واسقاطها على التاريخ الجاهلى فى محاولة ايجاد سند لبعض الفرق الاسلامية فى صراعها اللاحق ويمكننا هنا الاشارة الى استخدام العباسيين لعبد الله ابن عباس فى ايجاد مشروعية من خلال اسناد العديد من الاحاديث اليه رغم ان الاخير كان عمره عشر سنوات فقط حينما توفى الرسول صلى الله عليه وسلم ..
    يمكن استخدام المنهج الذى حاول الدكتور طه حسين ترسيخه بالرجوع الى مفهوم السنة المشحون بالمفاهيم الايديولوجة بعد عصر التدوين والايحاء بان معاذ بن جبل حين اوفد الى اليمن كان يقصده عندما تحدث عن اتباعه سنة رسول الله اذا لم يجد نصا يحكم به علما بان معاذ بن جبل رضوان الله عليه كان يشير الى الحكم القضائى وليس الحكم بمعناه السياسى كما كان المنهج الذى درسناه فى التربية الاسلامية يحاول ان يرسخه ..تمّ اسقاط مفهوم السنة بمعناه الذى تأسس لاحقا على واقعة معاذ بن جبل ..
    هذا الاستخدام للعقل هو المطلوب الان للتعامل مع التاريخ العربى الاسلامى ب (تاريخية) وهو ما يخشاه اهل الاسلام السياسى تماما بحكم انهم اضافوا قداسة مطلقة على ذلك التاريخ وعلى مفهوم السنة واضافوا قداسة على النبوة مما ساهم فى مصادرة التجربة الحياتية والخبرات اليومية للناس والتى كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد عبّرعنها تحت جند (شؤون دنياكم ) وقد قصد أهل الاسلام السياسى ان يعيش الناس على (اجماع فقهى نظرى) تأسس وفقا لعقلانية شكلية استخدمت المنطق اليونانى السيوقراطى القديم فى تدعميم مشروعيتها (اى قبولها )..

    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 02-24-2010, 10:32 PM)

                  

02-24-2010, 06:32 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20360

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: طلعت الطيب)

    *
    وإن كنت أفضل أستعمال ( علمانيه ) على ( عالمانيه ) , وليس ذلك لاسباب أكاديميه وإنما هى ما درجت
    اليه ألسنة الناس طالما أن المقام هو إيصال مفهوم تبسيطى .. وكى لا يتبادر للذهن المتحفز فى الضد منها محاولات الهروب والالتفاف حول المفهوم ..

    سلام يا هشام وشكرا ..
                  

02-24-2010, 08:01 PM

عمر سعد
<aعمر سعد
تاريخ التسجيل: 05-31-2007
مجموع المشاركات: 2468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: محمد حيدر المشرف)

    Quote: كيف لك أن ترفض العالمانية من حيث كونها وليدة ظروف تاريخية موضوعية لا يُمكن تعميمها، ثم تطالب رجال الدين بمحاولة إعادة بعث المفاهيم الدينية؟ لماذا لا يتوجّب على العالمانيين الشيء ذاته؟ لماذا لا نحاول أن نعالج جوانب القصور في هذا المنهج مستفيدين من التجارب السابقة ومعتمدين على عناصر مجتمعنا والتي تتلاءم مع حاجاتنا الحياتية وتنسجم وواقعنا التعددي؟ على العموم بإمكاننا إيساع الموضوع بالنقاش، غير مغفلين الفوقية التي يفترضها دين بعينه على بقية الأديان وعلى بقية الأفكار والمعتقدات الأخرى؛ هذا إن أردنا التأصيل لمجتمع حُر ديمقراطي متعدد.

    تحياتي


    الاخ هشام ادم تحياتى

    ما الذى اوحى اليك باننى لا اؤيد العلمانيه .....

    نسبه لما اقتبسته فوق لنيكونهنالك حوار اذا لم يتاتى تنظير على المستوى الدينى يجعل من التفاهم

    سبيل لاقناع الاخرين ..والفوقيه التى يفترضها رجال الدين بامر فوقى يخاطبون به البسطاء وغير البسطاء

    فى محاوله لتغييب العقل لن يتطور المفهوم الموحد للكل اذا لم نسعى لتطوير العلمانيه وايضا

    تطوير الفهم الدينى للذين يتمترسون خلف كتابات سيد قطب وابوالاعلى المودودى والترابى

    الاسلام السياسى ...رغم عدم ايمانى بهذا المصطلح وتلك قضيه اخرى .

    واتفق معك على توسييع ماعون القراءه المنهجيه للعالمانيه وتطويرها

    ولتبدا بذلك حيث اقترح ورشه عمل لذلك لتلاقح الافكار وتطبيقها على ارض الواقع للتدرج بالواقع

    من ربقه سيطره الفهم الدينى المتحجر .......

    كن بخير فانا اعانى منالكيبورد ولا يعين على الكتابه

    دم بخير

                  

02-24-2010, 09:49 PM

حاتم علي
<aحاتم علي
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: عمر سعد)

    تحياتي يا أخ هشام آدم لك و لضيوفك

    أود التعليق على تعريف وكيبيديا الذي اتى به الاخ سبيل ، فمن المعروف ان وكيبيديا مصدر مفتوح للمعرفة بمعنى انه يمكنني كتابة ما أشاء ، و لا استبعد ان التعريف اعلاه منحول

    يعرف معجم التاريخ البريطاني المنشور بواسطة جامعة اكسفورد العلمانية كالتالي :

    Quote:
    secularism was the word adopted by George Jacob
    Holyoake in the early 1850s to describe a system of morals and social action shaped exclusively by this-worldly considerations, irrespective of religious beliefs. The word was derived from the secular education movement for the complete separation of religious teaching from other forms of education.

    ---------------------------------------------------------------
    A Dictionary of British History | 2004 | JOHN CANNON | © A Dictionary of British History 2004, originally published by Oxford University Press 2004. Copyright
    --------------------------------------------------------------


    و ترجمة هذا الكلام (من عندي):

    Quote: العلمانية هي الكلمة التي اعتمدها جورج يعقوب Holyoake في 1850 في وقت مبكر لوصف نظام للأخلاق والعمل الاجتماعي للافراد على شكل دنيوي - من الدنيا - حصرياً بغض النظر عن معتقداتهم الدينية. وكانت كلمة مشتقة من حركة علمانية التعليم على فصل كامل للتعليم الديني من غيره من أشكال التعليم.
    ---------------------------------------------------------------
    A Dictionary of British History | 2004 | JOHN CANNON | © A Dictionary of British History 2004, originally published by Oxford University Press 2004. Copyright


    أما فيما يختص جذر الكلمة نفسها هل هي علمانية أو عالمانية (بفتح العين في كل) فأحيلك الى حوار إسلام أون لاين مع جورج طرابيشي "العلمانية مطلب إسلامي"!!

    Quote: كلمة العلمانية التي لم تأتنا من الغرب كما تتهم، ويتهموننها أنها كلمة عميلة للغرب؛ فالعلمانية جزء أساسي من التراث العربي، فهي موجودة في قلب التراث، وولو رجعت إلى "ابن المقفع المصري" في القرن الرابع الهجري الذي استعمل هذه الكلمة دون أن يشرحها في كتابه "مصباح العقل" مما يعني أنه لم يكتبها ويحدث بها، فهي معروفة لدى الناس، فالعلماني هو بالنسبة لابن المقفع المصري القبطي "من ليس راهبا" أي من ليس رجل دين.

    وكلمة علماني ليست من "العلم" فلا نقول عِلمانية بكسر العين، ولكن علماني بفتح العين أي من "العالم" .

    إذن الكلمة ليست جديدة في التراث العربي، ولم تستورد في القرن التاسع عشر أو العشرين كما يقال، بل هي موجودة في هذا التراث العربي المسيحي، والذي هو جزء من التراث العربي الإسلامي، وهو في حاضرته، وليس منفصلا عنه.


    لقراءة حوار إسلام أون لاين مع جورج طرابيشي كاملاً أضغط هنا
                  

02-24-2010, 10:06 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: حاتم علي)

    الأخ هشام
    حاولت قراءة المقال كلمة كلمة متوقفا عند ما تريد قوله و أول ما استوقفني كلامك عن تنامي الفكر التكفيري و محاولتك لتوضيح ما تريد بإضافة مصطلح إنجليزي (Atonement Curriculum) حاولت جاهدا أن أفهم هذا المصطلح و ما يعنيه حتى أتمكن من متابعة القراءة فعجزت عن ذلك. هل لك أن تنورنا بمعناه و من أين استقيته؟
                  

02-24-2010, 10:19 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: Elawad)
                  

02-24-2010, 10:47 PM

محمد النيل
<aمحمد النيل
تاريخ التسجيل: 10-08-2009
مجموع المشاركات: 5899

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: حاتم علي)

    Quote: فهل سمعتَ أو رأيت حكومة تعقد مؤتمراً صحافياً تصرّح فيه بأن اقتصاد الدولة المنهار سوف ينهض بفضل صلوات الأئمة والأخيار؟ أو أن خطط التنمية المستدامة سوف تأتي على أجنحة الملائكة مع نهاية العام المالي؟
    ولن تسمع ياخ هشام
    لان اذا حدث ماذكرته فى الكوت اعلاه
    فان ذلك سيكون ضد الدين نفسه قبل ان يكون ضد العلمانية
    الاشياء الدنيوية من تخطيط وعمران وادارة الدولة هناك امر ربانى واضح فى شأنه (وامرهم شورى بينهم)
    وتوجهات نبوية لاحصر لها تدعو للعمل وكسب العيش (كان داوود يأكل من عمل يده)
    عمر بن الخطاب: (ان السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة)
    ابوبكر الصديق فى بيان بالعمل وبعد ان اصبخ خليفة:
    كان ذاهبا للسوق ليتكسب ببيع بعضا من ذبيحته فاوقفه عمر وطلب منه ان يهتم بشئون الدولة
    موضحا له بان ذلك فى جد ذاته عمل يؤجر عليه من بيت مال المسلمين.
    الاسلام يا هشام
    توازنٌ بين الايمان الغيبى والواقع الدنيوى
    المسحية افشل محرفيها هذا التوازن فكانت العلمانية لهم بديلا
    لهم هم وليس لنا نحن المسلمون
    لكى تكون هناك علمانية فى السودان حسب فهمك اللفظى او الفكرى او التطبيقى لها
    يجب ان تمسح الاسلام نهائيا من قلوب السودانيين كما تمسح ذاكرة الهارد ديسك وتعمل ليه ويندو جديد
    ولن يحدث ذلك لان الفايروس بروتكشن والاسباى وير تبعهم (الايمان) ما زال قويا ( رغم انحطاط الحكم الانقاذى الذى شوه كثيرا من المفاهيم والقيم الاسلامية)
                  

02-25-2010, 07:28 AM

عوض محمد احمد

تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 5566

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: محمد النيل)

    هشام
    سلام و مودة

    البعض هنا يخلط بين العلمانية و الديمقراطية
    فيضربون امثلة عن دول علمانية دكتاتورية
    العلمانية ليست سوى ادارة الشان العام وفق ما يرى الناس بعيدا عن اجكام دينية صمدية
    و مطلقة و ملزمة غض النظر عن اى متغيرات طرات على نصوص عمر بعضها الاف السنين
    و هى وجدها (اى العلمانية) ليست كافية لصنع الدولة الراشدة.فهناك قيم الحرية و المساواة و القضاء العادل النزية و احترام حقوق الانسان. فقد شهد العالم دولا (علمانية) كانت من اسوا الدول مثل المانيا النازية و ايطاليا الفاشية و غيرها
    العلمانية ضرورة لا غنى عنها, اذ تضمن ادارة الشان العام بعيدا عن اى تحيز او تمييز يكال فريق من (الاخرين)
                  

02-25-2010, 08:07 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: عوض محمد احمد)

    بدءاً شكراً للأخ هشام ابتداره لهذا المبحث الهام، والذي أرى أنه من أنسب ما ينبغي أن يدور حوله الحوار في هذه الفترة التي يطغى عليها النشاط الحزبي الانتخابي المحموم، وفي سبيل تهيئة جميع الفرقاء أنفسهم للقبول بالآخر إذا أتت به صناديق الاقتراع!
    ثمّ أبدأ من قول الأخ سبيل:
    Quote: يجب ان تفرق بين تبسيط العالمانية (أو الدنيوية) وبين تبسيط عرضها
    انت ههنا قمت بمحاولة تبسيطها كمفهوم فاختزلتها
    بينما المطلوب منك تبسيط عرضها وشرحها
    اما مفهومها فهو ليس عرضة للشد والجذب بين يدي الممالأة والمعارضة كما يقولون وانما الفيصل في القواميس العلمية الاكاديمية المحكمة والمتفق على علميتها
    فلماذا لا تكلف نفسك فتأتي بمعنى عالمانية من القواميس!
    في رأيي أنّ الأخ سبيل يتحدث عن السياق التاريخي (الأوربّي) الذي نشأت فيه العالمانية، والذي كان سياقاً طغى عليه الخلاف والنزاع والصراع بين الدين المسيحيّ كما جسدته مؤسسة الكنيسة في العصور الوسطى، وبين القوى الجديدة التي نشأت بحكم تطور حركة المجتمع الأوربي، والتي كان (العلمُ) شعارَها الكبير في تلك المعركة!
    ولا ينبغي أن ننسى أن الثقافة الإسلامية كانت حاضرة في ذلك الصراع، متمثلة في ابن رشد أو أبي حامد الغزالي وغيرهما من أعلام الفكر الإسلامي، وذلك من خلال فريق (العالمانيين) أو(العلمانيين).
    فالعلمانية والعالمانية في ذلك السياق كُتب عليها أن تكون محاربةً للدّين عموماً، من خلال محاربتها للفكر الديني السائد آنذاك!
    ثم يقول الأخ سبيل:
    Quote: اقول ذلك لأنك انت وجورج طرابيشي ومحمد اركون تسعون جميعا لتسويقها بالتدليس والاختزال لعلمكم انها في الحقيقة مشروع نقيض للدين جذريا!
    الفهم البسيط الذي قرره الأخ هشام للعالمانية، هو من قبيل استخلاص العبرة من تلك التجربة كلّها، فبهذا المعنى: العلمانية حالة من التطور والنضج توصّلت إليها الحضارة الإنسانية المعاصرة، عبر تجاربها المريرة، وعلى ما أظن لا يرى الأخ سبيل بأساً في الفكرة المبسطة التي عرضها الأخ هشام لمفهوم العالمانية، فهي تكاد تكون تطبيقاً بدهيّاً لمقتضى العدل والإنصاف، ولكن سبيل يقول: هذه ليست العالمانية! فهل نتحدث عن مشكلة في المصطلح والمفهوم تحول دون تقرير معانيه على أرض الواقع!
    وأذكر أنّ الحوار حول هذا المفهوم، من دون استخدام نفس الاسم بالضرورة كان محوراً يفرض نفسه، في تاريخنا المعاصر ابتداءً من تجربة تطبيق ما يسمى بالقوانين الشرعية في زمن نميري (سبتمبر 1983م) إلى أن برزت حكومة الإنقاذ في ساحة المشهد السياسيّ، وكان يفرض نفسه علينا في مجالسنا الصغيرة في (الشعبية بحري) على هامش مآتمنا وأفراحنا، حيث كان للإخوة أنصار الجبهة الإسلامية الغلبة وعلوّ الصوت، ولكن كنت أسألهم أو أنبههم إلى أنّ الرابط الذي يربط بيننا وبين أهل جنوب السودان، ليس سوى هذا التراب الواحد، فنحن وهم فيه سواء، لا يجوز أن نفرض عليهم ما يرون أنه يعبر عن اعتقادنا الخاصّ!
    المهم، إلى هذه النقطة أجدني متّفقاً مع الأخ هشام فيما قرره، ولكن أجد أنه مسبّقاً غير متّفقٍ معي، وغير متّفقٍ مع أيّ فكرة تأتي من جهة (التيار الديني) حتى إذا كانت تؤيد الفهم الذي ذكره للعالمانية!
    لكني أرى ضرورة البحث عن مصطلح خالي من تلك الحمولات التاريخية التي يحملها مفهوم العلمانية أو العالمانية!
    على أيٍّ أكتفي بهذا القدر في هذه المداخلة، حتى أسمع من الأستاذ محمد عبد القادر سبيل، ومن الأخ هشام!
    =========================================================
    ملحوظة:
    كتبت هذه المداخلة والبوست في بداياته قبل أن يدلي الإخوة الأفاضل بدلائهم وإضاءاتهم للموضوع، وأرجو أن أتمكن لاحقاً من الاطلاع عليها!
                  

02-25-2010, 07:48 AM

Shinteer
<aShinteer
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 2525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: محمد النيل)

    أزعم أنني فهمت ما ترمي إليه. لذلك أجد أن كلمة Curriculum لا معنى لها في هذا السياق، وAtonement تُلغي معنى التكفيري الذي أردتَه. أرجو تصحيحي إن كنت مخطئاً، فربما لهاتين الكلمتين معانٍ أخرى لا أعلمها.

    وشكراً

    (عدل بواسطة Shinteer on 02-25-2010, 07:54 AM)

                  

02-25-2010, 08:12 AM

محمد النيل
<aمحمد النيل
تاريخ التسجيل: 10-08-2009
مجموع المشاركات: 5899

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: Shinteer)

    ان اختلفت المعانى او صادفت المقصود
    فهدف هشام واحد وواضح هو:
    لا للاسلام فى الحكم او غيره
                  

02-25-2010, 08:40 AM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: محمد النيل)

    الاستاذ هشام آدم
    السلام على من اتبع الهدى
    تكرمت بالكتابة تقول لي:
    Quote: أنتَ تُشقي نفسك حيث الواجب ألا تشقيها، من جادلك في معنى العالمانية المعجمي؟

    وأين تلتمس المعاني فيما هو مصطلح عليه ، اين مظانها اذا اعيانا الجدال ؟ هل في اساليب اتباع الهوى والتدليس والخداع ووجهات النظر المغرضة؟ أم في المرجعيات المحترمة والمجمع عليها؟
    وتقول:
    Quote: ماذا تريد أن تقول بتلك التعريفات؟ أن العالمانية ضد الدين؟ إذا فهمتَ هذا الفهم فأنتَ بحاجة إلى استعادة مهارات القراءة والاستيعاب، لأن المعنى الذي يجب أن يُفهم مما أوردته هو [العالمانية ضد تسييس الدين]

    دع عنك مهاراتي ، ولكن المعنى الذي تفرض علينا الاقتناع به ( تقول يجب ان يفهم !!) وهو ان العالمية ضد تسييس الدين ) يبدو لي مثل ان تقول : البشير ليس ضد الصادق المهدي في شئ، ولكنه فقط يزيحه ليجلس مكانه! هههه اضحك الله سنك .
    او كما صور الكاريكاتور يوما ، ان الراكب الذي جلس في مقعد سائق الحافلة - فيما سبق عهد الانقاذ- هو ليس ضد السائق ، لأن بوسعه ان يبحث ( بحرية كاملة ) عن اي مقعد آخر او حتى حافلة اخرى كما يشاء دون ان يتدخل احد في شؤونه الخاصة!!!
    ياخي العلمانية عقيدة قائمة على مبادئ ثابته ومنهاج معياري يلفظ الدين وينفيه من اي مجتمع ويجعله حبيس الاقفاص فقط ويسمي ذلك حرية الاديان : حبيس القفص الصدري وقفص المحراب . واوعك تفتح خشمك بكلام عن الله ورسوله قدام الناس ، في مدرسة او نادي رياضي او جمعية تعاونية او برلمان حتى لو كانوا الناس ديل كلهم مسلمين !! فهذا ممنوع ، حرام ، جريمة ضد الدستور واعتداء على الحرية العامة !!!
    ياهي دي العلمانية . كان غالطتنا لبكرة.
    وتمضي في العجب العجاب من الفهم والتصورات المسطحة فتقول:
    Quote: لأن الدولة وحُكمها هو شان دنيوي لا علاقة له بالميتافيزيقيا والغيبيات، فهل سمعتَ أو رأيت حكومة تعقد مؤتمراً صحافياً تصرّح فيه بأن اقتصاد الدولة المنهار سوف ينهض بفضل صلوات الأئمة والأخيار؟

    نعم ، كثير من غير العلمانيين صرحوا بان الاقتصاد الغربي المنهار ، سببه الربا ( سمه انت الفوائد المبالغ فيها ان شئت ) ولكنه الربا ، ويمكننا القول ان الاقتصاد المنهار بسبب الفوائد الربوية يمكنه ان ينهض بفضل تطبيق اوامر الله عز وجل بمنع الربا حسب تفصيل الائمة الاقتصاد الاخيار..
    هكذا يتم التطبيق يا استاذ وليس بان نقيم صلاة الجنازة من جانب الأئمة كما يحلو لك ان تسخر.
    وتقول بلا امانة في النقل :
    Quote: ألم تقف في اقتباساتك على ما يلي:
    Quote: الاعتقاد بأن الدين والشئون الكنسية لا دخل لها في شئون الدولة.

    الاقتباس المشار اليها مبتور عمدا من جانبك
    لماذا؟
    لأن باقي الفقرة يؤكد انك تلتف على حقيقة العلمانية وتجعلها فقط مجرد فصل اجرائي بين الدولة وامر الله تعالى في الشأن العام ، بينما هي نظام تربوي وايدولوجية تطال كل القيم السلوكية العامة حتى خارج المؤسسات السياسية
    الجملة كاملة هي كالتالي :
    Quote: الاعتقاد بأن الدين والشئون الكنسية لا دخل لها في شئون الدولة، وخاصة التربية العامة.

    لماذا حذفت الجزء الخاص بالتربية ؟ هل لشئ آخر سوى خداعنا واخفاء الجوانب الاخلاقية والقيمية للعلمانية؟
    وتتفضل بالقول:
    Quote: إذا قلتَ أن العالمانية ضد الدين، فهذا بالضرورة يجب أن يعني أن الدولة العالمانية تمنع المواطنين حرية التديّن وحرية الاعتقاد، وتعاقب على ذلك، فهل هذا مطبّق في أيّ نموذج للدولة العالمانية في الغرب مثلاً

    صدقني
    لو كان العلمانيون يقدرون على ضبط مافي الصدور ومنعه لمنعوا حرية الاعتقاد ، ولكن ذلك شئ في ( الغيب ) الذي يحاربون شروطه وتعاليمه
    ولكن لأن الحجاب والنقاب من مقتضيات الدين المتجسدة في الواقع وبالامكان ضبطها ومنعها ، فقد فعلوا وهاهي فاتيكان العالمانية ( فرنسا ) تمنع الحجاب ولا تعتبره ممارسة حرية دينية او حتى حرية لبس ما يشاء
    فقط لأنهم علموا ان المسلمة تلبس ذلك بسبب ما جاء من الله تعالى وليس من هواى نفسها لذلك حاربوها وضيقوا عليها ومنعوها.
    فالله الذي يجب ان يطاع عند متطرفي دين العلمانية هو العقل/ النفس فقط وليس الحي القيوم خالق السماوات والارض .
    وتجازف فتقول:
    Quote: لماذا لا تفهم أن المقصود بها كذلك أنه لا يُمكن السماح بدين أو فكرة واحدة أياً كانت أن يحكم دولة بها تعددية دينية وعقدية؟

    لو كان هذا ممكنا، لوافق العلمانيون على الا يشترطوا تطبيق العلمانية في دولة ليس فيها تعدد ديني عقيدي ( الصومال مثلا )
    فهل لا مانع عند اركون وطرابيشي وفرنسا وامريكا ان تحكم الصومال بالشريعة الاسلامية اذا ارتضاها الشعب الذي ليس فيه تعدد ديني ولا مذهبي؟
    كلا ، ستجتاحها امريكا بواسطة اثيوبيا العالمانية
    فليس السبب في فرض العقيدة العلمانية على البشرية هو طلب حل مشكلة تناقض حقوق وخيارات المواطنين اذا كانوا من نوازع عقيدية شتى ( فهذه كلها ذرائع ووسائل ترويج وابهار )، وانما المقصود بالذات هو تطبيق دين مادي قائم على عقيدة مستقلة، تستعلي على الاديان السماوية، تطردها من الحياة العامة وتنفيها من نظم التربية والتعليم والقوانين والمرجعيات الاخلاقية والثقافية وكل ما يجمع ثلاثة نفر وينظم علاقاتهم، وبعد ذلك تحل بديلا عنها، وبالقوة اذا دعت الضرورة. بدعوى ان في ذلك مصلحة الشعوب واخراجها من الظلمات الى النور.
    ياهي دي العالمانية يا ابن آدم مهما صرخت او صدحت لتغير صورتها بغية تمريرها.
    على مين.
    _______________
    الحمد لله رب العالمين
                  

02-25-2010, 10:07 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    الأخ: طلعت الطيّب
    تحياتي

    أُحييك على مداخلتيك المستنيرتين اللتين استطاعتا وضع اليد على صلب المُشكلة، وفي اعتقادي الخاص فإن المُشكلة تكمن في [الخطاب العالماني] نفسه، ففي حين يستطيع الإسلام السياسي توصيل أفكاره المشوّهة [ليس عن العالمانية فقط؛ بل حتى عن الإسلام] بكل يُسر وسهولة حتى في الأرياف والقرى النائية رغم الفقر والأميّة والجهل؛ فإن الخطاب العالماني يبقى عصّياً على التداول إلا على مستوى النخب، ومن أجل هذا فإنه يصعب على إنسان الشارع البسيط أن يستوعب فكرة العالمانية خارج الإطار المشوّهة الذي يُقدّمه له الخطاب الديني التلقيني كما تفضلّت بالذكر. وأزعم أن أزمة الخطاب العالماني نابعة من أمرين: أولهما لغة الخطاب؛ وهذه المشكلة متناسلة من الأزمة التي يعيشها المثقف العربي والمتمثلة في الهوّة بينه وبين الشارع، وبالتالي فإن أيّ مساهمة في سبيل التنوير بقضايا العالمانية ومشكلاتها فإنه يتم بلغة نخبوية عصيّاً على الفهم والتداول، وثانيهما هيمنة العاطفة الدينية والتي استغلها الإسلامويون بتوجيهها ضد الأفكار الدخيلة والتي تمس مصالحهم بطريقة مباشرة بحيث يصعب معها تداول فكرة [متهمة بالفكر ومعاداة الدين] دون أن تخضع إلى معيار العاطفة الدينية والتي تعمل على إقصاء وإلغاء الفكرة نهائياً. وأعتقد أنه ما لم نستطع تدارك هذين الأمرين فإنه لن يتاح لنا التبشير بالعالمانية ونشر ثقافتها على الشكل الصحيح، وسوف نظل على الدوام سائرين في نفق مظلم لا نهاية له.

    مودتي واحترامي
                  

02-25-2010, 10:08 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: هشام آدم)

    العزيز: محمد حيدر مشرّف
    تحياتي

    أشكرك على متابعة هذا البوست، ولو أني كنتُ أتوقع منك مشاركة؛ لاسيما وأنتَ أحد المستنيرين الذين يُمكن التعويل عليهم في نشر ثقافة العالمانية وشرحها وتبسيطها، والمشاركة الفاعلة في التنظير لمشكلاتها وأزماتها الراهنة على المستوى المحلي.

    كن بخير
                  

02-25-2010, 10:09 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: هشام آدم)

    الأخ: عمر سعد
    تحياتي

    في الحقيقة استوحيت فكرة رفضك للعالمانية من هذه الجُمل من مداخلتك:
    Quote: ولكنماذا ان صارت العلمانيه هى ديكتاتوريه فى حد ذاتها بان تتمترس خلف انها لا ياتيها الباطل

    من خلفها او من امامها
    Quote: بالمقابل الم ترى قمع الدوله السوفيتيته السابقه لاى نشاط دينى تبشيرى لاى من الاديان

    او محاوله دمج تلك الاديان كمجموع ثقافات فى دوله واحده ومزجها للخروج بثقافه تحترم الجميع

    اليس هذا مثال سئ للعالمانيه فى العالم ...........
    على العموم أعتذر عن الفهم الخاطئ

    مودتي
                  

02-25-2010, 10:11 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: هشام آدم)

    الأخ: العوض
    الأخ: Shinteer
    تحياتي

    ترتفع نسبة احتمالات وقوع الشخص الذي يسير على حافة ضيّقة ويكون وقوعه مُبرراً ومفهوماً، ما لا يمكن أن يكون مُبرراً أو مفهوماً هو أن يقع شخص يسير على أرض ممهدة ومتسعة! سؤالي إليك: بصرف النظر عن رأيك في الترجمة واحتمالات اختلافنا عليه، فما هو رأيك في مادة المقال وفحواه؟

    مودتي
                  

02-25-2010, 10:12 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: هشام آدم)

    محمد عبد القادر سبيل
    تحياتي

    من قبل تناقشنا وتجادلنا حول فكرة [الدولة] و [المجتمع] والفارق بينهما، أنتَ تخلط عن عمد [أو عن جهل] بين هاتين الفكرتين فتقول:
    Quote: ياخي العلمانية عقيدة قائمة على مبادئ ثابته ومنهاج معياري يلفظ الدين وينفيه من اي مجتمع
    وهذا كلام غير صحيح على الإطلاق، ولا يوجد عليه دليل على الإطلاق، وأنا هنا أطالبك بإيراد نموذج لـ[دولة عالمانية ديمقراطية تعددية] ترفض الدين في المجتمع وتمنع مواطنيها من ممارسة شعائرهم أو الاحتفال بمناسباتهم الدينية. وفقط لتصحيح المعلومة التي أوردتها في قولك:
    Quote: لماذا حذفت الجزء الخاص بالتربية ؟ هل لشئ آخر سوى خداعنا واخفاء الجوانب الاخلاقية والقيمية للعلمانية؟
    فالإجابة ببساطة لأنني لا أتفق مع الجزء المبتور من الجُملة، فالعالمانية لا تناقش قضايا التربية والأخلاق والقيم، بل هي تناقش قضايا [إدارة الدولة]، ولكَ أن تصدّق أو لا تصدّق؛ فلن أُضطر إلى فلق دماغك لإقناعك بما أقول. فقط يهمني أن أُصرّح بأمر أجد أنه يتم تدويله هنا؛ فأنا [بشكل شخصي] ضد الدين، وأعتبره جهلاً ونزوعاً إلى الخرافة وابتعاداً عن العقلانية والعِلم، ولكن يظل هذا الأمر منحىً شخصياً لا يُمكن أن يؤثر على فهمنا العام للعالمانية من حيث هي نظام لإدارة الدولة وليس لإدارة القناعات الشخصية.

    تحياتي
                  

02-25-2010, 12:03 PM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: هشام آدم)

    هشام
    Quote: من قبل تناقشنا وتجادلنا حول فكرة [الدولة] و [المجتمع] والفارق بينهما، أنتَ تخلط عن عمد [أو عن جهل] بين هاتين الفكرتين فتقول:
    Quote: ياخي العلمانية عقيدة قائمة على مبادئ ثابته ومنهاج معياري يلفظ الدين وينفيه من اي مجتمع

    وهذا كلام غير صحيح على الإطلاق، ولا يوجد عليه دليل على الإطلاق، وأنا هنا أطالبك بإيراد نموذج لـ[دولة عالمانية ديمقراطية تعددية] ترفض الدين في المجتمع وتمنع مواطنيها من ممارسة شعائرهم أو الاحتفال بمناسباتهم الدينية

    نعم هنالك فرق بين الدولة والمجتمع
    فالدولة هي مؤسسة ادارة المجتمع بنظم وقوانين محددة .
    بينما المجتمع هو : ملتقى الافراد في ظل علاقات مائجة فيما بينهم تنظمها الدولة
    فلا دولة بلا مجتمع والعكس ليس صحيحا
    ولكنك انت الذي لا تفطن الى ان هنالك مستوى اخر للمشكلة : الفرد والمجمتع
    فقد تقول لي ان الدولة العالمانية لا تمانع من اعتناق الفرد لدين من الاديان فهو في ذلك حر، بشرط الا يبقى مضمون ما يعتنقه ويتبعه فرديا لا يعمله على اي تجمع للافراد ، ولو كان تجمعهم هذا جمعية زراعية او مدرسة ابتدائية او نادي رياضي ، فالدولة تتدخل لتنظيم العلاقات والمرجعيات التي تضبط وتسير نشاط وعلاقات اي تجمع فيما بين افراده انفسهم وليس فقط علاقتهم بالدولة اقول تتدخل لتفرض عليهم في ذلك شروطا وقوانين تستبعد الدين تماما وتستعيض عن تعاليمه بقوانين عالمانية.
    يعني المجتمع هو تجمع الافراد لهدف عام يجمعهم ، العلمانية تمنع ان تكون مرجعية ادارة هذه الاهداف دينية بحال.
    ويكفي ان نقول ان الدولة في حال العالمانية تنفي تعاليم الدين عنها لنقول بالتالي انها تنفيه عن المجتمع، طالما ان الدولة هي مؤسسة ادارة المجتمع .
    ولكي ايسر لك فهم الأمر سأضرب مثلا بمؤسسة الاسرة مثلا
    فهي مجتمع وليس دولة أليس كذلك
    حسنا، في النظام العالماني سوف لن يكون مقبولا ان تقتسم هذه الاسرة ميراث والدها المتوفى على اسس عقيدتها ، اللهم الا عن طريق التمرد على قوانينها.
    وكذلك لا تسمح العالمانية بأن ينال ابناء المسلمين تربية وتعليما على اسس عقيدتهم. وهكذا يتم فصل المجتمع بقوة القوانين عن خيار الدين حتى على المستوى الشخصي ، اللهم الا اذا اجتهد الافراد اجتهادات تتحايل على القوانين الرسمية او تروضها من اجل المحافظة على قيمها وهويتها الروحية، واما كحق تتبناة الدولة وتدعمه فلا.
    العالمانية تريد ان تهيمن وتشيع وحدها، وما تسامحها مع من اراد ان يحتبس بدينه في القفصين اياهما، الا كتسامح الاسلام مثلا مع الكتابيين في كنفه، فلهم الخيار والانطواء فقط وليس الصعود والعزة.

    وازاء قولك عن الدين انه جهل وتخلف وما الى ذلك فأقول ان في ذلك سوء تصرف وعدم احترام للناس ، وهو نوع من عدم الذوق
    لأنه لو كان خيارا عميقا متزنا لما جاهرت وتباهيت به لتصدم مشاعر من حولك وتصفهم باتباع الجهل.
    _________________
    لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
                  

02-25-2010, 01:12 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    Quote: ولو كان تجمعهم هذا جمعية زراعية او مدرسة ابتدائية او نادي رياضي ، فالدولة تتدخل لتنظيم العلاقات والمرجعيات التي تضبط وتسير نشاط وعلاقات اي تجمع فيما بين افراده انفسهم وليس فقط علاقتهم بالدولة اقول تتدخل لتفرض عليهم في ذلك شروطا وقوانين تستبعد الدين تماما وتستعيض عن تعاليمه بقوانين عالمانية. يعني المجتمع هو تجمع الافراد لهدف عام يجمعهم ، العلمانية تمنع ان تكون مرجعية ادارة هذه الاهداف دينية بحال. ويكفي ان نقول ان الدولة في حال العالمانية تنفي تعاليم الدين عنها لنقول بالتالي انها تنفيه عن المجتمع، طالما ان الدولة هي مؤسسة ادارة المجتمع .
    ولكي ايسر لك فهم الأمر سأضرب مثلا بمؤسسة الاسرة مثلا فهي مجتمع وليس دولة أليس كذلك حسنا، في النظام العالماني سوف لن يكون مقبولا ان تقتسم هذه الاسرة ميراث والدها المتوفى على اسس عقيدتها ، اللهم الا عن طريق التمرد على قوانينها. وكذلك لا تسمح العالمانية بأن ينال ابناء المسلمين تربية وتعليما على اسس عقيدتهم. وهكذا يتم فصل المجتمع بقوة القوانين عن خيار الدين حتى على المستوى الشخصي
    ?????????
    محمد عبد القادر سبيل

    الدولة تمثلها المؤسسات الحكومية: [وزارات – سفارات وغيرها] وهي تعمل على مستويين: [1] تنظيم العلاقات الداخلية [الدولة + المواطنين] و[2] تنظيم العلاقات الخارجية [الدولة + الدول الأخرى]، وما يهمنا هنا هو التنظيم الأول المرتبط بالعلاقات الداخلية. في الدولة العالمانية الديمقراطية فإن هذه المؤسسات تمثل السُلطة أو فلنقل [يد السُلطة] وهي في أساسها مقتسمة بين أحزاب وتيارات من مختلف الاتجاهات من أقصى اليسار المتطرف إلى أقصى اليمين المتطرّف.

    المجتمع يمثله مؤسسات المجتمع المدني: [نقابات – منظمات وغيرها] وهي تعمل على مستويين: [1] تنظيم العلاقات الداخلية [المجتمع + الأفراد] و[2] تنظيم العلاقات الخارجية [المجتمع + الدولة] وما يميّز مؤسسات الدولة عن مؤسسات المجتمع المدني هو استقلالية الأخيرة، بحيث يكون لكل حزب أو تيار فكري نشاطاته ضمن ما هو متوافق مع برامجه أو أيديولوجيته، في الوقت الذي لا توجد هنالك أيديولوجيا محددة تحكم مؤسسات الدولة إلا [الدستور] الذي يتشارك في صياغته وإقرار كافة الطوائف والألوان السياسية والعقدية.

    [FULL STOP]

    ++ مشكلتك هي أنك لا تفرّق بين [الدولة] و [المجتمع] من ناحية، وبين [المؤسسات الحكومية] و [مؤسسات المجتمع المدني] منا حية أخرى.

    إنشاء مدارس تحفيظ قرآن، أو مدارس إنجيلية، أو مدارس إلحادية، أو مدارس مختلطة أو مدارس منفصلة، إنشاء بنوك إسلامية أو بنوك ربوية، إنشاء معاهد للموسيقى، أو مساجد أو كنائس، إنشاء كليات لتدريس الشريعة الإسلامية أو كليات لاهوت، أو معاهد للبحث العلمي .... إلخ هذا كله لا شأن للدولة به، فهي تدارس خلال مؤسسات المجتمع المدني عبر مستواها التنظيمي الثاني [تنظيم العلاقات الخارجية – مع الدولة] لتمرير المصالح والأجندات الخاصة بها، فترفع هذه المشاريع إلى الدولة عبر النواب والممثلين إلى البرلمان وتتم إجازته هناك؛ حيث الدستور الذي يكفل حرية التديّن وحرية الممارسات الدينية؛ فدستور الدولة العالمانية لا يمنع إقامة المدارس الدينية: [مسلمة – مسيحية – يهودية – بوذية – هندوسية – سيخية] أو أيّ دين آخر، كما أنه لا يمنع على الإطلاق من أيّ ممارسة للشعائر الدينية، فدستور الدولة العالمانية يضمن توفير الحريات والحقوق لكل فئات المجتمع؛ طالما كانت هذه الحقوق غير متعدية على الغير سواء كان هذا الغير هو كيان الدولة أو بقية قطاعات المجتمع المدني؛ إذن فممارسة الدين داخل الدولة العالمانية مسموح به ومكفول ومحمي بموجب دستورة الدولة وقانونها، ولكن بحيث لا يُمكننا القول بأن هذه الدولة دولة دينية، فليس هنالك مرجعية دينية يُمكن الاعتماد عليها في صياغة القانون أو الدستور، وإنما المرجعية الوحيدة هي [المصلحة العامة] المبنية على الإجماع أو قرار الأغلبية.

    أمّا بخصوص رأيي الشخصي في الدين والمتديّنين؛ فلك أن تعلم أن [المجاهرة] تعادل [حرية الرأي]، ولا يُمكنك أن تدعي حرية التديّن والاعتقاد ثم تحجر حق [المجاهرة]، لأن هذه المجاهرة حتى على مستوى الفهم المضاد الذي تمثله أنت، فإنه يُعادل حق التبشير والدعوة إلى الإسلام دون أن تعتبر أن حق الدعوة إلى دينك قد يُمثل صدماً لمشاعر الآخر، وعدم احتراماً لهم.



    ++

    (عدل بواسطة هشام آدم on 02-25-2010, 02:06 PM)

                  

02-25-2010, 03:07 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: هشام آدم)

    Quote: أُحييك على مداخلتيك المستنيرتين اللتين استطاعتا وضع اليد على صلب المُشكلة، وفي اعتقادي الخاص فإن المُشكلة تكمن في [الخطاب العالماني] نفسه، ففي حين يستطيع الإسلام السياسي توصيل أفكاره المشوّهة [ليس عن العالمانية فقط؛ بل حتى عن الإسلام] بكل يُسر وسهولة حتى في الأرياف والقرى النائية رغم الفقر والأميّة والجهل؛ فإن الخطاب العالماني يبقى عصّياً على التداول إلا على مستوى النخب، ومن أجل هذا فإنه يصعب على إنسان الشارع البسيط أن يستوعب فكرة العالمانية خارج الإطار المشوّهة الذي يُقدّمه له الخطاب الديني التلقيني كما تفضلّت بالذكر. وأزعم أن أزمة الخطاب العالماني نابعة من أمرين: أولهما لغة الخطاب؛ وهذه المشكلة متناسلة من الأزمة التي يعيشها المثقف العربي والمتمثلة في الهوّة بينه وبين الشارع، وبالتالي فإن أيّ مساهمة في سبيل التنوير بقضايا العالمانية ومشكلاتها فإنه يتم بلغة نخبوية عصيّاً على الفهم والتداول، وثانيهما هيمنة العاطفة الدينية والتي استغلها الإسلامويون بتوجيهها ضد الأفكار الدخيلة والتي تمس مصالحهم بطريقة مباشرة بحيث يصعب معها تداول فكرة [متهمة بالفكر ومعاداة الدين] دون أن تخضع إلى معيار العاطفة الدينية والتي تعمل على إقصاء وإلغاء الفكرة نهائياً. وأعتقد أنه ما لم نستطع تدارك هذين الأمرين فإنه لن يتاح لنا التبشير بالعالمانية ونشر ثقافتها على الشكل الصحيح، وسوف نظل على الدوام سائرين في نفق مظلم لا نهاية له.



    الفاضل هشام ادم
    اشكرك على التفضل بالتعليق على مداخلاتى بهذا الشكل الايجابى وهذا الاتفاق .. ويبدو ان الحوار فى هذا البوست الموفق يكون اكثر فعالية لو انتقل الى مناقشة كيفية التعامل مع مشكلة هذا معطياتها :-
    - انتشار الجهل والفقر والمرض فى اوساط شعبنا مما يعيق عملية (التنوير) اعاقة بالغة
    - هيمنة المفاهيم السلفية على القطاعات الحديثة التى من المفترض ان تقوم بدور رائد فى هذه العملية التنويريرية نفسها
    - يرتبط بالعامل الثانى سيادة التعليم البنكى التلقينى ، هيمنة سياسة التعريب التى انتهجتها الانقاذ وغياب الديمقراطية وثقافة حقوق الانسان..
    ولان النصوص لامركزية ، بمعنى ان اختلاف مستويات المتلقى الثقافية ، فان بقاء التعامل مع النص بشكل مركزى شىء مضر بالتوير والتوعية
    الاصرار فى تقديرى على استخدام الكلمة نفسها والتى لحق بها تشويه كبير من قبل المثقف المتعطش للقوة والهيمنة (المثقف الشمولى) مع وجود تراث معيق لاصلاح المفاهيم الدينية ومؤسسات تعمل على تكريس الهيمنة ، فانه لابد من اعادة اختبار ادواتنا المفاهيمية وطرقنا فى التعامل مع المشكلة خاصة وان الانقلاب فى علم اللغويات قد اوضح بما لايدع مجالا للشك الارتباط النفسى والثقافى بين الدال (اللفظ للتبسيط) والمدلول (المقصود المعنى وذلك للتبسيط ايضا)
    أعود انشاء الله
                  

02-25-2010, 03:26 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: طلعت الطيب)

    لا نماري في أن الانتخابات التي يقبل عليها السودانيون في أبريل المقبل هي بلا شك خطوة تاريخية مهمة، ستحدد وترسم الخارطة السياسية للبلاد لأجيال قادمة، وستكشف طبيعة التحولات التي شهدتها البلاد منذ آخر انتخابات شهدتها البلاد في عام 1986. وقد كانت تلك الانتخابات كشفت بدورها عن ملامح وطبيعة التحولات التي شهدتها البلاد منذ انتخابات عام 1986، خاصة فيما يتعلق بصعود التيار الإسلامي وتراجع دور الأحزاب الوطنية الكبرى (مع احتفاظها بالصدارة)، والكسوف شبه الكامل لقوى اليسار والكتل العلمانية، مع احتفاظها بدور سياسي "فوق انتخابي" ما زالت تحتفظ به إلى اليوم.
    التوصيف اعلاه لعبد الوهاب الافندى فى مقاله اليوم فى سودانايل .. اتفق مع هذا التوصيف دون مكابرة
    دعونا نبدأ من هذا الاعتراف بضعفنا ، لنبدأ من هنا البداية الصحيحة ما دمنا نعتقد باننا اصحاب حق
    المقال موجود فى هذا الرابط

    http://www.sudaneseonline.com/index.php?option=com_content&vi...7-09-18-28&Itemid=55
                  

02-25-2010, 03:59 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: طلعت الطيب)

    بدأت بقراءة المداخلات من البداية، فكانت هذه المداخلة التي أؤكد فيها
    على ما سبق أن ذكرته في مداخلتي الأولى:
    قال هشام:
    Quote: مما لاشك فيه أن مفهوم العالمانية [Secularism] هو من أكثر من المفاهيم غموضاً وتهويماً ضمن عدد من المفاهيم السياسية والفكرية الأخرى؛ لاسيما مع ما يتعرّض له هذا المفهوم من محاربة وتشويه كغيره من المفاهيم التي تم تشويهها !
    هذا الغموضُ والتشويه بعضُه مرتبط بحقيقة المفهوم ذاته، الذي تخلق في سياق التجربة الأوربية والصراع المرير فيها بين الكنيسة والعلماء، ولذلك فإنّ هذا المفهوم أضحى مُحمّلاً بتلك المعاني التي يصرّ عليها الأخ سبيل، وأنا أتفق مع الأخ هشام أنّ هذا المفهوم على أيّة حال يحتاج مقاربة جديدة تخلّصه من آثار ذلك الصراع المرير، بل من آثار سطوة الكنيسة ومحاكم التفتيش التي لا زالت تشكل شبحاً وبعبعاً مخيفاً لكلّ من يتمثّل تاريخ تلك الفترة، ويجد نفسه رغماً عنه وبدافعٍ من فطرته الإنسانية منحازاً إلى معسكر العلم لا إلى معسكر رجال الدّين!
    وكذلك أتفق مع هشام في أنّ المفهوم البسيط الذي عبّر عنه هو المعنى الباقي من تلك التجربة الإنسانية الطويلة، ولكن ليس لازماً، بل من الواجب أن يتّخذ اسماً جديداً يفارق به تلك الرواسب والآثار السلبية العالقة بمفهوم العلمانية أو العالمانية من فترة تكوّنه.
    ويقول هشام:
    Quote: يأتي ظهور التيار الإسلامي المعتدل الداعي إلى حوار الأديان ونبذ العنف كنتيجة حتمية لهذه الأحداث ظاهرةً طارئة!
    وفي الواقع: هذه التصنيفات النمطية تحتاج مزيدَ درسٍ واستقصاء، إذ إنها لا تعبّر عن الحقيقة، فهناك من التيارات الإسلامية الموصوفة بالمرونة من تجاوز حدود الدين، واتخذ نصوصه حصان طروادة لغزو المجتمع التقليديّ، كما أن هناك من التيارات الموصوفة بالتطرف والتشدد من يُمسك بثوابت أصيلة في الإسلام يدافع عنها بلا هوادة في وجه المُميّعين لها!
    فالمطلوب هنا من الجميع: إجراء بحوث علمية معمّقة لاكتشاف حقيقة الإسلام، من نصوصه الشرعية، لا رجوعاً إلى مرجعيّة بعينها أو تأويلٍ خاصّ، ولكن استناداً إلى ذلك الكتاب العربيّ المبين، ودراسته في ضوء النصوص النبوية الصحيحة.
    وللأسف العلمانيون أصلاً لا يهتمون بهذا المبحث المنهجي، وكذلك التيارات الإسلامية التقليدية السلفية أو الصوفية ليس عندها ما يدفعها لمثل هذه الدراسة، فالحقيقة عند التيار السلفي هي ما تقرر كتب السلف، وأنه لا مجال لفهم معنىً آخر غير ما فهموه، وإن كان الامر يتعلق بواقعٍ آخر وعصر مختلف!
    ولذلك فإن حديث هشام عما أسماه بـ (وجود نصوص مطاطية قابلة للتأويل والتفسير حسب المصلحة) هو ادعاء عريض لم يقم بجهدٍ يذكر من أجل اختبار مدى مصداقيّته وحقيقته!
    يقول هشام:
    Quote: ومما لاشك فيه أن نظرية المؤامرة المتجذرة في الفكر الديني الإسلامي ساعدت كثيراً في ترسيخ هذه الصورة المغلوطة عن العالمانية، وأصبح الأمر ملتبساً للغاية حتى باتت العالمانية العدو الأول للإسلام والمسلمين والذي أصبح الجهاد ضده في مقام الواجب المقدّس.
    نطرية المؤامرة في الإسلام لها مبرراتها الشرعية، كما لها مبرراتها الواقعية، ولكن النقد ينبغي أن يتوجه إلى من يتخذ الأمر عندهم صورة الفوبيا، ويمنعهم من كلّ تفاعل أو تعامل مع الآخر!
    و -على ما أظن- الالتباس المشار إليه سببه الأساس هو النشأة المعروفة لمفهوم العلمانية في خضم ذلك الصراع، فصار بحاجةٍ إلى تخليص من ركام تلك المرحلة وشوائبها، وأظن هشام قد أشار إلى هذا المعنى لاحقاً.
    فأقول: لا ينبغي أن نعفي كلا الاتجاهين من المسؤولية المشتركة، لا أقول تجاه فهمٍ صحيح لمفهوم العلمانية، ولكن تجاه عدم إنضاج مفهومٍ واقعيٍّ بريءٍ من تلك الالتباسات يتوافق عليه الفرقاء، ويجعلونه عاصماً من الفتنة والاحتراب.
    كثير من العلمانيين العرب اعتنقوا العلمانية لا باعتبارها خلاصة للتجربة الإنسانية المعاصرة، لكن بحسبانها أحد منتجات العالم الغربيّ المادّي الذي بهرهم بحضارته التقنية الهائلة، وبالمقابل استشعر كثيرٌ من الإسلاميين هذه الروح الدافعة لهؤلاء العلمانيين، فكان ذلك الجدال المحتدم وحوار الطرشان!
                  

02-25-2010, 04:11 PM

محمد النيل
<aمحمد النيل
تاريخ التسجيل: 10-08-2009
مجموع المشاركات: 5899

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: طلعت الطيب)

    Quote: إنشاء كليات لتدريس الشريعة الإسلامية
    عشان يعملوا بيها شنو؟
    زينة؟
    يختوها فى المتاحف؟
    ول مضيعة زمن؟
                  

02-25-2010, 04:55 PM

عمر سعد
<aعمر سعد
تاريخ التسجيل: 05-31-2007
مجموع المشاركات: 2468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: طلعت الطيب)

    المحترم الاخ هشام

    Quote: الأخ: عمر سعد
    تحياتي

    في الحقيقة استوحيت فكرة رفضك للعالمانية من هذه الجُمل من مداخلتك:
    Quote: ولكنماذا ان صارت العلمانيه هى ديكتاتوريه فى حد ذاتها بان تتمترس خلف انها لا ياتيها الباطل

    من خلفها او من امامها

    Quote: بالمقابل الم ترى قمع الدوله السوفيتيته السابقه لاى نشاط دينى تبشيرى لاى من الاديان

    او محاوله دمج تلك الاديان كمجموع ثقافات فى دوله واحده ومزجها للخروج بثقافه تحترم الجميع

    اليس هذا مثال سئ للعالمانيه فى العالم ...........

    على العموم أعتذر عن الفهم الخاطئ

    مودتي


    خارج النص تحسست مسدسك قبل ان ترى المقبل من الخيانه او اصحاب البطل .....

    نقد تجربه يحسب انها عالمانبه ليس عيبا ولن يستقيم الحال ان لم نبدا بالانا ثم الانت ثم الهم

    واعتقد جازما ان لم يتطور الخطاب الدينى والفهم الدينى المستنير وغير المنقلق لن تجد ارضيه

    تحاور خصبه كما يقال كمن تؤذن فى مالطا .....

    اتفق مع كلام الاخ طلعت كثيرا واتفق مع ملخص ما قلته له فى ردك عليه وهى تبسيط الاشياء

    للعامه اتعتقد ان الدين اخذ وقتا قصيرا ليكون مفهوما لللعامه ؟

    ثانيا ما ابتدرت به كلامى فى اذا او لو وهى افتراضات كما قلت قصدتها فى كلامى حتى افتح نفاجات

    كثيره للحوار حين تجاوبنى عليها ساتيك بكم من الافتراضات ..

    والافتراض هو محاكاه لما سيقع او استباق فكره يخطرت لى ويمكن ان تخطر على اخرين.
                  

02-25-2010, 09:08 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: عمر سعد)

    Quote: اتفق مع كلام الاخ طلعت كثيرا واتفق مع ملخص ما قلته له فى ردك عليه وهى تبسيط الاشياء

    للعامه اتعتقد ان الدين اخذ وقتا قصيرا ليكون مفهوما لللعامه ؟


    العزيز عمر
    التقدير لهذا الاتفاق الذى اعتز به
    مواصلة الحوار فى هذه القضية مهم كما تعلمون
    نشكر الاخ هشام صاحب البوست عليه
    واتمنى ان نجد الوقت للمفيد
    نقد الخطاب الاسلاموى الاصولى وحده لا تكفى اذ اتفق فى اهمية طرق الاستنارة فى فهم الدين
    لا اعتقد بامكانية تحقيق مشروع للنهضة لا يقوم على اصلاح المفاهيم الدينية بشكل مقنع ومعاصر
                  

02-26-2010, 05:26 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: طلعت الطيب)

    Quote: و -على ما أظن- الالتباس المشار إليه سببه الأساس هو النشأة المعروفة لمفهوم العلمانية في خضم ذلك الصراع، فصار بحاجةٍ إلى تخليص من ركام تلك المرحلة وشوائبها، وأظن هشام قد أشار إلى هذا المعنى لاحقاً.

    موقف التنوير الاوروبى يقوم على نقد الكنيسة ومحاولة فرض تصوراتها الدينية على الناس وقد كان موقفها المؤسس على الانحياز للاقطاعيين ومباركتها للظلم الاجتماعى مركز ذلك النقد كما يعلم الجميع .. لكن نقد التنوير على الرغم نت مشروعيته ارتكز على الاهتمام ب(السببية) لدرجة التقديس والعبادة مما افقدها التفكير العقلانى الى حد كبير.. النازية والشيوعية تعتبر احد نتائج ذلك الصراع..
    يهم هنا الى الاشارة الى موقف سيد قضب من ذلك التاريخ والصراع بين الكنيسة والاستنارة وموقفه الغير امين والذى كان قد اشار اليه تحت عنوان (الخصام النكد)
    اعود الى ذلك الموقف انشاء الله وذلك لاهميته البالقة حيث تأسست عليه كل خزعبلات الاسلام السياسى
                  

02-27-2010, 12:15 PM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: طلعت الطيب)

    Quote: وإنما المرجعية الوحيدة هي [المصلحة العامة] المبنية على الإجماع أو قرار الأغلبية.


    السيد هشام آدم

    حسنا وماذا اذا أقرت الاغلبية انتهاج الشرع الديني في ادارة العمل العام ، هل سترضى قوى العالماني كما ارتضت في الجزائر اثر فوز الاسلاميين أم سترضى كما ارتضى الشعب الصومالي اثر حكم المحاكم الاسلامية؟
    يا اخي العالمانية دين لا يرضى بأقل من ان تهيمن مبادئه وحدها على الدولة وعلى المجتمع ولا بأس بعد ذلك من ان يتدين اي فرد في حدود نفسه وخاصته فقط دون هذه ( المجاهرة ) التي تدعو انت الى كفالتها .
    وبعدين ياخ
    ارجو اسأل اي شخص جوارك : ما هو المجتمع ؟
    عشان كدا ما ممكن ياخ
    المجتمع ليس هو مؤسسات المجتمع المدني يا هشام يا آدم
    المجتمع يعني الافراد حينما يتفاعلون معا ( تتفاعل اراؤهم وافكارهم وانشطتهم الاقتصادية ومطالبهم وحاجاتهم ومصالحهم ومشاعرهم واجسادهم وسلوكياتهم الخ )
    بس دا ياهو المجتمع يا ابن الحلال.
    اما ان تكون له مؤسسات مجتمع مدني او مؤسسات مجتمع عسكري فهذا شئ آخر .
    وتقول لي مشكلتك وكا مشكتك؟!!
    مشكلتي انا
    ياخي السوق مجتمع
    فريق الكورة مجتمع
    الاسرة مجتمع
    موقف المواصلات مجتمع
    المدرسة الابتدائية مجتمع
    وكلها خاضعة لادارة الدولة وفرض قوانينها
    عشان كدا بقول لك الدولة هي مؤسسة ادارة المجتمع بقوانين معلنة.
    كل ما اجتمع تلاتة للتفاعل ( تجارة أو صناعة ، او شكلة أو توزيع ميراث او الخ ) الدولة بتقول ليهم تعالوا هنا دا شنو؟
    هذا هو معنى ادارة الدولة لشؤون المجتمع.

    تصورك بان الدولة لا تتدخل في شؤون المجتمع وان الذي ينظم علاقاته هو فقط منظمات المجتمع المدني تصور اقل ما يوصف به هو انه محزن ومخيف!.
    كيف تكون ممن يتصورون ببراءة ان الدولة تدير بقوانينها فقط العلاقة الداخلية بين مؤسساتها من جهة والعلاقة الخارجية مع الدول الاخرى من جهة ثانية!!!
    الدولة العالمانية تسن القوانين الوضعية وتفرضها بالقانون على كل المجتمع والما عاجبو يشرب من البحر
    كل نشاط اجتماعي يجب ان يخضع لعين وسمع وقرار الدولة يا هشام يا آدم
    بل ان الدولة العالمانية الفرنسية بدأت تلاحق الأفراد في خصوصياتهم ففرضت منع اي متحجبة من دخول المدرسة للتعلم او التعليم حتى تنزع حجابها لتتزيا بالزي الديني العالماني وهو السفور والتحرر.
    فلا تعد لتقول لي ان الدولة العلمانية تكفل الحرية للجميع أو تقول انني لا افرق بين الدولة والمجتمع
    مافيش دولة بدون مجتمع دي هسع دايرة ليها درس عصر؟
    _________________
    الحمد لله وكفى
                  

02-28-2010, 06:53 AM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    Quote: وكذلك أتفق مع هشام في أنّ المفهوم البسيط الذي عبّر عنه هو المعنى الباقي من تلك التجربة الإنسانية الطويلة، ولكن ليس لازماً، بل من الواجب أن يتّخذ اسماً جديداً يفارق به تلك الرواسب والآثار السلبية العالقة بمفهوم العلمانية أو العالمانية من فترة تكوّنه.

    الاستاذ صلاح عباس فقير
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اعتذر عن تأخر الرد اولا
    ولقد لحظت ان معالجاتك معمقة وجذابة ونبيهة وتستحق الاهتمام
    وتجدني اتفق معك ازاء مفارقة مفهوم العلمانية الاصولي ومفهومها الذي يدعو اليه الآن بعض قادتنا السياسيين الذين يقعون في منطقة وسطى بين حمى الاسلام ومشارف تخوم العلمانية ومن هؤلاء السيد الصادق المهدي عبر دعوته نحو الدولة المدنية
    هشام آدم وامثاله كثر ممن نبذوا الاسلام ذاته واعلنوا ذلك جهارا،هؤلاء من الصعب ان تعتبرهم دعاة لشئ آخر سوى العلمانية الاصولية ( ان جاز لي التعبير )
    ذلك لأنهم يرون الخطاب الديني برمته ظلاما وتخلفا حتى على المستوى الشخصي.
    ولا يغرنك انتقادهم للحركات الاسلاموية بوصفها ضارة بصورة الدين ، فهم بذلك انما يحاربون الدين بالدين وغرضهم ليس تنقيته من شوائب النفوس العكرة وارث التجارب الخاطئة، وانما يقصودون تصفيته نهائيا واقصائه من حيز التأثير على اي قرار ولو كان فرديا يتوجه نحو العام . وحجتهم ان الدين لا يمكن ان يكون الا على نحو ما جاء في صورة اضرار فقط على يد الاسلامويين!!.
    الآن
    دعني ابني على ما تطالب به من مصطلح جديد يتخلص من تبعات الارث العالماني الأوربي المعادي للدين المناقض لأسسه ولأسس العدالة وحقوق الانسام في آن معا.
    ولنحاول اطلاق مصطح ( الدولة المدنية ) مثلا على هذا النمط البديل.
    ولنعمد الى تقرير الملامح الاساسية التي يمكن ان تسم هذه الدولة وتميزها عن الدولة الثيوقراطية من جانب والدولة العالمانية المتعسفة من جانب ثان.
    ليتك تسمي لنا ملامح هذه الدولة المدنية ( اذا شئت ان تسميها كذلك ) المتخلصة من ارث العدوان.
    من ناحيتنا سنقول:
    * انها ستعتمد مبادئ الحرية والديمقراطية والتعددية والمساواة في ادارة الشأن العام وفي الدستور وبقية القوانين المتخصصة ( نمط ليبرالي ).
    حسنا..
    ما الذي يجعل هذا النموذج غير معاد للاسلام في الصميم؟
    انا اعتقد انه سيكون مجرد مرحلة اخرى من مراحل العالمانية هي اكثر مخاتلة ومراوغة بينما تتفق تماما مع العالمانية الكلاسيكية في الهدف الذي هو : اقصاء خطاب الدين ومرجعايته من الشأن العام جميعا ( سواء كان على مستوى الدولة او المجتمع ).
    يعني : دين ما معانا.
    وفي الحقيقة فلقد حاولت دون جدوى لفت النظر من قبل بمواجهة هشام هذا وغيره غير قليل ممن حاوروني حول الموضوعة ذاتها ههنا الى ان ما لا يفطن له العلمانيون في مجتمعاتهم المسلمة هو ان الاسلام ليس كالمسيحيةلناحية التطبيق والاتباع ، وذلك لان شريعته شديدة الحضور وبالوسع تحديدها وتعيين مقتضياتها ومتطلباتها التي تلزم بها اتباعها، وفي هذا الأطار يجب ان نشير الى ان شريعة الاسلام ليست امرا يمكن حصره على الفرد كما المسيحية .
    فالمسلم يكف فورا عن ان يكون مسلما ويخرج عن الملة في حال حصره لتطبيق الاسلام على نفسه دون الدخول بدينه وتطبيقه على نفسه وسط مجتمعه حسب مقتضى الحال ووسع النفس.
    فمثلا خذ اركان الاسلام :
    * ( شهادة الا اله الا الله وان محمدا رسول الله ) يجب ان تعلن امام الملأ ، واما من اتبع ابويه في ذلك فانه يعلن انتماءه لجماعة/ مجتمع المسلمين من خلال صلاة الجماعة فهي بمثابة اشهار واعلان لاسلامه. وهذا الأمر ضروري ويترتب عليه اشياء كثيرة مثل تزويجه ومشورته وتوليته امور الناس واخذ الزكاة منه والصلاة عليه ميتا ودفنه في مقابر المسلمين واشراكه في امور المسلمين قاطبة
    *الصلاة في المسجد وسط المجتمع ويقال ان قول المولى سبحانه وتعالى ( وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ {البقرة:43}) يوجب الصلاة في جماعة، وصلاة الجمعة لا تصح الا في جماعة ، والعيدين والاستسقاء.
    * صوم رمضان وان بدا شخصيا الا انه يرتبط باعلان ولي الأمر/ الامام لبدء شهر الصيام ونهايته فالصيام فعل فردي مرتبط بالجماعة والافطار اليومي يتم عبر الاذان وهو اعلان جماعي وكذلك السحور موحد
    * الزكاة في الاصل يجمعها ولي الأمر ومن حقه استخدام القوة في ذلك ، وهي تؤخذ من الاغنياء لترد على الفقراء في المجتمع المسلم بواسطة ولي الأمر ( الدولة ) ولها اسس وصنوف ( مصارف الزكاة ) فلا يمكن ان تماس هذه الشعيرة ( الركن ) على مستوى الفرد فقط.
    * الحج جماعي
    كل ذلك عن الاركان.
    وعلاوة على ذلك فان شريعة الاسلام قد افترضت على المسلم صنوفا من التعاليم الاخرى التي يتحتم عليهم اتباعها على المستوى العام ولا يمكن ان نكون منصفين حينما نطالبه بانتهاك تعاليم دينه لصالح الدولة المدنية مثلا او الوحدة الوطنية!!، فهو حينئذ سيترك نصف دينه الذي هو عصمة امره والذي خلق لأجله قال ربنا عز وجل ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) ويبقي على النصف مضحيا برضى الله عز وجل عنه الذي لا ينال بنصف استجابة ونصف طاعة كما هو معلوم .
    ومن النصف الذي تطالب الدولة المدنية ( العادلة!!) بتركه لصالحها:

    - ولاية الأمر للمسلم في مجتمع المسلمين قال تعالى ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ ).

    - الشورى ( وامرهم شورى بينهم ).

    - ولاية الرجل على المرأة ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض ) ونصيب المرأة من ميراث قريبها ان استحقته يعادل نصف نصيب رصيفها من الذكور، وكذلك الشهادة في المحكمة. كل ذلك فيه الزام وامر صريح فرضه الله في القرآن ، فكيف نطالب المسلم بمخالفته عمدا التماسا للمدنية والمعاصرة أو كيف نطالبه بان يطبق ذلك في خاصة نفسه حتى لا يتأثر المجتمع؟!!!

    - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، على اسس دينية تجمعها( تقوى الله ) وذلك يطال ولي الأمر واتباعه واعضاء البرلمان والوزراء والموظفين جميعا يتعين على المسلم المخلص امرهم بالرجوع الى الله عز وجل في قراراتهم بحيث لا تخالف شرعه ( اقم الصلاة وامر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الأمور.) ( ان الانسان لفي خسر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)

    - الدين المعاملة : اي معاملة الآخرين على اسس دينية ومن ذلك شريعة التجارة والاجارة والعقود والعهود والقروض والشراكة ووجوه النشاط الاقتصادي جميعا.

    - برامج التربية والتعليم يجب ان تقوم على مبادئ وثقافة الايمان والشريعة والاسلامية ولا تنافيها( المدارس والجامعات ) : ( واذا قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم .. ) علموا اولادكم كذا وكذا ، ( قوا انفسكم واهليكم نارا) ، كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، مروا اولادكم بالصلاة على سبع واضربوهم عليها على عشر وهذه ( سبع وعشر ) سن المدرسة ، الخ

    - التزام الاعلام بمبادئ الشرع ازاء الغيبة والبهتان واثارة الفتنة والغلو والكذب واشاعة الفاحشة والطعن في العقيدة وتعظيم المخلوق الخ. هنالك شريعة بهذا الخصوص يمكن استخلاصها باخلاص وامانة.

    - تحريم المال الذي فيه ربا أو شبهة حرام، ومن ذلك الرواتب المتأتية من تحصيل اموال ربوية او من استثمار الدولة لآموالها في نظام صيرفي ربوي عمدا ، فاذا علم المسلم بذلك ويستطيع تحاشيه فانه ملزم بتحاشي اكل مال الربا والحرام فورا ، اللهم الا ان يكون مكرها من جانب الدولة أو المؤسسة العالمانية.

    - الحكم بما انزل الله في المحاكم ( ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون ).

    - الجهاد في سبيل الله ردا للعدوان ضد الاسلام والمسلمين.

    وغير ذلك كثير كثير من شرائع الاسلام الواجبة الاتباع على المستوى العام، فليس من الانصاف والعدل ولا من دواعي الحرية ان ( نفرض ) على المسلم التخلي عنها ونبذها من حياته العامة لصالح الدولة المدنية التي لا تتعد حصته منها سوى مدة عمره القصير ؟!!
    شريعة الاسلام نصفان : فردي واجتماعي .

    اذا فالعدل كل العدل والحرية كل الحرية ان يستفتى المجتمع المسلم حول القوانين العامة والنظم العامة التي يختارها بارادته الحرة لادارته، لا ان نفرض عليه باسم الوعي والاستنارة روشتة العالمانية المستوردة ( بجرعات محلية مبسطة ) فان ذلك ضد الحرية وضد الديمقراطية وضد حق الانسان في اتباع نموذج الدولة التي يراها صالحة لحياته وتحقق له طموحه ولا تفقده ذاته وهويته وراحته.

    واما الاقلية غير المسلمة ان وجدت في دوزلة المسلمين، فان حقوقها تحفظ لها فلا تلزم بما التزم به المسلمون ، واما اذا كان الحال كحال الجنوبيين عندنا فان نظام نيفاشا الذي يمنحهم خصوصية في نظام وقوانين دولتهم الاقليمية يبدو منصفا ، وبالتالي فلا حجة باقية تجعلهم يلومون الاغلبية بخيارهم.
    وكيف اصلا يمكننا اقناع المسلم المخلص لدينه وربه بأن يترك نصف فرائض شريعته ( المتعلق بالشأن العام كما ذكرنا ) لصالح اقامة دولة مع غيره ؟
    هذا اكراه
    وظلم
    وتذرع من دعاة معاداة الاسلام الذين يتذرعون ايضا بسلبيات الاسلاميين من اجل انتقاد الاسلام في صميمه.
    لك الشكر مقدما اذا كنت مستعدا لتفهم السبب الذي يجعل بعض المسلمين مصرين على رفض الدولة العالمانية جذريا، كما يصر العالمانيون على نفي تعاليم الاسلام العامة رغم انها لا تطبق الا على المسلمين فقط. بينما العلمانيون ليسوا مسلمين طبعا. وانما هم اصحاب عقيدة بديلة تريد ان تفرض نفسها بالقوة تارة وبالتحايل تارات .
    _________________
    ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

    (عدل بواسطة محمد عبدالقادر سبيل on 02-28-2010, 07:37 AM)

                  

02-28-2010, 06:59 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    الأخ طلعت السلام عليكم
    قلت:
    Quote: لا اعتقد بامكانية تحقيق مشروع للنهضة لا يقوم على اصلاح المفاهيم الدينية بشكل مقنع ومعاصر!
    فأقول: إن كنت تعني المفاهيم الدينية القائمة في نفوس المتديّنين بناءً على كسبهم الخاص واجتهادهم في فهم (حقيقة الدّين)
    فأنا معك أنّ المتديّنين بحاجةٍ إلى أن يؤسِّسوا وعيهم للكتاب والسنة في ضوء العصر الذي يعيشونه، استناداً إلى الكتاب والسنة، حتى يكون بإمكانهم التفاعل الإيجابيّ مع الواقع الذي يعيشون فيه! بل وحتى يُتاح لهم فهم "حقيقة الدّين"!
    أما إن كنت تعني إصلاح الدين ذاته ؛ فهنا موضع الخلاف!
    لأنّ كلّ مسلمٍ يؤمن بأنّ هذا الدّين هو المُصلح لأفكار الناس وأحولهم، وإذا احتاج دينٌ إلى إصلاحٍ بشريٍّ، فليس بدين!
    أما غير المسلم فليس ملزماً أصلاً بشيءٍ من ذلك، وإن كان باحثاً عن حقيقة هذا الدين أو ذاك؛ فمن الواجب عليه أن يجتهد في التعرف عليها انطلاقاً من نصوصه المقدسة والمعتبرة، كيفما كانت ثمرة تلك المعرفة!
    وبالتالي فإنّ الزعم بالاجتهاد في إصلاح الدين ذاته عمل لا يخلو من تناقض ولا مبدئية، لأن الدين -بعد اجتهادك في معرفة حقيقته- تؤمن به أو تكفر به!
    هذه -على ما أظن- حقيقة بدهية ومنهجية مهمة جداً!
                  

03-01-2010, 08:54 AM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: صلاح عباس فقير)

    اوافق الاخ حاتم علي

    حول تبني هذا التعريف ( المبسط ) لمفهوم العالمانية
    فارجو يا حاتم ان تدعو معي بقية الاخوة للتوقيع عليه بوصفه دالا وبسيطا ومعبرا عن ماهية العالمانية التي يطلب هشام آدم تبسيطها وتوضيحها لكي لا تكون عرضة لاهواء الاسلامويين وتشويههم المغرض
    هيا فلنوقع اولا على التعريف الذي اتيت انت به اخي حاتم علي وهو كالتالي:

    Quote: العلمانية هي الكلمة التي اعتمدها جورج يعقوب Holyoake في 1850 في وقت مبكر لوصف نظام للأخلاق والعمل الاجتماعي للافراد على شكل دنيوي - من الدنيا - حصرياً بغض النظر عن معتقداتهم الدينية.
    ---------------------------------------------------------------
    A Dictionary of British History | 2004 | JOHN CANNON | © A Dictionary of British History 2004, originally published by Oxford University Press 2004. Copyright


    ____________________________
    رب اشرح لي صدري ويسر لي امري
                  

03-01-2010, 03:22 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    Quote: فأقول: إن كنت تعني المفاهيم الدينية القائمة في نفوس المتديّنين بناءً على كسبهم الخاص واجتهادهم في فهم (حقيقة الدّين)
    فأنا معك أنّ المتديّنين بحاجةٍ إلى أن يؤسِّسوا وعيهم للكتاب والسنة في ضوء العصر الذي يعيشونه، استناداً إلى الكتاب والسنة، حتى يكون بإمكانهم التفاعل الإيجابيّ مع الواقع الذي يعيشون فيه! بل وحتى يُتاح لهم فهم "حقيقة الدّين"!
    أما إن كنت تعني إصلاح الدين ذاته ؛ فهنا موضع الخلاف!
    لأنّ كلّ مسلمٍ يؤمن بأنّ هذا الدّين هو المُصلح لأفكار الناس وأحولهم، وإذا احتاج دينٌ إلى إصلاحٍ بشريٍّ، فليس بدين!
    أما غير المسلم فليس ملزماً أصلاً بشيءٍ من ذلك، وإن كان باحثاً عن حقيقة هذا الدين أو ذاك؛ فمن الواجب عليه أن يجتهد في التعرف عليها انطلاقاً من نصوصه المقدسة والمعتبرة، كيفما كانت ثمرة تلك المعرفة!
    وبالتالي فإنّ الزعم بالاجتهاد في إصلاح الدين ذاته عمل لا يخلو من تناقض ولا مبدئية، لأن الدين -بعد اجتهادك في معرفة حقيقته- تؤمن به أو تكفر به!
    هذه -على ما أظن- حقيقة بدهية ومنهجية مهمة جداً!

    الاخ صلاح عباس
    شكرا على التعليق .. اعتقد ان الكلام واضح وهو (اصلاح المفاهيم ) وليس اصلاح الدين
    ليس الخلل فى هذا ولكن الخلل فيمن يعتبر ان (مفاهيمه الدينية) هى الدين نفسه و (ما عرف عن الدين بالضرورة)
    لى عودة انشاء الله
                  

03-01-2010, 05:56 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: طلعت الطيب)

    تحياتي
    أثارت دهشتي عبارة atonement curriculum فلم أجد أي علاقة بين كلمة atonement والتكفير هذه هي معاني الكلمة حسب أشهر قاموس انجليزي في العالم قاموس وبستر:

    1 obsolete : reconciliation
    2 : the reconciliation of God and humankind through the sacrificial death of Jesus Christ
    3 : reparation for an offense or injury : satisfaction
    4 Christian Science : the exemplifying of human oneness with God

    فالكلمة إذا أبعد ما تكون من معنى التكفير.

    أما كلمة curriculum فهذا هو معناهاحسب نفس القاموس:
    1 : the courses offered by an educational institution
    2 : a set of courses constituting an area of specialization

    أي أنها تعني فقط بيان تفاصيل المواضيع التي يتم تدريسها في مقرر دراسي معين ولا علاقة لها بالمعنى الثاني الذي هو methodology

    حقيقة أفسدت علي هذه العبارة متعة قراءة هذا البوست فهل من تفسير؟
                  

03-01-2010, 06:02 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: محمد عثمان الحاج)

    عفوا، أعتقد أن ما يرمي له الكاتب من كلمة التكفير هي المشتقة من الكفارة وليس من الكفر ، بذلك يكون المعنى موافقا للمعنى الإنجليزي أي بمعني التكفير عن الخطايا!
                  

03-04-2010, 02:52 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: محمد عثمان الحاج)

    هأنذا أنتشله من الصفحة الرابعة، قبل أن يغطس،
    فهذا البوست ينبغي أن يظلّ مرفوعاً! إذ إنّه يعد بالكثير!
    وهو خير ما ينبغي أن يدور حوله الحوار في هذه الفترة المهمة من (تاريخنا الوطنيّ)!
    إذ من خلال مثل هذا الحوار، يُتاح لعقولنا أن تقترب لتتفاهم، بدلاً من أن يعتصم كلّ منا بعصبية رؤيته أو حزبيّته!
    طرح الأخ هشام آدم مفهوماً مبسّطاً للعلمانيّة: أنها نظام إدارة الدولة، بعيداً عن الدّين، فجابهه الأخ محمد عبد القادر سبيل، بأنّ هذه ليست حقيقة العلمانية! وأنّ العلمانية في الحقيقة عند أصحابها دينٌ دنيويٌّ جديد!
    وفي الواقع لقد كان جُلُّ مقالة هشام منصبّا على اتهام الدين والاتجاهات الدينية عموماً، بإلغاء الآخر! وكان مقام الفكرة البسيطة يقتضي طرحها بهدوء، والتعبير عن قدرٍ من الاحترام لمختلف ألوان الطيف!
    الأمر الذي جعل محمد النيل يشكّك في صدق نوايا هشام من طرح الموضوع برُمَّته!
    وقلت وأقول: إنّ مبادئ العدالة والإنصاف، التي يقوم عليها مفهوم هشام المبسط للعلمانيّة، لممّا يُنوِّه به الإسلام، ولكن هل هذه هي العلمانيّة التي نشأت في سياق التاريخ الأوربي، أم هذه ثمرةٌ نشات في وعي الإنسان المعاصر، خاصّة في دول العالم الثالث، بعد التجارب المريرة والدامية التي مرّ بها!؟
    وذكر الأخ عوض محمد أحمد أنّ العلمانيّة وإن تكن نظاماً متكاملاً لإدارة الدولة، كما يقول هشام، لكنها تبقى مفتقرةً إلى قيمٍ أخرى لازمةٍ لوجودها: قيم العدالة والمساواة والحرية... الخ، حتّى تُصبح نظاماً أنموذجيّاً.
    وأبدى كلٌّ من الأخ حاتم علي والأخ طلعت اتفاقهما مع الأخ هشام بغير تحفّظ، سوى أنّ الأخ طلعت مقتنع بضرورة إصلاح ما أسماه بالمفاهيم الدينية، مُعوّلاً في ذلك على جهود طه حسين وأضرابه من (المُستغربين)، وملقياً باللائمة على سيّد قطب وأضرابه من (الإسلاميّين) وكذا على (المجتمع التقليديّ المتخلّف)!
    أمّا الأخ عمر سعد، فقد طرح تساؤلات وافتراضاتٍ تجعله في موقف المتثبّت من تصوّر هشام، لم يرفضه، ولكن كذلك لم يمرّره ببساطة، وجعل الأمر رهناً بإعادة طرح الأسئلة والافتراضات، مُلوِّحاً بأن فكرة هشام ليست بدهيّة كما يتصوّر، ليجد نفسه –بحسب ما أرى- مؤازراً لموقف (سبيل)! وأنا أؤازره أي عمر سعد.
    ==========================================================================
    عفواً، أنا هنا لا أقوم بتصوير مواقف الإخوة، ولكن أعرضها من خلال رؤيتي الخاصّة لها، بغضّ النظر عمّا إذا كان ذلك هو الحقيقة أو غيرها!
    داعياً إلى استئناف الحوار بنَفَسٍ أكثر هدوءاً وأطولَ مدىً!
    وإلى أن يُدليَ الإخوة بدِلائهم في الخلاف المحتدم بين هشام وسبيل حول ما إذا كان مفهوم هشام البسيط، يعبّر عن حقيقة العلمانية أو لا؟
    ومن ثمّ التطرق إلى الأسئلة والافتراضات التي طرحها الأخ عمر سعد!
    كما يُنتظر من الأخ طلعت ومن يؤيده أن يدلي بدلوه في شأن اتهام الإسلاميّين وسيد قطب خاصّة بتشويه فكرة العلمانيّة!
    مجدداً شكري للأخ هشام على ابتدار هذا الموضوع الحيوي!
    والله الموفّق لما فيه الخير!
                  

03-04-2010, 06:48 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتبسيط العالمانية (Re: صلاح عباس فقير)

    اعتمدت في صياغة الملخص أعلاه على الذاكرة، فليعذرني من لم أوفّه حقّه!
    وعلى أيّ هذا الملخص في أسلوبه إنما يعبر عن فهمي لتلك المداخلات!
    وبالتالي فهو حافز لكي ينشط الإخوة في الإدلاء بدلائهم، ولكي يوضح كلّ أحد
    موقفه من المسائل الأساسية المطروحة!
    وكذلك في هذا الملخص على علاته مساعدة للذين التحقوا بالبوست مؤخراً ويرغبون
    في متابعة مجرياته!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de