غازي صلاح الدين .. والطريق إلى زعامة الحركة الإسلامية السودانية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 03:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-21-2010, 03:27 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
غازي صلاح الدين .. والطريق إلى زعامة الحركة الإسلامية السودانية


    غازي صلاح الدين .. والطريق إلى زعامة الحركة الإسلامية السودانية

    مقدمة:

    قبل أن يتولى علي عثمان محمد طه مسؤولية ملف السلام والتفاوض مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، كان غازي صلاح الدين هو المسؤول عن ملف السلام والتفاوض، لكنه قدم استقالته التي قبلها رئيس الجمهورية عمر البشير في يوم السبت 29 نوفمبر 2003، ليتنحى صلاح الدين عن منصبه كمستشار للرئيس لشؤون السلام وكرئيس لوفد الحكومة في مفاوضات الحركة الشعبية.
    وقد أوضح غازي في مساء اليوم الذي قبل فيه الرئيس الاستقالة، أنه سبق أن تقدم بطلب التنحي "لأسباب يراها جوهرية" لم يسمها، غير أنه تم تجميد الطلب من قبل الدكتور إبراهيم أحمد عمر، الذي كان يشغل منصب الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني.
    ومنذ سبتمبر 2003 كانت تسريبات قد تحدثت عن استقالة صلاح الدين، ورأت مصادر أن غازي بعد أن رأس على عثمان محمد طه النائب الأول للرئيس السوداني وفد الحكومة إلى مفاوضات السلام مع الحركة الشعبية، وبعد تجميد أمر استقالته شعر بالانزعاج. وكان أن شارك في جولة تفاوض جرت في ضاحية نيفاشا الكينية ولكن رئيسا لوفد استشاري، وكان يرفض إطلاق مسمى استشاري عليه ويؤكد على أن دوره لا يقل أهمية عن الوفد الحكومي المشارك.
    وفي يوم السبت الذي قبلت فيه الاستقالة كان غازي يعد العدة ليغادر الخرطوم في اليوم التالي إلى نيفاشا الكينية غير أنه فوجئ بقبول استقالته عقب 86 يوما من تقديمها.
    وقد تركت استقالة غازي أسئلة كثيرة في الوسط السياسي، هل الأمر يتعلق بقدرات الرجل أم غياب الثقة فيه، أم أن الرجل نفسه هو الذي أراد الانزواء.. إلخ..
    في الأول من ديسمبر 2003، يوم الاثنين .. نشرت صحيفة الشرق الأوسط تصريحات لغازي صلاح الدين قال فيها إن إعفاؤه كان بسبب خلاف حول القضايا الجوهرية المتعلقة بالسلام، ولم يوضح أكثر من ذلك.. بيد أنه قال "إنه خلاف منهجي حول قضايا جوهرية".
    وكانت قد أثيرت مسألة اتصالات غازي مع الدكتور الترابي، والتي دافع عنها صلاح الدين بقوله أنه لن يوقفها، ولم يحدد إن كان لذلك صلة بإعفائه أم لا.
    يرى المراقبون أن أول ظهور لغازي على المسرح السياسي كان في عهد الإنقاذ حين أصبح مستشارا لرئيس الجمهورية للشؤون السياسية في عام 1994، ثم تولي منصب وزير دولة بالخارجية في منتصف التسعينات، ومن ثم كلف بأمانة المؤتمر الوطني في وقت لم تتبلور فيه فكرة حزب المؤتمر الوطني بصورته النهائية. وفي وقت شهد بدايات نشأة التكتلات الجهوية داخل كيان المؤتمر الوطني، وظهر ذلك في أول انتخابات لاختيار أمين عام منتخب، المنصب الذي تنافس عليه غازي صلاح الدين، والشفيع أحمد محمد. وفاز غازي بالأمانة العامة مخلفا تساؤلات من نوع، هل يصلح غازي أن يكون زعيم الحزب الحاكم؟
    في تلك اللحظة بالذات كما يرى مراقبون كانت قد تكشفت الأضواء عن شخصية غازي النازعة نحو الزعامة لتيار جديد، شاب من الحركة الإسلامية. غير أن الأمور لم تمض طويلا فقد عادت أمانة المؤتمر الوطني لتقصي غازي، وتعيّن الدكتور الترابي في عام 1998 أمينا للحزب.
    كان غازي قريبا من الأجواء المشحونة بالصراع، وهذا ما جعله أحد العشرة الذين تقدموا بالمذكرة الشهيرة "مذكرة العشرة" وقيل وقتها أنه أحد المهندسين الأساسيين للمذكرة التي أقالت الترابي ونتج عنها الانشطار في خلية الأخوان.
    وقاد غازي حملة ضد الترابي والمؤتمر الشعبي، وتصدى للرد على خصوم الحكومة الجدد، وكأنه كان يثأر لنفسه من الترابي الذي كان وراء إبعاده عن الأمانة العامة، وكان البعض يقول أنه كان في تلك الفترة "الخصم الأكثر ضراوة للترابي".
    لكن سرعان ما بدأت السماء في الانقشاع، فأثناء اعتقال الترابي في منزله بكافوري في 1999 تسربت أخبار عن مراسلات "سرية" بين غازي وشيخه، يشكو فيها صلاح الدين من الفرقة التي يعانيها الحزب الحاكم، وربما الفراغ الذي تركه الدكتور الشيخ.
    وهناك قراءة لمراقبين أن العلاقة توطدت من جديد بين الشيخ والتلميذ، لدرجة أنها أدت لإبعاده فيما بعد من ملف السلام "نيفاشا".
    لكن غازي لم ييئس أبدا وقاد عقب التوقيع على اتفاق مشاكوس، حركة "شعبية" خارج الإطار الحزبي، لدعم مشروع السلام، رأى البعض أنها "حركة من خارج دائرة الإنقاذ".
    في لقاء مع قناة الجزيرة في 3 أكتوبر 2004 سئل غازي " هنالك أحاديث تروج بأن سبب الاستقالة هو إحساسك بأن رفع التفاوض (لمستوى النائب الأول علي عثمان طه ورئيس الحركة الشعبية العقيد جون قرنق) انتقص من دورك في العملية السلمية، كأنك تأسى على مجد شخصي عبر إنجاز مشروع للسلام ضاع منك كيف تقرأ هذا الرأي؟".
    فرد قائلا: " لو كان حرصي هو على المجد الشخصي لما تقدمت باستقالة في اللحظة الأخيرة، لحظة الكاميرات والصخب الإعلامي، ولحرصت على البقاء في المسرح بأي ثمن ولأطول فترة انتظارا لتصفيق الجماهير. ذلك لم يكن قط في حساباتي رغم أن المرء مجبول على حب الثناء غريزة ولو لم يأت هو بالفعل الذي يستحق عليه الثناء. أنت تعلم أن أدب الاستقالات ليس شائعا في عالمنا هذا، وأرجو في ضوء هذه الحقيقة أن يعيد أي صاحب ظن سيئ النظر في ظنه".
    كذلك نفي أي اتصالات له مع المؤتمر الشعبي أو مع الترابي تخصيصا، وقال: "لست حتى من المتعجلين إلى وحدة الحركة الإسلامية الآن"، ونفى أن يكون أنه يرتب أوراقه لكي يعود أمينا عاما للمؤتمر الوطني. ولم يفصح عن مشروعات مستقبلية.
    في 27 يناير الماضي كتب الطيب مصطفى في "الانتباهة" مقالا عنوانه "بين غازي صلاح الدين وحركة الظلم والظلام" خلاصته أن غازي يضيع وقته مع خليل، وأن خليل يريد – والكلام للطيب مصطفى - "فترة انتقالية جديدة مُدتها سبع سنوات تُقبر بموجبها نيفاشا بعد أن تُقتل خنقًا يتناوب خليل خلالها رئاسة الجمهورية رغم أنف الشعب السوداني الذي يُفترض أنه سينتخب رئيسًا للجمهورية بعد أقل من ثلاثة أشهر بل وحكم الخرطوم رغم أنف شعبها الذي يُفترض أنه سينتخب واليًا له خلال نفس الفترة... الخرطوم التي اجتاحتها خيول مغول خليل إبراهيم بإذن من شيخه القابع في المنشية يتلمّظ ويتضاحك للفضائيات بل ليس حكم الخرطوم وحدها وإنما يشترط خليل إبراهيم كذلك أن يحكم دارفور وكردفان ويُمنح 42% من السلطة الاتحادية"..
    يقول الطيب مستطردا في نهاية المقال: "... ورغم ذلك يقود الحصيف الذكي غازي المفاوضات إلى الدوحة.. ورغم ذلك يتعب مرة وأخرى وثالثة ويلهث خلف سراب إدريس ديبي بالرغم من علمه بأن ديبي تماماً كعبد الواحد مرتهَن لولي نعمته ساركوزي الذي أنقذه حين حوصر قصره من الموت!!"..
    كانت تكهنات الطيب بعيدة عن أي تصور مستقبلي، وسخريته أثبتت أنه جاهل ببواطن الأمور وقدرات غازي، لأن غازي استطاع أن يقنع خليل فعلا، وبدأ ذلك في الاجتماع الأول بينهما في انجمينا.. وكذلك كان تكهنه غير صحيح بخصوص ديبي.
    وربما يبقى من كلامه جزء مهم يتعلق بـ "مطالب خليل"، وهو الأمر الذي يظل مطروحا، حول فترة انتقالية، وأن يشغل خليل منصبا مرموقا فيها – على الأقل نائب رئيس الجمهورية "الشمالية".. باستبعاد حسابات الجنوب.
    في 21 يناير قال بيان صادر عن مكتب غازي بوصفه مسؤول ملف دارفور، "أن اجتماع مستشار رئيس الجمهورية برئيس حركة العدل والمساواة د. خليل ابراهيم في انجمينا قد جري بعلم الوسيط المشترك جبريل باسولي الذي حضر طرفا منه. وأشار توضيح مكتب د. غازي الي ان الهدف من اللقاء اقتصر علي استطلاع المواقف وتقدير مدي الاستعداد لجهود الحل السلمي، ولم يكن الغرض منه التفاوض أو الخروج بقرارات"، مؤكدا "ان اللقاء لا تأثير له علي ما اتفق عليه الطرفان السوداني والتشادي من تطبيع علاقاتهما ومنع وجود اية عناصر عدائية لدي أي منهما أو انطلاق العدوان من أي بلد ضد الاخر".
    كان غازي حريصا على أن تمضي كل الخيوط، لأن مفاوضات الدوحة كان من المفترض أن تنطلق في 24 يناير، ومنذ وقت مبكر كان البعض يشم رائحة "طبخة" وفق تعبير جريدة الشرق الأوسط التي نشرت خبرا في 21 يناير قالت فيه ، أن العدل والمساواة قدمت رؤيتها لحل مشكلة الإقليم إلى الحكومة السودانية، ونفت في الوقت ذاته أنها تجري «طبخة» مع الخرطوم من وراء أهل دارفور.
    ماذا كانت العدل والمساواة تعني...!!
    "صفقة وراء أهل دارفور"!!!
    ولماذا لم تنبته الحركات المسلحة الأخرى.. وقتها؟
    أم لأن الحركات كانت كل يفكر بمفرده، ولا يفكرون في النتائج بل أن خبرات بعض العناصر هي ضعيفة أصلا من حيث "المقومات السياسية".
    ذلك اللقاء الأول منذ أن تولى غازي ملف دارفور، وبحسب أحمد حسين آدم الناطق باسم العدل والمساواة، قدم فيه خليل شرحا عاما حول كيفية حل جذور المشكلة، وأضاف: «نحن نبحث عن السلام، ونريد أن نعرف كيف تفكر الحكومة في عملية السلام».
    وأكد حسين: «ليس هناك جديد نتج من هذا اللقاء، وسلمنا غازي صلاح الدين رؤيتنا لحل الأزمة، وقد وعد بإجراء مشاورات مع قيادته في الخرطوم والرد علينا عبر الوسطاء، لكن لم يتم تحديد موعد لذلك».
    بدأت القصة منذ تلك اللحظة، وما كان واضحا في "الطبخة" وهي المفردة التي تكررت في خبر الشرق الأوسط.. قول أحمد حسين ونفيه الدامغ... الذي يشير للعكس..
    كتبت الصحيفة: "نفى أن يكون اللقاء محاولة من حركته لإعداد «طبخة» مشتركة مع الخرطوم لحل ثنائي مع الحركة، وقال «نحن لسنا مع طبخات الحكومة، ولا نعمل تحت الطاولة أو غيرها، قضيتنا واضحة، والحكومة تعلم ذلك، وليس لدينا ما نخبئه، والآن نتحدث إليكم عما دار في اللقاء».
    وقال آدم إن الورقة التي قدمتها حركته تشمل حل جذور المشكلة، الوضع الإنساني في عودة النازحين واللاجئين وتعويضهم ورؤية مستقبلهم، ملفات السلطة والثورة والترتيبات الأمنية. وأضاف أنه من السابق لأوانه معرفة ما إن كانت الحكومة ترحب باللقاء أم خلاف ذلك".
    وكانت تلك النقاط هي التي شكلت فيها بعد "الإطار الاتفاقي" بين الطرفين.. وكان النفي إثباتا.. وكان غازي يتحرك بين الدوحة وأديس أبابا حيث ذهب للقاء غريشن أثناء القمة الأفريقية، وعاد للخرطوم، ومن ثم لتشاد وهكذا كان يتحرك.. بخطوات غير معلنة.. وتصريحات.. وكان مراقبون كالطيب مصطفى لا يدركون.
    ويبقى السؤال.. ما الذي كان يهدف إلى غازي من وراء إنجاح صفقة سلام دارفور؟

    (عدل بواسطة عماد البليك on 02-21-2010, 03:47 AM)

                  

02-21-2010, 04:31 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غازي صلاح الدين .. والطريق إلى زعامة الحركة الإسلامية السودانية (Re: عماد البليك)

    الجزء الأول

    بين "الرهبنة والشيطنة" أو
    راسبوتين الحركة الإسلامية

    (2)

    "لقد أوضح الأخ ياسر أنه لم يرم إلى الفهم الذي أشرت إليه في كلمتي رداً عليه. وأعتقد أن من حقه أن يعتمد رأيه ما دام قد قاله بهذا التوضيح، ومن حقه أن يقول رأيه في كل الأحوال دون رميه بالكفر أو النيل منه. إن تأسيس هذا المبدأ من أهم ضرورات البناء السياسي من أجل التوافق على ما يحقق المصالح العامة وهو ما استطعنا تحقيقه حتى الآن في نظامنا التشريعي".
    غازي صلاح الدين في مقال له نشر بالرأي العام – 3 مايو 2009
    ***
    عندما التهبت حرب التكفير ضد ياسر عرمان من قبل قبيلة "علماء السودان" ومن تبع هواهم، كان غازي صلاح الدين غائبا عن البلاد، رغم أنه شهد بداية القصة في البرلمان، وكتب مقالا بالرأي العام بعد عودته جاء فيه:
    "ثم سافرت في مهمة قصيرة إلى الخارج فلم أتمكن من الاطلاع على الثورة الكبيرة التي حدثت بسبب تلك الجلسة في كل منابر الرأي العام من صحف ومجلات، وإنترنت، ومنابر جمعة، وبيوت عزاء، إلى أن أطلعني على ذلك الأخ كمال الجزولي الذي زارني في مكتبي في أمر يتعلق بقانون الصحافة، وفي نهاية الجلسة أبدى لي امتعاضه من الحملة التي يتعرض لها ياسر عرمان بسبب ما نسب إليه مما قيل في تلك الجلسة ولم يقله، فقلت له إنني لا علم لي بذلك وأنني سأقول قولي في هذه المسألة"..
    وكان ذلك المقال هو القول والذي جاء بعنوان "... فليكن الخلاف ولتبق حرية التعبير مبدأ يحترمه الجميع.."، والذي أكد فيه غازي على حق عرمان في التعبير وألغى فيه أي مبدأ يقوم على التكفير الباطل.
    وغازي له اجتهاداته المسطرة في الصحف في داخل البلاد وخارجها والتي تحتاج إلى إعادة مراجعة للحكم عليها ومن خلالها تلمس طرق تفكيره في كيفية رؤية الآخر، ومستقبل الحركة الإسلامية وغيرها من الأمور.
    في 20 أبريل 2005 شن "محمد أحمد عثمان" هجوما على غازي صلاح الدين في صحيفة "رأي الشعب" التابعة للمؤتمر الشعبي، ووصفه بـ "راسبوتين النظام العقيم".. وراسبوتين.. هو بإختصار – لمن لا يعرفه - هو غريغوري يافيموفيتش راسبوتين (22 يناير 1869 - 16 ديسمبر 1916)، راهب روسي. يمكن الرجوع إلى سيرته كاملة .. ولكن المهم فيها أنه عرف كرمز لـ "الراهب الشيطان"، وقد جمع بين القدرات الخارقة "المزعومة" و"الحقيقة" والنبوءة، وخلق حالة من الالتباس.. كذلك المضي في طريق "الخطئية" وفي الوقت نفسه طريق الرهبانية.
    أن يأتي غازي بهذه الصفة من خصم كان أخا في الحركة، فهذا يدل على شيء.. لكن الدلالات هنا لا تشفع، لأن الكاتب كان يتحرك بروح "انتقامية" ضد غازي خصوصا مسألة "ثورة العشرة"، وقد كتب في أول مقاله قائلا: ".. كان غازي صلاح الدين من القادحين الذين ايقظوا الفتنة النائمة وأشعلوا زنادها وصبوا الزيت لتأجيج نيرانها. وكانت (مذكرة العشرة) التي تولي كبرها بداية الخروج المتعمد علي المشروعية والمرجعية والشوري والمؤسسية واللوائح والأعراف التنظيمية. ولم تكن مؤامرة الرابع من رمضان تهدف الي الإحياء والترميم والإصلاح والتقويم بقدر ما كانت تهدف الي مصادرة أدب الخلاف والرأي الآخر والإلغاء لإحداث الفرقة والتمزق والشتات والإنتهاك والإقصاء. وكانت شعارات الرابع من رمضان ومصادرة السلطة التشريعية والتنفيذية بهدف الإصلاح دجلاً لظاهرة قميص عثمان ورفع المصاحف بصفين باطلاً أريد به باطل".
    فغازي "الراهب الشيطان" في عرف الكاتب، كان عرّاب الثورة ضد الشيخ، وكان "راسبوتين" النظام "العقيم" والذي لم يكن عقيما قبل "المذكرة". غير أن قراءة الوصف في حد ذاتها تكشف مركزية غازي لدى عقول بعض الإسلاميين المناوئين، الذين رأوا فيه "رأس الحية".
    كان " محمد أحمد عثمان" يرد على غازي في مشروع ورقة عمل قدمها بعنوان (معالم في طريق الإحياء الاسلامي) وذلك بقاعة الشهيد الزبير مساء الاربعاء 16 مارس 2005، في إطارفي إطار مناشط (هيئة الاعمال الفكرية). وجاء رد "عثمان" بعنوان: "غائية غازي صـلاح الدين - بين وسائل ميكا فيلـــي -وتبريرات راسبوتـــــين".
    ومن خلال العنوان المضاد الذي طرحه عثمان بدأت شخصية غازي تتضح من "أولو القربى".. حيث يرجع هذا التوصيف إلى "نص غازي" أي ورقة عمله التي قدمها والتي هي في الخلاصة تعبر عن غازي نفسه "فكره".
    وهي بهذا التوصيف شخصية تجمع بين الوصول إلى الأهداف دون مراعاة الوسائل وأيضا الجمع بين "الرهبنة" و"الشطينة".. وإلى حد ما يبدو هذا التوصيف صحيحا كما سنوضح لاحقا.
    لكن ما هي حقيقة فكر غازي؟ وهل هو إصلاحي حقيقي؟ أم أنه ميكا فيلي، "متشيطن"؟! خاصة إذا رجعنا لموقفه الأخير في قضية عرمان؟!

    (عدل بواسطة عماد البليك on 02-21-2010, 04:35 AM)
    (عدل بواسطة عماد البليك on 02-21-2010, 04:42 AM)

                  

02-21-2010, 05:01 AM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غازي صلاح الدين .. والطريق إلى زعامة الحركة الإسلامية السودانية (Re: عماد البليك)

    شكرا يا عماد علي هذه الوجبة الدسمة
    والتحليل الرصين المواكب
    وتحياتي
                  

02-21-2010, 05:12 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غازي صلاح الدين .. والطريق إلى زعامة الحركة الإسلامية السودانية (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    الأخ عبد الكريم

    غازي من الشخصيات التي يمكن من خلال قراءة تاريخها ومساراتها الافضاء إلى تكهنات كثيرة..

    تابع باقي الأجزاء..

    وانتظر مداخلاتك..
                  

02-21-2010, 05:10 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غازي صلاح الدين .. والطريق إلى زعامة الحركة الإسلامية السودانية (Re: عماد البليك)


    (3)
    "خيانة الوصاية" .. بدلا عن "الضحك والنسيان"

    يرى عثمان أن ما يطرحه غازي من تصورات حول مستقبل الحركة الإسلامية ما هو إلا "فكر نمرودي" نسبة إلى النمرود الذي جادل النبي إبراهيم، يقول عن الورقة: "تعكس فقه النمرود ابن كنعان في الإماته والإحياء".
    ويسخر من غازي انه اقتبس عنوانه من كتاب سيد قطب الشهير "معالم في الطريق" وقال " كان الأحرى به أن يقتبس من كتاب (الضحك والنسيان)" وهي رواية شهيرة للكاتب التشيكي الأصلي الذي يكتب بالفرنسية ميلان كونديرا.
    ومن الارتباطات الغريبة هنا، ولا أدري أن كان "عثمان" على علم بها أم لا.. أن كونديرا له كتاب آخر وهو ليس رواية، أم كتاب تأملي عنوانه "خيانة الوصاية" يحرض فيه الروائيين على الخروج عن إرث الآباء والأجداد في فن الرواية وابتكار إرثهم الخاص، وهو ما يكاد يماثل خط صلاح الدين الذي رآه به "عثمان".
    لكن كتابة "عثمان" لم تحوي أية إشارة من هذا النوع، فقد كان طرحه لكتاب كونديرا في سبيل سخرية لا تكاد تغادر الاستعانة بعنوان الكتاب بغض النظر عن مضمونه.
    يعالج غازي في تلك الورقة "الدولة والطغيان .. والتطور .. والمنهج" وموضات متفرقة في رؤيته الإصلاحية.. الإحيائية..
    وكان قد كتبها في ظروف جاءت بعد حالة الإقصاء التي تعرض لها، وأزمة ما بعد الاستقالة والخروج عن ريادة وفود نيفاشا..
    وكان بذلك يمارس فيها نقدا على منظور الحال، دون أن يقول المرامي بشكل مباشر. لكن "عثمان" لم يفطن لذلك الأمر، وهوى ببنادقه على غازي يمينا وشمالا. لم يتوقف مليئا مع كلام غازي مثلا: "ثقافة الطاغوت لا تنتج عمراناً ولا حضارة ولا تُبقي سلطاناً ولا مكانا سوي الثروة المنهوبة والأرض المحروقة والعرض المهتوك".
    وقد كتب غازي نقدا واضحا للإنقاذ والتجربة الإسلامية التي خاضتها وهي مراجعة تأتي بعد خمسة عشر عاما على "الثورة" أو التحول من العقيدة إلى الثورة، ومن أوضح صور هذا النقد ما يلي:
    يكتب غازي: "لم تكن الانقاذ سبباً في إحداث تحولات كثيرة في المسلك العام للمجتمع نحو التدين من حيث التزام الشعائر وأداء المناسك".
    ويرى أن "المجتمعات البشرية قاطبة (والمجتمع السوداني علي وجه الخصوص) يَجنح بالغريزة نحو الدين".
    ويستعرض تجارب كالمهدية والصوفية في المجتمع السوداني ليدلل على رؤيته. غير أنه يرى أن التحولات تمت في مستويات أخرى مثل الانتقال بالثورة إلى الدولة في سلاسة حتى لو أنها كانت مكلفة، أيضا يرى أنها عززت مفاهيم شورية انتقالية، وعززت "تقاليد العمل الجماعي المؤسسي" الخ..
    الطريقة التي يبني بها غازي فكره بناء على متغيرات جعلته يحس بالخطر تجاه مشروعه المستقبلي الذي لم يكشف عنه، هي طريقة تقوم على النقد من أجل "الإحياء" أو "المراجعة" وقد سبق له أن قال "لست حتى من المتعجلين إلى وحدة الحركة الإسلامية الآن".
    وهذا يعني – إذا صدق – يبني خططه على المسار الطويل، وهو بهذا يتجاوز "إخفاقات الشيخ المتعجل" أي الترابي، والذي يقفز على الخطوط وبتسارع، وهذا ما لم يعرف به غازي.
    نقد "عثمان" للورقة لا قيمة، حيث أن الورقة تتجاوزه، لكن نقده مفيد في إطار أنه ينبه إلى قراءة نفسية غازي في إطار نزوعها نحو الزعامة، والمضي بهدوء تجاه ذلك الهدف.


    (عدل بواسطة عماد البليك on 02-21-2010, 05:14 AM)

                  

02-21-2010, 05:52 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غازي صلاح الدين .. والطريق إلى زعامة الحركة الإسلامية السودانية (Re: عماد البليك)

    (4)
    مهمتي أن أغيّر التاريخ أو "عبقرية الإخفاق"

    "أنا حقيقة أفكاري تتعلق بتفسيري للتاريخ ولكن كيف يمكن أن أغير التاريخ؟ هذا هو المطلوب، وبالتالي هنالك فرق بين أن تكون سياسيا أكاديميا وبين أن تكون سياسيا عامدا"
    غازي صلاح الدين – في حوار مع الجزيرة 11 أبريل 2008

    إسلامي يستشهد بماركس.. ليست ثمة غرابة لـ " راسبوتـــــين" أو لـ "ذهنية غازي" الذي يعتبر متعدد القراءات ونشط في الكتابة والتحليل السياسي والفكري، فهو يرى أن ماركس له أثره فقد كتب ما يقارب "مائة كتاب" – بحد زعمه – يستشهد به في الإطار أعلاه : "ماركس قال: (الفلاسفة يهتمون بتفسير التاريخ ولكن الأهم هو تغييره)".
    هذه المقولة بالذات تعجبه كثيرا.. وبالتالي تحركه في طريقته وهدفه.. فهو باحث عن التغيير لا عن "التفسير"، هو لا يعتبر من خلال هذا "النص" نفسه فيلسوفا ولا مفكرا، هو سياسي.. وبالأحرى سياسي يتجه نحو إبداع "تاريخا عاما" من خلال مسار "تاريخه الخاص".
    وغازي ينتقد طريقة التفكير السياسي السوداني وقد كتب في ذلك مقالة قد لا يكون الكثيرون التفتوا لها في أبريل 2007 ، عنوانها (صورة لمستقبل السياسة السودانية - مدنيون في بزات عسكرية وعسكريون في ثياب مدنية)، فهو متجدد في "نقده" ورؤاه.. اتفقنا معه أم لا.. وبغض النظر عن مراميه أو وسائطه وأهدافه كما راها "عثمان" في الاستعراض أعلاه.
    هذه الطريقة من "منهجة الذات" غير متوفرة في الحركة الإسلامية بشكل عمومي، مع استثناءات منهم من آثر الابتعاد عن معمعة العمل السياسي من الأكاديميين واكتفى بالتنظير دون الممارسة كالدكتور عبد الوهاب الأفندي أو د. التيجاني عبد القادر وهناك نموذج كالمحبوب عبد السلام، الذي نظّر ومارس لكنه ارتضى بدور "التابع" لـ "الرخ الكبير".
    غير أن صفات "الزعيم" تتطلب مشروعا طويل الأمد، يقوم على "إعادة قراءة الذات" أو "إعادة ابتكارها" وإلى حد ما هذا متوفر في مسار غازي، الذي يرى أن "الإخفاق" والفشل يمكن أن يكون نوعا من العبقرية.
    كتب في سنة 2003 مقالا عنوانه "عبقرية الإخفاق".. وكان وقتها مستشار رئيس الجمهورية للسلام، لنقرأ المقدمة معه:
    "... "الإخفاقات البطولية" كتاب باللغة الإنجليزية من القطع الصغيرة، قرأته قبل عشرين عاماً ولم ينمح من ذاكرتي. والكتاب من طائفة الكتب التي تعرض فكرة فكهة بصورة جادة فتكون الثمرة آية في الفكاهة الراقية. فكرة الكتاب الأساسية هي أن الإخفاق، في بعض صوره، بطولة في ذاتها وإنجاز لا تستطيعه إلا الصفوة من الأكفاء. ويورد الكاتب حالات حقيقية يستدل بها على حجته، فهناك الملاكم فلان الذي لم يكسب مباراة واحدة في حياته ولم يفشل ولو بالمصادفة في أن يخسر بالضربة القاضية؛ وهناك المدير علان الذي لم تسجل سيرته الذاتية نجاحاً لشركة أدارها، حتى أصبح علماً بحق وحقيقة في دنيا المال والأعمال، علماً يعرف ليتقى؛ وهناك الفرقة الغنائية من بلد كذا التي ظلت تأتي في ذيل قائمة المتنافسين في مهرجان الأغنية لعشر سنوات متتالية. والمتتبع لاستشهادات الكتاب لا يلبث أن يؤمن بفكرته، فالحالات المرصودة تنم عن موهبة حقيقية في الاتجاه الآخر وعبقرية في تحقيق الخسارة بصورة لا يمكن نسبتها فقط للأقدار. ولا يمكن المساواة بالطبع بين هذا الضرب البطوليّ من الإخفاق والضروب الأخرى التي يقع فيها سائر الفانين من البشر من أمثالنا. ولو تمعنا بصورة أدق في هذه الظاهرة العبقرية لوجدنا أنها تكتسب طابعها من جمعها بين المقدرة على ارتكاب الخطأ أو تحقيق الخسارة ثم توليدها أو إعادة إنتاجها على نمط واحد متسق ومتصل. ولقد أصبحت لا أكفّ عن رؤية طريقة تناول بعض قضايا السياسة السودانية من ذلك المنظور، منظور الإخفاق العبقري المستوفى شرطي الخطأ المتناسخ والاتساق"..
    هذا التقديم يكشف ذهنية ترى أن "الفشل" يمكن أن يتحول إلى "نجاح".. ويكشف رؤية ناقدة لمسار السياسية في السودان، كما في نموذج "الشريعة الإسلامية" والتعاطي معها وله قراءة موسعة في هذا الإطار، تأتي في سياق هذا الموضوع نفسه "عبقرية الإخفاق". وما يرمي له غازي أنه يريد القول أن السودانيين لم يحولوا إخفاقاتهم المتواترة منذ فجر الدولة الحديثة إلى "عبقرية" تولد نجاحات.. أو "جائزة" على الأقل.
                  

02-21-2010, 08:06 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غازي صلاح الدين .. والطريق إلى زعامة الحركة الإسلامية السودانية (Re: عماد البليك)

    شكرا عماد ...
    غازي ليس كما يبدو الان فهو شديد العصبية لجماعته وكان احداشرس المهاجميين الشباب في حركة محمد نور سعد في يوليو 76 وفي مشاكوس كان لايقل شراسة ورغبة كما اعلن حينها في نشر "التوجه الحضاري" في كل الدنيا .....
    اتي صديقي وقريبي مصطفي البطل في مقال له اخير عن كتاب المحبوب بمصطلح "غسيل الاحوال" تشبها ب"غسيل الامواال" وغازي مثل المحبوب هو احد اطراف "غسيل الاحوال" ..والاتفاق الاخير ليس انجازا شخصيا وانما عملا مشتركا لاطراف كثيرة خارجية وداخلية كما كانت نيفاشا لعلي عثمان ولكن الفرق هو ان خليل ابراهيم كان معه في خندق واحد وعاني من مرارات عزل الجماعة مثله مع اختلاف التفاصيل ....
                  

02-21-2010, 08:46 AM

عبّاس الوسيلة عبّاس
<aعبّاس الوسيلة عبّاس
تاريخ التسجيل: 08-23-2005
مجموع المشاركات: 930

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غازي صلاح الدين .. والطريق إلى زعامة الحركة الإسلامية السودانية (Re: abubakr)

    Quote: وما يرمي له غازي أنه يريد القول أن السودانيين لم يحولوا إخفاقاتهم المتواترة منذ فجر الدولة الحديثة إلى "عبقرية" تولد نجاحات.. أو "جائزة" على الأقل.

    قمة الإخفاقات كانت مشاكوس التى لم ولن تثبت الشريعة بحكم تجاوز المجتمع السوداني لها وهددت الوحدة الوطنية. قد يكون الرجل عفيف اليد في نظام قائم على الفساد ولكن قطعا الرجل سياسي عادي له تطلعات أن يصبح مفكر وقائد تاريخي حتى وأن كان عن طريق دعم الدولة البوليسية وتزوير إرادة مؤتمر من أجل ان يصبح أمين عام للمؤتمر الوطني. الدكتور غازي يعرف كيف يلعب على التناقضات وما أكثرها الأن وسط الإسلاميين.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de