|
Re: غازي صلاح الدين .. والطريق إلى زعامة الحركة الإسلامية السودانية (Re: عماد البليك)
|
(4) مهمتي أن أغيّر التاريخ أو "عبقرية الإخفاق"
"أنا حقيقة أفكاري تتعلق بتفسيري للتاريخ ولكن كيف يمكن أن أغير التاريخ؟ هذا هو المطلوب، وبالتالي هنالك فرق بين أن تكون سياسيا أكاديميا وبين أن تكون سياسيا عامدا" غازي صلاح الدين – في حوار مع الجزيرة 11 أبريل 2008
إسلامي يستشهد بماركس.. ليست ثمة غرابة لـ " راسبوتـــــين" أو لـ "ذهنية غازي" الذي يعتبر متعدد القراءات ونشط في الكتابة والتحليل السياسي والفكري، فهو يرى أن ماركس له أثره فقد كتب ما يقارب "مائة كتاب" – بحد زعمه – يستشهد به في الإطار أعلاه : "ماركس قال: (الفلاسفة يهتمون بتفسير التاريخ ولكن الأهم هو تغييره)". هذه المقولة بالذات تعجبه كثيرا.. وبالتالي تحركه في طريقته وهدفه.. فهو باحث عن التغيير لا عن "التفسير"، هو لا يعتبر من خلال هذا "النص" نفسه فيلسوفا ولا مفكرا، هو سياسي.. وبالأحرى سياسي يتجه نحو إبداع "تاريخا عاما" من خلال مسار "تاريخه الخاص". وغازي ينتقد طريقة التفكير السياسي السوداني وقد كتب في ذلك مقالة قد لا يكون الكثيرون التفتوا لها في أبريل 2007 ، عنوانها (صورة لمستقبل السياسة السودانية - مدنيون في بزات عسكرية وعسكريون في ثياب مدنية)، فهو متجدد في "نقده" ورؤاه.. اتفقنا معه أم لا.. وبغض النظر عن مراميه أو وسائطه وأهدافه كما راها "عثمان" في الاستعراض أعلاه. هذه الطريقة من "منهجة الذات" غير متوفرة في الحركة الإسلامية بشكل عمومي، مع استثناءات منهم من آثر الابتعاد عن معمعة العمل السياسي من الأكاديميين واكتفى بالتنظير دون الممارسة كالدكتور عبد الوهاب الأفندي أو د. التيجاني عبد القادر وهناك نموذج كالمحبوب عبد السلام، الذي نظّر ومارس لكنه ارتضى بدور "التابع" لـ "الرخ الكبير". غير أن صفات "الزعيم" تتطلب مشروعا طويل الأمد، يقوم على "إعادة قراءة الذات" أو "إعادة ابتكارها" وإلى حد ما هذا متوفر في مسار غازي، الذي يرى أن "الإخفاق" والفشل يمكن أن يكون نوعا من العبقرية. كتب في سنة 2003 مقالا عنوانه "عبقرية الإخفاق".. وكان وقتها مستشار رئيس الجمهورية للسلام، لنقرأ المقدمة معه: "... "الإخفاقات البطولية" كتاب باللغة الإنجليزية من القطع الصغيرة، قرأته قبل عشرين عاماً ولم ينمح من ذاكرتي. والكتاب من طائفة الكتب التي تعرض فكرة فكهة بصورة جادة فتكون الثمرة آية في الفكاهة الراقية. فكرة الكتاب الأساسية هي أن الإخفاق، في بعض صوره، بطولة في ذاتها وإنجاز لا تستطيعه إلا الصفوة من الأكفاء. ويورد الكاتب حالات حقيقية يستدل بها على حجته، فهناك الملاكم فلان الذي لم يكسب مباراة واحدة في حياته ولم يفشل ولو بالمصادفة في أن يخسر بالضربة القاضية؛ وهناك المدير علان الذي لم تسجل سيرته الذاتية نجاحاً لشركة أدارها، حتى أصبح علماً بحق وحقيقة في دنيا المال والأعمال، علماً يعرف ليتقى؛ وهناك الفرقة الغنائية من بلد كذا التي ظلت تأتي في ذيل قائمة المتنافسين في مهرجان الأغنية لعشر سنوات متتالية. والمتتبع لاستشهادات الكتاب لا يلبث أن يؤمن بفكرته، فالحالات المرصودة تنم عن موهبة حقيقية في الاتجاه الآخر وعبقرية في تحقيق الخسارة بصورة لا يمكن نسبتها فقط للأقدار. ولا يمكن المساواة بالطبع بين هذا الضرب البطوليّ من الإخفاق والضروب الأخرى التي يقع فيها سائر الفانين من البشر من أمثالنا. ولو تمعنا بصورة أدق في هذه الظاهرة العبقرية لوجدنا أنها تكتسب طابعها من جمعها بين المقدرة على ارتكاب الخطأ أو تحقيق الخسارة ثم توليدها أو إعادة إنتاجها على نمط واحد متسق ومتصل. ولقد أصبحت لا أكفّ عن رؤية طريقة تناول بعض قضايا السياسة السودانية من ذلك المنظور، منظور الإخفاق العبقري المستوفى شرطي الخطأ المتناسخ والاتساق".. هذا التقديم يكشف ذهنية ترى أن "الفشل" يمكن أن يتحول إلى "نجاح".. ويكشف رؤية ناقدة لمسار السياسية في السودان، كما في نموذج "الشريعة الإسلامية" والتعاطي معها وله قراءة موسعة في هذا الإطار، تأتي في سياق هذا الموضوع نفسه "عبقرية الإخفاق". وما يرمي له غازي أنه يريد القول أن السودانيين لم يحولوا إخفاقاتهم المتواترة منذ فجر الدولة الحديثة إلى "عبقرية" تولد نجاحات.. أو "جائزة" على الأقل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غازي صلاح الدين .. والطريق إلى زعامة الحركة الإسلامية السودانية (Re: عماد البليك)
|
شكرا عماد ... غازي ليس كما يبدو الان فهو شديد العصبية لجماعته وكان احداشرس المهاجميين الشباب في حركة محمد نور سعد في يوليو 76 وفي مشاكوس كان لايقل شراسة ورغبة كما اعلن حينها في نشر "التوجه الحضاري" في كل الدنيا ..... اتي صديقي وقريبي مصطفي البطل في مقال له اخير عن كتاب المحبوب بمصطلح "غسيل الاحوال" تشبها ب"غسيل الامواال" وغازي مثل المحبوب هو احد اطراف "غسيل الاحوال" ..والاتفاق الاخير ليس انجازا شخصيا وانما عملا مشتركا لاطراف كثيرة خارجية وداخلية كما كانت نيفاشا لعلي عثمان ولكن الفرق هو ان خليل ابراهيم كان معه في خندق واحد وعاني من مرارات عزل الجماعة مثله مع اختلاف التفاصيل ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غازي صلاح الدين .. والطريق إلى زعامة الحركة الإسلامية السودانية (Re: abubakr)
|
Quote: وما يرمي له غازي أنه يريد القول أن السودانيين لم يحولوا إخفاقاتهم المتواترة منذ فجر الدولة الحديثة إلى "عبقرية" تولد نجاحات.. أو "جائزة" على الأقل.
|
قمة الإخفاقات كانت مشاكوس التى لم ولن تثبت الشريعة بحكم تجاوز المجتمع السوداني لها وهددت الوحدة الوطنية. قد يكون الرجل عفيف اليد في نظام قائم على الفساد ولكن قطعا الرجل سياسي عادي له تطلعات أن يصبح مفكر وقائد تاريخي حتى وأن كان عن طريق دعم الدولة البوليسية وتزوير إرادة مؤتمر من أجل ان يصبح أمين عام للمؤتمر الوطني. الدكتور غازي يعرف كيف يلعب على التناقضات وما أكثرها الأن وسط الإسلاميين.
| |
|
|
|
|
|
|
|