|
فى جريدة السودانى ، فيلوثاوس فرج يقول ( الدوحة عاصمة للثقافة )
|
Quote: الدوحة عاصمة للثقافة
فيلو ثاوس فرج
اثراء الثقافة: انني من المعجبين جدا بان تكون الدوحة عاصمة للثقافة العربية لهذا العام2010م ومن منطلق اول زيارة للدوحة الجميلة الاصيلة لحضور مؤتمر الاديان السادس بدأ اعجابي وحبي وتقديري، فلقد اهتمت قطر بالآخر اهتماما كبيرا، واقامت في حوار اديانها جسور ود ومحبة وليس بين الاسلام والمسيحية فحسب، انما ايضا اهتمت باليهود، وامتلأت ساحة المؤتمر بالحاخامات من رجال الدين اليهودي فليس هناك عداء بين الاسلام واليهوية ولا بين المسيحية واليهودية، وكان وجود الحاخامات فرصة للتعرف على علماء من فلسطين اصحاب قضية، ولقد رأيت انه من الممكن ان يحدث التلاقي بين ابناء فلسطين اليهود، بل يشق اهل فلسطين الطريق الى قلوب اليهود وعندما يحدث مثل هذا التسامح نتوقع نتائج طيبة عبر رائحة السلام التي سكبت قنينتها مدينة الدوحة سكيب حب وتعارف، وما تحصل عليه بالسلام والحوار افضل كثيرا وانجح اكثر مما نحصل عليه بالحرب والدماء وسفك الدماء. ولقد تفوقت الدوحة في امور كثيرة، وصارت لها تطويبة السيد المسيح طوبي لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون، وطبعا نفهم معني ابناء الله بالمعني الرمزي الروحي الباطني، لان الله لم يتخذ له زوجة وينجب ولدا، انما كما نعتز اليوم بابناء قطر وهم يقدمون غصن زيتون ويصنعون سلاما، هكذا نكون ابناء الله، ولقد امتدت شجرة السلام في قطر لتظلل بلادا عديدة من بينها وطننا العظيم حيث تبذل قطر قصارى جهدها لتحقيق سلام دارفور وتجري كل المباحثات على ارض السلام في الدوحة لتحقيق سلام السودان، ولهذا اعتقد بعد ان حملت الدوحة ثقافة السلام سوف تحمل الثقافة العربية التي لم تتخل عن السلام كهدف من اهدافها، منذ مسيرة شعراء العرب قبل الاسلام والذين كان اغلبهم من المسيحيين، مثل عدي وزهير بين ابي سلمي، والاخطل، وامرؤ القيس، وعبيد بن الابرص، وورقة ابن نوفل، وعلماء الهندسة والطب والفقه، وقد نشر هؤلاء ثقافة السلام، وعاشوا في سلام ورفعوا الصلوات واكثروا السجدات، وتعايشوا مع الاسلام عندما اتي اليهم، وتعايش الاسلام معهم، وكان ان صلي مسيحيو نجران صلاة اسبوع الآلام سنة 631م في اول جامع اسلامي. عاصمة الثقافة: ويتفاءل كثيرون بالدوحة عاصمة للثقافة، واقف معهم في صف المتفائلين ولقد قرأت باعتزاز ما جاء في ملحق الدوحة يناير2010م عن الدوحة عاصمة الثقافة العربية، ويقول رئيس تحرير الملحق انه قد جاء اختيار الدوحة عاصمة للثقافة مؤكدا قيمتها الحضارية ومنزلتها العربية وما تقدمه من دعم متواصل للابداع الثقافي وتعميق للحوار والتواصل مع الثقافات وتعزيز لقيم التسامح والتفاهم والسلام والاحترام المتبادل، وعندما يركز الدكتور على احمد على التفاعل مع الثقافات الاخرى في العالم فانه يريد ان يؤكد على ان الدوحة ليست عاصمة الثقافة العربية فقط انما عاصمة الثقافة عامة لانه لاتوجد ثقافة تعمل بمعزل عن الثقافات الاخرى ونحن الآن في عالم صار قرية صغيرة، وهنا تأتي اهمية الترجمة من العربية والى العربية، واذكر هنا كيف كان الاهتمام بالترجمة الى العربية حيث وعد الخليفة احد المترجمين من اليونانية الى العربية ومن الفارسية الى العربية ان يعطه وزن ما يترجم ذهبا وهنا وسع المترجم المسافات بين الكلمات وكتب بخط كبير لكى يحظي بابكر قدر من الذهب. ولقد لاحظ الدكتور فيصل عبدالله غياب الترجمة وقال: ياحبذا لو قامت الجهات المعنية بامر الثقافة بترجمة الكتب المهمة في كل ميدان ونقلها من لغاتها الاصلية الى اللغة العربية سواء كانت في العلوم التطبيقية ام العلوم الانسانية والاجتماعية، ولا سيما ان الترجمة مغيبة تماما عن اهتمامات المشتغلين بالثقافة في البلاد العربية، وهذا سوف يسهم في اثراء المكتب العربية بترجمات تلك الكتب للوقوف على آخر المستجدات العلمية في كل ميدان. اما دكتور حسن رشيد فيرى ان الحلم العربي هو ان يعبر الانسان عن كيانه دون خوف او وجل من مقص الرقيب، ويقول ان قطر بعد رفع الرقابة عن الصحف صارت وطنا صافيا لاغيوم فيه تحجب الرؤية. واذا كان هناك رهان على نجاح عام الدوحة، فانني اعتقد ان الدوحة سوف تكسب الرهان، وبالنسبة الينا في السودان فانا متأكد ان سفير قطر الهمام على الحامدي لن يألو جهدا من ان يربط بين مفكري السودان وادبائه وبين قطر، وهو مهندس ناجح في تعميق العلاقات الثقافية بين البلدين، واذا كانت اول وزارة للثقافة في قطر تأسست سنة2008م فان هذه الوزارة سوف تثبت جدارتها ونجاحها لان الثقافة بدأت منذ مولد الدولة العظيمة، ومنذ الايام القديمة لها، وفي انتظار اطيب الاخبار لنجاح اختيار الدوحة عاصمة للثقافة العربية.
|
|
|
 
|
|
|
|