|
|
 كلمة الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي في منتدى السياسة والصحافة رقم (67)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
منتدى السياسة والصحافة رقم (67)
3 فبراير 2010م
كلمة الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي
الشعب السوداني كافأ حزبنا على الصمود والتصدي للقهر المايوي بأكثرية الأصوات في انتخابات 1986م بعد أن أعلن النظام المباد مرارا وفاة القوى السياسية التي انقلب عليها. ولكن التركيبة السياسية السودانية حرمتنا من الأغلبية وأجبرتنا على الحكم الائتلافي. ومع أن التكوين الحكومي قد كان ائتلافيا فإننا سلكنا نهجا قوميا استطاع في فترة قصيرة أن يقوم بـ:
- كنس آثار الشمولية.
- استرداد الديمقراطية.
- تكريس دولة الرعاية الاجتماعية.
- اتخاذ نهج قومي للتأصيل الإسلامي.
- تحقيق عافية النظام الاقتصادي.
- الاقتراب من إنهاء الحرب الأهلية باتفاقية سلام عبر مؤتمر قومي دستوري مبرمج له في سبتمبر 1989م.
- التزام سياسة دولية حققت استقلالية القرار الوطني.
كل ذلك في ثلاث سنوات فقط.
التجربة الديمقراطية كانت ناجحة بدليل أنها استطاعت أن تواجه كافة التحديات التي واجهتها من خارج البرلمان، واستطاعت أن تزيد من سند الحكومة البرلماني حتى بلغ درجة الإجماع في آخر أيام الديمقراطية- لم يشذ إلا أعضاء الجبهة الإسلامية القومية الذين كانوا يومئذ يتآمرون لقلب نظام الحكم. وقد فعلوا في يونيو 1989م.
وبعد عشرين عاما من هذا الحكم صارت البلاد اليوم تواجه أربعة تحديات خطيرة:
الأول: عثرات في اتفاقية السلام بعد خمسة أعوام من إبرامها تنذر بالإقدام على تقرير المصير دون حل بعض البؤر الخلافية مما سيؤدي لجعل الانفصال أكثر جاذبية، ووضع دولتي السودان في مواجهة حربية مكررين السيناريو الأثيوبي/ الإريتري.
الثاني: عثرات في سلام دارفور تبقي على الإقليم مضطربا ومشتعلا.
الثالث: المقلب الجديد، أن تتحول الانتخابات بسبب الطعن في نزاهتها إلى أزمة لا حلا لأزمة، مما يكرر السيناريو الكيني.
الرابع: أن يستمر التأزم في العلاقة مع الأسرة الدولية بسبب العدالة ويكرر السيناريو البوسني.
إن على القوى السياسية المتنافسة في الانتخابات الجارية الإحاطة بهذه التحديات فتقدم برامجها لخوض الانتخابات وتقدم خريطتها لإيجاد مخرج ينقذ البلاد من السناريوهات المقيتة ويحقق الأجندة الوطنية أي السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل.
ولكفالة الارتفاع بمستوى نزاهة الانتخابات فإننا قد خاطبنا المفوضية بمطالب محددة أهمها أن تشرف هي ومجلس الأحزاب على إبرام ميثاق شرف انتخابي خلاصته:
- الالتزام بالقانون.
- احترام اتفاقية السلام.
- كفالة الحريات الأساسية وفي هذا المجال تعطيل أو ضبط حقاني لمواد الاعتقال، والاحتجاز، والمصادرة، والحصانة في قانون قوات الأمن الوطني. ومواد تقييد النشاط الحزبي في القانون الجنائي.
- عدم استغلال النفوذ الحكومي في الانتخابات.
- تجنب الأساليب الفاسدة من ترغيب وترهيب.
- تجنب الحملات الكيدية والشخصية.
- رد الأصول المصادرة من الأحزاب لأهلها.
- الالتزام بنبذ العنف.
- عدم الركون لتمويل أجنبي.
- أجهزة تطبيق القانون والفصل في المنازعات تتبع للمفوضية لضمان نزاهتها.
- التزام الإعلام القومي والخاص بالمهنية واشتراكهما بجدية في التثقيف الانتخابي نظرا لتعقيد الانتخابات، وإلزام الإعلام الرسمي بالحياد وعدم الاستغلال الحزبي، تحت إشراف مجلس قومي للإعلام.
في هذا المناخ الأكثر حرية ونزاهة فإن على المرشحين في كل المستويات أن يحترموا الناخب السوداني وأن يقدموا له برامج واضحة المعالم لبيان الخيارات المطروحة وللمحاسبة عليها فيما بعد.
نحن نطرح برنامجا خلاصته في 12 نقطة، هي:
1. الحكم الراشد: تصفية قوانين وأجهزة الشمولية وكفالة الحريات الأساسية وإقامة الحكم الراشد الذي يقوم على الجمهورية الرئاسية الديمقراطية، والنظام الفيدرالي، ويحقق رباعية المشاركة، المساءلة، الشفافية، وسيادة حكم القانون.
2. السلام العادل الشامل: نلتزم باتفاقية السلام وفيما يتعلق بالنقاط الخلافية في تنفيذها موقفنا:
الإحصاء: تصحيح نسب الإحصاء على ضوء نسبة التسجيل. متوسط نسبة التسجيل في الشمال 70% وفي الجنوب 108%، هذه نسبة الجنوب. هذا مع اعتبار مشاكل التسجيل في دارفور مع حالة الطوارئ والمعيقات للتسجيل فيها والتي هبطت بنسب التسجيل بشكل كبير بحيث لا يمكن اتخاذ التسجيل كأساس للكثافة السكانية هناك.
الحدود: اعتماد الحدود غير المختلف عليها كما حددتها اللجنة الدولية. الحدود في المناطق المختلف عليها ترفع لقمة سياسية قومية لاتخاذ القرارات السياسية اللازمة. وهذا يشمل المناطق الثلاثة: أبيي- جنوب كردفان-وجنوب النيل الأزرق.
الثروة البترولية: بترول الجنوب للجنوب وتدفع منه نسبة للحكومة المركزية لخدمات المصافي والأنابيب والنقل. وفي كل إقليم توجد ثروة في باطن الأرض يخصص 20% لذلك الإقليم.
العاصمة القومية: طالما استمرت البلاد موحدة يحدد إقليم في وسط العاصمة ويعتبر إقليم قومي لا ينتمي جهويا.
عدد الولايات: إلغاء الترهل الإداري الحالي واستعادة عدد الولايات لعدد المديريات سابقا مع اعتماد اللامركزية في إدارة الإقليم.
3. سلام دارفور والشرق: إصدار إعلان مبادئ يوجب التزام الكافة بوقف إطلاق النار وبحماية المدنيين، وحماية الإغاثات الإنسانية، وينص على:
· رد استحقاقات أهل دارفور في مجال المشاركة في الرئاسة، والإقليم الواحد، والحواكير لإدارتها العشائرية، وحدود الإقليم كما كان عليه الحال في 1989م.
· تعويض النازحين واللاجئين فرديا وجماعيا وكفالة حقهم في العودة لقراهم وتوفير الأمن لهم.
· أن يكون نصيب أهل الإقليم في الثروة والسلطة متناسبا مع حجم السكان، وانطلاقا من هذا الإعلان يعقد ملتقى دارفوري جامع لكافة مكونات دارفور السياسية، والمدنية، والنسوية، والمهجرية، والقبلية.
إن مبادرة حكماء أفريقيا هي الآلية الأفضل لترتيب هذه الإجراءات مع إيجاد صيغة لمشاركة أصحاب المبادرات الحالية.
إن الانتخابات الحالية، وقد أحصينا عيوبها وطالبنا المفوضية بإزالتها، ستكون أكثر تشوها في دارفور للأسباب الآتية:
- عدم استتباب الأمن بحقيقة استمرار حالة الطوارئ.
- النازحون واللاجئون يمثلون شرائح كبيرة غير مستقرة.
- الحركات المسلحة مغيبة ولن تعترف بنتائج الانتخابات بل ربما قاومتها وسوف تطالب في محادثات السلام بإلغائها.
- تأثير حالة الطوارئ والتدخلات السلطوية على السجل الانتخابي في دارفور وحرمان كثيرين من حقهم بالتسجيل.
معلوم أن حركة تحرير السودان (جناح مني) وقعت اتفاقية سلام وهي تشكو من عدم تطبيقها. كذلك جبهة الشرق. الذي نلتزم به هو تطوير الاتفاقيتين في إطار الاتفاق العادل الشامل.
4. التأصيل الإسلامي: الالتزام بالدولة المدنية وحرية العقيدة والاعتراف بالتنوع الديني والثقافي في السودان، وتصفية التجربة المعيبة التي أقامت تناقضا بين الإسلام والحرية، والعدل، والعقل، والمنفعة، والتسامح. المطلوب تأصيل إسلامي يحمي ديباجة الإسلام مما علق بها ويسترد معقوليتها وتسامحها وعدالة أحكامها.
ومؤخرا أصدر بعض التكفيريين بيانا كفروا فيه القائلين بتقرير المصير في السودان. إن واجب الفقيه كمال قال ابن القيم هو: معرفة الواجب الواقع والمزاوجة بينهما. هؤلاء فهموا الواجب فهما مبتورا عن مقاصد الشريعة، فمن مقاصدها نفي الحرج ودرء المفاسد، والحكمة: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا؟)[1]. وما أدركوا من الواقع شيئا، ففكرة تقرير المصير لم تنشأ من فراغ بل كانت ردة فعل لنفس الرؤية الاستعلائية الإقصائية الواردة في بيانهم. إنه نهج خارجي يكفر السواد الأعظم من المسلمين، وقد مهد لسفك الدماء ويمهد لمزيد من سفكها؛ فإهدار الدم لديهم هو الخطوة التالية للتكفير. علينا التصدي لهذا الفكر الطارد وتجريمه بأحكام القانون.
5. الاقتصاد الوطني: كان استغلال البترول إنجازا ضخما أفاض على البلاد نعمة زاد حجمها المادي في عشر سنين عن 50 مليار دولار. ولكن هذه الإيرادات جرّت لاقتصاد البلاد نقمة بيانها:
· توسع هائل في الصرف السيادي والإداري والعسكري والأمني والتفاخري قفز بالمصروفات ثلاثين ضعفا في عشرة أعوام.
· صحب الاعتماد على البترول إهمال للموارد المتجددة في الزراعة والصناعة فزاد خراب الريف وزادت الهجرة للمدن وزادت نسبة العطالة.
· وصحب دفق إيرادات البترول إدارة اقتصادية همشت الصرف على الخدمات الاجتماعية: قنوات التنمية البشرية.
· كما صحبه خطة تمكين اقتصادي أثرى فئة محددة وأفقر الأغلبية الساحقة. أرقام آخر ميزانية لعام 2010م تصور هذه الحالة:
القطاع العسكري والأمني والشرطة 60,6%
القطاع السيادي 10,3%
القطاع الزراعي 8,6%
القطاع الصناعي 0.7%
قطاع الصحة 4,6%
قطاع التعليم 5%
لذلك سوف ندعو لمؤتمر اقتصادي قومي لتشخيص حالة البلاد الاقتصادية ووضع خطة تنموية راشدة مستهدية بالمبادئ الآتية: مواءمة التنمية العادلة مع النمو المتنوع المستدام لتوطين خلاصة التجارب الإنسانية الحديثة في مجال التنمية الاقتصادية على واقع السودان كمجتمع متنوع ويعاني من صراعات وتفاوت طبقي رأسي (بين الأفراد) وأفقي (بين الأقاليم والإثنيات)، فضلا عن الفقر الذي يطبع حياة الأغلبية الساحقة من سكانه، وعليه فإن البرنامج الاقتصادي للسودان العريض يسعى لتحقيق ثلاثة أهداف إستراتيجية هي:
أولا: إعادة ترتيب أولويات التنمية وأسبقيات تخصيص الموارد لدعم مجهود إعادة البناء والتعمير في دارفور والجنوب والمناطق الأخرى القابلة للاشتعال في إطار إستراتيجية شاملة للإقلال من مخاطر اشتعال الحروب والنزاعات، حيث أن الفقر والتهميش الأفقي، الجهوي والإثني، يعتبر من أهم أسباب الحروب الأهلية في أفريقيا وغيرها من دول العالم النامي.
ثانيا: الإقلال من ومحاصرة انتشار وتعميق الفقر وتحقيق أهداف الألفية المتعلقة بمؤشرات الرفاه الاجتماعي (المياه الصالحة للشرب، نسبة الاستيعاب في المدارس الابتدائية، التطعيم، الخ)
· الالتزام بمجانية التعليم والخدمات الطبية الأساسية
· تثبيت أسعار السلع الضرورية لذوي الدخل المحدود والفقراء
· إنعاش ودعم سوق العمل، خاصة في قطاع الشباب من خريجي الجامعات والمعاهد العليا
ثالثا: تنويع قاعدة الاقتصاد عن طريق توظيف موارد النفط لخدمة القطاعين الزراعي والصناعي وزيادة التنافسية لسلع وخدمات الصادر
· نمو مستدام ومتنوع على المستويين القطاعي (بترول، معادن، زراعة، صناعة، الخ) والجغرافي أيضا بحيث تعدد أقطاب النمو على المستوى الجهوي لتشمل إلى جانب منطقة الخرطوم الحضرية مناطق أخرى في ولايات البلاد الأخرى، على سبيل المثال لا الحصر:
- ساحل البحر الأحمر: التصنيع، السياحة
- الإقليم الشمالي: البستنة والتصنيع الزراعي
- كردفان: حزام الصمغ العربي، الحبوب الزيتية
- دارفور: الثروة الحيوانية، تجارة الحدود
- غرب الاستوائية: المنتجات الغابية وتجارة الحدود ومشاريع الطاقة الكهرومائية مع دول الجوار
- القضارف: الزراعة، تجارة الحدود ومشاريع الطاقة الكهرومائية مع دول الجوار
· الاستفادة من التحولات الايجابية المرتقبة في علاقات السودان الدولية والإقليمية، للعمل على رفع العقوبات الاقتصادية وإعفاء الديون بما يمكَن من استقطاب الاستثمارات من دول الجوار ذات الوفرة الرأسمالية وغيرها من الصناديق والمؤسسات التمويلية الإقليمية والعالمية
· توثيق العلاقات الاقتصادية الإستراتيجية القائمة الآن مع الصين وغيرها من دول الشرق الأقصى وتطويرها في إطار من الشفافية والمؤسسية في ظل التحول الديمقراطي المنشود
6. الدفاع –الشرطة- الخدمة المدنية:
الدفاع: لا يمكن لدولة أن تكون مجدية ما لم تكن لديها قوات مسلحة قومية. لذلك كان قرارنا في مؤتمر أسمرا 1995م والحرب الأهلية على أشدها ضرورة اعتماد قوات مسلحة قومية واحدة مع إعادة هيكلها لإزالة ما لحق بها من اختراق حزبي ولإلحاق قوى المقاومة المسلحة بها. ولكن هذا النهج الصحيح لم يتبع بل اتبع نهجٌ يبقي على قوات المقاومة المسلحة كما هي مما أدى لوجود عدد كبير من القوات المسلحة في البلاد. هذا النهج يجعل اتفاقيات السلام مجرد محطات هدنة قابلة للاشتعال عند كل اختلاف بين الأطراف وهذا ما نشاهده الآن. نحن نرفض هذا النهج جملة وتفصيلاً وننادي بقوات مسلحة موحدة مهيكلة بصورة جديدة لتراعي التكوين القومي على أن تكون قومية ومحيّدة سياسياً بصورة تفصل بين القيادات الحزبية وقيادة القوات المسلحة القومية الموحدة. صحيح بالنسبة للجنوب يوجد ظرف خاص تجب مراعاته لاحتمال الانفصال. ولكن مشروع بناء القوات المسلحة مستقبلاً إذا كانت الوحدة ينبغي أن يكون قومياً بمعني الكلمة وينبغي ألا تعتبر حالة الجنوب الخاصة سابقة لاستمرار قوات الآخرين.
الشرطة والأمن: ينبغي أن تكون قوة منضبطة ذات مهام نظامية ومدنية وذات كيان قومي لمراعاة مستوى الانضباط والتدريب. ومطلوب وضع معادلة بين قوميتها وانخراطها في نظام الأمن الولائي. الأمن هو عين الدولة التي تجمع وتحلل المعلومات الأمنية بالداخل والخارج ولكن قيامه بمهام تنفيذية يفسد مهامه والمطلوب إيجاد صيغة تنسيق بين ما يوصي به من إجراءات والآلية الشرطية المنفذة.
الخدمة المدنية: كان للسودان خدمة مدنية مضرب المثل في حسن الأداء. ولكن فرض الكوادر والسياسات الحزبية عليها في ظل الشمولية، والتخلي عن الضوابط القانونية والمهنية فيها، وتجريدها من حيادها واستقلالها عوامل فقدت بها مهنيتها بحيث صارت مضرب المثل في التسيب واللامبالاة والفساد. إصلاح الخدمة المدنية واجب وطني نعطيه أولوية قصوى. ولا بد من رد اعتبار كافة الذين شردوا دون وجه حق.
7. مشروع الجزيرة: كان هذا المشروع عصب الاقتصاد الوطني، وهو الآن عورة الاقتصاد الوطني. سوف نلغي قانون سنة 2005م وندعو لمؤتمر يضم ممثلي الحكومة، والمزارعين، والعمال الزراعيين، وملاك الأراضي، والخبراء؛ لوضع خطة لإعادة تأهيل المشروع واقتراح قانون جديد يقوم على علاقات إنتاج عادلة ويعيد للمشروع دوره الإنتاجي والاجتماعي.
8. خطة السدود: في السودان لم يستهدى بالتراث المهني الهندسي والذي تواضع على أولويات معلومة فيما يخص برمجة بناء السدود، واتبع أسلوب أمني قهري في إنجاز هذه المشروعات مما ولد نزاعات مع سكان هذه المناطق المتأثرة والاتفاق الاختياري معهم أولى خطوات العمل الإنشائي وهو ما سوف نلتزم به.
9. المؤسسات المستقلة: ينبغي أن يكفل القانون استقلال بنك السودان لأهمية ذلك في إدارة النقد على أن يقوم على نظام يفسح مجال شباكين في كل البلاد. كما يراجع قانون المراجعة لكفالة استقلال هذه المهنة الحساسة.
10. البيئة الطبيعية: البيئة الطبيعية تدهورت بصورة هائلة في السودان. سوف نرفع مسألة البيئة الطبيعية لمستوى قضية قومية لوضع برنامج شامل لاحتواء التدهور وتخضير السودان. برنامج يستهدي بالبرامج العالمية المعنية ويسعى لتضامن البلدان المتضررة لإلزام الدول الصناعية الملوثة للمناخ تمويل التوسع في استخدام الطاقة الشمسية في الدول الفقيرة لكافة الأغراض المنزلية ولتمويل بسط الغطاء النباتي على أوسع نطاق.
11. العلاقات الإقليمية: تدهورت علاقات السودان بكثير من جيرانه، لذلك سوف نعمل على عقد مؤتمر إقليمي لإبرام اتفاق تعاون أمني وتنموي بين السودان وجيرانه تمهيدا لآفاق جديدة تقيم بين السودان وجيرانه في مصر وليبيا وأثيوبيا واريتريا ويوغندا وتشاد اتحادا كنفدراليا. اتحادا يحقق علاقات خاصة تحت مظلة الاتحاد الأفريقي.
12. العلاقات الدولية: نعد بمصالحة السودان مع الأسرة الدولية على أساس الندية والعدالة فالسودان الديمقراطي ذو مصداقية تمكنه من السعي لإعفاء الدين الخارجي وللتعامل المسئول مع بعثات الأمم المتحدة في السودان. ولتحقيق معادلة توفق بين العدالة والاستقرار في أمر المحكمة الجنائية الدولية.
ختاما:
هذه خلاصة لبرنامجنا الانتخابي الذي سينشر مفصلا لاحقا.
لم أكن حريصا على ترشيح حزبي لي، ولم يكن استبدال اسمي بغيري من داخل حزبي ممكنا إلا بقرار من مؤتمر عام يستبدل رئيس الحزب ويرشحه. وأكشف لكم سرا هو أنني تفكرت في مآلات المرشحين الأوفر حظا وكانت النتيجة:
أ. مرشح المؤتمر الوطني لن يكتسب حصانة إن فاز وسوف يلقي موقفه بظلاله على الدولة السودانية حتما.
ب. مرشح الحركة الشعبية مع ملابسات الانفصال الراجح سوف يدخل في وضع مستحيل إن فاز.
ج. مرشح الأمة إذا فاز سيجد نفسه على قمة مؤسسات مسيسة في اتجاه حزبي معارض.
هل هان السودان عند أهله حتى يضعوه في هذا الخيار بين الرمضاء والنار؟
ما العمل إذن؟
الحل الوحيد هو عقد ملتقى قمة سياسي لبحث هذه القضايا وتجنيب البلاد السيناريوهات الجهنمية، والاتفاق على شخصية وفاقية تلتزم ببرنامج قومي وتكون حكومة قومية بنسب التأييد الانتخابي لمواجهة المخاطر المحدقة بالبلاد..
ربما ظن ظان أننا نقول ما نقول لضعف موقفنا.
ولكن رغم ما طال حزبنا من نصيب الأسد في الاعتقالات، والمصادرات، وحملات الاغتيال المعنوي فإنه استطاع أن يوالى عقد مؤتمراته العامة، وورشات العمل الفكرية، والندوات، والمؤتمرات الصحافية، واجتماعات أجهزته الرئاسية، والتشريعية، والتنفيذية بانتظام دقات الساعة السويسرية.
وعندما بدأت هذه الانتخابات كان لقياداته وأعضائه الحضور البارز لدى مفوضية الانتخابات ومواقع التسجيل.
وفي مرحلة الترشيح تحركت أجهزته وعضويته بحيوية وكانت النتيجة هذا الكتاب الذي ضم 956 مرشحاً ومرشحة شمل كل المواقع الرئاسية، والولائية، والتشريعية، والجغرافية، والقائمية، والنسوية، في كافة ولايات الشمال: هذا الكتاب يؤكد هذا الإنجاز ويقدم فريقاً ينافس أي فريق آخر كفاءة وشعبية. فريقاً ممتازاً.
لقد استثنينا الولايات الجنوبية عن عمد لأننا اعتبرنا أن المصلحة الوطنية في الظروف الحالية والمتوقعة هو مناصرة الحركة الشعبية في الولايات الجنوبية والسعي للاتفاق معها على برامج ترجيح الوحدة أو الجوار الأخوي وربما ظن ظان أن ما نقترحه مثالية بعيدة عن الواقع. هذا ما رميت به مواقفنا ومقولاتنا وآخرها مقولات: الديمقراطية راجحة وعائدة، وتفصيل عيوب اتفاقية السلام، وتحديد مطالب أهل دارفور المشروعة، ثم أسفرت الأيام عن دقتها وصحتها.
واليوم من هذا الموقع وكمواطن يخاطب مواطن آخر- الأخ عمر حسن أحمد البشير -الذي مهما اختلفت معه سياسياً فإنه نهج نهجاً شخصياً واجتماعياً آسرا. أقول له هنالك عوامل محددة سوف تشل حركته الرئاسية وسوف تلقى بظلالها على حركة الدولة السودانية. والسبيل الوحيد أن يقبل هو حزبه التشاور مع الآخرين لاختيار مرشح وفاقي مؤهل للإبحار بالبلاد في مرحلة تحديات تاريخية: تقرير المصير للجنوب، استرداد عافية دارفور، التنمية، والتعامل مع دول الجوار، والتعامل مع الأسرة الدولية، وإيجاد معادلة توفيق بين العدالة والاستقرار بشأن الملاحقات الجنائية الدولية. فإن أملت علينا جميعاً يقظة الضمير، ومصلحة الوطن، وبركات العناية هذا النهج فلله الحمد ولبلادنا السعد، وإلا فلا بد مما ليس منه بد، وسنخوض معركة تفرض على البلاد مزيداً من الويلات المدمرة.
هذا تشاور سعينا إليه منذ حين ومهما فات الأوان:
إذا التف حول الحق قوم فإنه يصرم أحداث الزمان ويبرم
وبالله التوفيق
--------------------------------------------------------------------------------
[1] سورة محمد الآية (24)
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كلمة الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي في منتدى السياسة والصحافة رقم (67) (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
|
7. مشروع الجزيرة: كان هذا المشروع عصب الاقتصاد الوطني، وهو الآن عورة الاقتصاد الوطني. سوف نلغي قانون سنة 2005م وندعو لمؤتمر يضم ممثلي الحكومة، والمزارعين، والعمال الزراعيين، وملاك الأراضي، والخبراء؛ لوضع خطة لإعادة تأهيل المشروع واقتراح قانون جديد يقوم على علاقات إنتاج عادلة ويعيد للمشروع دوره الإنتاجي والاجتماعي.
8. خطة السدود: في السودان لم يستهدى بالتراث المهني الهندسي والذي تواضع على أولويات معلومة فيما يخص برمجة بناء السدود، واتبع أسلوب أمني قهري في إنجاز هذه المشروعات مما ولد نزاعات مع سكان هذه المناطق المتأثرة والاتفاق الاختياري معهم أولى خطوات العمل الإنشائي وهو ما سوف نلتزم به.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كلمة الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي في منتدى السياسة والصحافة رقم (67) (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
|
| Quote: واليوم من هذا الموقع وكمواطن يخاطب مواطن آخر- الأخ عمر حسن أحمد البشير -الذي مهما اختلفت معه سياسياً فإنه نهج نهجاً شخصياً واجتماعياً آسرا |
مساء الخير يا عمر
ما كان أغنى السيد الإمام الحبيب عن هذا المديح "القبيح " في هذا المقام
نرفض - بوافر التقدير والاحترام - ما تحته خط لأسباب نستغني على الدوام عن شرحها وتفصيلها يا سيدي
نرفض - مع وافر المحبة والإعظام - أي مديح للمجرم الذي لا زال يواصل إجرامه فينا ولا زلنا نكتوي بنيران "نهجه" ولا نرى له أي خير أو "كفاية شر" وإن كنت ترى يا "حبيب " فعلا أنه قد نهج نهجا اجتماعيا وشخصيا آسرا فلتكن شهادتك هذه في الإطار الشخصي الاجتماعي فيما بينك وبينه
ارحمنا يرحمك الله واسحب هذا الثناء القبيح !
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كلمة الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي في منتدى السياسة والصحافة رقم (67) (Re: فتحي البحيري)
|
Quote: مساء الخير يا عمر
ما كان أغنى السيد الإمام الحبيب عن هذا المديح "القبيح " في هذا المقام
نرفض - بوافر التقدير والاحترام - ما تحته خط لأسباب نستغني على الدوام عن شرحها وتفصيلها يا سيدي
نرفض - مع وافر المحبة والإعظام - أي مديح للمجرم الذي لا زال يواصل إجرامه فينا ولا زلنا نكتوي بنيران "نهجه" ولا نرى له أي خير أو "كفاية شر" وإن كنت ترى يا "حبيب " فعلا أنه قد نهج نهجا اجتماعيا وشخصيا آسرا فلتكن شهادتك هذه في الإطار الشخصي الاجتماعي فيما بينك وبينه
ارحمنا يرحمك الله واسحب هذا الثناء القبيح ! |
شكرا الاخ فتحي البحيري لهذه المداخلة
نعم ما كان المارشال البشير يستحق المدح على الاطلاق ولكن سيدي الامام الصادق يصر على مخاطبة الطغاة بالقول اللين عسى ولعل عملا بوصية المولى عز وجل لسيدنا موسى وهارون ...Quote: اذهبا إلى فرعون الَّذي تمادى وتجاوز كلَّ حدٍّ، حين جعل نفسه إلهاً، وصرف الناس عن عبادتي {فقولا له قولا ليِّناً}. ...
|
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كلمة الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي في منتدى السياسة والصحافة رقم (67) (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
|
شكرا عمر
إيراد الآبة في غير محله مع احترامنا الشديد لرأيك في النموذجين المشبهين والنموذجين المشبه بهما
على الأقل .. المقام هنا ليس مقام دعوة وهداية وإرشاد إلى الصراط المستقيم
والقول اللين (الليل الصادق المهدي) ليس موجها للبشير (فرعون) بقدر ما هو موجه للعامة
(العامة ديل يلقوها من منو ولا من منو ؟؟)
والمقام مقام انتخابات ... يعني اختيار ومفاضلة بين الصالح والأصلح والطالح والأطلح
ومعلوم أساليب هؤلاء النتنة والقذرة والمرذولة في تشويه صور الآخرين المنافسين .. بما فيهم الإمام الحبيب نفسه ... بحق أو بدونه
ومعلوم (سوى هذا كله ) أن الشعب السوداني في سواده الأعظم معني بذهاب هذا البشير عن السلطة أكثر من كونه معنيا بإتيان أحدا بعينه إليها
فتكون كلمات الإمام المؤلمة (إرباكا) للشعور العام المقدس عندنا أكثر من تقديسنا لما يحتويه خطاب الإمام من أبعاد سياسية وانسانية يستعصي فهمها واستيعابها فضلا عن مجاراتها على كثيرين أولهم شخصي الضعيف وآخرهم عمر البشير الدلدول الرئاسي السخيف
| |
|
|
|
|
|
|
| |
عمر عبد الله فضل المولى
اكرام الصادق الحسن
فتحي البحيري
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست