سناء جعفر و "ناس الرندوك سلام" نقلا عن الاحداث الخميس 14 ينائر 2010

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 02:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-15-2010, 02:40 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سناء جعفر و "ناس الرندوك سلام" نقلا عن الاحداث الخميس 14 ينائر 2010

    صديقتي سناء احساسها بكل الذي حولها عال وقرون استشعاراتها لا تجعل لاي امر ان يفوت دون ان يكون لها اسهام ما فيه ...اهتمامها بالبشر السوداني يتجاوز امر ان تشعر بهمومه الي ان تعرف عنه بعمق .. "ناس الروندوك سلام" نداء منها لللاهتمام بشريحة من البشر السوداني لا تجد اهتماما يليق بانسانيتها وبانها بشر ....


    Quote: ناس الرندوك .. سلام

    تصادفهم في كل الامكنة .. في اشارات المرور .. في زوايا الاسواق .. بالقرب من حاويات نفايات المطاعم .. أجساد هزيلة متلفحة بأسمال بالية يعلوها راس ملئ بالافكار الغامضة عمن يجاورنه في هذا الكون دون أن يشعروا بوجوده .. ويعبرونه كأنه طيف شفاف .. إذا واتتك الشجاعة وتمعنت يوما في عيني أحدهم .. ستجدها مليئة بالفراغ الذي إبتلع أرواحهم التائهة بتاثير ( السليسيون ) الذي لا يفارق أيديهم وجيوبهم ..
    إنهم الشماسة .. أبناء قاع المدينة وقاطني مجاريها وخراباتها .. انهم دمامل وجه المجتمع المتقيحة وبثوره القبيحة .. انهم مجتمع آخر داخل مجتمعنا .. اولاد وبنات .. شباب واطفال خليط من الأعراق التي أتت من مختلف قبائل وأنحاء السودان وتمازجت بانسجام لتولد( قبيلة المشردين ) التي باتت افراز طبيعي للحروب المتواصلة في شتى بقاع الوطن وما نتج عنها من مجاعات وفقد للمعيل وتفكك اسري بسبب الظروف الاقتصادية المتدهورة مما ادى الى نزوح مجموعات مختلفة من المناطق البعيدة المتضررة الى المركز هرباً من الموت والجوع لتواجه الواقع المرير الذي لم يقبل بهم الا كهامش بشري يحمل اوزار وجوده الغير مرغوب فيه في غدوه ورواحه .. عندما نصادفهم في الطريق نحاول أن نغير اتجاهنا حتى لا يتقاطع معهم ، فمجرد قربهم منا يثير لدى أغلبيتنا شعوراً بالخوف والتوجس وربما القرف . لهذا المجتمع عاداته وطقوسه ولغته الخاصة التي تذخر بمترادفات غريبة انتجتها مخيلتهم وبيئتهم يتخاطبون بها فيما بينهم لمنع الغريب عنهم من فهم حديثهم .. لغة معقدة يطورونها ويغذونها بمترادفات جديدة كلما استهلكت القديمة او انتشر استعمالها بين العامة .. إنها لغة ( الرندوك ) التي حولت القروش الى ضحّاكات وشرتيت .. والاكل الى مادوقة وعضة .. ولقبت الفتاة الجميلة بالحسس والبقاقة .. الكمساري اصبح بلف والبوليس جمتي وتحولت المشاكل الى طلايب .. اماالعملات فقد سميت باسماء الفنانات فهاجر كباشي هي الورقة ام عشرين جنيه بينما سميت الخمسين جنيه نانسي عجرم وتحولت المائة جنيه الى متر .. افراد هذا المجتمع لا يهابون الشمس ومنها اشتق اسمهم .. يواجهون البرد وهم يفترشون الأرض وقطع الكرتون المهملة ويلتحفون السماء وجلود بعضهم البعض ، يقتاتون بما تصل إليه أيديهم من بقايا اكل المطاعم ونفايات البيوت أو ما يعرف بـ ( الكرتة ) يعيشون في مجموعات ولكل مجموعة ( زعيم ) يأتمرون بأمره وينفذون طلباته ، ويكون عادة أكبرهم سناً وأقواهم بنية ، يدينون له بالطاعة المطلقة ، فهو الذي يحل خلافاتهم ويقود معاركهم مع الآخرين واليه تؤول الغنائم المتحصلة من النشاط اليومي مهما كان نوعه ويقوم بتوزيعها حسبما يراه .. يتقاسمون همومهم وأمراضهم وعاداتهم السيئة ، ولا يجيدون أي عمل يحتاج إلى مهارات خاصة لذلك يعتمدون على التسول والسرقة وبعض المهن الهامشية الأخرى مثل غسيل السيارات و( عتالة ) الأغراض الثقيلة لأصحاب المحلات ، يكرهون السلطة لأنها تطاردهم وتسئ معاملتهم ، يكرهون المدارس لأنها تقيدهم ، يمجدون حريتهم ويحرصون على التواجد بالقرب من النوادي وصالات الأعراس ، ويعشقون دخول السينما .
    مجتمع الشماسة مختلط ويضم أعمار مختلفة يعيشون معاً بلا قيود أخلاقية أو دينية تحد من تصرفاتهم وتهذب غرائزهم ، لذلك تجدهم يتناسلون ويتكاثرون وتتزايد قبيلتهم بعدد مقدر من الأطفال المجهولي النسب والذين يستخدمون كوسيلة لاستدرار العطف أثناء جولات التسول في إشارات المرور والمطاعم والبيوت ، نجد ان افراد هذه القبيلة يعكسون عنف المجتمع تجاههم الى عنف داخلي يمارسونه ضد بعضهم البعض فيغتصب الكبير الصغير ويغتصب الصبي الفتاة مما يزيد من معاناتهم ورفضهم لانفسهم وللعالم الخارجي الذي يحيط بهم .. الغالبية العظمى منهم تعاني من التفسخ النفسي اضافة الى الأمراض الناتجة عن الإدمان وعدم النظافة ، والممارسات الجنسية الشاذة .
    منذ فترة وجيزة لفت نظري خبر صغير منشور عن زواج عدد من المشردين .. فتساءلت عن مدى شرعية هذا الزواج وعن نتائجهّ وهل تمّ بالطريقة الصحيحة ؟! وما هو مصير الأطفال الذين سيأتون كنتيجة حتمية له ؟! هل سيجدون الرعاية الكافية التي تخرجهم من دائرة التشرد ام سينضمون الى والديهم و تحتضنهم الشوارع أو ربما مكبات الزبالة وبطون الكلاب الضالة.. تساءلت أيضاً: إلى متى سيستمر هذا الوضع ؟! متى ستنتبه الجهات المعنية في الدولة إلى هذه المشكلة وتحاول حلها بصورة جذرية بدلاً عن الحلول المؤقتة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ؟! في البدء يجب أن نعترف بأنهم باتوا يشكلّون جزءاً من نسيجنا الاجتماعي وأصبح وجودهم واقعاً بانتماءاتهم العرقية المتباينة ، بأديانهم المختلفة بلغتهم التي تسللت إلى الجامعات والبيوت والمقاهي والأسواق ومصاطب ملاعب كرة القدم و أصبحت مفرداتها جزء من لهجتنا العادية التي يتحدث بها الأطفال في المدارس والشباب في الجامعات والشيوخ في جلساتهم .. يجب ان نعترف بأنهم بشر مثلنا لهم أحلامهم وأمالهم وتطلعاتهم ، يصابون بالإحباط واليأس و يأملون في غد أفضل.. ربما لو نظرنا اليهم بهذه الطريقة لما تقاعسنا عن مساعدتهم ..
    اعلم ان هناك إدارة تسمى إدارة التشرد والتسول داخل وزارة الشئون الاجتماعية ومن ضمن مهامها التصدي لمشاكل هذه الفئة المهمشة عن سبق اصرار وترصد .. لكن استفحال الظاهرة يدفعني للتساؤل عن مدى اسهام هذه الإدارة في حل المشكلة ؟! ربما لم يعد بالإمكان معالجة أساس المشكلة الذي تجذّر منذ زمن طويل لكن زيادة هذه الفئة بصورة ملفتة ظاهرة يجب التوقف عندها ، يجب ان يكون هناك سعي جاد لمعالجتها بشكل يحفظ لهذه الفئة جزء من إنسانيتهم المهدرة ويعيد تأهيلهم للاستفادة منهم كطاقات بشرية قادرة على المساهمة في بناء المجتمع ... فبرغم سواد وقبح الصورة التي يعكسونها بمظهرهم وتصرفاتهم إلا انها لا تمنحنا رخصة اخراجهم من تصنيف البشر ، فلتمنحهم الدولة هذا الامل بتوفير الملجأ الذي يقيهم ذل التشرد والتعليم الذي يحولهم من لصوص وشحاذين الى عمال منتجين .. ربما يرفض البعض ان يتخلى عن حياته الهمجية الحرة التي اعتاد عليها ويدخل في حظيرة المجتمع .. لكن اظن ان الاغلبية تتوق الى سقف آمن ورداء ساتر ونظرة احترام ..


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de