حتى لاتتكرر مأساة دارفور فى كردفان (مقال)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 12:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-13-2010, 04:49 AM

سيف عبد العزيز
<aسيف عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حتى لاتتكرر مأساة دارفور فى كردفان (مقال)


    حتى لا تتكرر ماساة دارفور فى كردفان
    سيف الدين عبد العزيز ابراهيم – محلل اقتصادى بالولايات المتحدة
    [email protected]


    قبل أكثر من عام كتب الدكتور حامد البشير مجموعة من المقالات بجريدة السودانى الصادرة بالخرطوم تحذر من وتنبه الى تذمر وتبرم شريحة كبيرة من مواطنيين كردفان من مغبة التجاهل التنموى الذى لم يشمل معظم أجزاء الولاية (أنا هنا أتحدث عن الولايتين شمال وجنوب كردفان). فى تلك المقالات ساق دكتور حامد البشير طرحه الممنهج كدأبه الذى انتهجه كباحث لايطلق الحروف دون سند وقد قدم دراسة تحليلية فيها كثير من الموضوعية والمستندة على الادلة والمدعمة بالمرجعية الفكرية وهو باحث لايحتاج الى شهادة منى وعطاؤه ودراساته تتصدر المحافل وأضابير الفكر العالمى. وهاهى كثير من تنبؤاته وللأسف الشديد فى طريقها الى تصبح حقيقة. ولاننا سئمنا الاحتراب الذى لا يجلب الا الخراب ننبه وللمرة الألف عسى ولعل أن يسمع أحدهم فى أعلى شرفات القصور بعد أن بحت أصوات المصلحين أمثال دكتور حامد البشير.
    ابتدر دكتور حامد البشير فى ماذكر فى تلك السلسلة الرصينة من المقالات بسرد خلفية تاريخية مفيدة عن أزمة دار فور وأن ارهاصات الحرب التى تستعر فى دارفور لم تبتدأ قبل عشية وضحاها وانما حذر منها الكثيرون منذ ايام الحكومة الانتقالية فى فترة حكم سوار الدهب وكيف حذر منها أعيان دارفور المشير سوار الدهب ولكن ذلك التحذيرأوالتحذيرات التى سبقتها وتلتها قوبلت بالتجاهل التام من قبل المسؤلين فى ذلك الوقت لأسباب مختلفة منها فى تقديرى عدم مقدرة السلطة فى تلك الحقبة من استيعاب خطورة التحذير وجديته وعدم وجود مؤسسية تعينها فى تلك الحقبة على رؤية أو مواجهة تحديات مختلفة ومتباينة فى نفس الوقت حيث ركزت تلك الحكومة الانتقالية الجل الأعظم من جهدها فى الالتزام بالتحول الديمقراطى وهى حسنه تحمد لها ولكن وراء اندفاعها نحو تحقيق الهدف الأوحد الذى ارتأته مناسبا فوتت على نفسها فرصة احتواء تلك المشكلة وهى كما سمعنا فى النكات القديمة أنه تناهى الى مسامع أحد المواطنيين المقيمين بأحدى الأقاليم أن شوارع الخرطوم ممتلأة بالنقود فحزم حقائبه وتوجه اليها وفور نزوله من القطار وجد ورقة الخمسة وعشرون قرشا أمامه فبدلا من التقاطها قال لنفسه (بجى راجع ليها بعدين).
    وعند اندلاع الحرب فى دارفور فى حقبة الانقاذ استخفت بها الحكومة ودفنت رأسها المؤسسى فى الرمال ووصفت المحاربين تارة بقطاع الطرق وتارة بأن ليست لهم قضية ولم تتريث لترى من هم المتحاربين والمحاربين ومن منهم له قضية ومن هو قاطع الطريق بل أضفت على الجميع لون ونعت ولقب واحد كديدنها فى عدم استقراء الأخطار وتخبطها الذى جرنا ويجرنا الى الآن الى مربعات نحاول جهدنا ونخسر الكثير واضعاف أضعاف ماكنا (سنخسر) اذا سمعنا واستمعنا لابناء جلدتنا وبقية ماساة دارفور لاتحتاج لشرح منى لأنها خرجت من بين أيدينا كلنا بسبب ذلك البطء والتلكؤ والآن القوات الدولية التى أقسمنا أنها لن تطأ أرض السودان تسرح وتمرح به وماخفى أعظم.
    ديدنى فى الحياة وايمانى الذى يؤطر طرحى ونهجى هو أن لا أدعو الى أى عنف وأنا دائما أصنف نفسى مع دعاة السلام وحاقنى الدماء. لقد رأيت وقرأت ما أتت به الحروب سواء كان ذلك فى السودان أو فى محيطنا الأفريقى والعالم أجمع وأن معظم مايمكن جنيه من الحرب يأتى بالتفاوض والسلام ولكن ماسنخسره بسبب الحرب لن يصلحه أو يعيده السلام لأن الحرب تزهق الأرواح وتأتى بالخراب الذى يصعب رتقه ولا ولن أدعو لها. الآن وفى الساعة الحادية عشر ننبه وبالصوت العالى يجب علينا كلنا الانتباه لما يدور تحت الغطاء وفى الملأ من غليان فى كردفان وان كنا نظن أن هذا محصورا فى جنوب كردفان ولان لها ترتيبات أمنية حسب اتفاقية السلام أو تارة أخرى حاولنا اختزاله كعادة مسؤلينا فى أنه محصور فى غرب كردفان حيث الاحتكاك التقليدى بين المسيرية والدينكا فذلك أيضا نوع من التبسيط الساذج للمشكل واختزال هروبى منه. الخطر الآن يتحدق الجميع فى كل أنحاء كردفان وأحداث حمرة الشيخ قبل فترة ليست بمنفصلة عن المشكل الأكبر الذى أحذر منه وفصله عن المحتوى الشامل للأزمة كحادث عابر هو نفس الخطأ المؤسسى الذى ظللنا نغرق فيه مرارا وتكرارا. ما أود التنبيه له هنا ليس بمحاولة منى لترهيب الناس ولكنها وبالعكس خوفا منى على الخراب الذى تأتى به دوما الحروب وهو أيضا تنبيه وبالصوت العالى من الخطر القادم وضرورة تجنبه.
    التحليل المفصل الذى قام به دكتور حامد البشير عن ارهاصات القلقلة فى جنوب كردفان وأهمية تلافيه قبل فوات الآوان نرى بعض أوجه التشابه بينه وبين ما نراه الآن فى شمال كردفان حيث تعانى المنطقة كلها أشد المعاناة من أزمات عطلت مصالح العباد حيث لا يعقل أن تتأخر مرتبات أكثر من30,000 موظف وعامل ولفترة طويلة حسب ماورد فى مقال للكاتب الهادى محمد الأمين الذى نشره على موقع سودانيز أون لاين. هل لم تسمع الحكومة المركزية بندرة المياه فى كل مناطق كردفان ومن ضمنها الأبيض والذى كتبت بشأنها مقالات ومقالات حيث كان عنوان آخر مقالاتى بشأن أزمة المياه فى الابيض (أنصفوا مدينة الأبيض) وقد نشرته على صفحات جريدة الخرطوم والمواقع الالكترونية والتى تحظى بقراءة معظم قادة النظام؟. اتخاذ القرارت يتم دون استشارة اهل المناطق والقرارات الفوقية هى مايزيد الكل تبرما وصراع وعراك الولاة مع حاشيتهم كما راينا مؤخرا انضمام نائب رئيس المجلس التشريعى لاقليم شمال كردفان لحركة العدل والمساواة ولكن تبرير تلك الادارة بالابيض أن هذا العضو متهم باختلاس من قبل أكثر من عشرة أعوم فاذا كانت عليه كل هذه التهم فلماذا لم تحاسبوه حينها ولماذا سكتت تلك القيادات ولمدة عشرة سنوات حتى أعلن هذا العضو تمرده على السلطة ثم خرجوا علينا بهذه التهم؟. أنا لا أدرى صحة أو بطلان هذه التهم ولكن ما يقلقنى هو المنهج المتبع فى تسيير حياة المواطن البسيط. ماذا تريد الحكومة من اشارات أكثر من اعتداء المواطنين على الولاة كما حدث للوالى السابق فيصل فى غرب كردفان وأخير أبو كلابيش فى غبيش؟. كم من الادلة تحتاجها الحكومة والحركات المسلحة تجوب شمال كردفان وتجند الشباب المتعطل والمغبون على التجاهل الذى يضاعف من ذلك الغبن؟. كم من الأدلة تحتاجها الحكومة المركزية ووالى الولاية يأمر بادخال ضباط وشرطى المرور الحراسة لا لسبب جنوه سوى قيامهم بواجبهم فى درء الحوادث المرورية حيث قاد والى الولاية وأبنه سيارتهم فى الاتجاه المعاكس فى شارع ذو اتجاه واحد فى الأبيض؟. بالرغم من صغر هذه المخالفة مقارنة بجملة المشاكل التى يعانيها الاقليم الا انها اشارة او دلالة لما يجرى فى تلك الولاية. معلمى شمال كردفان لم يستلموا استحقاقاتهم لأعوام سبقت مما دعتهم للاضراب وقد كتب فى ذلك كثيرون منهم الأخ الطاهر ساتى بجريدة الصحافة. هذه التفاصيل المملة التى يستخف بها القائمين على الأمور والتى يعتبرونها ليست ذات أهمية هى ما يزيد الغبن والاحتقان والذى يفضى الى حروب نحن فى غنى عنها وسئمنا منها وبها. لقد حاولت جهدى أن أنأى عن الخوض فى التفاصيل والتجاوزات التى تتم من قبل المسؤليين بالولاية لأنى أعلم تماما أن التفاصيل تنحى بى بعيدا وتصرفنى عن هدفى الأساسى وهو التنبيه والتحذير لكل من يسمع بخطورة تجاهل التذمر من قبل الشباب الذى ينضم الى تلك الحركات.
    كردفان لا تحتاج الى دبابات وطائرات وجنود تحرسها وانما تحتاج الى التنمية وهى خير حارس لها. ندرة الاطباء العمومين ناهيك عن الأخصائيين فى بابنوسة, المجلد, غبيش, النهود, حمرة الشيخ, وسودرى تضاعف من معاناة الناس لدرجة لاتطاق حيث لايعقل أن يترك المواطن طلب رزقه وتكبد مشاق السفر الى الابيض للعلاج ومستشفى الابيض نفسه فحدث ولاحرج من حيث قلة الكوادر المؤهلة والاجهزة والقائمة تطول أما عن نظام اداردته فلايسعنى الا أن أقول أنه يدار وبطريقة بدائيه للغاية حيث تراكمت الاجهزة المتبرع بها من أبنائه الحادبين على مصلحته من غرفة عناية مركزة الى أجهزة رسم قلب الى معامل قبعت فى المخازن ولسنوات ولقد كتبت عنها مقالا أيضا بعنوان (من يسعف المستشفى؟ ) سبق ونشر على صفحات جريدة الخرطوم. هذه الأمثلة ماهى الا نقطة فى بحر معاناة الناس فى تلك الولاية وهو ما يزيد الغبن الاجتماعى والذى لا نأمن عواقبه.
    يعتقد البعض أن الانتخابات ستأتى بالجديد, صحيح أن الانتخابات اذا تمت بالصورة المثلى والنزيهة فهى محمدة ولكنها ليست بغاية فى حد ذاتها والانتخابات ماهى الا حلقة من حلقات التطوير لادارة الدولة, المشكل هنا يكمن فى النهج الادارى والسلطوى وليس بمشكل واحد ذو عمق واحد وانما مشكل ذو ابعاد متباينة وغير متوازية وبالتالى غير متساوية. محور الادارات المتعاقبة على ولاية شمال كردفان بالخصوص تمحور وانغلق على نفسه لدرجه منعته من التنفس حيث أهتمت الادارات المتعاقبة بالسياسة بدلا عن السياسات. نعم السياسة مطلوبه لادارة الدولة ولكن وجود السياسات الملازمة لها تعينها وتحقق الاهداف المزدوجة. وثمة علة أخرى ان كل من ينتقد أداء الوالى الفلانى أو المسؤول العلانى يتهم بالعمالة فى حين أن مناداتنا تنصب حول اصلاح حال أهلنا وعشيرتنا وليست لنا مطامع أو مطامح فى تلك الكراسى الوثيرة التى يجلسون عليها. ظللت أنادى كما نادى غيرى من أبناء المنطقة وغير أبناء المنطقة لتقويم الأداء لتلك الادارات بالتى هى أحسن لا لشئ سوى عدم ايماننا بجدوى الحرب التى تستعر فى بقاع كثيرة من السودان ونحاول أن نجنب أهلنا شرورها . أذا حاولنا حصر الأخطاء الاستراتيجية فقط للولاة لما وجدنا مساحة كافية تمكننا من ذلك ولكن فقط ننبه اذا كانت هنالك حياة لمن ننادى ولأنى مؤمن تمام الايمان بالأمل وأن التطور لامحال قادم باذن الله طال الزمن أم قصر فلن نييأس لأن يأسنا يعنى التنكر والتنصل عن أهلنا وبنى جلدتنا وحتى ننأى بنفسنا عن ذلك النعت فسنكتب وسنتحدث الى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de