.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 04:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-06-2010, 12:08 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
.

    اليوم نهجو لحظة استقلالنا ... ليسطر التاريخ مولد شعبنا

    الاستقلال كفعل نوعان لازم ومتعد ، مثال المتعدي قولك استقل فلان راتبه استقلالا .. بمعنى رآه قليلا واستقل دابته ركبها واستقل حقيبته حملها ومثال اللازم قولك استقلت الشجرة استقامت واستوت واستقل الباز تهيأ للطيران وكل هذا لا علاقة له بأمر هذا المقال . تجريد كلمة الاستقلال من الأحرف الزائدة يذهب بها إلى مادة قلل والتي منها في دراجيتنا الحميمة القلة بضم القاف وهي وعاء الماء (الزير) وقل الشيء قلا [ بفتح القاف وبنطقنا لها الذي يساوي صوت حرف g بالإنجليزية] رفعه وحمله وكلاهما موجود في اللسان العربي الفصيح بالمناسبة .. ولابد أن من هذه المعاني قد تطور ونشأ الاستخدام الأكثر ذيوعا ، والذي نحن بصدد ه هنا ، بمعنى التحرر والانعتاق من الآخرين independence على الرغم من أن تأملك (المتحرر!) في الكلمتين العربية والانجليزية يحيلك دون شك إلى أنهما غير (مستقلتين) بذاتهما في (حمل) هذا المعنى بذاته إلا (قليلا) مما ألفناه نحن عنهما
    ما يهم هنا ، أكثر من هذا التأمل (الفائق) في الفضاء الدلالي المحض ، هو مباراة السؤال الصعب والمركّب : هل نحن نحتفل بمناسبة (سعيدة) و (مفصلية) و(مثمرة) فعلا ؟؟ . لقد دامت فترة التحرر [الأولى ، إن شئت ؟] في 1885-1998 وقتا أقل بكثير من الذي تأخذه الآن فترة التحرر الثانية التي نؤرخ لبدايتها برفع العلم وجلاء القوات الأجنبية في 1956 م
    لا نريد أن نقهر الانتباه على ملاحظة حقيقة أن فترة الاستقلال المهدوي شهدت تغيرات جذرية في حياة المواطنين . ولا تشبه ملامح الحياة السودانية في زمن المهدية (نفسها) قبل ذلك أبدا . بمعنى أن ذلك الاستقلال قد أحدث قطيعة حقيقية مع ما قبله . ولا نعتقد أن نفس هذا الشيء قد حدث مع استقلالنا الذي رفعنا رايته مع وردي والمحجوب والازهري في اول يناير 1956 م . لا نريد أن نقهر انتباهاً ما على مراعاة هذه الحقيقة البديهية التي لن (يستقل) أثرها وتأثيرها وجود مشاكل ما .. اقتصادية وسياسية واجتماعية في زمن الحكم التعايشوي .. فقد أفلح القوم لدرجة بعيدة في نقل السودانيين من حالة النظر إلى أنفسهم كقبائل وأفراد وأسر إلى حالة أخرى من النظر إلى أنفسهم كأمة موكول لها مهام رسالية وأيدلوجية جسيمة ؟. وقبل ذلك وبعده ... أوجدت المهدية احساسا بالعزة والكرامة والثقة بالذات لدى السودانيين لم يكونوا يألفوه قبلها . فهل حدثت نقلة مماثلة في 1956م وما بعدها
    غني عن الذكر أن تناول لحظة 1956 باعتبارها قطعا واضحا في التاريخ السوداني لا يخلو على كل حال من سطحية وسذاجة .... فما تم في تلك اللحظة لا (يستقل) تمام (الاستقلال ) عن خيط متصل من الصيرورة السودانية قبله وبعده وربما كان هذا الذي تم في تلك اللحظة وربما كان الاحتفاء الزائد والزائف به هو علة العلة وسبب الارتباك الذي جعل من هذا الخيط المتصل في تدهور واضمحلال بعدما كان في علو وازدهار . واذا نظرنا للحياة السودانية خلال القرن الميلادي العشرين بغض النظر عما حدث في (منتصفه ) ، أي يوم 1-1- 1956 ، لا نجد فروقات جوهرية في الهوية الثقافية للسودانيين ولا في الطريقة التي ينظرون بها إلى أنفسهم ولا الكيفية التي يعيشون بها حياتهم . إذ ن ما تم في 1956 ونسميه (استقلالنا ) لم يكن بهذه المفصلية أبدا
    كان واضحا أنه بنهاية ثورة 1924 أخذت المقاومة السودانية للاستعمار الإنجليزي المصري تأخذ أشكالا اكثر انتماءاً للواقع الذي صنعه هذا الاستعمار .. وبلغة أكثر دقة .. لبست الشخصية السودانية لبوس المستعمر بخيره وبشره .. نجحنا نحن أو نجحوا هم ، لاحظوا أنه لا يوجد فرق يذكر ، في أن تنشأ أجيال منا تفكر بعقلية الحداثة التي أقحمونا فيها وأقحموها فينا . من الصعب جدا أن نحكم على هذا النجاح الآن بأنه كان في حد ذاته خيرا أو شرا ، هزيمة أو انتصارا ، ولكن كان لابد من استمرار الحياة على كل حال واستمرار الصراع لأجل حياة أفضل لمجموعنا وآحادنا . وهذه نفس الضرورة التي تسوقنا في هذه اللحظات (المفصلية!) وهذه هي نفس الضرورة التي تسوق أي مجموعة أو قبيلة أو شعب في أي لحظة من لحظات التاريخ ، سابقة أو لاحقة . وكان لابد أيضا من مخاطبة هذه الحياة وهذا الصراع بما توفر من أدوات وآليات وبما توفر أيضا من طريقة تفكير وطريقة نظر للذات
    وهكذا بدلا من البسالة الفذة ، والتي لا بد أن تجد كل احترام من كل ذي آدمية سليمة ، للبطل عبد القادر إمام ود حبوبة ومن الصمود اللانهائي لعبد الفضيل الماظ مثلا أخذت مخاطبة الحياة الجديدة والصراع المتجدد أشكالا أخرى اجتماعية وثقافية وصحافية وسياسية دؤوبة .. لم تكن في مجموعها هي الطريق إلى الاستقلال بمعناه الغنائي الستوخمسيني وإنما كانت هي الاستقلال ذاته بالإخراج اليومي المضني والمستمر لآحاد هذا الشعب ومجموعه من وهدة الفقر والتخلف والجهل والغيبوبة الحضارية والوجودية عبر صياغة هوية فريدة لا تستبعد الذات التي تشكلت في كامل تاريخه السابق ولا تحرم نفسها من الحداثة الكوكبية الحاضرة التي تسبب الاستعمار في احتكاكنا بها بعمق أكبر : كل هذا كان يحدث : المشاريع الزراعية الكبيرة في الجزيرة المروية والنيل الأبيض وغيرها ، المؤسسات الخدمية الضخمة مثل هيئة سكك حديد السودان ، دولاب الخدمة المدنية الذي كان فريدا في عصره ، النظام التعليمي الفذ ، أندية ومؤتمرات الخريجين ، المدن والبلدات النظيفة الهادئة ، الاستقرار المستمر مع الانفتاح المستمر على العالم الخارجي ، الرخاء الاقتصادي ، الإدارة الأهلية ، كلية غردون ، ما سمي بعد ذلك بأغنيات الحقيبة ، الاهتمام ، اهتمام الدولة التي تمثل مستعمرا آخرا ، بالقيم والموروثات والمعتقدات لدرجة لا بأس بها ولم تتوفر في كل ما سمي بالعهد الوطني بعد 56 أو عهد السودان الحر المستقل
    وكل هذا استمر بع 56 ، ولكن لاحظوا أن بناء المدارس الأهلية ربما صار يمضي بوتيرة أقل نظرا لانشغال المعنيين الفعليين والافتراضيين بأعباء إدارة الدولة الوطنية أو – على الأصح - بأعباء إدارة صراعات الدولة الوطنية بين الأحزاب الوطنية الجماهيرية مع بعضها البعض وبين هذه الأحزاب من جهة والنخب التي أرادت أن تحكم رغم أنف الجميع باستخدام أداة القوات المسلحة
    ليس التوسع في التعليم وحده هو الذي تضرر بلحظة رفع العلم ولكن التوسع في التنمية الزراعية والصناعية والخدمية وأكبر من ذلك ربما (ارتبكت) بشكل قاس وتيرة رفع وعي المواطنين وتمدينهم في الحواضر والأرياف والبوادي . هذه العملية التي يشكل كل ما سبق محض تجليات وتمظهرات لها . انشغل السياسيون والمثقفون بما هو أهم من ذلك في نظرهم ... طرد المستعمر ... هزيمة الشمولية الأولى والثانية والثالثة والـ .. لا نعني بذلك أن تلك المهام ليست بهذه الأهمية ولكن كانت حالتنا في 56 أشبه بالذي ينشغل بجانب شكلي وربما إنصرافي في غمرة انهماكه في شغل أساسي ، ثم لا يفتأ بعد ذلك يعطي هذه الناحية الشكلية والانصرافية حيزا أكبر من تفكيره ووقته وجهده وانتباهه على حساب باقي أجزاء المهمة الأساسية ... لأجل ذلك ربما نحتاج أن نرجع البصر كرتين و(نهجو) لحظة استقلالنا ... عسى يسطر التاريخ مولدا حقيقيا لشعبنا






                  

01-06-2010, 01:01 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: . (Re: فتحي البحيري)

    .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de