كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 المتاريس ستبقي شامخات في بلادي ...!
|
المتاريس : ستبقي شامخات في بلادي
ما ان تطل ذكري استقلالنا الوطني حتي تنتابني رعشة حقيقية لا أجد حيالها سوي ارسال ذات الرسائل مليئة الامنيات والاحلام لنفر من اصدقائي وصديقاتي داخل السودان وآخرين منشرين علي امتداد الكرة الارضية مهنئاً اياهم وحالماً معهم بعام وطني خالص قوامه الأمن والعدل والطمأنينة والسلام والعيش الكريم .
وهي عادة قديمة لاتاريخ واضح لها تغنيني وأصدقائي كافة الاشكال الصاخبة والكرنفالات الملوثة التي يقيمها ورثة الاستعمار .
وانه لمن شديد الأسف أن يأتي إحتفائنا وشعبنا المعلم لا يزل تحت وطأة الاستعمار الحديث وانه لمن المفارقات ان نتحدث عن الاستقلال والبلاد تدور رحاها فعلياً في دوائر الجهل والمرض والتخلف كخير ممثلين للاستعمار فكيف لتاريخنا الوطني أن يحكي عن الاستقلال دون ان يرمش له جفن ....!؟ حقاً انه زمن العجائب .
فمن نحن سادتي ؟
يقول التاريخ أننا أبناء وأحفاد شعب معلم ناضل أيما نضال من أجل الإستقلال قاتلوا ببسالة وشجاعة قل أن تجود بها الزمان ، فقدموا أرواحهم رخيصةً من أجل استقلال وطنهم .
وماذا بعد ....؟
في الاول من يناير والعام ست وخمسون من الألفية التي مضت تاركةً السودانيين في حيرتهم العظيمة شهدت بلادنا بزوغ فجر الحرية ومن ثم الإعلان عن السودان كدولة ذات سيادة وطنية ليرفرف بعدئذٍ علمنا الوطني إيذاناً ببدء مرحلةٍ جديدة بعد نضالات جسام قدمتها الحركة الوطنية السودانية في سبيل التحرر الوطني في معارك إمتزجت فيها الدماء بالعرق لأجل وطن يليق بأحلامهم ويسع أمانيهم بالغة الاتساع .
وبلا شك سيجد المتأمل لتجربتنا السياسية ان شعب السودان قضي أكثر من أربعين عاماً بالتمام والكمال من عمر استقلاله السياسي يناضل لأجل إستعادة سيادته الوطنية والتي نالها (عنوةً وإقتدار) في الاول من يناير من الالفية السابقة وانها لمفارقة أخري وربما من سخريات القدر أن تنحصر مطالب شعبنا طوال هذه الفترة في الخبز والحرية والصحة ... الخ معينات الحياة والعيش الكريم .
تعاقبت الحكومات وظلت الاماني تلاحق الاماني والتطلعات تلاحق الآمال وما بين انتفاضة وثورة انقلاب عسكري مهين . وئدت الديمقراطية الأولي في مهدها واستولي الجيش عبر مارشاته ودباباته علي السلطة ثم بعد ست سنوات من القهر والكبت شهدت بلادنا بزوغ فجر جديد فكانت (المتاريس التي شيَّدَتها في ليالي الثورة الحمراء هاتيك الجُّموع وبَنتها من قلوبٍ وضلوع وسقتها من دماء ودموع ) .
لتعود البلاد مرةً أخري لضفاف الآمال العراض والتطلعات المشروعة لكن هيهات فـ إذا المارشات تنهض من جديد لنقضي مرةً أخري ستة عشر عام من الكبت والتشريد والتنكيل والتعذيب ستة عشر عام ٍ ولكأن البلاد تحولت لحمامات من الدم . كانت اياماً سوداء بحق وحقيقة غير انها وبرغم تفاصيلها المرة ظلت علامة فارقة علي إرادة هذا الشعب الذي (يقتل ولايموت) فكان موعدهم مع (ابريل) قريباً .
تجربتان جديرتان بالتوقف عندهما دراسةً وتحليلاً ونقداً فما من طاغيةٍ باق وهو ما يؤكده جدلية التاريخ وهو بالضبط ما أكدته جموع الثائرين والثائرات من ابناء وبنات شعبنا .
وما بين أبريل وإكتوبر ثمة وصل ، حالتين شبيهتين بفتح الخرطوم ولكأني أري الثائر المهدي وسطهما ثمة حقيقة يمكن تلمسها من التجربتين خلاصتها أن البطش والتنكيل ليس بمقدروهما علي الاطلاق ايقاف الحراك الجماهيري من الوصول لأهدافه وتحقيق مراميه وتطلعاته المشرعة هكذا يقول تاريخنا الوطني عصي الزوال .
غير أن التجربة لم تكتمل لتعود ذات المارشات لأهزوجتها التقليدية ذات المستشار وذات العمامة وذات اللحي وذات الدبابة وذات (أيتها حاجة) بالأحري عادت الجبهة الاسلامية عبر نافذة الانقاذ الوطني وياله من انقاذ ....!
كان إنقلاباً حقيقياً علي الديمقراطية قبيل أن يكون إنقلاباً علي القيم والمثل والأخلاق ، فقضي علي أخضر أحلام الناس ويابس المماحكات السياسية ليدخل شعب السودان في (متاهته) المقيمة ، والحق يقال أن الاسلاميين استفادوا ايما استفادة من الدروس السابقة ففعلوا بالبلاد ما لا عين رأت . كل ذلك بيقين خلاصته إرساء دعائم الدولة الاسلامية وحفر ساس المشروع الحضاري وإعادة انتاج الشخصية السودانية . أي والله (إعادة إنتاج عديل) . ترهيباً وترغيباً وتقتيلاً وتهديداً (بقطع الارزاق والاوصال ) وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .
لتدخل البلاد جراء كل ذلك ولذلك في تمام الورطة ، ورطة علي جميع المستويات (سياسياً وصحياً واكاديمياً وثقافياً ورياضياً واجتماعياً بل وجغرافياً) . والخيل تجقلب وكثيف الشكر (للمؤتمرين) وطنياً وشعباً .
قرأت منذ فترة قصيرة قصاصات لباحثة واستاذة جامعية تدعي (إحلام عبدالرسول) تنادي بل وتعمل بكل ذي كدٍ لعودة المستعمر تقول الدكتورة إحلام عبدالرسول :
(اريد ان اقول وانا بكامل قواى العقلية .. ان اكبر خطأ يرقى الى مستوى الخطئية هو نيلنا الاستقلال السياسى من الانجليز .. لقد اثبت التاريخ (وانا احمل فيه اجازة دكتوراة)ان الشعب السودانى .. شعب لا يستطيع حكم نفسه بنفسه .. قولوا لى من فضلكم كم نهب الانجليز طيلة فترة حكمهم - 60 عاما- .. وكم نهب الوطنيون (هؤلاء الشرفاء) منذ الاستقلال حتى الان - 50 عاما- .. كم قتل الانجليز من جماهير الشعب السودانى .. وكم قتل ابناء البلد من افراد شعبهم .. الى اى مدى دمر الاستعمار البيئة ولوثوا النيل والمياه الجوفية .. والى اى مدى فعلت الحكومات الوطنية ذلك .
انا لا اتهم الاحزاب والحكومات العسكرية فقط .. بل اتهم كل الشعب .. نعم كل الشعب .. هو ببساطة شديدة لا يستطيع .. عاجز .. خانع .. مستسلم .. ضربت الطفيلية فى كافة احزابه وفعاليات مجتمعه المدنى .
اننى اطالب باعلى صوتى بعودة الاستعمار الى السودان ووضعه تحت الانتداب الدولى بواسطة الامم المتحدة مدى الحياة .
ولذلك اعلنت عن تشكيل تنظيم جديد تحت اسم/ حركة المطالبة بانتداب دولى (حمد) .. اذا كان بتر الساق عملية مؤلمة .. وكان الموت عملية بشعة .. وعليك الاختيار فانك دون شك ستختار احلى المرارات . )
انتهي حديث الأستاذة احلام وبقيت الاسئلة الموضوعية حول ما فعله (الانقليز) وما فعله ويفعله (الوطنيون الشرفاء) ؟ غض النظر عن اتفاقي أو إختلافي مع رؤيتها غير انني أقر بكامل قواي العقلية إنه لم يصادفني مواجهة للذات (بهيك) صورة . تذكرت وأنا أقرأ هذه الرسالة كل شهداء الحركة الوطنية من لدن المهدي وعلي عبداللطيف وعبدالفضيل الماظ وودحبوبة والقرشي الي شهداء البارحة (علينا فضل) ومحمدعبدالسلام وصحبه الغر الميامين . أتري ما نحن قائلون لو سألونا عن بلاد قدموا أرواحهم فداء حريتها ووحدتها وأمنها وسلمها ؟
نحن بحوجة ماسة لتقييم تجربتنا السياسية بحوجة ياسادتي لتقييم ادواتنا النضالية بحوجة حقيقية لانتصار يخصنا كسودانيين . بحوجة أيها الناس للجلوس في (واطاة الله) للبحث عن مخرج واضح من مجمل القضايا الشائكة التي صنعها الاستعمار ومن خلفه (منتجي الأزمات) هذا أو المضي بثبات الي الهاوية .
فلا معني علي الاطلاق أن يواجه شعبنا الأعزل الا من الايمان بقضاياه العادلة بالرصاص والغاز المسيل للآمال قبل الدموع ، ولامعني علي الاطلاق من تكميم افواه الناس فالعالم لم يعد كسابق عهده بل صار جسداً واحداً (إذا اشتكي السودان تداعت له باقي الدول ) لا بالسهر والحمي وحسب بل بمد يد العون والمراقبة والادانة والضغط علي صناع القرار . وما دارفور الا شامة في جبين المجتمع الدولي قبيل ان تكون وصمة عار علي جبين تجار الحرب ومصاصي دماء الفقراء .
خاتمة قولي ونافلتي :
للشعوب ارادتها التي لا تفتر وما من سلطةٍ في كوكب الأرض بإمكانها إجتثاث أحلا م الناس أقول ذلك وفي البال عتاة الدكاتوريات والفاشيست فأين هم الآن ؟ كلهم ذهبوا الي حيث (مزابل التاريخ) وبقيت شعوبهم . فإحذروا صناع أكتوبر وأبريل . (ويا حاسب سكاتنا رضي أماني بطونا ماهي غراق )
ولتكن ياعام
عام الانتصار
عاشت الارض
لافتةً لنا ولأعداء
العصافير كفن
ــــــــــــــ
نقلاً عن : http://www.midan.net/nm/private/almidan/m2171/m2171.pdf
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المتاريس ستبقي شامخات في بلادي ...! (Re: خضر حسين خليل)
|
كان هناك تنويه من الميدان بخصوص ان الاشارة التي وردت بخصوص الدكتورة احلام
عبارة عن رواية للكاتب شاهين شاهين في موقع الكتروني .
فات علي التنويه لذلك غير انه لم يفت علي الرفاق بالميدان
اذن العذر موصول (من قبلي) للكاتب
شاهين شاهين .
دمتم
| |
|
|
|
|
|
|
| |
خضر حسين خليل
طارق جبريل
Ahmed Abdallah
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست