
مابوتو قائد مازيمبي آخر من رفع الكأس الغالية
ما بين الهلال وكأس دوري أبطال إفريقيا قصة حب من طرفٍ واحد! ما بين الهلال وكأس دوري أبطال إفريقيا قصة أشبه بقصص الحب التي تبدأ من طرفٍ واحدٍ
يشعل جذوة الحب في قلبه لطفٌ "مبدئي" من حبيبه يتحول في خاتمة المطاف إلى صدود ونفور
وتمنّع! ولا ريب أن ذاكرة المتابعين لا زالت تختزن النهاية الحزينة لمشوار الهلال في الموسم
الماضي على يد مازيمبي الكنغولي الذي اختار أن تكون نهاية المشوار الهلالي هذه المرة
بطريقة غير مألوفة، فكان أن هزمه بخمسة أهداف في ملعبه الذي طبّقت شهرة سطوة
الهلال فيه آفاق إفريقيا الكروية، فكانت النهاية الأكثر إحزانا.
أما نحن -وأعني محبي الهلال- فقد حكم علينا حبه أن نكون ضحايا قصة الحبِ من جانبٍ
واحدٍ هذه، ومن غيرنا؟ نحن الذين نرى وربما نتوهّم أن الكأس تٌبدي تلطفاً مع الهلال،
ونحن الذين نرى وربما نتوهّم اقتراب اقترانهما في منصة التتويج، ونحن الذين يعتصرنا
الحزن لحظة الصدِّ والنفور والتمنع.
وإذا كان العاقل هو من اتعظ بغيره، كما يقولون، فإن الأحمق هو من لا يتعظ بمآل حاله
في أوانٍ مضى، أوانٌ مقداره أربع وأربعون سنة هي عمرِ حب الهلال لكأس دوري أبطال
إفريقيا ومحاولاته المتكررة معها دون جدوى. ولذلك فإن الخبرة المتراكمة التي اكتسبها
الهلال -واكتسبناها معه- تحتم عليه أن يدعم مساعي الظفر ب"الأميرة الإفريقية"
بالواقعية، ولا أرى أمراَ أقرب للواقعية من حقيقة صعوبة مشوار الهلال نحو دور
المجموعتين، هذا المشوار الذي يبدأ بآفريكا سبورتس العاجي، وإذا تجاوزه الهلال
فسيواجه غالباً فريق المواهب الكروية المصري، الإسماعيلي، فهل في وسع الهلال
أن يتجاوز هذين الفريقين المتمرسين؟! آمل ذلك ولا تفارقني المخاوف.
إن الأحوال الإدارية والمالية الراهنة لنادي الهلال تجعل الحديث عن الحب والصدّ وقوة
المنافسين والأحوال الفنية للفرقة الهلالية ضرباً من الترف! إذ ليس من المعقول أن ننتظر
اقتران الهلال بالأميرة الإفريقية وهو يبدأ موسمه بلاعبين لم ينالوا حقوقهم، ودائنين
يطرقون باب النادي كل يوم! لكن الضبابية وثقافة المداراة وغياب الشفافية، وهي
أمور ألفناها من إعلامنا الرياضي، جعلت إبداء الرأي في الأحداث الأخيرة أمراً دونه
اطلاع لا يتوافر إلا للقريبين -جداً- من أولي الأمر في الهلال، وليس بوسعي سوى تأكيد
أن تحقق أمالنا في إدارة كروية محترفة لن يكون قبل الاستفادة المادية من القاعدة
الجماهيرية المليونية التي ترى في الهلال حباً لا فكاك منه.
عطفاً على جهلي الذي ألمحتُ له بحقائق الأمور الإدارية والمالية في الهلال، ليس بوسعي
سوى أن يكون محور حديثي في هذا الpost قائماً على الجوانب الفنية في فريق الهلال
ومنافسه العاجي، رغم مخاوفي المنطقية من أن تتسبب الأمور الإدارية والمالية
في إضعاف الجوانب الفنية بدرجة تجعل تجاوز الهلال لمنافسه في مباراة الإياب في
أمدرمان أمراً أقرب للاستحالة!