نظام الإنقاذ - تأملات من الداخل.. عندما يكتب المحبوب عبد السلام (1)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 04:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-27-2009, 02:06 PM

alfadil
<aalfadil
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 86

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نظام الإنقاذ - تأملات من الداخل.. عندما يكتب المحبوب عبد السلام (1)

    نظام الإنقاذ - تأملات من الداخل.. عندما يكتب المحبوب عبد السلام (1)
    بقلم عبد الحميد أحمد محمد
    أستاذنا بالمرحلة الثانوية كان عندما يجد أحد الطلاب يتعمّد أن يثير شغباً إثناء محاضرته كان يباغته بسؤال صعب مفاجئ وعندما يتلجلج يوبخه الأستاذ هازئاً "الصفيحة الفاضي كركابة" وهي (سودنة) ممتازة للمثل العربي "أسمع جعجعة ولا أرى طحيناً"
    المثلين كأنما يضعان كثيراً من (كتبة البلاط) الحكوميين من فصيلة (الصفائح الفاضية) الذين يكتبون بالإيعاز وتحتكر لهم الصحافة وتفتح لهم دور النشر الحكومية ليمارسوا التزييف والتحريف لتاريخ ما يزال أبطاله يمشون بين الناس. ذلك المثل كأنما يضع هؤلاء في مقارنة صارخة مع الأستاذ المحبوب عبد السلام الرجل الهادئ طبعاً، طويل الصمت فإذا تحدث فكأنما يتحدث السرار أو أخا السرار لفرط هدوئه واحتشامه.
    لشهور المحبوب هذا كان ينتبذ من أهله مكاناً شرقياً بضاحية المنشية أقرب ما يكون إلى النيل الأزرق الذي يحد الحي الراقي من أقصى ناحية الشرق، في شقة صغيرة تأتلف من غرفتين جعل إحداهما مكتبة غاصة بالكتب والمراجع من كل العلوم والمعارف، المحبوب كان هنالك يتخذ حجاباً وينقطع للكتابة وتوثيق تجربة الحركة الإسلامية في الحكم بهدوء وسكينة بعيداً عن الصخب والضوضاء، بين جدران مزدانة بطائفة من اللوحات التشكيلية تحمل توقيع الفنان (عثمان وقيع الله) كان يحتفي بها ويحرص عليها حرصه على وجود عدد من الدفاتر فرنسية الصنع كلها بغلاف أسود أنيق، كل دفتر من تلك الدفاتر عندما يمتلئ عن آخر صفحاته كان المحبوب يعلم أنه قد أنجز فصلاً كاملاً من كتابه المنتظر (الإنقاذ – دائرة الضوء وخيوط الظلام) الكتاب الذي يصور نظام الإنقاذ من الداخل كيف كان ويقدم تاريخ ووقائع حدثت في ذلك العهد بقلم من عايش وشاهد تلك الأحداث ولامسها عن قرب، بقلم من كان داخل (مطبخ الإنقاذ) ومركز إتخاذ القرار فيها طيلة عشرة سنوات هي عمر الإنقاذ الأولى الشئ الذي يجعل الكتاب يصلح أن يوصف بأنه تأملات من الداخل.
    وهي تأملات لا تخص الكاتب وحده وتعبر عن وجهة نظره الخاصة وإنما تمتد لتضم إليه قراءات وتأملات لفيف من إخوانه ورفاقه ممن عايشوا معه تلك الأحداث وكابدوها من داخل المراكز الصانعة لقرار الحركة ودولتها، وهم من التنوع بحيث يغطون كافة الميادين والمجالات التي تطرق إليها الكتاب في فصوله المختلفة والمتنوعة، رجال منهم (الشعبي) ومنهم (الرسمي) الحكومي ما يزال، كلهم أدلى بدلو وأفاد بفائدة لوجه الحق والحقيقة وقدم قراءة لما كان يليه ويقع تحت مسئوليته شهادة للتاريخ والأجيال اللاحقة وهذه وحدها كفيلة أن تعطي الكتاب مصداقية كافية وبعداً توثيقياً عميقاً.
    أول ما تقرأ في كتاب المحبوب عبد السلام (دائرة الضوء – خيوط الظلام) ودون أن توغل في العوالم الشاسعة من الأفكار العميقة والرؤى الثاقبة، أول ما تقرأ وتقف على آيات الإتقان والتجويد في ذلك السفر - البناء المتماسك رفيع العماد، لما به من نصاعة ألفاظ أجادها الكاتب حين أوردها وأسالها حين أرسلها وأزانها حين وزنها، إذ ذاك لا تملك نفسك أن تتمثل قول (جرول بن أوس - الحطيئة):
    أولَئِكَ قَومٌ إِن بَنَوا أَحسَنوا البُنى وَإِن عاهَدوا أَوفَوا وَإِن عَقَدوا شَدّوا
    وَإِن تَكُنِ النُعمى عَلَيهِم جَزَوا بِها وَإِن أَنعَموا لا كَدَّروها وَلا كَدّوا
    وبراعة المحبوب عبد السلام وتمكنه من أدوات اللغة والتعبير وأمتلاكه ناصية البيان حصيلة تتلمذه وانقطاعه إلى مدرسة الشيخ الترابي أمر يوجزه الإخوان في دعابة تقول "أن الشيخ جلس يوماً إلى مكتبه وهو يقلب ورقة بين يديه في كثير من الحيرة ويتمتم خافتاً: يا ربي الورقة دي كتبتها أنا والاّ كتبها محبوب..!"
    غير ذلك فإن السمة المائزة التي أعتقد أنها أعطت الكتاب قيمة مضافة هو ميل الكاتب إلى تجريد الحقائق والوقائع واستخلاصها ورصدها بمعزل عن التشخيص والتجسيد فلا تكاد تجد في متن الكتاب اسماً أو علماً بعينه، وهو أسلوب شيق ولا يخل بالمحتوى التوثيقي إذ اعتمد الكاتب في كل ذلك على الحاشية التي تأتي دائماً مفصلة وشارحة لما قد يكون مبهماً لدى القارئ غير الملم بتاريخ الحركة الإسلامية وممارستها السياسية منذ فجرها الباكر، وهو ما جعل ذلك السرد يأخذ شكلاً جدياً يبعد به أشواطاً عن القصصية المحضة ويبرز جوانب الإستقراء والإعتبار المتعمق بكامل التجربة والممارسة في تلك الحقب التي يتناولها.
    ذلك من حيث الشكل العام أما من حيث المضمون والمحتوى فإنك وبمجرد الإبحار بين دفتي الكتاب تحمد للكاتب إحساساً يغمرك من بين سطوره طاغياً أن الدنيا (ما تزال بخير)، لم تعدم مؤرخاً صادقاً، وأنه وأن أتى على الحركة الإسلامية السودانية حين من الدهر نكبت فيه نكبة وأصيبت مصاباً حمل كثيرون على الإنتقال عن مر الوفاء إلى حلاوة الخيانة، وظهرت مؤسسات وأشخاص يمارسون التحريف يمتهنون التزييف فيكتبون تاريخ الحركة والإنقاذ على غير وجهه الصحيح، فإن آخرين ما يزالون على فطرة الصدق الوفاء صادقون، عهدهم العهد ينتظرون وما بدلوا تبديلا.
    والمحبوب لا يتحرّج - في محاولة باذخة الشجاعة - في نقد الذات أن يقر ويعترف أن أخطاءً جسيمة وقعت في عشرة السنوات الأولى لحكم الإنقاذ حين كانت الحركة الإسلامية والشيخ الترابي جزءً من النظام القائم، ولكن كيف وقعت وحدثت تلك الأخطاء سؤال يمكن أن تجد له أكثر من إجابة في غير ما موضع من الكتاب الذي يثبت بادئ الرأي أن تجربة الحركة الإسلامية في الحكم يجب أن لا ينظر لها خارج السياق الطبيعي للتجارب الإنسانية في الحياة، وهي بذلك كانت معرّضة لأن يداخلها ويلحق بها ما يلحق بالتجارب الإنسانية التي لا تدرك الكمال والتمام سنة الله في الخلق التي لن تجد لها تحويلا، وإنما يحاول البشر ويسددون بالمقاربة والإجتهاد يرجون المضاعفة كفلين من أجر الإصابة وإلا فأجر الإجتهاد وثوابه الثابت إن شاء الله.
    في أوقات متأخرة أصبح معلوماً بالضرورة أن ثمة كلمةً سحريةً مثلت المدخل و(المفتاح السحري) لكثير من الأحداث والوقائع ذات الخلاصات المريرة والخواتيم الفادحة وقعت في عهد الإنقاذ الأول بدأت كاللعب وتطورت لما يشبه المأساة، ولعل العقل الذي تفتق عنها قد عدّها أول شئ (كذبة بيضاء) أو وسيلة يتوسل بها إلى عمل خيّر وربما كان بدافع النية الحسنة إلا أنها من بعد ذلك أصبحت (ذريعة) وبطاقة مرور لعبور واجتياز أمنع حصون الحركة والدولة حتى أنه درج على استخدامها عبر سنوات الإنقاذ الأولى آحادٌ من كبار رجالات الدولة والحركة الإسلامية حين لمسوا مفعولها القوي ووقفوا على تأثيرها الطاغي في غفلة عن صاحب الشأن الذي يعده من هم خارج السرب من النظارة (الكل في الكل).. تلك كانت عبارة (الشيخ قال) بهذه الكلمة كان يعين الوزراء ويقالون وتسن القوانين وتلغى، بها (خربت سوبا وخربت مالطا) وكانت الحصيلة كل هذا الركام والهشيم والإنحطاط لحركة كانت هي الأقوى بين الحركات الإسلامية في العالم.
    وكتاب المحبوب عبد السلام (دائرة الضوء – خيوط الظلام) يقول بثقة وطمأنينة: "أن الشيخ لم يقل..!" لم يقل الشيخ يوماً ولم يوجه في كل تلك الأمور والأفاعيل التي تمت تحت هذا الغطاء وانطلت على كثير من الصادقين يوم كان الصف واحداً والقوس واحدة، وبعد الفرقة والإنقسام طورت ذات العبارة لتستخدم دريئة أمام كل الأخطاء والعثرات التي لازمت الإنقاذ وهي بالتالي عبارة جائرة ظالمة لا تصلح اليوم إدعاء إفكاً يلقي باللائمة على شخص واحد تنصب منه (مسيحاً) يحمل عن نظام كامل - بأجهزته ومؤسساته ورجالاته وجنرالاته - إصره وأوزاره وخطاياه.
    (هدنة المصالحة الوطنية) الفصل الأول في الكتاب الذي يجعله الكاتب مهاداً لما بعده من أحداث ويتهيأ للحديث عن الإنقاذ إنطلاقاً من تلك المحطة التي لا خلاف على أنها " من بعد تأمين حرية العمل للحركة، أهدت إلى الصف الأول فيها خبرة مهمة في الإدارة المباشرة لأجهزة الدولة وملامستها كفاحاً.." ولئن كانت النظرة البعيدة المبصرة لا ترى في ذلك إلا إعداداً لحركة تهيئ نفسها لتضطلع بدور هام في قيادة دولة قادمة في المستقبل همها إقامة دولة الدين والمجتمع المسلم الصحيح، فإن آخرين ممن ذاقوا حلاوة المنصب وبهرتهم الوظيفة العالية (بمجلس الشعب المايوي) أرادوا أن يضعوا كل (بيض الحركة) في سلة مايو الشمولية غير متحيزين إلى فئة ولا متحرفين إلى جولة أخرى من المقارعة والمصاولة ظناً منهم أن الحركة بتلك المشاركة قد بلغت الغايات.
    منذ تلك اللحظة ربما لاحت (خيوط الظلام) التي أكتمل نسيجها وصارت لدى (الإنقاذ) لحمتها والسداة، وكانت غزلاً يبدأ نظمه منذ تذوق حلاوة المشاركة في حكم مايو من بعد هدنة المصالحة التي إن إعتبرناها المهاد لما تم من إنجاز في بناء الحركة والتخطيط لمستقبلها فلا يجوز أن نغفل ما رسبته في نفوس البعض من إفتتان بالسلطة مثل بدوره مهاداً لما سيحدث في الإنقاذ.
    نواصل
                  

12-27-2009, 04:56 PM

Dr Salah Al Bander
<aDr Salah Al Bander
تاريخ التسجيل: 11-17-2006
مجموع المشاركات: 3070

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نظام الإنقاذ - تأملات من الداخل.. عندما يكتب المحبوب عبد السلام (1) (Re: alfadil)

    يكفي الرجل أنه صاحب
    مصطلح "المشروع الحضاري"....
    ويكفيه أنه تولى منصب ترويج وتسويق نظامالأنقاذ
    أقليمياً ودولياً حيث كان
    مديراً للاعلام الخارجي وقتها....

    المحبوب شخص فريد ويملك الشجاعة لتسجل الوقائع
    كما حدثت .... لا كما يريدنا ان "نصدق" بأنها حدثت !

    الأمر لا يحتاج مجرد الرصد للوقائع بل يحتاج للتحليل
    والاجابة المنهجية على لماذا؟ ومتى؟ وكيق؟ ....الخ
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de