|
|
 المقامة الإنتخابية في وصف الحالة السودانية
|
المقامة الإنتخابية في وصف الحالة السودانية
عبد الحميد أحمد محمد
سئل أديب المدينة عن الإنتخابات، وهل ستكون خاتمة أم أنها فاتحة لمزيد من الأزمات، وكان ساعتئذ عائداً من مركز التسجيل، وقد عثر عليه بعد تفتيش وبحث طويل، فسجّل اسمه استعداداً للإدلاء بصوته، وحرصاً منه على ممارسة حقه، فقال في إجابة السؤال: لقد كان قلبي من الوساوس خالي واليوم إنشغل يا خالي.! قالوا وما ذاك.. يا أسعدك الله وهنّاك، وأي ريب رأيت هناك، فقلّب طرفه في الإنحاء، يتفقد ظلال الرقباء، فلما وجد الفرصة سانحة وقد خلت له الأجواء، قال: لقد رأيت السودانيين وقد تمايزوا فيئتين، وأنقسموا إلى شعبتين، فصاروا طبقتين فليس هناك من هو بين بين، وكلا الطبقتين الأولى والثانية نجدها بالتحديد في شعر المبدع محمد الحسن سالم حميد، فقال الحضور أكرمنا يا أستاذنا وانشدنا وشنّف أسماعنا:
فقال أما الأولي فأهلها:
ساكنين بالإيجار لا طين لا تمر
واحدين بالإيجار ما لاقين جحر
سلعتم الضراع والعرق اليخر
عمال المدن كلّات الموانئ الغبش التعاني
بحارة السفن حشاشة القصوب
لقاطة القطن الجالب الحبال
الشغلانتو نار والجو كيف سخن
فرقن شتّى بين ناساً عيشا دين
مجرورة وتجر تكدح بالأجر ومرّة بلا أجر
عيشهم كمّه وديشهم هانقدر ..!؟
قال الراوي: وصمت حكيم المدينة ونكّس رأسه في التراب، وقد خنقته العبرات، فحسى من ماء أمامه ثلاث حسوات، وقد إستحثّه الناس أن يكمل ما بدأ من الكلمات، ويبين وصف باقي الطبقات، حتى يقف الناس على تلك المفارقات، فقال: أما الثانية يا أبنائي فليعلمها القريب والنائي:
ناساً حالا زين، مصنع مصنعين
طين في طين وين ما مرابا مر
بارد همها لا يعرق جبين لا وشاً يصر
عين والله عين كلّها كمّها وعزها هانقدر.
واستطرد العارف الأديب، في شرح الوضع المريب: أما الطائفة الأولى فهي زاهدة بلا مِرا، في كل ما سيجرى وجرى، وأما أهل الرياش والضياع والحظوة والمتاع، فسيصوتون مثنى وثلاث ورباع، ولهم في ذلك دربةٌ وخبرة وطويل باع، ثم انطلق صاحبنا لا يلوي على أحد و هو يصيح (من شر النفاثات في العقد، من شر النفاثات في العقد)
قال الراوي وجدوه قبل أيام يقرأ في ضوء القمر مقاطع للعراقي أحمد مطر، ويعيد ترديدها في حذر:
هم يجيئون بتفويض إلهي
وإن نحن ذهبنا لنصلي
للذي فوضهم
فاضت علينا الطلقات
واستفاضت قوة الأمن
بتفتيش الرئات
عن دعاء خائن مختبئ في ا لسكرا ت .
قال الناس كيف الخلاص يا شيخنا الأستاذ وكيف الحل وأين الملاذ؟
فقال: عليكم بجماعة (قِرفنا) وليكن شعاركم لقد جربنا من قبل وعرفنا.
|
|
 
|
|
|
|
alfadil
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست