مـع مُصَــابِي تجـمُع الأثنين السِّـلمي ،، محاولة لتفسير عنف الشرطة وبحث سُبل الإنتصاف

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 10:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-12-2009, 04:12 PM

عبد القادر محمد
<aعبد القادر محمد
تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 779

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مـع مُصَــابِي تجـمُع الأثنين السِّـلمي ،، محاولة لتفسير عنف الشرطة وبحث سُبل الإنتصاف

    بالعنف والقمع الوحشي للتجمعات السلمية .. الشرطة في خدمة المؤتمر الوطني !

    أحد المصابين : ضربني أفراد الشرطة بعنف وحقد وتشفي

    مواطنة : تحرش بي أفراد الشرطة أثناء عملية الاعتقال




    الميدان / عبدالقادر محمد عبدالقادر :


    في صبيحة يوم الثلاثاء وعقب انجلاء غبار الملحمة الجماهيرية الباسلة التي كشفت عورات النظام القمعي ، كان الهم في ذلك الصباح هو البحث عن من ضحوا من اجل الشعب والوطن ، كان الهم ان نتعرف عليهم ، ونُعرف الناس بهم ، ذلك لأن التضحية التي قدموها ستبقي محل محل حفاوة واحترام الشعب واجياله. في صبيحة الثلاثاء طافت الميدان علي المصابين اثر اعتداء الشرطة الوحشي علي مسيرة الاثنين الظافرة ،وحاولنا ان نقف علي حالتهم ،و اوضاعهم الصحية.

    ** عنف وحشي في مواجهة تجمع سلمي :

    قمعت الشرطة المتظاهرين العزل بعنف وحشي ينم عن خوف وهلع النظام من حضور الجماهير في شارع الوطن العريض الملئ بالأمل والانتصارات،،و تعاملت الشرطة بوحشية بالغة نجم عنها كثير من الاصابات في اوساط المتظاهرين ، كان عدد المصابين اكبر من الحصر ، لكن تمكنت الميدان من لقاء بعضهم ، والاتصال الهاتفي بالبعض ، والاكتفاء بذكر بعض اسماء من من لم نتمكن من الاتصال بهم او لقائهم.
    الاستاذ حافظ حسين ابراهيم ، شاب ثلاثيني ،خرج في مسيرة الاثنين الظافرة ملتحما مع بقية الجماهير الغاضبة ليعلن رفضه للقوانين المقيدة للحريات ، المتناقضة مع الدستور . وصل باكراً الي حيث المكان المعلن للتجمع السلمي ،أمام البرلمان، وعندما اقتادت الشرطة القياديين بالحركة الشعبية ياسر عرمان وباقان اموم الي قسم الاوسط بأمدرمان ذهب حافظ مع جمع من المتظاهرين الي قسم الشرطة ليستبينوا حقيقة ما حدث . عندما وصلوا الي هناك كان ضابط شرطة برتبة العقيد يأمر الجميع بالجلوس علي الارض ، في هذه اللحظة كانت العربة التي تقل حافظ ورفاقه قد توقفت امام قسم الشرطة ، وقبل ان يشرعوا في النزول منها كان رجال الشرطة قد هجموا علي العربة وبدأوا في انزال الناس عن طريق القوة ، دفع احدهم حافظ الي ان اسقطه علي الارض وارتطم جسده بالاسفلت ، اغمي علي حافظ من شدة الارتطام ، وأفاق بعد قليل ليجد نفسه داخل حراسات قسم الاوسط امدرمان ويده اليمني تكاد تنفجر من شدة الالم والتورم، طالب بان يذهب للمستشفي لتلقي العلاج ، إلاّ إنّ طلبه قوبل بالرفض ،في البداية . وعندما حضر وكيل النيابة ، كان رجال الشرطة قد تواصوا فيما بينهم ان حافظ تم القبض عليه في دورية لحملة مكافحة الخمور منذ الامس. لكن كشف زيف تخطيطهم ان اسمه لم يكن موجودا في اي كشوفات في الحراسة وحتي بعد ان تم تحويله لمستشفي امدرمان اوضح الطبيب في تقريره ان الكسر حديث ولايتجاوز عمره الساعة .
    حافظ وبعد ان كُسرت يده اوسعه رجال الشرطة ضربا بلا رافة وبعنف ووحشية ، يقول حافظ في حديثه لـ (الميدان) : كانوا يضربونني بوحشية وعنف وتشفي ، حتي وأنا مصاب .
    لم يشفع لحافظ تورم يده ، ولا حتي بعد ان استبان اثر الكسر وألمه في جسد حافظ.

    ** قمع بلا إستثناء :

    عندما كنت ابحث عن المصابين واسأل عن اماكنهم وعناوينهم ، حدثني احد الاصدقاء عن الاصابات التي لحقت بالاستاذ عمر محمد علي (شرارة) ، المعلم بالمعاش منذ العام 2002م، والذي يتجاوز عمره الـ 66 عاماً ، ما كنت أتخيل أن يقوم انسان بكامل سويته بضرب رجل في هذا العمر ، وعندما إلتقيت بالاستاذ عمر حكي لي ما حدث : كنت في طريقي الي المكان المعلوم للتجمع ، وقبل ان اصل ،إعترضت طريقي أعداد هائلة من قوات الشرطة بالقرب من قصر الشباب والاطفال، وكان معي جمع من المواطنين يفوق عددهم المائة، طوقتنا الشرطة وبدأوا في ضربنا بوحشية وعنف شديدين .. أساؤوا إلينا بأفظع العبارات النابية التي يربأ عن قولها لسان عف ، ووجهوا الي أكبر قدر من الضربات المؤذية، كان الشرطي يضربني بقسوة ويأمرني : (أجري ياحاج). اصيب الاستاذ عمر اصابات بالغة في ظهره وهو من قبل مصاب بداء السكري وما يزال يعاني من آثار اعتداء الشرطة عليه.
    الاستاذ حسن شمت ، والاستاذ محمد مختار ، والاستاذ الرشيد من بين المصابين باصابات متفاوته. وهم أيضاً كبار في السن وارتُكبت في حقهم جرائم الاعتداء.
    علي النعيم ،طالب بجامعة الخرطوم ، أغمي عليه اثر اطلاق (البمبان) والاعيرة المطاطية ، داخل دار حزب الأمة القومي بأمدرمان، حملوه الي المستشفي بعد جهد وصعوبة بالغة لان الشرطة كانت تطوق الدار من كل جهاتها بأكثر من 25 عربة مدججة بالسلاح والعتاد الحربي.

    ** بمبان مُسبِب للإغماء :

    (البمبان) الذي اطلقته الشرطة ضد المتظاهرين لا استطيع ان اسميه (غاز مسيل للدموع) لأنه ايضاً غاز مسبب للاغماء وقد شاهدت أكثر من 15 حالة اغماء وسط المحتشدين بدار حزب الأمة القومي بأمدرمان عندما القت الشرطة قنابل هذا الغاز السام بين جموع النساء والشباب والطلاب المتظاهرين سلمياً أمام دار حزب الامة وكانوا يرفعون لافتاتهم التي تندد بالقوانين المقيدة للحريات والمطالبة بالالتزام بالتحول الديمقراطي.
    ولا يزال عديد من من التقيتهم في صبيحة الثلاثاء يعانون من صداع شديد من جراء استنشاق البمبان الذي يعتقد الكثيرون بانه غاز سام، وربما ضار صحياً ومسبب لامراض. وقد حدثني البعض بان هذا النوع من البمبان مستورد من (إيران) وهو الابن الشرعي للتحالفات الاسلامية بين البلدين.
    الاستاذة سامية رابح كانت متوجهة صوب البرلمان،وجهة الجماهير الغاضبة في صبيحة الاثنين، وفي الطريق أثناء عبورها لخور ابوعنجة أعترضت طريقهم الشرطة وبدأوا في ضربهم بالعصي والهراوات ضرباً مبرحاً ومؤذياً ،
    قالت سامية للصحفيين : ضربونا ضرب عنيف نتجت عنه اصابات بالغة لعديد من الاشخاص ، واصبت برضوخ في يدي اليمني، وظهري ، وبعد كل العنف والضرب دفعونا بالقوة الي داخل دفارات الشرطة ، وضربونا باعقاب البنادق والخراطيش السوداء والعصي ، انزلونا في قسم شرطة الاوسط ومنه الي قسم شرطة الجنوبي امدرمان ، بعد ذلك احالوني للمستشفي ولم اتلق اي عناية صحية ، ولم يكن هنالك اسعاف لنقل المصابين.

    ** وتحرش جنسي بالنساء !:

    شابة اخري في ثلاثينيات عمرها فضلت حجب اسمها ، قالت بعد ان تعرضت للضرب المبرح ، اجبروني علي ركوب الدفار الذي كان فيما يبدو مخصص فقط للفتيات ، وعندما رفضت الصعود الي الدفار امسك بي اربعة من رجال الشرطة ورفعوني بالقوة الي داخل الدفار ، وبداوا يتحرشون بي ، ويلامسون جسدي الي ان اوصلوني الي قسم الشرطة وزجوا بي داخل الحراسة.

    ** سايكولوجية العنف :

    لم تكن هذه هي المرة الأولي التي أشهد فيها علي التعامل الوحشي للشرطة ضد التجمعات السلمية للمواطنين ، وفي كل مرة كانت تدور برأسي العديد من الاسئلة حول نفسية مُنتِج العنف ومُصَدِّرهُ .. وحينما كنت اتحدث الي احد المصابين أو اسرهم أو اصدقائهم ، أو حتي من شهدوا تفريق التجمع السلمي بوقة الشرطة وعنفها الوحشي كان يعلق قائلاً : لا يمكن ان يمارس انسان سوي هذا القدر من العنف.
    باسئلتي ، ومشاهد العنف الدائرة في رأسي منذ الساعة التاسعة من صباح يوم الاثنين لحظة انطلاق المسيرة الظافرة ، الي أحاديثي مع المصابين ، والاستماع لآلامهم ، كانت فكرة الحديث مع الدكتورة ناهد محمد الحسن الاخصائية النفسية والناشطة النسوية المعروفة ، حول تحليلها النفسي لاحداث يوم الاثنين – وقد كانت هي ضمن آلاف النساء المشاركات في التجمع ـ سالتها عن دوافع العنف ، وتحليله ، و ولماذا يلجأ الانسان الي العنف.؟
    تقول الدكتورة ناهد : توجد لدى أي انسان وحيوان مراكز للعنف والعدوان ، لكن هذه المراكز اكبر في الحيوان . وتضيف : اتوجدت هذه المراكز لحفظ النوع ولحماية المجال الحيوي ،و لأغراض الحماية والدفاع عن النفس ، في الانسان تخضع هذه المراكز لتثبيط فعالياتها بمراكز اخري مسئولة عن الذاكرة والتعلم والتحريض المعزز للبيئة ، بمعني ان هذه المراكز تخضع لسيطرة الانسان وتحكمه. فالحضارات والتاريخ الانساني والأديان لعبت دوراً في اتجاه التحكم في هذه المراكز علي اساس ان يتحول الانسان الي كائن حضاري يدير حياته بعيداً عن العنف ، ومن هنا جاءت الدراسات المتعلقة بالسلام ودرء العنف. ولذلك ايضاً فإن حياتنا محكومة بقوانين ودساتير ضد العنف.
    تواصل الدكتورة ناهد قائلة : في مجتمعنا توجد الكثير من الاشكالات والعوامل التي تعمل علي استبقاء ردة الفعل العدوانية، منها الثقافة السائدة (الهمباتة ..). هذه الثقافة السائدة ربطت العنف بمفاهيم الذكورة وتعريفاتها. وهذا الأمر أنتج منظومة ( العدوان لرد العدوان) وهي تشبه المنظومة الجاهلية . علاوة علي ذلك، فالمجتمع السوداني يرزح تحت وطأة انظمة شمولية استبدادية هذه الانظمة الشمولية الاستبدادية وجهت عنف وعدوان باتجاه الانسان السوداني بشكل مباشر اضافة الي أنها ولدت غبن وقهر في الشخصية السودانية ،ودفعت الانسان السوداني باتجاه منظومة القبيلة ، وهي منظومة قائمة علي النعرة وهي عنيفة بالاساس. وتقول : الذات الانسانية لكي تتماسك باتجاه العنف لديها حلول محددة تسمي (ميكانيزمات الدفاع عن النفس) ، وهذه الميكانيزمات هي إما أن توجه العنف خارجها ، أو توجه العنف داخلها ، أو ان تتماهي بعدوان المتسلط.

    ** علو نبرة التهديد يفسر تعاظم الشعور بالخوف :

    وتضيف ناهد : الانسان الذي ينتج العنف هو انسان مأزوم ، ويكون انتاج العنف عادة مربوط بردة الفعل العدوانية للخوف ، وتشرح ذلك بقولها : الانظمة الشمولية الحاكمة في السودان تشعر بالتهديد العنيف لذلك كانت ردة الفعل المباشرة لهذا اللشعور بالخوف هو الاتجاه الي استعراض القوة والتهديدات. ورشحت اللغة العنيفة وانتشرت لغة التهديدات في الصحف الموالية للحكومة وارتفعت نبرة التهديد ، وهذا الامر ناجم عن الرغبة في اصدار العنف وانتاجه التي تكون دائماً نابعة من الخوف.
    وتقول ناهد : مستوي القهر والغبن الواقع علي الشعب السوداني حالياً قد يتحول الي ردود افعال دموية ، وقد يصل احيانا مستوي القهر الي مراحل انتحارية ، وقد تاتي لحظة تنفجر فيها طاقات انتحارية ، يمكن أن تفاجئ القاهر نفسه.
    تعتقد الدكتورة ناهد ان رهان القيادات السياسية الواعية ان يستثمروا الجماهير المحشودة حاليا نحو الفعل ، وتضيف :حسب سايكولوجية الجماهير ، اذا كانت قيادات الجماهير غير مستعدة للفعل يمكن أن تحصل حالة احباط عامة، تكون نتيجتها هي :اما تتخلص الجماهير من قياداتها، او أن ترجع لحالة من السُبات والغيبوبة الكاملة.

    ** بالقانون نحمي حقوقنا :

    من ناحية اخري، كان يؤرقني هم آخر هو كيفية الانتصاف لضحايا هذا النوع من الانتهاكات ، وكيفية اتخاذ الاجراءات القانونية في مواجهة الشرطة ،أتصلت بالاستاذ مصطفي عبد القادر المحامي وطرحت عليه هذه الاسئلة ، فأجاب قائلاً : علي كل المصابين والمتضررين من جراء الاحداث أن يتوجهوا الي الاقسام المختلفة ويفتحوا بلاغات في مواجهة الشرطة ، ويجب ان تفتح البلاغات أمام وكلاء النيابة في مختلف الاقسام. وفي حالة رفض وكلاء النيابة قال عبدالقادر ان هنالك اجراءات اخري يتم اتخاذها لدي النيابة الأعلي.
    وتقول محامية وناشطة حقوقية – فضلت حجب اسمها - اذا استخرج الشخص المصاب اورنيك (8) جنائي يُبين حجم الاصابة ، أو ُيوضح انه بالفعل تم الاعتداء والضرب فيمكن للمتضرر او المصاب ان يفتح بلاغ في مواجهة الشرطة لدي الادارة القانونية بوزارة الداخلية ، أو ادارة تلقي الشكاوي، ومن هناك يمكن ان يتم القبض علي مرتكبي الفعل ، أو ان يتم التوصل الي الجاني، وفي حالة اذا كان المتضرر يعرف الشرطي معرفة شخصية اويعرف اسمه فيمكنه فتح بلاغ جنائي في مواجهته بتسبيب الاذي.
                  

12-13-2009, 12:39 PM

عبد القادر محمد
<aعبد القادر محمد
تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 779

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مـع مُصَــابِي تجـمُع الأثنين السِّـلمي ،، محاولة لتفسير عنف الشرطة وبحث سُبل الإنتصاف (Re: عبد القادر محمد)

    ....
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de