|
|
 دموع في عنبر ( 7 ) ... قصة من الواقع ...
|
دموع في عنبر ( 7 )
ذات ملامح طفولية وحضور طاغ .. ابتسامتها الدائمة كانت لها جواز مرور لقلوب الجميع أساتذة وطلابا .. كانت عبارة عن مصنع للفرح يوزع انتاجه على الجميع بلا مقابل .. تنتقل بيننا كالفراشة من زهرة الى أخرى .. تداعب هذا وتمازح تلك .. دار كل ذلك بمخيلتي وأنا أحاول جاهدا عبور الشارع المزدحم بالسيارات في طريقي الى المسشفى الذي ترقد فيه ( أ ) .. بعد جهد جهيد استطعت عبور الشارع لأجد نفسي مباشرة في مواجهة المستشفى ذي اللافتة المرعبة .. انتابني احساس بالضيق وأنا أعبر البوابة الضيقة في طريقي الى داخل المستشفى .. توجهت نحو ممرضة بدينة تمضغ العلكة بطريقة مقززة .. ألقيت عليها التحية ثم سألتها عن عنبر (7 ) فأشارت بيدها نحو مبنى من طابقين دون ان تتوقف أو حتى تنظر تجاهي .. وهو نوع من الصلف اشتهر به بعضهن .. أحسست بشئ من التوجس والتوتر وأنا أتوجه نحو العنبر .. عند أولى خطواتي داخل العنبر داهمتني رائحة العقاقير الطبية المختلطة برائحة الحمامات مما زاد من توتري .. اتجهت جميع الأنظار نحوي عدا ( أ ) فقد كانت منهمكة في مطالعة مجلتها المفضلة ( سيدتي ) اقتربت من سريرها وأنا أرسم ابتسامة حاولت جاهدا أن تبدو طبيعية .. همست لها: سلامتك ألف سلامة وضعت المجلة جانبا وهي تنظر الي برهة .. كأنها تستدعي كل اللحظات الجميلة التي عشناها معا .. تبدلت ملامحها .. ذهب النضار الذي كان يكسو وجهها .. وخبا ذلك البريق الذي يشع من عينيها .. وحل مكانهما ذبول ونظرات شاردة وحزينة .. حاولت ان تبتسم وهي تمد يدها لتصافحني .. لكنها لم تقوى على الابتسام .. خذلتها الابتسامة التي اشتهرت بها .. كانت الدموع أقرب اليها من الابتسام .. انساب على خديها خطان من الدموع .. وأنا الذي أتيت لأشد من أزرها وأخفف عنها وطأة المرض .. وجدتني أبادلها دموع بأخرى .
|
|
 
|
|
|
|
منتصرمحمد زكى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست