علاء الدين بشير: الدكتور احمد دالى يتحدث الى السودانيين بفلادلفيا 2-2

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 04:30 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-02-2009, 08:44 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52548

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
علاء الدين بشير: الدكتور احمد دالى يتحدث الى السودانيين بفلادلفيا 2-2

    انتصار قرنق ليس على الاسلاميين فحسب وانما على الة الدعاية فى المنطقة العربية والاسلامية

    سيكتشف المسلمون فى فكر الاستاذ محمود مخرجا لهم من مأزقهم الراهن

    المطلوب فهم القرأن وليس تلاوته حتى لا يستغل فى التحريض على القتل

    انهارت الماركسية وبدّلت الرأسمالية اقتصاد السوق الحر بالتأميم

    المسيار والمتعة انحرافات اخلاقية وليس زواجا شرعيا



    فلادلفيا : علاءالدين بشير


    استضاف التجمع الوطنى للسودانيين فى مدينة فلادلفيا بولاية بنسلفانيا الامريكية قبل ايام ، القيادى الجمهورى الدكتور احمد المصطفى دالى فى ندوة بعنوان (الحقوق الاساسية و الوضع الراهن) . وكنا قد نشرنا فى الجزء الاول متن الندوة ونواصل فى هذا الاخير تلخيص مداخلات الحضور وردود المحاضر عليها .

    اعلن مدير الندوة الدكتور على دينار ان الفرصة الان متاحة لمداخلات و اسئلة الحضور

    الزين عثمان :

    عرف نفسه على انه من دارفور ، وقال ان الدكتور دالى رجل غنى عن التعريف مبينا ان الجمهوريين هم من طوّر الحياة الفكرية فى السودان . غير انه اوضح اختلافه مع تحليل دالى لحادثة تكساس ، مشيرا الى ان الضابط الامريكى من اصل فلسطينى الذى ارتكب الحادثة ليس بالضرورة ان يكون منطلقا من عقيدته الدينية او يعبر عن المسلمين حينما ارتكب الحادثة اذ ربما يكون يعانى من ازمة نفسية .

    واكد انه يتفق مع دالى فى تحليله للوضع الراهن فى السودان ، ولكنه تساءل عن الخطوات العملية من وجهة نظر دالى لهزيمة نظام الجبهة الاسلامية فى السودان .

    وفى رده على المتداخل ، اكد الدكتور دالى ان الضابط الامريكى من اصل فلسطينى و حسب المعلومات الواردة حتى الان تشير الى انه قتل زملائه الجنود بإسم الاسلام وبدأ إطلاق النار وهو يقول الله اكبر، الله اكبر، مبينا ان التبرير بإصابة مرتكب الحادثة بعاهة نفسية هو التبرير الذى يلجأ اليه عوام المسلمين و جماعات الاسلام السياسى دائما لاعفاء انفسهم من وعثاء التفكير فى نظرتهم لانفسهم و لتعاملهم مع الاخر المختلف معهم عقديا . واوضح دالى انه سأل زميل له مسلم عن لماذا لا يطلق لحيته ، وقرأ عليه حديث النبى (اعفوا اللحى و حفوا الشوارب) ، فأجابه بأنه (حينما يتوب سيطلق لحيته) . وشدد دالى على انه و وفقا للفهم السلفى للدين الاسلامى فإن مشروع التوبة المؤجل للمسلم التقليدى سيجعله طيعا لحزمة المفاهيم والاوامر و النواهى التى يغص بها الفهم السلفى بما فى ذلك (قتل الكفار) و ان العاصم الوحيد من ذلك هو ان يكون المسلم آويا ومرتكزا الى فهم مغاير قائما على فكرة الاصول و الفروع فى القرأن كما بينها الاستاذ محمود ، مستدلا فى هذا الصدد بالواقعة التى حدثت فى احدى مناسابات الافراح بمدينة الدويم و التى قتل فيها شاب تم تغذية عقله بالمفاهيم السلفية للدين عددا من المحتفلين متمثلا الاية القرأنية التى تقول (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم) . وشدد على ان تلك الحوادث غير معزولة عن السياق المفاهيمى العام للمسلمين .

    وبخصوص الخطوات العملية لتغيير نظام الجبهة الاسلامية فى السودان ، اوضح دالى ان الجمهوريين ينادون بدولة سودانية ديمقراطية اشتراكية فيدرالية ، يتساوى فيها الناس من حيث هم ناس بغض النظر عن اديانهم او اعراقهم او اجناسهم ، و دعوتهم الى تحقيقها بالطريق السلمى ، والوسائل الحضارية، وقال انه ليس امامنا الاّ ان نعمل على توعية الشعب بالسبيل الى تحقيق تلك الدولة ، و حينما يقتنع الناس برؤيتنا و يغيروا ما بأنفسهم يتجهوا هم للحكم و ليس نحن . ورأى دالى ان الفكرة الجمهورية تطرح المنهاج النبوى لتغيير الفرد البشرى لانه معلوم (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم) و اردف : ان الامر فى يد الشعب السودانى و طول الوقت للتغيير او قصره يعتمد عليه . و اوضح دالى ان سياسة القفز فوق المراحل بدعوى تعجيل عملية التغيير تمت تجربتها من جميع التيارات السياسية يسارها و يمينها وفشلت و كان آخرها تجربة الاخوان المسلمين التى يعايش الناس خيبتها رغم ادعاءاتها العريضة حيث صار ابناؤها وقادتها من كبار منتقديها و معارضيها مشيرا فى هذا الصدد الى كتابات الطيب زين العابدين و عبد الوهاب الافندى و تجربة خليل ابراهيم فى حمل السلاح وقبله بولاد ضد النظام الذى كانوا من كبار المدافعين عنه .

    عزالدين بخيت :

    قال ان العالم يعيش الان فى ازمة و كذلك السودان، ما الذى يمكن ان يساهم به السودانيون المنتشرون فى المهاجر المختلفة وخاصة الجمهوريون فى الخروج من هذه الازمات ؟ .

    وفى اجابته على السؤال ، اكد دالى على حقيقة ان العالم بأسره فى ازمة مشيرا فى هذا الخصوص الى انهيار المعسكر الشرقى و تنبيه الاستاذ محمود الباكر الى هذا الانهيار منذ ستينيات القرن المنصرم ، و اضاف ان النموذج الذى يسود الان هو النموذج الرأسمالى و الذى يقوم على فلسفة السوق الحر ، لكن من يلقى نظرة فاحصة على هذا النموذج و خاصة فى الولايات المتحدة سيجد حرية السوق هى ضرب من الوهم حيث تسيطر الدولة على معظم مفاصله وخاصة بعد الازمة المالية العالمية التى ادخلت كثير من الشركات و المؤسسات فى صيغ اشبه بالتأميم ، الى جانب ان افرازات الازمة بدأت فى نزع الستار عن ازمة الاخلاق التى حجبها بريق الرأسمالية الزائف ، مشيرا فى هذا الصدد الى فيلمى المخرج مايكل مور عن الرأسمالية و التامين الصحى فى امريكا و اللذان احدثا ضجة كبرى و اثارا جدلا كبيرا حيث صوب فيهما سهام نقده على الاسس النظرية و التجليات العملية للنظام الرأسمالى كاشفا فيهما عورة هذا النظام العصية على الستر.

    ورشّح دالى الدين _على ان يفهم فهما مستنيرا_ لحل الازمة القائمة سواءا فى السودان او العالم مبينا ان الخطوة الاولى تتمثل فى تحرر الناس من ما اسماه الارهاب الدينى الواقع عليهم من رجال الدين وحركات الاسلام السياسى و سياجهم المصنوع من مفاهيم الشريعة السلفية وغسيل الادمغة الذى يمارسونه فى المساجد وحلقات التلاوة و مفاهيم التوبة . وشدد على انه بخلاف ذلك فأن اية محاولة لبعث الدين ستعيد انتاج نموذجى طالبان و السودان . وعبر عن اعتقاده بأن الفكرة الجمهورية تمتلك الحل لازمة المجتمع الكوكبى و الفرد البشرى .

    الدكتورعبد العزيز دينق – جامعة ديلاوير:

    قال انه كان من المتابعين لاركان دالى فى جامعة الخرطوم ، و انه اشترى كتاب الرسالة الثانية من الاسلام للاستاذ محمود و لكنه لم يقرأه بسبب قدومه الى امريكا و تركه الكتاب فى السودان . و اكد دينق ان تحليل دالى للاوضاع فى السودان صحيح بنسبة 90 % و انه يتفق معه فيه غير انه تساءل عن ما يمكن فعله من اجل تغيير الواقع ؟ . و اوضح انه من جنوب السودان و لكنه مسلم بينما فهم اهله فى الجنوب ان ما يقوم به نظام البشير على اعتبار انه الاسلام و لذلك رفضوه وهم يريدون الانفصال الان ، و دعا دالى للاجابة على سؤال ما يمكن ان يفعله المسلمون الذين لديهم فهما مغايرا للدين من اجل تصحيح هذه الصورة المشوهة التى انطبعت فى اذهانهم عن الاسلام . و اختلف دينق مع دالى فى مسألة حلقات التلاوة و قال ان المسلم مأمور فى دينه بترتيل القرأن على اعتبار ان ذلك جزء من طقوسه التعبدية ، و اضاف انه يختلف ايضا مع المحاضر فى انه ليس كل من ذهب الى الحكومة طلبا لقطعة ارض قد تم شراء ذمته من نظام البشير .

    وفى رده على اسئلته قال دالى ان ما يقوم به الان من حراك فى امريكا هو من اجل تغيير صورة الاسلام المشوهة ، و تابع : فى السودان غير مسموح لنا بالعمل لأننا مصنفين من قبل النظام و اجهزته و تشريعاته باعتبارنا مرتدين عن الاسلام و كتبنا ممنوعة ويدرّس فى مناهج التعليم بأننا من الفرق الضالة فى الاسلام .

    واكد دالى ان انفصال الجنوب امر غير مطلوب غير انه ردّ الامر الى انه نتيجة لتفكير نظام الجبهة الاسلامية التى تعتنق مبدأ انهم فى دار الاسلام و الاخرون فى دار الكفر و ان الحرب خدعة ، مبينا انه حينما كان الجمهوريون ناشطون فى السودان لم تسبقهم او تعقبهم حركة فكرية فى التأريخ فى الاجتهاد من اجل ايصال دعوتها للناس مثل حركتهم رغم العراقيل و العوائق التى كانت توضع من قبل الخصوم لحجبها عن الناس .

    وبخصوص مسألة التلاوة اوضح دالى انه قصد ان التلاوة تتخذ ستارا للتجنيد و العمل السياسى من قبل اتباع نظام الجبهة و حركات الاسلام السياسى و ليس للتعبد ، مبينا ان المطلوب فى الدين هو فهم القرآن و ليس تلاوته ، لانه دون فهم القرآن فهما صحيحا يمكن ان تستغل نصوصه للتحريض على القتل كما نرى لدى الجماعات المتطرفة وفى الحرب الجهادية التى شنّت فى جنوب السودان . واضاف ان الامر القرآنى بالترتيل (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا ) هو دعوة للتهجد و الصلاة بالقرآن فى الثلث الاخير من الليل وهو عمل فردى ، واصفا اشكال التهجد الحالية فى المساجد بأنها محض تشوّف من اجل الكسب السياسى والاجتماعي . و اردف : ليس كل شكل من اشكال العبادة عمل نبوى و انما يكون بعضه لاستغلال الدين من اجل السياسة ، داعيا من يبتغون الدين بالسير على هدى شيخ المشائخ و طريقة الطرق (الطريق النبوى) مشيرا الى الحديث النبوى : (خذ ممن استقاموا ولا تأخذ ممن قالوا) .

    وبخصوص موضوع الاراضى ، اكد دالى انه ليس ضد شراء الناس للاراضى فهذه من البداهات ، ولكنه يدعو للتدقيق فى الاسباب التى تجعل النظام يوفد عناصره من السودان الى الناس فى المهاجر البعيدة لعرض الاراضى عليهم ، متسائلا : هل هى من اجل خدمة الناس ام من اجل شرائهم ؟ و اشار فى هذا الخصوص الى حديث مسؤول الامن فى السفارة بواشنطن فى احدى الندوات علنا وقوله (اى زول عندو تمن و نحن مستعدين ندفع) !! .

    و تداخل فى هذه النقطة مقدم الندوة الدكتور على دينار ، كاشفا أن موضوع الاراضى لم يكن مطروحا على مجتمع السودانيين بفلادلفيا بشكل علنى و انما طرح خلسة و على فئة محددة من الناس .

    عبد العزيز قسم :

    قال انه كان من المتابعين لدالى وباهتمام ايام نشاطه بجامعة الخرطوم ، مثنيا على تضحياته من اجل التنوير . و اوضح انه ليس جمهوريا و لكن كل الذين كانوا حوله ايام الجامعة التزموا بالفكرة الجمهورية و كان لذلك اثرا واضحا فى سلوكهم الذى تغير تغييرا كبيرا ، و تساءل عن السبب فى هذا التغيير الذى يحدث لمن يصبح جمهوريا ؟ . وقال ان السودان مسيطر عليه الان نظام اخطبوطى امتلك مقدرات الدولة فى وقت تمر فيه البلاد بمنعطف تأريخى خطير ، ورأى ان الحل ينبغى ان يكون عاجلا وليس طويل المدى حتى يتربى الناس كما يطرح دالى . و تساءل عن المؤشرات الاخلاقية للمجمتع السودانى فى ظل حكم نظام الجبهة و ما اذا كان دالى مطلعا عليها و المتمثلة فى زواج المسيار و التدهور الاخلاقى و الضغوط الحياتية التى تعانى منها الطالبات و سرقة اموال الشعب .

    وفى رده قال دالى ان سيدنا عمر بن الخطاب يمثل نموذجا للتغيير الذى يمكن ان يحدثه الدين فى الفرد البشرى ، فقد كان فى جاهليته يئد بنته حية ويصنع صنم العجوة و يعبده وحينما يجوع يأكله ، و لكنه حينما دخل الاسلام صار شخصية جديدة بفعل "لا اله الاّ الله" ، فكان كأنما ولد ميلادا جديدا ، واوضح دالى ان التغيير الذى ينتظم الفرد الذى يسلك فى طريق محمد كما دعا له الاستاذ محمود يرجع الى ان ادراك الشخص الملتزم ان جزاء الله ناجز وعاجل (إن الله سريع الحساب) سواءا كان شرا ام خيرا (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا) وتابع : الخير هو فى التغيير الايجابى الذى يطرأ على الانسان السالك ، مبينا ان الله ينظر الى القلب السليم الذى لا يحمل الاذى للاخرين ، واضاف ان السبيل لجلاء القلب وسلامته هو المنهاج النبوى و ان ثمرة ممارسة المنهاج تنعكس فى المعاملة التي هي ثمرة العبادة لان (الدين المعاملة) و(انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ) كما قال النبى صلى الله عليه وسلم .

    وبخصوص المؤشرات الاخلاقية فى تجربة الاخوان المسلمين فى الحكم ، قال دالى ان هذا يؤكد على قاعدة ذهبية هى ان من ينهض لتغيير الناس لابد ان يقوم ابتداءا بتغيير نفسه .

    وبخصوص زواج المسيار و المتعة وغيرها اوضح دالى انها انحرافات اخلاقية ، و قال ان سبب هذه الانحرافات هو الفقه الوهابى القادم من السعودية مشيرا الى ان فقهاء السودان تعلموا فى السعودية وجلبوا معهم الهوس الوهابى والمفاهيم البدائية التى تسود فى المجتمع السعودى الذى يهيمن عليه الفقه الوهابى المتخلف ، وشدد دالى على ان الزواج قيمة اخلاقية (الزواج سنتى و من رغب عن سنتى فليس منى) ويجب ان يدخله الإنسان بنية الديمومة في العلاقة، (ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها و جعل بينكم مودة ورحمة) ، و اردف : المسيار و المتعة ليسا علاقة زوجية وانما خروج عن الدين بإسم الدين .

    ايثار ابو طه – محامية :

    تحدثت عن الوضع المهين للمرأة فى السودان الان ، و ارجعت السبب فى ذلك الى قانون الاحوال الشخصية السيئ على حد وصفها و الذى اجيز فى عام 1990 وقالت انه يسمح بزواج البنت فى عمر عشر سنوات اضافة الى ان صيغة وشروط عقد الزواج مذلة للمرأة حيث تبدو وكأنها شراء للمرأة ، وطلبت من المحاضر ان يحدثهم قليلا عن وضع المراة فى الشريعة . وقالت ايضا ان قضية ختان الاناث فى السودان حينما تثار يدور جدل حول قضية فتاة رفاعة و موقف الاستاذ محمود فيها و يشار الى انه كان مؤيدا للخفاض .

    وفى رده على اسئلتها اكد الدكتور دالى ان حل قضية المرأة فى الدين ، ورأى ان المرأة فى المفاهيم السلفية للدين تشترى و اشار فى هذا الصدد الى العبارة التقليدية التى تقول (فلان اخد فلانة) و اعتبر المهر من بقايا تاريخ شراء المرأة وسيأتى اليوم الذى تتخلى عنه من تلقاء نفسها ، واضاف ان كتب الفقه وفى باب المرأة تتحدث فى مستوى بعيد للغاية عن الشأو و الطاقة التى بلغتها المرأة فى عالم اليوم ، و انه يستحى ان يذكر الاسلوب الذى تتناول به بعض كتب الفقه مسألة المرأة فى هذا المجلس ، مبينا ان الفقهاء لا يزالون يتحدثون عن عن ضرب المرأة و لديهم نصوص تسند اقوالهم تلك الى جانب حديثهم عن المرأة الاكول التى يجب ارجاعها الى بيت ذويها وعدم الزام الزوج بأطعامها اذا ما كانت تأكل فوق المعدل الطبيعى وعلاج المرأة وغيرها من المسائل التى لا يمكن ان يقبلها الحس و الوجدان السليمين فى عصرنا الحاضر بالرغم من ان الشريعة الاسلامية السلفية كانت حكيمة كل الحكمة فى سياقها التأريخى و انها خدمت غرضها حتى استنفدته تماما الان . وقطع دالى بأنه لاحل لقضية المرأة الاّ فى تطوير التشريع كما طرحه الاستاذ محمود .

    وقال ان الجمهوريين قد طرحوا برنامج (خطوة نحو الزواج فى الاسلام) كمساهمة فى اتجاه المساواة بين الرجل و المرأة فى عقد الزواج ، مبينا ان الطلاق فى اطروحة الجمهوريين حق للمرأة كما هو للرجل ولا يوجد مهر سوى مبلغ رمزى (واحد جنيه) لأن المهر هو الاخلاق ، و اذا ما اكتشفت المرأة ان اخلاق زوجها تغيرت وصارت غير قادرة على مواصلة العيش معه يمكنها ان تتطلق دون الذهاب الى محاكم بعد دخول الحكمين.

    وبخصوص قضية الخفاض وفتاة رفاعة ، اوضح دالى ان الاستاذ محمود كان يرى ان الختان عادة اجتماعية ولن تحل بالقانون ، و ان الانجليز بوضعهم لذلك القانون لم يكن همهم المرأة السودانية و انما كان هدفهم اظهار السودانيين كرعاع لا يستحقون الاستقلال و جلاء المستعمر عن بلادهم ، و اضاف : لذلك رفع الاستاذ محمود قضية فتاة رفاعة كقضية وطنية لمقاومة الاستعمار وفى الوقت نفسه قال ان الخفاض خطأ يعالج بالتوعية .

    صلاح شعيب – صحفى :

    قال ان الفكرة الجمهورية و فكرة السودان الجديد التى دعا لها الراحل الدكتور جون قرنق ، كلتاهما انطلقتا من هامش الدولة المركزية فى السودان ، وكانت الاولى محاربة وحرمت من ان تصل للناس عبر اجهزة الاعلام الرسمية وحتى المستقلة رغم انها جاءت من داخل الثقافة العربية والاسلامية فى السودان . و تأسيسا على ذلك تساءل شعيب عن موقع السودانيين الموجودين على هامش الثقافة العربية والاسلامية فى الفكرة الجمهورية ، الى جانب امكانية تسويق الفكرة الجمهورية والاستاذ محمود لحل الازمة الخانقة التى يعيشها الاسلام و المسلمون اليوم . و تساءل ايضا عن خارطة الطريق لحل الازمة الخانقة فى السودان والتى تفضل المحاضر بتحليل ابعادها ، مشيرا الى ان الجمهوريون يطرحون الاصلاح الدينى و الشخصى كحل عاجل و اجل متسائلا عن امكانية الدعوة الى فكرة اصلاحية اكثرعملية وغير مرتبطة بالدين .

    وفى اجابته اكد الدكتور دالى على ان الفكرة الجمهورية تدعو الى سودان جديد و عالم جديد ايضا ، مبينا ان اسس دستور السودان الذى نشر عام 1955 تناول امكانية قيام هذا السودان الجديد ، واضاف دالى ان الاسلام و السودان عند الاستاذ محمود هما غايتان شريفتان عمل طوال حياته و بذل نفسه من اجلهما لانه كان شديد الايمان بالسودان وبالاسلام وكان يرى ان السودان بلد مترامى الاطراف ولا يمكن ان يحكم من مركزية واحدة ، لذا طرح الفيدرالية قبل ان ينادى بها المثقفون الجنوبيون ، ودعا فيه –اسس دستور السودان- الى تقسيم السودان الى خمسة ولايات و تقسيم الولايات الى مقاطعات و المقاطعات الى مستوى ادنى وهكذا حتى مستوى القرية ، على ان تحكم كل هذه المستويات نفسها دون سيطرة او تدخل من المركز الاّ فى حدود دنيا للغاية ، بجانب ذلك فقد طرح مسألة الفصل الصارم بين السلطات الثلاث . و تابع دالى : وغير ذلك فإن الاستاذ محمود طرح ايضا و منذ بواكير خمسينيات القرن الماضى مسألة الحكومة العالمية وشرح امكانية قيامها و الهياكل و المؤسسات التى تحتاج اليها .

    وبخصوص الاشارة للعلاقة بين الاستاذ محمود و قرنق فى اسس دستور السودان، قال الدكتور دالى ان الدكتور جون قرنق كان قائدا طليعيا وعرف بذكائه ما دعا له الاستاذ محمود وهضمه و تمثله فى مشواره النضالى ، مشيرا الى انه افسد على الجبهة الاسلامية مشروعها وفضح مقولاتها و انتصر عليها بإتفاق السلام الذى حقق به مكاسب كبيرة للمستضعفين فى السودان وخاصة فى الجنوب ، واوضح ان انتصار قرنق لم يكن على الجبهة الاسلامية وحدها و انما على آلة الدعاية الرسمية و الشعبية فى المنطقة العربية والاسلامية و التى كانت تساند نظام الحكم فى السودان، على اعتبار ان ثورة المستضعفين التى كان يقودها قرنق ما هى الاّ مخلب قط للصليبية و الصهيونية العالمية التى تريد النيل من دولة الاسلام فى السودان و تلتف على خاصرة الامة العربية والاسلامية ، وكشف ان المسلمين ليسوا على حق او قيمة لانهم هزموا ولم ينطبق عليهم القول الربانى (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) . و تابع دالى لدينا احتراما كبيرا لجون قرنق و ما قام به من كسر لشوكة الاسلاميين و تمريغ انفهم فى الرغام وتبيين قصور وعيهم بتعقيدات العالم المعاصر .

    اما بخصوص تسويق الفكرة الجمهورية والاستاذ محمود لحل المأزق الذى يواجه الاسلام و المسلمين اليوم ، اوضح الدكتور دالى انه لم يسبق ان جاء شخص فى تأريخ الاسلام بفكرة تطوير التشريع الاسلامى مبينا انها رؤية ثورية و جذرية تتقاصر دونها كل الاجتهادات التى سعت للموائمة بين التراث و المعاصرة ، و لكنها مظلومة لانها نشأت فى السودان و الاستاذ محمود سودانى ، ولم يتعود الناس فى العالمين العربى والاسلامى ان تأتيهم افكار كبيرة و مستنيرة من بلد يقع على الهامش مثل السودان فى وجود مراكز ومراجع مهمة فى الوعى الجمعى للمسلمين مثل مكة و الازهر وغيرها من الاماكن التى شهدت نشاطا فكريا وسياسيا للمسلمين عبر التأريخ الاسلامى بجانب انه تضافرت شتى السبل لحجب الفكرة الجمهورية من الوصول الى الناس حتى فى بلد نشأتها السودان الى الحد الذى وصل بالتآمر لكبتها حتى اغتيال الاستاذ محمود ، و استدرك دالى قائلا : و لكننا على ثقة بأنه سيأتى يوم قريب سيكتشف فيه المسلمون فى السودان و العالم الاسلامى ان الفكرة الجمهورية كنزا ثمينا ومخرجا لهم فى محنتهم الوجودية الراهنة ، وسيجدون فى الاستاذ محمود مفكرا و مصلحا دينيا فذا ليس له مثيل .

    وبخصوص خارطة الطريق العملية ، امّن الدكتور دالى على ان هناك ازمة فى الحراك السياسى و الفكرى فى السودان ، وقال انهم كجمهوريين لا يرون حلا لها الا فى الدين و فى اتباع الطريق النبوى لانه طريق التغيير و طريق بناء الامة و توحيدها ، مبينا ان الحل المغاير و المطروح من قبل كثيرين هو قيام تحالف سياسى او جبهة عريضة و لكن دالى رأى ان هذا حلا مجربا و استبان الناس فشله مشيرا فى هذا الصدد لتجارب الجبهة الوطنية فى السبعينات و التجمع الوطنى منتصف تسعينات القرن الماضى ، لأن المتحالفين لا تجمع بينهم رؤية فكرية واحدة ويجتمعون على برنامج الحد الادنى ولكنهم سرعان ما ينفضون بناء على مصالحهم و تقديراتهم الخاصة .

    وختم الندوة الدكتور على دينار بسؤال عن رؤية دالى للانتخابات القادمة . حيث شدد الدكتور دالى على انها احدى خدع نظام الجبهة الاسلامية ، مشيرا الى ان الاسلاميين كانوا مستعدين لان يقتلوا خصومهم من اجل انتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ذى الموارد الشحيحة فى ذلك الوقت ، متسائلا عن السبب الذى سيجعلهم يتنازلون طواعية عن السلطة و الدولة بكل امكاناتها بعد كل هذه السنوات من الحكم المطلق و الفساد الكبير حتى يأتى غيرهم لينقب فى دفاترهم ويفتحوا الملفات التى يعملون على اخفائها . واضاف دالى : نظام الجبهة عمل برلمان واوجد فيه تمثيلا رمزيا لاحزاب المعارضة واستخدم الاموال من اجل التدجين فى محاولة لاقناع العالم بأن هناك حريات وديمقراطية فى السودان ، والآن وعبر خدعة الانتخابات القادمة و التى ستتم هندستها بالكامل بتوزيع مقاعد رمزية لاحزاب المعارضة بحيث لا يحدث اخلال بالاغلبية الميكانيكية لنظام الجبهة فى البرلمان كى ما يقولوا للعالم انهم شرعيون ، وفوز البشير حتى يتم انقاذه من ملاحقة المحكمة الجنائية له بدعوى انه جاء الى الحكم بتأييد شعبى واسع وانه يحظى بشعبية فى بلاده وانه رمز السيادة الوطنية ولا يمكن ان يكون شعبه ساخط عليه او مصدقا للتهم التى وجهتها له المحكمة الجنائية الدولية . واكد دالى انه من الاستحالة بمكان قيام انتخابات نزيهة فى ظل السيطرة التامة للجبهة الاسلامية على جهاز الدولة الذى فقد حيدته تماما بجانب السيطرة على وسائل الاعلام مبينا ان النظام استبدل رقابة الامن على الصحف بإرهاب رؤساء التحرير و احالة الرقابة على صحفهم اليهم . واضاف دالى ان الحزب الشيوعى قال انه تقدم بعشرين طلبا من اجل اقامة ندوة جماهيرية و لكنها رفضت جميعا من قبل السلطات الامنية ، بالاضافة الى منع تدشين حملة الدكتور عبد الله على ابراهيم ، الذى رشح نفسه فى انتخابات رئاسة الجمهورية .
                  

12-02-2009, 02:35 PM

لطفي علي لطفي

تاريخ التسجيل: 08-16-2009
مجموع المشاركات: 1287

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: علاء الدين بشير: الدكتور احمد دالى يتحدث الى السودانيين بفلادلفيا 2-2 (Re: Deng)

    الشكر لك اخي دينق علي النقل
    و الشكر للاخوين الدكتور دالي لاثراء الحوار و الشكر للاخ الصحفي علاء بشير لانزال ذلك الاثراء لارض الواقع بصورة يحسد عليها و مقدرة فائقة تجعلنا حضورا مع الحاضرين

    لطفي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de