|
العلمانية .... أزمة إيمانية
|
إن عصيان اوامر الله سبحانه وتعالى بدأ منذ أن رفض إبليس أن يسجد لآدم: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ...البقرة{34} لم يكن جاحدا بوجود الله ولكن أخذته العزة بالإثم. غروره وإستحقاره للإنسان هو الذى دفعه لعداوة الخالق عز وجل فصار من الكافرين: قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ {32} قَالَ لَمْ أَكُن لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ {33} ... الحجر قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ {12}...الاعراف فاصبح ابليس رمزا وداعية للعصيان والملائكة رمزا للطاعة وخُلِق الانسان خليطا بين هذا وذاك فى أمْر الطاعة والعصيان. فكانت الطاعة مهرا لبلوغ الجنة, والنارُ مأوى لمن عصى. فبعث الله اللانياء والرسل ليوضحوا ذلك للناس فى الارض مبشرين بان ثمن الطاعة الجنة و منذرين بان عقوبة العصيان النار. هذا فإن مهام الرسل الدعوة للطاعة من خلال الإيمان و تطبيق أوامر الله دون نقص. وأما العصيان فداعيته الشيطان الذى عهد على نفسه أن: قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ {16} ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ {17}..ألاعراف ومنذاك أخذ العصيان أشكالا شتى منه الذاتى والمتعدى هذا على مستوى الافراد, فأما الذاتى كأن يعصى الإنسان ربه فى العبادة الطقوسية و يحتسى الخمر ويزنى ويكذب....الخ وأما المتعدى كمن يسبب الضرر لغيره من الخلق, مثل الأذى و السرقة وسلب الحقوق و القذف وأكل مال اليتامى و المال العام و التهرب من دفع مال الزكاة وظلم الحكام والقضاة والتجار ...الخ إن مرتكب هذه المعاصى عندما يقوم بها تنتفى عنه ساعة ارتكابه للمعصية صفة الإيمان حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة، يرفع الناس إليه فيها أبصارهم، حين ينتهبها وهو مؤمن) صيحيح البخارى. فعليه تكون المسألة مسألة نقصان ايمان أوذيادته. اما العصيان على المستوى الجماعى او المؤسسى . هو التنظيم حول الافكار التى تدعو للتنازل وغض الطرف عن اوامرالله ونواهيه و أن يكون بديلا لطاعة الله وهى تقتفى فكرا انسانيا لايمت لقواعد الطاعة التى فرضها رب العالمين بشيئ, مهتدين بنهج اختطته أهواءهم ضاربين بأوامر الله عرض الحائط. طمعا فى نعيم دنيا زائل. فإن الفكر العلمانى قد فات مرحلة العصيان ونقصان الايمان بسَنِّه لتشريعات و قوانين تضادى تشريعات الخالق, كأن يستبدل مثلا حد السرقة بالسجن وإعفاء حد الزنى و السكر من العقوبة وتغيير تشريع الميراث بهوى الناس, وإحياء معاملات الربا, والتحرر من الكثير من القيم الاخلاقية كإباحة زواج المثيلين المحرم. وتنظيم الميسر و تطوير صناعة الخمور. فبجانب اباحة المعاصى من باب التحرر, فإن سن القوانين التى تلغى قوانين الحق عز وجل وتبديلها بقوانين وضعية تعتبر تدخل ومُشارَكة صارخة للله فيما شَرَع. إن الكثير من القوانين التى شرعها العلمانيون فى الجانب المتعلق بتشريعات الله تجدها قد تناقضت كثيرا مع طبيعة الاشياء ومع البيئة التى وضع ميزانها الخالق, فكيف يتسنى لزواج الرجل بالرجل والمرأ بالمرأة, تكاثر البشرية فى تلكم الزيجة الشاذة؟ حتى إذا إتفق رجل وإمرأة على الزواج بنية عدم الإنجاب مع القدرة على ذلك فقد بطل زواجهما. ان الشيطان عدو الله هو من يزين للناس الباطل فى صورة الحق والحق فى صورة الباطل ليجمعهم معه يوم القيامة فى نار جهنم, يوم يقول لهم حينها : (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ...سورة ابراهيم
(عدل بواسطة محمد النيل on 12-02-2009, 02:55 AM)
|
|
|
|
|
|