الخطبة التي ألقاها الحبيب الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة بمدينة نعيمة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 11:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-21-2009, 09:47 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الخطبة التي ألقاها الحبيب الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة بمدينة نعيمة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الخطبة التي ألقاها الحبيب الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة
    بنعيمة
    في يوم الجمعة الموافق 20 نوفمبر 2009م

    الخطبة الأولى
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، أما بعد-
    أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز،
    قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ ونقص في الأموال وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ #1751; وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) . الموت أيها الأحباب حقيقة ثابته نهاية للحياة الدنيا وبداية للحياة الآخرة، ومع ذلك فإننا نحن البشر لم نألفه ويحل دائما بيننا ضيفا ثقيلا مفاجئا لا خوفا على مصير أحبتنا الراحلين فهم إن شاء الله في جنات ونعيم (آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ) .. ولكن حزنا على ألم الفراق:
    أرق على أرق ومثلي يــــــأرق وجوى يزيد وعبرة تترقرق
    نبكي على الدنيا وما من معشر جمعتهم الدنيا ولم يتفــرقوا
    الخلق كلهم عيال الله لذلك فرض الله على نفسه نحوهم الرحمة والعدل لأنه اصطفاهم على خلقه ونفخ فيهم من روحه ومع ذلك أوجب عليهم استعمال عقولهم لتجنب المنكرات وفعل الخيرات. وأوجب عليهم السعي للصفاء الروحي للخروج من الظلمات إلى النور.
    إن الروحانية والعقلانية هما جناحان يطير بهما الإنسان من الطبيعة الحيوانية الطينية إلى الفضيلة النورانية التي يسعى إليها ويستحقها أحباب الله.
    ليس أحباب الله هم الأكثر صلاة أو صياما أو حجا بأداء الشعائر. أحباب الله هم الذين يؤدون الشعائر وتظهر في سلوكهم عشر خصال هي:
    • الثقة بالله حتى يرون أن العند السيد أقرب من الفي الإيد.
    المحبة لخلق الله كما قال نبي الرحمة: "لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" .
    • التواضع إذ قال تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا) . وقال رسولنا الكريم "أَحَبَّكُمْ إِلَى اللَّهِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ" . وعن عائشة (رض) "أَفْضَلَ الْعِبَادَةِ التَّوَاضُعَ" .
    • التراحم الذي دعا إليه الحديث: " ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ" . وقول النبي (ص) " مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ" .
    • الإيثار الذي هو أساس مكارم الأخلاق وامتدحه الباري سبحانه: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ‏) .
    • التزام العدل، قال تعالى: (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىَ) ، وقال: إن (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ) .
    • الصدق كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) . وقال المصطفى (ص) " إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ مَنْ لَا يُؤْمِنُ " .
    • علو الهمة (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ )، وفي علو الهمة جاء في الأثر إذا تعلقت همة ابن آدم بالثريا لنالها.
    • ومن أهم دلائل الصلاح أن يكون باطن الإنسان خير من ظاهره مثلما أن من دلائل النفاق أن يكون الظاهر حسنا والباطن قبيحا.
    قيل لسقراط حكيم اليونان: أنت قلت أن الفضيلة وسط بين رذيلتين كالكرم وسط بين الإسراف والشح فأين يقع هذا الوسط؟ قال سقراط: هذا أمر لا يمكن وصفه نظريا فمن أراد فعليه أن يبحث عن حكيم ويقلده.
    نحن أمة الإسلام لدينا تجسيد للفضائل في سيرة نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام فماذا كانت هذه السيرة؟
    لقد عكفت على دراسة السيرة لأنني رأيت في أدبيات الغربيين هجوما مكثفا على شخص النبي صلى الله عليه وسلم. وصفوه بثلاث خصال جائرة: بالشهوانية، والعدوانية، واللا عقلانية. ووجدت أنهم بنوا هذه الصفات كلها على مفردات رواها بعض كتاب السيرة المحمدية بالغفلة حينا وبالجهل أحيانا. فهم الذين رووا أنه كان يتخير الجميلات وهم الذين رووا أنه كان يمر على نسائه كلهن في نهار واحد، وهم الذين سموا سيرته كلها بالمغازي. وهم الذين جاروا النصارى في ربط مفردات السيرة بالعجائبيات. لذلك قررت إعادة كتابة السيرة المحمدية بالصورة التي تنصف نبينا الذي عندما وصفته السيدة عائشة قالت كان خلقه القرآن.
    وفي رسم صورة شخصيته قارنت بينها وبين النماذج في حياتنا: هل كان أقرب لشخصية الفكي؟ أم المك؟ أم المستثمر أي التاجر؟ أم الجندي؟ أم المفكر؟ أم السياسي؟ أم المصلح الاجتماعي؟ أم رب الأسرة؟ وقد بدا لي واضحا كيف أن في شخصية نبينا جمعا لطيفا بين هذه الصفات بصورة فريدة تمثل دليلا عقلانيا على نبوته إذ قال تعالى: (اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَه)ُ . هذه الإحاطة هي التي جعلت كثيرا من المستشرقين المنصفين يعترفون بتفوق نبي الإسلام دون أن يكونوا مسلمين:
    - أشاد منتجمري واط في كتابه محمد: رجل دولة ونبي بهذا التفوق الفريد في عالمين.
    - وعندما قدم مايكل هارت دراسة عن أهم مائة إنسان في التاريخ وضع النبي (محمد) على رأس القائمة وقال إن السبب هو أنه تفوق في عالمي الروح والسياسة بصورة فريدة.
    هذه الصفات هي التي ترسم لنا صورة القدوة المحمدية التي ينبغي أن يجعلها الناس قدوة وأسوة.
    الفهم الصحيح للسنة المحمدية ليس هو حفظ الأحاديث بل هو ترجمة ما في القرآن والأحاديث من معان تجعل المسلم أقرب إلى القدوة المحمدية.
    تأملت هذه الحقيقة وأنا أنقب عن صفات حبيبنا الراحل تبيرة. فوجدت في سيرته كثيرا مما في القدوة المحمدية. أقول:
    كان الحبيب الراحل تقيا قوي الإيمان، وكان نقي السريرة باطنه أفضل من ظاهره. وكان قوي التمسك بمبادئه السياسية والأنصارية يعبر عنها ويدافع عنها دفاع المستميت مهما تحداه الطغاة. وكان متواضعا ليس في قلبه مثقال ذرة من كبر. وكان كريما رحيما بالمستضعفين. وكان متجردا لحل المشاكل بين الناس أميرا فطريا بلا وظيفة يرى أن أنفع الناس للناس أقرب الناس لرب الناس. وكان مواصلا للكافة كأنه يعتبر المشاركة في الأفراح والعزاء في الأحزان دينا عليه يؤديه ساريا بالليل ساعيا بالنهار. وكان رجلا عاملا يكافح لرزقه غير متكل على أحد. ومهما تقلبت به الظروف لم أسمعه يوما يشكو حاله بل يعمل في صمت ويواجه ما يضعه الطغاة من عراقيل كأنما وصفه شاعرنا:
    نـــدوس فـــوق الجــــــروح ماشين
    ونــــــــــــــموت زي الشجــر واقفين
    ولي يوم الله في عزة وثبات شامخين
    ما شان دنيا في شان الوطن والدين
    كان تجسيدا صادقا لتربية والده في الاحتفاء بكتاب الله وراتب الإمام المهدي عليه السلام الذي هو لوحة صادقة من وحي القرآن والسنة.
    كان الراحل من الموطئين أكنافا الذين يألفون ويؤلفون. حبيبا محبوبا للكافة. وكان لي صديقا حميما زاد التصاقه بي بعد وفاة حبيبنا الراحل عمر نور الدائم كأنه أراد أن يعزيني في فقده بهذه القربى فصار أقرب مني ومن أسرتي ورب أخ لك لم تلده أمك، وإن جمعت بينه وبين أمي شجرة الكاهلية الظليلة.
    ألا رحم الله الحبيب الراحل وأحسن عزاء أسرته الصغيرة أخوانه وأخواته وزوجه زهراء وابنته أماني وأبناءه إدريس وعبد القادر والواثق وأحمد وعلي وسائر الأسرة الهبانية وأهل نعيمة والحسانية والحسنات وقبائل النيل الأبيض بل كافة أهل السودان فقد كان للجميع نعم الحبيب ونعم العشير.
    وقرب وفاته رحل عن دنيانا الحبيب عبد الرحمن أحمد عديل نائبنا السابق الذي كان من أصلب رجالنا عودا ومن أخلصهم التزاما رحمه الله وأحسن عزاء أهله الأقربين وقبيلة حمر وعامة كياننا. كما غادر دنيانا الحبيب عبدالله حسين عضو المكتب السياسي المجتهد المخلص رحمه الله واحسن عزاء أهله وكيانه في فقده.
    وللحبيب الراحل تبيرة أقول: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة* ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً* فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي) .
    قال النبي (ص) " مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ" ألا إن حبيبنا الراحل كان معطونا بالخيرات فاحشره مع المتقين (إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا) . ولا حول ولا قوة إلا بالله و(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) .
    استغفروا الله.

    الخطبة الثانية
    الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على نبينا محمد وآله وصحبه مع التسليم، وبعد،
    أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز،
    إن للسودان خصوصيات أذكر منها أربع:
    الأولى: خصوصية تاريخية قال عنها المؤرخ الصقلي ديودورس: يجمع المؤرخون أن السودانيين هم أول الخليقة من البشر، وأول من عبد الله، وقرب القرابين، وأول من خط بالقلم. وذكرهم هوميروس شاعر اليونان التاريخي في قصيدته الشهيرة الإلياذة إذ تحدث عن رحلة زيوس وسائر الآلهة السنوية حجا إلى أرض السودان الذي خلا من اللوم أهله.
    الثانية: خصوصية دينية فقد كان دينه مشتركا مصريا سوادنيا ثم صار له دين قومي تعبدا لأبادماك ثم دخلته المسيحية واستقرت فيه سلميا كما دخله الإسلام واستقر فيه سلميا. وفي هذا الصدد جاء في تفسير بن كثير أن النبي (ص) قال "يَا عُمَر تَعَالَ فَاسْمَعْ مَا قَدْ أَنْزَلَ اللَّه ( ثُلَّة مِنْ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّة مِنْ الْآخِرِينَ) أَلَا وَإِنَّ مِنْ آدَم إِلَيَّ ثُلَّة وَأُمَّتِي ثُلَّة وَلَنْ نَسْتَكْمِل ثُلَّتنَا حَتَّى نَسْتَعِين بِالسُّودَانِ مِنْ رُعَاة الْإِبِل مِمَّنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَحْده لَا شَرِيك لَهُ" .
    الثالثة: خصوصية حديثة: ففي القرن التاسع عشر كانت كل الشعوب في عالم الجنوب تواجه التمدد الاستعماري، وفي العالم الإسلامي انطلقت حركات جهادية كانت الدعوة المهدية أنجحها واستطاعت على حد تعبير د. عبد الودود شلبي المصري أن تجسد كل تطلعات المسلمين في القرن التاسع عشر. واستطاعت أن تجمع في تعاليمها أهم مبادئ الفرق الإسلامية الرئيسية: من أهل السنة التسمك بالكتاب والسنة، ومن الشيعة التمسك بالإمامية، ومن الصوفية التمسك بأن للأحكام الإسلامية جذور روحية. وأن تحرر الفكرة المهدية من التخصيص النسبي أي الثاني عشر من أحفاد الحسين عليه السلام، ومن التوقيت أي أن ينتظر الناس حتى آخر الزمان، وأن تقرن المهدية بوظيفة الهداية والتخلص من قيود اجتهادات الماضي، والتحرير من الهيمنة الأجنبية والتطلع لوحدة المسلمين. لذلك أيدها دعاة التحرير الديني أصحاب مجلة العروة الوثقى ودعاة التحرير الوطني العرابية كما عبر عنهم الشيخ أحمد العوام. ومن الخصوصيات الحديثة تحقيق استقلال السودان دون قيد أو شرط وتحقيق التحول الديمقراطي عبر آلية الانتفاضة الشعبية مرتين في عامي 1964م و1985م.
    هذه الخصوصيات ترشح الشعب السوداني لإنجاز فريد الآن أمام التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها الأمة العربية، والأمة الإسلامية، وأفريقيا.
    أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز
    أغلبية البلدان في عوالمنا تواجه تحديات مماثلة أهمها:
    • التوفيق بين التأصيل والتحديث.
    • التحول من نظم الحكم الاستبدادية لنظم تحقق المشاركة، والمساءلة، والشفافية، وسيادة حكم القانون.
    • تحقيق التنمية الوافية والعادلة.
    • إقامة العلاقات الدولية الندية المستقلة.
    • وحيثما يوجد اقتتال أهلي إحتواء ذلك الاقتتال وتحقيق السلام العادل الشامل.
    بلدان كثيرة تواجه نفس هذه التحديات ولكن السودان ينفرد الآن بأن كافة قواه السياسية اتفقت على:
    1. تنفيذ اتفاقية نيفاشا وإجراء تقرير المصير كأساس للوحدة الطوعية.
    2. التفاوض بين أطراف النزاع لإنهاء الاقتتال في دارافور.
    3. إجراء انتخابات عامة حرة لحسم قضية الولاية السياسية والسلطة.
    ومع ذلك فإن اتفاقية السلام اشتملت على بضع عيوب هيكلية جعلتها رهينة للاتفاق الثنائي بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وجعلت الانفصال جاذبا لا الوحدة، ومكنت من التراخي في التحول الديمقراطي، ووسعت بنودها حمالة الأوجه فجوة الثقة بين الشريكين في الحكومة فاشتعلت بينهما حرب باردة واتهامات متبادلة. هذا التحفز العدائي المتبادل مع وجود نقاط كثيرة قابلة للالتهاب ينذر بالويل والثبور وعظائم الأمور ويعني أنه في نهاية الفترة الانتقالية لم يحدث ما كان متوقعا من جعل الوحدة جاذبة بل ما جعلها طاردة. وفي هذه الظروف إذا ما وقع الانفصال المتوقع فإنه سوف يقود لدولتين مشتبكتين في عداء يماثل ما هو الحال بين جارتينا أثيوبيا وإريتريا. وإذا وقعت الحرب القادمة فسوف تختلف نوعيا من سابقاتها وتكون أكثر وأوسع دمارا لا سيما وسلام الشرق ما زال هشا وسلام دارفور ولد ميتا، فإن تجددت الحرب الشمالية الجنوبية فسوف تزيد من المواجهات في دارفور مواجهات يمكن أن تمتد شرقا نحو كردفان وغربا عبر الحدود نحو تشاد ويتسع الخرق على الراتق. هذا في وقت يستمر فيه التوتر مع المحكمة الجنائية الدولية ومع مجلس الأمن. لا يمكن لعاقل أو وطني أن يدرك هذه الحقائق دون أن يتحرك بكل ما أوتي من قوة لاحتوائها وإنقاذ الوطن من ويلاتها.
    ويزيد الأمر سوءا تفاقم الحالة المعيشية التي ينذر محصول هذا العام بإفراز مجاعة خطيرة
    نعم تبشر الانتخابات بتمكين المواطنين من الحكم على أوضاعهم وانتخاب من يثقون بهم لإدارة الشأن الوطني، ولكن لا بد لإجراء الانتخابات من توفير مناخ مناسب ومن استحقاقات لا تتوافر نزاهتها إلا بها.
    منذ أول شهر نوفمبر الجاري بدأ التسجيل وهو أهم مراحل الانتخابات، ولكن التسجيل بدأ متعثرا ومشوبا بالعيوب ولا بد من إزالة تلك العيوب وإزالة العثرات وتمكين المستحقين للتسجيل من المواطنين أن يسجلوا أسماءهم. هذا يوجب إزالة العيوب وتمديد فترة التسجيل شهرا آخر.
    جرت محاولات حل للمشاكل ثنائيا بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، وثلاثيا بينهما والمبعوث الأمريكي. وتجري محاولات لسلام دارفور في الدوحة بين المؤتمر الوطني وحركة العدل والمساواة. هذه المحاولات مهما صدقت النوايا غير مجدية.
    هنالك أجندة وطنية مكونة من:
    1- عثرات اتفاقية السلام وأهمها قانون الاستفتاء، تعقيدات أبيي، مناطق التشاور، رسم الحدود، القضايا الأمنية.
    2- مسألة دارفور.
    3- استحقاقات التحول الديمقراطي.
    4- استحقاقات الانتخابات.
    5- ماذا يمكن عمله لإنقاذ الوحدة.
    6- التعامل مع الأسرة الدولية.
    7- استحقاقات انفصال الجنوب.
    إذا نحن أردنا للسودان أن يخرج من الأزمات التي تلاحقه ويحقق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي المنشود فالأمر يتطلب منا كافة الاعتراف بخطورة الموقف والتخلي عن الأجندات الحزبية والانفرادية والانتقامية، وعقد لقاء قمة سياسي يضم القوى السياسية المعترفة ببعضها والمعترف بها لإبرام اتفاق النجاة للوطن.
    ونحن قد أعددنا حلولا واقعية موضوعية سنطرحها أمام هذه القمة لتستطيع البلاد إجراء انتخابات حرة ونزيهة وتقرير مصير يؤدي للوحدة الطوعية أو الجوار الأخوي.
    هذه سياسات قررتها أجهزتنا بعد دراستها ولكنني سوف أعرض عليها رأيا لدراسته عن كيفية عرض هذه الرؤية للقوى السياسية الأخرى وعما ينبغي عمله إذا استحال على الوطن لأية أسباب الإمساك بطوق النجاة. مع كل أزمة فرصة فالأزمات فرص لذلك قيل:
    إذا هبت رياحك فاغتنمها فإن لكل عاصفة سكونا
    أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز،
    )إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) ونحن نستنجزه وعده الحق راجين أن يأخذ بيد هذا الوطن وأهله الطيبين.
    اللهم هيئ لوطننا مخرجا، وارحمنا وارحم آباءنا وأمهاتنا، واهدنا واهد أبناءنا وبناتنا، واجعل لنا من أمرنا رشدا وارحم موتانا واشف مرضانا.
    أحبابي (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) . قوموا إلى صلاتكم رحمني الله وإياكم
                  

11-21-2009, 05:57 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخطبة التي ألقاها الحبيب الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة بمدينة نعيمة (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    Quote: جرت محاولات حل للمشاكل ثنائيا بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، وثلاثيا بينهما والمبعوث الأمريكي. وتجري محاولات لسلام دارفور في الدوحة بين المؤتمر الوطني وحركة العدل والمساواة. هذه المحاولات مهما صدقت النوايا غير مجدية.
    هنالك أجندة وطنية مكونة من:
    1- عثرات اتفاقية السلام وأهمها قانون الاستفتاء، تعقيدات أبيي، مناطق التشاور، رسم الحدود، القضايا الأمنية.
    2- مسألة دارفور.
    3- استحقاقات التحول الديمقراطي.
    4- استحقاقات الانتخابات.
    5- ماذا يمكن عمله لإنقاذ الوحدة.
    6- التعامل مع الأسرة الدولية.
    7- استحقاقات انفصال الجنوب.
                  

11-24-2009, 10:45 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخطبة التي ألقاها الحبيب الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة بمدينة نعيمة (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    ..
                  

11-25-2009, 01:36 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخطبة التي ألقاها الحبيب الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة بمدينة نعيمة (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    حفظ الله الامام الصادق الرجل المفكر
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de