مُشاهدات من ليلة الذكرى الميرغنية ببحري ـ بقلم أُستاذ صلاح الباشا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 05:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-14-2009, 11:00 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مُشاهدات من ليلة الذكرى الميرغنية ببحري ـ بقلم أُستاذ صلاح الباشا
                  

11-14-2009, 12:20 PM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مُشاهدات من ليلة الذكرى الميرغنية ببحري ـ بقلم أُستاذ صلاح الباشا (Re: أبو الحسين)

    يا ربي صلي على النبي محمدٍ بحر العطا

    هدية خاصة بهذه المناسبة ـ أداء شباب الختمية بصحبة النوبة





    pluginspage="http://microsoft.com/windows/mediaplayer/en/download/"
    id="mediaPlayer" name="mediaPlayer" bgcolor="#000000" showcontrols="false"
    showaudiocontrols="false" showtracker="-1" showdisplay="0" showstatusbar="0"
    videoborder3d="-1" enabletracker="false"
    src="/nsdoc/06ece687-494b-4c47-811e-b39392434543/?id=1158825828424"
    url="/nsdoc/06ece687-494b-4c47-811e-b39392434543/?id=1158825828424"
    autostart="-1" designtimesp="5311" loop="false">

                  

11-14-2009, 12:42 PM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مُشاهدات من ليلة الذكرى الميرغنية ببحري ـ بقلم أُستاذ صلاح الباشا (Re: أبو الحسين)

    مشاهدات من ليلة الذكري الميرغنية ببحري
    براحات مسجد السيد علي بحلة خوجلي تزدحم بالختمية منذ الصباح الباكر
    صلاح قوش وسوار الدهب و الخضر وأزهري التجاني في مقدمة الحضور

    صلاح الباشا ـ الخرطوم بحري


    صباح ومساء الخميس الماضي لم يكن يوماً عادياً في الخرطوم بحري والتي يطلق عليها ومنذ زمان بعيد (نوارة العاصمة المثلثة). ذلك أن فيها قبة الشيخ حمد ود أم مريوم ، والشيخ خوجلي أبو الجاز ، والأخيرة يرقد في ثراها طيب الذكر مولانا السيد علي الميرغني منذ رحيله في العام 1968م، وبعد مضي أربعة عقود من ذلك الزمان ، إحتوى ذات الضريح إبنه مولانا السيد احمد علي الميرغني الذي أخذه الله تعالي إلي جواره أمسية الأحد الثاني من نوفمبر 2008م الماضي .

    لقد درج السادة المراغنة، ورجالات الختمية ونساؤها أن يقيموا الذكري السنوية للسيد علي الميرغني في ذات المكان الذي يوجد فيه مسجده الكبير حيث أقيم الضريح في الركن الأيمن الجنوبي الغربي من المسجد.
    لكن هذه المرة ، أتت إحياء الذكري لتشمل السيدين. ومازاد ذلك المساء اهمية قصوي في يوم الخميس الماضي هو وجود مرشد الختمية وزعيم الحزب الإتحادي الأصل وحادي ركبه مولانا السيد محمد عثمان الميرغني الذي أتي إلي الوطن مرافقا لجثمان شقيقه السيد احمد المرغني .
                  

11-14-2009, 12:57 PM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مُشاهدات من ليلة الذكرى الميرغنية ببحري ـ بقلم أُستاذ صلاح الباشا (Re: أبو الحسين)

    والختمية بطبعهم يتميزون بخاصية الوفاء عالي المقام لشيوخ طريقتهم، لذلك لم يكن من المستغرب أن تجد الدموع تنساب في هدوء تام من مآقي الرجال لتبلل تلك الوجوه والصدور وهم يستمعون في ليلة الذكري بمسجد السيد علي إلي الخطباء الذين أعادوا إلي أذهان تلك الحشود كل المآثر والصفات التي كان يتصف بها السيد علي والسيد أحمد.

    منصة الإحتفال شرفها بجانب رجالات الحزب والطريقة، شخصيات عديدة يأتي في مقدمتها المشير عبدالرحمن سوار الدهب وبجانبه السيد الفريق مهندس صلاح عبدالله قوش الذي جاء مبكراً والدكتور أزهري التجاني وزير الشؤون الدينية والأوقاف، فضلا علي وجود الكتور عبدالرحمن الخضر والي الخرطوم، وممثلو الهيئات الدبلوماسية العربية والإسلامية والدولية.

    الخليفة عبد المجيد عبد الرحيم، كان في مقدمة مستقبلي الضيوف بالمنصة، والسيد محمد الحسن سر الختم الميرغني والسادة أبناء المراغنة كانوا حضورا مبكرا. وقد إزدحمت المنصة علي سعتها برجالات الطرق الصوفية وخلفاء الختمية وقيادات الحزب الإتحادي الديمقراطي. ولكن ما يلفت النظر فعلا هي تلك الحشود الكبيرة من نساء الطريقة الختمية من كافة مناحي العاصمة، وقد كن يقاطعن مهرجان الذكرى الخطابي بالزغاريد التي كانت تشق عنان السماء بحلة خوجلي معلنة أعلى قيم الوفاء والتمسك المتين بالطريقة الختمية التي أضحت جزءا هاما من مكونات حياتهن الإجتماعية والدينية، وظلت تسكن داخل وجدانهن منذ أمد بعيد ، يتوارثنه جيلاً بعد جيل.
                  

11-14-2009, 01:07 PM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مُشاهدات من ليلة الذكرى الميرغنية ببحري ـ بقلم أُستاذ صلاح الباشا (Re: أبو الحسين)

    الشيخ عبدالعزيز محمد الحسن إمام مسجد السيد علي تلي خطاب السيرة الذاتية لمولانا السيد علي حيث عدد فيه الميلاد والنشاة والدراسة بالأزهر الشريف، ثم العودة إلي الوطن عن طريق ميناء سواكن في العام 1900م ، ثم عبر البطانة التي كان يخرج أهلها لإستقباله أينما حل موكبه حتي وصوله إلي أرض أجداده بحلة خوجلي بالخرطوم بحري في العام 1901م حيث أصبحت مقرا لسكناه حتي مات ودفن فيها.
    وبعد ذلك تحدث ممثل رابطة طلاب الختمية بالجامعات والمعاهد العليا الذي سرد تاريخا مجيدا للراحلين، ثم تلاه مولانا حسن أبوسبيب الأمين العام لهيئة الختمية الذي جاء حديثه يحكي سردا واضح الملامح لحياة وأدوار السيد علي الميرغني والسيد أحمد، ذاكرا مقولة الزعيم الأزهري المشهورة عند الإحتفال بإستقلال السودان في 1/1/1956م حين قال : ( لولا جهود الأسد الرابض في حلة خوجلي لما نالت البلاد إستقلالها) .

    تحدث الأستاذ حاتم السر الناطق الرسمي للحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل عن السيرة الذاتية المختصرة للسيد أحمد الميرغني بأنه كان رئيسا منتخبا من البرلمان السوداني لمجلس السيادة السوداني عقب إنتخابات أبريل 1986م، ذاكرا الأدوار العديدة التي كان يكلفه بها والده السيد علي داخل وخارج البلاد، مثمناً الدور الكبير الذي قام به السيد احمد حين أرسله والده إلي العاصمة السعودية الرياض لإقناع طيب الذكر الملك فيصل بن عبدالعزيز لأهمية حضوره لمؤتمر القمة العربي بالخرطوم عقب نكسة الخامس من حزيران 1967م حتي يزيل سحائب القطيعة التي كانت ناشبة بين الزعيمين جمال عبدالناصر والملك فيصل ، حيث كان من أهم نتائج ذلك المؤتمر الذي عرف بإسم مؤتمر اللاءات الثلاث ( لاصلح ولا تفاوض ولا إعتراف بإسرائيل إلا بعد إنسحابها من الأرض التي إحتلتها في يونيو/حزيران 1967م ) بماعرفت بحرب الأيام الست.
    حيث تكللت تلك الجهود بالدعم المادي من دول النفط إلي دول المواجهة وهي: مصر وسوريا والأردن ، فضلا علي الصلح الكبير وإنتهاء القطيعة بين الفيصل وعبدالناصر بالخرطوم فتحقق الوفاق العربي المستمر حتي اللحظة ، والذي كان من ثماره التاريخية إنتصار العرب بقيادة مصر في حرب عبور القناة وتحطيم خط بارليف في 6 أكتوبر 1973م .
    كما ذكر حاتم السر المواقف القومية للسيد احمد الميرغني وهو خارج الوطن منذ يونيو 1989م حتي عودته في يناير 2001م حيث ظلت مقولته المشهورة تتردد (لا لنقطة دم سودانية واحدة ، لا للحرب ، نعم للسلام) حتي رحيله عن الدنيا.
                  

11-14-2009, 01:19 PM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مُشاهدات من ليلة الذكرى الميرغنية ببحري ـ بقلم أُستاذ صلاح الباشا (Re: أبو الحسين)

    ثم صعد الزعيم السيد محمد عثمان الميرغني إلي منصة الخطابة بعد أن قدمه بكلمات مؤثرات رائعات الخليفة صلاح سرالختم سكرتير عام هيئة الختمية، فتحدث الميرغني شاكرا تلك الجموع المحتشدة ، مؤمنا علي أهمية وحدة الصف الوطني والوفاق السوداني الخلاق عند الملمات حتي تجتاز البلاد كل الصعاب التي تواجهها الآن، ثم قدم الميرغني نجله السيد جعفر الصادق ليلقي الخطاب الرسمي المكتوب نيابة عنه. فشكر السيد جعفر والده الميرغني مؤكدا على تحملهم كأبناء له كل المهام والتكاليف التي يوجهها لهم السيد الوالد .

    جاء في خطاب مولانا الميرغني : ( لقد عرفت الأمة السودانية لصاحب الذكري مولانا السيد علي الميرغني قدره ومكانته فخرجت عن آخرها في موكب مهيب إنتظم العاصمة المثلثة بكاملها يوم رحيله المشهود، وفاءً وعرفاناً، وتكرر هذا المشهد المهيب في يوم وداع نجله السيد أحمد الميرغني، وهذا دليل علي إمتداد الأمانة والوفاء، وهو ما نشهده اليوم في هذا الإحتفاء الكريم بتلك الذكري العطرة للراحلين المقيمين، والتي ستظل في قلوب المحبين والمخلصين علي تعاقب الزمان وتقادم الدهر).

    وأضاف الميرغني في خطابه بأن الإحتكام للشعب هو الشرعية الحقيقية والمسار السليم لحكم البلاد ، ويجب أن يعطي الشعب السوداني حقه الثابت في التعبير والإختيار عبر إنتخابات حرة نزيهى لاتلبيس ولا تدليس ولا تضييق فيها.
    ركز الميرغني في خطابه علي الدعوة في لم الشامل وتوحيد الإرادة الإتحادية ، كما دعا مرة أخري للوفاق الوطني الشامل لأنه الطريق الأمثل لتضميد جراح هذا الوطن والأخذ به إلي بر السلامة ، مؤكدا علي أن إنفصال الجنوب هو الخط الأحمر الذي يجب عد تخطيه مطلقاً .
                  

11-14-2009, 01:29 PM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مُشاهدات من ليلة الذكرى الميرغنية ببحري ـ بقلم أُستاذ صلاح الباشا (Re: أبو الحسين)

    ومن المشاهد الهامة في تلك الليلة أن جميع ساحات المسجد وبراحاته الواسعة في كل الجهات كانت تزدحم بحلقات الذكر والمدائح من كل ألوان طيف الطرق الصوفية التي أخذت كل منها جانبا براياتها وطبولها الصاخبة، وأزيائها المتباينة مشاركة للسادة الختمية في ذكري السنوية العطرة .

    وخارج اسوار المسجد بجهاته الأربع، كانت الأسواق المتعددة تعرض بضائعها من ملابس ومأكولات ومشروبات وأيضا (حلاوة مولد) جديدة. كما كانت النساء يتاجرن بكثافة في حلقات للأكل والشرب والشاي والقهوة والعصيرات ولعب الأطفال. وذلك قد ساعد كثيرا في أن تكون تلك الذكري السنوية بذات الموقع ترسخ أكثر مخيلة أهل الخرطوم بحري عموما وسكان حمد وخوجلي والدناقلة والصبابي علي وجه الخصوص.

    وأخيراً ..... تبقي الذكري العطرة التي تتجدد كل عام لتتآلف قلوب أهل السودان أكثر ، ولتتحد الرؤي الوطنية أكثر ، حتي تعبر بلادنا كافة أشكال المطبات التي تواجهها من حين لآخر وصولاً إلي وطن آمن ومستقر يعيش الحريات والألفة والمحبة والإعتراف بالآخر ، بكامل معناها ... وكل عام وأنتم بخير،،،،
                  

11-15-2009, 08:21 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مُشاهدات من ليلة الذكرى الميرغنية ببحري ـ بقلم أُستاذ صلاح الباشا (Re: أبو الحسين)


    إلى صاحب السيادة مولانا السيد علي الميرغني (عليه السلام)...
    هذا أبو الشعب لا تُحصى مآثره...
    وعا الرسالة عن صدقٍ فأدَّاها...
    ـــــــــــــــــ

    إلى صاحب السيادة مولانا السيد أحمد الميرغني (عليه السلام)...
    كُنت اللواء لنا نسمو بعزته...
    وحكمة سقت الأرواح نجواها...
    ـــــــــــــــــ

    وإلى صاحب السيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني (حفظه الله)...
    قُدِ السفينة باسم الله ظافرةً...
    وبارك الله مجراها ومرساها...


                  

11-16-2009, 01:43 PM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مُشاهدات من ليلة الذكرى الميرغنية ببحري ـ بقلم أُستاذ صلاح الباشا (Re: أبو الحسين)

    صباح الخير يا السادة المراغنة

    في الذكرى الأربعينية لرحيل الأول والأولى لرحيل الثاني
    الميرغني الكبير كان أباً للاستقلال ورفيقاً لعبد الرحمن المهدي
    كيف حسم السيدان قضية الاستقلال.. بالوفاق والحكمة والتوافق؟
    السيد أحمد الميرغني كان رأساً للدولة ولم يعادِ من انقلب عليه
    جريدة الوطن ـ سيدأحمد خليفة


    يحتفل السادة المراغنة بالذكرى الأربعين على رحيل مولانا السيد علي الميرغني أب الاستقلال، والذي يزن الكفة الوطنية في مقابل السيد عبدالرحمن المهدي، حيث كان للسيدين دور تاريخي في استقلال السودان ودعم الحركة الوطنية وإنشاء مكونات الحياة السياسية بالبلاد من خلال الحزبين الكبيرين.. ومن أبرز إنجازات السيد علي إخراج السودان من المأزق في الفترة الحرجة الانتقالية، ما بين عامي 54-1956م، والدعوة الاتحادية لوحدة وادي النيل، تقابلها الدعوة الاستقلالية للأنصار وإمكانية الصدام بين الطائفتين، إلا أن حكمة السيد الميرغني والسيد المهدي أدت لعبور تلك المرحلة، بعد أن وافق الميرغني على دعم وتأيد استقلال السودان من داخل البرلمان.

    وكان أن وجه نائب اتحادي هو «أحمد يوسف علقم»الاتحادي البارز بأن يقترح إعلان الاستقلال داخل البرلمان ليثنيه نائب أنصاري هو«...........» أطال الله في عمره. أما السيد أحمد الميرغني -عليه الرحمة- فهو أبرز قائد سوداني وفاقي في حقبتي مايو والإنقاذ، ورغم شغله منصب رأس الدولة قبل انقلاب 89، إلا أنه تواضع في تخليه عن موقعه بعد الانقلاب، ولم تبدر منه ولا كلمة واحدة من شأنها أن تخلق أي نوع من التوتر الوطني بين السودانيين، وكأنه يرى دائماً أن الذين ذهبوا وتركوا المقاعد هم سودانيون، والذين جاءوا للسلطة هم سودانيون أيضاً.. وللراحل السيد أحمد الميرغني عبارة شهيرة، قالها عندما تم تكوين بعض التشكيلات العسكرية بالخارج مثل«جيش الأمة والفتح» حيث كان الاول يتبع لحزب الامة بقيادة السيد الصادق، والثاني يتبع للسيد محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع المعارض بالخارج آنذاك، مضافاً الى هذين التنظيمين«جماعة التمرد» بقيادة الراحل جون قرنق ومجموعات صغيرة وأخرى بقيادة العميد عبدالعزيز خالد وآخرين .. قال السيد أحمد الميرغني في تلك الحقبة العنيفة «أي نقطة دم سودانية لا».
    وبعدها لعب الرجل دوراً اساسياً بالسر والعلن في أمرين مهمين:

    الأول: تحسين العلاقات بين دولتي وادي النيل مصر والسودان، بعد التدهور المشهور والاتهامات المتبادلة في الحقبة الاولى من عمر الإنقاذ، إذ أن من المعروف أن للسيد احمد الميرغني علاقات وطيدة بالقيادات المصرية، فضلاً عن كونه صهراً للمصريين، فزوجته هي ابنة الزعيم الإسكندارني ا لمشهور«الشبراويشي».

    ثانياً: علاقته الو طيدة مع القيادة في السودان التي انقلبت عليه، ولكنه لم يعادِها على الإطلاق، كما كان الراحل السد أحمد - عطر الله ثراه- مسلماً محافظاً رأى في تركيبة وتشكيلة التجمع الوطني المعارض بعض الملامح اليسارية، إن لم نقل الشيوعية، ومع ذلك كان السيد أحمد لصيقاً ببعض قيادات التجمع بالخارج، ومن بينها بالطبع شقيقه السيد محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع آنذاك.. وسيكشف التاريخ يوماً ما ان الرجل لعب الدور الاساسي فيما عُرف باتفاق القاهرة بين التجمع ونظام الانقاذ، حيث وقعت الاتفاقية المشهورة والتي حدث بموجبها التحول الديمقراطي المتدرج الآن.. وكان السيد احمد الى جانب أفقه السياسي الواسع .. اقتصادياً فذاً، جاهد بالحفاظ على القاعدة الاقتصادية للحزب والكيان الختمي، وكان في حقبتي مايو والانقاذ وفي ظل المصادرات والملاحقات والتأميمات مراجعاً وجاعلاً غيره يتراجع في قراراته من خلال التفاهم والمنطق، حتى ان معظم ممتلكات ومشاريع دائرة الختمية وقيادات الختمية أعيدت في حقبتي مايو والانقاذ..!.

    وبفقد السيد أحمد الميرغني العام الماضي، فقدت البلاد جسراً وطنياً من جسور التواصل.. رحم الله الرجل وجعل الجنة مثواه وأبقى الخير والبركة في ذريته وشقيقه السيد محمد عثمان الميرغني، الذي لايقل عنه وعن والدهم السيد علي الميرغني تمسكاً بوحدة السودان واتحاد ابنائه وتعميق الصلات والاتصالات بين مكونات الشعب السوداني في اتجاهات البلاد الأربعة.. وهذه نبذة مختصرة عن السيدين علي الميرغني ونجله السيد أحمد الميرغني، لفائدة هذه الاجيال التي اصابها الغباش وتجهل«بفعل فاعل» تاريخ ومكونات هذه الامة العظيمة...!.
    **
    لمحات من سيرة مولانا السيد علي الميرغني «رضي الله عنه»

    هو السيد علي بن السيد محمد عثمان الأقرب بن السيد محمد الحسن الميرغني «أبو جلابية» بن الإمام السيد محمد عثمان الميرغني «الختم» والذي ينتمي نسبه الى الإمام الحسين بن علي كرم الله وجهه. ولد «رضي الله عنه» بجزيرة مساوي.. بديار الشايقية 1297هـ الموافق 1880م.
    حفظ القرآن الكريم وتلقى مبادئ العلوم الشرعية بمدينة سواكن تحت إشراف عمه السيد تاج السر الميرغني هاجر الى مصر وإلتحق بالأزهر الشريف ونال الشهادة العالمية برعاية عمه السيد محمد سر الختم الميرغني عاد الى السودان عبر مدينة سواكن ومنها الى كسلا فالخرطوم عام 1901م واستقر به المقام بحلة خوجلي قاد العمل الدعوي وأرسل الوفود والبعثات الى جبال النوبة والانقسنا وجنوب السودان وأدخل الآلاف في الدين الاسلامي الحنيف. أرسى دعائم الحركة الوطنية ورعاها بتوجيهه الحكيم حتى تم استقلال السودان فقال فيه الزعيم الأزهري: لولا الأسد الرابض في حلة خوجلي ما نال السودان استقلاله.
    أول من نادى بقيام الجمهورية الإسلامية في بيانه الشهير الذي أصدره في 27 رجب 1380هـ 20نوفمبر 1965م. عمل على توطيد العلاقات بين العرب والمسلمين وتجلى ذلك في دوره في انجاح مؤتمر اللاءات الثلاث والمصالحة بين الملك فيصل والرئيس جمال عبدالناصر 1967م. إمتلك أكبر مكتبة علمية وفكرية في الشرق الاوسط استفاد منها العديد من المفكرين والأدباء على رأسهم الاستاذ عباس محمود العقاد. احتفظ بعلاقات طيبة وراسخة مع كل زعماء العالم وقادته وزاره العديد منهم في داره بالخرطوم. انتقل الى رحاب ربه الطاهرة في يوم الاربعاء 21 فبراير 1968م 22ذو القعدة 1387هـ ودفن بمسجده الجامع بالخرطوم بحري


    لمحة من السيرة الذاتية لصاحب الذكرى العطرة مولانا السيد أحمد السيد علي الميرغني «رضي الله عنه وأرضاه»

    يعتبر السيد أحمد الميرغني من القلائل الذين يحفظ لهم التاريخ أنهم لعبوا دوراً بارزاً في حياة السودان وساهم في كثير من الاحداث على الصعيد السياسي والديني فعلى سبيل المثال في الصعيد السياسي فهو رئيس مجلس رأس الدولة في الفترة من 85-1989م وأيضاً صاحب كلمة وفكر وهو الذي قال: «لا نقطة دم سودانية واحدة»، أما على الصعيد الديني فهو سلالة الدوحة النبوية الطاهرة ويمثل نائب الطريقة الختمية، وكذلك نائب الحزب الاتحادي الديمقراطي ونحن نحاول توثيق بعض جوانب حياته ونفي الرجل حقه ولكننا نضع بعض النماذج المعينة رغم أننا لانستطيع حصرها كلها، فهو السيد أحمد بن السيد علي الميرغني الزعيم الديني والأب الروحي في السودان فقد ولد السيد احمد الميرغني في مدينة الخرطوم بحري عام 1940 وتم دراسته في مدرسة الاشراف الاولية بأمدرمان وأتم دراسته الجامعية بلندن، حيث درس الإقتصاد والعلوم السياسية.

    وعاد الى السودان وسخر كل مجهوداته وعمله لخدمة الوطن والحزب الاتحادي الديمقراطي والطريقة الختمية ومن اسهاماته أنه شارك في إزالة آثار نكسة يوليو 1967م، وكان له الكلمة بين الرؤساء والملوك العرب ونتيجة هذه الكلمة بأن الملك فيصل ملك السعودية عاد وشارك في المؤتمر مما أعاد الى المؤتمر قوته ومن هنا برزت كياسة وحنكة السيد احمد الميرغني التفاوضية، وكذلك كان يقوم بنقل الرسائل المميزة للرؤساء العرب ونذكر منها الآتي: رسالة للرئيس جمال عبدالناصر، وكذلك أمير الكويت الاسبق، وكذلك زيارة للجمهورية العربية الليبية الشعبية لمقابلة العقيد معمر القذافي عام 1978م، ومن المبادئ التي كان يسعى لتحقيقها دائماً السيد أحمد الميرغني هي حرية الفرد بمعناها الكبير بشعار سياسي يهدف لأن يتمتع كل مواطن برأيه بحرية وصراحة دون خشية من أساليب الأجهزة القمعية، وكذلك ديمقراطية التنظيم بأن تختار القاعدة من تراه مناسباً في جو ديمقراطي سليم وهو يحب الوضوح التام ويرفض التحرك وراء الكواليس، ومن سماته أيضاً أنه يؤمن بشمولية الفكر لدى كل الاطراف فهو يرى أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية واهم مميزات السيد أحمد من خلال كل من عرفه بأنه لا يستصغر أحداً ويقيس الاشياء بمعيار المصالح العامة لكل الاطراف ومن انجازات السيد أحمد الميرغني الآتي:- 1/ المشاركة في إصدار قرار تنفيذ طريق الشمال وكذلك وضع حجر الأساس لطريق الشمال والمجمع الإسلامي هناك ووضع حجر الأساس لجامعة القرآن الكريم، وكذلك إسهام فكري وحركي في تداول مشكلة الجنوب خاصة مشكلة الكرمك وقيسان. ولقد رفع السيد أحمد الميرغني رحمه الله اسم السودان عالياً في المؤتمرات الدولية، كان يتحدث باسم السودان، ولقد توفي رحمه الله السيد أحمد الميرغني في 4 ذي الحجة 1429هـ هجرية الموافق 2نوفمبر عام 2008م بمنزل الأسرة بالاسكندرية ودفن في الخرطوم بمسجد والده السيد علي الميرغني بجوار والديه رحمهم الله إنا لله وإنا اليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
    نسألكم الفاتحة والدعاء..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de