هذه مجرد ملاحظات خطرت في ذهني على سبيل المثال وحقائق لا تنكرها العين ..تحتاج لإزالة الركام وتجليتها للأفهام ، اللهم علمنا كما علمت آدم( وعلم آدم الأسماء كلها ..) ، وفهمنا كما فهمت سليمان ( ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكمًا وعلمًا ...) أولاً : المذهب الفقهي : يسود المذهب المالكي ، معظم المجتمع السوداني ، ما عدا طوكر وبورسودان حيث يتبع عدد مقدر من أهلها المذهب الشافعي ، المذهب الحنبلي ، يتبعه عدد قليل من الناس ويعرفون بأنصار السنة ...وتجد هذه الطائفة عداءً شديداً من المتصوفة والدراويش ...انتشر المذهب المالكي على يد العالم عبدالله العركي والشيخ ، إبراهيم البولاد بن جابر ، وقد تعلما في الأزهر وقاما بنشر رسالة ابن أبي يزيد القيرواني ، ومختصر خليل في الفقه المالكي . أما المذهب الشافعي فقد أدخله الشيخ محمد بن علي بن قرم المصري ، وكان شائعاً قديماً في سنار وفي أربجي ...يلحظ انحسار المدارس الفقهية عن الخريطة السودانية وتوافر العلوم الدينية وظهور المؤلفين والعلماء في كل العصور ... الملاحظة على الأوضاع الاجتماعية : من الملاحظة اهتمام السودانيين بالتواصل الاجتماعي والظهور المستمر في كل المناسبات خشية اللوم ، رغم أهمية التواصل لربما كان على حساب أشياء أخرى أشد أهمية . - روح الاتكالية وعدم المبالاة .. - سيطرة الفكر الصوفي على الحياة السودانية ...رغم أن التصوف حالة فردية ..خلوة إلى الله ..وليس سلوكاً تعبدياً جماعياً ..تتوالد منه قناة فضائية ...كان يمكن أن تكون قناة تربوية توجه للناشئة وتعالج التعليم ومناهجه وسبل تطويره . - غياب العلماء الأكفاء وخاصة في العلوم الشرعية ...وليس علماء السلطان الذين يزينون الباطل !! - سرعة انخداع المجتمع لكل من رفع شعارات الدين دون تمحيص أو إعمال العقل والفكر . - تعطيل المال والوقت للمناسبات الاجتماعية ( الزواج والوفيات ) ، تدخر الأموال للظهور في مثل ذلك اليوم للجميع بمظهر الغنى والترف !. - المحسوبية في الخدمة المدنية وقد تكون محسوبية قبلية ومناطقية وحزبية ، وتقديم أهل الولاء على الأكفاء . - إنعدام عقد اجتماعي يضبط إيقاع الحياة في السودان يتراضى عليه الناس . الملاحظة على النظام السياسي : وقع السودان في فخ الاستعمار لمدة 120 سنة ، وبمعونة من الجارة الشمالية طمعاً في الثروات ...فقضى ستين عاماً في براثن المصريين والأتراك من 1821 وحتى العام 1885 ، وقضى فترة مماثلة تحت استعمارالمصريين والإنجليز من 1898 وحتى العام 1956م .. بدأت الديموقراطية مائلة البناء ...لحداثة التجربة وإنعدام المكون الحضاري المدني للمجتمع ، نظراً لقلة التعليم وضعف المجتمع وفقره المعرفي لمتطلبات الحياة الحديثة فهو مجتمع أساسه رعوي ، نشأت الحياة المدنية بدخول الاستعمار، يعمل غالبهم في الزراعة والرعي، اللهم إلا الطلاب الذين تخرجوا من مدارس المستعمر في بداية القرن التاسع عشر ، وكان عدد المدارس محدوداً والإقبال ضعيف لجهل العام بأهمية التعليم النظامي في ذلك الزمن الذين مثلوا الشرارة الأولى للنشاط السياسي ومقاومة المستعمر..تم تكوين وتشكيل المجتمع بحسب رؤية المستعمر ليظل الاستعمار باق حتى لو تم خروجه طوعاً !! فقد جاء الإنجليز بعدالرحمن المهدي وجاء المصريون بالسيد علي الميرغني وكان البناء الحزبي يستند لطائفتي الأنصار والختمية ونشأت أحزاب أخرى صغيرة لم يكن لها تأثير يذكر على الحياة السودانية وإن أحدثت موجة من التغيير الفكري والثقافي في الحياة السياسية السودانية كالحزب الشيوعي وحركة الأخوان المسلمين .. لم يهنأ السودانيون بالإستقلال عن التاج المصري الإنجليزي فقد أصبح البلد كله في صراع بين العسكر والأحزاب ، والحروب في الجنوب .. - لم يستقر نظام الحكم حتى كتابة هذه السطور وما الانتخابات في مجملها إلا وسيلة لإطالة أمد النظام الذي يسيطر على الثروة والسلطة ويريد أن يجمل نفسه بعطية مزين لأحزاب نخرة لم تجدد في برامجها ورؤاها منذ انتخابات 1954 ، فقد أصبح الشعب وموارده لعبة في أيدي هؤلاء الساسة الذين لا يمتون للوطنية بشيء فكل همهم الوصول للكرسي والتوسع في الذرية وبناء القصور والإحاطة بهالة من الحاشية وماسحي الأحذية ممن تمرسوا في المداهنة ومسح الأحذية - فهم كمبارس لكل نظام آت ...يمارس الساسة الذين يضيقون ذرعاً بالديموقراطية ونتائجها عبر صناديق الاقتراع - إن كان هناك نزاهة -فيمارسون الخداع والزيف بكل ألوانه ...حين يشعرون بأنهم سيفقدون مقاعدهم يأتون بالعسكر ..فقد جاء عبدالله خليل في عباءة حزب الأمة وجاء نميري في عباءة الشيوعين وانقلب عليهم وجاء عمر البشير في عباءة الترابي !!...ومعلوم بالضرورة أن العساكر اندفاعيون متعطشون للسلطة ، يريدون أن يملأوا الأرض ضجيجاً وإحداث نوعاً من التنمية كي تضمن بقاءهم في مقاعد السلطة ..ويغلب على هذه الأنظمة البطش والخسف للمعارضين وإنعدام الرقابة والمحاسبة وتغيي القوى الحية في المجتمع وإنتشار الفساد بكل أنواعه ودرجاته ، ويتم شق الأحزاب وشراء الذمم وإسكات العلماء وتقريب القرابات وضياع المساكين من قاطني الأقاليم البعيدة لضعف أصواتهم وخيانة من يمثلهم والمتاجرة بقضاياهم ...حتى إذا اشتدت الأيام وضاق الناس ذرعاً بفعل الضغوط التي يمارسها العالم الخارجي من دول العالم الأول فتنتشر دعاية الديموقراطية ويتم استقطاع المال والجهد ، حتى إذا دنا الناس من صناديق الاختراع لم يجدوا شيئاً !! أشبه بسراب بقيعة يحسبه الظمأن ماءً.. الحل : - الرجوع إلى الله ومحاسبة النفس حساباً عسيراً فليس هناك فلاح أو نجاح في مخادعة الله بإدعاء التقوى والإصلاح ..( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ..) . - العدل ، العدل ..لا ملك دون عدل ...( اعدلوا هو أقرب للتقوى ..) . - وليتذكر الساسة أن حقوق العباد حسابها عسير في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . - علينا كسودانيين أن نبتعد عن التبعية العمياء ..وطنوا أنفسكم ..إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم . - .............هذه مجرد محاولة لفهم شيء ما في واقعنا الاجتماعي والديني والاقتصادي والسياسي والفكري و.........و... .
الأخ عبدالرحمن الحلاوي، سلامات و تحايا أوجزت و أصبت في وصف حالنا.. فحن من نمسك من الأمور قطبها السالب، فـ (نتصوف) عند طلب الرزق، و نبذخ في (المظاهر) ... و نأتي لسدة الحكم باسم الدين، باسم الشعب، باسم الحق، باسم العدل ومتى ما تمكنا و مُكن لنا، ننكل بكل قيمة دعينا اليها، أمور الدين عالقة في فقه درء المفاسد عوض البحث عن المنافع، ماعون اخلاقي مموّه التفاصيل، فكذب صراح يسمى مجاملة، و تبديد من قلة يسمى كرم، ومحاباة مهلكة تسمى صلة رحم، و شعائر لا يحضر فيها القلب تسمى عبادة،
أمرنا غريب عجيب، لا نعلم من أين أتينا ولا نعلم إلى أين نسير ...
11-01-2009, 12:16 PM
عبدالرحمن الحلاوي عبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714
أختنا العزيزة عزاز سلام ومودة وأنتي قد أتيتي بخلاصة الفكرة في هذه السطور ..من أتينا وإلى أين نسير ...هل نحتاج لجان جاك روسو وفولتير وسارتر ...أم يخرج علينا شعراء ليمدحوا مصر المؤمنة ...والحق الإلهي والحديقة الخلفية ...ويفرضوا علينا قسراً متابعة المسلسل المصري ..باعتباره رافداً معرفياً لا يمكن الاستغناء عنه !! وفي صورة أخرى جلباب وسيع وكرش ممدة تلقف كل ما تقع عينها عليه ...سرقوا براءة أطفالنا وعذرية بناتنا ...سرقوا حريتنا وإنسانيتنا ...أصبحنا مسخاً مشوهاً ..أليس فينا رجل رشيد ... التحية والاحترام اسألوا الله وألحوا في الدعاء فإن صلاح الحال لن يأتي تمنياً
11-02-2009, 04:40 AM
عبدالرحمن الحلاوي عبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714
وقفت كثيراً عند هذا الحديث : عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( الطهور شَطْرُ الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السماء والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة بُرهان ، والصَّبْرُ ضِياءٌ ، والقرآنُ حُجَّة لكَ أوعَليْكَ ، كُلُّ الناس يَغْدُو فبائِعٌ نفسَهُ فمُعْتِقـُها أو مُوبـِقـُها )) رواه مسلم .
ومما اقتبسته من احد المواقع : ( الصبر ضياء ) من كتاب خلق المسلم - محمد الغزالي إذا استحكمت الأزمات وتعقدت حبالها وترادفت الضوائق وطال ليلها فالصبر وحده هو الذي يشع للمسلم النور العاصم من التخبط والهداية الواقية من القنوط . والصبر فضيلة يحتاج اليها المسلم في دينة ودنياه ولا بد أن يبني عليها أعماله وآماله وإلا كان هازلاً.. يجب أن يوطن نفسة على احتمال المكاره دون ضجر وانتظار النتائج مهما بعدت ومواجهة الأعباء مهما ثقلت بقلب لم تعلق به ريبه وعقل لا تطيش به كربة يجب أن يظل موفور الثقة بادي الثبات لا يرتاع لغيمة تظهر في الأفق ولو تبعتها أخرى وأخرى بل يبقى موقناً بأن بوادر الصفو لا بد آتية وأن من الحمة ارتقابها في سكون ويقين .
وقد أكد الله أن ابتلاء الناس لا محيص عنه حتى يأخذوا أهبتهم النوازل المتوقعه . فلا تذهلهم المفاجآت ويضرعوا لها اي يذلوا .
( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم )
وقال تعالى ( وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الامور )
11-03-2009, 08:27 AM
عبدالرحمن الحلاوي عبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714
الذي يتعلم ويفهم ولا يحاول ان يغير جبان يخاف من الناس ولا يخاف ممن خلق الناس سبحانه وتعالي عمّا يشركون علواً كبيرا. قطع شك، أن الذي نحن فيه هو من عند انفسنا، وأن الله سبحانه وتعالي لن يغير ما بنا ما لم نغير ما بانفسنا (الآية). أن هذا هو مكمن كل الداء في مجتمعنا وهو مدخل الشيطان الذي يجب سدّه حتي تنصلح احوالنا. كيف تكون العلاقات الاجتماعية غير منضبطة عندنا، وضبط ربنا سبحانه وتعالي كل شئ حتي حركة افراد الاسرة الواحدة وهم في داخل دارهم؟ كيف تكون علاقاتنا الاجتماعية علي تقوي من الله سبحانه وتعالي؟ لماذا نهب هبـّة رجل واحد في المآتم والافراح، ولا نفعل ذلك بنفس العنفوان مع يتيم او محتاج؟ اظن انه يجب الرجوع لمنهج المصطفي صلي الله عليه وسلـّم ومسلكه فيما نسميه العلاقات الاجتماعية إن كنا نؤمن بالله واليوم الآخر ولا نتقدم علي الله سبحانه وتعالي ورسوله الكريم الامين صلي الله عليه وسلـّم وتسليما "يا ايها الذين لا تقدّموا بين يدي الله ورسوله". فماذا كان يفعل محمـّد صلي الله عليه وسلـّم فيما نسميه الاجتماعيات؟ هل كان يذهب في البيوت للعزاء والافراح؟ هل كان يجلس فيها؟ هل كانت هي اصلاً موجودة؟ هل .. وهل؟ أظن أن قراءة سورة النور وما جاورها مهمة لنرسم طريقاً علي تقوي من الله ربنا سبحانه وتعالي ورسوله صلي الله عليه وسلـّم، لاننا الآن في هاوية اسمها الخوف من بعضنا ونسميها تـلطفاً المجاملات، ونظن اننا بتغيير التسميات لا نسيئ لانفسنا.[/B]
11-08-2009, 10:33 AM
عبدالرحمن الحلاوي عبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714
واقع التعليم في السودان ومدى انعكاسه على التنمية .... دور المرأة في التغيير ............. أين علماء الدين في السودان ....علماء حيض ونفاس وسلطان ...أم دعاة للتغيير ...كيف يتم اختيارهم ؟؟؟ إنفاق الدولة عاى البحث العلمي ................. ما تأثير النزاعات والصراعات السياسية على تطور المجتمع ؟................ مجرد محاولة للفهم ....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالرحمن الحلاوي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست