|
حكايات انقاذية (5)...... فـفـتي ..فـفـتي !
|
خط الاستواء عبد الله الشيخ حكايات انقاذية (5) فـفـتي ..فـفـتي ! قد ترى فى بعض احداث هذه الرواية خيطاً من الخيال ،، لكنه خيال ليس جامحاً جداً ، بالنظر الى كثرة الكبارى والسدود التى شيدتها الانقاذ!.. رفيقان من افراد التنظيم ( تحابا فى الله) ، عاشا فى البركس ايام كانت الداخليات التى بناها احفاد غردون تقدم لطلابنا البسبوسة واللبن الطازج من حلة كوكو .. كانا يصومان سوياً كل اثنين ، وكل خميس ، و يغبران رجليهما فى التظاهر من اجل المشروع الحضارى القادم ، ويقال انهما اشتركا فى " احداث شعبان"....وفى الجامعة كانا (رفقاء سلاح) ضد الالحاد ، ولهما فى هذه الرفقة حكايات سيخية لا تنساها اركان النقاش .. بعد التخرج فرقت بينهما المشغوليات و سبل الحياة ، فانخرط كل واحد منهما فى ناحية .. قاتل الله هذا الموبايل ، هذا الذى لم يظهر الى الوجود الا بعد ان تمكنت الانقاذ حتى استغنت عنه! .. لو كان موجوداً لما فقدا الاتصال فيما بينهما ، فقد شاءت الاقدار التلاقى اخيراً بعد ان تفرقت بهم السبل فى نواحى ارض السودان الواسعة .. حين قامت قيامة الانقاذ شارك احدهما بفعالية فى تفجيرها ، وتامينها .. ولهذا ركب سريعاً فى قطار " هبت ثورة الانغاز ، لما الجيش للشعب انحاز"!.. لم تمض ايام على عمر الثورة المديد باذن الله حتى تفرع حاله من موظف صغير الى مجاهد فى اثواب امير ، هاك يا عربات ، وهاك يا مزارع ، وهاك يا "مسافة وياسفر"!.. وفى يوم من ذات الايام ، وبينما كان المجاهد الذى اصبح فى اثواب امير يدور فى شوارع الخرطوم مستكملاً الفصل النهائى لاحدى " اللبعات" شاهد الدرويش رفيق دربه ماشياً على رجليه .. مبرطشاً ، غرقاً فى العرق ومتأبطاً جريدة " السودان الحديث"!.. قرص فرملة وناداه: يا زول انت وين؟ .. فتشناك .. سقط لقط .. ما لقيناك.. إنت دخلت وين؟.. انا والله اتخيلتك مشيت ليبيا !!.. قالوا الزول اللى بيمشى ليبيا ما بيجى راجع تانى !!.. انتبة الدرويش الى صاحب العربة الفارهة يناديه وقد انزل " القزاز " ، هبت على وجه الدرويش نسمة ساقطة .. باااردة .. كندشة متحركة وعطرها فواح .. وكان من حسن الصدف ان المجاهد الذى تلفع ثوب امير مشغل ليهو شريط من اشرطة المتحركات .. وكان هتاف الشريط واضحاً ، يسمعه كل من رخى أضانو " هبى هبى رياح الجنة".. المجاهد فى اثوابه الاميرية لم ينزل من عربته لكنه قال لمن كان درويشاً حتى تلك الساعة :ـ اركب .. اركب يازول.. "يا شيخنا"..! وماعت العربة فى الطريق.. تذكرا لبرهة " ايام الصيام ، وايام السيخ التقيل " وكان فى ذهن الدرويش سؤال لا ينتظر .. لكن مفاجأة اللقيا اجلته الى حين.. وفجأة وقف "الرفيق امام احدى البنايات وقال لرفيق دربه: دى طبعاً الوزارة الجديدة .. طبعاً انت ليك زمن ما جيت الخرطوم .. انتظرنى دقائق اقضى شغلتى واجيك .. بعد دقائق نزل الرفيق وفى يده " رُزم رُزم" .. وماعت العربة مرة اخرى فى الطريق حتى وصلت الى فيلا باهية الحسن شديدة الكبرياء! .. فازداد الدرويش تحمساً الى طرح السؤال .. ولكن الرفيق قال له: انزل يا شيخنا .. دا البيت طبعاً.. تاخد ليك دش ونتغدى سوا الساعة 4.. فتحجج صاحبنا بانو عندو إجراءات لازم يكملا .. القى الرفيق نظرة على اوراق الدرويش وقال له : يا اخى تكون عاوز نقلية او علاوة او شيئ زى دا ؟ .. يا " شيخنا" إعتبر الامر دا منتهى .. غاب الرفيق فى البناية باهية الحسن ، وعاد عند الرابعة تتبعه أيائل تحمل الغداء.. شب فى حلق الدرويش السؤال :ـ يا شيخنا .. الحاجات دى كلها جبتها من وين؟ .. قال الرفيق متجاوزاً لرفيق العمر إستكثاره نعم الله عليه.. وقال لإحدى الأيائل أن تفتح البلكونة .. فانفتح المكان على شاطئ النيل الحبيب.. اشار الرفيق الى الدرويش قائلاً:ـ شايف الكوبرى داك؟ .. الكوبرى داك "يا شيخنا" وقع لي فى عطاء .. بنيتو ليكم .. شايف الحركة كيف منسابة بفضل جهودنا فى إعمار السودان؟.. ـ نصيبك من عطاء الكوبرى كان قدر شنو؟ .. ـ " ياشيخنا" ، مافى نصيب ولا حاجة .. الحكاية " فـفـتى فـفـتى"..!.. * للقراء الكرام .. تلاحظون ان حجم هذا العمود ما بيشيل الحكاية كلها ، فاسمحوا لى ان اكملها لكم غداً..
|
|
|
|
|
|