تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 11:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-11-2009, 06:22 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة )

    لتعذر دخولي ما سبق سرده من الكتاب سوف أكمل في هذه المساحة

    لربط آخر ما وقفنا عنده من محطات

    Quote: عندما بدأ السيد / كمال عبداللطيف يلقي خطابه الافتتاحي كنت مشدودا جدا فالخطاب كان تاريخيا بمعنى الكلمة وقد وضع الجميع أمام مسؤوليات حرجة فهو قد أفلح في صياغته بطريقة جعلته يتكلم بكل الألسن وبذات الأفكار التي جاء الكثيرون لترسيخها ... أذاب خطابه كل الدهون التي تراكمت فسدّت شرايين التقارب ... كان الخطاب وثيقة من الأدب الرصين واللغة العالية والفكر القومي الذي لو تحقق لقفزت البلاد قفزات هائلة للأمام ولتغير حال كل سوداني على وجه البسيطة فقد كانت نبرة التعايش والتقارب والمراضاة وإحترام الخصومة بل ومغازلة الخصوم بضرورة التكاتف ونبذ الخصومة والتعاضد لبناء سودان الغد ... النبرة كانت عالية راقية للدرجة التي جعلت الكثيرون يصفقون رغم عداءهم السافر للحكومة .
    بدأت إنفعالاتي تتغير مع تغيّر لهجة الحكومة ... اليد السودانية التي امتدت لابد أن تمتد لها يد الخصوم من أجل هذا الوطن الذي يحتاج التكاتف ... التكاتف هو الدم الذي يحتاج الوطن التبرع به في هذه اللحظات بدلا عن العناد وأزمة القة التي تهدر الدماء ... الوطن يحتاج عمليات لنقل الدم لا صراعات لاهداره شريطة أن تكون اليد التي امتدت تساوي ظاهرها مع باطنها وتؤمن بأهدافها المعلنة التي امتدت من أجلها وتسعى لتحقيقها .
    وبما أنني أصلا من القوميين المؤمنين بضرورة الحوار والتعايش وبذل الطاقات من أجل التعمير لا التدمير فقد رأيت أن أضع حسن النية وأتناسى ما يشاع عن عدم إحترام الحكومة لتعهداتها وأن من طبعها أن تعطيك من طرف اللسان حلاوة وتروغ منك كما يروغ الثعلب وفي روايات أخرى العقرب .
    قررت أن أرى بعيني لا بعيون الآخرين وأنا أردد في نفسي دائما ( ليس من رأى كمن سمع ) وقد رأيت الكثير فمن يغيب عن البلاد عشرين عاما ويعود بعد ذلك قد يشعر بالتغيير أكثر من الذي يغيب فترات أقصر وأكثر من القابع الذي تأخذه عادية المشاهدة عن الاحساس بجنون التغيير ، وللحق والأمانة فإن سودان الآن مقارنة بسودان ماقبل واحد وعشرين سنة قد قفز قفزات هائلة في مجالات عدة فمدينة عروس الرمال التي كنت أستغرق أكثر من 24 ساعة في الوصول إليها من الخرطوم عبر طريق بارا المختصر الذي تصارع فيه السيارات رمال جريجخ والطرق الميتة في الخلاء ووعورة المسير هانذا اليوم أصلها في ست أو ثمانية ساعات أو أقل وبطريق كوستي شبه الدائري الطويل ... والخرطوم معمارا ونكهة وحياة ليست خرطوم الأمس وكل شيء متوفر وعلى هذا النهج يكون القياس .
    وبالمقابل هناك أركان هامة شهدت تراجعا مريعا كحياة المواطن والمعيشة والبطالة والأخلاق وغيرها وهي ماتحتاج التكاتف للحد من مساوئها وعلاجها العلاج الفعال . فالسودان وطننا جميعا ولا يعقل أن ندمر بيتنا بأيدينا وهاهي ذي الحركات الدارفورية حملت السلاح لحل قضاياها ولكل منها منهجه وفكره ورؤيته ولكن المحصلة كانت نزوح أسر لايد لها في الموضوع وتحويل مجتمع كامل إلى خانة النزوح والعيش في ضيم المعسكرات بدلا عن البيوت الآمنة وطرفا النزاع بالتأكيد يتحملان المسؤولية ... هل كان سيحدث كل هذا لو بدأ الناس بالحوار العقلاني الذي يحاولون الآن عبثا الوصول إليه ؟؟؟ .. ماذا لو جلس الطرفان دون قيد أو شرط ووضعا نصب أعينهما هذا العدد الهائل من الأسر التي فقدت الأمن والأمان ونزحت عن ديارها وهؤلاء الأطفال الذين أصبح مستقبلهم في مهب الريح والجميع يتحدث عن حياة رغدة ومستقبل أفضل لهم ولست أدري أي حياة هذه التي تبنيها الدماء وأي مستقبل هذا الذي ينتظر هؤلاء الأطفال الذين هم حملة الراية والمدافعون عن وطن لا أدري كيف هي نظرتهم إليه هذا الوطن الذي عرفوه ضيما في معسكرات النزوح ووجدوا أنفسهم سلعة يتبارى عليها الجميع ولا يعرفون حتى المطالب التي يطالب بها لهم من نصبوا أنفسهم لهم قضاة أو محامون أو وسطاء ولكنهموجدوا معاناتهم تتأرشف في كل وسائل إعلام العالم ... وجدوا الجميع تكبر كروشهم باسمهم ويستعطفون الناس باسمهم ويقدمون التنازلات باسمهم ويجتمعون ويفترقون باسمهم وتأتي المنظمات باسمهم ويتم طردها باسمهم وتقوم محكمة الجنايات الدولية بالحركة باسمهم ومنظمات العالم المختلفة بدءا بهيومن رايتس وانتهاءا بمؤسسة الزبير الخيرية كلها تتحدث باسمهم وتجمع التبرعات باسمهم وتوظف مجموعات من البطالة باسمهم ويطرد بعضها باسمهم وهم هناك في المعسكرات يموتون بالغيظ وعدم وجود جرعة الدواء ونصيب الأسرة من كل هذا الصراع رطل سكر واحد في الأسبوع .
    يجب أن نضع أيدينا في أيدي بعضنا فلا وقت للجوعى والحفاة العراة لاشتراطاتنا وتصلّب مواقفنا ... لاوقت لديهم لاجتماعات في مختلف البلدان تراوح مكانها وقد أدمن الجميع فيها سحر الكاميرات فباتوا يختلفون ليقتاتوا أكبر نصيب من سحر تلك الكعكة .... وهناك المواطنون يتضورون من الجوع ولا تكاد عظامهم الواهنة تقوى على حمل الجلد بعد أن تيبس اللحم .
    المهم أنني كنت أسمع الخطاب وانفعالات كثيرة تدور في ذهني ... أحسست بأنني أريد أن أبني هذا الوطن ... أن أفعل المستحيل وأنذر ما تبقى من عمري لانسان هذا الوطن ... دع الطبول تدق وتعوي ، والاتهامات تترى تتفق وتختلف غير أن الايمان بإنسان هذا الوطن يتطلب من الجميع التعاون والتكاتف ويتطلب من الشريك الحكومي المعاند أن يتخلى عن رعونته وأن يقرع طبول الوحدة لا الشقاق وأن ينزع عنه عباءة المعارضة التي غلّف بها عقله وبالمقابل يجب على شريكه الآخر النظر له والتعامل معه على أساس الجغرافيا الكلية لا الجزئية والمواطنة لا غيرها في كل الحقوق والواجبات .
    قلت في نفسي أن تاريخ البلاد الحقيقي يجب أن يبدأ من هذا الخطاب وعزمت على أن أكون من أشد المتمسكين بكل ما جاء فيه منسجما مع قناعاتي القومية ... قررت منذ تلك اللحظة أن أضع كل خبراتي في بلدي ومن أجل مواطنه الذي يستحق العيش في ظروف أفضل من تلك التي يعيشها وتمنيت من كل قلبي أن لا يكون هذا الخطاب إعلاميا خاصة وأن المؤتمر هو مؤتمر إعلاميين وظللت أرقب طيلة فترة المؤتمر إن كان الخطاب إعلاميا دعائيا أم أنه توجه عام يهمنا أن نسير في ركبه من أجل السودان ككل .
    خطاب وزير الاعلام الذي تلى خطاب كمال عبداللطيف كان أقل حدة وكان يغوص في بعض جوانب التوافق المهني بما يجعلك تحس بالتنسيق الدقيق حتى للهجات الخطابات التي تم حقن الملتقى بها من الجانب الرسمي وقد تناول خطاب الوزير عموميات الهموم الاعلامية ولم ينفذ لجواهرها ثم جاء خطاب نائب رئيس الجمهورية وهو شخص يشتهر بالرصانة والعقلانية حتى عند خصومه .
    ملا حظته أن المقاطعة التي نفّذها أشقاؤنا في أمريكا كانت مؤثرة جدا على خطابات الافتتاح وهو نجاح يحسب لزملاء المهنة والهم .
    وجاءت جلسات النقاش ... أستاذنا الكبير علي شمو غاب عن إدارة جلسة كانت موضوعة ضمن الجدول وغاب عن كل الملتقى مما جعل التساؤلات الهامسة والمعلنة تدور حول غيابه عن مؤتمر بهذا الحجم في بلاده وهو الذي اعتبره الكثير من الاعلاميين رمزا للاعلام في البلاد وذهب بعضهم لنعته بغاندي الاعلام السوداني وقد تضاربت الأخبار وتسربت الاشاعات بين الاعلاميين فبانت عدة روايات لسبب الغياب .
    المهم بدأت جلسات النقاش في جو من الحرية والديمقراطية الكاملة ... الأسئلة كلها كانت حادة ناقدة واختفت الهتافات تماما وبان الأمر وكأنه مناظرة بين الاعلاميين والحكومة وللحق أيضا فإن متحدثي الحكومة ومديرو الندوات باستثناء ندوة واحدة أبدوا رحابة صبر وسعة بال وعقلانية ، ما جعل المؤتمر سلسا مؤثرا ناجحا بكل معنى الكلمة .
    الأسئلة كلها كانت هجومية والاجابات كلها كانت تبريرية أو توضيحية أو دفاعية ولكن الأسلوب على حدته كان أسلوبا راقيا فالجميع جاء ليفهم لا ليفرض وقد تمنيت أن تكون روح الملتقى نموذجا لروح الحوار السياسي الذي يدور بين مختلف الأطراف المتنازعة وأن تكون أيام الملتقى نموذجا لأيام السودان القادم .
    ونواصل .......
                  

07-11-2009, 06:26 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    البرنامج كان مضغوطا منذ اليوم الأول فبعدجلسات الملتقى توجهت الباصات إلى موقع الغداء ... كنت دائما حتى نهاية الملتقى أركب بحانب النافذة حتى يتاح لي الاستمتاع بإشباع نظرات العيون الجوعى لانتهال معالم الوطن ... العاصمة ليست هي العاصمة التي تركتها قبل أكثر من عقدين وكبار أقطاب الحكومة كانوا حاضرين في المؤتمر وحتى أقطاب الحركة كانوا حاضرين وإن كانت الحركة قد أعلنت عجزها عن استضافة الاعلاميين بسبب ( ضيق ذات اليد !!!!!! ) واكتفت بدعوة شاي في الفندق الكبير على شرف لقاء باقان أموم غير أن الفعاليات السياسية الأخرى كالأمة والاتحادي والشيوعي والبعث وغيرها من القوى السياسية السودانية لم يكن لها حضور في الملتقى وكانت غائبة تماما وهو ما ترك علامات إستفهام لم تجد طريقها للاجابة حتى هذه اللحظات .
    أيام المؤتمر للاعلاميين كانت ملتقى قائم بذاته بين بعضهم البعض وكان هذا هو النجاح الحقيقي فقد كنا جميعا نحس بأن البلاد تستقبل ملتقيين في ذات الوقت الملتقى الأول هو الملتقى الرسمي المعلن الذي اتفقنا عليه بينما الثاني هو ملتقى غير معلن يجمع الاعلاميين مع بعضهم البعض وتكون جلساته شبه منتظمة مع أنها غير مرتب لها وتكون عادة بين استراحات الجلسات بالقاعة وفي مواقع الولائم المختلفة التي أقامتها إدارة المؤتمر فقد كانت جلسات كل يوم في المؤتمر تنتهي بدعوة غداء ودعوة عشاء .
    وبعيدا عن نظرة البعض لتلك الدعوات ونعت البعض لها بالبذخية إلا أنها كانت رحلة سياحية أفادت الاعلاميين كثيرا في الوقوف على العديد من المعالم بما فيها المغلقة أمام الآخرين كمصفاة الجيلي مثلا والتي ما كان لأحد أن يعرف عظمة بعض تفاصيلها لو جاء في غير هذه الظروف ولا منتجع القيروان المدفون بالقرب من شارع الامتداد ولا كانوا ربما زاروا نادي النفط ولا برج الفاتح أو غيره من الأماكن التي لو جئت بضيف غريب إلى السودان تتشرف باصطحابه إليها .
    الحكومة كانت قد أعدت عدتها لاسماع المؤتمرين أكثر من الاستماع إليهم ولكنها حرصت أيضا على إحاطة المؤتمرين بكل شؤون الدولة وقد برز ذلك في نوعية المتحدثين في المؤتمر والذين شكلوا في مجملهم كل كيان الحكومة سواء كانوا بالسلطة كعلي عثمان طه ود . نافع والجاز وغيرهم أو خارج السلطة كغازي صلاح الدين وغيره من متحدثتي الحكومة ... وأيضا متحدثو الحركة كباقان أموم الذي التقانا في الفندق الكبير في حفل شاي متواضع وكان في طرحه ليس باقان أموم الذي عرفت

    ونواصل ...
                  

07-11-2009, 06:40 PM

ombadda
<aombadda
تاريخ التسجيل: 10-10-2002
مجموع المشاركات: 6736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    .































    .
                  

07-11-2009, 06:42 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ombadda)

    عندما دخلت الفندق الكبير ما كان يهمني أن يكون الحفل حفل شاي أو حفل وليمي كما عهدنا في تلك الأيام فقد كانت هي المرة الأولى التي سألتقي فيها باقان أموم ... المكان كان بسيطا والكراسي رصّت بطريقة عادية وبدأ اللقاء وقد كان الوزير كمال عبداللطيف حاضرا وجالسا على المنصة مع باقان أموم .
    حقيقة رغم المبررات التي حاول مقدم الندوة تلاوتها لوجود كمال إلا أنني استشعرت القادم خاصة بعد ما شهدناه من حوار طرشان بين د . غازي صلاح الدين ود. تعبان وسأتعرّض له في موقع آخر ، ذد على ذلك ما كان بين الحكومة وباقان أموم في الفترة السابقة من عدم ود غير أنني في نفسي قلت بأن هذا اللقاء لايقل أهمية عن لقاء الدكتورين غازي وتعبان لأنهما يمثلان حكومة الشريكين من خارج السلطة وباقان وكمال يمثلان الحكومة من داخل السلطة بما يعني أن اللقاء لن يكون لقاءا مع الحركة مثلما هو معلن ولكنه لقاءا مع حكومة الشريكين أو حكومة ( السلام المعاق المضطرب ) .
    بالفعل كان الوزير كمال عبداللطيف مجهدا ومريضا وقد إرتسم ذلك على معالم وجهه وحتى أنه لم يكمل اللقاء حتى آخره وإنما قال ما يريد قوله واستمع لمايريد الاستماع له ولم تسعفه ظروف مرضه على إكمال اللقاء .
    باقان أموم كان شخصية هادئة جدا بعكس انطباع الثورية الذي رسمته متابعتي الاعلامية لما يليه من أحداث .. وبوتيرة هدوء واحدة كان يلقي خطابا تاريخيا جعل الجميع يفغرون أفواههم فقد قلب الطاولة رأسا على عقب وعلى عكس توقعات الحاضرين والذين حمل كل منهم قائمة تساؤلات مرعبة كان باقان أموم يتحدث عن الوحدة وآفاق المستقبل ويتحدث عن السلام والوطن الواحد .
    كان واضحا أن الرجل متمكنا جدا في الحديث ومنظما جدا في أفكاره وواعيا لكل كلمة يقولها ، ورغم الفترة الزمنية الطويلة جدا التي قضاها يتحدث واقفا وكأنه يريد أن يقول كل شيء إلا أنه لم يخرج ولا في جملة واحدة عن ترتيب الأفكار ولا النبرة الهادئة المتزنة التي صمتت القاعة إلا منها .
    بعده تحدث كمال عبداللطيف والذي كان طيلة فترة المؤتمر حريصا على الموازنة الدقيقة بين فكره الانتمائي والايدلوجي وبين عدم ترك المجال لأي شيء يسهم في لإفشال الملتقى فقد كان يجتهد جدا في إبداء الروح الجديدة المعتمدة على الحوار والاستماع للآخر بعين الاهتمام والاستفادة حتى عند وجود متحدثين من الحكومة كان يسبق حديثهم بالتذكير بتلك الروح وكأنه ينبههم بعدم الخروج عنها وقد تجلّى ذلك بوضوح في لقاء الرئيس عمر البشير والذي سنتعرض له في موقع آخر بتفاصيل أدق وكان يقول في المقدمة بأنه يحترم الرئيس لعدد من الصفات التي لاتوجد في رئيس غيره ثم عاد ليقول للجميع بكل ديمقراطية أسألوا أصعب وأحرج الاسئلة .
    عموما كانت اللقاءات التي جمعت الشريكين معا بالاعلاميين من أهم اللقاءات التي كشفت أمام الاعلاميين حالة البلد ، فقد أدرك الجميع أن البلاد تسير بقائدين متنازعين في كل شيء ... ولأول مرة أحس بالحزن واستشعر الخطر وأدرك أن الانفصال الذي ظللنا نحاربه طول حياتنا والذي دفعنا في سبيل تلافيه سيولا من الدماء الزكية الطاهرة في شمال الوطن وجنوبه والأموال الطائلة التي دفعناها لحساب كروش وسطاء السلاح والفترة الزمنية الطويلة التي قضيناها في ركب التخلف لانشغالنا بهذا الموضوع كلها فواتير أصبح احتمال دفعها للاشيء قائما .
    بين الشريكين حال كحال زوجتي الرجل الواحد ( الضرار ) بل الفجور في الضرار ... لاتستطيع أن تقول أن الحكومة على حق ولا تستطيع القول بأن ألحركة على حق فكليهما على حق وكلاهما على باطل وكل واحد فيهما يريد فقط عرقلة الآخر وكشف سوءته ولكل منهما مواقف مختزنة قام بها الآخر .
    ففي لقاء الدكتورين غازي وتعبان سألتهما عن المسؤول عن مواد الجدل في مشروع قانون الصحافة حتى نتحدث مباشرة معه فقال الدكتور غازي صلاح الدين بأن سلفاكير شخصيا هو من قدم طلبا بالرقابة القبلية نتيجة للازعاج الذي أحسه من مهاجمة جريدة الانتباهة وقاطعه الدكتور تعبان بأنه لو الحركة هي التي طلبت ذلك فهو مسؤول في الحركة وأمام الملأ يطلب منه إلغاء ذلك وأطرد بأن الحركة لم تفعل ذلك وأن الحكومة هي المسؤولة عنه وبدأ الحديث بينهما يحتد بصورة لا تليق بمكانتهما مما اضطر مقدم الجلسة لانهائها قبل موعدها بعشر دقائق .
    وعند نهاية الندوة توجهت نحو الدكتور تعبان فقلت له لماذا لا تتحاوران وتتحملان بعضكما وأنتما تمثلان أربعين مليونا فقال لي ( كلهم كذابين ولا يمكنني السكوت على المعلومات المغلوطة التي يسوقها د. غازي أينما ذهب لتشويه حركة لها تاريخ ناصع من النضال دفعت في سبيله فاتورة دماء غالية ) وتوجهت بعده للدكتور غازي وسألته ذات السؤال فقال لي بالحرف ( ياخ الراجل دا أنا أي محل أتكلم فيهو ألقاه ناطّي لي في حلقي ) .
    أدركت لحظتها أن السلام بين كفي عفريت وأن الوحدة في رحم المجهول ، فلو كان شركاء الوحدة والسلام هذا هو حالهم فمابالك بغير الشركاء ... ولأول مرة ألاقي إجابة لسؤال كنت دائما أتساءله في كتاباتي ( لماذا لم نر أو نحس بأي تطبيق عملي لشعار الوحدة الجاذبة الذي رفعته الحكومة وأيدته الحركة )
    سألت نفسي ... لماذا تقرر عنّا الحكومة والحركة أن نتوحد أو ننفصل ... أن نكون أو لانكون ؟؟؟ وهل الحكومة والحركة أمينتان على آمال وأمنيات الشعب السوداني وهما مشغولتان بالصراع ؟؟؟ ولماذا أستغرق الاتفاق على ( إقتسام ) الثروة والسلطة وقتا أكبر بكثير من إتفاقات التعمير والاصلاح والبناء والوحدة ؟؟؟ ولماذا وضع تقرير المصير ولأول مرة في تاريخ البلاد في يد الاستفتاء ؟؟؟ وهل تحتاج الوحدة لاستفتاء والجنوب والشمال شعب واحد تصاهر وكوّن عددا كبيرا من أشجار العوائل ؟؟؟ ولماذا يتم ( تحنيس ) واسترضاء طرف أو آخر ؟؟؟ ومن يكون هذا الطرف أو ذاك حتى يتم استرضاؤه بكافة الطرق المشروعة وغير المشروعة ؟؟؟ ولماذا تسكت الحركة عن محاسبة الحكومة وتسكت الحكومة عن محاسبة الحركة ؟؟؟ أليست هي أموال الشعب والطرفان مؤتمنان عليها ؟؟؟ لماذا أصلا تقوم حكومتان في السودان الواحد ولماذا تكون هناك مكاتب تمثيل لحكومة الجنوب أشبه بالسفارات في الخارج ؟؟؟؟ تساؤلات عديدة لاحصر لها ولا إجابات لها أيضا .
    أحسست في لحظة من اللحظات بأن الحكومة ترغب في فصل الجنوب وتسليمه لهم حتى تقي نفسها ( الصداع ) الذي تحسه من أعضاء الحركة وأحسست ببعض أعضاء الحركة يريدون دولة منفصلة في الجنوب وفي ذات الوقت لايريدون التفريط بمصالحهم في الشمال ... وفي وسط هذا وذاك تجد عقلك بالفعل تائها لايستطيع التحليل ولا يتمكن من نصر طرف على الآخر ولا يتمكن حتى من إستيعاب الحقيقة فالحقيقة لو سألت عنها حتى أطراف الصراع قد لايعرفونها .. والجنوب تارة تحسه سينفصل وتارة أخرى تحسه لن ينفصل ... هناك حالة من اللارؤية والضبابية المطلقة لا أدري أبفعل فاعل هي أم نبت شيطاني نشأ من تلقاء نفسه
    ونواصل .....
                  

07-11-2009, 06:45 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    إنتقد الاعلاميون باقان أموم بأسئلة نارية عن أقواله ومواقفه السابقة وسألوه عن باقان أموم الحقيقي هل هو الشخص الماثل أمامهم أم هو الشخص القديم وما إذا كان قد صبأ عن مواقفه السابقة فجاءت إجاباته هادئة دون انفعال فقد كان من الواضح أنه كان على عكس متحدثي الملتقى قد رتّب نفسه جيدا واستعد استعدادا كافيا وتوقع كل شيء في هذا اللقاء ؛ وقد برر تصريحاته الانفصالية بأنها جاءت نتيجة استفتاءات عملية في الجنوب وكانت نتائجها ميل الجنوبيين للانفصال ، وكغيره من متحدثي الشق الجنوبي من وطننا ورغم امتداحه شخصية الوزير كمال عبداللطيف إلا أنه كان شديد النقد لشريكهم الحاكم .
    نقد كلا الحزبين للآخر خلال فترة المؤتمر كانواضحا في كل ما جمعهما من جلسات وكأنما كلاهما كان يشكو شريكه للاعلاميين .
    وأكثر موقف إستفزني كان في اللقاء الذي جمع الدكتورين غازي صلاح الدين وتعبان وكان الحديث يدور حول الهموم الاعلامية وقانون الصحافة المثير للجدل والذي اتفق المؤتمرون على الضغط في سبيله والوقوف دون إجازته حتى يتم تعديله وأن يكون هدفهم الأول في الملتقى .
    كان الاتفاق بين المؤتمرين قويا لم يخترقه أحد رغم اختلاف الألوان والأشكال والجنسيات السياسية والانتمائية خاصة وأن العد التنازلي لاجازته قد بدأ وأنه قطع مراحل متقدمة في هذا الصدد ووجد الجميع أنفسهم في صراع مع الوقت .
    الموقف كان عندما قام أحد إخوتنا من إعلاميي الشق الجنوبي وعرّف نفسه على أنه رئيس تحرير صحيفة تصدر باللغة الانجليزية في الخرطوم إسمها على ما أذكر ( sudannow) أو إسم مقارب لذلك . قال أنه ترك الجنوب وجاء للخرطوم ناقلا صحيفته إليها لينشر مفاهيم الوحدة بين جميع السودانيين غير أنه دائما يجد المضايقات من منتسبي جهاز الأمن وأنه في صباح هذا اليوم دخل مكتبه فوجد منتسب جهاز الأمن داخل المكتب في انتظاره ليراجع معه محتويات عدد الغد ولم يكن منه إلا أن ترك المكتب لمنتسب الجهاز وقال له أنه من اليوم لن يلعب دور الموظف الذي تأتيه التوجيهات بتعديل هذه السطور وحذف تلك ومن الأفضل أن يتولى جهاز الأمن رئاسة التحرير .
    الموقف لم يشأ الاعلاميون مناقشته لانشغالهم بالمناكفات القائمة بين الدكتورين ولكن الجميع إستاء جدا من ذلك .
    إنه التهديم المتعمد لكل معاني وأخلاقيات المهنة وقد قلت في نفسي وأنا أسمع من رئيس التحرير ومن الدكتورين ما كانوا يقولونه ( مسكين هذا الوطن الذي يطعن الكل فيه رغم أنه مثخن بالجراح ومساكين نحن الذين نحاول رتق صورته في الخارج وهم يمزقونها ويشوهونها في الداخل ... مساكين أولئك الذين يدفعون من عرقهم ومن وقتهم ووقت أولادهم وجهودهم وعقولهم وهم يحاولون رفع الراية خفاقة في الخارج ... ولست أدري لماذا تذكرت الفنان الراحل كمال عركي الذي عاش مهووسا بحب الوطن ونشر معانيه السامية من خلال الفعاليات المختلفة التي كنا نقيمها ومعنا من جاءوا معنا في ذلك الوقت ومن سبقونا ومن جاءوا بعدنا ... وجدت الوطنية في الخارج أعلى معدلا وأرقى مفهوما وأكثر عملية منها في داخل الوطن وتذكرت مقولة سيد قطب التي قال فيها أنه ذهب إلى الغرب فوجد الاسلام ولم يجد المسلمين وعاد إلى الدول الاسلامية فوجد المسلمين ولم يجد الاسلام ... نعم وجدت الوطنية في الخارج من خلال الفعاليات والمفهوم والحنين والأمنيات والاحساس وكل مفردات الانتماء ... وجدتها في راشد كروكرو وحسين أندل وابراهيم يونس ومحمد الطيب النعمة .... وجدتها في علي صديق ومحمد مختار جعفر والمرحوم ضيين وسعيد عبدالله وسامي الفاضل وغيرهم وغيرهم ممن حملوا لواء العمل الاجتماعي في الامارات على مدار الثلاث عقود الماضية ولم أجدها في البلاد بعد أن رأيت وسمعت وشهدت ... إنه الواقع المسكوت عنه رغم مرارته وجدليته وهو بالطبع ينسحب على الأكثرية لا على الكل .. ففي البلاد كما سيرد في سطور لاحقة الكل يشكو الآخر والكل يلوم الآخر والوطنية اتخذت معاني غير المعلنة التي عرفناها وتربينا عليها وأصبحت معاييرا إتعفقت عليها البشرية جمعاء .
    ونواصل .......
                  

07-11-2009, 06:47 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    الملتقى كان ناجحا جدا حسب قياساتي فالنجاحات الحقيقية لا تحسب بما تحقق في الوقت الراهن وإنما بما يمكن أن يتحقق في المدى المنظور وحتى في أيام المؤتمر لم تمنع صحيفة عن الصدور وهو مكسب حقيقي للصحف المحلية وأيضا ذادت جرعة الجرأة بتلك الصحف وهو مكسب أيضا والمؤتمر غير المعلن والذي كانت جلساته العفوية غير المرتبة تنعقد باستمرار في مقار إقامات الاعلاميين المشاركين في الملتقى وأمكنة الولائم والمساحات الفاصلة بين جلسات المؤتمر تناولت قضايا جريئة وواضحة وذادت حجم الترابط بينهم إضافة للنجاحات الأخرى التي حققها الملتقى الرسمي والأهم من كل ذلك أنه وبطريقة غير مباشرة وضع لأول مرة في تاريخ البلاد مساحات واضحة تفصل بين الحكومة والوطن وتقارب الوفاق الوطني وقد لمسنا في كتابات الذين شهدوا المؤتمر بعد عودتهم نفسا وفاقيا منطقيا تحكمه القواعد المهنية والمفاهيم القومية الرائعة
    إخوتنا إعلاميو المملكة العربية السعودية السودانيين المشاركين في الملتقى كان عددهم كبيرا جدا وكانوا بحق ملح وفاكهة الملتقى وكانوا أصحاب نصيب الأسد دائما في توزيع فرص المشاركة وقد تقسموا باستراتيجية منظمة فبعضهم يشارك باسم رابطة مكة وآخر بجمعية الصحفيين وثالث برابطة الاعلاميين ورابع بإعلاميي الرياض وهكذا تعددت فخوذهم الانتمائية داخل القبيلة الاعلامية الواحدة .
    وكانت الليلة الساهرة التي قضيناها في قاعة منتجع القيروان قد شهدت حدثا أرّق مضجع الملتقى وانعكست نتائجه سلبا فيما بعد .
    في ذلك اليوم كان الغداء بدعوة كريمة من مصنع سكر كنانة وقد أقامه في داخل برج الفاتح وكان من المفترض أن أتحرك مع زملائي إعلاميو الامارات إلى جريدة (آخر لحظة ) للقاء رتبت له الزميلة عايدة عبدالحميد والتي نالت بالامارات جائزة الأم المثالية لهذا العام غير أنني تخلّفت عن الذهاب لارتباطي بالأستاذ الصديق / معتصم الجعيلي الذي أرسل لي سيارة أقلتني إلى مكاتب قناة هارموني والتي تشرفت بتكليفي مديرا إقليميا لها في دولة الامارات والخليج منذ أكثر من عام .
    كان برفقتي رفيق دربي الأستاذ / عبود ميرغني والأستاذ الصحفي / التيجاني شداد .
    أول ما دخلت مكاتب هارموني إذددت إعجابا بصديقي الأستاذ / معتصم الجعيلي الذي ضغط على نفسه وعلى حساب أشياء كثيرة لازال يدفع فواتيرهاقام بإنشاء هذا الصرح السوداني العملاق الذي استطاع أن يسد مكانة الجهات الرسمية في تعليم أبناء الهاجرين السودانيين وبث روح الثقافة السودانية فيهم بل وحتى غير السودانيين عرفوا الوجه الرائع للبلاد من خلال قناة هارموني فالأغنيات التي بثتها هارموني باتت تردد في كل أرجاء الغربة والسهرات لها متابعوها ودعوات تغطية المناسبات القومية تترى على المكتب الاقليمي وقد عجبت لجهاز شئوون العاملين بالخارج كيف لا يقف ولو عن طريق الاعلانات مع هذه القناة التي اضطرت لأكثر من مرة أن تحتجب بسبب ضيق ذات اليد بينما قناتنا القومية التي تنمطت على الأداء البارد غير المحترف والذي لايميز بين الفضائية والمحلية تنهال عليها الاعلانات المدفوعة وغير المدفوعة الرسمية منها وشبه الرسمية وهي دعوة للجهات الرسمية أن تهتم بدعم القنوات الخاصة إعلاميا خاصة تلك التي تؤدي أدوارا وطنية تسهم في إبراز الهوية والثقافة والأصالة والتراث وتساهم في جذب الاستثمار والسياحية بما يعود نفعا على المجتمع .
    المهم أنني تجولت في كل مكتب هارموني قبل أن ألتقي الأستاذ الجعيلي وجلسنا في إجتماع خرجنا بعده ومعي زميلاي والأستاذ الجعيلي الذي دعانا للضيافة في مكان راقي وتجول بنا في أنحاء العاصمة في رحلة سياحية كاملة بسيارة وعيون مخرج ومبدع تلفزيوني لايشق له غبار وقد تأرشفت الجولة في ذهني وكأنها فيديو كليب حي يحكي جمالات أصيل وغروب وليل الخرطوم ثم اتجهنا بعد ذلك إلى صالة القيروان حيث سبقنا بقية الزملاء إلى دعوة العشاء .
    ونواصل ......
                  

07-11-2009, 06:53 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    شارع صغير يفصل بين مباني عادية وبين مباني منتجع القيروان من حيث المساحة ولكن حقبا بل عصورا طويلة تفصل بينهما في المباني ونمط الحياة فالمنتجع ما أن دخلته حتى ظننت نفسي في ( ذا فيلا ) أو المرابع العربية بدبي ... وظننت نفسي في الحي الدبلوماسي براولبندي في الباكستان أو الحي الاروستقراطي في جزر هاواي السياحية .
    لقد كان المنتجع مبنيا على أحدث طرق البناء المتخذ نمط الصناعة السياحية في مختلف دول العالم وأحسست لحظتها بالفخر فما أجمل أن يوجد مثل هذا الفكر البنائي في وطني ومتى يتحول الوطن كله إلى مبان أشبه بمنتجع القيروان من حيث التنظيم والنمط والجمال !!!!!؟؟؟؟؟؟
    الحفل كان صاخبا والجميع إعلاميون ووزراء وحضور كانوا فرحين وأغلبهم يقف على حلبة الراقصين في حفل عادل في معدله حفل البلابل بنادي النفط والذي وجد فيه الاعلاميون أنفسهم وجها لوجه أمام ماضي ماقبل الهجرة من خلال البلابل وروائعهم التي تجعلنا دوما نرفع لهم صوت الشكر ونرفعه أيضا للمبدع الكبير الفنان بشير عباس .
    المهم أننا تعشينا في القيروان وانتهى الحفل والعشاء في وقت متأخر من الليل وبدأ الناس في الانصراف وكنت أقف مع أحد الاخوة من إعلاميي المملكة وفجأة جاء الوزير كمال عبداللطيف يتبعه نفر من جمعية الصحفيين وآخرون من رابطة الصحفيين والأصوات تعلو بهياج وغضب .
    قرر الجميع الجلوس مع الوزير لحسم الأمر رغم الوقت المتأخر من الليل ... حاولت الجلوس معهم فرفض الوزير ورفض أحد الزملاء ولا أريد ذكر اسمه وهو لم يرفضها صراحة بل قال ( لانريد أن يجلس معنا أحد من غير إعلاميو السعودية )
    بغضب مكبوت لملمت نفسي وذهبت فقد كنت أتوقع أن يحدث شيء لأنني كنت قد دخلت في وساطة بين الجمعية والرابطة وكنا قد اتفقنا على أن يجلس الطرفين في الملتقى وكنت أنتظر نهاية الملتقى لنجلس وقد إتفقت مع الطرفين على ذلك وكنت أخاف أن يقوم الوزير بنسف الجهود التي بذلتها للتقريب بين الطرفين .
    المهم أنني ذهبت إلى الباص دون أن أقول لهم ولا للوزير كمال عبداللطيف كلمة وداع وبالفعل علمت في صباح اليوم التالي بأن الوزير قد قرر حل الجهتين وهو قرار غريب وخرق لما بنيناه منذ زمن طويل بعدم إقحام الجهات الرسمية في كياناتنا الاجتماعية المتسمة بالطابع المهني في إطار عمل منظمات المجتمع المدني وقد وقف إعلاميو أمريكا وكافة التجمعات الاعلامية ضد القرار الذي لم يتم نفيه حتى الآن من الجانب الحكومي رغم الهدوء والسكون فقد ألقى الوزير كمال عبداللطيف قنبلته التجريبية خلال سهرة كان نجمها بالنيل الأزرق وقاد مبررات ليست قانونية مهما كانت منطقيتها وبالتأكيد لازلت أدين هذا التدخل وأرفضه بل أرفض أي تدخل رسمي في أمر سيادي لأي منظمة مجتمع مدني وقد تذكرت في تلك اللحظات آخر جمعية عمومية لمجلس العمل السوداني بالإمارات حيث تدخل الملحق الاقتصادي نور الهدى فتح العليم وتم توزيع قائمة لأشخاص قبل بداية الجلسة وبعد ذلك تم إقصاء كمال حمزة بطريقة كيدية واضحة وتم اختيار السيد / عيسى آدم رئيسا للمجلس رغم عدم حضوره وعدم توكيله أحدا بترشيحه والغريب في الأمر أن من أناب نفسه أو أنيب عنه كان المترجم في الصحافة / صلاح الطيب وهو ليس عضوا في مجلس العمل ... المهم كان التدخل الحكومي واضحا وكان فرض اللجنة واضحا مثلما هو في الجمعيات العمومية للأندية السودانية .
    من حق المؤتمر الوطني بالتأكيد كغيره من القوى السياسية الأخرى أن يدخل غمار أي تنافس سوداني ولكن ليس من حقه أن يستقل سطوته وأن يقود العملية الانتخابية بطرق ملتوية وغير نزيهة والتاريخ قد سجل الكثير في الأندية السودانية بالامارات وقال لي الزملاء أنها أشد في المملكة العربية السعودية والكثير من دول الثقل العددي والنوعي .
    ونواصل ....
                  

07-11-2009, 06:56 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    لقاء الرئيس عمر أحمد البشير في بيته أو بيت الضيافة أو بيت السودان كما يطلق عليه كان لقاءا رائعا وناجحا بكل المقاييس فالرجل جاء وجلس كسوداني لا كرئيس وهذه حقيقة يوافقني فيها كل الحاضرين ... مالفت نظري أيضا دقّته في المواعيد فقد أطل علينا في موعده بالضبط للدرجة التي يمكنك أن تضبط ساعتك عليه ... نظرت لساعتي في الهاتف عند حضوره وقلت في سرّي أنه لازال عسكريا بمعنى الكلمة فالدقة عندنا في البلاد من صفات العسكر والزمن في السودان هو الشيء الوحيد الذي لاقيمة له وهو الشيء الوحيد الذي لم تتمكن الحكومة التي وفّرت كل شيء من أن توفره ، وحتى في بنائها الشكل الجديد للشخصية السودانية من خلال إعادة صياغة المجتمع كالقيام مبكرا وتقليل ساعة من التوقيت الرسمي القديم واستبدال الكثير من مفاصل الحياة الاجتماعية كالحفلات التي كانت تنتهي عند الصباح فأصبحت تنتهي عند الحادية عشر مساءا وأن البيت كله يعمل وغير ذلك من العادات الايجابية والسالبة التي أعادت هذه الحكومة بنائها في كيان المجتمع السوداني إلا أنها لم تهتم ببناء إحترام المواعيد ونشر ثقافة قيمة الوقت وقد شهدت الكثير خلال إجازتي القصيرة لدرجة أنني لم أنجز ربع ماخططت له وذلك بسبب إنعدام الاهتمام بالوقت واللامبالاة بأهميته وهو أمر ينسحب على الجميع كبارا وصغارا ولابد لمخططي التحول المجتمعي من البدء بهذه النقطة الجوهرية لأن تقدّم الشعوب مرهون باحترامها للزمن فهو العدو الذي تتسابق وتتقاتل معه لتبقى .
    كمال عبداللطيف بدأ مقدمته بسرد محاسن البشير وبأن ( رئيسهم ) مستعدون للموت فداءا له وهم لم يتبعوه عن عمى ولكن – والحديث للوزير – تبعوه لصفاته التي لاتوجد في بشر غيره فهو لا يملك أية أموال وليست له فضائح جنسية يهدده الآخرون بها كبقية الرؤساء وهو لم يشرب الخمر طول حياته بل كان مثالا للنقاء ومثالا للرجل المستقيم الذي يستحق أن يكون راعي رعية مقدارها أربعين مليونا .
    المهم أنه قدمه بصورة رائعة وبدأ في مخاطبة وتحفيزهم الاعلاميين بأن يسألوا أسئلة نارية صعبة ... يسألوا دون خوف ودون مداراة وينتقدوا ما شاء لهم أن ينتقدوا .
    الرئيس بدأ حديثه وكان حديثا ودودا ومرتبا وكان الحخطاب هو ذات الخطاب الذي تحدث به على عثمان محمد طه ود . عوض الجاز ود. نافع على نافع ... حتى القصص التي دلل بها كانت ذات القصص مما يوضح بجلاء أن الحكومة انتهجت نهج الخطاب الاعلامي الموحد وهو ما كانت تفتقده في السابق بل تفتقده معظم الحكومات الزائلة .
    عندما جاءت فرصتي قمت للحديث ... حدث أمر غريب في تلك اللحظة فبمجرد أن وقفت مرّ من وراء الرئيس ذلك الشخص الذي قيل لي من قبل أنه المتسبب في وضع إسمي بالقائمة السوداء .... لم أر شيئا فقد عماني الغضب وذهب فكري بعيدا ولم أر غير ذلك الشخص ... بانفعال الغضب الشديد بدأت الكلمات تخرج من فمي تتغشاها رعشة الغضب الشديد من أناس أفراد يتحكمون في مصائر الشعب ... يعطون ويمنعون ويتحكمون وكأنما الوطن ملكهم وحدهم وليس ملكا للكل ... الوطن للجميع ولا أحد له حقوقا أكثر من آخر ... الموظف في بلادنا لايملك ثقافة الوظيفة التي نشأت نتيجة الحاجة لتسهيل خدمات أصحاب الحق والعسكري لايملك ثقافة أنه يعمل لخدمة الشعب ... الكل يتعامل على أساس امتلاكه صلاحيات يعطي ويمنع ... يرضى ويغضب بموجبها والشعب صاحب الحق الحقيقي يضطر لاستجداء حقوقه ... من السهل كما حدث أن يقوم موظف بنفوذه أو نفوذ معارفه بوضع إسم مواطن في القائمة السوداء لا لشيء إلا لأنه خالفه الرأي في وطن هو ملك لهما معا ...
    المهم أنني دخلت في غيبوبة عما حولي وكنت أرى أمامي فقط الرجل والموقف السخيف الذي تعرضت له بالمطار ... و قلت ( أولا نشكر الرئيس على هذه الضيافة وهنا في بيته أعلن أنني من المعارضين وسأظل كذلك حتى يثبت عكس ما اعتقد وقد تم اعتقالي بالمطار رغم دعوتي من قبل الحكومة وأنني رغم معارضتي وبخصوص موضوع الجنائية أعلن رفضي لتسليم أي مواطن سوداني لجهة غير سودانية سواء كان هذا المواطن رئيسا أوخفير )
    بالتأكيد إختلف معي البعض أو إتفقوا يبقى هذا هو موقفي النابع عن قناعاتي وقد جاهرت به ودافعت عنه وكتبته مرارا وتكرارا في مختلف المواقع التي يتشرف قلمي في الكتابة بها ومنها على سبيل المثال لا الحصر مواقع سودانيز أونلاين وسودانيز آوت لاين وسودانيان وفو والبركل وصحيفة الرابطة العربية وملتقى كردفان وغيرها من المواقع التي درجت على التواجد فيها وبالتأكيد لن يكون المواطن السوداني في قناعاتنا أرخص من المواطن الأمريكي الذي لا يمثل أمام هذه المحكمة والتي تناقض أمريكا نفسها فيها إذ تعترف بها كمحكمة للجميع ولا تعترف بها كمحكمة لمواطنيها وبالتأكيد عدم قناعاتي بتسليم أي مواطن سوداني لمحكمة غير سودانية لايعني ضياع حقوق المواطنين الآخرين فأنا على قناعة تامة بأن البديل يجب أن يكون لجنة قضائية عليا قضاتها من السودانيين التوافق عليهم بين مختلف القوى تتوفر لها كافة صلاحيات الحياد تتولى النظر في مثل هذه الشكاوى وتصدر حكما نزيها يقبل به الجميع وهذا لايعني عدم إعترافي باللجنة الحالية التي تبحث في هذا الشأن أو تشكيكي في نزاهتها ولكنني كمواطن أقف ضد طريقة إنشائها فقد قامت بالتعيين من قبل طرف واحد هو الحكومة وهذا الطرف هو خصما في الصراع .
    المهم أنني قلت ماقلت وجلست .
    الفرصة بعدي كانت للأخ المترجم / صلاح الطيب الذي ابتدر حديثه قائلا ( أنا أتحفظ على ما قاله عبدالدين بخصوص المعارضة ) وأكمل حديثه .
    لم أفهم حتى الآن لماذا يتحفظ صلاح الطيب على قناعات ليست له ولا من هو حتى يتحفظ ولا من هو حتى يكون بين الاعلاميين في هذا المؤتمر فهو ليس إعلامي ولا يعمل في جهاز إعلامي وكل تاريخه في المهنة مترجما بجريدة البيان ثم مترجما بالعاديات ومترجما بالخليج تايمز وموظف إعلانات بالبيان وهو يعمل الآن موظفا في جهة لاتصنف ضمن الجهات الاعلامية وقد فتح أمثاله الباب لانتقادات الزملاء بأن كل من في المؤتمر ليسو إعلاميين فكيف يكون الملتقى ملتقى إعلاميين !!!!!
    من الغريب أن الرئيس البشير لم يرد على موضوع الاعتقال ويبدو أنه كان يقاتل الوقت لإيصال رسالة محددة ، ومما أوقفني في قوله بأن بنت أخيه حينما تخرجت من الجامعة طلبت منه التوسط لها لايجاد وظيفة فرفض ذلك وجعلها تجلس في طابور الانتظار حتى منّ الله عليها بعريس أراحها من هموم انتظار الوظيفة .
    الموقف ينم عن نزاهة نحترمها في رئيس بلادنا ونتمنى أن تشكل أنموذجا لكل ما يتفرع عنه في الشجرة الوظيفية وإن كنت قد أحسست بالأسى تجاه إبنة أخيه لأنها دفعت فاتورة قرابتها من الرئيس وفي ذات الوقت وبعيدا عن جذورها مثّلت حالة شريحة كبيرة جدا من أبناءنا الخريجين الذين يعيشون مأساة حقيقية شجّعت العديد ممن يلونهم على الاكتفاء بالمراحل الدراسية الدنيا وطرق باب العمل مبكرا خوفا من ( ضياع السنين ) وإحراز نتيجة مفادها الجلوس تحت الأشجار وانتظار الوظيفة مما يجعلهم فريسة سهلة لرفاق السوء وإدمان الكحول والمخدرات وبالتالي إنتشار الجريمة فيما بينهم وأيضا إستسهال إمالتهم بفضل الحاجة من جهات تحمل مخططات تضر الوطن والمجتمع .
    كنت أعتقد أن رئيس البلاد سيتحدث بعد سرده هذه الواقعة عن مخططات الدولة ومساعيها لامتصاص البطالة والحد من آثار محنة الشباب الذي هو باني اليوم وحامل نهضة الغد غير أنه لم يتحدث عن ذلك بل جاءت القصة في سياق التأكيد العملي للنزاهة والتي سرد الوزير كمال بعض جوانبها في مقدمته الاطرائية الرائعة وبطريقته المميزة في الحديث .
    لقد أسمع الاعلاميون البشير ما يريدون إسماعه وأسمعهم أيضا مايريد ودخلوا معه حتى في مفاصل مراحل التمكين وقد قال بأن جمال الوالي ليس ثريا بالدرجة التي يتوقعها الناس ولكنه شهما كريما وله عقل ( نظيف ) .
    وانتهى اللقاء بحفل على إحدى الحدائق الداخلية للقصر بالمطرب حسين شندي مع وجبة عشاء رئاسي دسمة ورقص الجميع بمن فيهم الرئيس وانفض السامر وعدنا للفندق .
    ونواصل ......
                  

07-11-2009, 06:58 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    من الذكريات الجميلة في طرائف الملتقى أن أحد زملاءنا واعذروني عن ذكر الاسم في لقاء الدكتور عوض الجاز سأله عن المفارقات بين الطرح والواقع وسأله عن حقيقة بيتيه الفارهين اللذان يوصل بينهما جسر علوي فأنكر الجاز ذلك وقال له أنا لن أتركك حتى تريني البيتين أو أعرف الشخص الذي أسر لك بذلك وظل يردد هذه العبارة حتى نهاية الجلسة .
    ومن الطرائف أيضا أن أحد زملاءنا وبعد نهاية الجلسة رآني أتجه نحو الباص الذي يقلنا للفندق ولم يسألني بل سأل مرافق الوفد ( دا بص وين ؟؟؟ ) فقال له مرافق الوفد ( البحرين ) .. تراجع عن الباب وجاء يكلمني من النافذة ( هذا ليس باصنا ) ... جاهدا حاولت إفهامه بأنه باصنا ولدقائق كان يغالطني ولم يعط نفسه الفرصة ليسمع ما أقول .. أخيرا صرخت بصوت عالي ..... أليس المرافق الذي سألته هو مرافق مجموعتنا ... إستدرك وبدأ يسمعني فقلت له ( ما اسم الفندق الذي ننزل به ؟؟؟؟ ) ضرب جبهته بيده وأستغرقنا في الضحك حتى وصولنا الفندق فقد كان يظن من كلمة البحرين أن الباص خاص بالمجموعة القادمة من البحرين وطبعا كنا ننزل في فندق البحرين .
    أيضا من الطرائف بداية أحد الزملاء مداخلته بحديث عن الوزير كمال عبداللطيف في حضوره حين قال ( هذا الرجل الذي أمامنا – ويعني كمال عبداللطيف – رغم اللكنة الموجودة في حديثه وقد كنت أظنه من ( المكان الفلاني ) إلا أنه بلكنته تلك أفلح في قيادة الملتقى نحو النجاح فلماذا لايستفيد المؤتمر الوطني من هذه القيادات الشابة التي أثبتت كفاءتها والدفع بها لمراق أوسع )
    وبجانب النقاط الايجابية للملتقى كانت هناك نقاط سلبية فبعض الأسماء الاعلامية كانت تصرفاتها لاتليق بمكانة إسمها ولا بالملتقى فقد كانوا يقضون الليل مع بعض الزميلات في سمر لايليق بالملتقى كما ترى بعضهم يتعامل مع الجنس الآخر كرجل أكثر منه صحفي مهني .
    ومن الصدف الرائعة في المؤتمر أنني التقيت بالصحفية ( ربيكا ) القادمة من كينيا برفقة أطفالها وقد كانت عقلانية جرئيئة وكانت تعرف نفسها باسمها ومكان عملها دائما إلى أن اكتشفت أنها زوجة لام اكول وأيضا إلتقيت بكاتبة نمريات الشهيرة والتي أذهلتني بتاريخها النضالي العامر الذي لم أسمع عنه إلا في تلك اللحظات ولا مقالاتها النارية الجريئة التي كتبتها حينما كانت بمصر .
    تعرفت على الكثيرين الذين لا اريد الحديث عنهم جميعا خير إسقاط إسم بفعل الذاكرة الخربة التي أنهكتها الغربة ومرارة السنين وأوجاع الزمن ...كان سيف الدين هو المصور الموثّق والشخص الذي دخل قلبي من أول لحظات اللقاء أما الصديق صبري مطر فمنذ أن رأيته كنت أحس بأنه ليس غريبا على ناظري ... كان سجائري قد نفذ وفي الصباح الباكر والطائرة كانت ستتوجه إلى دارفور خرجت لأشتري سجائر ولكن السوق لم يفتح أبوابه بعد ... إلتقيت بصبري مطر عند بوابة الفندق الخارجية حيينا بعضنا وقدم لي السجائر وعندما علم بأنني قادم من الامارات سألني عن أخيه المخرج التلفزيوني رفيق دربي الأستاذ / صالح مطر وبعدها بدأ الحديث يلم أطرافه ويندفع ونشأت علاقة حميمة بيننا ولم نفترق إلا عند نهاية المؤتمر وظللنا على تواصل بالهاتف بعد ذلك وهو الآن رئيس الجالية السودانية ببروكسل في بلجيكا ... ومن الأشخاص لاالذين تركوا أثرا كبيرا في نفسي شخصية طارق وهوبالمناسبة أصغر الحاضرين وقد شهد كل جلسات المؤتمر وسافر إلى الفاشر وتجول في معسكرات النازحين ... حتى الآن لا أعرف إسمه بالكامل فهو طفل لم يبلغ السنة الثالثة من العمر جاء بصحبة والدته الرائعة الدكتورة فيحاء من فيننا عاصمة النمسا وقد تعلقت به وتعلّق بي وقضيت معه وقتا ممتعا خاصة في رحلة الطائرة من وإلى الفاشر ورقص معي في استعراض الفنون الشعبية الدارفورية التي أقامتها لنا الحكومة بجانب بيت الحاكم وأيضا قضيت معه وقتا ممتعا في العشاء الذي أقامه لنا جهاز شؤون العاملين بالخارج في حديقة مبنى الجهاز وكان شديد الولع بالقطط التي تتخذ من مبنى الجهاز مقرا لها !!!! والتي شاركتنا العشاء .
    وبمناسبة العشاء لاحظت في كل وجباتنا التي دعينا لها بأن العمالة الهامشية التي تقدم الطعام ( الجرسونات ) هي عمالة غير سودانية ولست أدري لماذا لا تضع الحكومة شروطا إستثمارية تشترط توطين المهن الهامشية التي لاتحتاج قدرا كبيرا من التعليم الأكاديمي وتستعيض عن ذلك بدورات تدريبية في الإتكيت وفن التقديم لسودانيين بما يمتص قدرا مقدرا من البطالة فالاستثمار مهما بلغ حجمه لا فائدة منه إن لم يمتص قدرا مأمولا من البطالة وفي كثير من الأحيان يبقى الاستثمار شكلا من أشكال الاستعمار أو الاحتلال لو لم يتم تقييده ببعض قوانين النفع المجتمعي ومن الممكن أن يؤثّر على قرارات سيادية ويقود لتنازلات موجعة في بعض الأحيان فالتهافت على الاستثمار مسألة مشروعة تفرضها حاجة البلاد للقفز نحو الأمام ولكن التهافت يجب أن يتحلى بالعقلانية وعلى ذات السياق يجب أن يتحلى بسلامة الخدمة المدنية المعافاة عن كل ترهلات الفساد الاداري والأخلاقي .

    ونواصل .....
                  

07-11-2009, 07:02 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    سد مروي رغم أنني لم أزره بسبب التنسيق السيء الذي جعل رحلتي مروي والفاشر في ذات التوقيت وأحار الاعلاميين الذين ضاقت وصعبت أمامهم فرص الاختيار فالمكانين مهمين جدا وقد قررت الذهاب للفاشر على أن أتحين فرصة أخرى لزيارة سد مروي غير أن أشقاء المهنة والمصير الذين ذهبوا إلى سد مروي كانوا خير رواة تدعمهم في ما يقولون صورا فوتوغرافية وصور فيديو فقد جلسنا في اليوم التالي نستعرض صور الفاشر لمن زاروا مروي ويستعرضون لنا ما التقطوه من مروي مدعوما بالشرح المطول .
    إنه مشروع عظيم بمعنى الكلمة وهو مشروع قومي وجب على معارضي الحكومة الفخر به والمحافظة عليه قبل أنصار الحكومة لأنه لو اكتمل المخطط فسينتقل السودان نقلة نوعية فالكهرباء لازالت خدماتها متردية في كل أنحاء السودان وقد عجبت لعاصمة عمرها آلاف السنين ينقطع فيها التيار الكهربائي ونحن في القرن الواحد والعشرين وفي دول وعواصم كثيرة قامت من بعدنا بعصور بل ساهم السودانيون في بنائها نجد التيار الكهربائي والماء لا يعرف الانقطاع حتى في أماكنها القصية ومناطقها النائية .
    الكهرباء أصبحت اليوم بعد التوسع الهائل في كل المجالات ضرورة وليست ترفا ... أصبحت لاتقل أهمية عن الخبز وسائر وسائل ومفردات الحياة وما يوفره سد مروي من الكهرباء سيدير عجلة الصناعة وستنار الشوارع وتنار البيوت وتنشأ بالتالي نهضة شاملة .
    العاصمة المثلثة بدأت تخطو باستحياء نحو التوسع الرأسي رغم تمددها الأفقي الكبير فقد ذهبت لمعاينة قطعة أرض كنت قد إشتريتها وأنا في مهجري وهي من نوع ( الحيازة ) وقد إشتريتها في قرية من قرى أمدرمان وظلت السيارة تسير بنا طويلا حتى ظننتها تقترب من مدينة عروس الرمال ... قلت في نفسي كيف ستصل الخدمات لكل هؤلاء وحتى في حال وصولها كم من الأموال تحتاجها وكم من الجهود التي كانت ستختذل في حالة التخطيط الرأسي الذي يجعل المساحات محصورة ويمكن من إعطاء خدمات أفضل وبقليل من الجهد والمال ولكن يبدو أن مخططونا لازالوا يؤمنون بأفقية التوسع فالقرى حول العاصمة قد إبتلعتها العاصمة وتمددت لتشمل قرى كان الوصول إليها بشق الأنفس .
    ونواصل .....
                  

07-11-2009, 07:17 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    ونواصل ....
                  

07-12-2009, 07:08 PM

أحمد التجاني ماهل
<aأحمد التجاني ماهل
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 882

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    الرائع عبد الدين سلامة لك التحية والتجلة على هذا الغياب الذي تمخض عنه كتابة الكتاب ولك التوفيق في مواصلة المشوار.
    أحمد التجاني
                  

07-14-2009, 12:26 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: أحمد التجاني ماهل)


    Quote: الرائع عبد الدين سلامة لك التحية والتجلة على هذا الغياب الذي تمخض عنه كتابة الكتاب ولك التوفيق في مواصلة المشوار.
    أحمد التجاني

    شاعرنا الكبير ومنبر فخرنا ... شكرا لك على هذه الحروف الرائعة التي هي وسام على صدري


    نواصل

    في اليوم الأخير للملتقى فاجأنا موظف الفندق بأن حجزنا سينتهي في الغد ومن يريد البقاء أكثر سيجلس على حسابه الخاص وفاجأنا نادل البوفيه بأن الشاي والقهوة سيكونان منذ اليوم على حسابنا الخاص وأن الوجبات أيضا من حسابنا الخاص وأذكر أن الزميل أسامه أحمد المصطفى رئيس برامج قناة الشروق جاء بعد صلاة العشاء وكان قد قضى اليوم خارج الفندق وطلب مني اصطحابه لبوفيه الفندق لنتحدث على مائدة العشاء وبالفعل صعدنا إلى الطابق العلوي حيث موقع البوفيه وطلبنا طعاما فظل مسؤول البوفيه يردد السعر أمامنا ظانا منا أننا لسنا على علم بالخبر فقلنا له هاته فكرر ( على حسابكم ) قلنا له ( نعم على حسابنا ) ... إختفى دقيقتين ثم عاد يكرر ( العشاء على حسابكم ) ولم يذهب للأتيان بالعشاء إلا بعد ثورتنا في وجهه والتي تدخّل صاحب الفندق ( ودالجبل ) لحلها ولومه على إلحاحه غير المبرر رغم موافقتنا منذ البداية .
    اليوم التالي كان موعد لقاء وزير الاعلام .... لم أشهد اللقاء فقد تم إبلاغنا عنه بعد أن قررنا السفر ورتبنا أمورنا على ذلك ومعظم الاعلاميين لم يصلهم علم بهذا اللقاء ومعظمهم لم يشهده ولست أدري متى تم إقرار اللقاء ولا كيف يتم إعلامنا به قبل سويعات قليلة من موعده وهو لقاء بوزير يرتبط ارتباطا مباشرا بالملتقى وحاضريه وقد عجبت للدور غير المحسوس لوزارة الاعلام في ترتيب وإدارة هذا الملتقى فقد كان الترتيب والادارة من رئاسة مجلس الوزراء وحضور وزارة أو وزير الاعلام فيها لايكاد يذكر فقد كانت له جلسة سريعة أثناء المؤتمر لم تفي بالغرض المطلوب منها ولا وجد الاعلاميون الفرصة لنقاشه حول الأمور الهامة كقانون الرقابة القبلية وذيادة عدد الملحقيات الاعلامية مقارنة بالدعم المتواضع والأسباب التي أقيمت من أجلها وهل هي لإبراز وجهة نظر الحكومة أم أنها ملحقيات وطنية قومية تعنى بشؤون إعلاميي الخارج وتبرز الوجه الاعلامي للبلاد في الخارج وتساعد على تقوية نسيج العلاقات ؟؟؟ ومعايير اختيار الملاحق هو هي ولائية أم مهنية ؟؟؟ وهل الأجهزة الاعلامية القومية الرسمية تخضع لسياسة الوزارة من حيث الادارة والتعيين والسياسة وهل هي قومية أم فئوية وهل للاعلاميين دور في تطوير هذه الأجهزة أم هي أجهزة وظيفية تتطلب معايير خاصة ؟؟؟ والتأهيل الاعلامي من خلال الدورات للإعلاميين العاملين بالداخل والخارج ومدى انتهاجها له وهل إعلام جهاز العاملين بالخارج يقع ضمن سلطتها السيادية وهل هي راضية عنه وكليات الاعلام والمدينة الاعلامية ومخصصات الاعلاميين من مساكن وغيرها من الاستحقاقات الوطنية الطبيعية كيف يتم التعاطي معها وغير ذلك من الأسئلة المرتبطة بهذه الوزارة التي هي أهم وزارة في كل أوطان الدنيا غير أن الوجود على استحياء في مؤتمر إعلامي أساد اعتقاد أن الأمر ليس بيد الوزارة ولاهي قادرة على التعاطي مع هذه الملفات لأسباب مختلفة قد تكون مالية أو تمويلية أو حتى إدارية أو سياسية وقد تكون نتيجة تداخل صلاحيات الأجهزة وعدم تمكن الوزارة قانونيا من ( وضع اليد ) على كل ماهو إعلام .
    المهم كنت واحدا من بعض زملائي الذين لم يتشجعوا أو يرغبوا في حضور اللقاء خاصة وأنني كنت قد رتبت أوضاعي قبل أن تصلني الدعوة للسفر صباحا إلى مدينة عروس الرمال
    ونواصل ......
                  

07-14-2009, 01:11 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    بعض زملاءنا الذين شهدوا المؤتمر كانت لهم أغراض ذاتية بحتة فقد كان بعضهم يتودد لأعضاء ورموز الحكومة بطريقة مبتذلة رغم أنهم لايملكون ما يريده الزملاء الذين أفسدوا على أنفسهم الاحساس بقيمة وسمو المشاركة والحضور وبالتأكيد لم ينل منهم أحدا ما كان يصبو إليه من أغراض ذاتية فبعضهم يبحث عن وظيفة سيادية أو عليا وبعض آخر يبحث عن قطعة أرض أو مكتسبات شخصية أخرى وبعض ثالث يحاول تغذية نقصه الداخلي بالتعرف على الشخصيات ومحاولة لفت انتباهها والتقرّب منها إلا أن هذه الفئة لم تكن بحمدالله كبيرة للدرجة التي تؤثر على سير المؤتمر فالسواد الأعظم من الحاضرين كان يركز أكثر على المؤتمر وهو من أسباب نجاح الملتقى .
    ونواصل ......
    لم أنم في تلك الليلة التي سبقت سفري لمدينة عروس الرمال فقد رجعت إلى الفندق بعد عشاء ( بوش ) محترم فضّلته على دعوة عشاء جهاز شئوون العاملين بالخارج والذي شهدت جزءا من فعالياته الاحتفائية وقصائده فقد رسمت برنامج الحفل دون شك ريشتا المبدعين د. كرار وعثمان فقيري فجاء أشبه بليلة ثقافية على عشاء دسم وبالمناسبة فإن الوجود الثنائي لهذين الشخصين في مواقع مؤثرة وسيادية داخل الجهاز وهما يمتازان بالنزعة الاعلامية الواضحة لم يتم تفعيله ولا الاستفادة منه من جانب المبدعين ولا الجهاز وهو ما أفقد الجهاز رؤية الادارة بروح الاعلام وهي تجربة نجحت كثيرا وأصبحت العديد من الدول بمافيها الدول العظمى تدير سياساتها برؤى إعلامية وهو ما كان الوزير كمال عبداللطيف يحاول تطبيقه خلال الملتقى وكان من دعامات نجاحهما .
    المهم أنني وصلت الفندق في وقت متأخر من الليل ... وجدت على سريري مذكرة من الزميل المبدع حامد عطا يقول فيها أنه سيبيت هذه الليلة مع أهله فأسرته تركها مثلنا في الخارج بسبب توقيت المنتدى مع استمرار مدارس الأولاد بالمهجر فالعام الدراسي يبدأ بالسودان في شهر يونيو وينتهي بالخليج في ذات الشهر وكل عطلات أسر المهاجرين ترتبط بهذا التوقيت عادة لذلك يتدفقون إلى البلاد ما بين يونيو وأغسطس وهي فترة انتعاش إقتصادي وسياحة ذاتية لم تهتم الحكومة باستثمارها والتعامل معها ولا استغلالها في ترسيخ ثقافة السياحية الداخلية .وتوظيفها لمصلحة مخططات واستراتيجيات السياحة القومية .
    المهم أنني وبعد (دش ) بارد حاولت النوم ... وجدت نفسي أتقلب في فراشي وأفكاري متضاربة متداخلة صاخبة لدرجة الهوس فنهضت وتوضأت ثم بدأت أصلي شكرا لله .
    لست أدري عدد الركعات التي صليتها في ذلك اليوم ولكنني توقفت عند سماعي آذان الفجر .
    صليت الفجر وبدأت في ارتداء ملابس السفر وتفقدت الغرفة حتى لا أنسى شيئا وعقلي يعمل بكامل طاقته ... شيئا ما في أعماقي يرقص طربا ... لم أكن أفكر في شيئا محددا ولكن عقلي كان مشغولا ... رهبة عظيمة في أحشائي كمن يتأهب لدخول مغارة سحرية للعثور على الكنز ... كانت لحظة أشبه بالغيبوبة ومن اللحظات التي لا تنسى في تاريخ حياتي ..
    جرجرت حقائبي وتركتهما بجانب البوابة وموظفو الاستقبال النيام نهض أحدهم وبقايا النوم في وجهه وعينيه وصوته وجرجر معي الحقائب للخارج .. جلست بالاستقبال أنتظر سائق التاكسي فقد تواعدت معه منذ الأمس بالمرور عليّ قبل استيقاظ الطير ليحملني إلى ( الميناء البري ) ... وقفت فترة طويلة بجانب البوابة أرقب الشارع الذي لم يصحو بعد ولم تدب فيه روح الحياة ... كم بدا لي جميلا في هذه اللحظات غير أنني ما كنت أأبه للجمال ولا لشيء بل كنت أنتظر سائق التاكسي ولست أدري لماذا كان التوتر والقلق يسيطران عليّ في تلك اللحظات .
    أخيرا لمحته من بعيد فانفرجت أساريري القلقة وحييته كمن يستقبل منتصرا عاد لتوه من أرض المعركة .. حملنا الحقائب معا ... حاولت أن أفتح الباب لأركب ولكن الباب كان يفتح بطريقة خاصة لايفك شفرتها سواه فجاء وفتح الباب ... أدار المحرك مرتان وثلاث وأربعة حتى دار وبدأ يبرر لي ذلك وهو يعتز بهذا التاكسي المتهالك .
    إنها واحدة من الهامة جدا فالتاكسي في عاصمة أي دولة في العالم هو عورتها التي يراها القادم .. إنه جسر العبور إلى السياحة والاقتصاد والاستثمار وطلب العلم والبحث والتقصّي وغير ذلك من الأمور التي تشكل أسبابا لقدوم أي قادم للبلاد وقد كتبت دراسة لاحدى الدول العربية قبل سنوات عن أهمية التاكسي في النهضة الاجتماعية الشاملة ووجوب الاهتمام بشكل التاكسي والسماح بحمله إعلانات دعائية تروج لما يجذب الزائر للبلاد وضرورة تثقيف السائق وإدخاله دورة تدريبية حول فنون طرح البلاد بصورة رائعة أمام الزائرين ... فالمسافة التي يقطعها السائق بين المطار ومقر إقامة الزائر هي النقطة الفاصلة التي تمكّن الزائر من قضاء بقية الوقت في إطار محدد من الجو النفسي الذي يؤثر بالتالي على فترة الاقامة وعلى كل مايؤمل منه ، وبالفعل تم تطبيق تلك التجربة وحققت نجاحا جعل الكثير من الدول تحتذي حذوه وتطبقه .
    تاكسي الخرطوم في مجمله يستحق من السلطات إعادة النظر فيه وعلى نقابة سائقي التاكسي أن تبتكر الطرق التي تكفل لسائقيها إستبدال سياراتهم المتهالكة بسيارات جديدة ولو عبر التمويل المتميز بالتقسيط المريح وأن تقوم بتأهيل منتسبيها عبر دورات إختيارية وأخرى إجبارية ويتم تنفيذ ذلك البرنامج بالتنسيق مع الجهات المختصة .
    مشكلتنا في السودان أننا نريد من الحكومة أن تفعل كل شيء ... مشكلتنا أننا لم نصل لمفهوم أن المواطن حكومة ومنظمات المجتمع المدني حكومات قائمة بقوة العرف والقانون ... فالحكومة في معناها الأشمل تعني السلطة وكل من امتلك السلطة فهو حاكم يحكم بها وهو حكومة فالأب حاكم في إطار حكومة هي أسرته والنقابة حكومة لمنتسبيها ولابد لها من التفكير والعمل الجاد على تحسين أحوال معيشتهم وتذليل الصعاب أمام مهنهم ومساعدتهم لاعند العجز فحسب بل حتى وهم في عنفوان قوة عطائهم ... عليها أن ترتقي بمهنة منتسبيها وتحقق المكاسب التي تجعلها تقدم خدمات إجتماعية أفضل ... هذا هو المجتمع ... حكومة وقوى سياسية واقتصادية وثقافية وفنية واجتماعية وكل القوى تعزف بهارموني الوطن .
    وحتى لا أقطع أرزاقهم سأتجاوز التاكسي للطريق الفاصلة بين فندق البحرين والميناء الجاف ... كان ما كتبته هو ما يشغل بالي بينما السائق الثرثار يشكو الحال ويلعن الحكومة ويحلل الأوضاع السياسية والمعيشية وما تتناقله نشرات أخبار الراديو وما تتناوله صحف الداخل ... إنه شخص يسعى للمعرفة بطوعه دون أن يدفعه أحد وله القدرة على إيساع إفقه المعرفي فلماذا لاتستغل وزارتي الاقتصاد والسياحة ووزارة المواصلات ووزارة التخطيط وغيرها من الوزارات المعنية مباشرة بالأمر فرصة التنسيق مع نقابة التاكسي وتأهيل السائقين من أجل عاصمة حضارية تهرول بجنون التغيير ؟؟؟!!!!!
    الطريق شدَ عيني وأدهش عقلي واستدعى كل قوى حنيني ... الشوارع بالفعل تغيرت ... لم أعرفها ... كان كل شيء جديد عليُ ... كنت ألهي نفسي ببحثي عن سور ميدان سباق الخيول والذي كنت أدمن الحضور أليه قبل قرابة الربع قرن وبجواره أكشاك ومحال السوق الشعبي التي أجتهد في تذكرها ....بالفعل رأيت السور ... أحسست بفرحة غامرة فهاهو شيء أعرفه في بلادي ... أحسسته كصديق وبدأت أتجاذب أطراف الحوار مع السائق عن ماضي هذا السور العظيم ... ضحك حتى كاد يصطدم بعربة أمامه وهو يتخطى الاشارة الحمراء !!!! حينما ذكرت له باصات أبورجيله وقال لي :-
    ( إنت يازول قديم ذي التاكسي بتاعي دا ... إنت من زمن أبورجيلا قول السياحي وقول ... )
    وبدأ يسرد لي معالم التغيير ومراحله في مجال وسائل النقل المختلفة ويشكو جورها على التاكسي وأفراد المرور ويحكي عنهم حكايا كثيرة ... طلبت منه أن يواصل المسير إلى مساحة أبعد ويعود للميناء الجاف فقد كنت أريد مشاهدة الموقع الذي كانت تحتله (العشش ) وكيف صار فقد كنت أتحدث واكتب باستمرار عن أهمية الاستفادة من هذه المنطقة قبل أكثر من عشرين عاما .. وبالفعل وجدت نفسي أمام سيقان من الأسمنت وحي سكني رائع ومن ثم عدنا إلى الميناء الجاف .
    لأول مرة في حياتي أشاهده ... وأنا في الخارج أحسست بالفخر فالمبنى جاء نتيجة تخطيط نتمنى أن يكون مستواه مستوى بقية المخططات القومية الأخرى ... ما أن وقف التاكسي حتى تدافع نحونا العديد من الحمالين ... حتى الحمالين تغيرت أشكالهم وسحناتهم ... تحولوا إلى شباب في عمر الورود جار عليهم الزمن بمواصلة التعليم وأخذهم التخطيط الخاطيء والسياسات الفاشلة إلى هذا المكان فالعربة الصغيرة التي يدفعها حاملا الحقائب كان يجب أن تكون مشرطا أو مسطرين ... يجب على الدولة أن توفر مجانية التعليم وتتيحه أمام هؤلاء الشباب حتى لايتحول قطاع الشباب لمجموعة حمّالين أو بائعي مياه على الطرقات المزدحمة أو باعة متجولين تطاردهم الجبايات اللامبررة ولا أن تتحول بنات في عمر الورود إلى بائعات شاي وغير ذلك ... الرجل إذا احتاج سرق والمرأة لو إحتاجت باعت ... البنى الأساسية من تعليم وصحة وعلاج أولى بالانفاق فيها ودعم السلع الضرورية ضرورة لابد منها لو كنا نريد أن نبني وطنا ينعم بالسلم والوحدة والاستقرار الإجتماعي .
    المهم أن الشاب تناول الحقائب وسألنا عن وجهتنا وأشار لنا على البوابة التي نلتقيه فيها وذهبنا لاحدى بائعات الشاي وبالمناسبة كان هو أجمل شاي حليب بالزلابية تناولته في حياتي على الاطلاق وماذاد من جماله الحالة النفسية والاحساس المتعاظم الذي يعتورني وكأنني في رحلة غريبة نحو المجهول .
    مالفت نظري أيضا نسبة الأمان في العاصمة القومية ... الحقائب أخذها عنا الحمال ومضى وعاد يبحث عنّا هنا وهناك بعد بلوغه الداخل ...
    جاء ابن أخي وعلى الهاتف عرفنا مكان بعضنا بعضا ... ذهب وأتى لنا بالتذكرتين ومن ثم ودعنا سائق التاكسي والحمال وتوجهنا نعبر البوابة إلى الميناء الجاف .
    فكرة عبقرية مبتكرة كانت أو منقولة ولكنها شكلت معلما سياحيا من معالم العاصمة الخرطوم ... مجموعة من الباصات الحديثة الفخمة ولمختلف الوجهات وسوق صغيرة في الداخل أشبه بالسوق الحرة ومقاعد مريحة للانتظار فهي محطة تم بناؤها على القواعد الحديثة للمحطات العالمية لاتقل عن محطة المترو في القاهرة ولا محطة الحافلات الرئيسية بدبي وأبوظبي ولا محطات القطار في لندن ولا غيرها .. وركبت الباص المتجه إلى مدينة الأبيض .
    فضّلت الباص على الطائرة لأنني أريد أن أشاهد أكبر قدر من تراب وطني الحبيب
    ونواصل ......
                  

07-14-2009, 01:26 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    دقائق من قلق الانتظار بالمقاعد قبل أن ينطلق الباص في موعده بالضبط عند الثامنة صباحا ... الحمدلله هانذا أجد أخيرا في بلادي من يحترم الوقت ... ألم أقل لكم أن السائقين أمرن الناس لتعلّم الثقافة العامة ؟؟؟!!!
    بجانب النافذة كانت عيناي مشدوهتان طوال الوقت والباص قد تحرك مبتعدا عن الميناء الجاف منطلقا نحو مدينة الأبيض ... الطريق غير الطريق فآخر عهدي بالطريق كان قبل سفري الطويل بثلاثة أيام وكان الطريق حينها يمر بامدرمان لا الخرطوم والموقف كان بالسوق الشعبي أمدرمان لا الخرطوم والباصات كانت لواري تم تعديلها بواسطة الأخوين مرسال أو أبوستة لتتحول من لواري إلى باصات والدطريق كانت تمر بجريجخ وبارا من الغرب للشرق لا من الدويم وكوستي والغبشة وام روابة هذا الطريق الطويل الذي يشكل قوسا للوصول من الخرطوم إلى الأبيض وبالعكس غير أن رصف الطرق يقرّب المسافات وينعش المدن والمناطق ويلتهم من البطالة الكثير ... الباص يسير والخرطوم معه تسير ... رباه !!! هل تمددت الخرطوم لهذه الدرجة !!!! الخرطوم وحدها أصبحت قارة ... طبيعي أن يكون هناك سوء ونقص في كل الخدمات لأن السياسات الخاطئة تتبعها نتائج سيئة فتركيز الخدمات على العاصمة وإفقار بقية المناطق هو ما يشجع ويجبر المواطنين على النزوح وتتمدد العاصمة يوميا لتستوعب ويكون التمدد على حساب كل شيء وتتفشى الجريمة وتدفع الدولة في سبيل القضاء على الجريمة وملاحقة جودة الخدمات أضعاف أضعاف ما كان يمكنها دفعه لو ركزت على تنمية مناطق النزوح بما يضمن بقاء المتدفقين في أماكنهم ومساعدتهم على دفع عجلة الانتاج المحلي والقومي .
    أكثر من ساعتين قضاهما الباص سيرا دون أن نصل لنهاية العاصمة
    ونواصل .....
                  

07-14-2009, 07:37 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    Quote: طبيعي أن يكون هناك سوء ونقص في كل الخدمات لأن السياسات الخاطئة تتبعها نتائج سيئة فتركيز الخدمات على العاصمة وإفقار بقية المناطق هو ما يشجع ويجبر المواطنين على النزوح وتتمدد العاصمة يوميا لتستوعب ويكون التمدد على حساب كل شيء وتتفشى الجريمة وتدفع الدولة في سبيل القضاء على الجريمة وملاحقة جودة الخدمات أضعاف أضعاف ما كان يمكنها دفعه لو ركزت على تنمية مناطق النزوح بما يضمن بقاء المتدفقين في أماكنهم ومساعدتهم على دفع عجلة الانتاج المحلي والقومي .
    أكثر من ساعتين قضاهما الباص سيرا دون أن نصل لنهاية العاصمة
    ونواصل .....
                  

07-16-2009, 06:15 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    ما أن إنزوت أمامي معالم امتدادات العاصمة حتى بدأت فراغات الأرض تتخذ شكلا مجدبا .. ويزداد الجدب تدريجيا حتى يصل لمرحلة القحل ... رباه ... دول كثيرة زرتها في غيبتي عن البلاد ووجدتها تبحث عن شبر أرض خال للاستفادة منه وهاهي ذي أراضي بلادي تمتد قاحلة لا ماء فيها ولانبات .. ومن عجب أن البشر هم من فيها وقد عجبت لسكنهم في هذه المناطق النائية التي هي دون شك تفتقر كافة الخدمات الأساسية ... كان ذهني يعقد مقارنات مختلفة بين حال هؤلاء وحال أهلنا في معسكرات دارفور ... ربما هناك الحال الأفضل فالاهتمام قد يجلب الخدمات ولكن هؤلاء لايتوقعون ولا ينتظرون الخدمات ورغم ذلك يدفعون رسوم هذه الخدمات ... حتى الطريق الذي يمر بهم ليذكرهم ببقية الأحياء ويذكّر بقية الأحياء بوجودهم يدفعون ضريبته قبل أن ينشأ ولا يدرون إلى متى ؟؟؟
    الطريق رغم إحاديته في الاتجاهين وما يحمله من مخاطر يبقى إنجازا حقيقيا بلا شك

    ونواصل ...
                  

07-17-2009, 08:59 AM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    ما أن إنزوت أمامي معالم امتدادات العاصمة حتى بدأت فراغات الأرض تتخذ شكلا مجدبا .. ويزداد الجدب تدريجيا حتى يصل لمرحلة القحل ... رباه ... دول كثيرة زرتها في غيبتي عن البلاد ووجدتها تبحث عن شبر أرض خال للاستفادة منه وهاهي ذي أراضي بلادي تمتد قاحلة لا ماء فيها ولانبات .. ومن عجب أن البشر هم من فيها وقد عجبت لسكنهم في هذه المناطق النائية التي هي دون شك تفتقر كافة الخدمات الأساسية ... كان ذهني يعقد مقارنات مختلفة بين حال هؤلاء وحال أهلنا في معسكرات دارفور ... ربما هناك الحال الأفضل فالاهتمام قد يجلب الخدمات ولكن هؤلاء لايتوقعون ولا ينتظرون الخدمات ورغم ذلك يدفعون رسوم هذه الخدمات ... حتى الطريق الذي يمر بهم ليذكرهم ببقية الأحياء ويذكّر بقية الأحياء بوجودهم يدفعون ضريبته قبل أن ينشأ ولا يدرون إلى متى ؟؟؟
    الطريق رغم إحاديته في الاتجاهين وما يحمله من مخاطر يبقى إنجازا حقيقيا بلا شك

    ونواصل ...
                  

07-17-2009, 07:56 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    ساعات قليلة توقف الباص بعدها في مدينة كوستي بعد أن عبر الجسر الذي كان يتربع ذات يوم على الورقة النقدية الحمراء فئة الخمس وعشرين قرشا حينما كان الجنيه السوداني لازال ينعم ببعض من العافية والصحة قبل أن يضعفه المرض ويمزق خلاياه ... من بعيد لاح الجسر القديم ليبث في أعماقي ذكريات قديمة حينما كان القطار يعيش سكرة الأضواء وكنا ننتظر الاجازة الصيفية بلهفة شديدة لنستمتع بامتطائه إلى الخرطوم بعد أن نقضي رحلة الريف الاجبارية التي كان الوالد يصر عليها لتعلّمنا البداوة وتمرّسنا على التعود على مصاعب الحياة ... كان القطار نجما حقيقيا في تلك الحقبة وقد توطن وجدان الناس ونقل العرسان والأحبة والأصدقاء والأسر ومختلف الشرائح ومثّل رحلة سياحية متكاملة حفظ معها الراكبين معظم المحطات الصغيرة والكبيرة داخل الوطن وكان رمزا إجتماعيا قضم من كعكة الأمثال الشعبية والأغاني ودخل في تركيبة الثقافة التعبيرية لمجتمع الوطن ... كم ركبنا في قمرات الدرجات الأولى والثانية وكم كنا ونحن لانزال طلابا ( نتزاوغ ) من الكمساري حينما لانشتري تذكرة السفر أو حين تكون تذاكرنا أقل من عددنا ... وكم من مرة ركبنا على سطحه أو سلالم الأبواب وكم من ذكريات إجتررناها داخله وكم من قصص وعلاقات نشأت به وكم أحداث حفظتها عرباته المختلفة وكمإرتبط عندنا بحنين الفراق ولوعة الأشواق !!! وبان خط السكة الحديد على استحياء وكومة قطاطي المحطة المميزة الشكل بدت في كثير من المناطق كأرض هجرها سكانها وكأطلال تصلح لتغنّي الشعراء ... المهم أننا توقفنا قليلا خارج مدينة كوستي قبل أن يواصل بنا الباص مسيرته إلى عروس الرمال .


    ونواصل ....
                  

07-17-2009, 08:14 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    أتقاذفتني أمواج حنين الذكريات والباص يشق صمت الأراضي القاحلةالتي تظهر فيها القرى وتختفي بينما العديد من الباصات الأخرى والسيارات الصغيرة تتجاوز الباص تارة ويتجاوزها تارة أخرى وأنا أتذكر هذه المواقع قبل قرابة الربع قرن ... لو كانت السلطات تهتم بزراعة عشر كيلومترات في العام لكانت هذه الأرض غير الأرض والبلاد غير البلاد غير أنها زادت جدبا واقحلالا .
    كنت أنتظر بفارغ الصبر الوصول إلى تندلتي ففيها دائما أحس باحساسي عند رؤية النيلين في تعانقهما بالمقرن حيث يبان الخط الطيني الذي يتفرع نحواتجاه أبوجبيهة والجنوب والجنوب الغربي بينما الخط الرملي الناعم نحو الشمال والشمال الغربي وحينها سأشتم هواء كردفان ..
    ولاح الخط الفاصل ... أحسست بفرحة غامرة فهانذا أعرف موقعا آخر في بلادي ... إنتابني إحساس غامر بالانتماء .... سقطت دموعي غزيرة دون أن أتمكن من السيطرة عليها وأنا أشاهد من على نافذة الباص قطعان الماعز تستظل بأشجار الصحراء وعلى مبعدة تلوح ( قطاطي ) القش .... وددت لو يتوقف سائق الباص قليلا ليتركني أروي ناظري وإحساسي من هذا النبع الذي يأسرني ... فكرت في أن أتعلل بحاجتي للخلاء ولكنني عدلت عن رأيي ... إلتفتت نحوي إحدى العجائز وكانت تركب إلى جوارنا وهمّت بالسؤال والتعليق غير إبن أخي لم يترك لها مجالا وقال لها أنه غاب عن البلاد لأكثر من عشرين عاما ... تمتمت ببعض عبارات التعاطف وسالت دمعة على خدها الطاهر والباص لايأبه لما يدور بداخله بينما الشاشة أمامنا تعرض لقاءات مسجلة من مختلف القنوات السودانية .

    ونواصل .....
                  

07-17-2009, 08:45 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    وجبة غداء ساخنة أشبه بالوجبات التي تقدمها رحلات الطيران تم تقديمها لنا وبعدها زجاجة مشروب غازي والباص يشق طريقه بسرعة جنونيةبينما فكري يهرول بسرعة أكثر جنونية من سرعة الباص ... ترى كيف سأستقبل الأهل ؟؟؟ وهل ملامحهم التي لم تبارح ماقبل العشرين عاما في عقل ذاكرتي هي ذات الملامح ؟؟؟ من ألتقيه أولا ؟؟؟ كيف ستستقبلني أكثر بقعة أحببتها في حياتي ( مدينة الأبيض ) حيث دفنت فيها ( سرتي ) ونموت وترعرعت بها واشتركت معي في ذكريات الطفولة والصبا ؟؟؟ عادت بي الذاكرة إلى الوراء ... فهانذا الطالب اليافع الذي كان يقود المظاهرات الطلابية منذ المرحلة المتوسطة ... هانذا أواجه الرفت من مدرسة الربع الخامس الابتدائية بسبب مشكلة مع أحد المعلمين ضربته بحجر بعد أن ضرب ابن خالتي ضربا مبرحا ... هانذا في الصف الأول الابتدائي أدرس في مدرسة الشرقية ( ب ) والتي دخلتها مستمعا فقد كان عمري وقتها لم يتجاوز العام الخامس وكان شقيقي الأكبر يعمل بها معلما ... وحتى يتقي مشاكل طفولتي الشقية كان يأخذني معه إلى المدرسة لأجلس مستمعا في الصف .. وفي امتحان الفترة الأولى كان ترتيبي الأول على الفصل مما شجعه على نقلي إلى مدرسة الربع الخامس الابتدائية ... مباني مدرسة الأولاد لم تكتمل بعد وكنا ندرس مساءا بمدرسة البنات المجاورة لمدرسة الأولاد ولا زلت أذكر حادثة أستاذ الزبير الذي ضرب أحد أقربائي فجاءت أمه ثائرة واعتدت عليه بزجاجة شجّت رأسه وأنزفت منه الدماء ... وهانذا في الأبيض الأهلية المتوسطة التي فضّلتها على الأميرية بسبب قربها من الحي الذي أسكنه وبسبب اتفاقي مع عدد من أندادي على اختيارها .. وهانذا للمرة الثانية يتم رفتي من المدرسة بسبب تحريض الطلاب وإخراجهم في المظاهرة التي نظمها طلاب مدرسة خورطقت الثانوية وبفضل علاقة والدي بأستاذ التربية الاسلامية أستاذي الجليل عبدالرحمن عبدالهادي هاهم يعيدونني إلى المدرسة بعد إيقافي أسبوعين عن الدراسة ... وهانذا في أول دفعة بمدرسة التجار الثانوية التي فضّلتها على خورطقت والأبيض الثانوية حيث بدأت فصولها في مدرسة الأبيض الصناعية قبل نقلها في العام التالي إلى موقعها بين الدرجة والبترول ... هانذا أواجه الرفت للمرة الثالثة بسبب خلاف بيني وبين أحد الأساتذة وأضطر للالتحاق بمدرسة إسماعيل الولي الثانوية التي امتحنت منها قبل مغادرتي مدينة الأبيض ... تذكرت المعلم الفاضل الأستاذ شنتوت الذي كان يعلمنا ونحن طلابا في الثانوية كيف نكون معلمين من خلال تدريسنا بمدرسته الكائنة بحي القبة والمتخصصة في تعليم البنات ... تذكرت مدارس الأبيض ولست أدري لماذا المدارس بالذات فالمدارس بالأبيض معظمها قام على الجهود الأهلية الخاصة فعبدالكريم حسين جعفر بنى مدرسة وشنتوت مدرستين وبلدو مدرسة والقائمة تطول ...التنمية في مدينة الأبيض كانت تنمية شعبية لا حكومية والأهالي كانوا هم بناة نهضتها الحقيقيين فجريدة كردفان من صنع شعبي ومستوصف الفاتح أيضا ومعظم عنابر المستشفى الرئيسي من جهد شعبي ومعظم المفاصل التنموية هي من نوع التنمية الشعبية ولذلك يعلّق الكثيرون على عصبية سكان الأبيض لمدينتهم والنابعة عن أنهم بنوها بأنفسهم ولم ينتظروا شيئا من مختلف الحكومات ... تذكرت رابطة أصدقاء الكلمة وفرقة فنون كردفان وموسى شيخ الربع والحلاج والسماني العوض والفاضل صاحب مكتبة الجيل ... تذكرت محمد زين المشهورة ( حميره ) المتناثرة في أرجاء المدينة وتذكرت عبدالله الحيوان الذي اتخذه مثقفي المدينة واحدا من رموزها الثقافية الابداعية وقد خلفه ( الشاذلي ) الذي لم أره وإنما سمعت مواقفه الشجاعة الطريفة اللاذعة تتردد في أرجاء المدينة .
    تذكرت عم سالم الذي يبيع الفول والطعمية بالقرب من مدرسة أبوسته المتوسطة للبنات وتذكرت المرحوم أحمد ماكن أنزه موظف في مصلحة الغابات ... تذكرت سنهوري السينما وغيره وغيره وغيره ... الذاكرة كانت رحلة نقلتني عبر الزمان إلى ماقبل العشرين عاما الماضية بما فيها من تفاصيل الشخوص والمكان والزمان ..

    ونواصل
                  

07-17-2009, 08:53 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    الخلاء كان أكثر فقرا والمواشي تحت ظلال الأشجار تبحث عن ظلال والباص يشق الطريق الاسفلتي غير آبه بشيء بينما أعماقي مرجلا يغلي بالذكريات تجرفه أمواج الحنين الدافق حتى لاح أمامنا جبل كردفان وآخر محطة تفتيش قبل دخول المدينة ... سيارات كثيرة تتوقف وعمران يهم بالنهوض ومعسكر الجيش يقف جاثما هناك في الفضاء الرحب بينما على البعد تلوح أشجار الخزان الكثيفة وجهاز تقوية الارسال بما يبشر بقرب دخول مدينة عروس الرمال ..
    قلت في نفسي هل ستستقبلني مدينتي ومسقط رأسي بالأحضان أم أنها ستستقبلني مثل الاستقبال الذي استقبلتني به عاصمة بلادي

    ونواصل ....
                  

07-18-2009, 05:15 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    Quote: قلت في نفسي هل ستستقبلني مدينتي ومسقط رأسي بالأحضان أم أنها ستستقبلني مثل الاستقبال الذي استقبلتني به عاصمة بلادي

    ونواصل ....
                  

07-18-2009, 11:39 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    مهما بلغت حصيلتي اللغوية من الكلمات لن أملك غير الوقوف عاجزا عن ذلك الاحساس الذي انتابني والباص قد دخل أطراف المدينة من إتجاهها الجنوبي الشرقي ... دموعي كانت تهطل غزيرة بلا توقف والدواخل ترقص طربا ممزوجا بلوعة الحنين ... هاهو قيسك قد أتى ياليلاه ... أحبك ... أجل أحبك حدّ الحب وأشتاقك حدّ الشوق ولا أجد نفسي إلا فيك ياعروس الرمال ... من هذا التراب تخلّقت نطفتي الأولى وفي هذه الأرض كنت علقة فمضغة فجنينا ... هنا أطلقت أول صرخاتي وترعرعت حتى أصبحت بشرا سويا ... لا أدري لماذا تذكرت القابلة حليمة براره التي جاء مولدي ومولد الكثيرين على يديها ولا كيف تذكرت ست الدور رائدة رياض الأطفال بالأبيض والفكي بابكر الذي تتلمذت على يديه وحفظني أجزاء كثيرة من القرآن كأول تعليم لي قبل المدرسة ..وزميلي عثمان أبوالعاص وكنا قد أحرزنا معا الجائزة المالية لحفظ القرآن الكريم ونحن نمثّل مدينة الأبيض ومدرسة الأبيض الأهلية المتوسطة ... تذكرت من زملاء الطفولةوالدراسة سمير جمعة جابر وأحمد عبدالسلام وطارق كزام وجكسا وسليمان الرشيدوحمدي آدم حمدي وأحمد موسى ... وتذكرت من أصدقائي حسين محمد صالح ومبارك ديدان ومحمد سليمان والكثيرين ... بدأت الذاكرة تستدعي الأشخاص والمواقف والأمكنة والأحداث ... أشخاصا كثر غيبتني غيبتي الخرافية عن معرفة أخبارهم .... وكأنني كنت في غيبوبة وحالة فقدان للذاكرة فعادت لي ذاكرتي فجأة ... كأنني في حلم جميل أولحظة صحو من كابوس ... مابيني وبين هذه المدينة سر لاتستطيع ترجمته سوى الأحاسيس ... إنها أروع بقعة خلقها الله على وجه الأرض لمن يعرفها ...إنها تملك من السحر ما يجعلها تهزم كل إحساس بالمقاومة والبعاد .
    ومنذ اللحظة الأولى أحسست بمعالم التغيير فهاهي ذي اللوحات الشارعية الكبيرة تستقبلنا قبل دخولنا المدينة ... الباص بدأ يقتحم المعالم العمرانية وكأنني أشاهدها لأول مرة ... كنت أجتهد في معرفة الأماكن ... المباني بدت صغيرة في ناظري والشوارع أصغر وكل شيء غريب ... هذا هو أشلاك الجيش ... هذه المباني عرفت بعضها ولم أعرف الأكثر ... وشق بنا الباص شوارعا ضاعت عن أرشيف ذاكرتي حتى وصل بنا إلى سوق المحاصيل ... فجأة وعيت التفاصيل وعرفت إحداثياتي ... توقف الباص عند المحطة ... الموقف عندما غادرت المدينة كان بجانب موقف النهود بالقرب من ناديي الربيع والمريخ ... هنافي هذه المحطة كانت أكشاك المنطقة الصناعية حيث كنت أفطر مع ثلّتي يوميا عند التحاقي بمدرسة التجار الثانوية ...

    ونواصل
                  

07-19-2009, 11:15 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    Quote: ومنذ اللحظة الأولى أحسست بمعالم التغيير فهاهي ذي اللوحات الشارعية الكبيرة تستقبلنا قبل دخولنا المدينة ... الباص بدأ يقتحم المعالم العمرانية وكأنني أشاهدها لأول مرة ... كنت أجتهد في معرفة الأماكن ... المباني بدت صغيرة في ناظري والشوارع أصغر وكل شيء غريب ... هذا هو أشلاك الجيش ... هذه المباني عرفت بعضها ولم أعرف الأكثر ... وشق بنا الباص شوارعا ضاعت عن أرشيف ذاكرتي حتى وصل بنا إلى سوق المحاصيل ... فجأة وعيت التفاصيل وعرفت إحداثياتي ... توقف الباص عند المحطة ... الموقف عندما غادرت المدينة كان بجانب موقف النهود بالقرب من ناديي الربيع والمريخ ... هنافي هذه المحطة كانت أكشاك المنطقة الصناعية حيث كنت أفطر مع ثلّتي يوميا عند التحاقي بمدرسة التجار الثانوية ...

    ونواصل
                  

07-19-2009, 11:37 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    لست أدري لم تزكرت ( آسف للزاي بدل الزاء لعطل بالكيبورد ) رحلتي إلى معسكرات النازحين في دارفور وأنا ألمح من زجاج النافزة ثلاثة من الصبية وهم يتراكضون ... تزكرت دخولي لقاعة الاجتماعات والشعور الزي اجتاحني حينما بدأ الوالي كبر الحديث ... لست أدري كيف أحسست لحظتها بأنني بالفعل أمام ( صحاف الانقاز ) وعزرا لمسؤولنا كبر وعزرا لصديقي الصحاف .. ربما لأنني قارنت بين قصر بطرت معيشته يسكنه الوالي وعلى مقربة منه معسكرات يلتقط سكانها حبات العدس من الرمل وأمام مرأى من وفد الاعلاميين الزين سالت دموع معظمهم من هول الموقف ... أحسست بشيء من الانقباض لكنني سريعا هربت إلى انفعالات حنيني وتوقف الباص أخيرا

    ونواصل ....
                  

07-21-2009, 11:30 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    .
                  

07-22-2009, 01:17 AM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    لست أدري كيف قفزت من مقعدي لأصبح من أوائل المتزاحمين على بوبة النزول وشيئا ما في داخلي يدفعني لوطء قدماي أرض الأبيض الطاهرة ... تنشقت عبير الهواء وأنا أنزل من البوابة ... صديقي نصرالدين المكاشفي كان أول من حييته من بين جيش المستقبلين ...كان العناق حارا وشكله اعتدت عليه فهو دائم الزيارة لي في الامارات ومن ثم بدأت بتحية الأهل وتدفقت دموعهم ودموعي ووقف كل من في المحطة ينظر إلينا بشفقة واستغراب ... الأشكال أجتهدت في معرفة بعضها واستغربت لريشة الزمن التي أفلحت في رسام لوحات تعبيرية بليغة على ملامح البعض الآخر وبعض كانوا يعرفونني به منهم من تركته صغيرا دون سن ذاكرة التمييز ومنهم من لم أشهد ولادته فيفع وشب عن الطوق وكلهم من الأصدقاءوقرابة الدرجة الأولى والثانية .
    الحقائب تولاها البعض وكان ابن أخي القادم معي يعرفها جيدا ومن ثم ركبنا الباص القادم لاستقبالي وانطلقنا .
    عبارات الترحاب كالعادة تتكرر والأسئلة تمطرني من هنا وهناك عن شقيقي الأكبر وأسرته وعني وأسرتي وأقاربي بالمهجر وأبناء الحي وعيناي مشدوهتان بالتهام ملامح المدينة وكل شيء كان يبدو في عيني غريبا ... أحاول جاهدا التعرف على الأماكن والشوارع التي أمر بها يساعدني على ذلك زمرة المستقبلين حتى توقف الباص عند باب منزل شقيقي الأكبر .
    الشارع بدا غريبا والترتوار العالي تغير سشكله ... حتى الشارع الرئيسي كان شكله غريبا وقد تغيرت الأبواب ومعالم البيت والبيوت المجاورة ... دلفت إلى الداخل ... الغرف قد تغير نظامها وتحولت عن أماكنها والأشجار قد مهرها الزمن بتوقيعه هي الأخرى ... ما شاء الله صفا من الصبية والبنات هم أبناء إخوتي ... حيوني جميعا ولم أعرف فيهم منهم أحدا ... والتقيت بزوجة أخي ... لم تتغير ملامحها كثيرا ثم التقيت بوالدتي ..
    رباه ... مابال دموع عيني تهطل بغزارة على صدرها ودموعها تبلل رأسي وكأن السماء قد أمطرت ؟؟؟ !!! ..ز وظللنا مشتبكين لفترة طويلة ما كانت أحضانها تريد أن تفارقني ولا تملكتني أدنى رغبة في مفارقة حضنها الطاهر الأمين ... أحسست بأمان لم أحسه في كل سابق حياتي وأنا أندس في حضنها ....
    ونواصل .....
                  

07-22-2009, 01:17 AM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    لست أدري كيف قفزت من مقعدي لأصبح من أوائل المتزاحمين على بوبة النزول وشيئا ما في داخلي يدفعني لوطء قدماي أرض الأبيض الطاهرة ... تنشقت عبير الهواء وأنا أنزل من البوابة ... صديقي نصرالدين المكاشفي كان أول من حييته من بين جيش المستقبلين ...كان العناق حارا وشكله اعتدت عليه فهو دائم الزيارة لي في الامارات ومن ثم بدأت بتحية الأهل وتدفقت دموعهم ودموعي ووقف كل من في المحطة ينظر إلينا بشفقة واستغراب ... الأشكال أجتهدت في معرفة بعضها واستغربت لريشة الزمن التي أفلحت في رسام لوحات تعبيرية بليغة على ملامح البعض الآخر وبعض كانوا يعرفونني به منهم من تركته صغيرا دون سن ذاكرة التمييز ومنهم من لم أشهد ولادته فيفع وشب عن الطوق وكلهم من الأصدقاءوقرابة الدرجة الأولى والثانية .
    الحقائب تولاها البعض وكان ابن أخي القادم معي يعرفها جيدا ومن ثم ركبنا الباص القادم لاستقبالي وانطلقنا .
    عبارات الترحاب كالعادة تتكرر والأسئلة تمطرني من هنا وهناك عن شقيقي الأكبر وأسرته وعني وأسرتي وأقاربي بالمهجر وأبناء الحي وعيناي مشدوهتان بالتهام ملامح المدينة وكل شيء كان يبدو في عيني غريبا ... أحاول جاهدا التعرف على الأماكن والشوارع التي أمر بها يساعدني على ذلك زمرة المستقبلين حتى توقف الباص عند باب منزل شقيقي الأكبر .
    الشارع بدا غريبا والترتوار العالي تغير سشكله ... حتى الشارع الرئيسي كان شكله غريبا وقد تغيرت الأبواب ومعالم البيت والبيوت المجاورة ... دلفت إلى الداخل ... الغرف قد تغير نظامها وتحولت عن أماكنها والأشجار قد مهرها الزمن بتوقيعه هي الأخرى ... ما شاء الله صفا من الصبية والبنات هم أبناء إخوتي ... حيوني جميعا ولم أعرف فيهم منهم أحدا ... والتقيت بزوجة أخي ... لم تتغير ملامحها كثيرا ثم التقيت بوالدتي ..
    رباه ... مابال دموع عيني تهطل بغزارة على صدرها ودموعها تبلل رأسي وكأن السماء قد أمطرت ؟؟؟ !!! ..ز وظللنا مشتبكين لفترة طويلة ما كانت أحضانها تريد أن تفارقني ولا تملكتني أدنى رغبة في مفارقة حضنها الطاهر الأمين ... أحسست بأمان لم أحسه في كل سابق حياتي وأنا أندس في حضنها ....
    ونواصل .....
                  

07-22-2009, 01:05 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    Quote: رباه ... مابال دموع عيني تهطل بغزارة على صدرها ودموعها تبلل رأسي وكأن السماء قد أمطرت ؟؟؟ !!! ..ز وظللنا مشتبكين لفترة طويلة ما كانت أحضانها تريد أن تفارقني ولا تملكتني أدنى رغبة في مفارقة حضنها الطاهر الأمين ... أحسست بأمان لم أحسه في كل سابق حياتي وأنا أندس في حضنها ....
    ونواصل .....
                  

07-24-2009, 12:34 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    نواصل ....
                  

07-24-2009, 12:47 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    ساعة كاملة قضيتها في أحاديث حنينية مع والدتي وأسرتي قبل أن تغيب الشمس ومن ثم تحركت بصحبة ابن خالتي إلى بيتنا الرئيسي القريب جدا من بيت أخي ... كل المكان يبدو قريبا والكهرباء مقطوعة ... ما أن فتحت الباب الخارجي ودلفت إلى الداخل حتى انتابتني أحاسيس غريبة ... هنا ولدت ... هنا تربيت ونموت وترعرعت ... هنا كانت بداياتي الأولى ... نظرت إلى الزاوية الجنوبية الغربية فهطلت دموعي غزيرة ... هنا كان يجلس والدي رحمه الله رحمة واسعة ... لم أطق البقاء بالمنزل وسرعان ما ودّعت من فيه وتحركت ... لم أتصور البيت دون والدي الذي توفي منذ أكثر من عشر سنوات دون أن أراه ... ومن ثم ببقية الليل دخلت على كل جيراننا في الحي ... دموع كثيرة سالت في تلك الليلة من عيني وعيون جيراني ..
    وبدأت أستوعب أنني بالفعل في مدينة الأبيض .

    ونواصل ....
                  

07-24-2009, 11:54 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    Quote: وبدأت أستوعب أنني بالفعل في مدينة الأبيض .

    ونواصل ....
                  

07-28-2009, 01:27 AM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    نوزززاصل
                  

07-28-2009, 01:39 AM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    في ليلتي الأولى لففت على كل الحي ... أيقظت النائمين وجلست مع المستيقظين ... زرت المرضى وباركت الأفراح وعزيت في الأتراح وأكملت رحلتي في اليوم التالي وكل شيء أمام عيني يبدو غريبا والاحساس بأنني في مدينة مسحورة يعتورني ... إحساس غريب لازمني طيلة فترة وجودي في السودان وكأنني في حلم أو كأنني عدت عشرات السنين للوراء ... توجهت في اليوم الثالث إلى إذاعة وتلفزيون الاقليم ... وجدت التلفزيون قد تم فصل مبناه عن الإذاعة ووجدت الاذاعة غير تلك التي كانت فيها بداياتي ولم أجد الفقيد أستاذي عوض محمداني طيب الله ثراه ولا صديق جوهر ولا حامد عثمان ولا البدين ولا سعاد على عبدالرزاق وغيرهم ممن عاصرت في بدايات الاذاعة ولكنني وجدت الأستاذ ناجي المريود مع شباب جدد بالاذاعة ووجدت الأستاذ الخلوق الشاذلي الريح وبدرالدين مركز مع بعض الاعلاميين الشباب في التلفزيون .
    كنت تقريبا يوميا أذهب للتلفزيون .
    الأبيض وجدتها هي الأخرى قد شابها جنون تغيير البشرة الذي أصبح سمة إستغربت جدا لها في السودان خاصة عند العديد من الفتيات اللائي يحاولن تغيير سمرتهن ببياض لم أحببه فالسمرة هي أفضل مايميزنا ولعل إنتشار السرطانات والعديد من الأمراض الجلدية سببها هذه الهرولة نحوالبياض بلا سبب ... البلاد تحتاج تغيير في النفوس وتغيير في وتيرة البناء والتطور وتغيير في مفاهيم كثيرة وليس تغييرا في أحسن تقويم خلقه الله مناسبا لكل سحنة ... بلادنا إسمها السودان كناية عن سواد البشرة ومن المخجل حقا أن ترى وجها أبيض وأيادي سوداء أو ترى امرأة فاقعة البياض تحمل طفلا داكن السواد ولست أدري مبررات هذا التغيير الغريب في البلاد
    ونواصل ....
                  

07-28-2009, 11:56 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    كنت قبل سفري للسودان قد كتبت عدة كتابات تتعلق بأداء والي شمال كردفان السابق ( فيصل ) وقد تحدثت مع أكثر من طرف رسمي حول الموضوع وبأنه لم يقدم شيئا للولاية ... كانت هناك مفاوضات عديدة ومداولات بين أبناء الاقليم والمسؤولين حول هذا الأمر ... المهم وبعيدا عن كل التفاصيل فإن الوالي قد تمت إقالته قبل يوم واحد من إقلاع طائرتنا إلى السودان وكنا نأمل أن يتم تنصيب أحمد هارون بديلا عنه بسبب أن أحمد هارون يحظى بقبول ورضا حزبه وأن له سوابق بنائية وخدمية يتحدث عنها سكان مدينة الأبيض ويفضلونه على غيره من منتسبي حزبه غير أن الحكومة قلدته حاكما لجنوب الاقليم بينما اختارت ابوكلابيش قطب الأمة السابق ومنتسب المؤتمر الوطني الحالي لادارة الولاية .
    الزعيم أبوكلابيش بالتأكيد وبعيدا عن السياسة لاخلاف عليه بين أبناء الولاية فهو صاحب خبرة برلمانية عريقة وهو من ساكني مدينة الأبيض والخبير بمشاكلها وسبل حلها لو وجد الدعم الكافي من حكومته المركزية .
    قبل يوم من سفري إلى الأبيض راح أربعة من كبار الاعلاميين ضحايا حادث مروري مروع وهم في طريقهم للأبيض لتغطية حضور أبوكلابيش حاكما لها وكان حسب الاتفاق من المفترض أن أسافر معهم لولا أنني تأخرت بسبب لقاء صديقي معتصم الجعيلي .. ورغم الحزن إلا أن سكان الأبيض بدأوا يتندرون بما ربط بين الوالي الجديد والحادث ويقولون بأن البدايات دائما هي عنوان مايليها .
    ونواصل ....
                  

07-31-2009, 00:09 AM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    Quote: قبل يوم من سفري إلى الأبيض راح أربعة من كبار الاعلاميين ضحايا حادث مروري مروع وهم في طريقهم للأبيض لتغطية حضور أبوكلابيش حاكما لها وكان حسب الاتفاق من المفترض أن أسافر معهم لولا أنني تأخرت بسبب لقاء صديقي معتصم الجعيلي .. ورغم الحزن إلا أن سكان الأبيض بدأوا يتندرون بما ربط بين الوالي الجديد والحادث ويقولون بأن البدايات دائما هي عنوان مايليها .
    ونواصل ....
                  

07-31-2009, 00:23 AM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    مع تغيير ساعتي البيولوجية أصبح من الطبيعي أن أستيقظ مبكرا لاستمتع بجمال وروعةما قبل طلوع الشمس ولهذا الوقت سحر آخر في مدينة عروس الرمال خاصة في تلك الساعة التي تبدأ الحياة بالدبيب وماقبل ذلك ... عادات كثيرة حرمتني منها الغربة وبدأت استمتع بها وهي تترأى أمامي بشكل مختلف وأتذوقها بإحساس غريب كشاي الصباح واللقيمات والافطار المبكر والمرور على بيوت الأهل والجيران لالقاء تحية الصباح .... ربما هي مفردات تبدو عادية للكثيرين ولكن المهجريين هم أكثر من يدركمالمعاني الاحساسية لا الحسية لما أقول .
    كنت كسائح يستمتع بتراث مدن تاريخية تحمل في طياتها أسرار حضارة عظيمة وكراهب يدخل الدير للتبرك وناسك يدخل الغار للصلاة .
    كل شيء كان طعمه مختلفا وشكله مختلفا حتى الناس أمامي يبدون وكأنهم يستضيفونني في مدينة فاضلة أعيشها في لحظات الحلم..

    ونواصل
                  

07-31-2009, 02:55 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    لاحظت في مطار الأبيض وجود طائرات كثيرة عليها شعار الأمم المتحدة ... بعضها على مقاس التاكسي الجوي وبعضها على قياس الطائرات المتوسطة والكبيرة كما لاحظت وجود موقع كبير محاط بالأسوار عليه سيارات كثيرة ... ذات الشيء لاحظته في مطار الخرطوم وبكثافة أكثر في مطار الفاشر .. سألت نفسي باستغراب .. هل نحن مستعمرون من جانب الأمم المتحدة أم أن السودان أصبح بكامله قاعدة مملوكة لها ؟؟؟غريب هو التواجد غير العادي للأمم المتحدة في السودان وكأنما عمل الأمم المتحدة ومقارها الرسمية انتقلت للبلاد !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

    ونواصل
                  

07-31-2009, 03:37 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    في ذلك اليوم وبينما نسمات الفجر تعبث بخيطيه وتجدلهما جدائل تزدان بها سماء الأبيض كنت واقفا على الترتوار العالي الملتصق بالمنزل والمطل على شارعين رئيسيين مرصوفين أحدهما يذهب غربا باتجاه النهود والآخر يتجه جنوبا باتجاه مدرستي أبوستة والولي ويمتد شمالا في غيرما رصف إلى الوحده .. وقد بدأت الحياة في استقبال اليوم الجديد وكأنها عروسة تتزين لعريس قادم في اليوم السعيد وكأن المدينة تتجهز لاستقبال إطلالة شمس قادمة بعد قليل ... بداية الحياة لاحت وتجسدت في الأشخاص العابرين والذين بدأ ظهورهم واحدا واحدا على فترات متباعدة سرعان ما بدأت تتقارب ؛ وبدأت حركة سيارات المواصلات والسيارات الخاصة والعسكرية والدراجات الناريةوالعادية في الضجيج لتوقظ ما تبقى من النائمين .... وبدأ موكب الشمس المهيب يلوح قبل قدومه بشعاع تدريجي ذكرني بمشهد أفراد العسكر وهم يطهرون الأرض من الألغام تمهيدا لقدوم قادمين .... ومن ثم تجلت الشمس معلنة بداية يوم جديد والشوارع بدأت تتبارى في ازدحامها بالسيارات والمارة بينما الشارعين المرصوفين يئنان تحت وطأة مظاهر الحياة وقد إفترشت فيهما الرمال والحفر طبقة الاسفلت فبان كل شارع كالمقلوب ... إنهما نفس الشارعين اللذين تركتهما قبل أكثر من عشرين سنة وبعض الحفر هي ذات الحفر وفي ذات المواقع التي تركتها عليها غير أن مرور السنوات قد أصابها بالاتساع والكبر وذيادة الوعورة لدرجة أن السيارات بدأت تتجنبها وتتخذ الطريق الترابي المحاذي للمنزل وياسبحان الله ففي بلادي تترك السيارات الشوارع المرصوفة وتختار غير الجانب غير المرصوف من الشارع لصلاحيته للسير أكثر من الشارع المرصوف .. نفس الشارعين اللذين تركتهما قرابة الربع قرن لم تطرأ عليهما أية تحسينات ولا امتدت إليهما يد الصيانة وكأنما بينهما وبين المحافظة عليهما خصومة لاتنتهي أوطلاق بائن ... أما الشارع الممتد غربا باتجاه النهود فقد زادت فيه الحفر بسبب أحجام السيارات الكبيرة المحملة من وإلى الأبيض ولست أدري لماذا تمنح الحكومة تراخيصا لشركات النقل الاستثمارية وغير الاستثمارية دون مراعاة تحمل الشوارع للأثقال والأوزان والمعايير وهي شوارع تم الصرف عليها من مال الشعب المغلوب على أمره ... أما الشباب الذين أكملوا حياتهم الدراسية بعد أن ختموها بالجامعةوما فوقها أو دونها يتكدسون تحت الأشجار ويقودهم الفراغ فرائس سهلة للعديد من الأمراض الاجتماعية ولست أدري لماذا تسمح الدولة بالاستثمارات الأجنبية الهامشية كالمطاعم وغيرها وتسمح لتلك الشركات باستجلاب العمالة الهامشية وشبابنا يعانون من البطالة ويقضون نهرهم بين الأشجار ..
    تذكرت أيام المرحلة المتوسطة عندما ذاد سعر مد ( ملوة ) العيش وبلغ جنيها فقمنا بمظاهرة عارمة كنا نهتف فيها ( نعمل إيه المد بجنيه ) وكنا نهتف ضد المحافظ ( عبدالله عمر ... تمساح بلاع ) ... تذكرت عبدالله عمر الذي اشتهر باسم ( عبدالله زلط ) لأنه كان يهتم برصف الشوارع أكثر من اهتمامه بشؤون المحافظة وفي عهده رأت النور الكثير من شوارع الأبيض ... قلت في نفسي لو عادت عقارب الزمن للوراء لهتفت ببقاء عبدالله عمر وإنتاج البلاد لمليار عبدالله عمر ولما كان هذا هو حال الشوارع .
    دخلت المنزل بعد أن أرسلت لاستدعائي حفيدة أخي الصغيرة فالشاي جاهز والعائلة كلها جالسة حوله .
    وبينما نحن نتسامر ونتبادل الأحاديث سمعنا صوت مايكرفون عربة الثقافة والاعلام تجوب الشوارع معلنة عن إستقبال الوالي الجديد أبوكلابيش الذي وصل الأبيض في ذلك اليوم .
    عندما خرجت للشارع كان شارع النهود مزدحما فوق العادة فأهل الوالي من قبيلة الحمر قادمونمن النهود للاحتفاء بابنهم بينما الجوامعة ( قبيلة الوالي السابق ) جاءوا لاستلام ابنهم ومعهم أعداد كبيرة من الابل رغم أنه لم يقدم لهم شيئا ولكن النعرات القبلية لعبت دورا واضحا في ذلك اليوم ما جعلني أستشعر الخطر الآني والمستقبلي لو عدنا إلى جهالات القبيلة ...
    الأشجار وجدتها امتلأت بأعداد كبيرة من بعض عواجيزوسكان الحي الذين لم ألتقيهم ... سألت أحدهم وهو قد اشتهر بالسخرية واللسان اللاذع عن سبب تواجدهم تحت الأشجار بدلا عن الشباب في هذا اليوم فقال لي بالحرف ( نعمل شنو ؟؟؟ الحمر الليله دقشو البلد والمريسه غلت )
    ضحكت لسخريته اللاذعة ولكنه كان يوما مشهودا في مدينة الأبيض فالكهرباء تم قطعها في ذلك اليوم وحتى المياه انقطعت وقد ذهب عقلي لتفسيرات كثيرة أملتها طبيعة ظروف وتركيبة المدينة وكان يوما شديد الحرارة .

    ونواصل ...
                  

07-31-2009, 11:33 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    Quote: الأشجار وجدتها امتلأت بأعداد كبيرة من بعض عواجيزوسكان الحي الذين لم ألتقيهم ... سألت أحدهم وهو قد اشتهر بالسخرية واللسان اللاذع عن سبب تواجدهم تحت الأشجار بدلا عن الشباب في هذا اليوم فقال لي بالحرف ( نعمل شنو ؟؟؟ الحمر الليله دقشو البلد والمريسه غلت )
    ضحكت لسخريته اللاذعة ولكنه كان يوما مشهودا في مدينة الأبيض فالكهرباء تم قطعها في ذلك اليوم وحتى المياه انقطعت وقد ذهب عقلي لتفسيرات كثيرة أملتها طبيعة ظروف وتركيبة المدينة وكان يوما شديد الحرارة .

    ونواصل ...
                  

08-02-2009, 00:00 AM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    Quote: ضحكت لسخريته اللاذعة ولكنه كان يوما مشهودا في مدينة الأبيض فالكهرباء تم قطعها في ذلك اليوم وحتى المياه انقطعت وقد ذهب عقلي لتفسيرات كثيرة أملتها طبيعة ظروف وتركيبة المدينة وكان يوما شديد الحرارة .

    ونواصل ...
                  

08-02-2009, 00:00 AM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    Quote: ضحكت لسخريته اللاذعة ولكنه كان يوما مشهودا في مدينة الأبيض فالكهرباء تم قطعها في ذلك اليوم وحتى المياه انقطعت وقد ذهب عقلي لتفسيرات كثيرة أملتها طبيعة ظروف وتركيبة المدينة وكان يوما شديد الحرارة .

    ونواصل ...
                  

08-02-2009, 00:00 AM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    Quote: ضحكت لسخريته اللاذعة ولكنه كان يوما مشهودا في مدينة الأبيض فالكهرباء تم قطعها في ذلك اليوم وحتى المياه انقطعت وقد ذهب عقلي لتفسيرات كثيرة أملتها طبيعة ظروف وتركيبة المدينة وكان يوما شديد الحرارة .

    ونواصل ...
                  

08-03-2009, 00:00 AM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    بعد تنصيب أبوكلابيش بيومين ذهبت لدائرة الأراضي بالأبيض للاستقصاء عن قطعة أرض تم التصديق على منحها لي منذ عام 1999م ولم أستلمها حتى تاريخ كتابة هذه السطور في أغسطس 2009م ... مالفت نظري وقد ذهبت لأكثر من مرة بأن مدير أو وزير الأراضي يبقى العثور عليهما في مكاتبهما كالعثور على كنز من ذهب ... وحتى الموظفين ففي أول يوم ذهبت فيه كان الناس يصطفون أمام أحد الأبواب المغلقة ولما سألت عن السبب قالوا بأن الموظفات يغلقن عليهن الباب لتناول وجبة الافطار ... وهذا الأمر تكرر في المستشفى وفي عدد كبير من الدوائر الخدمية ... وفي معظم الأحيان تجد المراجعين يصطفون على مكتب موظف لايوجد في الدائرة ويكون قد ذهب لقضاء بعض حوائجه ... الفوضى في الخدمة المدنية مستشرية بصورة مريعة لا في مدينة الأبيض وحدها وإنما في كل مدن السودان وقد شهدت بعيني صورا مأسوية من تلك الفوضى في الأبيض والعاصمة القومية المثلثة .
    المهم أنني ذهبت في ذلك اليوم فوجدت كما هائلا من الناس الذين يلبسون الجلابيب والعمائم وهم يملأون الصالة العلوية حيث يقع مكتب المدير بينما يتهامس الناس بأنهم أهل الوالي جاءوا بأوراق لتمليكهم أراضي سكنية بعدما اختار لهم مربع (12) بكريمه شمال كحي درجه أولى وبعضهم يقول أنهم جاءوا لتحية الوزير بينما يرجح البعض الآخر بأنهم سمعوا بأن الوالي الجديد سيجيء إلى الأراضي ويريدون مقابلته ولكن الوزير لم يكن موجودا ولم أحاول الانتظار بل تحركت إلى الخارج وأنا أهز رأسي وأصفق يدي باستغراب بينما كل أعماقي تقول .. ( لك الله أيها الوطن .. لك الله أيها الشعب المغلوب على أمره )

    ونواصل .....
                  

08-04-2009, 00:31 AM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    في ذلك اليوم دعاني أحد أصدقائي إلى غداء خارج منزله ... جاءني في تمام الساعة الواحدة ظهرا بعربته اللاندكروزر الفارهة وقال لي أن غداء اليوم سيكون مفاجأة

    ونواصل ...
                  

08-05-2009, 11:32 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    مشاهد التسيب الوظيفي والفساد الاداري في مدينة كمدينة الأبيض تبقى لمحاربتها مواصفات خاصة تحتاج وقتا ليس بالقصير فالمدينة أشبه بمدينة العائلة الواحدة رغم كبر حجمها واكتظاظها بمختلف الألوان والأشكال والأجناس غير أن الترابط المجتمعي والعلاقات القوية بين السكان تجعل من الصعب على المجتمع نبذ التستر حتى على من ظلمه ... غضبت لهذا التسيب الذي أضاع الكير وربما الأهم .... تذكرت وأنا أقف أمام مكتب موظف من حيّنا بإحدى الدوائر مشهد الاعتقال في مطار الخرطوم حينما فكرت في لحظة من اللحظات بتدويل القضية عندما اجتاحتني الصدمة وأعماني الغضب وكنت أتساءل عن كيف أترك حقوقي تهدر وأنا الذي ظللت في غيرما موضع وعبر تاريخ طويل أدافع عن حقوق من كرمه الله من المخلوقات ولي أصدقاء ومعارف وتلامذة إعلاميين وأساتذة أيضا يعملون في مختلف منظمات حقوق الانسان العالمية منهم السودانيين والسودانيين من حملة الجنسيات الأخرى وغير السودانين من عرب وغير عرب وتكفي رنة أورسالة من الهاتف لجعل الأرض تشتعل تحت أقدام الحكومة غير أنني سرعان ما عدت لعقلي لقناعتي بأن العقل يملك مدى إبصاري أكبر بكير مما تملكه العين ويملك رؤيا أحكم وأعمق من تلك التي تملكها العاطفة التسرعة والمندفعة دائما ... قلت في نفسي بلغة العقل أن البلاد لاتنقصها المصائب والمحن ومهما اختلفنا فإن كل خلاف يمكن حله بالحوار وتبادل وجهات النظر ولا داعي لتضييع مؤتمر جمع أبناء الوطن وحرمان الوطن من ثماره وقررت التأني والانصياع ... للمرة الثانية ورغم نداءات نفسي بعمل شيء من أجل الحد من هذه الظواهر المرضية التي تعيق مسيرة كجتمعنا إلا أنني لم أقو على السباحة عكس التيار في تلك الفترة وتحركت عن المكتب دون أن ألتقي بابن الحي الذي قدمت للسلام عليه بما يربط بيننا من وشائج ضربت جذورها في أعماق علاقاتنا الأسرية .
    وجدت البلاد مخزنا للامراض الاجتماعية المستعصية التي تحتاج الكير من التخطيط والجهد والوقت والمال ... فما أفسده الدهر من العافية المجتمعية هو أكثر ما يعيق بلادنا عن التقدم وأكثر الأمور إلحاحا بجدارة الاهتمام .

    ونواصل ....
                  

08-05-2009, 11:45 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    في تلك الظهيرة وقد جاءني صديقي مبكرا ومعه أربعة من أصدقائي وركبنا سيارته الفاخرة منطلقين لدعوة الغداء ... تحركت بنا السيارة نحو الجنوب وكان المشوار بالنسبة لي رحلة سياحية هامة أحتاجها لاستعادة رؤية الأمكنة التي كانت رجلاي تتواجدان بها دائما قبل سنين خلت ... هذه هي مدرسة الولي ويالها من ذكريات طافت بعقلي كنسمة تداعب الزهور .. وهاهي ذي جبرونا وذاك هو الجلاء والرديف والصحافة وكلها تبدو غريبة أمام ناظري وبعدها أحياء تمتد بلامنتهى هي دون شك أصغر عمرا من غربتي وأكبر مساحة من كل تخيلاتي في نمو المدينة إلى أن وصلنا موقعا فيه سوق تمنيت لو إلتفتت وزارة السياحة لجعله موطن جذب سياحي لايضاهى ... نزلنا ... عدد من الدكاكين الصغيرة أمامها جزارين ونساء يوقدن النيران ويشوين اللحم وقالوا لي أنه ( سوق الناقة ) .. لا أنكر أن المكان أخذني وشدني وجعلني أحس بالفعل أنني أعيش في رحلة سياحية ممتعة في وطن تاريخي أتجول في حضارات قديمة ومجتمعات تختلف عن كل مجتمعات الدنيا ... نزلنا وفاجأنا أحد الأصدقاء الذين اصطحبونا بكاميرا ميني ديفيكام تلفزيونية صغيرة وكانت أعظم هدية وكأنه كان يقرأ الحسرة التي تكتب سطورها أعماقي بعدم تصوير هذا المكان التاريخي الرائع وعلى وليمة الشواء التاريخية والسفن أب بالزبادي بدأنا العزف على أوتار لحن ستختزنه الذاكرة مدى الحياة قمنا بعدها لتصوير بقية السوق وحظائر الجمال والأبقار التي تحيط به ومن ثم اتجهنا إلى نهاية العمران لتصوير شجرة تبلدي شامخة عانقت سحبا كثيفة قبل أن نبدأ جولتنا في معالم الأبيض حيث مررت على حي الصالحين وكلية تقنية تم إنشاؤها في ذلك المكان البعيد وسوق أبوشرا وفرن قمبور ونادي الشاطي اللذان لازالا على حالهما ومدرسة الدايات التي لم تعرف طريقها يد الصيانة من قبل أن أولد ومن ثم عرجنا إلى شارع النهود واتجهنا غربا ... كانت كمبوديا هي النهاية قبل نيف وعشرون عاما ولكتها الآن أصبحت في وسط المدينة .. واتجهنا لنجد محطات وقود عند نهاية المدينة والتي قام بها معسكر كبير للجيش رقد جوار مساحة كبيرة إتخذت فيها إحدى الشركات الصينية مقرا قبل أن نتوقف عند سوق نشأت بعد هجرتي لنشرب فيها الشاي بطعم خاص ونعود للمنزل تأهبا لموعد يجمعني بناظر قبيلة الشويحات الأستاذ الفاضل / بشير الشريف
    ونواصل ....
                  

08-05-2009, 11:47 PM

ABDELDIN SALAMA

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 1438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    يديه حينما كنت تلميذا بمدرسة الربع الخامس الابتدائية غير أن مرض طاريء أحل بالطيب المرضي الحاكم الأسبق لدارفور في عهد مايو أعاقه عن الحضور بينما تخلف الأستاذ / فتح الرحمن عباس لاصطحابه الطيب المرضي إلى الطبيب ولكنهما ظلا معتابعين معنا بالهاتف في حين حضر اللقاء أحمد بلال .
    نظارة الشويحات تم فصلها عن نظارة البديرية في فترة غيابي وأعيد تشكيل العمد والمشايخ والتقسيمات القبلية ونال إخوتي منها ما نالوا .
    جلست إلى الرجل وقد أحسست بلحظات الجلوس بجانب والدي حينما كنت صغيرا وهو يفصل في قضايا الناس ويتشاور مع البعض ويتحادث مع آخرين وهذه هي المرة الأولى التي أجلس فيها جوار كبير القبيلة وقائدها في التشكيلة الجديدة ... خطوات كبيرة قطعها الناظر الجديد ومعاونيه فهم ليسوا كآبائنا في الأمس فقد نالوا قسطا أوفر وأعلى من التعليم وحتى مفردات حديثهم وطريقة تحدثهم إختلفت عن آباء الأمس ولكنهم إحتفظوا بذات الحكمة التي تهتم بالحفاظ على عقد القبيلة من الانفراط والمشاريع التي كان آباءنا يخططونها على الطبيعة بالعصا أصبح هؤلاء يضعون دراسات جدواها العملية ودراسة تكاليفها وسبل توفيرها كما بدأوا في تخطيط القرى والمدن وبدأوا في تجميع الشويحات الذين تفرقت تجمعاتهم مابين الشمالية والهلبة بجانب الدويم والغرب وأجزاء كبيرة من السودان بجانب الثقل التكتلي الأكبر في كردفان خاصة الأبيض التي تأسست على أيدي أجدادهم – بدأوا تجميع الكتل المتناثرة في بوتقة إدارية واحدة خلطت بين النظام المركزي واللامركزي وأصبح الناظر بشير الشريف بسبب الجغرافيا ومعاناته من المرض مقيما يدير شؤون القبيلة من الخرطوم بينما يقف على إدارتها فتح الرحمن عباس بجانب بعض الأعيان الذين تشكلت منهم لجنة القبيلة .
    الحمية القبلية أخذتني في تلك اللحظة ولكنها كانت ملجمة بالنظرة القومية فالقبيلة من غير جهالاتها المتعارف عليها هي أساس الحفاظ على الرباط التكويني المجتمعي بالسودان والمتدرج في هارموني من فرد لأسرة لعائلة لقبيلة لقطاع لإقليم لمجتمع سوداني كامل تغذيه كل هاتيك الروافد في تناغم لا تنافر وتسعى كل قبيلة لتنمية منطقتها في جهد شعبي راقي لايتعدى على حقوق القبائل الأخرى ولا يسلخ نفسه عن النسيج العام للتركيبة المجتمعية التي هي في الأصل قبيلة واحدة هي قبيلة المليون ميل مربع وقد أكدت هذه المفاهيم في أكثر من لقاء جمعني بأفراد لجنة أعيان القبيلة ووجدت نفسي فردا لابد له أن يكون فعالا كما بقية أفراد القبيلة فأهلي لهم حق علي ولابد من أداؤه وبالفعل حاولت أن أطلع على كل المشروعات التنموية التي وضعتها اللجنة فاطلعت على بعضها وكان من المفترض أن أطلع على البعض الآخر عند الأستاذين محمد علي المرضي وزير العدل السابق وآدم مسلم بالخرطوم غير أن إجازتي القصيرة أعاقتني عن فعل ذلك
    المهم أنني أجريت حوارا مطولا مع ناظر الشويحات نشرته ولا أزال على عدد من المواقع الالكترونية ..
    ورغم حميتي القبلية في تلك اللحظات إلا أن المخاوف بدأت تجتاحني من الآثار السالبة التي بدأت تلوح بقوة عند عودة السودان إلى التكتل القبلي الذي كاد أن يذوب في عهد مايو وما أعقبه من عهد ديمقراطي وهي مظاهر تجعل كل قاريء لها ينظر بقتامة إلى مستقبل وطن لازال يئن من وطأة الكوارث المتلاحقة .
    ونواصل ....
                  

08-09-2009, 00:36 AM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: ABDELDIN SALAMA)

    ما لاحظته وأنا بمدينة الأبيض أن الشباب يكثرون الاستماع إلى الاذاعة كما لاحظت وجود عدد مقدر من الإذاعات وهي نقطة أيجابية غير أن الإذاعات معظمها يغرق في الأغاني والبرامج الترفيهية ولم أستمع لبرنامج بنائي هادف خلال المرات الكثيرة التي تنقلت فيها بين سماع تلك الإذاعات في جلوسي مع مختلف قطاعات الشباب ... لاحظت أيضا عدم إهتمام غالبيتهم بالكمبيوتر والأنترنت ويركزون أكثر على الهواتف الجوالة وما فيها من تقنيات كالتصوير والنغمات وغيرها كما لاحظت أن وجود الهواتف النقالة بدأ يفقد المدينة ملامحها تدريجيا فأكثر ما تمتاز به عروس الرمال هي مواصلة الناس بعضهم البعض وتلاقيهم الدائم ... كما لاحظت وجود نسبة كبيرة من البطالة ونسبة أكبر من حالات الفقر ورغبة جارفة للشباب في العمل مع ضيق الفرص الوظيفية وفرص التأهيل .. كما لاحظت أن معظم رجال المدينة ومعيلي أسرها يعملون لدى المنظمات الانسانية بما يبرز مخاوف مستقبلية يجب دق إنذارها والتحذير منها

    ونواصل ....
                  

08-09-2009, 01:36 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    ما لاحظته وأنا بمدينة الأبيض أن الشباب يكثرون الاستماع إلى الاذاعة كما لاحظت وجود عدد مقدر من الإذاعات وهي نقطة أيجابية غير أن الإذاعات معظمها يغرق في الأغاني والبرامج الترفيهية ولم أستمع لبرنامج بنائي هادف خلال المرات الكثيرة التي تنقلت فيها بين سماع تلك الإذاعات في جلوسي مع مختلف قطاعات الشباب ... لاحظت أيضا عدم إهتمام غالبيتهم بالكمبيوتر والأنترنت ويركزون أكثر على الهواتف الجوالة وما فيها من تقنيات كالتصوير والنغمات وغيرها كما لاحظت أن وجود الهواتف النقالة بدأ يفقد المدينة ملامحها تدريجيا فأكثر ما تمتاز به عروس الرمال هي مواصلة الناس بعضهم البعض وتلاقيهم الدائم ... كما لاحظت وجود نسبة كبيرة من البطالة ونسبة أكبر من حالات الفقر ورغبة جارفة للشباب في العمل مع ضيق الفرص الوظيفية وفرص التأهيل .. كما لاحظت أن معظم رجال المدينة ومعيلي أسرها يعملون لدى المنظمات الانسانية بما يبرز مخاوف مستقبلية يجب دق إنذارها والتحذير منها
                  

08-09-2009, 11:32 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    وضاق الوقت ... مرت الأيام سريعا وحان وقت العودة ... ثلاث مرات قمت بتأجيل سفري من الأبيض ورغم ذلك لم أتمكن من زيارة كل أسر العائلة ... أخيرا حان وقت المغادرة ... وقبل صلاة المغرب توجهت مع صديق عمري حسين محمد صالح لزيارة أحد الأصدقاء وبينما نحن عنده رن جرس الهاتف وعلى الخط الآخر أنبأوني بأن السيارة التي ستقلنا إلى الخرطوم جاهزة في انتظاري ... على عجل ودعت صديقي واتجهت برفقة حسين إلى المنزل
    ونواصل ...
                  

08-10-2009, 01:26 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    ما أن وصلنا إلى المنزل حتى فوجئنا بالباص واقفا وكل سكان الحي تقريبا على كثرتهم يقفون بجوار الباص في إنتظار توديعي وعلى الوجوه ترتسم ملامح الجزن وقد أخذ بعضهم في البكاء لدرجة النحيب ... تبلدت أحاسيسي للحظات وقد توجه نحوي الجميع ...حقائبي كانوا قد وضعوها بالباص وكان معنا بالباص الشيخ / أحمد المكاشفي شيخ الطريقة المكاشفية وثلاثة من حيرانه إضافة لرائد شرطة متقاعد .
    توجهت نحو أفرادأسرتي وأحتضنتهم فردا فردا نتلو سور الوداع حتى جئت عند إبنة أخي مروة ... إحتضنتني بقوة ... وجدت نفسي أحضنها بقوة ودموعي تبلل رأسها ... أحسست بأنني لا أريد مفارقتها وأنني يجب أن ألغي رحلتي في هذا اليوم .
    لقد نشأت بيني وبينها علاقة ود خاصة فقد كانت الأقرب إلى من بنات أخي خلال مكوثي بالأبيض ... بصعوبة بالغة فككت نفسي منها ودموعها هي الأخرى كانت تبللني وقد وصل بكاؤها حد النواح ومن ثم توجهت لأمي ..
    لن أتمكن من وصف مشاعري في تلك اللحظة ولا أظنها ستتمكن من ذلك فقرابة الربع ساعة ظللت واقفا أرقد في أحضانها ولا لغة بيننا غير لغة الدموع .
    بصعوبة إنتشلني أخي من حضنها وهو يردد ( ياجماعه قولوا لا إله إلا الله ... ياجماعه إستغفروا ربكم ) ومن ثم ركبنا الباص وقد رافقني أخي وابنه الكبير إلى الخرطوم بالباص

    ونواصل ....
                  

08-14-2009, 07:22 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    نواصل ....
                  

08-14-2009, 11:45 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    وتحرك الباص الصغير مغادرا الجموع التي بدأت تلوح بيديها وتتباعد المسافة شيئا فشيئا حتى ابتلعها ظلام الليل والباص يشق طريقه في طرق لمأهتم بالتركيز على رؤيتها وقد صمت كل من في الحافلة بينما حزن عميق بدأ يعتصر دواخلي وأحسست بنفسي إحساس ألم الشوكة التي تقتلع من جسد إنغرست فيه ... بدأت الدموع من جديد في الهطول ولم أنتبه إلا على أضواء بطارية قوية تومض من بعيد وتوقف الباص عند أول نقطة تفتيش ... أخرج الضابط بطاقته وهو يقول :-
    - زميل ... رائد
    بأدب جم سمح لنا موظف التفتيش بالمواصلة وانطلق الباص يشق المناطق النائية المهمشة التي نفخ فيها رصف الشارع شيئا من الروح بينما الأراضي الواسعة مجرد أراضي ليس فيها غير قليل نبات وبعض الحيوانات وأهلها الذين فضلوا التمسك ببقائهم على هذه الأرض رغم خلوها من معظم مقومات الحياة
    ونواصل ....
                  

08-21-2009, 07:28 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    ودمدائح الفقيد أبن العمة الشيخ عبدالرحيم محمد وقيع الله ( البرعي ) كانت تملأ الجو الصامت بينما كل من بالباص الصغير كان يسافر بفكره في عالمه الخاص حتى توقف الباص فجأة في عمق الخلاء ... إنتبه الجميع غير أن السائق طمأننا بأنه أحس بخلل في الاطار الخلفي .. وتدريجيا أبطأ سرعته حتى توقف تماما ... نزلنا دفعة واحدة فإذا بالاطار قد تساوى مع الأرض ... ولايوجد إسبير .. قال لنا الشيخ المكاشفي ( توكلوا على الله فامروابه ليست بعيده .. وتحرك الباص والجميع على قلقه حتى وصلنا محطة أم روابة ... هناك بدأنا في شرب الحليب المقنن بينما بدأ الشباب عملهم في إخراج الأنبوب لرقعه عند أحد الرواكيب وبعده انطلقنا في الخلاء الخالي من كل شيء إلا صوت الباص وودالنواجي المادح بلسان البرعي ... ومن نقطة تفتيش لأخرى كانت بطاقة ضابطالشرطة جوازنا القوي حتى وصلنا نقطة تندلتي حيث اعترضنا موظف التفتيش وقال أن العبور بعد منتصف الليل ممنوع ولكن ما أن اخرج الضابط بطاقته حتى سمح لنا بالمرور بعد تحية عسكرية ممزوجة بابتسامة صفراء . ودخلنا لأحدالمعارف بتندلتي حيث وجدنا الأسرة جاهزة فاستلقينا عليها ونحن نحس بالبرد الشديد رغم حرارة الصيف في تلكالأيام وغططنا في نوم عميق .
    ونواصل ...
                  

08-21-2009, 07:37 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    البطاقة العسكرية في بلادي أشد تأثيرا حتى من أرفع الدرجات العلمية والمعرفية والوظيفية هذا ما اكتشفته في هذه الرحلة القصيرة وقدبدأ الحاضرون يتحدثون علانية عن ذلك ويتحدثون عن جانب الرشاوى التي يتلقاها بعض المحسوبين على سلك الشرطة والتي أساءت لكل الجهاز ومن أشهرها حادثة الخمسين جنيه التي دفعها والي الاقليم وهو في طريقه لاستلام مقاليد الولاية .
    المهم أننا ومع آذان الفجر استيقظنا لنؤدي الصلاة جماعة ونتحرك والظلمة لازالت تغطي الكون ...ورويدا رويدا بدا الضويغزو مساحات الظلام لتبين معالم الخلاء الذي بقي رغم فقره أقل فقرا من الخلاء السابق حتى وصلنا ربك في الصباح حيث تناولنا الشاي باللقيمات .
    ولفت نظري في ربك سيدة تلبس عباءة وتتسول قائلة أنها من غزة وأولادها في البيت لايملكون طعاما ... إنتابني شعور غريب في تلك اللحظة وأنا أرى الجميع ينفحها بما يملك رغم علمي بأنها تملك أكثر مما يملكون وقلت لنفسي ( هل إنتقلت هذه الظاهرة من الخليج إلى السودان ووصلت ربك؟؟؟

    ونواصل ...
                  

08-21-2009, 07:46 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    وانطلق الباص لنفطر في مقاهي الدويم ونمر قبلها بأطراف الطريق المؤدية للجزيرة أبا معقل الأنصار والتي كنت آتي إليها كثيرا مع والدي قبل وفاته ... وبحذاء شارع الجزيرة ابا وبينما أنا في ذكرياتي رن جرس الهاتف وكان على الخط الآخر الشيخ محمد الفاتح البرعي الذي سألني عن السبب الذي لم أحضر به إلى الزريبة للسلام على ماتبقى من كبار السن من أهلي ... حقيقة كنت قد وعدته بالحضور إلى هناك ولكن نفسي لم تطاوعني بالذهاب إلى الزريبة ..كنت أدرك أنني لن أقو على رؤية الزريبة دون فقيدنا الغالي الشيخ البرعي رغم أن أقرب أقاربنا إضافة للعائلة الكبيرة المكونة من أبنائه واحفاده موجودون هناك ولزاما علي أن أمر عليهم ولكن نفسي لم تطاوعني ... حاولت التملص والاعتذار ولكن الشيخ الفاتح لم يترك لي سبيلا ولكنني رغم ذلكلم أذهب .. المهم أنني طيبت خاطره بكلمات سريعة وتواعدنا على اللقاء مرة أخرى بالخرطوم .


    ونواصل ...
                  

08-21-2009, 08:01 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    ودخل بنا الباص عاصمة البلاد ... كنت دائم السؤال لدرجة الازعاج عن تلك الأحياء التي تمددت ونشأت في فترة غيابي حتى بلغ بنا الباص منزلنا ..
    لمأضيع الوقت فبعد حمام بارد خرجت رغم حرارة الجو المرتفعة إلى شارع النيل ذلك المكان الذي أحببته منذ أن كنت صغيرا .. الشارع ليس هو الشارع وقاعة الصداقة بدت باهتة دون مؤتمر رغم حركة بعض الشباب الذين كانوا يجهزون لملتقى يربط السودان بإحدى الدول العربية ... أما النيل فلم تعد منطقة معدية توتي في ذلك النهار هي ما عهدتها ... من جانب النيل تراءى لي الجانب الآخر التابع لتوتي مكتظ بالمارة رغم حرارة الجو وتوتي قد فكت عزلتها القديمة وأصبحت موطن حركة ... أما جانب الخرطوم من النيل فكان أشبه بسفينة نوح حيث يجلس الصبية والبنات زوجين زوجين على طول الشريط بينما ( ستات الشاي ) يبعنه تحت الشجرة الضخمة .. غقتربت من حافة النيل الموازية لقاعة الصداقة فإذا بسفينة صغيرة معطوبة ومشدودة بالحبال على الشاطي بينما كوم الأوساخ والقاذورات وزجاجات المشروبات الفارغة تملأ حافة الشاطي من الداخل ... أحسست بالأسى فماذا يضير الحكومة لو إستنهضت همم طلاب المدارس في يوم تعلن فيه حملة لتنظيف شاطي النيل الرائع .ز وهناك تراءى لي الجسر الجديد وهو إنجاز يجب أن نحيي عليه الحكومة فالجسر رائع للغاية وقد أضاف للنيل بهاءا على بهائه رغم أطنان القاذورات ... تحركت برجلي محاذيا للشاطي تجاه أم درمان .. وجدت كازينوهات راقية جلسعلى كراسيها عدد من الفتيان والفتيلت وعدد من الجنسيات العربية ..شربت عصيرا وتحركت تجاه ( حديقة الحيوان ) التي تحولت لحديقة يبست خضرتها وأغرقتها المياه ... وجدت ما تبقى من الحديقة ولكنني وجدت لافتة لحيوان ووجودلغيره في ذات المكان والحيوانات على ضآلتها تبدو كئيبة مهملة ... أحسست بالأسى من جديد ومن ثم هاتفت الأخ العبيد مروح والذي تواعدت معه على اللقاء ثم عدت وعدلت عن رأيي فقد كنت مشتاقا للذهاب إلى الموردة وأكل السمك بها .

    ونواصل ...
                  

08-21-2009, 08:14 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    لقد تحولت دكاكين أسواق الموردة إلى وضع أفضل ... أكلت السمك كما لم آكله من قبل رغم أنني بطبعي لا آكل كثيرا .. ومن ثم عدت للمنزل بعد ذلك ..
    المنطقة التي يقع بها المنزل لم تكن بهذه الصورة فقد تحولت لجو آخر مع قدوم الليل وأصبح الحي كله سوقا يعج ببائعي مختلف صنوف الطعام ومختلف البضائع والأنوار تتلألأ في كل مكان .

    بالفعل رغم انتقادي للحكومة في الكثير من الأمور إلا أنني وإحقاقا للحق أقول أنها أيضا قامت بمجهودات كبيرة في تطوير الخرطوم .... لقد تركزت جهود الحكومة في الخرطوم وخلقت منها عاصمة حقلنا أن نفخر بها من ناحية الشكل رغم أنها بمقياس رؤيتنا لمختلف العواصم العالمية تحتاج للكثير الكثير إلا أن من غاب عنها مثل غيبتي الطويلة لا تخطيء عيناهمظاهر التطور الذي يصل حدالانبهار والاذهال في العديد من الجوانب .. وقد لفت نظري الوجودالكثيف لمختلف الجاليات كما لفت نظري قيام النفاق والجسور والمباني المتطورة وثورة الاتصالات وأيضا المواصلات العامة التي توفرت في كل مكان والأكثر من ذلك الأمان ىالنسبي الذي أحسسته وأنا أتجول بين ربوعها

    ونواصل ....
                  

08-21-2009, 08:25 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    في اليوم التالي كنت على موعد مع صديقي الأستاذ الصحفي عبود ميرغني والتقينا بالفعل لنذهب معا إلى موعدنا مع صديقنا الأستاذ الخلوق أسامه ميرغني في تلفزيون السودان ... طول الطريق كانت تنتابني ذكريات قديمة حتى وصلت مباني التلفزيون والتي اعتراها جنون التغيير هي الأخرى ... الدخول أصبح عبر بوابات بالبطاقة الالكترونية .. أول من إلتقيته داخل التلفزيون كانت الأتاذة الممثلة القديرة بلقيس عوض.. ووجوه كثيرة لم أتشرف بمعرفتها قبلا .. المهم أنني التقيت الأستاذ أسامه ميرغني وجلسنا وتحدثنا طويلا حول شؤون التلفزيون وما يمكن أن يكون وغادرنا معه بعد اعتذارنا عن دعوة الغداء والوعد على دعوة عشاء في اليوم التالي .. بعد ذلك كان من المفترض أن نذهب للصديق عبدالله ميرغني النائب في المجلس الوطني وكنا قد تأخرنا على موعده في جلوسنا بمباني التلفزيون وطلب منا مقابلته في بيت الراحل ( جعفر النميري ) حيث كانت تقام مراسم العزاء ولكننا لم نذهب وفضلنا الغداء بالموردة واتجهنا بعدها لاتحاد الصحفيين ...
    ونواصل ...
                  

08-21-2009, 08:45 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    دخلنا مبنى اتحاد الصحفيين وهو الدخول الثاني لي في هذه الرحلة فالاتحاد هو أول مبنى دخلته في أول ليلة وصلت فيها البلاد في أول وليمة بالوطن وهانذا أدخل للمرة الثانية جهارا نهارا ... دخلت بداية مقهى الأنترنت داخل الاتحاد فقد أحرق التيار الكهربائي كمبيوتري المحمول قبل أيام وحرمني من دخول النت وتصفحت سودانيز أونلاين على عجل قبل أن أدخل المكتب الداخلي حيث وجدت اللجنة كلها متواجدة ... الأستاذ محي الدين تيتاوي لم أجده إتصلت عليه هاتفيا وعلمت أنه بعيد وواعدني على اللقاء في اليوم التالي ..جلست مع اللجنة ودارت بيننا نقاشات حول العديد من هموم المهنة ولأكثر من ساعتين قبل أن نتبادل بطاقاتنا التعريفية وننطلق .
    في الحقيقة ساءتني أحوال زملائي في الصحافة فمن المفروض أن يعيشوا في وضع أفضل من الذي رأيت حتى يتمكنوا من التفكير بأفضل مماهو قائم .
    الاتجاهات السياسية تفسد الاعلام عند دخولها باحته وتلك هي الحقيقة رغم مرارتها والاخوة في اللجنة كما علمت منهم يبذلون جهودا كبيرة في خدمة زملائهم غير أنني رأيت بأن كامل إنجازهم يتركز في حصول الصحفيين على المساكن وكانما المسكن هو كل هموم الصحفي بينما وجدت المسؤول عن الدورات يحمل في جعبته الكثير من الأخبار .

    من الشجاعة والصراحة أن أقول بأن الاتحاد يحتاج منهجا مغايرا لتطوير المهنة وممتهنيها والزملاء الاعزاء يبذلون جهودا مقدرة ولكنهم يحتاجون الكثير من الدعم والامكانيات ويحتاجون أيضا التفكير في وسائل جلب لا انتظار الدعم والوسائل كثيرة ومتعددة كما يجب أن لاتكون كرة القدم هي الهم الأساسي الأوحد الذي جعلني أحس لوهلة أنني أجلس في اتحاد الصحافة الرياضية .
    وحقيقة لم أتمكن في اليوم التالي من لقاء الأستاذ / محي الدين تيتاوي ولا لقاء الأخ / العبيد أحمد مروح فقد كان البرنامج مزدحما وأيام الاجازة قد تآكل فائض امتدادها.
    ونواصل
                  

09-10-2009, 11:49 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    نواصل .....
                  

09-11-2009, 07:43 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    Quote: من الشجاعة والصراحة أن أقول بأن الاتحاد يحتاج منهجا مغايرا لتطوير المهنة وممتهنيها والزملاء الاعزاء يبذلون جهودا مقدرة ولكنهم يحتاجون الكثير من الدعم والامكانيات ويحتاجون أيضا التفكير في وسائل جلب لا انتظار الدعم والوسائل كثيرة ومتعددة كما يجب أن لاتكون كرة القدم هي الهم الأساسي الأوحد الذي جعلني أحس لوهلة أنني أجلس في اتحاد الصحافة الرياضية .
    وحقيقة لم أتمكن في اليوم التالي من لقاء الأستاذ / محي الدين تيتاوي ولا لقاء الأخ / العبيد أحمد مروح فقد كان البرنامج مزدحما وأيام الاجازة قد تآكل فائض امتدادها.
    ونواصل


    المهم أن الزمن لم يسعفني للقاء الأستاذ تيتاوي وكانت درجات الحرارة في الخرطوم غير مسبوقة والكهرباء تعاني من انقطاع بين فترة وأخرى وقد إنكشف أمامي الوجه الآخر للعاصمة الخرطوم وهو وجه يختلف كل الاختلاف عن ذلك الوجه المشرق الناضر الذي حرص منظمو المؤتمر على أن نراه .
    أسفت لخط الفقر الذي يعيشه أهلنا هناك وقد عزمت على أن أستغل كل ما أوتيت من خبرات من أجل فعل ما أستطيع فعله لدرء معاناتهم فقد حباني الله تعالى وأحمده كثيرا على ذلك بأن كثيرا من الدول خاصة الخليجية تستعين بدراساتي وتنفيذها على أرض الواقع وبحمد الله ارتصت شهادات الشكر والتقدير والمشاركة حتى ضاق بها المنزل والمكتب والشركة التي أقف على إدارتها والتي لا تعني شيئا بالنسبة لي إن لم يعم خيرها على صانعي الحقيقيون الذين هم أهل موطني وقررت التنازل عن كل الخلافات والعمل حتى مع الشيطان من أجلهم

    ونواصل .....
                  

09-11-2009, 07:43 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    Quote: من الشجاعة والصراحة أن أقول بأن الاتحاد يحتاج منهجا مغايرا لتطوير المهنة وممتهنيها والزملاء الاعزاء يبذلون جهودا مقدرة ولكنهم يحتاجون الكثير من الدعم والامكانيات ويحتاجون أيضا التفكير في وسائل جلب لا انتظار الدعم والوسائل كثيرة ومتعددة كما يجب أن لاتكون كرة القدم هي الهم الأساسي الأوحد الذي جعلني أحس لوهلة أنني أجلس في اتحاد الصحافة الرياضية .
    وحقيقة لم أتمكن في اليوم التالي من لقاء الأستاذ / محي الدين تيتاوي ولا لقاء الأخ / العبيد أحمد مروح فقد كان البرنامج مزدحما وأيام الاجازة قد تآكل فائض امتدادها.
    ونواصل


    المهم أن الزمن لم يسعفني للقاء الأستاذ تيتاوي وكانت درجات الحرارة في الخرطوم غير مسبوقة والكهرباء تعاني من انقطاع بين فترة وأخرى وقد إنكشف أمامي الوجه الآخر للعاصمة الخرطوم وهو وجه يختلف كل الاختلاف عن ذلك الوجه المشرق الناضر الذي حرص منظمو المؤتمر على أن نراه .
    أسفت لخط الفقر الذي يعيشه أهلنا هناك وقد عزمت على أن أستغل كل ما أوتيت من خبرات من أجل فعل ما أستطيع فعله لدرء معاناتهم فقد حباني الله تعالى وأحمده كثيرا على ذلك بأن كثيرا من الدول خاصة الخليجية تستعين بدراساتي وتنفيذها على أرض الواقع وبحمد الله ارتصت شهادات الشكر والتقدير والمشاركة حتى ضاق بها المنزل والمكتب والشركة التي أقف على إدارتها والتي لا تعني شيئا بالنسبة لي إن لم يعم خيرها على صانعي الحقيقيون الذين هم أهل موطني وقررت التنازل عن كل الخلافات والعمل حتى مع الشيطان من أجلهم

    ونواصل .....
                  

09-11-2009, 11:46 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    Quote: أسفت لخط الفقر الذي يعيشه أهلنا هناك وقد عزمت على أن أستغل كل ما أوتيت من خبرات من أجل فعل ما أستطيع فعله لدرء معاناتهم فقد حباني الله تعالى وأحمده كثيرا على ذلك بأن كثيرا من الدول خاصة الخليجية تستعين بدراساتي وتنفيذها على أرض الواقع وبحمد الله ارتصت شهادات الشكر والتقدير والمشاركة حتى ضاق بها المنزل والمكتب والشركة التي أقف على إدارتها والتي لا تعني شيئا بالنسبة لي إن لم يعم خيرها على صانعي الحقيقيون الذين هم أهل موطني وقررت التنازل عن كل الخلافات والعمل حتى مع الشيطان من أجلهم

    ونواصل .....
                  

09-12-2009, 00:17 AM

عمر دفع الله
<aعمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)



    Quote: وأنني رغم معارضتي وبخصوص موضوع الجنائية أعلن رفضي لتسليم أي مواطن سوداني لجهة غير سودانية سواء كان هذا المواطن رئيسا أوخفير )
    بالتأكيد إختلف معي البعض أو إتفقوا يبقى هذا هو موقفي النابع عن قناعاتي وقد جاهرت به ودافعت عنه وكتبته مرارا وتكرارا في مختلف المواقع التي يتشرف قلمي في الكتابة بها ومنها على سبيل المثال لا الحصر مواقع سودانيز أونلاين وسودانيز آوت لاين وسودانيان وفو والبركل وصحيفة الرابطة العربية وملتقى كردفان وغيرها من المواقع التي درجت على التواجد فيها وبالتأكيد لن يكون المواطن السوداني في قناعاتنا أرخص من المواطن الأمريكي الذي لا يمثل أمام هذه المحكمة والتي تناقض أمريكا نفسها فيها إذ تعترف بها كمحكمة للجميع ولا تعترف بها كمحكمة لمواطنيها وبالتأكيد عدم قناعاتي بتسليم أي مواطن سوداني لمحكمة غير سودانية لايعني ضياع حقوق المواطنين الآخرين فأنا على قناعة تامة بأن البديل يجب أن يكون لجنة قضائية عليا قضاتها من السودانيين التوافق عليهم بين مختلف القوى تتوفر لها كافة صلاحيات الحياد تتولى النظر في مثل هذه الشكاوى وتصدر حكما نزيها يقبل به الجميع وهذا لايعني عدم إعترافي باللجنة الحالية التي تبحث في هذا الشأن أو تشكيكي في نزاهتها ولكنني كمواطن أقف ضد طريقة إنشائها فقد قامت بالتعيين من قبل طرف واحد هو الحكومة وهذا الطرف هو خصما في الصراع


    السيد سلامه
    تحية طيبة

    مقترحكم بتكوين لجان قضائية عليا لمحاسبة مرتكبي الجرائم في دارفور
    كبديل للقضاء الدولي ينطوي على مفارقة غريبة.
    ففي السودان توجد سلطة قضائية يقول النظام الحاكم بإستمرار بانها مستقلة ونزية فلماذا لم تقم بواجباتها تجاه الضحايا ?
    وإذا كان الجهاز القضائي بعظمه ولحمه عاجزا
    فمن اين تستمد (اللجان القضائية العليا) قوتها في ظل غياب العدالة
    في أجهزة الدولة الرسمية?
    يعني بالبلدي كدا يا سيد سلامه
    يعني مفروض ناس صربيا يعملوا لجان قضائية عليا
    وكمان ناس الكنقو وسيراليون
    وبعد داك يتم إلغاء المحاكم الدولية
    ومش كدا وبس ...كمان لازم تعتذر الامم المتحدة
    للشعب الالماني عن محاكمات نورمبيرغ لرموز النازية.

    ودمتم
    عمر
                  

09-12-2009, 11:19 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عمر دفع الله)

    Quote: السيد سلامه
    تحية طيبة

    مقترحكم بتكوين لجان قضائية عليا لمحاسبة مرتكبي الجرائم في دارفور
    كبديل للقضاء الدولي ينطوي على مفارقة غريبة.
    ففي السودان توجد سلطة قضائية يقول النظام الحاكم بإستمرار بانها مستقلة ونزية فلماذا لم تقم بواجباتها تجاه الضحايا ?
    وإذا كان الجهاز القضائي بعظمه ولحمه عاجزا
    فمن اين تستمد (اللجان القضائية العليا) قوتها في ظل غياب العدالة
    في أجهزة الدولة الرسمية?
    يعني بالبلدي كدا يا سيد سلامه
    يعني مفروض ناس صربيا يعملوا لجان قضائية عليا
    وكمان ناس الكنقو وسيراليون
    وبعد داك يتم إلغاء المحاكم الدولية
    ومش كدا وبس ...كمان لازم تعتذر الامم المتحدة
    للشعب الالماني عن محاكمات نورمبيرغ لرموز النازية.

    ودمتم
    عمر


    أستاذي عمر تحياتي

    الوضع عندنا يختلف كثيرا ثم أن هذا الرأي جاء بناءا على النتائج التي تمخضت عن تلك المحاكمات الدولية وجاء هذا الطرح حينما أعلنت الطغمة الحاكمة رغبتهافي الوئام الداخلي وقد كان الاقتراح هو تشكيل لجنة قضائية مستقلة تتراضاها مختلف القوى السياسيةوأسوة بأمريكاالتي ترفض مثول مواطنيها أمام محاكم دولية ونحن لسنا أقل إنسانية منهم مهما كان اختلافنا مع الحكومة .... سيادة البلد تبقى والحكومات تفنى وتتبدل
    لك التحايا
                  

09-14-2009, 00:23 AM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    نواصل ....
                  

09-14-2009, 03:29 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    لاحظت أن الوقت لاقيمة له في بلادي عند معظم الناس بمن فيهم المسؤولين ... وفي ذلك اليوم ذهبت صباحا مع بنت خالتي إلى أراضي الكدرو فهي تملك أوراقا ثبوتية بمنحها قطعة أرض من الحكومة ومنذ فترة طويلة ولكنها لم تجد من يدلها على خارطة طريق إستخراجها ...
    وقفت في الصف الطويل لأكثر من ساعة وبعد أن وصلت ختام المطاف خرج الموظف من مكتبه فانتظرت طويلا وعندما عاد نظر إلى الأوراق وقال لي أذهب لتصوير الأوراق
    ونواصل ...
                  

09-15-2009, 00:56 AM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    ذهبت لتصوير الأوراق ... لا أريد التعليق على ماكينة التصوير ومدى الجودة فالجودة عنوان مفقود في الكثير من المفردات ... المهم أنني قمت بتصوير الأوراق والوقوف من جديد بالصف وعندما وصلت للموظف وأعطيته الأوراق نظر إليها من جديد ثم نظر لي وقال لي ( هذه ليست عندنا ... لابد أن تذهب إلى مكتب الأراضي في الدروشاب ) وثرت في وجهه لماذا لم يوجهني منذ البداية ولماذا طلب مني تصوير الأوراق فقال لي ببساطة أن لاوقت لديه ... ذهبت منه حانقا إلى مكتب الدروشاب ... الموظف ليس موجودا ومجموعة من المراجعين تنتظره ... وموظف آخر بلباس مدني يظهر مسدسه خلف بنطاله !!!!! المهم جاء الموظف بعد ساعة وقال لنا أن نأتي في الغد ... حاولت عبثا مجادلته ولم أفلح حتى في التحدث معه واضطررت للانصراف ... وعدت إلى البيت غاضبا ولكن أحد جيراننا قال لي لا عليك .. هات (... - مبلغا ماليا ) وغدا سينتهي كل شيء وأنت هنا في مكانك .
    بالطبع رفضت وحاولت لثلاث أيام متتالية إنهاء المعاملة دون جدوى حتى عدت لمهجري ... ولست أدري إن كانت بنت خالي قد أنهت معاملتها أم لا بعد ذلك .
    الفساد الاداري مستشري وعلى عينك ياتاجر ولا أحد يشتكى له غير الله تعالى

    ونواصل ....
                  

09-15-2009, 05:29 AM

أحمد التجاني ماهل
<aأحمد التجاني ماهل
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 882

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    الإعلامي ود سلامة
    عساك بخير والله السياحة في الكتاب جيدة للغاية لزول ليهو طولة من السودان ليتعرف على طبيعة الأشياء هناك ونتمنى لك التوفيق في مواصلة كتابة الكتاب وإن شاء الله يكون أول مطبوعات ملتقى كردفان الثقافي:www.kordufanforum.com
    أحمد التجاني
                  

09-15-2009, 11:56 AM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: أحمد التجاني ماهل)

    Quote: الإعلامي ود سلامة
    عساك بخير والله السياحة في الكتاب جيدة للغاية لزول ليهو طولة من السودان ليتعرف على طبيعة الأشياء هناك ونتمنى لك التوفيق في مواصلة كتابة الكتاب وإن شاء الله يكون أول مطبوعات ملتقى كردفان الثقافي:www.kordufanforum.com
    أحمد التجاني


    شكرا أخي وصديقي الشاعر السوداني الكردفاني الأصيل أحمد التيجاني ويشرفني جدا أن ينتمي كتابي لموقع كردفان

    ودعوة جديدة متكررة نقدمها لكل متصفحي وأعضاء موقع سودانيز أونلاين بزيارة موقع
    www.kordufanforum.com

    والانضمام إليه فهو موقع لكل قلم سوداني مبدع
                  

09-17-2009, 00:26 AM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    أخيرا حان وقت العودة ... رغم التعب والمعاناة إلا أن مجرد التفكير في العودة كان يأتي بإحساس الشوكة التي تقتلع من الجسم ... ذهبت لمكاتب طيران الامارات ولم أجد إسمي ضمن الكشف وحاول الموظف المهذب مرات ومرات وأخيرا إكتشف أنه كان يكتب حروف إسمي بالانجليزية بغير الطريقة التي اعتدت كتابته بها فأنا أكتبه ( abdeldin ) وكان يكتبه تارة ( abdeldeen ) وتارة أخرى ( abdaldien ) وغير ذلك من المحاولات التي راحت أدراج الرياح إلى أن فطنت بنفسي للأمر ... وحجزت للأخ الزميل حامد عطا قبلي بثلاث أيام وحجزت لنفسي بعد ذلك .

    ونواصل ...
                  

09-22-2009, 12:48 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    يوم متعب ومرهق جدا كان يوم السفر فقد تحركت صباحا للسلام على اسرة ابن عمي بضاحية كرري شمال امدرمان وآخر بمرزوق في ذات الاتجاه ثم الثورة وأمبدة والمهندسين ... لم أجلس أكثر من خمس أو عشر دقائق في أحد المنازل لضيق الوقت ولكنني كنت أحاول جبر الخواطر والهروب من دائرة اللوم وأداء صلات الأرحام ...
    وبعد الظهر بقليل عدت إلى الخرطوم حيث اشتريت وأنا في طريقي للبيت بعض ما أريد شرائه من بهارات وليمون أخضر وباسطة سودانية وجبنة وبعض وصايا أصدقاء المهجر والتقطت حقيبتي بسرعة لألحق المطار في لحظات ما قبل قيام الطائرة بقليل .
    المطار بدا لي هذه المرة غير المطار الذي دخلت منه ولا تعليق ... المهم أن الموظف بالبوابة تأكد من مستنداتي وترك الجميع بالخارج إلا أحد أقاربي من موظفي المطار الذي دخل معي مجرجرا حقيبتي .
    سألوني أولا عن الخدمة الالزامية والتي يساوي الافلات عنها تسعون جنيها سودانيا ( بالجنيه الجديد ) ثم أربعون أو خمسة وأربعون جنيها لا أذكر كرسوم للمغادرة ... ضحكت في دواخلي .. ألا يكفي ما ندفعه من إنفعالات ومشاعر حين نغادر حتى ندفع مالا ؟؟؟؟ وما معنى أن أدفع لمغادرتي ؟؟؟ أن أدفع للدخول قد يكون أمرا مبررا من حيث أنني سأستفيد من خدمات لو وجدت بعد دخولي ولكنني سأغادر فما معنى دفع بدل المغادرة ؟؟؟؟
    المهم أنني دفعت لأن لا سبيل لغير ذلك وتوجهت لوزن الحقائب ... سيطول الحديث لو بدأته عن فوضى الصفوف والوساطات حتى في طابور وزن الحقائب ورداءة الخدمة المقدمة ولكنني بالمقابل لابد أن أشيد بالتطور الذي حدث في الصالة وفي الأجهزة ... قد يخالفني البعض لتقارب إجازاتهم ولكنني رأيت هذه الصالة قبل عشرين عاما ولم أرها بعد ذلك غير الآن ومن هو في مكاني سيدرك عظمة الفرق وسيحس بالتطور ( الهائل ) وبالتأكيد كلمة هائل في مكانها لو جازت المقارنة بين حال الأمس واليوم لا بصالة الخرطوم وصالات عالمية أخرى يزن عليها الناقدون نقدهم ... نعم تطور هائل يستحق الاشادة بكل المقاييس غير أن هذا التطور لابد أن يتبعه مزيدا من التطور في الخدمات ... بالتأكيد تطورت الخدمة وتطور العاملون في المطار غير أن الخدمة لم تبلغ خط الرضا النهائي بعد وتحتاج المزيد .
    المهم أنني انتهيت أخيرا من وزن حقائبي بعد أن رفضت استخدام قريبي كواسطة في الوزن فليس من المعقول أن أستخدم مبدءا أرفضه وأحارب في سبيل دحره وقد إستغرب قريبي من رفضي خدماته وإصراري على ( العذاب ) على حد تعبيره .
    المهم وزنت حقائبي أخيرا وتقدمت مع قريبي الذي ودعني عند باب الجوازات بعد أن إطمأن لدخولي .

    ونواصل ....
                  

09-22-2009, 01:03 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    كاونترات الجوازات ليست أقل من كاونترات بقية المطارات في شيء فهي الأخرى شهدت تطورا كبيرا ... وقفت أمام ضابط الجوازات وبعد أن توقف قليلا بمشاهدته للكمبيوتر أرجع إلى جوازي دون خاتم خروج وأشار لي بمقابلة الضابط المناوب في مكتبه في الوقت الذي كان فيه النداء الأخير لركاب الطائرة يسمعه الجميع وإحدى النساء تنادي بفمها متنقلة بين الكاونترات .
    ذهبت لمكتب الضابط الناوب ولكني لم أجده .. إنتظرت للحظات فجاء وأوضحت له أنني قادم ضمن وفد المؤتمر ... أعطاني مجموعة من الكشوفات وقال لي أن أبحث إسمي بينها ... بحثت في كل الكشوفات ولم أجد إسمي ... قال لي لماذا لم تحضر ورقة براءة ذمة من القوائم قلت له أن لا أحد أشار علي بذلك بل على العكس فقد أبلغني الوزير كمال عبداللطيف شخصيا بأن إسمي تمت إزالته من القوائم ... المهم أنني قضيت لحظات عصيبة وقال لي الضابط أن إسمي موجود ولم يزل من القائمة وأنني لن أتمكن من الخروج ولو تمكنت من الخروج لن أتمكن من الدخول مجددا .
    أصبت بإحباط شديد ... ورفعت هاتفي وأجريت عدة إتصالات ... المهم أنني أخيرا تمكنت من الخروج من المطار وسقطت منهارا على مقعدي بالطائرة غير مصدق
    ونواصل ....
                  

09-22-2009, 10:34 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    وأنا بالطائرة أحاول البحث عن مقعد خال بعدما امتلأت بالصينيين والبنغال والهنود وعديد جنسيات أقلهم السودانيين فوجئت بالأستاذ / محمد محمد خير الملحق الاعلامي لقنصلية السودان بدبي يجلس على أحد المقاعد ... حياني وحييته على عجل ووجدت مقعدا جلست عليه لم يكن قريبا منه ... وتأخرت الطائرة في المدرج لساعة تقريبا ونحن بداخلها والسبب كما قيل لنا انتظار طائرة أخرى تستخدم ذات المدرج .
    كنت لا أزال على أعصابي وتوقعي لانزالي من الطائرة في أية لحظة من اللحظات وكنت مشغولا بوضع سيناريو لكيفية ردة فعلي ... وأخيرا تحركت الطائرة


    ونواصل ...
                  

09-25-2009, 10:46 AM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    أخيرا تحركت الطائرة وهاهي ذي مدينة الخرطوم تبدو أضواءا متناثرة هنا وهناك ... إنفعالات كثيرة اجتاحتني في تلك اللحظات ... ورغم ما حدث لي قبل سفري إلا أن دموعي غالبتني وبدأت بالهطول من جديد وشيء ما نفسي لايريد مفارقة تراب هذا الوطن الذي أحببته حد الجنون ... أسى كبير اجتاحني في تلك اللحظات وتمنيت لو عادت الطائرة أدراجها نحو المدينة ... لأول مرة في حياتي أسافر ونفسي التي عشقت الأسفار تأبى الرحيل ... لقد أسرتني العديد من الأماكن غير أن أرض الوطن تمتاز بسحرها الخاص ونكهتها المميزة ... والطائرة كأنما لايعنيها انفعالي فالتعليمات والارشادات تترى على الشاشة أمامي وعيني مثبتتان على الشاشة ولكن دون أن تراها أو تنتبه لما تبثه ...
    ونواصل ...
                  

09-26-2009, 00:32 AM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    خواطر مشتتة غزت ذهني في تلك اللحظات نسيت معها الطائرة والارتفاع وأضواء المدينة التي بدت تزوي تدريجيا ... فهاهي ذي أمامي شاشة البال تستدعي ذكريات طفولتي بمدينة عروس الرمال ويلوح أمامي عم جبر راعي الأغنام طيب الله ثراه وصيدنا للطيور في الغابة الغربية وذكريات الصبا ومدينة الأبيض بكل تفاصيلها في فترات الطفولة والتراهق والصبا والتي غدوت غريبا عنها لا أملك فيها غير ذكريات وأحلام وحسرة لما آلت إليه ... ذكريات نيالا التي عملت فترة من الزمن في إذاعتها وجوبا التي عملت في إذاعتها ومعظم مدن البلاد التي جبتها في فترة شبابي الأولى ... ودارت بخلدي ذكريات مصر وذكريات الامارات التي أنا الآن متوجه إليها فقد قدمت إليها لأول مرة وأنا في بدايات عشرينات العمر فتى أغر حينها عملت بإذاعة وتلفزيون أبوظبي معدا للبرامج والتقيت باستاذي الكبير طيب الله ثراه محمود محمد مدني والذي تعهدني بالرعاية بعدما طلب مني نسيان ما تعلمته من صحافة بلادي والبداية بأسس جديدة وكان وقتها يعمل في جريدة الفجر ومجلة ألتي يملكها الأستاذ حبيب الصايغ وكانت بداياتي الصحفية الحقيقية من هناك حتى التقيت بالسيد العبار وكان اللقاء بإصرار مني على استضافته في برنامج كنت أقوم بإعداده في وقت لم يكن من السهل استضافة شخصية من دبي في تلفزيون أبوظبي ... وبطلب منه تخليت عن تلفزيون أبوظبي وانتقلت لدبي ... تعلمت منه الكثير فقد شجعني للتزود بالعلم فدخلت كورسات متقدمة في الاستراتيجيات والتخطيط والتطوير وتركت تلفزيون دبي بعدما قدمت له مخططا بعمل شركة إعلامية متكاملة توليت إدارتها وعبرها تقدمت بمشروع مهرجان التسوق الذي أقمنا نسخة منه على خور دبي قبل أن تتبناه الحكومة ومهرجان دبي الصيفي الرياضي الأول الذي كان أطول وأول مهرجان صيفي جاءت بعده مفاجآت صيف دبي ... وبدأت أتذكر ما حققته من إنجازات في حياتي ... إنها المرة الأولى التي أحاول فيها استرجاع ما قدمته ... تذكرت رحلتي الطويلة مع العبار ومنها مهرجان الشباب الخليجي الأول والثاني بمركز دبي التجاري العالمي والبحث عن الكنز في ضاحية المرموم بدبي والتي جاءت ناجحة باقتباسها من برامج التلي ماتش والحصن الياباني ودورة الصداقة التي جمعت الهلال السوداني بكامل نجومه مع برويز الايراني وهو أول فريق إيراني يزور الامارات بعد قطيعة كروية استمرت لعشرين عاما ومعه المنصورة المصري وأهلي الامارات وكانت بنادي النصر والتقيت حينها بالأستاذ طه علي البشير وكمال شداد .. تذكرت أيضا القرية السودانية التي قررت إقامتها نتيجة كمد أصابني من رؤية سابقتها وجال بخاطري ذلك الاجتماع الذي تحدثت فيه عن أهمية إدارتها بعقلية إعلامية وكانت فضائية السودان تحبو في بداياتها وكان الطيب عبدالماجد وهبه المهندس يقدمان برنامج ( مشوار المساء ) فقررت دعوتهما للقاء الجمهور الاماراتي وجاء معهما الزميل المبدع الصديق / الشفيع عبدالعزيز الذي يتولى حاليا إدارة برامج النيل الأزرق والمصور الكتيابي وقد عاد الشفيع بعدها بينما بقي الثلاثة الآخرين وشقوا طريقهم بنجاح ... تذكرت أكبر باقة ورد في العالم والتي أدخلت إسم الامارات لأول مرة في موسوعة ( جينيس ) للأرقام القياسية العالمية وأقمناها بمناسبة عودة المغفور له الشيخ زايد من رحلة العلاج وكانت على شاطي القرم بمدينة أبوظبي العاصمة وتذكرت طواف الامارات بالدراجات الهوائية وأيضا اللحظات التي تم فيها إعلان فوز القرية السودانية التي خططت لها وأدرتها بالجائزة الأولى مناصفة مع القرية الهندية وكنت بجانب فريق مشوار المساء استقدمت فرقة البالمبو السودانية تعبيرا عن جنوب القطر وفرقة الفنون الشعبية السودانية تكميلا لشماله وبقيته وحينها فرضت علينا السفارة إستضافة عدد من الوزراء منهم البروفيسور الأمين دفع الله ووزيرة ومعها وزير التربيةوكانا جنوبيين بعد إصراري على استضافة شخصيات جنوبية بجانب شخصيات الشمال وكان السلام حينها لم ينشأ بعد .
    تذكرت أيضا مشواري مع محمد سعيد الهيللي بعدإغلاقنا لشركة العبار بسبب مسؤولياته الجديدة حينذاك والتي تمنعه من إقامة نشاط تجاري مباشر حيث واصلت معه ومعنا الفقيد المبدع الأستاذ / كمال عركي طيب الله ثراه وعدد من السودانيين الذين أتوا عن طريقي وللحقيقة أنا ذهبت للهللي عن طريق المرحوم كمال عركي وبنينا معا جمعية إحياء التراث الشعبي بدبي وكان أصلها قرية زايد في أبوظبي موضع المقر الدائم للمعارض حاليا وكانت تهتم بالتراث والموروث وعبرها أسست مجلة ( الأمجاد ) التي ترأست تحريرها ... تذكرت أيضا رحلتي مع مسرح عجمان الذي أسسته بعد توقف طويل والحقيقة أحييته أدق من ( أسسته ) فقد سبقني أصدقائي الأستاذ الملحن عيد الفرج وآخرين وشاركت به بعدد من مسرحيات هي من تأليفي في نسخ عديدة من أيام الشارقة المسرحية ومهرجان الأهلي المسرحي وعدد من المهرجانات ورحلتي مع النادي الوطني للثقافة والفنون والذي توليت إدارته التنفيذية لسنوات بمجلس إدارة يرأسه سمو الشيخ عبدالعزيز وهو حاليا رئيس دائرة الثقافة والاعلام بعجمان ويرأس مجلس إدارته الأستاذ / ناصر النعيمي ومعه في الادارة الشاعر سعود الدوسري والشاعر حسان العبيدلي والشاعر عبيد بن طروق والأستاذ / عبدالعزيز المسلم مدير إدارة التراث بالشارقة حاليا وعدد آخر من الأسماء اللامعة وكنت مديرا لتحرير مجلة مزون بل محررها الوحيد ومعي الأخ الوليد تاج السر كطابع ومخرج للمجلة وقد أصبح النادي بعدما توليت إدارته شعلة من النشاط خاصة السوداني حيث أقمنا أول عيد لذكرى استقلال السودان بعد أحداث الخليج وعبره فتحنا منافذ للدبلوماسية التي عادت لتعيد العلاقات من هناك وكان معنا وقتها القائم بأعمال السفارة السودانية بالامارات محمد سعيد إدريس وهناك أيضا إلتقيت بصديقي الأستاذ / أسامه أحمد المصطفي الذي يتولى حاليا رئاسة برامج قناة الشروق الفضائية وكان وقتها يعمل بوزارة الدفاع الاماراتية فبدأ يكتب عمودا في مجلة مزون وألفنا معا روايتينا وكانت روايته باسم ( العرس الدامي ) وكنت أنا من إخترت لها الاسم بينما حملت روايتي إسم ( أوجاع الزمن ) وكنت عند بداية علاقتي به قد نلت موافقة تلفزيون دبي على إنتاج مسلسل ( عنتر خطف عبلة ) بعدما قدمت له الحلقات الثلاث الأولى وقام بإنتاجها بأجهزته وشاركني الزميل أسامه في كتابة بقية الحلقات كأول إنتاج مشترك بيننا بعده قمنا معا بإنتاج حلقة جماهيرية للتلفزيون السوداني باسم رفرفة الأجنحة شاركنا فيها الأستاذ / علي صديق وقمنا معا بتكوين مجموعة ( تواصل ) التي استضافت الفنان عمر إحساس في بداياته وشاركنا به في مهرجان دبي للتسوق وطفنا به كل إمارات الدولة واستمرت علاقتنا الأسرية والعملية مع الأستاذ أسامه حتى اللحظة وهو بالمناسبة كان في الغرفة التي بجوار غرفتي في فندق البحرين الذي استضافنا معا في ملتقى الاعلاميين .... تذكرت أيضا مخططاتي لنادي فتيات راس الخيمة الذي طلبته الشيخه فواغي زوجة ولي العهد حينها وكذلك مخططات أسبوع المرور والدفاع المدني المتالية بكل من دبي والشارقة ورأس الخيمة وعجمان وأبوظبي .. وتذكرت أنشطتي البيئية حيث قمت بتخطيط وتنفيذ أول إحتفالات ليوم البيئة الوطني بدبي لبلدية دبي عن طريق مجموعة الامارات للبيئة ورئيستها الأستاذه حبيبه المرعشي وبعض نشاطات مركز راشد لرعاية المعاقين بدبي برئاسة فاطمة عثمان وأنشطة مخيم الأمل بمدينة الشارقة للخدمات الانسانية التي تترأسها الشيخه جميله القاسمي ... تذكرت دراسات الفضائيات التي كتبتها وقامت عليها أكثر من خمس عشرة فضائية بمدينة دبي للاعلام وتذكرت مخططات الرعاية الإجتماعية والمجتمعية التي كتبتها لدولة قطر بواسطة شركة نبراس وأيضا مخطط تنمية الموارد الاجتماعية للحكومة السعودية والتي كتبتها لهم بواسطة شركة فايف ستارز ... تذكرت الدورات العديدة التي حاضرت فيها بهدف خلق إعلاميين ودورات تطوير المهارات وتطوير الذات ورفع الكفاءات الانتاجية وابتكار وإدارة المشاريع الصغيرة المنتجة ..وتذكرت عملي بتلفزيون الشارقة والذي شكل مفصلا مهما من مفاصل حياتي ..

    وبدأت أشحذ ذاكرتي .. كم من المجلات كتبت لها وكم من الصحف ... وجدت العدد ضخم للغاية ووجدت نفسي بركانا لايعرف الهدوء والتوقف ... لم تكن حياتي خاملة إذا وهذه هي المرة الوحيدة التي اكتشفت فيها ذلك وأنا على آلاف الأقدام تحلق بي طائرة طيران الامارات عائدة بي من موطني الأساسي إلى وطني الثاني .
    وانهمرت الذكريات غزيرة لاتعرف التوقف

    ونواصل ....
                  

09-26-2009, 02:17 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    والطائرة لازالت على ذلك الارتفاع الشاهق تشق الجو فوق السحب وفكري يسترجع مسيرة حياتي كشاشة سينمائية تعرض أمامي فهانذا أتذكر لحظة تكويني جمعية الشباب المستقلين وأنا لا أزال بالمرحلة المتوسطة مع زميلي آدم سعدالدين وكوكبة من زملائي أذكر منهم عثمان أبوالعاص وعبدالعظيم على عبدالرازق وأحمد عبدالسلام وجكسا وكنت لا أزال بمدرسة الأبيض الأهلية ثم رابطة أصدقاء الكلمة والتي رعاها أستاذنا الكبير محمد عثمان الحلاج أطال الله في عمره ثم فرقة الوعي الثقافي التي انطلقت من فرقة فنون كردفان وكان معي فيها أصدقائي الأستاذ موسى شيخ الربع والمخرج المتميز الفاضل سليمان ومحي الدين أطال الله في أعمارهم ووهبهم الصحة والفقيد طيب الله ثراه الأستاذ السماني العوض وآخرين ... تذكرت ترؤساتي لمختلف المظاهرات الطلابية في المرحلة الثانوية والتي فصلت لمرتين بسببا من الدراسة وعدت من جديد وتذكرت لفرقة نداء لا للحرب وأنا لا أزال في المرحلة الثانوية ثم فرقة الشباب المسرحي بأمبده مع الزملاء محمد مهاجر والتوأمين وجمعية صرخة عازة بام درمان ثم نشاطاتي المتعددة وأنا بعاصمة البلاد قبل أن أترك مقاعد الدراسة ... وفي الامارات تذكرت تكويني لفرقة الحنين بدبي ورابطة نداءات الوحدة والسلام ورابطة أبناء الأبيض ورابطة الثقافة والابداع ومع الزملاء علي اسماعيل ومحمد عيد ويحي عبدالكريم وعلي الشريف ومهدي وحبيب سرنوب رابطة أبناء كردفان بالمهجر ومع الزملاء محمد عيد والشاعر أحمد التيجاني والشاعر محمد زين أبوجديري ملتقى كردفان الثقافي ثم انسلاخي من مجلس الاعلاميين السودانيين بعد هيمنة القنصلية عليه وتكويني رابطة الاعلاميين السودانيين مع الزملاء نجم الدين هاشم ومحمد الطاهر والمبدعة الصحفية عايده عبدالحميد وعثمان شلكاوي وفريد عبدالوهاب وأسامه أحمد والزميل العزيز أبوذرالمنا والصديق الوفي عبود ميرغني وآخرين تجاوز عددهم الثمانين ثم مشاركتي الفعالة في تكوين نادوس في بداياتها بالنادي الثقافي العربي ومعي من الزملاء الأستاذ المخرج محمد الحسن السيد ومهدي الأمين صاحب الفكرة وآخرين ثم ملتقى المليون ميل مع الزملاء أسامه إدريس ومحمد إبراهيم والصحفية الرائعة نعمات حمود وعثمان رغيم والأستاذة رانية قاسم وغيرها من الزملاء والزميلات ... تذكرت تكليفي برئاسة جمعية حقوق الطفل العربي من الأمير سلطان آل سعود وهي مسجلة في جنيف وجامعة الدول العربية وتتولاها في مصر الأستاذة عبله إبراهيم ولها فروع في كل الوطن العربي وأيضا تكليفي لرئاسة تحرير صحيفة الرابطة العربية التابعة لجامعة الدول العربية ويتولى رئاسة مجلس إدارتها الأستاذ السعودي عبدالله الفايز وأيضا تكليفي بأمانة سر رابطة الاعلاميين المهاجرين العرب ورابطة إعلاميون بلاحدود
    ونواصل .......
                  

09-26-2009, 02:21 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    لاشيء غير أزيز الطائرة وشاشة البال التي استرجعت أمامي مسيرة حياتي للمرة الأولى ... تذكرت كيف بدأت تأسيس مجلة الأمجاد وكيف بدأت تأسيس وإصدار أعداد مجلة صوت الدار التي ترأست تحريرها وأنا وقتها رئيسا للجنة الثقافية بالنادي السوداني في عجمان وكيف بدأت تأسيس قناة إفريقيا كأول قناة فضائية خاصة كنت أبثها من خلال قناة ديره التي كنت مستشارا برامجيا لها وكيف بدأت خطوات قناة زول تي في والتي ظهرت كقناة لغيري بعد ذلك ولم أجادل في الاسم والحقوق رغم أنني نشرت عنها في سودانيز أونلاين قبل فترة طويلة من ظهور القناة الحالية وقناة عرب تي في التي بدأت خطواتها واستمرت لعام ثم قمت ببيعها للدكتور سعيد المهدي وقناة الأفراح التي اشتراها مني الأستاذ / إيهاب الشيمي وتذكرت تأسيسي لقناة جسور التي لازالت تحبو تحت التأسيس كأول قناة عربية متكاملة على الأنترنت وذلك بفضل بعض المشاكل التقنية التي لا أفهم فيها كثيرا وكيف قمت بتأسيس فرسان الامارات الجوالة حيث وهبنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات حاكم دبي ثلاثين حصانا طفنا بها مختلف أرجاء الامارات في رحلة بدأت بدبي وانتهت في أبوظبي واستقبلنا المغفور له الشيخ زايد في قصره آنذاك وتحول الاسم لجمعية الامارات للهوايات ثم نادي الهوايات بعد ذلك وكيف قمت بتنفيذ أطول مائدة رمضانية على شاطيء الشندغة وكنت أخطط لتسجيلها في موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية لولا المائدة الباكستانية التي زادت علينا بمترين وأربعة أشخاص وكيف قمت بتكوين رابطة المبدعين العرب والتي ضمت روائيين وكتاب وتشكيليين من مختلف أرجاء العالم العربي ثم تذكرت إسهاماتي مع مجموعة من جمعيات حقوق الانسان ومختلف الدراسات التي قدمتها وقام بعضهم بترجمتها لعدة لغات ومن المفارقات أنني في إحدى زياراتي للسويد سألني أحد السويديين العرب عن الأستاذ عبدالدين سلامه إن كنت أعرفه طالما أنا قادم من دبي وكان هذا السويدي العربي يعمل منسقا إستراتيجيا لهيومن رايتس بالسويد وكان قد عثر على أحد دراساتي بشأن حقوق الانسان ونشأت بعد ذلك بيني وبينه صداقة حميمة ...

    ونواصل ...
                  

09-26-2009, 02:29 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    شاشة البال لازالت تستدعي وأنا مشدوه وكأنما من أقرأه أمامي ليس أنا ... تذكرت المعوقات الكثيرة التي واجهتني في رحلتي ولم أعبأ بها والتحديات التي كنت لا ألتفت لها فمع صديقي العبيد أحمد مروح الملحق الاعلامي السابق بقنصلية دبي ومجموعته حافظ عبدالماجد وعلي صديق وصلاح الطيب وأميره عقارب ومجوك بدأنا مناقشة وكتابة مسودة مجلس الاعلاميين السودانيين وكان المقترح مقدما من الأستاذ الزهاوي ابراهيم مالك في إحدى زياراته حينما كان وزيرا للاعلام وتم اختيارنا كلجنة من قبل الحاضرين من الاعلاميين ... وبدأ الأمر يطول والجهود تتعثر والمواقف تتباين وكنت في سريرتي متضايق من الأمر برمته كونه أتى من جهة رسمية وأنا مستقل لا أتبع أحد وكون أن من فيه من ممارسي الاعلام قلة فكنت أنا معدا وكاتب سيناريو بتلفزيون الشارقة والأستاذه أميره عقارب صحفية بالخليج تايمز والأستاذ مجوك كانديمو مترجما بجريدة الجلف تودي أما الأستاذ علي صديق فلا يعمل في جهة إعلامية ولا صلاح الطيب ولا حافظ عبدالماجد والعبيد مروح موظف دبلوماسي ... كان الزملاء دائمي السؤال لنا عما فعلنا وكنت دائم الالحاح للجنة بأن نبعد عن المغالطات ونفعل شيء فقد كانت هناك مفارقات داخل اللجنة فعلي صديق وحافظ عبدالماجد يحلمون بتوجيه الجسم نحو المايوية والعبيد مروح يحاول شده نحو المؤتمر الوطني ولكن بتهذيب شديد وطرق ذكية وأميرة عقارب لم تحضر معظم الجلسات بسبب تنقلها الدائم بين الامارات وكندا أما مجوك فكان رغم انتمائه للحركة الشعبية يحاول الانشداد معي نحو التوجه القومي ... في خاتمة المطاف طفح الكيل ولم أتمكن من الاستمرار وفي اجتماع عاصف مع بعض زملاء المهنة بالنادي الثقافي العربي قررنا تكوين الرابطة ولكنني طلبت منهم مهلة للعودة للمجلس واحتجوا بأن المجلس لايضم سوى أربعة أوخمسة أشخاص وتابع للقنصلية ولايمكن أن يمثلهم أو يعترفون به وضغطت رغم ذلك واتصلت على علي صديق والعبيد مروح وقال لي علي صديق بالحرف ( ليس من حق أحد أن يفعل شيء خارج إطار المجلس حتى يكتمل وهذا كلام فارغ ) والعبيد أحمد مروح قال لي أفعلوا ماتشاؤون ... حينها قلت للمجموعة لنمضي إذا وليكن مايكون .. وبالفعل واجهنا الكثير الكثير من المتاعب لدرجة أنني في مرة من المرات إستغرقت ست ساعات في تجديد جواز سفري للاسبب وأطلق أحدهم ولا أريد تسميته إشاعة أنني أنتمي للحزب الشيوعي وآخر أطلق إشاعة أنني أنتمي للمؤتمر الوطني وأنني من شباب المؤتمر الثائرين وحتى الزميل محمد سيد احمد قالها في تجمع عام في قدوم الزميلة الرائعة الأستاذة تماضر شيخ الدين عند زيارتها للامارات ... وتذكرت أيضا مشاداتي مع الأخ علي اسماعيل الذي اختلفنا معه كثيرا واتفقنا معه كثيرا وكله حول مصلحة كردفان ... تذكرت أحدهم عندما تقدم بشكوى كيدية عبر هاتف عمومي فأوقفتني الشرطة في شارع عام وفتّشت سيارتي ثم جاءت وقامت بتفتيش منزلي وفي النهاية اعتذروا وقالوا أن أحد السودانيين أبلغهم عبر الهاتف أنني أحمل مخدرات ولم أعرف من هو ولم ألتفت للشكوك ... مكائد كثيرة يواجهها كل من يرتاد العمل الاجتماعي غير ا، الايمان بالمبدأ والهدف يظلان المحك الرئيسي للاستمرار ... تذكرت أيضا الاحتفالات الوطنية التي خططت لها وقمت بتنفيذها مع عدد من زملائي منها افتتاح نادي عجمان وذكرى الاستقلال لأكثر من عشرين مرة وفي مختلف إمارات الدولة واستقبالي لكل قادم من زملاء الاعلام السوداني ..

    ونواصل ......
                  

09-28-2009, 00:02 AM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    ولازالت الطائرة تحلق بنا في الأجواء وقد تجاوزنا البحر الأحمر والخارطة تبين أمامي على الشاشة بإحداثيات موقعنا بالضبط وأنا ساهم في رحلة عبر مسيرة حياتي الطويلة المتعبة التي لم أجني منها غير مواقفي ومبادئي التي أعتز بها كثيرا وأقاتل في سبيلها ماحييت ... تذكرت لحظة توقيفي بمطار الخرطوم الدوليوكيف تم إختطاف فرحتي وحنيني وكيف أنني حتى هذه اللحظات محترما جدا في أوطان الآخرين وكالمجرم مطلوبا في بلادي وبلا
                  

09-28-2009, 00:02 AM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    ولازالت الطائرة تحلق بنا في الأجواء وقد تجاوزنا البحر الأحمر والخارطة تبين أمامي على الشاشة بإحداثيات موقعنا بالضبط وأنا ساهم في رحلة عبر مسيرة حياتي الطويلة المتعبة التي لم أجني منها غير مواقفي ومبادئي التي أعتز بها كثيرا وأقاتل في سبيلها ماحييت ... تذكرت لحظة توقيفي بمطار الخرطوم الدوليوكيف تم إختطاف فرحتي وحنيني وكيف أنني حتى هذه اللحظات محترما جدا في أوطان الآخرين وكالمجرم مطلوبا في بلادي وبلا سبب ... تذكرت معسكرات النازحين بدارفور وتلك المرأة التي تحاول إلتقاط حبات عدس لاتكفي لملء الفم وتفرزها عن رمل الأرض وتذكرت مدينتي مدينة الأبيض التي ابتلعت المساكن كل الأحزمة الخضراء التي كانت تحيط بها فأصبحت عارية مكشوفة مستباحة لكل عوامل الطبيعة ... تذكرت المعاناة التي رأيتها تستعمر أهلي الطيبين والسوء الذي تردته أحوالهم المعيشية ... رأيت تاريخي ومعاناتي الطويلة في الحياة لا قيمة لها ولا تساوي شيئا طالما أنها لم تفد هؤلاء الذين كانوا السبب في وجودي وتعليمي ومنحي الثقة بنفسي بل وإكسابي ما اعتززت به من قيم ومباديء ...وأحسست بأسى عميق يجتاحني .. فلاقيمة لصراعنا الطويل مع بعضنا في السياسة والاقتصاد وكل شيء ومعاناة أولئك الكادحين تتفاقم وتزداد يوما بعد يوم .. قررت لحظتها أن أتجه وجهة أخرى لأجل هؤلاء ... أن أدعم الترابط وأتحمل وأتناسى كل موقف يسهم في إبعاد السودانيين عن بعضهم البعض ... أن أستغل كل معرفتي من أجل بلدي ومن أجل التوافق في وطني ومن أجل رفع المعاناة عن كاهل أهلي في عموم المليون ميل مربع ... قررت أن لا أجعل الوقت يضيع وأن أبدأ فور وصولي بعمل شيء

    ونواصل
                  

09-28-2009, 04:16 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    هاهي ذي أضواء دبي باتت تلوح من بعيد .... مدينة من الضوء الأنيق بدت دبي في تلك اللحظات كعروسة رائعة ليلة زفافها وكحورية مبتلة تخرج من نهر بعد استحمام ... لقد رأيت دبي كما لم أرها قبلا ... تذكرت أطفالي الثلاث وزوجتي وأصحابي ورفاقي وزملائي الذين سألتقي بهم والساعة كانت قد تجاوزت منتصف الليل ... وبدأت المعالم تتضح شيئا فشيئا وبدأت أجتهد في معرفة الأمكنة من بعيد حتى نزلت الطائروة .
    وعبر الممرات الطويلة وصلت مكان حقائبي فاستلمتها وتحركت نحو صف الجوازات وخرجت لأجد صديقي أباذر ينتظر في الخارج وينطلق بي بسيارته نحو المنزل والشوارع بدت غريبة بعض الشيء ولكنها لاتزال مألوفة رغم بعض التغييرات الاعلانية والاصلاحية التي اعترتها
    ونواصل .....
                  

09-28-2009, 05:08 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    أول شيء فعلته بعد قدومي هو انغماسي في كتابة مذكرة كاملة لمجلس الوزراء في بلادي بواسطة الوزير كمال عبداللطيف وقد إستغرق العمل مني خمسة أيام متواصلة طرحت فيها مشاهداتي ورؤيتي للحلول واحتججت فيها على بقاء إسمي في القائمة سيئة الذكر وقمت بتسليم المذكرة رسميا للملحق الاعلامي محمد محمد خير الذي وعدني بإرسالها في الحقيبة الدبلوماسية وقال أنها تحتاج خمسة أيام لتصل وبالفعل قمت بتأجيل نشرها على الأنترنت لمدة أسبوع بعد التسليم وقد أودعت نسخا منها لدى رابطة الاعلاميين السودانيين وملتقى المليون ميل ورابطة أبناء كردفان وأرسلت عبر البريد الالكتروني نسخة لجهاز شؤون المغتربين لايداعها هناك وقد رد علي الأمين العام مفيدا بوصولها ومثنيا عليها وقمت بنشرها على المنابر وكنت أنوي نشرها على الصحف السودانية ولكنها على ما أعتقد منعت من النشر ورغم أن لا أحد قال لي بمنعها عن النشر إلا أن حماس النشر الذي قوبلت به عند استلامها وقراءتها تحول لردود عائمة لعدم النشر ومن أكثر من جهة ما جعلني أفهم مباشرة منعها من النشر رغم أنها لاتحتوي شيئا يمنعها من النشر .. وحاولت أكثر من مرة الاتصال هاتفيا بالوزير كمال عبداللطيف ومدير مكتبه غير أن الهاتف الجوال كان دائما يرن ولا مجيب على الطرف الآخر ولم أتلقى حتى هذه اللحظة ردا رسميا أوغير رسمي يفيد باستلام المذكرة من الوزير كمال عبداللطيف أو مجلس الوزراء ورغم ذلك قررت التحلي بالصبر ومحاولة إيجاد الأعذار للآخرين فحال أهلنا في البلاد لايستوجب غير مزيد من الصبر والإلحاح في السعي لرفع المعاناة عنهم لأنها مسؤوليتنا جميعا ويسألنا الله عنها يوم يطوينا الشبر الواحد ويدثرنا الكفن ويغادرنا الأحبة بعد الدفن .
    ونواصل ..
                  

09-28-2009, 08:55 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    بعد فترة وجيزة زارنا الأمين العام لجهاز شؤون المغتربين الدكتور كرار التهامي وهو رجل بشوش سمح الأخلاق إلتقيته في المؤتمر وأحسست بقربي منه رغم عدم تفرغي له وعدم تفرغه لي وكان أول لقاء بيننا في اليوم الذي زار فيه جمال الوالي قاعة المؤتمر وكانت زيارة تحسب للرجل وقد إلتقطنا معه صورا عدة رغم اختلاف لوننا الكروي وتحدثنا كثيرا وهي المرة الوحيدة التي التقيه فيها وقد قال لي الدكتور كرار في أول لقاء بيننا أنه متابع لي ومعجب بنشاطاتي وقلت له وكنت صادقا في القول أنني من المتابعين الجيدين لكتاباته وهو في الحقيقة من الأقلام النادرة التي تملك ناصية البلاغة وله أسلوب رصين وعمق ودلالات فيما يكتب وكنت من المعجبين بكتاباته قبل أن يكون أمينا عاما للمغتربين وكنت دائما أقول بأن اثنين من الكتاب السودانيين لن أمل من قراءة كتاباتهم أحدهما الأستاذ محمد محمد خير الذي كان من أروع الكتاب أسلوبا قبل أن يتحول لملحق إعلامي والثاني الدكتور كرار التهامي ... وبغض النظر عن الاتجاهات السياسية والمواقف فالقلمين يستحقان الاشادة من حيث الأسلوب .
    ونواصل ....
                  

09-28-2009, 09:30 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    في زيارة الدكتور التهامي لدبي ولقائه بمغتربي الامارات في قنصلية دبي كان حديثه عفويا ولكنه كان سلسا في تعبيراته وكان أقرب للمغترب من أمين جهاز يعنى بشؤون المغتربين وساعتها لا أدري لماذا قفزت إلى ذهني الحركة الشعبية فهي تتعامل بعقلية المعارضة حتى وهي في الحكم وهكذا كان الأمين العام الذي بدأ قال للمجتمعين الذين ضحوا بوقتهم وزحفوا من مختلف إمارات الدولة للقائه أن لايحلموا بمدينة فاضلة ... إعتبرها بعضهم واقعية تنم عن مصداقية وشفافية الرجل واعتبرها آخرون ضعفا وخيبة أمل لأنه قتل فيهم حتى الحلم بمدينة فاضلة بعدما تفاءلوا بوجود مغترب مثلهم مكتوي بنيران الغربة وفاهم لمشاكلها وإشكالياتها على رأس جهاز يحتاج لشخص بهذه المواصفات ... وسألوه عن مشكلة تعليم الأبناء فقال أن وفدا مكونا من شخصين سيأتي من بعده وطلب منهم أن يتحدثوا معهم بهدوء ولا ( يشدّوا عليهم ) حتى يقومون بعمل اللازم .
    وقتها شعرت باستياء وخيبة أمل فكيف نتسول حقوقنا من موظفين هم في الأساس يعملون من أجل هذه الحقوق وكان النقاش حول هذه النقطة بالذات قد أخذ حيزا كبيرا في مجالس المغتربين بعد عودة الأمين العام ... ومن ضمن ما قاله أنه يرحب بأي مشروع من المغتربين ويسعى بنفسه لتحقيقه إن كان فيه مصلحة للمغتربين أو الوطن ورد ردودا عائمة على عدد من الحاضرين قالوا أنهم تقدموا بمشروعات للحكومة السودانية فسرقت الأفكار وأعطتها لبعض أنصارها الذين قاموا بتنفيذها .
    وهاتفني الدكتور قبل سفره وكنا نتحادث حتى وهو على سلم الطائرة وتحدثت معه عن مشروع وطني يختص بأهلنا في دارفور حيث عرضت عليه أن يتبنى الجهاز مشروعا لتسجيل سلسلة من الأفلام الوثائقية التي تختص بحياة المغتربين في مختلف البلدان وطباعتها على أقراص مضغوطة وبيعها بيعا خيريا لمصلحة تعليم وعلاج أهلنا ال\ين يعانون في معسكرات النزوح بدارفور وقلت له أن الريع كله سي\هب لهم عبر القنوات التي يعتمدها الجهاز وأنني عن نفسي لا أريد مقابلا لهذا العمل ولو وجدنا مصورا متبرعا أو لو أعارنا التلفزيون السوداني أحد المصورين ومكننا من المونتاج سيكون الأمر شبه مجانيا والشركات الراعية ستتبرع مقابل الاعلان بتكلفة نسخ وطباعة الأقراص المضغوطة ومن الممكن أن يكون البيع عبر قافلة حفل خيري يجوب مختلف البلدان التي يتواجد فيها المغتربون بكثافة وأرسلت له المقترح عبر الايميل حسب طلبه وقال لي بعد ذلك أنه قرأه وأن الفكرة رائعة وأنه سيتصل بي بعد عودته من إحتفالات الجالية ببروكسل في بلجيكا ... وفجأة وبلا سبب أصبح لايرد على الاتصالات ... مرات ومرات ومرات ولارد ... إتصلت بمكتبه وأبلغت السكرتيرة التي أكدت إبلاغه بالأمر ولكن لارد

    ونواصل ......
                  

09-29-2009, 10:38 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    الأسلوب واحد مع اختلاف الأشخاص وهو أسلوب السكوت والتطنيش ... لقد قالها لي مرة أحد الزملاء ولم أكن أصدق بأن الحكومة تتعامل بهذا النهج ولا حتى وجدت تفسيرات للصمت المطبق ... عزيت الأمر لبعض مشاغل الدكتور كرار غير أنني لمحته في غيرما موقع يدخل للرد مدافعا وداحضا ما يكتب عنه بعدما انقلب عليه أصدقاء الأمس بالمملكة العربية السعودية وبالتأكيد لكل الطرفين سببه في ذلك فلا مشكلة في الدنيا تولد بغير سببب خفي أو معلن .
    لقد أدركت الآن لماذا لجأ الكثيرون لاستخدام السلاح بعدما كنت ألومهم في أكثر من مرة وكانت الاجابات شبه متفق عليها وهي أنهم بدأوا سلما وبلغة العقل غير أن الحكومة لاتجيد أذنيها غير سماع دوي السلاح .
    بالتأكيد لم يكن هذا الخيار محبذا لي وإلا لكنت الآن في موقع غير موقع القلم ولكنت سلكته منذ زمن بعيد فالبلاد لاتحتاج غير لغة العقل وما يهدر من مال في شراء الأسلحة الفتاكة يزيد معاناة أهلنا في الداخل وما يزهق من أرواح قد لاتكون لها علاقة بالمشكلة أو قد يتم استخدامها كحلول ليست سوى أرواح سودانية تنتمي لهذا الشعب العظيم .
    بعد أن نفذ صبري في محاولاتي غير المجدية للحديث مع الطرفين أطلقت رسالة عبر الأنترنت وتحدثت معهما مباشرة ليقيني التام بأنه الطريق الوحيد والمضمون للحديث معهما وإسماعهما ما يجب إسماعه .
    ونواصل ...
                  

09-29-2009, 10:44 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    ما أن أنزلت الرسالة الأخيرة على الأنترنت حتى فوجئت بعدد من الاتصالات من جهات تربطني بها صلاة معرفة أو صداقة وجهات أخرى تواصلت معي للمرة الأولى ... الجهات كلها ولغرابة الأمر معادية لسياسات الحكومة فبعضهم حدثني عبر الهاتف مباشرة ولست أدري من أين حصل على رقم هاتفي وبعض آخر حدثني عبر الايميل وكانت معظم الأحاديث تدعوني للانضمام لهذه الجهة أو تلك من الفصائل المسلحة أو منظمات حقوق الانسان العالمية ... إستغربت للأمر وقمت بمراجعة ماكتبت من جديد فلعل فيه ما يغري بفهم مغاير يقود لقابليتي المساعدة في تأجيج الصراعات الدائرة والمشاكل المتفاقمة في بلادي ولكنني لم أعثر على أثر لذلك ... واتصلت بي أحدى المنظمات العالمية الكبيرة التي تهتم اهتماما مباشرا بحقوق الانسان في السودان وطلبت مني تقديم سرد مفصل عن حالتي ولست أدري لماذا اهتمت بحالة القائمة السوداء ولم تهتم بجوهر الموضوع وهو الدعم المباشر لحالة المتعبين من أهل بلادي وبالطبع لم أرسل السرد ولم أكتبه ولم أقرر ذلك حتى الآن .
    إتصل بي أيضا أحد أصدقائي من عرب السويد وهو ذو منصب رفيع في منظمة حقوقية نافذة وعرض علي الوقوف بنفسه والاهتمام بأمري فشكرته على ذلك وقلت له أنني لا أحتاج ذلك الآن .. وعبر هذه السطور أعتذر له مجددا وأقدم له كامل إمتناني الصادق على ما تفضل به غير أن توجهاتي ليست توجهات تأجيجية وبغض النظر عن موقفي من حكومة بلادي فإنني من دعاة الوحدة وعدم نشر غسيلنا في الخارج رغم صعوبة مشرّات الداخل فمثل توجهاتنا تحتاج جهدا كبيرا ووقتا أطول لتتحقق غير أن إيماننا بجلوس الفرقاء في طاولة واحدة وإزالة كل أسباب اللاثقة والتوتر والاحتقان هو ما جعله أمام أعيننا هدفا نسعى نحوه رغم شدة وعورة الطريق ورغم كل المعوقات ورغم اختلاف الكثيرين معنا حول النهج والطريقة والأسلوب .
    وفي ذات الوقت إتصل بي أحد أصدقائي الذين تربطني بهم وتربطهم بي معزة خاصة بجانب الرباط الجهوي وناقشني حول ماكتبته في رسالتي للدكتور كرار وحول مداخلة كنت قد تداخلتها مع أحد زملاء المهنة والمنبر وهو الأخ مصطفى البشير الذي كان يتحدث عن الدكتور كرار وللحقيقة للرجل خاطر كبير في نفسي ومعزة خاصة وطلب مني أن أستبدل حديث المنبر بالبريد الالكتروني المباشر للدكتور كرار التهامي غير أنني قبل أن أفعل مانصحني به وردتني رسالة تهديد بالقتل عبر الأنترنت إن أنا تماديت في كتاباتي .. بالطبع ثارت ثائرتي فالمرء لايموت بغير انقضاء أجله وليس مثلي من تخيفهم مثل هذه الرسائل الفارغة الرعناء ورددت عليه بعبارة ( مرحبا بانقضاء حياة أنتم فيها وأنا في الانتظار ) كان هذا هو الرد الحرفي للرسالة ,
    ومانسيت أن أذكره أنه في ذات اليوم الذي كتبت فيه رسالة عبر منبر سودانيز أونلاين للوزير كمال عبداللطيف والدكتور كرار التهامي دخل أحد المجهولين ( الهكر ) باسمي في سودانيز أونلاين وبذات طريقتي في الكتابة ملأ المنبر بالعبارات البذيئة النابية وأيضا كتب موضوعا عنوانه يتحدث عن لبنى التي كانت قضيتها المعروفة في أوج اشتعالها بعد أن قبضت عليها شرطة النظام العام بالخرطوم وتحول الأمر لقضية رأي عام بل والتفت كثير من أحزاب المعارضة حولها واتجهت القضية نحو التدويل لدرجة أن الرئيس الفرنسي ساركوزي عرض عليها حق الاقامة بفرنسا .
    الحقيقة أن التهكير لم يكن الأول فقد كانت هي المرة الرابعة التي يخترق فيها رقم دخولي السري لسودانيز أونلاين ولكنها كانت المرة الوحيدة التي تتم فيها الكتابة صراحة باسمي ففي المرات السابقة كان يتم حرماني من الدخول والكتابة وقد حدث ذلك في آخر مرة قبل توجهي إلى الخرطوم لحضور ملتقى الاعلاميين بأقل من أربعة وعشرين ساعة واستمر الوضع وأنا غير قادر على الدخول والكتابة حتى نهاية الملتقى بأيام .
    في المرة الأخيرة للتهكير فطن للأمر سريعا أستاذنا المستشار القانوني عبدالكريم الأمين أبو محمد فؤاد وأنزل كتابة مضادة واتصل بي على الهاتف ليخبرني بما حدث وبعده مباشرة إتصلت بي الزميلة الصحفية نعمات حمود وبدأت الاتصالات تنهال علي ودخلت زميلة المنبر داليا كامل وكتبت ردا قاسيا قبل أن تعود وتعتذر بعد أن عرفت أن الكتابة كانت بسبب الهكر .
    لم أشأ الربط بين المرات التي تم تهكيري فيها فالمرة الأولى جاءت مباشرة بعد كتابتي موضوعا بعنوان ( الرئيس البشير يحنث القسم ) وكانت إنفعالا وغضبا من تراجعه عن قسمه بعدم دخول أية قوة أجنبية للبلاد بعدما اتفق رأينا معه حول هذه النقطة وكتبت أنا بالذات عنها كثيرا رغم تعرضي لرشقات أقلام بعض زملاء الفكر ثم عاد وارتضى بدخول قوات الهجين أو بالأصح قوات فنية كما ورد في الأخبار .
    المرة الثانية أيضا كنت أنتقد الحكومة بشدة حول عدم توفير الحماية الكافية لأهلنا في كردفان مما نتج عنه دخول بعض فصائل القوات الدارفورية المسلحة لمناطق جريبان وام سنطه وسودري وقتلها عدد من المدنيين .
    أما المرة الثالثة فكانت إنتقادا لنتائج الملتقى الحكومي القبلي والنتائج التي خلص لها حول تقسيم منطقة ( أبيي ) النفطية والتي اعتبرتها حسب رؤيتي بداية لتفتيت وحدة البلاد .
    حاول بعضهم دفعي لربط التهكير بالحكومة عبر هذا الانتقاء المتقن لتوقيت التهكير وربما تكون للحكومة يد في ذلك كما أشار الكثيرون في كتاباتهم بمنبر سودانيز أونلاين غير أنني ماتعودت الحكم على الأحداث بالقرائن المباشرة ففي أعماق عقلي التحليلي إعلامي يدرك ( موسية الأحداث ) – وأعني بها ماورد في قصة سيدنا موسى عليه السلام في سورة الكهف حيث أن التسرع في الحكم الظاهري للأشياء ليس مقياسا صحيحا بالضرورة في معظم الأحوال .
    ولكن الباشمهندس بكري أبوبكر كان سريعا جدا في هذه المرة حيث قام بإزالة ما كتبه الهكر وأرسل لي رقما سريا جديدا بعد أقل من ساعتين .
    ونواصل ...
                  

09-29-2009, 10:58 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    في ذات الأيام التي كنت أخاطب فيها الوزير والأمين العام عبر الاسفير خرج السيد باقان أموم الأمين العام للحركة بتصريح قال فيه أن الجنوبيين سيعلنون الانفصال من طرف واحد إذا استمرت الحكومة في نهجها ...
    كتبت ردا عبر الاسفير في شكل رسالة للسيد باقان أموم وللحقيقة فإن باقان أموم في لقائي الأوحد به بدا لي شخصا جديرا بالإحترام وكنت عند سماعي تصريحاته أدرك الأسباب والدوافع بل وأكاد أحس بحجم اليأس الذي أحسه من تصرفات حكومة من الصعب على أي كائن من كان أن يفهمها ... الحكومة في بلادي غامضة حد الغموض ... أحيانا تحس بحرصها الشديد على البلاد ووحدتها وأحيانا أخرى تحس بأن البلاد لاتهمها في شيء ... يتصرف أفرادها وكأنما البلاد مملوكة لهم دون سواهم وأن بقية الرعايا ليسو أصحاب حق ... هذا مالمسته ... فالسؤال عن مدخلات البترول منطقة محرمة والسؤال عن مخططات الغد خط أحمر وكل مكان في البلاد تحس بأنه تم بيعه ... تذهب للبلاد وتعود منها وتحس بأنك لم تفهم شيء ... لا أريد الحكم المطلق عليها فالأقوال التي سمعتها في المؤتمر وصبر بعضهم على سخونة حديث الآخرين وردودهم الجاهزة لكل سؤال تضعك في حيرة من أمرك ... أحيانا تحس بأنهم فعلوا الكثير وقدموا الكثير من الانجازات وأحيانا تحس بأنهم قهقروا البلاد كثيرا نحو الوراء ... إنهم كالسحرة الذين يضعون غشاوة على عيني فهمك فلا تفهم شيء بل تظل متأرجحا بين الحكم بالصلاح والفساد .

    ونواصل ...
                  

09-29-2009, 11:09 PM

الطيب رحمه قريمان
<aالطيب رحمه قريمان
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 12377

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    أستاذنا الفاضل عبدالدين سلامة


    كل عام وأنت بخير

    و عيد مبارك "نحن لسع بنعيد"


    اود ان الفت إنتباهك الى امر مهم و هو انك لم تنزل الرابط لهذا
    البوست لينقل فى المنبر العام للربع الاخير من هذا العام ارجو مراجعة ذلك
    حتى تتضمن ان هذا البوست سوف يتم نقله.


    لك الود

    أخوك الطيب رحمه
                  

09-29-2009, 11:19 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    البلاد تحتاج التكاتف ... تحتاج جهود كل لا بعض أبناءها ... من إغترب أو تغرب أو سافر أو إحتك بالآخرين سيدرك مانحتاجه بالضبط لأن مشاهداتنا لما وصلته دول وشعوب العالم تجعلنا ندرك كم نحن مذنبون وجناة على هذا الوطن المسكين فالآخرين سبقونا بكثير لأنهم أدركوا معنى الوحدة ومعنى احترام المواطن ومعنى البناء ومعنى الوقت ... بلادنا تملك من الامكانيات ما لو ملكت ربعه تلك البلدان المتقدمة لكانت في موضع لانستطيع تخيله ... من سافر أو اغترب يدرك أن عشر امكانات بلادنا لو اتفقنا كفيلة بجعلنا في مصاف الدول المتقدمة وأن شعبنا لا يستحق هذا الوضع المزري الذي يعيشه ... البلاد الأخرى لم تكتفي باذدهار الحاضر بل أنشأت مشاريع وصناديق باسم الأجيال القادمة ونحن نعاني حاليا وضبابية كبرى تحيط بمستقبل جيلنا القادم ... مشكلتنا أننا نخلق المشاكل فيما بيننا وأننا نغلب مصلحتنا على مصلحة بلادنا ... مشكلتنا هوة كبيرة تفصل بين أقوالنا وأفعالنا ... بين شعاراتنا وعملنا ... مشكلتنا أننا لانفكر حتى في الإستماع لبعضنا وإنما نبني علاقاتنا الهشة بسوء النية المسبقة وبعدم الثقة المسبقة وبالشائعات والوشايات والعقليات الأمنية الخربة ومن ثم نبني أفعالنا على ذات الاعتقاد ... مشكلتنا أننا لا نستجيب لضغوط بعضنا مثلما نستجيب للضغوط الأجنبية وأن زامر حينا مهما كان صداحا ومهما حسن صوته لايمكن أن يطربنا ... ويجب على كل رموز الحكومة والمعارضة أن يتفهموا ذلك فالبلاد تحتاجنا جميعا حكومة ومعارضة ... وماذا استفدنا من الخلافات والحروب الطويلة ؟؟؟ ماذا استفدنا من الاقصاء والتعنت ورفض الآخر ؟؟؟ البطولات الورقية زائفة والبلاد لأبنائها ولا حضارة في الدنيا تدوم ولو دامت للغير ما آلت للحالي ... البلاد تتراجع وكل يوم يمضي كلنا نخسره وكل ثانية تمضي يخسر الوطن فيها الكثير وليس الموضوع موضوع كراسي أو سلطات ولكنه موضوع رسالة وتاريخ .
    ويجب على كل المسميات إدراك أن البلاد لاتحتمل أكثر مما احتملت وأن كل ثانية تمر بلا وفاق تزيد من معاناة أهلنا الطيبين الذين تتحدث كل الأطراف باسمهم .
    على الحكومة والمعارضة التنازل عن كل توافه الخلافات ووضع مصلحة البلاد العليا نصب الأعين فوطننا بحمد الله مساحته كبيرة تسع الجميع وخيراته كثيرة تكفي وتفيض ففيماذا نتقاتل ؟؟؟
    الحرية والبناء والتعايش السلمي الأخوي الصادق ودولة القانون هو المطلب الأساسي الذي يجب أن تضعه الحكومة والمعارضة نصب العين وليس الخلافات حول الثروة والسلطة كعنوان كبير ضم داخله كل العناوين الأخرى للخلافات ... الشعب قبل الكرسي والوطن قبل الذات وإلا فعلى الدنيا السلام

    إنتهى الكتاب بحمد الله وشكرا على صبر المتابعة
                  

10-01-2009, 05:15 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    ستتم طباعة الكتاب قريبا بمشيئة الله نعالى
                  

10-01-2009, 05:15 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    ستتم طباعة الكتاب قريبا بمشيئة الله نعالى
                  

10-01-2009, 05:16 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    ستتم طباعة الكتاب قريبا بمشيئة الله نعالى
                  

10-08-2009, 11:37 AM

Mohammed Ibrahim Othman
<aMohammed Ibrahim Othman
تاريخ التسجيل: 07-21-2007
مجموع المشاركات: 3953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    التحية لك استاذ عبدالدين عرض شيق متسلسل جذّاب ..
    في انتظار الكتاب ..
                  

10-15-2009, 10:41 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    .......
                  

10-16-2009, 12:23 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكملة ... مؤتمر الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ( كتاب طازج ينشر لأول مرة ) (Re: عبدالدين سلامه)

    .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de