ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 05:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-10-2009, 08:12 AM

Shihab Karrar
<aShihab Karrar
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟

    بما انو الليلة الجمعة، ووانا قاعد فاضي شغلة وما عندي حاجة اعملا، قررت اشاغب قليلا وافتح نقاشات مسخنة لعل وعسي استفيد لي بمعلومة معلومتين من الاخوان المتداخلين.
    عشان كدة تعالو نناقش نظرية التطور وهل هي حقيقة ام اكذوبة؟ وبعدين لما نقول حقيقة بنكون قاصدين شنو؟

    انا شخصيا ما بؤمن انو في حاجة اسمها حقيقة نهائية ومطلقة وثابتة ومحصنة ضد التطور البشري ، لكن الحقيقة هي شيء نسبي، رغم انو في بعض الاشياء بتبدو لينا انو لايمكن ان يتطرق لها الشك – لسبب ما او لاخر – ودا كلام غلط. مافي شي ما ممكن نشك فيهو، اي معلومة واي نظرية، تظل عندي صحيحة الي ان يتم اثبات بطلانها بدلائل قاطعة وليست ظنية، يعني مافي نظرية في الدنيا بيثبت انها صحيحة بشكل نهائي، ولكنها بتكون صحيحة الي الان.

    ومن الخواص المدهشة في العلوم، انو النظريات البيثبت عدم صحتها احيانا ما بكون بطلانها بشكل مطلق، لكن بيكون ضمن مدي معين، واشهر مثال للكلام دا ميكانيكا نيوتن ونسبية إنشتاين. ميكانيكا نيوتن باطلة بالنسبة لنسبية انشتاين، لكن بشكل عملي هي صحيحة في مدي الظواهر العيانية للمسافات العادية في كوكب الارض، وبيتم تطبيقا كل يوم وبتدي نتائج ممتازة للغاية. لكن اذا مشينا مسافات كونية ابعد بسرعات اعلي، بنلاقي انو ما عندنا مفر غير نطبق نسبية إنشتاين، لانو ميكنيكا نيوتن في الحالة دي بتدي نتائج غير دقيقة.

    إذا ممكن نقول انو معظم النظريات العلمية بتجي في شكل توسيع لنظرية سابقة عشان تشمل مدي ظواهر اوسع.

    المهم، انا فاتح البوست دا عشان نناقش نظرية علمية واحدة بس، هي نظرية التطور ، وهل هي حقيقة ام وهم؟

    حا اقول مجمل رايي في شكل نقاط مختصرة للغاية، ونخلي التفاصيل في الحوار، الانا بتمني انو يكون خالي من التشنج والسباب والاتهامات الباطلة.

    رأيي بأختصار شديد هو:

    1- الله لم يخلق شيئا ، كل الكائنات الحية التي نراها امامنا هي نتاج عملية تطورية بطيئة للغاية استمرت 4 مليار سنة.
    2- ان الانظمة المعقدة في الكون لا توجد ضرورة منطقية او فيزيائية تحتم وجود كائن عاقل هو من خلقها. فالتعقيد هو نتيجة موضوعية ومبررة فيزيئيا فقط بواسطة القانون الثاني للديناميكا الحرارية.
    3- التطور ليس بعملية عشوائية، بل هو عملية محكومة بواسطة الانتخاب الطبيعي، الذي بدوره محكوم بالظروف المناخية للأرض.
    4- نظرية التطور تقدم تفسير لكل المعضلات البايولوجية التي واجهت العلماء، مثل التشابه الجيني بين الحيوانات والنباتات التي تربطها صلة قرابة، ومثل مقاومة الجراثيم للأدوية، ومثل مقاومة الحشرات للمبيدات، والتكيف المناخي للحيوانات والنباتات والتوزيع الجغرافي، وفي المقابل نظرية الخلق لا تفسر شيئا علي الاطلاق، بل تزيد الاسئلة المطروحة تعقيدا.
    5- لايوجد هدف او مغزي من الحياة، والدليل ان نيزك واحد ضرب الارض قبل 65 مليون سنة اباد 90% من الانواع الحية في مدي قليل جدا من الزمن، ولو كان حجمه اكبر قليلا او اصغر قليلا لما كنا هنا لنتساءل عن اصلنا. ولا يوجد اي مانع منطقي او فيزيائي يمنع تكرر ما حدث.
    6- إن وجود الحياة علي الارض حدث فقط لان اظروف الارض تسمح بذلك، وليس هناك مبرر للإعتقاد بأن الارض خلقت من أجل الحياة.

    هذه هي وجهة نظري بإختصار شديد، وكل من يريد تفصيل اكثر لاي نقطة من النقاط التي ذكرتها، عليه فقط طرح وجهة نظره المضادة لها مع الحجج والبراهين التي يعتمد عليها وسوف اقوم بتفصيل نقطتي والرد علي حجته.

    اتمني نقاش هادف
    تحياتي وإحترامي ليكم كلكم
                  

04-10-2009, 04:56 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: Shihab Karrar)

    تحياتي شهاب

    سبق لي أن ترجمت ووضعت هذا المقال في بوست منفصل ولكنه اختفى من الارشيف لذلك اسمح لي أن اعيد وضعه هنا:


    الداروينية : نظرية متهالكة ـ لويد باي

    بعد ان كتبت أول مقالاتي لمجلة نكسس في متصف سنة 2002 انهالت علي رسائل البريد الالكتروني (قارب عددها المائتين) من مختلف انحاء العالم بعضها يقدم لي التهاني (وانا ممتن لذلك بالطبع) والعديد الأخر يطلب المزيد من المعلومات أو نظرات أعمق لأجزاء تمت مناقشتها أو أجزاء أخرى لم تتم مناقشتها.

    يجب أن نواجه الأمر: الجميع تقريبا مهتمون بالداروينية ونظرية الخلق ونظرية التصميم الذكي والطفل الجديد في المدينة: نظرية التدخل interventionism.
    بسسبب العائق المتمثل في طول هذا المقال يجب أن يكون من جزئين. هنا في الجزء الأول فسوف أتطرق للنقاط الأساسية المعروفة حاليا عن أصل الحياة على كوكب الأرض. ولاحقا في الجزء الثاني سوف أناقش ما هو معروف وما يمكن استخلاصه بأمان عن أصل البشر.

    نبدأ بأن نتفهم حقيقة أن تشارلز داروين كان يقف على منحدر زلق جدا عندما كان يحاول تفسير شئ معقد من الناحية الكيميائية والبيولوجية كمثل التولد التلقائي لأبسط أنواع الكائنات الحية من الجزيئات العضوية والمركبات التي كانت متوفرة في البيئة. وحيث أن ذلك الجزء من نظرية داروين كان دائما واضح الزيف فإن الداروينيين المحدثين يتلقون الضربات الموجعة في جهته من جميع خصومهم بما في ذلك أمثالي ، بحيث أن النتيجة النهائية لكل ذلك هي أن صرح السلطوية الذي تواروا فيه لأكثر من مائة وأربعين عاما يتهاوى تحت وطأة الهجوم.

    تخيل إحدى قلاع العصور الوسطى يتم دكها بأحجار هائلة تلقي بها منجنيقات بدائية ولكنها فعالة عندما تكون مجتمعة. الداروينية ( وجميع الدلالات الأخرى التي يشير إليها ذلك المصطلح مثل الانتخاب الطبيعي والتطور وبقاء الأصلح والتوازن المبعثر الخ..) هي القلعة. الداروينيون يحتشدون في ذروة القلعة بينما الأحجار تفعل فعلها. أنصار التصميم الذكي يقذفون الأحجار مسببين الضرر الأكبر في حين أن أنصار نظرية الخلق بالمقارنة يقومون باستخدام المقاليع من جانب أنصار قليلين. أنصار نظرية التدخل (مثلي أنا) يطلقون سهما صائب التسديد من حين لآخر في حين لا يتنبه لنا أحد، حتى الآن.

    تذكروا أن السهم الصائب التسديد (أو الذي يحالفه الحظ ـ في كل الأحوال المثل هو للتوضيح) قد قتل البطل الإغريقي أخيل. الداروينية لها كعوب أيضا.
    الحياة أو شئ يشبهها
    أيام تشارلز داروين لم يكن هناك شئ معروف عن الحياة على مستوى الخلايا ، كان البروتوبلازم هو أصغر وحدة مفهومة لهم. رغم ذلك فإن نظرية داروين المتعلقة بالانتخاب الطبيعي قالت بأن جميع الحياة، كل كائن حي معروف يومها أو سيتم اكتشافه في المستقبل ـ يخضع من ميلاده حتى وفاته لـ "قوانين طبيعية" يمكن تعريفها وتحليلها. هذا بالطبع يشمل أصل الحياة. اقترح داروين أن الحياة قامت بتجميع نفسها بنفسها من أجزاء متناثرة متواجدة في "بركة دافئة" ما عندما برد الكوكب بدرجة كافية تجعل من مثل ذلك التجميع ممكنا. لاحقا تم إدراك أنه من غير المحتمل تكون أي شئ (سواء ببطء أو بغيره) في محيط ساكن لذلك تم اضافة عامل مساعد: الصاعقة.

    عبر التاريخ وحتى لحظتنا هذه اضطر العلماء لقضاء حياتهم العملية وإله أنصار نظرية الخلق يحلق فوق كل حركة يقومون بها وفوق كل خطأ يرتكبونه وكل هفوة في الحكم على شئ. وكل خطيئة شخصية. لذلك عندما يواجهون شيئا لايمكن شرحه بالمصطلحات العقلانية يكون الخيار الوحيد هو أن "الله فعل ذلك" وذلك شئ غير مقبول بالنسبة لهم. لذلك فهم مضطرون بسبب ضغط أنصار نظرية الخلق الذي لا يرحم للأتيان بإجابات تجعل من كل شئ مهما كان عبثيا شيئا طبيعيا. كان ذلك دافعهم للإتيان بنظرية أن صاعقة يمكن أن تيصيب عددا لايحصى من الجزيئات العشوائية في بركة دافئة وتحولها بطريقة ما للكائن الحي الأول. أي افتراض أنه يمكن للقوى "الطبيعية الحيوية والكيميائية والكهرومغناطيسية التجمع معا بطريقة سحرية ومن ثم : أنظرو! حدث شبيه بمعجزة

    لا حاجة بنا لأن نذكر أنه لا يوجد أي دارويني يقبل بمصطلحات مثل "سحر" أو "معجزة" والتي هي مماثلة للاتفاق مع حجة أنصار نظرية الخلق التي تقول "الله فعل ذلك". لكن في دخيلة نفسه فإن أشد الداروينين تعصبا لابد وأنه يشك في أن حجة البركة الدافئة تلك هي حجة عبثية.

    وحين بدأ المزيد والمزيد يتكشف عن التعقيد المذهل للعقول للبنية الخلوية والكيمياء، لم يعد هناك شك. لا يزال مثال فريد هويل اللاذع قائما: إن احتمالية حدوث ذلك هي كمثل احتمالية أن يقوم اعصار باجتياح ساحة تخزين خردة ويقوم بتركيب طائرة نفاثة مما فيها من قطع.

    لسوء الحظ حلت البركة الدافئة محل " الله فعل ذلك" ومع ذلك رغم علم الداروينيين بخطأ ذلك فقد تشبثوابها، وصرحوا بها ودرسوها. في العديد من مناطق العالم بما في ذلك الولايات المتحدة لا تزال يتم تدريسها.
    أسخن من أن يمكن تناولها باليد
    المطب الضخم التالي في طريق الداروينية نحو استحكاماتها أتى عندما علموا أنه توجد في مناطق معينة من العالم بقايا لما يجب ان يكون أول قطع تكونت من قشرة الأرض. شرائح الصخور القديمة هذه تسمى الكراتون cratons وقصة بقائها طيلة أربعة بليون سنة هي معجزة في حد ذاتها. ولكن الشئ الأشد إاعجازا فيها هي أنها تحتوي على متحجرات بكتيريا بدائية. نعم بكتيريا محفوظة في صخور كراتونية عمرها أربعة بليون سنة, إذا لم تكن تلك بدائية فماذا يكون بدائيا ؟ في كل الأحوال فهي قد شكلت للداروينيين عقدة محرجة.

    إذا كانت الأرض قد بدأت في التجمع من داخل سحابة الغبار والغاز التي تشكلت منها المجموعة الشمسية قبل أربعة ونصف بليون سنة مضت (والتي كانت حينها حقيقة مؤكدة بشكل ثابت)، فإنه قبل أربعة بليون سنة مضت لابد أن الكوكب الأولي كان عبارة عن كرة مضطربة من المادةالمنصهرة التي تكون الصخور والتي كانت في حالة تبريد. لن تظهر برك دافئة على الأرض إلا بعد بليون سنة من ذلك على الأقل. إذن كيف يمكن مصالحة ما حدث في الواقع مع خيال البركة الدافئة؟

    لايمكن مصالحتهما أبدا، لذلك تم تجاهل الأمر من جانب جميع الاختصاصيين الذين توجب عليهم التعامل مع تلك الحقائق بشكل يومي. وأتخذ كل دراويني وضعية قردية "لا تنظر لما هو سئ ولا تتكلم بما هو سئ ولا تسمع ما هو سئ". إذا قلنا أنهم كتموا المعلومات الجديدة الضارة بهم نكون مخطئين، أما إذا قلنا أنه لم يتم إبرازها في الإعلام لاستهلاك الجماهير فذلك صحيح.

    واصبحت تلك هي الطريقة التي يتعامل بها الداروينيون مع كل التحديات التي تواجه نظرياتهم المفضلة: إدا لم يعد بوسعهم الدفاع عن إحداها فهم يكفون عن الحديث عنها أو يتحدثون عنها بأقل ما يمكن. وإذا تم اجبارهم على الكلام عنها فهم دائما يحاولون "قتل الرسول" عن طريق الطعن في مؤهلات أي منتقد. وإذا كان المنتقد يفتقد لمؤهلات أكاديمية كالتي يحملونها فإنه يتم تجاهله على أساس أنه ليس سوى دجال. وإذا كان المنتقد مؤهلا مثلهم فهم يدمغونه بأنه يؤيد نظرية الخلق سرا ويتجاهلونه. لا يستطيع أي عالم ذو انجازات أن يتحدث علنا وجهرا ضد العقيدة الداروينية دون أن يدفع ثمنا باهظا. ذلك هو السبب والكيفية التي أمكن بها اخضاع أناس هم في العادة ذوي ضمير حي وتم تكميم أفواههم في مواجهة تشويه هائل للحقيقة.
    ولولا وجود تلك النمظومة من الرقابة التي لا ترحم لكانت عثرة الداروينية التي تلت ذلك تحتل موضع الصدارة في عناوين الأخبار في مختلف أنحاء العالم على أساس أنها النهاية الأخيرة والحتمية لفكرة أن الحياة قامت بتجميع نفسها بنفسها. إنهم لا يستطيعون حتى أن يكونوا متأكدين أن ذلك تم في كوكب الأرض.
    عصفورين بحجر:
    الهيكل الضخم لعقيدة أصل الحياة الداروينية بني على أساس أنه يجب أن يكون هناك أصل واحد لكل الحياة. عندما أصابت الصاعقة المزعومة البركة الدافئة المثالية المختلقة فإنها خلقت كائنا واحدا فقط. لكن ذلك لم يكن كائنا عاديا: فقد أتت معه القدرة المتعددة على أخذ الغذاء من محيطه وخلق طاقة من ذلك الغذاء وطرد المخلفات الناجمة عن استخدام تلك الطاقة و اضافة لذلك (وكأن تلك القدرة تم منحها استدراكا) القدرة على التكاثر لما لانهاية بحيث ان واحدا من من أعضاء الملايين من أجياله اللاحقة يجلس الأن هنا ويقرأ هذه الكلمات. لاتوجد معجزة في ذلك كل ما في الأمر أنه حظ جيد وهائل بدرجة لانهائية!
    كان ذلك هو إنجيل الداروينية الذي كان يتم الوعظ به والاعتقاد فيه إلى أن تم العثور على متحجرات البكتيريا في صخور الكراتون. كان اكتشفها مقلقا للداروينية ولكن لم يسدد لها الضربة القاضية. توجب عليهم الاعتراف (فيما بينهم بالطبع) أن أول شكل من أشكال الحياة لم يقم بتجميع نفسه داخل بركة دافئة ولكن اجزاءه تجمعت بصورة ما لأن كل متحجرة قديمة من أبنائه كانت بكتيريا أحادية الخلية ليس لها نواة (بروكاريوت prokaryotes ). البروكاريوت سبقت البكتيريا أحادية الخلية ذات النواة المعروفة بالـ "ايوكاريوت" eukaryotes التي ظهرت بعد الأولى بزمن طويل. لذلك كان الموقف بعد اكتشاف الكراتون لايزال ضمن حدود الداروينية. بغض النظر عن الكيفية التي أتى بها أول شكل من أشكال الحياة للوجود فقد كان وحدة واحدة ليس لها نواة وهو أمر متوجب لأن أبسط نواة ستكون "معقدة بدرجة لايمكن تبسيطها" (تلك عبارة يحب أنصار نظرية الخلق استخدامها) بحيث لايمكن لصاعقة أصابت ساحة تخزين خردة البركة دافئة تجميعها منها. لذلك ظل الداروينيون حتى تلك المرحلة في موقف قوي.

    لكن في متصف الثمانينات أذهل عالم الأحياء كارل وويس Carl Woese زملائه باكتشاف حطم ما سبقه: لم يكن هناك فقط المصدر الأول الواحد المتنبأ به لكل الحياة بل كان هناك اثنان: نوعان من البكتريا البروكاريوتية متميزان كتميز البرتقال عن التفاح والقطط والكلاب والخيول والأبقار، شكلين متميزين من أشكال الحياة حيين وسليمين على الكوكب قبل أربعة بليون سنة. لايوجد خطأ في ذلك. لا يمكن دحض ذلك. لايمكن سوى اجتياز تلك العقبة أو التعامل معها.
    ولكن كيف؟ كيف يمكن تفسير نشوء نوعين من الحياة في بيئة تجعل جهنم تبدو كمنتجع صيفي؟ بيئة لا يوجد فيها شئ سوى الحمم المتدفقة حيثما توجه النظر، كيف يمكن تفسير ذلك بمصطلحات ما هو طبيعي؟ بل كيف يمكن تفسير ذلك بأية مصطلحات بخلاف تلك التي هي غير مقبولة اطلاقا؟ الحياة بكل ما فيها من لغز محير بدا واضحا أنه تم زرعها في كوكب الأرض.

    الـ "بانسبيرميا" ترفع رأسها القبيح
    البانسبيرميا هي الفكرة التي تقول بأن الحياة أتت لكوكب الأرض من مكان ما خارج الكوكب وربما خارج المجموعة الشمسية. وسيلة ايصالها تنقسم لجزئين محتملين: الموجهة وغير الموجهة.

    البانسبيرميا غير الموجهة تعني أن كل الحياة أتت إلى هناعن طريق الصدفة البحتة عن طريق نيزك أو مذنب. بعض العلماء يفضلون المذنبات كناقل أساسي لأنها تحتوي على ثلج ممزوج بالغبار (كثيرا ما توصف المذنبات بأنها كرات ثلج متسخ) والحياة من الأكثر احتمالا انها بدأت في الماء واحتمالية قدرتها على البقاء وهي في حالة تجمد في رحلتها الفضائية كبيرة. بعض العلماء يفضلون النيازك كناقل لأنها أكبر احتمالا انها أتت من جسم كوكب كانت به حياة. وهم يتحججون بان المذنب لايمكن أنه كان ذات مرة جزءا من كوكب ولايمكن للحياة أن تولد نفسها في مذنب متجمد.
    البانسبيرميا الموجهة تعني أن الحياة تم إرسالها للأرض عن طريق وسيلة عاقلة ما. أحد السيناريوهات يقترح أنه تم إرسال كبسولة بنفس الكيفية التي قمنا نحن بها بإرسال مركبة الفضاء فويجر في رحلة عبر الكواكب. لكن إذا كانت تم ارسالها من خارج المجموعة الشمسية فيتوجب علينا التساؤل عن الكيفية التي عرف بها المرسل أن الأرض موجودة هنا أو كيف أمكن للأرض أن تقع في طريق شئ تم ارساله عشوائيا.

    سيناريو آخر يقترح أن مركبة فضاء تقودها كائنات فضائية وصلت وأتت بنوعي البروكاريوت. هذا السيناريو يتطب ذهنية منفتحة يفتقدها معظم العلماء بشدة، لذلك فهم لا يقبلون بأي من نوعي البانسبيرميا الموجهة ولا حتى كاحتمال بعيد جدا. بدلا من ذلك يتمسكون بتفسيرهم الذي يزعمون أنه أفضل وهو البانسبيرميا غير الموجهة لأنها تسمح لهم بالاستمرار في لعب لعبة أصل الحياة داخل الحدود الأولية التي رسمها داروين: ما هو غير موجه هو "طبيعي" وما هو موجه فهو "أقل طبيعية".
    لاحظ أنه لا يمكن القول بأن البانسبيرميا الموجهة هي غير طبيعية. وفقا للداروينيين بغض النظر عن المكان الذي نشأت فيه الحياة فإن العملية كانت طبيعية منذ البداية للنهاية. كل ما توجب عليهم الاعتراف به هو انها لم تبدأ في كوكب الأرض. لكن الاعتراف بذلك يجبرهم على الاقتراب بصورة خطيرة من الاعتراف بحقيقة وجود حياة على الكواكب الأخرى وبحثهم المستمر عن مثل تلك الحياة يولد الملايين التي تأتي لتمويل الأبحاث سنويا. ذلك يجعلهم غير مستعجلين ليوضحوا للجمهور أنه نعم خارج الأرض هناك على الأقل نفس الحياة البكتيرية البدائية التي توجد هنا. لايوجد شك في ذلك. لكن كالعادة هم يبقون الغطاء على هذه الحقيقة، لايخفونها ولكن لا يقومون بجهد لتنوير الجماهير بفكرة أننا لسنا وحدنا في هذا الكون ولم نكن أبدا وحدنا. البركة الدافئة لا زال فيها ماء فلماذا تعكيره بطين الحقائق؟

    طهور النسق
    في كتابي المعنون "كل شئ تعرفه خطأ" ناقشت كل النقاط المذكورة أعلاه والتي لا ينتبه لوجودها سوى القليل جدا من الناس خارج الدوائر الأكاديمية. داخل تلك الدوائر هناك لب صلب من "المؤمنين حقا" الذين يمسكون كل حين وآخر بسانحة اكتشاف مركب كيميائي عضوي جديد في الفضاء الخارجي لمحاولة كسب الحجة مرة أخرى لمقولة داروين الأولية بأن الحياة قامت بتجميع نفسها بنفسها على كوكب الأرض طبيعيا بطريقة ما.

    لكن معظم الأكاديميين الموضوعيين الآن يتقبلون حقيقة أن أشكال الحياة الأولى لابد وأنها قد تم إرسالها للأرض للأسباب التالية: 1) أنها تظهر كمجموعتين من البروكارويتات المتعددة ( أرتشيا archaea وبكتيريا حقيقية ) 2) أنها ظهرت للوجود كاملة مكتملة 3) إن الأرض في حالتها الأولية تلك لا يمكن تخيل أنها كانت حاضنة لحياة نامية 4) نصف بليون سنة تبدو فترة أقصر من أن تكفي للسماح للتجميع البطئ خطوة خطوة للتعقيد المذهل للعقول لبيولوجية البروكاريوت وكيميائها الحيوية.
    والمصيبة الأدهى بالنسبة للموقف الدارويني أن البروكاريوت كانت ذات تكوين صامد بأقصى ما يمكن لكائن حي. إنها تكاد تكون غير قابلة للإبادة وقادرة على العيش في أي بيئة وقد أثبتت ذلك بكونها موجودة حتى يومنا هذا وهي تبدو وتتصرف بنفس الطريقة التي كانت عليها أسلافها التي تحجرت قبل أربعة مليون عام. حرارة كاوية؟ نحن نحبها! ملح خانق؟ أدخلنا فيه! تجمد لدرجة الصلابة؟ نحن هناك! ضغط مهشم؟ مثالي بالنسبة لنا! حموضة تسبب التآكل؟ لا يوجد ما هو احسن من ذلك !

    اليوم هي تعرف باسم الاكستريموفايل أي محبة الظروف البيئية القاسية، وهي تعيش مع العديد من أنواع البكتريا البروكاريوتية التي تعيش في ظروف ألطف. يبدو أن أنواع البروكاريوت التي تعيش في الظروف الألطف لم يكن بإمكانها البقاء على قيد الحياة في ظروف كوكب الأرض الأولية تلك فكيف ظهرت؟ وفقا للداروينيين فإنها تطورت عن الاكستريموفايل بنفس الطريقة التي يفترض بها أن البشر تطوروا على مسار متوازي مع القرود من جد واحد.
    يدعي الداروينيون أن مثل تلك المسارات المتوازية لا حاجة لأن تكون هناك إمكانية لتتبع أأثرها. كل ما هو مطوب هو مخلوق يبدوا بصورة معقولة مشابها لآخر فيكون ذلك كافيا لاثبات ما يعبترونه ادعاء شرعيا بوجود رابط تطوري بينهما. الاكستريموفايل من الواضح أنها كانت موجودة: لدينا متحجراتها التي يبلغ عمرها أربعة بليون عام. ومن الواضح أن أحفادها موجودون اليوم مع البروكاريوت التي تعيش في ظروف ألطف التي يتوجب أنها انحدرت منها.. لكن لم يمكن العثور على الأشكال الانتقالية بين الاثنين رغم أن عقيدة الداروينية توجب وجودها.
    وفي مواجهة تلك المشكلة المحرجة ظل الداروينيون ببساطة يلحون أن الأنواع الانتقالية المفقودة موجودة وأنها مخنفية في مكان ما في السجل الحفرياتي، مثلما هو الحال بالنسبة للحلقة المفقودة بين البشر والقرود الموجودة في مكان وسوف يتم حقا اكتشافها ذات يوم على حد زعمهم فقط يجب أن نكون في المكان المناسب في الوقت المناسب!

    ورغم أن حجة الحلقة المفقودة ظلت ملائمة لهذا الحد فإنها فقدت القدرة على تفسير طور الحياة التالي على الأرض عندما بدأت البركاريوت تتقاسم المسرح مع الايوكاريوت الأكبر حجما وأشد تعقيدا (مع انها ايضا ذات خلية واحدة). القفزة من البروكاريوت للإيوكاريوت كبيرة جدا بحيث لايمكن حتى التظاهر بأن الحلقة المفقودة تفسر ذلك. يحتاج الأمر لدستة من الحلقات المفقودة لتغطية الفجوة ما بين حالة عدم وجود نواة إلأى حالة النواة المكتملة الوظيفة. (وبالمناسبة نفس الأمر ينطبق على على القفزة بين أسلاف البشر المزعومين وبين البشر وهو ما سنناقشه في الجزء الثاني).

    كيف يمكن تفسير ذلك؟ بالتاكيد ليس باستخدام المنطق! ولكن لحسن الحظ فالداروينيون لم يعدموا أبدا على اختراع سيناريوهات شبيهة بسيناريو البركة الدافئة لتغطية الثغرات في عقيدتهم.

    إعادة ترتيب العقيدة
    بما أنه من الواضح أن الحلقة المفقودة لا يمكن لها الطيران عبر الهاوية ما بين البروكاريوت والايوكاريوت فلماذا لا نفترض أن بعض البروكاريوتات الصغيرة التهمتها بروكاريوتات كبيرة؟ نعم ذلك ربما يحل المعضلة! ولكن بدلا من أن تتحول المأكولة إلى غذاء وطاقة ومخلفات فإن البروكاريوت المبتلعة بطريقة ما حولت نفسها أو تم تحويلها إلى أنوية للبروكاريوتات الكبيرة التي ابتلعتها. بالتأكيد هذا سيناريو ناجح! بما أنه حتى الآن لم يمكن لأحد أن يبرهن أن ذلك لم يحدث (الحمد لله!) فإن الداروينيون قادرون على إعلان انه قد حدث.( تذكر أنه أنه عندما يقترح أي منتقد للعقيدة الداروينية اقتراح لا يمكن برهنته فإنه يتم تلقائيا الإعراض عنه على أساس انه غير قابل للبرهنة وهي عبارة تعني الحكم بالإعدام لمن هم خارج الجماعة الداروينية. وفي داخل الجماعة فإن الإجماع ملائم لأن الاتفاق الجماعي لمثل هذا العدد الكبير من "الخبراء" يجب قبوله كإنجيل). بالنسبة لأنصار نظرية التدخل من أمثالي فإن مفهوم قيام البروكاريوت بأكل بعضها البعض لتخلق الايوكاريوت هو غير محتمل أبدا ولا يقل عن الفعل الإلهي الذي يؤمن به أنصار نظرية الخلق. ولكن حتى لو كان ذلك احتمالية بيولوجية (وهو أمر تشير معظم الإدلة إلى ضده) فمن العدل توقع وجود موديلات انتقالية بين الاثنين. الداروينيون يقولون لا لأنه هذه العملية يمكن أن تكون وكأنها حدثت ما بين ليلة وضحاها. في لحظة كانت هناك بروكاريوت كبيرة بجوار واحدة صغيرة وفي اللحظة التالية هناك ايوكارت كبيرة بداخلها ما يبدو أنه نواة. ليس الأمر سحرا ولا معجزة فقط عملية بيولوجية غير معروفة اليوم ولكنها كانت ممكنة قبل بليوني سنة. من يستطيع الكلام في أمر كهذا سوى "خبير"؟ في كل الأحوال البروكاريوت الصغيرة والكبيرة عاشتا جنبا لجنب لبليوني سنة (مدة كافية ليتعلمون كيف يعيشون في تناغم!) ثم فجأة ظهر بينهم نوع من الايوكاريوت كاملا مكتملا وجاهزا للانضمام اليهما كعضو الفريق الأخر الوحيد لمدة الف واربعمائة مليون سنة أخرى. (لم تكن فيها تغيرات ظاهرة في الايوكاريوت أيضا).

    قبل حوالي ستمائة مليون سنة ظهرت أولى صور الكائنات متعددة الخلايا (كائنات الايدياكاران) فجأة ودون تفسير مثلما ظهرت الايوكاريوت والبروكاريوت. إلى يومنا هذا فإن كائنات الايدياكاران غير مفهومة بصورة جيدة باستثناء حقيقة أنها كانت مثل سمك الهلام أو أعشاب البحر بأشكال وأحجام متنوعة (يظل من غير الواضح هل هي حيوانات أم نباتات أو مزيج غريب من الاثنين). وعاشت بجانب البروكاريوت والايوكاريوت لمدة خمسين مليون سنة حتى نحو خمسمائة وخمسين سنة مضت زائدا أو ناقصا ملايين قليلة عندما حدث ما يسمى بالانفجار الكامبري.
    يصح وصفه بالانفجار لأنه خلال مدة تبلغ نحو خمسة إلى عشرة مليون عام وهي تعادل طرفة عين بالنسبة للثلاثة بلايين ونصف عام التي سبقتها امتلأت محيطات الأرض بمجموعة مدهشة من نباتات البحر وجميع أنواج الأجسام الحيوانية الستة وعشرين المعروفة حاليا ولم يظهر نوع اضافي منها منذ ذلك الحين. لاتشبه الأنواع لتي كانت موجودة أيام الانفجار الكامبري أي شئ موجود على قيد الحياة في يومنا هذا باستثناء الترايلوبايت trilobites والتي يبدو أنها على الأقل فرخت سرطان البحر ذو شكل حدوة الحصان. لكن رغم المظهر الغريب للكائنات التي ظهرت حينها فإنها جميعا وصلت مكتملة التكوين ذكورا وإناثا فرائس ومفترسين صغيرة وكبيرة جاهزة. ومثل كل الحالات السابقة، لا توجد سوابق لهذه الكائنات.

    السباق يتسارع
    كتبت مجلدات كثيرة عن الانفجار الكامبري وجمهرة الحيوانات والنباتات الغريبة التي نجمت عنه. ببساطة امتلأت الأرض بها وكأنها أمطرت من السماء. يعترف الداروينيون أن تلك عقبة كأداء من بين عقبات مشابهة يواجهونها عندما يحاولون بيع مفهوم التدرج. ببساطة لا يوجد طريقة لمصالحة الظهور المفاجئ جدا والتنوع المذهل والغرابة المحيرة للإنفجار الكامبري. الأمر يحقق المقولة القديمة بأن حقيقة واحدة قبيحة يمكن ان تشوه أجمل النظريات. لكنها ليست على الإطلاق حقيقة واحدة بل عدد من الحقائق.
    إن جميع الحياة المعقدة كما نفهمها بدأت بالإنفجار الكامبري قبل نحو 550 مليون عام. خلال تلك الفترة تعرضت الأرض لنحو خمسة حوادث كوارث أدت لانقراض. الآن يمكن للمرء أن يتفكر في ما مقدار الكارثة التي يسببها حدث معين بحيث يمكن وصفها بأنها كارثة صغيرة، ولكن عند المقارنة بالكوارث الضخمة فإن التمييز يصبح واضحا. الخمسة كوارث الانقراضية أدت لفناء ما بين 50 إلى 90 في المائة من جميع أنواع النباتات والحيوانات التي كانت حية عند حدوث الحدث.

    كلنا نعرف عن آخر هذه الكوارث والتي حدثت خلال العصر الكريتاسيوسي Cretaceous قبل نحو 65 مليون عام و الذي قضى على الديناصورات والكثير مما كان حيا في ذلك الوقت. ولكن ما لا يفهمه سوى القلة منا هو النسق المميز للكيفية التي تستمر بها الحياة ما بين أحداث الكوارث وبعدها. هذا الفرق في نسق الحياة يثير شكوكا كبيرة عن مبدأ التدرج كآلية قادرة على شرح كيفية تكاثرالأنواع.

    فيما بين أحداث الإنقراض عندما نكون البيئة مستقرة فإن الحياة لا يبدو أنها تتغير إطلاقا. المصطلح الذي ينطبق على ذلك هو الركود stasis . كل شئ يبقى على ماهو. ولكن بعد أحداث الإنقراض يحدث العكس : يتغير كل شئ تغييرا هائلا. تظهر أشكال حياة جديدة في كل ناحية من المكان وتملأ كل ناحية متاحة في البيئات الجديدة التي تخلقها التأثيرات اللاحقة للكارثة. مهما كانت طبيعة تلك العملية فهي بكل تأكيد ليست تدرجا.

    في سنة 1972 تجرأ المرحوم ستفن جي. غولدStephen G. Gould من جامعة هارفارد و نايلس الدريدجNiles Eldredge من المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي وأعلنا تلك الحقيقة للعالم. إن التطور المتدرج هو بكل بساطة غير موجود في السجل الحفرياتي وأن تلك حقيقة يجب التعامل معها. يجب تعديل وجهة نظر داروين عن التغيير. إنه ليس عملية تدريجية عشوائية تمليها الطفرات العشوائية الجيدة في الجينات. إنها شئ آخر.
    هذا الشئ الآخر أسمياه التوازن المبعثر. مفتاحه كان هو اعترافهما العلني بالسر الأكبر والذي هو أن أشكال الحياة تغيرت في تدفقات تلت أحداث الانقراض وبذلك فلاعلاقة للموضوع بالانتخاب الطبيعي أو بقاء الأصلح أو أيا من المعتقدات الداروينية القديمة التي تم غسل أمخاخ الجميع ليصدقوها. كان ذلك هو التحدي الأول الأكبر للداروينية المتشددة وقد قوبل بمعارضة غاضبة. وقام الحرس القديم بدمغه بأنه هراء punk eek و تطور عن طريق الشد evolution by jerks.
    الحقيقة ومترباتها
    ما اعترف به جولد والدريدج هو الحقيقة العظيمة وهي أن التطور عن طريق الانتخاب الطبيعي غير ظاهر سواء في السجل الحفرياتي أو في الحياة التي نراها من حولنا. الحرس القديم أكد أن السجل الحفري ببساطة لابد أنه مخطئ وأنه لا يعطي صورة كاملة لأن أقساما كبيرة منه مفقودة. ذلك كان صحيحا لكن أقساما أكبر موجودة وهذه الأقسام توضح بجلاء سيادة الركود لأشكال الحياة في كل حقبة يتلوه امتلاء سريع للنواحي البيئية بعد كل حدث انقراض. لذلك ففي حين أن هناك أقساما من السجل الحفرياتي مفقودة حقا فإن ماهو موجود لا يمكن أن نخطئ في قراءته.
    ثار الجدل واختلقت التفسيرات في محاولة للتصدي لكل أوجه موقف من وصفوهم بأنهم يبثةن الهراء. ولم تكن أيا منها مقنعة لكنها تكاثرت. تذكر أن العلماء لديهم ميزة أن الجميع يعتبرونهم خبراء حتى حين لا يكون لديهم أي فكرة عما يتكلمون عنه. ذلك يسمح لهم بأن يصوبوا الطلقة تلو الأخرى نحو الجدار إلى أن تصيبه إحداها إو إلى أن يتغطى الهدف الذي يصبون عليه جام غضبهم بحيث لا يمكن رؤيته إطلاقا. هكذا كانت نهاية الـمتهمين بنشر الهراء : بنهاية التسعينات من القرن العشرين كانوا قد تم تهميشهم.
    لايمكن للمرء أن يلوم الحرس القديم من الداروينيين على هذه الهجمات. لو أنهم قاموا بإعطاء أية مصداقية لمسألة الظهور المفاجئ لجمهرة من الأنواع الجديدة في النواحي الخالية من البيئة فإن ذلك كان سيهدم العديد من المعتقدات الأساسية الخاصة بالتطورالتدريجي الطبيعي المزعوم. الفكرة ببساطة لايمكن اثباتها كحقيقة. لماذا؟ لأن البركة الدافئة قد جفت فالكيمياء الحيوية جعلت من حكاية قيام البروكاريوت الكبيرة بأكل البروكاريوت الصغيرة حكاية عبثيية كما أن الإنفجار الكامبري كان ببساطة غير قابل للتفسير. فإذا أضفنا لكل ذلك مسألة الظهور المفاجئ لأنواع جديدة فإن كل نظرية التطور سوف تتخلخل وعندها أين سيذهب الداروينيون؟ وفي مواجهة صياح أنصار نظرية الخلق الأتقياء "أنظروا أخيرا يتضح ان الله فعلها!" فإن الداروينيون لا يمكن أن يسمحوا لذلك بان يحدث.
    كأحد أنصار نظرية التدخل فأنا لا ألومهم. بالنسبة لي فإن التفسير بأن الله فعل ذلك مساوي للتفسير بأن صاعقة أصابت البركة الدافئة وفعلت ذلك. أنا أرى إجابة أحسن وأشد عقلانية بكثير للسؤال الغامض عن أصل الحياة في الأرض. لقد أتت الحياة إلى هنا بفعل كائنات عاقلة وقد ظلت تحت مراقبة مستمرة من جانب هذه الكائنات. هل تم تطويرها لغرض معين ذلك سؤال غير قابل للإجابة في الوقت الحالي ولكن يمكن الاثبات بالحقائق والبيانات بأن تدخلا من جانب كائنات عاقلة يمثل الإجابة الأشد منطقية وقابلية للتصديق لسؤال كيف حدثت الحياة هنا، وكذلك سؤال كيف ولماذا تطورت بطرق عديدة غير عادية في الخمسمائة وخمسين مليون سنة الماضية.

    الآن نأتي إلى لب الموضوع.
    سفن نوح كونية
    يمضي الداروينيون حياتهم وهم يلوحون بشهادات الدكتوراه التي يحملونها وكأنهم التلاميذ المفضلون للمعلم في المدرسة ولديهم تصريح خاص يتسمح لهم بالصراخ في وجوه خصومهم والسخرية منهم أمام الجماهير وذلك لأي شخص يختار أن يبتعد عن غسيل المخ المستمر لسنوات تحملها من أجل الحصول على التصاريح ـ أي شهادات الدكتوراه. لكن شهادات الداروينيون تعطيهم التأثير والمصداقية لدى الإعلام، والإعلاميون ليس لديهم الوقت ولا القدرة أو الموارد ليتمكنوا من التحقق من أن كل ما يقوله الداروينيون حق. يتوجب عليهم الثقة في كل العلماء بأنه ليس لديهم أجندة سياسية أو أخلاقية، وأنهم لن يشوهون الحقائق لكي تلائم رغباتهم الخفية. لذلك بمرور الوقت أصبح الإعلام مثل كلب صغير أليف في حضن الداروينيين يسجل ويعد التقارير عن أي شئ يخبرهم الداروينيون أن يعدوا تقريرا عنه ويعرضون عن كل ما يقولون لهم ان يعرضوا عنه.

    ورغم صياح الداروينيون بأن كل من يتحداهم يفعل ذلك بسبب جهله الفاضح فإن ذلك ليس دائما هو الحقيقة. خصومهم ليسوا دائما أنصار نطرية الخلق أو أنصار نظرية التصميم الذكي الذين يجهد الدراوينيون أنفسهم ليصوروهم في موقف الأغبياء الذي يقبع فيه عن استحقاق أنصار نظرية الخلق. لذلك فإن أنصار نظرية التدخل من أمثالي لا يجدون سوى القليل من المخارج للتعبير عن أنفسهم ولايجدون أي إمكانية للتعبير في الإعلام الجماهيري. مع ذلك نحن نشعر بأن وجهة نظرنا بخصوص أصل الحياة هي ألأشد عقلانية عند عرضها على الحقائق المجردة ، والخاصية الأساسية لوجهة نظرنا تبدأ بما أسميته أنا ذات مرة "شاحنات قمامة كونية" لكن ذلك التعبير أثار الانتقاد على أساس أنه مشاغب لذلك أنا أسميها الآن "سفن نوح كونية".

    تخيل هذا السيناريو: أسطول من السفن العابرة للمجرات الحاملة لمؤرضي الكواكب terraformers (أي الذين يقومون بتحويل الكواكب التي ليس بها حياة إلى كواكب قابلة لظهور الحياة ) يطوف الكون. عملهم هو العثور على المنظومات الشمسية المتكونة وزراعتها بمنظومة من أشكال الحياة الأولية العالية التحمل التي يمكنها العيش في أي بيئة مهما كانت قسوتها. ثم يعود المؤرضون على فترات منتظمة ويقومون باللازم لزيادة سعة الحياة لأقصى حد في المنظومة الشمسية الآخذة في التطور. كل منظومة شمسية متميزة تحتاج لأشكال حياة متخصصة في أوقات مختلفة في تطورها والتي يوفرها المؤرضون من منظومة متنوعة من أشكال الحياة في أسطول سفن نوح الذي تحت تصرفهم.

    بمثل هذه المعطيات دعنا نتفكر فيما حدث هنا على الأرض. حالما بدأت الأرض تتكون من سحابة الغبار والغاز ظهر نوعان من بكتيريا يكاد يكون من المستحيل قتلها وكأنما هناك أحد ما عرف بدقة ماذا يفعل ومتى يفعله بالضبط.

    أيضا سيكون من المنطقي أن كل كوكب في طور التكوين في المجموعة الشمسية سيتم زرعه بنفس الطريقة في نفس الوقت. كيف يعلم حتى المؤرضون أي كوكب سيكون بعد بلايين السنين قابلا لأن تحيا فيه أشكال حياة معقدة؟ وخمن ماذا حدث! نيزك من المريخ يبدو أنه يحتوي على دليل متحجر لنفس نوع بكتيريا النانو (أي الصغيرة جدا) الموجودة علىالأرض الآن. وإذا تم فحص جميع الكواكب الأخرى فربما ستعطي نفس الدليل على وجود عملية زرع بكتيرية في طور الكوكب الأولي. سوف يكون من غير المنطقي أن يتصرف المؤرضون بطريقة مخالفة لذلك.

    الصدأ أيضا ينهض
    حسنا إذن، مجموعتنا الشمسية لاحظ وجودها المؤرضون عندما اشتعلت شمسنا وبدأت الكواكب في التكون حولها. في كل كوكب يقومون برش نوعين مختلفين من البكتيريا ذات الخلية الواحدة التي يعلمون أنها سوف تعيش في أي مناخ (أي محبة الظروف البيئية القاسية extremophiles ). لكن البكتيريا لديها مهمة: انتاج الأوكسجين كجزء من عملية تمثيلها الغذائي. لماذا؟ لأن الحياة تقريبا بالتأكيد لها نفس الأجزءا والوظائف في كل مكان من الكون. الحمض النووي سيكون أساسها والكائنات العليا ستحتاج للأكسجين لعملية تمثيلها الغذائي. لذلك الحياة المعقدة لا يمكن زرعها في مكان ما مالم يكن هناك مستوى معين من الأكسجين في جو الكوكب.

    في كل مكان تتم فيه هذه العملية ستواجه المؤرضين مشكلة كبرى ليتعاملوا معها: الحديد. الحديد عنصر متوفر في الكون. وهو بالتأكيد متوفر في الكواكب (النيازك كثيرا ماتكون محملة به). الحديد شديد التفاعل مع الأكسجين وذلك هو تكون الصدأ. لذلك ففي أحد الكواكب الجديدة المتكونة في أي مجموعة شمسية لا يمكن لأشكال الحياة العليا أن تتطور إلى أن يتم ضخ أكسجين كافي في جوه لكي يؤكسد معظم الحديد الحر الموجود فيه. ذلك اوهو أمر لا يدعو للدهشة هو بالضبط ما قامت بفعله البروكاريوت خلال البليوني سنة الأولى من حياتها على الأرض. لكن العملية يجب أن تكون ذات جزئين.
    الأرض المتكونة ستكون في حالة تبريد طيلة الوقت، لذلك دعنا نقول أن التبريد الكامل يأخذ مدة حوالي بليون سنة. لذلك ستكون أول مجموعة يتم زرعها هي البروكاريوت لأنها تستطيع البقاء على قيد الحياة في تلك المرحلة. ثم بعد بليون سنة أو نحوها يعود المؤرضون ويزرعون بقية البروكاريوت أي تلك التي لا تعيش إلا في بيئة ألطف من الأولى. ثم سيكون عليهم العودة بصورة منتظمة لأن كل كوكب سيبرد بمعدل مختلف بسبب اختلاف أحجام الكواكب وتركيبها.

    لكن بعد مضي بليوني سنة من أول عملية زرع في المجموعة الشمسية الجديدة سيلاحظ المؤرضون أن الكوكب الثالث من الشمس هو الوحيد الذي استمرت فيه الحياة. وعندها سوف لن يندهشون فهم يعلمون أن هناك نطاقا حيويا حول كل شمس بغض النظر عن حجمها أو نوعها. وحيث أن تلك الشمس قد أخذت شكلها الأفضل فهم كان سيمكنهم التنبؤ بأي كوكب ذلك الذي ستستمر فيه الحياة. في هذه المنظومة الكوكب الثالث تسير فيه الحياة بصورة جيدة لكن الرابع لا تزال تتعثر فيه. لديه بروكاريوت وماء لكن به الكثير من الحديد (الكوكب الأحمر) الذي يتطلب وقتا أطول لتحييده أطول من الوقت الذي يتطلبه كوكب صغير مثل هذا ذو لب غير متفاعل ليبرد، ولذلك سوف يفقد جوه الذي سيتبدد في الفضاء قبل أن يحدث التوازن. الكوكب الرابع إذن سيصبح أرضا مقفرة.

    بعدها يقوم المؤرضون بتنفيذ الطور الثاني من البناء الكوكبي على الكوكب الثالث المزدهر عن طريق زرع الايوكاريوت الأكبر حجما وأشد تعقيدا و ذات التفاعلية الحيوية الأكبر وذلك لتسريع عملية الأكسدة. الإيوكاريوت هي أضعف بكثير من البروكاريوت لذلك لايمكن وضعها في كوكب لآخذ في التشكل إلى أن يبرد بدرجة كافية ليصبح فيه ماء وارض كافيين. لكن حالما تأخذ الإيوكاريوت مكانها وتستقر فإن حجمها الكبير بالمقارنة مع الإيوكاريوت يمكنها من إجراء التمثيل الغذائي بكمية أكسجين أكبر لكل واحدة منها. وهكذا فإن البروكاريوت المنتشرة ومعها الإيوكاريوت تصبحان معا قادرتين على إفراز أكسجين كافي لأكسدة كل قطعة حديد حر في قشرة الأرض وفي بحارها وبعد ذلك بفترة قصيرة نسبيا ملأ جوها بالأكسجين.

    وبالتأكيد حين يعود المؤرضون بعد ألف وأربعمائة مليون سنة أخرى فسيجدون الأرض تسير سيرا حسنا ولكن الموقف علىالمريخ لم يتحسن: صدا في كل مكان تراه العين (المريخ من المحتمل أنه به على الأقل البروكاريوت لأنه لم يكن فيه أكسجين كافي في المياه السطحية أو الصقيع الدائم الذي لا يزال فيه ليحول كل سطحه لأكسيد الحديد). لكن الأرض تسير سيرا حسنا. معظم حديدها الحرتحول إلى صدأ ومستويات الأكسجين في الهواء تزيد باضطراد. لا زال الوقت أبكر من اللازم لزرع حياة معقدة ولكن يوم زرعها ليس ببعيد الآن حيث لا يبعد سوى عشرات الملايين من السنين بدلا من مئات الملايين منها. في تلك اللحظة فإن الأرض جاهزة لشحنتها الأولى من الكائنات متعددة الخلايا وهكذا تم زرعها: كائنات الايديكارانEdicaran fauna .

    رغم أن العلماء اليوم ليس لديهم فهم واضح عما كانت عليه الايديكاران أو ما كان غرضها (لأنها غير موجودة اليوم) فيبدو آمنا أن نفترض أنها كانت ناشرة أكسجين بدرجة أقوى من الإيوكاريوت.

    إذا كان المؤرضون هم وراء الحياة على الأرض فليس هناك ما هو منطقي أكثر مما فعلوه. لكن لإذا كل شئ حدث هنا حدث بفعل صدفة عمياء فإن ذلك يشكل أشد سلسلة أحداث محظوظة يمكن تخيلها. كل شئ حدث بالضبط في الوقت المطلوب حدوثه فيه وفي المكان المطلوب حدوثه فيه. إذا لم تكن تلك معجزة واضحة فلا أدري ماذا تكون.
    فهم أكثر منطقية
    بافتراض أن المؤرضون هم وراء زرع وتطوير الحياة على الأرض يمكننا إضافة لذلك أن نفترض أنه في حوالي 550 مليون سنة مضت فإنه على الأقل أصبحت المحيطات الأولية مشبعة بالأكسجين بدرجة كافية تمكنها من استضافة حياة معقدة حقا. وتلك هي التي تم زرعها بالجملة خلال الإنفجار الكامبري الذي لايمكن تفسيره تفسيرا منطقيا بأيطريقة أخرى، وبعد ذلك تلته كل بنية أشكال الحياة العلياعلى الأرض التي نعرفها. (الإجابة عن تساؤلات لماذا وأين بخصوص تلك العملية هي للأسف خارج حدود هذا المقال لكن هناك أجوبة لديها منطق ظاهري يقف خلفها مماثل لما سبق طرحه).

    خلال هذه الـ 550 مليون سنة حدثت خمسة أحداث انقراض رئيسية وبعد كل منها تمر ملايين قليلة من السنوات تستقر فيها حالة الأرض مع التغير البيئي الناجم عن الكارثة. بعض أشكال الحياة التي كانت موجودة قبل الحدث تستمر في البيئة الجديدة لتنضم لها حمولات جديدة من أنواع الكائنات التي قامت سفن نوح المؤرضين بزرعها في البيئة الجديدة بعد أن حللوا الموقف على الكوكب الآخذ في الشفاء من الكارثة والتي يعرفون أنها ستبقى حية في البيئة الجديدة وتؤسس توازنا مع أشكال الحياة الموجودة أصلا هناك (ونلك هي نسخة أنصار نظرية التدخل عن التوازن المبعثر).
    لقد سبق وأن رأينا الصعوبات التي واجهت الداروينيين في محاولتهم لشرح مسار الحياة الذي يعرضه السجل الحفرياتي. ذلك السجل يمكن تفسيره بالعقيدة الداروينية المقبولة حاليا لكن القشرة الأكاديمية الهشة التي تغطي ذلك الشرح لا تختلف كثيرا عن التدخل الإلهي الذي يتبناه أنصار نظرية الخلق كما يمكن أيضا أن يفسره أنصار نظرية التصميم الذكي الذي يتحججون بأن كل شئ معقد بدرجة أنه لا يمكن أن يكون قد تم بدون تدبير عقل ذكي أعلى (وهم يحجمون عن تسمية ذلك العقل الأعلى الله لأنهم بذلك يتحولون لأنصار نظرية الخلق المتمسكين بعقيدتهم).

    بالنظر لكل ما تم ذكره أعلاه فنحن أناص التدخل نعتقد بأن سيناريو المؤرضين يفسر السجل الحفرياتي للحياة على الأرض بإبداع أكبر ودقة أكبر ومنطق أكبر من البقية. وفي المستقبل سيكون له الإحتمالية الأكبر في أن تتم البرهنة على أنه هو الصحيح. نحن غير مهتمين بالبحث عمن كان هؤلاء المؤرضون أو مناقشة ذلك لأن ذلك غير وارد وغير قابل للمعرفة إلى أن يقومون هم بأنفسهم بتفسير ذلك لنا. كما أن الانشغال بتخمين أصلهم يحول انتباهنا عن الموضوع الأكثر أهمية وهو محاولة اثبات أن تفسيرنا لأصل الحياة منطقي أمثر من أي تفسير آخر.

    سيستمر الإعلام في تجاهلنا لأن فكرة وجود حياة عاقلة خارج الأرض مرعبة بالنسبة للكثيرين من سكان الأرض. أحد الأسباب الأساسية العديدة لهذا الخوف هي عادتنا البائسة في تصفية كل ما يقع خارج حدود واقعنا بمصافي إدراكاتنا. وبذلك ننسب للأخرين نفس الصفات والخصائص التي نمتلكها. وعادة أخرى سيئة تظهر عندما نكتشف تقنية جديدة. دون استثناء تكون فكرتنا الأولى هي"كيف يمكن لنا استعمال هذه لكي نقتل المزيد من أعدائنا؟". جميعا لدينا أعداء يتوجب ابادتهم لحل المشكلة التي يمثلونها. سواء أحببنا ذلك أو كرهناه فهو الوجه الطاغي على الطبيعة البشرية.

    لأننا نسقط دائما على الأخرين أوجه طبيعتنا الأشد ظلاما فإننا تلقائيا نفترض ـ رغم فيلم إي تي ومسلسل ألف وغير ذلك من التصويرات في ثقافتنا التي تصور الكائنات الفضائية بصورة محببةـ أن الغرباء الفضائيين سيريدون ايذائنا. ولذلك فغننا نريد تجنب احتمالية أن يكونوا موجودين بكل وسيلة نستطيعها. (هنا يمكنني أن أذكر المقاومة العنيدة التي لاقيتها شخصيا في جعل الناس ينظرون بجدية لجمجمة طفل النجوم Starchild Skul والتي يفترض المنطق أنه كان يجب دراستها باستفاضة قبل ثلاثة سنوات). (وهي جمجمة بشرية قديمة لطفل ذات حجم ضخم جدا تم العثور عليها مدفونة ـ المترجم).

    لذلك يتم تجاهل نظرية التدخل لأنها تقترب أكثر من اللازم من الأطباق الطائرة ودوائر المحاصيل والاختطاف من جانب كائنات فضائية وكل ظاهرة أخرى يمكن أن تشير إلى أننا نحن البشر في النهاية ذوي أهمية ضئيلة بدرجة لا نهائية في مشروع الحياة في الكون. هناك الكثير مما يتوجب قوله عن ذلك بالطبع خاصة فيما يتعلق بأصل البشر ولكن يتوجب أن ينتظر ذلك للجزء الثاني من هذا المقال.

    الآن فلتكن الكلمة الأخيرة هي أن الكلمة الأخيرة عن الأصل ـ أصل الحياة وأصل البشر ـ لا تزال بعيدة جدا عن أن تتم كتابتها.

    ولكن عندما يتم ذلك ذات يوم فأنا أشعر شعورا قويا بأنها ستكون: "التدخل" interventionism".
                  

04-10-2009, 06:41 PM

Shihab Karrar
<aShihab Karrar
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: محمد عثمان الحاج)

    الاخ محمد عثمان الحاج
    تحياتي وإحترامي

    أولا لا بد لي من ان اقدم لك عميق الشكر والإمتنان علي المجهود الكبير الذي بذلته في ترجمة هذا المقال.

    إلا انه وللأسف الشديد، فإن كاتبه إما جاهل ببعض الاكتشافات العلمية والتجارب التي أجريت منذ الخمسينيات من القرن المنصرم، او تعمد إخفاء بعض المعلومات التي يعرفها اي طالب ثانوي درس البايولوجيا في دولة محترمة لا تزور العلوم ولا تخفيها عن الناس وذلك لغرض في نفسه.

    بإختصار شديد، كاتب المقال يريد ان يقول إن هناك ثغرات في نظرية التطور، ولسد هذه الثقرات فهو يقترح إن ذلك تم بواسطة كائنات فضائية، استعملت كوكب الارض كحقل تجارب للحياة،.
    حقيقة لم استطع منع نفسي من الضحك عندما وصلت لهذا الجزء:
    Quote: تخيل هذا السيناريو: أسطول من السفن العابرة للمجرات الحاملة لمؤرضي الكواكب terraformers (أي الذين يقومون بتحويل الكواكب التي ليس بها حياة إلى كواكب قابلة لظهور الحياة ) يطوف الكون. عملهم هو العثور على المنظومات الشمسية المتكونة وزراعتها بمنظومة من أشكال الحياة الأولية العالية التحمل التي يمكنها العيش في أي بيئة مهما كانت قسوتها. ثم يعود المؤرضون على فترات منتظمة ويقومون باللازم لزيادة سعة الحياة لأقصى حد في المنظومة الشمسية الآخذة في التطور. كل منظومة شمسية متميزة تحتاج لأشكال حياة متخصصة في أوقات مختلفة في تطورها والتي يوفرها المؤرضون من منظومة متنوعة من أشكال الحياة في أسطول سفن نوح الذي تحت تصرفهم.



    وستري معي ان هذا الطرح مضحك للأسباب التالية:

    أولا: تعمد الكاتب إخفاء حقيقة تجربة يوري - ميلر، التي أجريت في الخمسينيات من القرن الماضي، وهي تجربة الحساء البدائي كما يحلو لعلماء الاحياء الجزيئية تسميتها. وهي تجربة تجري اليوم في المدارس الثانوية في كل دول العالم - عدا العالم الاسلامي بالطبع لانها تتعارض مع الدين.
    اللغز الكبير الذي واجه انصار نظرية التطور قبل يوري - ميلر كان هو تشكل البروتينات من مواد اولية بسيطة كانت منتشرة علي الارض في مراحل تكوينها الاولي (الماء، غاز الميثان، النيتروجين، ثاني اكسيد الكربون) وهي اشياء متوفرة بكثرة في السحابة البين نجمية التي تكونت منها الارض. فهل يمكن تكون البروتينات (وهي المادة الاساسية في تكوين البروتوبلازم او المادة الحية) من هذا الخليط البدائي بصورة طبيعية ؟
    لكي نعرف هذا لابد من محاكاة الظروف التي كانت علي الارض قبل 4 مليارات عام، المعلومات الجيولوجية تمدنا بمعلومات كافية للغاية عن ظروف الارض في تلك الفترة. حيث كانت عبارة عن شيء يشبه ايسلندا الحالية، باركين نشطة، غاز ميثان كثيف، ثاني اكسيد كربون، ينابيع حارة منتشرة علي سطح الارض جميعه، سحب كثيفة للغاية وعواصف رعدية مستمرة ، ولا يوجد اكسجين ولا اوزون، كل الاكسجين كان في شكل مركبات من اكاسيد كربون وسيليكا وغيرها نظرا لنشاطه الكيميائي العالي، اشعة فوق بنفسجية تضرب الارض بإستمرار.
    السؤال هو، هل إذا أعدنا تشكيل هذه الظروف في المعمل، هل سنحصل علي بروتينات؟ وهذا ما فعله ميلر بالضبط، حيث اعاد تشكيل الظروف في دورق إختبار، وكانت المفاجأة أنه بعد سويعات قليلة حصل علي الاحماض أربعة من الاحماض الامينية العشرين التي تشكل اساس بناء الكائنات الحية جميعها بدون استثناء.
    ثم اعيدت التجربة مرات ومرات، وفي كل مرة نحصل علي احماض امينية جديدة، مما لا يدع مجلا للشك في ان الاحماض الامينية يمكن ان تتشكل في الطبيعة بدون اي مساعدة خارجية.

    ثانيا: تعمد الكاتب ان يبدو جاهلا او هو جاهل بالفعل بأسباب الانفجار الكمبري - انتشار الكثير من الانواع الحية قبل 550 مليون عام - وهو شيء لم يعد موضع نقاش منذ زمن بعيد، حيث انه قبل 600 الي 500 مليون عام، اصبح في جو الارض كم كاف من الاكسجين نتيجة للتمثيل الضوئي الكثيف بواسطة الطحالب الخضراء في المحيطات والتي كانت تملأ المحيطات تقريبا دون ان يكون لها منافس، بحيث ان بعض الذرات وصلت الي الطبقة العليا للجو (الاستراتوسفير) مما سمح لها بالتفاعل مع الاشعة الكونية والاشعة فوق البنفسجية، لتشكل كل ثلاث ذرات أكسجين ذرة اوزون واحدة، وكان ذلك بداية ظهور طبقة الاوزون، التي حجب كم كبير من الاشعة فوق البنفسجية التي كانت تعمل كعامل محفز لظهور الحياة لحد معين ثم تعمل علي تفكيك الجزيئات الكبيرة بعد ذلك مما يشكل عامل يمنع بلوغ التعقيد مرحلة كبيرة. بإنخفاض معدلات الاشعة فوق البنفسجية وجدت الانواع الحية الجو ملائم في اتجاه زيادة التعقيد، مما ادي لما يعرف بالانفجار الكمبري.

    ثالثا: لا يزال هناك تضارب في الاراء حول ظهور الخلية ذات النواة، وهو إختلاف بين التطورين انفسهم، وكون ان جزئية صغيرة مثل هذه لم تحسم بعد، فليس معني هذا ان نظرية التطور خاطئة. كاتب المقال يبدو لي مثل من يطالب بهدم عمارة من عشرة طوابق فقط لأن هناك صنبور ماء معطل !!!

    رابعا: ليست هناك اي حلقة مفقودة في تطور الانسان، هذه أكذوبة تتردد بإنتظام، وهي شائعة فقط في مواقع الخلقيين المسيحين المتطرفين من أنصار الرئيس الامريكي جوج بوش. إنظر الصورة أدناه:



    هل تري حلقة مفقودة؟

    او يمكنك الذهاب لرابط التالي للمزيد من القراءة:
    http://en.wikipedia.org/wiki/Human_evolution

    تحياتي وإحترامي لك
                  

04-10-2009, 06:50 PM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: محمد عثمان الحاج)

    الأخ شهاب ... تسلم,
    تجدني أتوفر لدعوتك من خلال تجربة ذاتية, كان حافزها الخوض الشديد
    في بحر المعرفة, وإستقصاء كنه هذا الكون, لنعرف حقيقة أمره, وبالتالي
    نحشد من خلال تلك المعرفة, أحكامها الضافية, والتي تمثل النتائج النهائية
    المنتظرة, كأن هل هناك إله أملا لا؟ وهل يدار الكون عبر قوة خفية, أم أنه
    يتداعى مع ذات معطياته , وبتلقائية مادية لا تنتظر إشارة من السماء.
    وحقيقة فقد كانت الماركسية مدخلي لهذه المخاضة الفلسفية, ولما إخترتها
    باعا من حياتي موجها ومرجعا.
    وبرغم صدقي فى القبول بالتفسير الماركسي لأمر الكون, وبرغم إجتهادي فى
    الوصول لأقصى نقطة من الأدب الماركسي, تتعلق بهذا الأمر, وبرغم تمثلي
    للإلحاد من هذا المنطلق الماركسي, لكني وحياتك ... تعبت كثيرا من هذا
    الإلحاد, وقصرت معرفتي ومشاعري عن تثبيت الإلحاد إلى كل حياتي, فتراجعت
    الفكرة كثيرا مع تراجع الماركسية أولا, ومع عدم الوفاء المعرفي بما
    يقتضيه الإستمرار في الإلحاد ثانيا, ومع ما إخترته من نهج للإقتراب
    من واقع مجتمعي وإعادة إعتباري لكثير من مكوناته ثالثا, ومن تقدم
    عمري وضعف دفاعاتي الإلحادية أمام سطوة الإيمان وما يبعثه من يقين
    رابعا.

    على كل بدأت وأواصل لاحقا ...
                  

04-10-2009, 07:22 PM

malik_aljack
<amalik_aljack
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: HAYDER GASIM)

    قال الله تعالى فى سورة نوح "وقد خلقناكم أطوارا" (نوح14)
                  

04-10-2009, 09:26 PM

Badreldin Ahmed Musa
<aBadreldin Ahmed Musa
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 1467

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: malik_aljack)
                  

04-10-2009, 09:29 PM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: Badreldin Ahmed Musa)

    إذا كان يوم 12 فبراير 1809م ميلاد عالمنا الذي من خلال نظرية واحدة فجر عشرات النظريات التي لاغنى للعالمين عنها، فإن يوم 12 فبراير 2009 تمر الذكرى المئين لميلاده.
    وبالرغم من إنكار رجال الدين في عهده لنظريته فقد داوم رجال الدين الإسلامي على إنكارها رغم مرور 150 عاماً على نظريته.





    أبقوا معنا لسبر تفاصيل معجزة دارون








    أسقف كانتبري: سيد دارون، جَدّك أنت قرد


    GMT 6:00:00 2009 الخميس 12 فبراير

    عبد القادر الجنابي



    --------------------------------------------------------------------------------


    إيلاف تخصص ملفًا لدارون بمناسبة ذكرى ميلاده المئتين (1/6)


    إعداد عبد القادر الجنابي: يحتفل العالم اليوم (كلٌّ حسب هواه الخَلـْقي Creationist أو التطوري Evolutionist)، خصوصًا الأكاديميات العلمية والأوساط الثقافية بالذكرى المئتين لميلاد دارون، عالِم الطبيعة الذي بيّن أن كل ما هو حي قد تطور عبر الأزمنة من أسلاف مشتركين خلال عملية سماها الانتخاب (الاصطفاء) الطبيعي، فأحدث، بكتابه "أصل الأنواع"، شرخًا ( يتطور تطور العالم) في صلب الإيمان القائل بأن الإنسان خُلِقَ "إنسانًا بشكله وصفاته وعقله لا يتطور ولا يتحول"، على حد عبارة أحد المسلمين. ومنذ 150 عامًا، والصراع في حدته مما يمكن القول إنه ما إن يمر عقد من الزمن، حتى يعود دارون إلى الواجهة مثيرًا السجال والنقاش في الساحة العلمية. إذ كما قال أحد المختصين، أن كل فكرة علمية لا يمكن أن تبقى قانون الطبيعة الثابت... على العكس إنها دائمًا في حالة تطور ونمو وتصبح إطارًا للنقاش والبحث دون أن تفقد هويتها وملامحها الرئيسة. ونظرية دارون قوتها أنها الفكرة العلمية الوحيدة في التاريخ التي أُخذت جديًا منذ ظهورها وحتى اليوم. ترى، من هو دارون؟

    ولد تشارلز روبرت دارون في 12 شباط 1809 في مدينة شروزبري (شروبشاير، انكلترا) وتلقى تعليمه الدراسي فيها. ومنذ طفولته كان له ولع بعالم الطبيعة. دخل عام 1825 إلى كلية أدنبرة مكث فيها سنتين وكان يفترض أن يدرس الطب لكنه شعر بالملل من هذه المادة وفشل فيها.. انتقل إلى جامعة كمبردج التي طور فيها اهتمامًا بالغًا في التاريخ الطبيعي. نال شهادة الدكتوراه عام 1831 وعندما حل الخريف طلب من القبطان فيتزروي أن يأخذه معه في رحلته، على سفينة بيغل حول الكرة الأرضية لكي يتابع عن كثب القضايا الطبيعية. فطالت الرحلة ما يقارب خمس سنوات، مارة بشواطئ أميركا الجنوبية، الجزر الأوقيانوسية واستراليا الخ، فكانت الجزر تسترعي انتباهه، فأخذ يدون، في دفاتر، كل ما تطرأ عليه أفكار وملاحظات تجلت عبر معاينته لعالم النبات والحيوان والصخور وبقايا مستحجرات الحيوان من عصور جيولوجية سحيقة في هذه الجزر. وقبل أن تعود السفينة، بسنتين، إلى بريطانيا سمع دارون بأنه قد انتخب عضوًا للجمعية الملكية. وقد اشترك عام 1839 في نشر "تاريخ السياحة"، الذي كتب مجلده الثالث والأخير مضمّنًا فيه استقراءاته واكتشافاته في الجيولوجيا والتاريخ الطبيعي.


    غلاف مجلة فرنسية وغلاف الطبعة الأولى من أصل الأنواع

    وصدر عام 1843 كتابه "الصخور المرجانية" ثم تبعه عام 1844 بكتاب حول "جيولوجيا الجزر البركانية".. وفي الوقت نفسه، كان ينشر مقالات علمية جيولوجية.. وفي الحقيقة كانت اكتشافات دارون التي ستحدث ثورة انقلابية في تاريخ أصل الإنسان تتجلى على شكل ملاحظات وأفكار وأحاديث كان يلقيها دارون على أصدقائه... وذات يوم وصله مقال الفريد راسل يتضمن الاهتمام نفسه والتأملات النظرية في مسألة "الانتخاب الطبيعي" Natural Selection، فسارع في نشر أبحاثه في كتابه المشهور: "أصل الأنواع بوساطة الانتخاب الطبيعي" (1859). فكان الكتاب الأكثر مبيعًا، إذ سرعان ما نفدت الطبعة الأولى وتبعتها عدة طبعات وترجمات عالمية... وقد نشر عام 1871 كتابه المكمل والأساسي "في أصل الإنسان والانتخاب المتعلق بالجنس"، مبينًا فيه أن أصل الإنسان حيوان له ذيل تطور من الرتبة الحيوانية إلى الهيئة الإنسانية الراهنة... فثار عليه رجال الدين وحاولوا دحض استنتاجاته عبثًا. وأصبح دارون هدفًا للنقد والسخرية فظهرت عدة كراريس ومقالات تستهزئ منه ومن نظريته، وحملت أغلفة المجلات آنذاك صورة دارون على شكل قرد، أو يتشبث كقرد بين الأغصان (كما فعلت المجلة الفرنسية La Petite Lune، انظر الصورة). ذلك أنه، في هذين الكتابين، نسف كل العلل الخَلقية للأجناس الحية مستبدلاً التفاحة بالقرد، ومؤكدًا أن الاختلاف بين جنس وجنس آخر يعود الى الارتقاء والتطور، وأن المناخ يؤدي دورًا أساسيًا في سحنة الأنواع وألوانها، وان الانتخاب الطبيعي تحركه نزعة الصراع من أجل البقاء. وقد الّف أحد العلماء النادرة التالية كتبسيط لها: ثمة زاحفتان، من العصور السحيقة، قد شاهدتا ديناصورًا ضارًا يتربص بهما، فأخذتا يسرعان في الركض، والديناصور يركض خلفهما.. بعد مهلة، وقفت أحدهما وقالت للأخرى: لحظة... لماذا نحن نركض، فهو أسرع من عندنا وسيقضي علينا عاجلا أو آجلا... فأجابت الأخرى: انا لا ابتغي الركض أسرع منه، وإنما ابتغي الركض أسرع منك"! إذن، وفقًا لنظرية النشوء والارتقاء، أن التنافس لا يجري بين عرق وآخر نظرية داروين تتفق مع الإنجيل لكن لا اعتذار له

    الفاتيكان يثير ضجة كبرى بعد إعترافه بنظرية داروين3-3

    كيف تطور القرد إلى إنسان؟

    باحثون وكتاب عرب يتحدثون لـ إيلاف حول العلم والدين 2

    وإنما داخل العرق نفسه. وقد عرّف دارون الانتخاب الطبيعي "كمبدأ بواسطته كل تغيّر ذي فائدة، يُحفظ. فالأفراد الأفضل تكيفًا مع بيئاتهم هم على الأرجح الأصلح للحياة والإكثار. وبقدر ما يكون هناك تنوّع بينهم سيكون هناك بالضرورة انتخاب حتمي لأفراد لهم اختلافات نافعة. وإذا كانت الاختلافات المتوارثة فالنجاح التناسلي التفاضلي سيكون من شأنه أن يؤدي إلى تطوّر تدريجي لمجاميع خاصة من الأجناس، ومجاميع تتطور إلى أن تكون مختلفة بما فيه الكفاية حتى تصبح في آخر المطاف أجناسًا مختلفة".

    ودارون بأبحاثه العلمية هذه لم يفكر قط بأن يصبح ملحدا او مؤمنا وإنما نشرها لغاية علمية محضة. فعلى صعيد الحياة الشخصية، كان دارون يشرف كثيرًا على أعمال كنيسة مدينته. وكان معروفا بتسامحه وعدم التدخل بالشؤون الشخصية الدينية لكل فرد، فمثلا كان ينتظر يوم الأحد، في الحدائق المجاورة، حتى تخرج عائلته من الكنيسة. وعندما كان يسألوه عن آرائه الدينية، كان يتجنب الإجابات مؤكدا أنه "ليس ملحدا بمعنى إنكار الله، ويفضل كلمة العَرفاني ( gnostic الغنوصي) كوصف صحيح لفكره". وفي الحقيقة أن جزءًا من النقاشات

    يقال إن احد التبشيريين في إحدى غابات الأمازون، شاهد في اليوم نفسه الذي ولد فيه دارون، ظاهرة غريبة لم يستطع تفسيرها وهي أن في ذلك اليوم نزلت كل القرود من أشجارها ومخابئها وتوجهت نحو الشاطئ وبقيت صامتة لمدة دقائق وعادت... وهذا ما لم يحدث من قبل... بعد خمسين سنة أي عندما ظهر كتاب "أصل الأنواع" أوّلت جريدة الإلوستراسيون الفرنسية، آنذاك، بأن هذه الظاهرة المذكورة في يوميات أحد المبشرين لا يمكن تفسيرها إلا بالتالي: هو أن القرود يوم ولادة دارون انتابهم شعور مسبق خلاصته أن الذي سيجد خيط النسل بين القرد والإنسان قد ولد أخيرا!

    ضده كان يحركها عامل البشرية الأناني: لو نفترض أن دارون برهن على أن الإنسان تطور عن طريق غزال، لكان وافقه معظم الذين حاربوه من المؤمنين! أما أن يكون الأصل قردًا... هذا ما لم تتحمله نرجسية البشر وتعاليهم. لكن رغم كل هذا الجدال الحاد ضده لم ينل دارون أي أذى من أحد أو مؤسسة، ولم يمنعه من نيل شهادات وأوسمة ورتب عالية في الجمعيات العلمية البريطانية. بل إن دارون الذي توفي في 19 نيسان 1882، هو، كاسحاق نيوتن، واحد من خمسة أشخاص (في القرن التاسع عشر) دفنوا في كنيسة ويستمنستر وهم ليسوا من عائلة ملكية. ناهيك أن كل الأبحاث والدراسات التي وُضِعت لها الملايين من أجل دحض نظرية التطور باءت بالفشل وبقيت مجرد افتراضات غير مُسنَدة علميًا في مناقضتها لنظرية التطور. بل، في الحقيقة إن كل اكتشاف "علمي" جديد يريد دحض اطروحات دارون، يزيد من مصداقية نظريته كما حصل في منعطف القرن التاسع عشر مع إعادة اكتشاف مندل لقوانين الوراثة فأعتقد الكثير من العلماء بها معلنين خسوف نظرية دارون، لكن سرعان ما تأتي أبحاث مدرسة مورغن في مضمار علم الوراثة الخَلَوي فتؤكد إطروحات دارون في الانتخاب الطبيعي.

    عندما قررت الحكومة الأمريكية تدريس نظرية التطور في المدارس في منتصف ثمانينات القرن الماضي كجزء من التحديث العام للتعليم في أميركا، صدف أن عثر الخَلقيون، عام 1987، على صيغة "القصد الذكي" Intelligent design، ففرضوها مادة تدريس موازية ومناقضة لنظرية التطور، مبتغين من مفهوم "القصد الذكي" أن يكون ردًا ذا طابع علمي على مفهوم دارون "الانتخاب الطبيعي"، العشوائي في نظرهم. فتغيرت في كتب التدريس المقررة، كلمة "الخَلق" بكلمة "القصد الذكي". وخلاصة القصد الذكي هي أن "بعض ملامح الكون والأشياء الحية، أفضل تفسير لها هي انها نتيجة علّة ذكية، وليس نتيجة مسار غير مباشر كالانتخاب الطبيعي".

    على القارئ أن يعلم أن عبارة "القصد الذكي" سبق أن استخدمت سابقا كعبارة وصفية إنشائية لاتحاجج نظرية دارون، إذ كان أول ظهور لها في عدد من مجلة "أميركا العلمية" 1847، وعام 1850 في كتاب للعلامة باتريك ادوارد دوف. والعبارة أيضًا استخدمها دارون في رسالة له بتاريخ 1861. وأيضًا تم استخدامها في افتتاحية الاجتماع السنوي لجمعية تقدّم العلم البريطانية عام 1873، وفي عديد من الأبحاث العلمية في القرن العشرين. غير أن الاستعمال المعاصر والمُراد كبديل لـ"الانتخاب الطبيعي"، ظهر في كتاب "عن الدببة والبشر" Of Pandas and People (البندا نوع من الدببة لهم فرو ابيض وأسود) الذي حرره جارلس ثاكستون وصدر عام 1989 ويعتبر هذا الكتاب انجيل دعاة "القصد الذكي"، بل أصبح المرجع المدرسي العلمي المقدس في نظر علماء اللاهوت المؤمنين بأن العالم خُلق ولم يأتِ نتيجة تطور. والغريب أن ثاكسون، كما أكد تقرير معهد الاكتشاف الأميركي، سمع الكلمة يلفظها أحد علماء الـ "NASA"، فصرخ: "هذا ما أحتاج إليه؛ إنها الصيغة المُهندِسة"!

    هناك من يؤكد أن في كتب الأقدمين اليونانيين وفي مؤلفات الجاحظ، ابن مسكويه، اخوان الصفاء وابن خلدون، عبارات تتقارب من مفهوم دارون، بل تكاد تكون أحد أركان نظرية التطور، فمثلا الجاحظ في "كتاب الحيوان" نبّه إلى أن اختلاف اللون في الأجناس سببه االمناخ وليس التمييز العرقي، وأن غريزة البقاء للأصلح - الأقوى تشكل ركنا أساسيا في عملية التطور. لكن كل هذا يدخل في نطاق الحدس والتنبؤات التي لم تهدف إلى إلغاء نظرية الخَلق، وهي لا تملك أي دليل علمي.. كما أنها جاءت متفرقة من دون أي انسجام كنظرية جديدة يمكن أخذها موئلا لفهم تاريخ حياة الأحياء. بينما كتابات دارون جاءت نتيجة استقصاء علمي متعمد وتجارب دقيقة في مختبر النبات والحيوان والبشر، ولها غاية اكتشافية لتجديد النظرة على أسس علمية بحتة لإعادة النظر في تاريخ علم الأحياء؛ علم الإنسان نفسه، ومساءلة المعتقدات المتعلقة بأصله.

    إن الجانب العلمي الصلد والرصين في نظرية دارون، دفع حتى الفاتيكان إلى أن يعلن، أشهر قبل حلول الذكرى المئة والخمسين لصدور كتاب "أصل الأنواع" لدارون (سبتمبر 2008)، "إن نظرية النشوء والارتقاء تتفق مع الكتاب المُقدس"! كما تجدر الإشارة إلى أن جامعة كامبريدج البريطانية أنشأت الموقع الجديد darwin-online.org.uk الذي يتضمن عددًا من كتابات دارون التي لم تنشر من قبل. وبينها كتابات من الرحلة الشهيرة التي قام بها على متن سفينة بيغل وأيضًا نص ما كتبه خلال زيارته لجزر غالاباغوس، وهي الزيارة التي استوحى خلالها أفكاره التي أدت به إلى نظريته للنشوء والارتقاء
                  

04-10-2009, 09:50 PM

Badreldin Ahmed Musa
<aBadreldin Ahmed Musa
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 1467

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: Seif Elyazal Burae)


    سحبت المداخلة لانها تشوه شكل البوست الجمالي

    سانزلها بعد تعديلها بحيث لا تفتل البوست

    (عدل بواسطة Badreldin Ahmed Musa on 04-10-2009, 09:58 PM)
    (عدل بواسطة Badreldin Ahmed Musa on 04-10-2009, 10:46 PM)
    (عدل بواسطة Badreldin Ahmed Musa on 04-10-2009, 10:54 PM)

                  

04-10-2009, 10:18 PM

كمال حسن
<aكمال حسن
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 1352

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: malik_aljack)

    Quote: رأيي بأختصار شديد هو:

    1- الله لم يخلق شيئا ، كل الكائنات الحية التي نراها امامنا هي نتاج عملية تطورية بطيئة للغاية استمرت 4 مليار سنة.
    2- ان الانظمة المعقدة في الكون لا توجد ضرورة منطقية او فيزيائية تحتم وجود كائن عاقل هو من خلقها. فالتعقيد هو نتيجة موضوعية ومبررة فيزيئيا فقط بواسطة القانون الثاني للديناميكا الحرارية.
    3- التطور ليس بعملية عشوائية، بل هو عملية محكومة بواسطة الانتخاب الطبيعي، الذي بدوره محكوم بالظروف المناخية للأرض.
    4- نظرية التطور تقدم تفسير لكل المعضلات البايولوجية التي واجهت العلماء، مثل التشابه الجيني بين الحيوانات والنباتات التي تربطها صلة قرابة، ومثل مقاومة الجراثيم للأدوية، ومثل مقاومة الحشرات للمبيدات، والتكيف المناخي للحيوانات والنباتات والتوزيع الجغرافي، وفي المقابل نظرية الخلق لا تفسر شيئا علي الاطلاق، بل تزيد الاسئلة المطروحة تعقيدا.
    5- لايوجد هدف او مغزي من الحياة، والدليل ان نيزك واحد ضرب الارض قبل 65 مليون سنة اباد 90% من الانواع الحية في مدي قليل جدا من الزمن، ولو كان حجمه اكبر قليلا او اصغر قليلا لما كنا هنا لنتساءل عن اصلنا. ولا يوجد اي مانع منطقي او فيزيائي يمنع تكرر ما حدث.
    6- إن وجود الحياة علي الارض حدث فقط لان اظروف الارض تسمح بذلك، وليس هناك مبرر للإعتقاد بأن الارض خلقت من أجل الحياة..


    الأخ شهاب كرار
    دعني أسألك سؤالا واحدا بناءا على رقم 1 و 6 أعلاه
    الجزيئ الأول الذي تعتقد فيه أنت، ثم درجة الحرارة الأولى ثم الظرف الأول ناهيك عن الأرض التي أنت إعتبرتها موجودة أصلا من هو الذي أوجد كل هؤلاء؟
    بناءا على إجابتك نستطيع أن نؤسس لحوار مثمر (بعون الله)
                  

04-10-2009, 11:10 PM

Badreldin Ahmed Musa
<aBadreldin Ahmed Musa
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 1467

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: كمال حسن)

    شهاب كرار

    سلام

    موضوع نظرية التطور و صحتها طبعا موضوع علمي و قابل للنقاش و الاخذ و الرد لكن اثبات صحتها لا ينفي و جود اله
    و اثبات خطأها لا يعني اثبات و جود اله!
    انا ومنذ زمن بعيد صدقت بصحة نظرية داروين ثم عندما جئت لامريكا درست النظرية و مقدماتها في المعمل و في
    فصول علم الاحياء و الجينات و ازددت تثبتا من صحتها. و لكن نفس تلك المعارف اثبتت لي بانها لم تناقش موضوع
    الاله و لا تملك ان تقدم مثقال ذرة في ذلك المجال، لكن يمكن ان نستدل من معرفة التعقيد الذي يحكم مستوي
    وجود الكائنات الحية بان الصدفة غير مؤهلة لانتاج كائنات بالتعقيد الذي نراه.
    مثلا:
    قانون الصدفة يقول باستحالة ان يتكرر نفس الحدث مرتين خاصة في ظروف التعدد، يعني اذا انت عندك ظهرة قمار
    مكونة من ستة اوجه و عليها الارقام من 1-6 في حال رميهافهناك احتمال واحد من ستة ان تحرج باحد الارقام على
    الزهرة. لكن اذا عندك الف زهرة و رميتها معا ما هو احتمال ان يتكرر الرقم1 فيها كلها في عشرة رميات
    و ما الاحتمال ان يتكرر في الف رمية او مليون رمية. ستجد ان الاحتمال يتناقص و يقارب الصفر بزيادة عدد
    الزهرات و الرميات. اذا رجعنا للكائنات الحية هي بالملايين من نبات، بكتريا، و حيوانات، بماذا نفسر
    ان المادة الجينية لها جميعا هي الDNA , RNA , وان هذين المركبين دائما ينتجان بروتينات تقوم بالعمليات
    الحيوية في كل الكائنات الحية بلا استثناء؟ لماذا تكررت نفس الظاهرة و بصورة ثابتة في مناقضة لقوانين
    الاحتمالات؟ ما هو سر الوحدة في هذا التنوع الرهيب؟ هل استطيع ان اقول لك انه الله الذي فعل ذلك؟ تلك الاجابة
    منطقية في نظري و لكنها لا يمكن ان تكون قاطعة لان الله نفسه شاء ان يكون الايمان به او الكفر بوجوده مسألة
    مبنية على الاستعداد و الاختيار الشخصي!
    يا شهاب اذا توفر لك الوقت و اطلعت على احدث كتب علم الاحياء ستجد نبرة غريبة جدا و هي انهم يشيرون
    دائما بان هذه المنظومة الاحيائية صممت لتفعل كذا او تنجز كذا من الافعال، و كلهم يتجاهلون الاشارة
    لمن صمم وانا اجد لهم العذر، لان الله نفسه هو الذي اختار ان لا يظهر لنا لنراه و لا ان نقول-خارج اطار الايمان-
    بان الله خلق تلك الانظومة، و الا وقعنا في حطأ كبير لاننا لن نستطيع ان نثبت المسبب يقينا لنسقوه كسبب علمي!

    (عدل بواسطة Badreldin Ahmed Musa on 04-10-2009, 11:19 PM)
    (عدل بواسطة Badreldin Ahmed Musa on 04-10-2009, 11:21 PM)
    (عدل بواسطة Badreldin Ahmed Musa on 04-10-2009, 11:33 PM)

                  

04-10-2009, 11:36 PM

Badreldin Ahmed Musa
<aBadreldin Ahmed Musa
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 1467

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: Badreldin Ahmed Musa)
                  

04-10-2009, 11:42 PM

Badreldin Ahmed Musa
<aBadreldin Ahmed Musa
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 1467

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: Badreldin Ahmed Musa)

    Quote: ان الانظمة المعقدة في الكون لا توجد ضرورة منطقية او فيزيائية تحتم وجود كائن عاقل هو من خلقها. فالتعقيد هو نتيجة موضوعية ومبررة فيزيئيا فقط بواسطة القانون الثاني للديناميكا الحرارية
    بالعكس يا شهاب انت هنا تخطي و انا اظنك متعمدا! القانون الثاني للثيرموداينمك يقول بان الانظمة المعقدة
    تتحلل و تندثر لان هناك ميل لحفظ الطاقة في صور متعددة، مثلا اذا قمت بتنظيف غرفتك و ترتيب محتوياتها و اغلقت الباب خلفك و جئت بعد عام ستجدها مغبرة و فاقدة للرونق الذي تركتها فيه! لكن اذا قمت بتشتيت محتويات الغرفة و بعثرتها في كل الانحاء و جئت بعد عام سوف لن تجد انها تجمعت و نظفت نفسها و ارتصت في الدولاب. ذيك مستحيل لانه يتطلب بذل طاقة و احداث فعل.
    المشكلة الكبيرة جدا امام القانون الثاني هو تفسير كيف للكائنات الحية ان تحافظ على تعقدها رغما عنه!
    طبعا هناك تفسيرات بانها انظمة مفتوحة، بمعني انها تتبادل المادة و الطاقة مع محيطها لكن يبقي لغز، كيف
    لها ان تتكون منذ البداية و تستمر. القانون الثاني يا شهاب يثبت ما جاء في القران- كل من عليها فان-، لكن لك وحدك ان تصل او عدمه لحقيقة -ويبقي وجه ربك ذو الجلال و الاكرام!

    (عدل بواسطة Badreldin Ahmed Musa on 04-11-2009, 07:12 AM)

                  

04-10-2009, 11:47 PM

Badreldin Ahmed Musa
<aBadreldin Ahmed Musa
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 1467

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: Badreldin Ahmed Musa)

    Quote: التطور ليس بعملية عشوائية، بل هو عملية محكومة بواسطة الانتخاب الطبيعي، الذي بدوره محكوم بالظروف المناخية للأرض.


    ماذا يتبادر لذهنك يا شهاب اذا قلت لك ان شيئا ما ليس عشوائيا؟
    هل هو مخطط و مصمم؟ ام ماذا؟
    من صممه؟ و هل ياتي ما ليس عشوائيا بالصدفة او ان ياتي سدى؟
                  

04-10-2009, 11:50 PM

Badreldin Ahmed Musa
<aBadreldin Ahmed Musa
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 1467

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: Badreldin Ahmed Musa)

    Quote: نظرية التطور تقدم تفسير لكل المعضلات البايولوجية التي واجهت العلماء، مثل التشابه الجيني بين الحيوانات والنباتات التي تربطها صلة قرابة، ومثل مقاومة الجراثيم للأدوية، ومثل مقاومة الحشرات للمبيدات، والتكيف المناخي للحيوانات والنباتات والتوزيع الجغرافي، وفي المقابل نظرية الخلق لا تفسر شيئا علي الاطلاق، بل تزيد الاسئلة المطروحة تعقيدا.


    نعم يا شهاب، التطور و التفاعل بين الكائنات الحية و بيئتها منطقي، لكن نظرية التطور لم تطرح اسئلة عن كيفية نشاة الكون، كل ما قام به داروين و النظرية حتى الان هو محاولة تفسير نشوء انواع جديدة من انواع قديمة
    و داروين اهتم بموضوع ال speciation اي تكوين انواع جديدة بحسب البيئة و الظروف مما يودي لتنوع الكائنات
    لكن انا وجدت في ذلك تناغم مع قول الله- يخرج الحي من الميت- و متماشيا مع حقيقة ان الله خالق و يفعل ذلك كل جزء من الثانية، نظرية التطور تشير لهذه الحقيقة بان الخلق لم يتوقف عند نشاة الكون بل هي عملية مستمرة و هذا ما يقول به القران، اما فكرة الخلق التي تقصر دور الله في ستة ايام و تحكم عليه بالعطالة بعد ذلك هي فكرة
    القساوسة المسيحيين و لهم دينهم
                  

04-10-2009, 11:56 PM

Badreldin Ahmed Musa
<aBadreldin Ahmed Musa
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 1467

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: Badreldin Ahmed Musa)

    Quote: لايوجد هدف او مغزي من الحياة، والدليل ان نيزك واحد ضرب الارض قبل 65 مليون سنة اباد 90% من الانواع الحية في مدي قليل جدا من الزمن، ولو كان حجمه اكبر قليلا او اصغر قليلا لما كنا هنا لنتساءل عن اصلنا. ولا يوجد اي مانع منطقي او فيزيائي يمنع تكرر ما حدث.
    6- إن وجود الحياة علي الارض حدث فقط لان اظروف الارض تسمح بذلك، وليس هناك مبرر للإعتقاد بأن الارض خلقت من أجل الحياة .


    لك ان تقول ذلك، حق كفله لك الله- من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر- لكن منطق العلم اليوم يدل على عكس قولك
    كل الكون و حركاته و سكناته تقول بان الكون لم يحدث بالصدفة و انه يستمر في الوجود بما يعارض قوانين الصدفة
    وهناك اعداد كبيرة من العلماء اليوم يتسائلون عن مفذى و معني ان تتوفر ظروف في كوكب واحد لتنشأ حياة و ستكون مفاجاتهم كبيرة اذا ما وجدوا ان هنالك ستة ارضين اخرى فيها الحياة


    ----------------------------

    اسف جدا لتكرار المسح، بس لاني حريص على شكل البوست
    سأكتب للاخ بكري ابوبكر لازالة المداخلات المجهضة اذا
    تكرم و سمح وقته.
                  

04-11-2009, 05:33 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1140

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: Badreldin Ahmed Musa)

    اخي الكريم / شهاب كرار

    اولا اسمح لي ان اسجل اعجابي الشخصي بكتاباتك التي تحفز وتحض علي اعتماد الفكر وسيلة للوصول الي نتائج مقبولة في حياتنا، كما ارجو ان اعترف لك بانني متابع ممتاز لجميع ما تكتب، ويعجبني اكثر انك تعبر عن نفسك ومعتقداتك ببساطة ودون مواربه،وهو امر يختزل كثيرا من التسويف والمماطلة التي تضر بعملية تبادل المعلومات من اجل العلم، لذا اسمح لي ان اكون واضحا معك، فانا انطلق من قناعة فكرية تتمثل في اعتناقي للفكرة الجمهورية، ومنذ بداياتي كان الشك هو الميزان الذي اتعامل به مع المعطيات حتي ترسخ في نفسي ويقبلها فكري، حتب بعد التزامي للفكرة، واعتمد كذلك علي اسلوب تحليل المعلومات المتوفرة، او محاولة تجميع المعلومات وتحليلها، وليست بي عجالة للوصول الي ما اعتبره حقيقة، كما اؤكد لك قناعتي التامة بانه لا توجد حقيقة ثابته، وقد جرتني هوايتي هذه الي القراءة لمعظم المؤلفات التي تتحدث عن نشأة الحياة وتطورها، ولا انكر ان نظرية دارون هي اقرب النظريات الي الحقيقة حتي الان، كما انها هي ام الفلسفات الوجودية فانها تمثل المتن الرئيسي في الفكرة الجمهورية التي تؤمن بان هذه النظرية ضمنت في القرأن الكريم، في مجمل النظرية هناك مناطق غامضة لم توف حقها حتي الان، وارجو ان تصبر علي تثاقلي عليك بطرح بعض ما اره غامضا، ولنبدأ بما كتبته انت في الفقرة الثالثة :
    - التطور ليس بعملية عشوائية، بل هو عملية محكومة بواسطة الانتخاب الطبيعي، الذي بدوره محكوم بالظروف المناخية للأرض.

    وعليه ارجو منك مشكورا اذا تفضلت، ان تشرح لي ماذا تعني بنفيك العشوائية بالتطور؟؟ علي خلفية ان نقيض العشوائية هو التخطيط..
    وما المقصود بالانتخاب الطبيعي ؟؟

    دمت دائما وابدا مصدرا للمعرفة

    شكري ومودتي
                  

04-11-2009, 07:42 AM

Shihab Karrar
<aShihab Karrar
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: جمال المنصوري)
                  

07-04-2009, 10:34 AM

HAIDER ALZAIN
<aHAIDER ALZAIN
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 22434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: Shihab Karrar)

    ++
                  

07-14-2009, 08:23 PM

malik_aljack
<amalik_aljack
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: HAIDER ALZAIN)

    واصل يا شهاب

    اكرر هنا ما ألمحت إليه سابقا حسب (فهمي)

    أن نظرية التطور لا تتناقض مع أي فهم علمي أو ديني (قرآني)

    لم أقرأ الانجيل و لا التوراة ولا الزبور كاملا و لكن لمن قرأهم أتوجه برجاء إيراد النصوص التي تتناول الموضوع

    ولا أشك في أن أحدها سيعارض رأي دارون
                  

07-15-2009, 04:43 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1140

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: malik_aljack)

    الاخ الفاضل / شهاب كرار

    تحياتي اينما كنت


    اين قلمك، اين مواضيعك التي تثير العقل وتحفزه..
    اتمني ان تكون بالف خير..
    ولا تحرمنا متعة مواضيعك..
                  

07-15-2009, 05:09 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 24892

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: جمال المنصوري)

    Quote: - الله لم يخلق شيئا ، كل الكائنات الحية التي نراها امامنا هي نتاج عملية تطورية بطيئة للغاية استمرت 4 مليار سنة.


    الله يهديك ويريك اياته في نفسك حتى يستبين لك من امرك شيئا
                  

09-22-2009, 10:53 AM

Shihab Karrar
<aShihab Karrar
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: حيدر حسن ميرغني)

    الاخوة المتداخلون جميعا
    لكم كل التحية والاحترام
    وأنا في غاية الاسف لعدم تمكني من الكتابة في هذا البوست لشهور لاسباب كثيرة جدا، ليس من بينها عدم رغبتي.
    ورغبتي هذه هي التي قادتني لنقله من الربع السابق للربع الحالي وسأنقله للربع القادم.
    وجدت انه من الاسهل الرد على كل الاعتراضات جملة واحدة، حتي تبين وجهة نظري كاملة، وبعد ذلك لنتحاور حولها

    فلكم العتبى حتي ترضون، ولكم وافر الاحترام والتقدير
                  

09-22-2009, 10:55 AM

Shihab Karrar
<aShihab Karrar
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: Shihab Karrar)

    الرد على الأعتراضات الموجهة الي نظرية التطور
    إن معظم الاعتراضات التي يطرحها المؤمنين بنظرية الخلق الإلهي – او نسختها المحسنة التصميم الذكي - هي إعتراضات عاطفية أكثر منها عقلانية، وذلك إن حتى التي تبدو عقلانية منها، تجد أن اصلها ضغط عاطفي يسبب أنحيازا لا شعوريا نحو الخيار الخاطئ بسبب الخلط المفاهيمي الناتج عن ذلك الضغط، وساقوم بتحليل أكثر الاعتراضات شهرة لأبرهن على وجهة نظري.
    اول هذه الاعتراضات هو: ضآلة إحتمال نشؤ الحياة بكل هذا التعقيد والجمال و الوظائف المتعددة بدون مصمم ذكي.

    ما ان تحاور مؤمنا حول نظرية التطور، حتى يقفز صائحا: ما هو إحتمال ان يهب إعصار على كومة من الخردة فيشكلها في شكل طائرة بوينج؟ عنما تقول له إن هذا الاحتمال ضئيل للغاية يقترب من الاستحالة، فيقرر على فوره إن نظرية التطور باطلة.
    وهذا تقرير متعجل ينم عن ضيق أفق ورغبة عاطفية في أنهاء الحوار لصالحه عند اي نقطة والسلام، فضآلة الاحتمال لا تعني استحالة حدوثه، هذا اولا، و ثانيا الاحتمالات لا تعني شيئا بعد وقوع الحوادث، وثالثا الاحتمالات حقيقة تصب في صالح نظرية التطور وليس ضدها. وسأفصل كل واحد علي حدة في ما يلي.
    ضآلة الاحتمال لا يعني استحالة حدوثه، هذا امر بديهي لا يحتاج لعبقرية فذة، فعندما تقول لأحد ذوي ضحايا طائرة سودانير القادمة من الاردن ان الطيران هو أكثر و سائل السفر أمانا، فغالبا ما سيقول لك، نعم ولكن ليس بالنسبة لي، فرغم ضآلة حدوث الاحتمال، فقد حدث له هو بالذات، وهذا تماما ما حدث في كوكب الارض، فرغم ضآلة إحتمال ان يكون كوكب الارض ملائم لنشوء الحياة، فقد حدث لكوكب الارض بالذات.
    عموما ان ما حدث قد حدث ولن تعني ضآلة الاحتمال شيئا، ولكي اقرب وجهة نظري نضرب مثل باليانصيب الوطني في احدي الدول الاوروبية، فعند شراءك لتذكرة يا نصيب يكون أحتمال فوزك هو 1/10000000 (واحد علي عشرة ملايين) بإعتبار ان عدد المشاركين هو عشرة ملايين، ولكن دائما ما يكون هناك فائز، فهل منعت ضآلة الاحتمال فوز احدهم؟ بالنسبة للفائز فإن إحتمال فوزه هو واحد، لأنه فائز بالفعل. هل من المقبول ان يأتي احدهم و يرفض وجود فائز فقط لأن إحتمال وجود فائز هو إحتمال ضئيل؟!!
    النقطة الثالثة هي الاكثر اثارة، فنظرة محايدة واحدة سترى ان سلاح الاحتمالات هو في يد التطوريين اكثر منه في يد الخلقيين، وذلك لو اخذنا في حسباننا أن نظرية التطور تقول ان ظروف الارض هي التي قادت لنشأة الحياة وليس العكس كما يقول الخلقيون – وهذه نقطة اخرى سنأتي لها لاحقا - إذا، فيمكننا ان نعلاج مسألة وجود كوكب بنفس مواصفات كوكب الارض في الكون، ولنري بعد ذلك، هل يصبح إحتمال نشوء الحياة تلقائيا ضئيل؟
    لكي نجري مثل تلك المناقشة لابد ان نتحدث قليلا عن الاحتمالات بشكل عام. أحتمال وقوع حدث معين ما هو نسبة المرات التي يقع فيها الحدث في حال تكررت مجموعة بعينها من الحوادث عددا لانهائيا من المرات،مثلا في حال القينا زهرة نرد لعدد كبير من المرات يقترب من اللانهاية فإن إحتمال حصولنا علي العدد 4 مثلا هو سدس، لأننا سنلاحظ ان نسبة تكراره بين العدد الكبير من المرات هو سدسها، الاحتمال نسبة، فبالتالي لابد ان يكون اصغر من او مساويا للواحد. من أهم المفاتيح التي تشكل فهما صحيحا لنظرية الاحتمالات هو مفهوم فضاء العينة، وفضاء العينة نعني به مجموعة الحوادث تحت الملاحظة، مثلا عند رمي زهرة نرد، ففضاء العينة هو مجموعة الارقام { 1،2،3،4،5،6}، ولايمكن ان يأتينا رقم من خارج فضاء العينة في رمية نرد، اهمية فضاء العينة تكمن في انه يعطينا صورة شاملة عما نواجه، بل يمكننا بمعرفة عدد افراد فضاء العينة، ان نتوقع عدد الحوادث الفردية التي تملك أحتمالية معينة، وبهذه الطريقة سنتم مناقشتنا.
    لنفترض ان لديك صندوق يحتوي علي 150 كرة متمالثة في الحجم والشكل و ذات ستة الوان مختلفة، وقيل لك ان إحتمال ان تسحب كرة حمراء من الصندوق هو 0.2، فهل نستطيع تقدير عدد الكرات الحمراء بالتحديد؟ الإجابة هي نعم وذلك بطريقة بسيطة، فقط نضرب
    0.2 * 150 والنتيجة هي 30 ، إذا نستطيع القول ان عدد الكرات الحمراء في الصندوق هو ثلاثين كرة، والان لنطبق نفس الطريقة على كواكب الكون، ولنري هل إجتماع تلك المواصفات الفريدة في كوكب الارض بحيث جعله صالحا لنشوء وإرتقاء الحياة هو إحتمال ضئيل حقا، أم هكذا خيل لنا؟
    لنأخذ مجموعتنا الشمسية نموذجا لنظام نجمي كوكبي به حياة، ولنأخذ كوكب الارض كنموذج لكوكب يحتوي علي حياة، فإذا اتفقنا علي هذا، فالنحاول حصر العوامل التي جعلت الارض ملائمة للحياة بالشكل الذي نعرفه، و من ثم نقرر إحتمال وجود كوكب ما يمكن ان تنشأ فيه الحياة بالشكل الذي نعرفه.
    1- كوكب صخري وهذه نسبتها 4/10 من الكواكب.
    2- له حجم ملائم بحيث يمسك بغلاف غازي حوله، ولايكون الضغط فيه عال في نفس الوقت، وهذه نسبتها 3/10
    3- يدور حول نجم له تاريخ شبيه بالشمس، وهذه نسبتها 20% من النجوم علي اقل تقدير.
    4- يدور حول بعد ملائم بحيث تكون درجة حرارته في حدود 290 درجة كالفن، وهذه نسبتها 2/10.
    5- به ماء، وهذا نسبته 1/10
    6- به أكسجين حر، وهذا نسبته 1/10
    7- به قلب حديدي سائل، بحيث يشكل مجال ميغناطيسي يمنع الشمس من أنتزاع غلافه الجوي وهذه نسبتها 1/10
    8- تكون من نفس السحابة التي تكون منها شمسه، او بعبارة اخري شمسه لها إمكانية حمل كواكب، وهذه نسبتها 62% من الكواكب المكتشقة خارج المجموعة الشمسية حديثا.
    إذا حسبنا إحتمال وجود مثل هذا الكوكب وذلك عن طريق ضرب هذه الاحتمالات ببعضها البعض سنحصل علي 0.000003 او بتعبير آخر فإن احتمال وجود كوكب يمكن ان تتطور فيه الحياة تلقائيا هو واحد لكل اربعمائة الف نجم تقريبا. سيهلل الخلقيون وسيشعلون الالعاب النارية لضآلة الاحتمال، ولكنهم سينسون شيئا هاما، وهو ان عدد النجوم في الكون هو من رتبة الواحد الذي يقع امامه واحد وعشرون صفرا، اي هو 1,000,000,000,000,000,000,0000 وهو رقم يستعصي علي القراءة بالالفاظ
    والان لنحاول حساب عدد الكواكب التي من المحتمل ان تكون شبيهة بالارض في الكون بنفس الطريقة التي حسبنا بها الكرات الحمراء في الصندوق السابق، وسنجد انها 3000000000000 اي حوالي ثلاثة ملايين مليار كوكب صالح للحياة بالشكل الذي نعرفه في الكون علي الاقل!!
    فهل يصبح الحديث عن ضآلة الاحتمال ذو معنى؟

    ننتقل الي الاعتراض الثاني الشهير وهو إن القانون الثاني للثيرموداينميك يلغي أمكانية حدوث التطور، وهذا الاعتراض هو ايضا عبارة عن هراء، وقد ناقشته قبلا في صفحات هذا المنبر وفي منابر اخرى، ولذا سأنسخ المداخلة التي كتبتها قبل سنوات في الرد علي الاخ بريمة في نقاش مشابه.

    زيادة التعقيد ما بين الأنثروبي وشياطين ماكسويل
    في بداية القرن التاسع عشر قام سادي كارنو "Sadi Carnot" بصياغة المبدأ الثاني للثرموديناميك والذي يؤكد على تزايد الانثروبي "Entropy" في أي نظام مغلق، أو - بكلمات أقل تعقيداً – زيادة الفوضى والاضطراب في أي نظام معقد وبالتالي يحدث تلف محتوم وتتلاشى البنية المعقدة تماماً بمرور الوقت وينفرط عقدها. ويبدو أن التطور يتعارض تماماً مع هذا، فالتطور يجعل الكائنات تزداد تعقيداً بمرور الوقت وليس العكس؟! والأمر لا يقتصر على التطور فقط بل أن نمو جنين أو طفل يشمل زيادة تعقيد جسمه، وبالمثل تكون كوكب أو نجم هو أيضاً زيادة في التعقيد!! باختصار نحن نعرف العديد من المجموعات المادية المركبة القادرة على تعقيد نفسها بنفسها وهي تفعل ذلك بالفعل إذا ما ساعدتها الظروف فأين يكمن الخلل وما سبب هذا التناقض الظاهري؟!

    على صعيد آخر هناك تجربة شهيرة تثبت خطأ مبدأ "كارنو"، وهي تعرف باسم مفارقة شياطين ماكسويل(2) والفكرة باختصار هي أن نملأ غرفة محكمة الإغلاق بغاز، ونفصلها إلى حجرتين أصغر (أ) و(ب) بواسطة حاجز مثقوب بثقب صغير، في البداية الضغط سيكون متساوي في الحجرتين وكما نعلم فالغاز ما هو إلا مجموعة من الجزيئات تتحرك باستمرار، وهذه الحركة قد تجعل الجزيئات تنتقل من القسم (أ) إلى القسم (ب) وبالعكس، والمنتظر أن تتساوى الجزيئات التي تتحرك في الاتجاه أ ب مع تلك التي تتحرك في الاتجاه ب أ وبالتالي يظل الضغط متساوي في القسمين (أ، ب) والنظام بأكمله يكون في حاله توازن. ولكن دعونا نتخيل أن شيطان يحرس الثقب، وعندما يرى جزيئة ستمر من (أ) إلى (ب) فإنه يسمح بذلك ولكنه لا يسمح بحدوث العكس، أي يمنع مرور الجزيئات من (ب) إلى (أ) عن طريق غلق الثقب أمامها. من الواضح أن هذه العملية على المدى الطويل ستؤدي لانتقال الغاز بأكمله إلى القسم (ب) وسيصبح القسم (أ) فارغ، أي ستنتهي حالة التوازن البدائية ويزيد الضغط في قسم على حساب الآخر، فكيف حدث هذا بالرغم من تناقضه مع مبدأ كارنو؟!

    في الواقع لا توجد مفارقة بالمرة ولا يوجد تناقض، لأن عمل الشيطان يلغي الفرضية الأساسية التي يقوم عليها برهان زيادة الانثروبي، فالمبدأ الثاني للثرموديناميك ينطبق على بنيات معزولة بالفرض، وللأسف لم يتم دائماً توضيح هذه النقطة بشكل كاف، والتي بدونها لن يعود لمبدأ كارنو أي سند. أي أن السؤال الأول الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا قبل الشروع في حل أي من المفارقات السابقة هو: هل البنية التي ندرسها معزولة؟ الإجابة في المعتاد لا بالتأكيد، فالبنية الوحيدة المعزولة فعلاً هي الكون نفسه، لكن المجوعة الشمسية والأرض والكواكب والنجوم التي تنشأ والكائنات الحية التي تتطور والطفل الصغير الذي ينمو .... الخ كل هذه المجموعات غير معزولة بالمرة بل هي مجموعات مخترقة تتلقى واردات من الخارج تساعدها في زيادة تعقيدها على حساب مصادر أخرى. فلا التطور يتعارض مع المبدأ الثاني للثرموديناميك ولا شياطين ماكسويل تلغي المبدأ الثاني.

    المثال الخاص بشياطين ماكسويل يمكنه أن يقدم لنا نموذج جيد لفهم التطور. فالطفرات تحدث بصورة عشوائية (تماماً مثل حركة الجزيئات في الغرفتين) والانتخاب الطبيعي يلعب دور شيطان ماكسويل فهو يسمح للطفرات المفيدة فقط بالمرور إلى الأجيال التالية ويستبعد الطفرات الضارة وبالتالي يسمح بزيادة التعقيد باستمرار. ولكن هل يجب أن يكون "الشيطان" واعي لما يفعله؟! بكلمات أخرى هل يجب أن يكون هناك عقل مفكر حتى يزداد التعقيد في منظومة ما؟ دعوني أقص عليكم هذه القصة فهي تحمل بين طياتها إجابة هذا السؤال.

    في أحد الضواحي الريفية القريبة من دنفر (تقع في ولاية كولورادو في الولايات المتحدة) عام 1951، جاءت بلاغات غريبة من المزارعين(3) ، فالبعض لاحظ ظهور أمراض غير مفهومة لحيوانات المزرعة والبعض عانى من وفاة بعض حيواناته وطيوره الداجنة. أيضاً جاءت بلاغات عديدة عن اصفرار أوراق النباتات وفشل بعض المحاصيل في أكمال دورة حياتها بصورة طبيعية، كما أبيدت بعض المحاصيل عن أخرها، وجاءت أيضاً بلاغات عن إصابة بعض المزارعين بأمراض غير مفهومة. الأمر كان كارثة بحق، كان هناك وباء في المنطقة، لكنه وباء من نوع عجيب أصاب جميع الأحياء من نبات وطيور وحيوانات وبشر!! المهم، وبدون الاستطراد كثيراً، بدأت الجهات الفيدرالية في الولاية بالتعاون مع عدة شركات وعدة ولايات أخرى في بحث الأمر، وأتضح أن سبب كل هذا هو تلوث المياه بمادة4-dichlorophenoxy acetic acid تعرف اختصاراً باسم 2-4-D، الشكل التالي يوضح البنية الجزيئية لها C8H6Cl2O3، وهكذا أصبح الأمر مفهوم، فمادة مثل هذه بالكميات التي وجدت بها في المياه كافية لتفسير سبب هذه الكوارث، ولكن، تُرى من الذي قام بتصنيع هذه المادة بهذه الكميات المهولة وقام بتلويث المياه بها؟ وكيف وصل لهذه التكنولوجيا التصنيعية التي كانت جديدة في هذا الوقت؟ وما هو هدفه من إيذاء الناس وتدمير المحاصيل وتسميم الحيوانات والطيور بهذه الطريقة المرعبة؟!

    2,4-dichlorophenoxy acetic acid


    قبل أن أجيب عن التساؤلات السابقة، أودّ ذكر بعض المعلومات عن مادة الـ 2,4-d. هذه المادة تعتبر من الأوكسينات (auxin) (الأوكسينات هي منظمات نمو أو هرمونات نباتيه ينتجها النبات لتقوم بتنظيم معدل نموه)، ولم يبدأ تصنيعها إلا في عام 1941. كان هناك رغبة مُلحة للحصول على أوكسين نباتي فالاستخدامات التجارية له ستكون كثيرة للغاية، ولكن كانت المشكلة أن النبات ينتج هذه المواد بكميات قليلة جداً بالإضافة لأنها مواد غير ثابتة بالمرة وتتحل بسرعة واستخلاصها من النبات عملية شاقة للغاية وهي وأن كانت مفيدة في نطاق الأبحاث العلمية إلا أنها ستكون غير مجدية بالمرة للاستخدام التجاري، وبالتالي فقد حاول الكيميائيون تصنيعه بدلاً من استخلاصه من النباتات، ولم تكلل هذه المحاولات بالنجاح إلا في أربعينات القرن الماضي عندما تم تصنيع الـ 2,4-D لأول مرة وبتكلفة منخفضة نسبياً (مقارناً بالعائد الناتج من استخدامها). وبالفعل أصبح لها تطبيقات تجارية وعلمية عديدة، فهي تستخدم لتنظيم نمو النباتات حسب الرغبة والتحكم في مواعد الأثمار كما يمكن استخدامها بتركيزات عالية نسبياً لجعل النبات ينمو بمعدل سريع جداُ يؤدي لتدميره – وبالتالي تستخدم كمبيد للأعشاب الضارة – أيضاً أصبحت هذه المادة جزء رئيسي من كيماويات جميع معامل زراعة الأنسجة في أنحاء العالم(4)، باختصار إنتاج هذه المادة صناعياً كان إنجاز بشري رائع فتح أبواب عديدة لإنجازات ضخمة للغاية على الصعيد العلمي والتجاري.

    والآن نعود لهذا اللعين الذي قام بإنتاج هذه المادة ونحن في أشد درجات الدهشة. لو كان باع هذه المادة لحصل على ثروة طائلة وأفاد نفسه وأفاد البشر، بدلاً من إلقائها هكذا ليضيع ثروة من بين يديه ويدمر صحة البشر والحيوانات ويتلف الكثير من النباتات!!

    في الواقع يا أعزائي من فعل هذه الفعلة لم يكن "يعي" أنه بفعلته هذه يؤذي الناس ولم يهدف إطلاقاً لإيذاء أحد بل أكثر من هذا، من قام بهذه الفعلة لم يكن يدرك ما يفعله على الإطلاق، باختصار شديد من قام بتركيب هذه المادة المعقدة هو أحد شياطين ماكسويل

    بعد دراسات طويلة ودقيقة اتضحت تفاصيل القصة كاملة، ففي عام 1943 كانت ترسانة السلاح الكيماوي للجيش في روكي ماونتن (القريبة من دنفر) تقوم بتصنيع بعض المواد الحربية، ثم بعد 8 سنوات قامت بتأجير الموقع لإحدى شركات البترول الخاصة التي كانت تخطط لتصنيع بعض المبيدات الحشرية، بعد هذا بقليل جاءت البلاغات الغامضة. ولكن الجيش لم يكن ينتج مادة الـ 2,4-D وشركة المبيدات الحشرية لم تكن تنتجها أيضاً (في الواقع شركة المبيدات الحشرية لم تكن قد قامت بتغيير خطوط الإنتاج أو بفعل أي شيء بعد، فقط هي استلمت الموقع ثم بدأت البلاغات تأتي). الذي حدث كان كالتالي، أحواض النفايات الخاصة بالجيش التي كانت تستقبل المواد الكيمائية الفائضة من عمليات التصنيع الحربية، من كلوريدات وأملاح حامض الفوسفونيك وفلوريدات وزرنيخ وخلافة، لم تتحمل التفاعلات التي تحدث بين هذه الكيماويات فبدأت جدرانها بالتآكل مما سمح لهذه الكيماويات بالرشح إلى الخارج لتختلط بالمياه الجوفية وتحملها إلى مناطق أخرى وتحت تأثير الهواء والشمس بدأت الكيماويات تتفاعل لتنتج مركبات أخرى على أسطح الصخور وتبدأ في دورة أخرى من التفاعلات، وفي خلال ما يقرب من 8 سنوات تم تصنيع مادة الـ 2,4-d بكميات خرافية بطريقة تلقائية وبدون أدنى تدخل واعي. وانتقلت المادة مع المياه الجوفية إلى القرية المنكوبة لتسبب مأساة. مجموعة من العناصر البسيطة كلور Cl ، أكسجين O، ... الخ، بالإضافة لضوء الشمس والهواء والماء أدت لإنتاج مراكب على درجة عالية من التعقيد. هذا أحد الأمثلة على تكون تعقيد تلقائي بدون أدنى تدخل "واعي" أو موجه.

    نواصل...
                  

09-22-2009, 11:50 AM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7159

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: Shihab Karrar)

    الأخ شهاب كرار،
    تحياتي وكل عام وأنتم بخير

    أولاً: قلما أتداخل مع كاتب يعتمد فى بوستاته على السرقات الأدبية من المواقع الإليكترونية، فقد وجدتُ لك بوستاً
    إبان دخولك هذا المنتدى، ويتحدث عن نظرية التطور، على الرغم من جماله قد سآني أنك قد قمت بسرقته بالكامل
    من موقع اللادينيين العرب، ,أامل ألا تكون قد قدمت بسرقة هذا البوست أيضاً.

    ثانياً: أرى جهلك البائن بنظرية التطور ورأي الأديان السماوية منها، فيا عزيزي الفاضل الديانات الإسلامية
    والمسيحية واليهودية، جميعها وجدت أن نظرية التطور لا تتعارض معها، فيمكنك الاطلاع على موقف القرآن
    الكريم من نظرية التطور فى كتاب الدكتور مصطفى محمود "محاولة لفهم عصري للقرآن".

    ثالثاً: فى مداخلتك الآخيرة تحدثت عن نظرية الإحتمالات، وقد شوهتها بضرب مثلك المقتبس من كلامك أدناه:
    Quote:
    فعند شراءك لتذكرة يا نصيب يكون أحتمال فوزك هو 1/10000000 (واحد علي عشرة ملايين) بإعتبار ان عدد
    المشاركين هو عشرة ملايين، ولكن دائما ما يكون هناك فائز، فهل منعت ضآلة الاحتمال فوز احدهم؟ بالنسبة
    للفائز فإن إحتمال فوزه هو واحد

    الصحيح هو فى علم الرياضيات هو أن إحتمال فوزه هو واحد من عشرة ملايين، وليس واحد، لأن فى نظرية الإحتمالات
    الواحد الصحيح يعنى إحتمال النجاح بنسبة 100% فهو إحتمال ضخم جداً، عكس ماترمي إليه وهو إحتمال ضئيل جداً،
    أرجو مراجعة نظرية الإحتمالات، أو على الأقل فهم ما تقوم بنقله من المواقع الأخرى فى أمثلتك التالية عن زهرة
    النرد فهي صحيحة تماماً، والسؤال المُلح هنا كيف لكاتب أن يتناقض فهمه فيما يكتبه بنفسه يخطيء فى فهم نظرية
    فى الأول ويقوم بشرحها الصحيح فى بعد ذلك، فهنا يوجد إحتمال واحد وهو أنك قد قمت بسرقة تعريف نظرية الإحتمالات
    دون فهمها.
                  

09-22-2009, 12:50 PM

Shihab Karrar
<aShihab Karrar
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: النذير حجازي)

    ألاخ النذير حجازي
    تحية طيبة

    Quote: أولاً: قلما أتداخل مع كاتب يعتمد فى بوستاته على السرقات الأدبية من المواقع الإليكترونية، فقد وجدتُ لك بوستاً
    إبان دخولك هذا المنتدى، ويتحدث عن نظرية التطور، على الرغم من جماله قد سآني أنك قد قمت بسرقته بالكامل
    من موقع اللادينيين العرب، ,أامل ألا تكون قد قدمت بسرقة هذا البوست أيضاً.


    اولا: انا واحد من المؤسسين لمنتدي اللادينيين العرب (شبكة اللادينيون العرب لاحقا) ومنتدي الملحدين العرب و نادي الفكر العربي.
    ثانيا: أتهامك هذا عار من الصحة، واتحداك ان تأتي بدليل عليه.
    ثالثا: البوست الوحيد الذي كتبته عن نظرية التطور سابقا في هذا المنبر هو بعنوان: لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟
    ويبدو ان هذا هو ما تقصده، وأنا كاتبه، ونشرته قبلا في منتدى الملحدين العرب، ولكن يبدو انك متسرع قليلا فلم تحاول التأكد من شخص الكاتب في الموقعين قبل ان تطلق اتهامات عارية من الصحة.

    والان لنأتي لسؤ الفهم والخلط الذي اصابك في ما يخص كلامي عن الاحتمالات.

    Quote: الصحيح هو فى علم الرياضيات هو أن إحتمال فوزه هو واحد من عشرة ملايين، وليس واحد، لأن فى نظرية الإحتمالات
    الواحد الصحيح يعنى إحتمال النجاح بنسبة 100% فهو إحتمال ضخم جداً،


    لأنك متسرع - وهو واضح من اتهامك لي بالسرقة دون تثبت - لم تفهم ما قلت، فما قلته ان الاحتمالات لامعنى لها في حال وقوع الحادثة فعلا، فالاحتمالات للتنبؤ وليس للتفسير، اي ان احتمال صاحبنا بالفوز في اليانصيب قبل فوزه به هو واحد لكل عشرة ملايين، ولكن بعد الفوز ليس هناك معنى لهذا الرقم، فاحتمال حدوث اي حدث في الماضي هو واحد، الامر بديهي، لأن ما حدث قد حدث ومؤكد بنسبة 100% انه حدث!!

    Quote: فهنا يوجد إحتمال واحد وهو أنك قد قمت بسرقة تعريف نظرية الإحتمالات
    دون فهمها.

    هل لك بدليل علي هذا الاحتمال الواحد؟

    الاخ الكريم: أنا لا اعرفك وانت لا تعرفني، لذا فعليك الاعتذار عن ما اتهمتني به بتسرع ودون تثبت وتروي، او انني اعتذر لك عن انني لن ارد على مداخلاتك مرة اخرى.

    وافر التقدير والاحترام
                  

09-22-2009, 01:03 PM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7159

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: Shihab Karrar)

    Quote: اولا: انا واحد من المؤسسين لمنتدي اللادينيين العرب (شبكة اللادينيون العرب لاحقا) ومنتدي الملحدين العرب و نادي الفكر العربي.
    ثانيا: أتهامك هذا عار من الصحة، واتحداك ان تأتي بدليل عليه.
    ثالثا: البوست الوحيد الذي كتبته عن نظرية التطور سابقا في هذا المنبر هو بعنوان: لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟
    ويبدو ان هذا هو ما تقصده، وأنا كاتبه، ونشرته قبلا في منتدى الملحدين العرب، ولكن يبدو انك متسرع قليلا فلم تحاول التأكد من شخص الكاتب في الموقعين قبل ان تطلق اتهامات عارية من الصحة.

    الأخ شهاب كرار،
    تحية طيبة

    بعد توضيحك هذا أعتذر عن إتهامي لك بالسرقة، إذا ما كنت أنت نفس الشخص الذي كتب بوست بعنوان "لماذا لاتدرس نظرية التطور فى مدارسنا؟" فى
    شبكة اللادينيون العرب، تحت اسم مستعار، ومن ثم إعادة نشره هنا باسمك الحقيقي، فأرى أن التقصير منك بأنك لم تنوه لذلك، حتى لا تُفهم خطأ،
    أما اتهامي الثاني لك فقد كان اتهام انطباعي مبنياً على بوستك الأول، فأرجو المعذرة، والآن يمكن مناقشتك بعد تبرئتك من تهمة السرقة الأدبية

    ولك وافر التقدير
                  

09-22-2009, 01:16 PM

Shihab Karrar
<aShihab Karrar
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: النذير حجازي)

    الاخ النذير
    تحية طيبة

    أعتذار تشكر عليه، ويدل على أخلاقك العالية وشجاعتك.

    من الصعب التنويه عن البوستات، لأن الكتابة هناك لها شكل صادم للغاية يختلف عن الكتابة هنا التي نتوخى فيها اقصى درجات الحذر خشية جرح مشاعر احدهم دون ان نقصد، وقد يفهم التنويه على انه دعاية للبوست في الموقع الاخر، مما قد يجر بعض المشاكل، وانت تفهمني.


    تحياتي ووافر احترمي وتقديري
                  

09-22-2009, 02:10 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: Shihab Karrar)

    العزيز: شهاب كرار
    تحيّة طيّبة ومودة من الأعماق
    أتابع معك هذا الخيط العلمي
    بشغفٍ جم .. فواصل يا عزيزي
                  

09-22-2009, 07:54 PM

ماجد معالى
<aماجد معالى
تاريخ التسجيل: 04-20-2009
مجموع المشاركات: 285

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: هشام آدم)

    في آذار – مارس عام 2001، عقد مؤتمر في جامعة نوتردام، إنديانا، الولايات المتحدة، حول مسألة محددة هي العلاقة بين الدارونية والفلسفة. وقد قام الباحثان فيتّوريو هويزله وكريستيان إيلّيس بنشر المداخلات الهامة التي قدّمت في ذلك المؤتمر، والذي يمكن اعتباره إحدى أهمّ الخطوات الجديّة لرسم خطوط العلاقة بين الدارونية والفلسفة.
    ثمّة اعتقاد ليس غير واسع الانتشار، أنه مع بروز نظرية دارون المتعلّقة بالاصطفاء الطبيعي، حدث للفلسفة شيء هامّ للغاية – شيء شظّى أساسيّاً الفهم الذاتي الفلسفي التقليدي بطريقة أجبرته على التخلّي عن كثير من اليقينيّات وقلبت جذريّاً معظم ادعاءاته الأصليّة. هذا لأنّ النظريّة الدارونية، في وصفها العام للعالم، تتضمن البشر، أي الكائنات التي تمارس فعل التفلسف. البشر، وبالتالي العقول البشريّة القادرة على التفلسف، هم نتاج الاصطفاء الطبيعي.
    رغم ما قيل سابقاً، ليس ثمة إجماع حول النتائج الدقيقة للدارونيّة فلسفيّاً؛ مع ذلك، يتوضّح على نحو متزايد أن النظريّة الدارونية ليست بيولوجيّة فحسب. فبعضهم يرى أن الدارونية نظريّة فلسفيّة، ذات بعد ميتافيزيكي أو أنطولوجي، كونها تهتمّ بالواقع ككلّ، أي، " بالوجود عموماً ". إذن، للدارونيّة تداعيات أنطولوجيّة، عقائد معيّنة فيما يخصّ بنية الواقع، وإذا ما اعتبرنا الدارونية صحيحة، وهنالك على الدوام من الأسباب المتزايدة ما يدفعنا لأن نعتقد بذلك، فإنّ آثاراً بعيدة المدى على الفلسفة لابد أن تعقب اعتقادنا.
    لا شكّ أن فلسفة البيولوجيا هي الحقل الأبرز الذي تدور فيه رحى المعارك حول الآثار الفلسفيّة للدارونيّة. وفلسفة البيولوجيا، كما هو معروف، مسيطر عليها من قبل الفلاسفة الأنغلو-أمريكان إلى حدّ كبير. مع ذلك، ثمّة أسماء ألمانيّة هامّة للغاية في هذا الحقل؛ منها: روبرت ريدل، ديتر فاندشنايدر، مارسيل فيبر، بيرند غرافرات، فيتوريو هويزله، وباحثنا غرهارد فولمر؛ كذلك يمكن أن نذكر الهولندي كريستيان إلّيس والفرنسي جان غايون.
                  

09-22-2009, 07:55 PM

ماجد معالى
<aماجد معالى
تاريخ التسجيل: 04-20-2009
مجموع المشاركات: 285

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: ماجد معالى)

    يلقي الفيلسوف الألماني المثالي ديتر فاندشنايدر الضوء على سمات للارتقاء البشري لا تؤخذ بعين الاعتبار كثيراً في التقليد الأنغلو-أميركي. وهو يؤكّد بشكل خاصّ على أهميّة الوعي، التكنولوجيا والثقافة في الارتقاء البشري، والتي عبرها في نهاية الأمر يتسامى الإنسان على الطبيعة.
    من ناحيته، يتساءل بيتر ماك-لفلين عما هو حديث في العلم الحديث حصريّاً، وذلك عبر تأمل أفكار الفعليّة actualism والماديّة والعلاقة بينهما. يرى هذا الفيلسوف أنه لا نظرية الارتقاء الدارونية، التي هي نظريّة اختباريّة، ولا وقائع الفيلوجينيا phylogeny ( فرع من علوم الحياة يتناول دراسة العلاقات الارتقائيّة بين الأنواع المختلفة أو تعداد العضويّات، من خلال معلومات جزيئية متتالية )، وهي إعادة بناء تاريخيّة، لهما متضمنات ميتافيزيكيّة بحدّ ذاتيهما. هذا يحدث فقط حين تجمعان من افتراضيات مثل المادية ( أو الطبيعيّة ) والفعليّة شريطة أن تؤخذا بمعنى ميتافيزيكي، ليس فقط طرائقيّاً، كما هو متطلّب من قبل التحري العلمي. وبلغة أكثر تعميمية، التفسيرات الدارونية تعطي العلل الطبيعيّة للظواهر المفسّرة حتى ذلك الزمن بالعلل ما فوق الطبيعيّة نظرة عالميّة Weltanschauung طبيعيّة لا تخلو من فائدة. يناقش المؤرّخ ديفيد أولدرويد الترابطات بين الدارونية والبالنتولوجيا ( دراسة الحياة ما قبل التاريخيّة، بما في ذلك ارتقاء العضويّات والتفاعلات بين العضويّة والعضويّة وبين العضويات والبيئة المحيطة ) والميتافيزيك، ثم يحاول البرهان على أن فعليّة ليل lyell، التي هي المنافس لكارثيّة catastrophism كوفييه ( اعتقد كوفييه أنّ معظم المستحاثات الحيوانيّة التي فحصها، إن لم يكن كلّها، كانت بقايا لأنواع هي الآن منقرضة، " دمّرتها كارثة " )، كانت شرطاً نظريّاً أساسيّاً لا بدّ من الوفاء به أولاً إذا ما أريد لنظريّة الاصطفاء الطبيعي الدارونيّة أن تعمل ( كونها تحتاج إلى أزمنة ضخمة ). البالنتولوجيا، بل والبيولوجيا عموماً، يمكنها أن تمضي دون عراقيل، بلا ميتافيزيك، وفقاً لأولدرويد، الذي يعتقد أن المعضلة الميتافيزيكيّة الوحيدة الباقية هي أصل الكون.

    يحلّل الفيلسوف الهولندي كريستيان إلّيس بنية التفاسير الاصطفائيّة. فيقول إن مبدأ الاصطفاء الطبيعي يمكن النظر إليه بطريقة أبريوريّة مظهراً إن مبدأه الجوهري – " الوجود المسبق لأية كينونة يعتمد على بيئتها وعلى صفاتها الخاصّة " – ليس حشويّاً tautological، كما يجادل بعضهم أحياناً، لكنه تفسيريّ أساساً. إن مبدأ الاصطفاء الطبيعي صحيح أبريوريّاً لأنه يمكن استنتاجه من مبدأ سبب كاف، شريطة وجود شروط بعينها.
    يتقصّى مايكل روس العلاقة بين الدارونية والطبيعانيّة ليجادل من ثمّّ، عبر تأمّل في مقولات العجائب، أنّ مسألة وجود الله، الديانات الموحى بها، ووجود الإنسان، ملزمة بالضرورة داروينيّاً بالطبيعانيّة الطرائقيّة لكن ليس بالطبيعانيّة الميتافيزيكيّة ( تفهم كإلحاد مادّي ).

    يتقصّى ديفيد ديبو المعاني المتبدّلة لما يسميّه " الدارونيّة الأيقونيّة "، أي، ذلك النوع من الصور الشعبيّة للدارونيّة الذي يتمّ تداوله عند جماعات علميّة وفي حقل العامّة على نطاق واسع. يحذّر ديبو من أخطار أن يصبح المرء أسير ما يسمّى " بالأوهام المتسامية " ( بالمعنى الكانطي ) حين تُفصل الإطارات التفسيريّة الكبيرة، على يد فلاسفة مثل دانييل دنّيت، عن أصولها في الكشوفات التجريبيّة وتحوّل إلى ميتافيزيكيّات ومن ثم تستخدم لتبرير الاستدلالات الواسعة – ما يدعى " مضامين الدارونية " – في مسائل السلوك، الفكر، الثقافة، المجتمع، الدين،الفلسفة، إلخ. يقول ديبو، " إنّ استدلالات كهذه هي على الدوام عمل مخططات تفسيرية مفضّلة "، أي، تفضيل تفسير ما على حساب بدائل ( ذات معقولية مكافئة ). ينافح ديبو عوضاً عن ذلك عن تعددية في استخدام مخططات مفاهيميّة ويؤكّد على الحفاظ على " مساحة حواريّة " من أجل وزن المخططات المختلفة، بل المتنافسة، لتفسير الدراوينيّة. ليصل من ثم إلى نتيجة مفادها، " أن نُسَخ الطبيعانيّة التي تنقص هذه المساحة عبر مطالبة بكثير جداً من الاستمراريّة بين العلوم والأحاديث التأمليّة حولها تبدو بالخطورة ذاتها التي لنسخ الفلسفة التي تعزل الفرضيات الميتافيزيكيّة، الإبستمولوجيّة، والمعياريّة عن التبصّرات العميقة للعلم الارتقائي ". وكطبيعانيين على وجه الدقة، على الداروينيين " رفض أن ينهار الموقف الطبيعاني إلى طبيعانيّة علميّة وميتافيزيكيّة ".
                  

09-22-2009, 07:57 PM

ماجد معالى
<aماجد معالى
تاريخ التسجيل: 04-20-2009
مجموع المشاركات: 285

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: ماجد معالى)

    في نهاية المطاف، إن الفضيلة الأهم للطبيعانيّة، هي معارضتها العنيدة لأي صنف من أصناف الأبريوريّة. وديبو يتقصّى بعض النقاط المتنازع عليها في الدارونية المعاصرة ( بشكل خاص: التقدّم والواسطة ) مظهراً أن الدارونية مصطلح لا بدّ من قراءته بلغة الجمع.
    يقدّم روبرت ريدل مناظرة حول " منظومات نظريّة الارتقاء "، نظريّة قدّمها للمرّة الأولى في كتابه، نظام الحيوات: منظومة شروط الارتقاء، الصادر عام 1975. إن أبرز سمة في نظريته المتعلّقة بتعقيد الارتقاء هي مركزية فكرة " السببية المتكرّرة-إرتجاعيّاً " أو " السببية الاسترجاعيّة " – " فكرة أن كل تأثير بيولوجي في المنظومات الحيّة، بطريقة أو بأخرى، يتغذّى ارتجاعيّاً من علّته الذاتيّة ". يمكن لمفهوم السببية المتكررة-ارتجاعيّاً أن يفسّر ظواهر عصيّة على التفسير عبر سببية خطيّة واضحة، أشياء تشبه التكيّفيّة المتواصلة للمنظومات المعقدة، كافة أنواع الإكراهات التطوّريّة، والظواهر الارتقائيّة الكبيرة macroevolutionary مثل الارتقاء المتوازي، التكوّن التقويمي [ نظرية تقول إن التنوّع في الأجيال المتعاقبة يسير وفق نظام معيّن لا يتأثر بالعوامل الخارجيّة ] والـ typogenesis [ يمكن للمرء أن يميّز بين مستويين ( ومرحلتين ) من الصيرورات الارتقائيّة الكبرى: الدنيا ( الماكروجنيسس ) والعليا ( التايبوجنسس ). تمثّل الماكروجنيسس التبدلات الارتقائيّة الكبرى للبنى المنفصلة؛ التايبوجنيسس هي تكوين الباوبلان ( نمط إحدى المنظومات ) العام من عضوية كبيرة macrotaxon جديدة على أساس من ماكروجنيسس بدئيّة ].. ويعتقد ريدل أن إدخال مفهوم السببية الاسترجاعيّة ضمن تيار البيولوجيا الرئيس يحتلّ أهميّة فائقة. بل إنه يراه، على المستوى البعيد، حيويّاً بالنسبة لبقائنا كنوع: التركيز الحصري على السببية الخطيّة هو " العلّة الرئيسة للمعضلة البيئويّة، بجانب الطمع ". ظاهريّاً، الوعي الصريح للتعقيد السببي للمنظومات الحيوية لا يمنع المرء عن التفكير أحادي السببية – أو في هذه الحالة: ثنائي السببية – في الحقل الثقافي-التاريخي. مع ذلك، يبدو الأمر وكأنه فرضيّة معقولة.
    يركّز ر. سلوان على مفهوم دارون للطبيعة، الذي هو ليس طبيعانيّاً بالكامل، كما يقول في ردّه على روبرت ر. ريتشاردز. تقول فرضيته إن دارون امتلك " فلسفة طبيعة شكلانيّة أصليّة "، فهم معقّد للطبيعة تأثّر إلى حدّ كبير بتقليد فلسفة الطبيعة الألماني، خاصة عبر كتابات ألكسندر فون همبولدت. ومع أن نظرة دارون للطبيعة لم تكن غائيّة تماماً بالمعنى الأرسطوي للكلمة، فهي لم تكن ميكانيكيّة و"عدميّة " بالكامل أيضاً. ويقول سلوان، إن رأيه في الطبيعة يمكن أن يساعد في تلطيف الهوّة بين ما هو " كائن "، وما " يجب " أن يكون، أي، في إعادة النظر في وضعيّة ما يسمّى بالمغالطة الطبيعانيّة.
    يتناول روبرت ج. ريتشاردز موضع مفهوم " الفكر " في الدارونيّة. ومن ثم يسعى للبرهنة على أنّ القواعد المفاهيميّة للنظريّة الدارونيّة إنما هي تجسيد لنوع معين من الميتافيزيك، بقايا لأفكار موجودة في أعمال ألكسندر فون همبولدت بل إنه متأثر بآراء مفكّر تأمّلي ومثالي من نمط فريدريش شيلر. يحاول ريتشاردز الدفاع عن الرأي القائل إن نظريّة دارون قامت على أسس لشيء " يشبه مفهوم الفكر المطلق ". فيكتب أنه " منذ بداية تنظيره، استخدم دارون الفكر كأنموذج لفهم صيرورة الارتقاء ". كان مفهوم الفكر مفيداً في تشكيل نظريّة دارون بمعنى نقل القوى الإلهيّة – كليّة العلم، كليّة القوّة، الخير، الخلق، والحكمة – إلى الطبيعة ذاتها، أي إلى الاصطفاء الطبيعي، وهو ما يمكن التعبير عنه بكلمات ريتشاردز، " بأنه [ دارون ] صار يتخيّل الطبيعة كما لو أنها تمتلك شيئاً يشبه الفكر المطلق ". وهكذا فالفكر، الفكر المطلق، سوف يكون أنموذج دارون لفهم الارتقاء. لقد فكّر في الاصطفاء ليس كقوّة آليّة عمياء بل كنوع من الذكاء، كصيرورة فكريّة ومتعمّدة. نعم، إنّ فكرة دارون الأصليّة عن الارتقاء كانت ذات صفة تقدميّة وهدفيّة وميتافيزيكيّة بحدّ ذاتها تماماً. لاحقاً فقط، بضغط من نقّاده، تخلّى عن افتراضاته المثاليّة التي قادت تنظيراته. وفكرتنا الآليّة الصافية حول الاصطفاء الطبيعي لم تكن من عندياته. فدارون لم يكن قد صار بعد دارونيّاً جديداً.
                  

09-22-2009, 07:59 PM

ماجد معالى
<aماجد معالى
تاريخ التسجيل: 04-20-2009
مجموع المشاركات: 285

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: ماجد معالى)

    يفحص المؤرّخ والفيلسوف الفرنسي جان غايون المضامين الميتافيزيكيّة للبيولوجيا الارتقائيّة الدارونيّة، عبر استخدام معنيين مختلفين للميتافيزيك، الأوّل " سلبي " مأخوذ عن كونت ( الميتافيزيك بوصفه: معرفة " قائمة على التجريد اللفظي المجرّد ")، والآخر " إيجابي " مأخوذ عن كانط، الذي يحتوي عمليّاً أربعة فروع للمعرفة: المعرفة المتسامية المتعلّقة بالشروط الأبريوريّة لأية معرفة، الميتافيزيك الخاص أو المعرفة المتعلقة بالأمور التي تفوق التجربة ( كليّة العالم، الله، النفس )، ميتافيزيك الطبيعة، وميتافيزيك الأخلاق. وحين يأخذ هذه الأفكار المتعلّقة بالميتافيزيك كحالة اختبار، يكون قادراً بالتالي على إظهار أنه ليس ثمة مضامين ميتافيزيكيّة واضحة عديدة للدارونيّة. مع ذلك، ثمّة مضامين فلسفيّة واضحة كثيرة للدارونيّة. هذا بسبب السؤال الفلسفي المركزي، كما يقول كانط، " ما هو الإنسان؟ ". وإذا ما أخذنا هذا السؤال بعين الاعتبار، يصعب على الفلسفة تجاهل دارون.
    في مقالته التي تحمل عنوان، " في مشكلة التوجّه والهدف في الارتقاء البيولوجي"، يقدّم الفيلسوف الألماني ديتر فاندشنايدر نصّاً هامّاً. يتساءل فاندشنايدر ما إذا كان هنالك ميل نحو تطوّر أعلى في الارتقاء، وإذا كان الأمر كذلك، هل يمكن اعتبار الإنسان هدف الارتقاء. بل يتساءل حول دور الفكر في هذا الميل. وينهي تأملاته بتفكّر في المضامين الأنتروبولوجيّة والميتافيزيكيّة للأجوبة على هذه الأسئلة. يميّز فاندشنايدر بين الارتقاء الأفقي، عمل المحيطات الحيويّة المتاحة، والارتقاء العمودي، إبداع محيطات حيويّة جديدة، ومن ثم يسمّي الأخيرة " الترقّي-الذاتي للطبيعة ". يصوّر هذا " الترقّي-الذاتي " باتجاه تعقيدات أكبر نوعاً معيّناً من التوجهيّة-نحو-هدف متضمنة في البنيان المثالي للارتقاء الداروني. يتضمّن التطوّر باتجاه تعقيد أعلى توجهين مبدئيين أساساً: الإدراك المعرفي والـ self-thematization [ فعل جعل تجربة أو شعور موضوعة تفاعل داخلي ذاتي]. مع ظهور الوعي-الذاتي في البشر، ظهور الفكر البشري، يصبح تطوّر التكنولوجيا ممكناً، فمن ناحية تحرر الإنسان من الكوابح الطبيعيّة، واتخاذه ذاته مرجعيّة في الوقت ذاته. ومن ناحية أخرى تفتح الباب أمام إمكانيّة معارضة الطبيعة. هذا يعطي الثقافة طبيعة ثانية، اصطناعيّة، ناتجة عن انفصال الإنسان عن الطبيعة. هذا ينتج كينونة، إنساناً، حرّاً أساساً من الطبيعة ومن ثم يمكن القول إن الإنسان هو النهاية، تأليه الارتقاء الطبيعي. إنه، بمعنى ما، " تاج الخليقة " ( الاصطفاء الطبيعي هو الخالق هنا). من الآن فصاعداً، يأخذ الاصطفاء الثقافي محلّ الاصطفاء الطبيعي. يصبح الإنسان حيواناً مدجّناً-ذاتيّاً. في هذه النقطة، يمدّ الهيغلي في فاندشنايدر رأسه. فيسأل: " إذا كان هدف الاصطفاء الطبيعي هو ارتقاء الفكر، وإذا كان الفكر هو نفي الطبيعانيّة، أليس إذن هدف الارتقاء الطبيعي هو نفي الطبيعانيّة؟". ووفقاً لفاندشنايدر، هذا حقيقي طبعاً.
    مع الإنسان كحيوان عاقل، أنتجت الطبيعة كينونة قادرة على مساماة الطبيعة، فهمهما، وتغييرها على أساس من هذا الفهم. يكتب فاندشنايدر، مستشهداً بشلنغ تقريباً: " يمكن القول إنه مع الإنسان، إذا صحّ التعبير، تكسب الطبيعة وعياً من ذاتها". إذا لم يكن ذلك مثالية، ما عساه يكون إذن؟ الفكر البشري ليس فقط غير طبيعي، بل إنه كينونة ما فوق طبيعيّة تمتلك على حد سواء إمكانيّة إكمال الطبيعة والارتقاء بها. تحرّر الإنسان من الطبيعة يتضمن أنتربولوجيّاً أنه قادر على الخطأ، بمعنى أن غرائزه لم تعد تهديه، وعلى الإثم: بفقدان الغريزة، لا يعود السلوك البشري صحيحاً آليّاً. يختار فاندشنايدر الرأي القائل إنّ قوانين الطبيعة تملك شخصيّة مثالية وهذه المثاليّة، هذا المنطق، يشكّل أساس كلّ الكينونات الطبيعيّة. إنّه منطق بحيث نحن البشر قادرون على المعرفة. ثم يصل فاندشنايدر إلى نتيجة مفادها، " أنّ هذا يشير بالكامل إلى أنطولوجيا مثاليّة ( موضوعيّة ) للطبيعة. أذكّركم: موضوعي تعني هنا مثالية من النوع الهيغلي لا البريكلي، الذي له، كما أعتقد، أسباب طيّبة والذي ندين له ربما بمعظم مفهوم الطبيعة الفلسفي المتدبّر به جيداً الذي أوجدته الفلسفة الغربيّة ". الدارونيّة تميط اللثام عن المنطق المحايث للطبيعة، الذي تعتبر الدارونيّة ذاتها نتاجاً له. وهكذا فالدارونيّة والمثاليّة ليستا فقط متناغمتين بل أيضاً مترابطتان جوهريّاً
                  

09-22-2009, 08:00 PM

ماجد معالى
<aماجد معالى
تاريخ التسجيل: 04-20-2009
مجموع المشاركات: 285

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: ماجد معالى)

    في مقالته التي تحمل عنوان، " الدارونيّة كنظريّة للكينونات المتناهية "، يتأمل مارسيل فيبر موضوعة المكانة النظرية للفرصة – أو الامكانيّة – والجبريّة في نظرية الارتقاء عند دارون. وسؤاله المحوري هو: " هل يستخدم البيولوجيّون مفهوم الاحتماليّة لأنها عناصر إدراكيّة متناهية أو لأن الصيرورة الارتقائيّة احتماليّة أساساً؟ " يجيب فيبر، بعد أن يراجع السياقات الارتقائيّة المختلفة، التي تظهر فيها الفرصة والاحتماليّة، وبعد تخمين نقدي للأوصاف الذرائعيّة ( ألكس روزنبرغ ) والواقعيّة ( روبرت براندسن وسكوت كارسن ) المتعلّقة بالطبيعة الإحصائيّة لنظريّة الارتقاء يقترح من ثم بديلاً من عندياته، يستند على أساس من المعرفة الحاضرة. إن موقفه الأخير في مسألة الجبريّة مقابل اللاجبريّة في الارتقاء هو بالتالي لا أدري. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار لا موثوقيته الأساسيّة، فإن أي وصف للطبيعة الإحصائيّة لنظريّة الارتقاء هو غير كامل بحد ذاته. ولا يمكن لأي تقص ميتافيزيكي إضافي أن يكون مفيداً هنا. فقط الكشوفات التجريبيّة يمكن أن تدفع بنا إلى الأمام في هذه المسألة. بافتراض الجبريّة، علينا الاعتراف أن الطبيعة الإحصائيّة لنظريّة الارتقاء هي انعكاس لحدودنا الإدراكيّة. لكن هذا لا يديننا بالذرائعيّة لأن هنالك تفسيرات موضوعيّة ممكنة للإحتماليّة تنسجم مع الجبريّة. في نهاية المطاف، نظريّة الارتقاء تكشف الطبيعة المتناهية للإدراك البشري في استخدام مفاهيم مثل فرصة واحتماليّة، لكننا لا نعرف بدقة المعني بتلك المفاهيم.
    بحث ليس أقل أهمية مما سبق، هو ذلك المتعلّّق بموضع الإنسان في المنظور الداروني. يبرز هنا عالم الاجتماع والبيولوجيا، ريتشارد د. ألكسندر. يتحدّث الكسندر مطولاً عن إمكانيّة التفسير البيولوجي لسمات بشريّة على نحو مستفرد، خاصة الفن. فإذا كانت سمات بشريّة مثل السلوك الفني مستفردة في العالم الحي فإن هذا لا يعني أنه ليس لها تفسير بيولوجي ممكن أيضاً. ومنذ دارون فالتفسير البيولوجي تعريفاً هو تفسير اصطفائي. لكن هل من الممكن فعلاً أن النجاح التوالدي، الشيء الأوحد الذي يهم في الارتقاء، هو المبدأ الأوحد الذي تقوم على أساسه كل أنماط السلوك التي تدهش بتعدديتها وغريبة بما لا ينتهي الذي يميّز فردانيّة النوع البشري؟ هل ثمة ارتباط فعلاً بين تحريض توالدي أساسي وبين الكاتدرائيّات ذات السحر الثقافي التي ولدت عبر التاريخ البشري، يسأل ألكسندر. إنه يفكّر على هذا النحو قطعاً. إن ما يحاول إظهاره في تحليله التفصيلي هو أن كلّ الآليّات الانتقائيّة الاجتماعيّة الارتقائيّة، بما في ذلك ما يسمّى بالاصطفاء النيبوتستيك nepotistic [ تعامل تفضيلي أو انحيازي ] والاصطفاء التبادلي والمشترك، ربما تكون " آخر مجموعة هامة من الآليّات المطلوبة لربط سمات معقدة لظواهر ثقافيّة، مثل الفنون، بحياة قائمة على الانتخاب الارتقائي عبر تفضيل النجاح التوالدي ". وألكسندر يعتقد أن المشكلة بالنسبة للتفسير الاجتماعي البيولوجي ليست افتقاد آليّات ممكنة لمقاربة سلوكاتنا الخاصّة بل تجاهل كيفيّة استخدام تلك الآليّات.
    يهاجم الباحث الأمريكي لنّي موس ما يسمّيه " بالدارونيّة السوقيّة "، وهي نوع من الدارونيّة يصف نوعاً من اللوغاريتميّة الجينيّة – منطق المضاعف ( نتذكر داوكينز ودينيت ) – كأساس للديناميّة الارتقائيّة في حين تنكر أي توسّط للعضويات ذاتها، تماماً كما اعتاد الماركسيون السوقيّون إنكار أهميّة الفعل الفرداني لصالح " القوانين الحديديّة " للماديّة الدياليكتيكيّة مفترضين جدلاً تحكّم مسار التاريخ. ووفقاً للدارونيّة السوقيّة، تحدث عمليتا الارتقاء المركزيّتان، التبدّل والاصطفاء، باستقلاليّة تامة عن العضويّة. ويعتقد أن الجينات وحدها تتصرّف كعناصر فاعلة، في حين تظهر العضويّات كوسائل حمل منفعلة تصوغها الجينات والبيئة ( داوكينز ). يظهر موس أن هذه النظرة التي تدور في محور الجينات غير صحيحة. وحين يفعل موس ذلك، فإنه يقدّم لنا تمييزاً مفيداً للغاية بين نوعين من الجينات، يلعب كل نوع منهما دوراً تفسيريّاً يختلف بالكامل عن النوع الآخر. إن الجين P هو " جين لـ X " ويشير إلى ما يدعوه موس " متنبئ فينوتايب phenotype [ أية سمة قابلة لأن تكون ملحوظة في العضويّة ]". P يرمز إلى " من يؤمن بالتخلّق السبقي [ نظريّة تقول إن كل أعضاء الجنين موجودة مسبقاً في الجرثومة ] لكن بمعنى " كما لو أن "، كما لو انه مسئول، كلّ بذاته، عن إنتاج بعض سمات الفينوتايب X. مثال لهذا هو " الجين المسئول عن العيون الزرقاء "، التي بالطبع لا تتواجد بمعنى معطي عينين زرقاوين مستقلّ بذاته بل فقط كمتتالية دقيقة مطلوبة في الطريق البيوكيميائيّة التي تقود إلى إنتاج العيون البنيّة. إن غياب جين العيون الزرقاء P هذا، المشفّر من أجل صبغي محدد، ينتج عيوناً زرقاء. لكن الجينات D هي متتاليّات جزيئيّة خاصّة تعمل كمصدر تطوّري لكنها غير نهائيّة فيما يخص الفينوتايب. تستخدم D في التفاسير التخلقيّة التعاقبيّة [ نظريّة تقول إن الجنين يتكوّن بسلسلة من التشكّلات المتعاقبة ]، أي، في وصف الطرق البيوكيميائيّة المعقّدة التي تقود إلى الفينوتايب. ويتابع موس ليظهر أن " معنى " التحولات في الـ DNA ليس محدداً بمتتاليّة الـDNA بحد ذاتها بل بالقوة الكامنة للتطوّر التكيّفي في العضويّة، وهو ما يعني، في نهاية الأمر، أن العضويّة ذاتها، لا الجينات، هي التي تحتل " كرسي القيادة الارتقائي".
    يتحدّث الفيلسوف الألماني بيرنت غرايفرات عن أثر الدارونيّة على تفكيرنا في مسائل الأخلاق والمعياريّة. ويرى غرايفرات أنه في حين يمكن للبيولوجيا الارتقائيّة أن تفسّر السلوك البشري، فهذا لا يعني أنها تبرّر أيضاً ذلك السلوك. هنالك فرق جوهري بين التفسير والتبرير. نحن لا نستطيع أن نتابع من " يكون " إلى " يجب " دون تسويغ إضافي، أي، إذا كان علينا تجنّب ما يدعى " بالمغالطة الطبيعانيّة ". لكن إذا كانت التبريرات قائمة على " البديهيات الأساسيّة "، كما يقول جون رولز، لماذا على تلك البديهيّات أن تكون، في التحليل الأخير، نوعاً من " المشاعر " تسببه الصيرورات الارتقائيّة وهو قابل لأن يفسّر بالتالي عبر البيولوجيا الارتقائيّة؟ إذا أمكن لنا أن نظهر أن ميولنا الأخلاقيّة هي إلى حد ما مشتقة من تركيبة شعوريّة تطورت بالاصطفاء الطبيعي، فلهذا حتماً نتائجه بالنسبة للوضعيّة الأخلاقيّة الخاصّة بها، كما يقول غرايفرات، مستشهداً بجفري مورفي. يستمر الباحث في الحديث عن الدارونيّة أخلاقيّاً فيشير إلى أن الرؤيا الدارونيّة التي تؤكّد على الاستمراريّة بين الإنسان والحيوان يمكن أن تغيّر علاقتنا بالحيوان إلى الأفضل. فإذا كنّا نفكّر بالألم، أو بالقدرة على الإحساس عموماً، كعنصر ذي علاقة بالأخلاق، لماذا ننكر إذاً هذه الصفة الأخلاقيّة على الحيوانات؟ لم لا " نوسّع دائرة " اهتماماتنا الأخلاقيّة على هذا الأساس
                  

09-22-2009, 10:35 PM

Shihab Karrar
<aShihab Karrar
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: ماجد معالى)

    الصديق هشام ادم

    اسعدني مرورك، وارجو ان لاتكتفي بالمتابعة,


    --

    الأخ ناجد معالي

    تشكر على المداخلة الرائعة، كنت قد قرأت مقالا لنبيل فياض يتناول نفس الموضوع، لكن قوقل لم يساعدني في العثور عليه.

    للفيلسوف الكبير جون ديوي كتاب شهير بعنوان تأثير دارون على الفلسفة، يمكنك قراءته هنا

    http://www.archive.org/stream/influencedarwin01dewegoog


    كل الشكر والتقدير
                  

09-22-2009, 11:15 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: Shihab Karrar)

    العزيز شهاب كرار
    تحيّة طيّبة

    في الحقيقة لا زاد لي ولا زوادة في مثل هذا الموضوع، وأنا هنا في مقام القارئ والمتابع، ولكنني أود أن أتقدم بالشكر الجزيل للأخ ماجد معالي لمداخلاته الثرة والجميلة في هذا الخيط والتي كان لها فائدة عظيمة في الحقيقة. واسمح لي يا صديقي أن أتوقف عند ذكرك لتجربة يوري-ميلر حول إمكانية تشكل البروتينات من المواد الأولية كما جاء في كلامك هنا:
    Quote: السؤال هو، هل إذا أعدنا تشكيل هذه الظروف في المعمل، هل سنحصل علي بروتينات؟ وهذا ما فعله ميلر بالضبط، حيث اعاد تشكيل الظروف في دورق إختبار، وكانت المفاجأة أنه بعد سويعات قليلة حصل علي الاحماض أربعة من الاحماض الامينية العشرين التي تشكل اساس بناء الكائنات الحية جميعها بدون استثناء.

    فقد تذكرت على الفور ما قرأته في كتاب (البحث عن الحقيقة الكبرى) للمهندس عصام قصّاب حول تجربة مُشابهة للعالم الفرنسي بوشيه Boucher مكتشف نظرية الخلق الذاتي، والذي كان قد أعلن عن تمكّنه توليد أشكال دقيقة من الحياة في سائل داخل بعد توفير الأجواء الملائمة والتأكد من تعقيم الهواء من المواد العالقة، وكيف أن الفرنسي باستور Pasteur أثبت بعد حين أن تولد هذه الأشكال الدقيقة ناجمة من احتواء الهواء (حتى في أعلى درجات التعقيم) على بيوض وكائنات مجهرية متناهية في الدقة والصِغر، وبذلك أعلن إثبات خطأ نظرية مواطنه بوشيه عن إمكانية تخليق أشكال حيّة، وفي ذلك يقول الكاتب (ص34-35/ ط3 – 2002م)

    "منذ أرسطو وحتى عهد لويس باستور في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، كان توالد بعض أنواع من الديدان في اللحم الفاسد والذباب فوق نفايات في غرفة مغلقة يُفسره كثيرون بالخلق الذاتي وخاصة بعد إعلان بوشيه الفرنسي أنه استطاع توليد أشكال دقيقة من الحياة في سائل ضمن هواء معقم، فاهتم باستور بذلك وأحب أن يتأكد بنفسه، فصعد إلى أعالي جبال الألب حيث يتوقع أن الهواء أكثر نقاوة، كان يُمرر الهواء الذي يستعمله في تجاربه عبر قطن نظيف، فلاحظ أن لون القطن يتغيّر. فحص القطن بعد معالجته بمادة مذيبة في مزرعة جراثيم، فلاحظ وجود يرقات بعض الكائنات الحية وجسيمات صغيرة ساكنة، وضع هذه الجسيمات في مرق اللحم فبدأت تتكاثر، وكانت السبب في فساد مرق اللحم، فأعلن باستور حينذاك عن خطأ تجارب بوشيه وطلب منه أن يتأكد من ذلك بنفسه، ثم في محاضرة عامة في باريس أعلن باستور أن نظرية الخلق الذاتي لا أساس لها من الصحة. وتابع باستور تجاربه أكثر من سبع سنوات بهدف البحث العلمي أثبت فيها أن الجراثيم لا يمكنها أن تتوالد بالخلق الذاتي ضمن أية بيئة وظروف كانت، بل إن الأشكال الدقيقة من الحياة إنما تنشأ من بيوض أو كائنات مجهرية الحجم موجودة في الهواء الذي افترضه بوشيه معقماً إذا صادفت الشروط الملائمة لها. وقام العلماء في مختلف البلدان بتجارب مماثلة منهم سبالانزاني الذي أعلن بعدها أن كل كائن حي لا يأتي إلا من كائن حي مثله يحمل جميع صفاته وخصائصه الوراثية." (انتهى الاقتباس)

    سؤالي هنا: هل هنالك أي علاقة بين نظرية يوري-ميلر في توليد البروتينات المكوّنة لمادة البروتوبلازما الحيّة، ونظرية الخلق الذاتي في توليد أشكال دقيقة من الحياة؟ مع مراعاة أن تجارب يوري-ميلر تمت في منتصف القرن التاسع عشر، بينما كانت تجارب باستور في نهايات القرن التاسع عشر؛ وإذا كان ثمة أيّة علاقة علمية بحثية بينهما فهل يُمكننا القول بأن تجارب باستور قد دحضت نظرية يوري-ميلر بالتالي عن إمكانية توليد بروتينات أو أيّ شكل من أشكال الحياة الدقيقة أو على الأقل زعزعت هذه النظرية؟

    تحياتي وكل الود
                  

09-23-2009, 07:47 AM

Shihab Karrar
<aShihab Karrar
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: هشام آدم)

    عزيزي هشام

    لقد وردت في مداخلتك

    Quote: سؤالي هنا: هل هنالك أي علاقة بين نظرية يوري-ميلر في توليد البروتينات المكوّنة لمادة البروتوبلازما الحيّة، ونظرية الخلق الذاتي في توليد أشكال دقيقة من الحياة؟ مع مراعاة أن تجارب يوري-ميلر تمت في منتصف القرن التاسع عشر، بينما كانت تجارب باستور في نهايات القرن التاسع عشر؛ وإذا كان ثمة أيّة علاقة علمية بحثية بينهما فهل يُمكننا القول بأن تجارب باستور قد دحضت نظرية يوري-ميلر بالتالي عن إمكانية توليد بروتينات أو أيّ شكل من أشكال الحياة الدقيقة أو على الأقل زعزعت هذه النظرية؟


    لقد بنيت تساؤلك بناء على معلومة خاطئة، وهو ان باستور جاء بعد يوري و ميلر، والصحيح هنا ان تجربة يوري ميلر كانت بعد باستور بمئة عام على الاقل، 1953 تحديدا، وكما تعلم ان الخمسينات والستينات كانت فترة الثورات العلمية العظيمة على المستوي التطبيقي.

    ولكن من الجيد انك فتحت هذا الموضوع، فهي فرصة يا صديقي كي نتحدث قليلا عن تاريخ المركبات المعقدة، وهل توجد مركبات معقدة غير تلك العضوية التي تكون اجسادنا؟

    الكربون هو السر، إذا كان الأكسجين والهايدرجين يشكلان 80% من إجسادنا فإن الكربون هو بمثابة حديد التسليح، هو حجر الزاوية في كل الوحدات البنائية في أجسادنا. لذا اسمح لي يا صديقي ان اصدع رأسك قليلا بهذا العنصر الفريد ومركباته العجيبة.

    الكربون يصنف ضمن اللافلزات، وهي عناصر تميل الي تكوين ايون سالب عن طريق انتزاع الإلكترونات من العناصر الاخرى - أيون هذه ليست سبة، بل تعني ذرة تحمل شحنة كهربائية (من إجل اصدقائي الادبيين ومن ضمنهم هشام)- ولكن الكربون هو لافلز ذو طبيعة خاصة، فإذا كانت الفلزات تميل الى طرد إلكتروناتها، واللافلزات تميل الي جذب الإلكترونات، فالكربون يميل الي الاثنين معا، وقد أدت ميوله (الشاذة) هذه الي جعله لا يرغب في فعل الامرين، بل يبحث عن الشاركة، او المقايطة، أعطيك واحدا لمدة نانوثانية أعطيك مثله لنفس المدة، وعلماء الكيمياء يسمون هذا النوع من الروابط الكيميائية بالرابطة الاسهامية، ولأن الكربون يملك اربعة إلكترونات في مداره الاخير، فإنه يستطيع تكوين أربعة روابط أسهامية مختلفة، هذه المكانية جعلت الكربون يمتلك أكبر عدد من المركبات لعنصر ما معروف في الكون.



    ذكرة كربون مرتبطة مع اربعة ذرات هايدروجين لتشكل جزيئ ميثان.

    سبب هذا التنوع الهائل في مركبات الكربون هو إمكانية إرتصافها في شكل سلسلة، او إلتفافها في شكل حلقة، فنجد مركب بسيط كالميثان أعلاه يتكون من ذرة كربون واحدة، ومركب معقد مثل غاز الطبخ، البروبان، الذي يحتوي على ثلاث ذرات كربون ووثمانية هايدروجين او أكثر تعقيدا مثل سكر الجلوكوز الذي يحتوي علي 12 ذرة كربون و 22 ذرة هايدروجين و11 ذرة أكسجين أو غاية في التعقيد مثل انزيم البيبسين والذي يحتوي علي الاف مؤلفة من ذرات الكربون والهايدروجين والاكسجين والنايتروجين والفسفور.



    الجلوكوز


    أنزيم البيبسين.


    بسبب التنوع الهائل والأمكانيات اللامحدودة لهذا العنصر العجيب، أفرد له فرع لوحده في الكيمياء، وهو فرع الكيمياء العضوية، في البداية ظن المجتمع العلمي أن مركبات الكربون المعقدة، وحتى قليلة التعقيد منها لايمكن انتاجها في المعمل، فهي خاصة بالاحياء ولا تنتج الا في أجساد الكائنات الحية، وظل هذا الاعتقاد سائدا لفترة طويلة من الزمن، والسبب واضح طبعا، وهو إن خلق المواد البنائية لأجساد الكائنات الحية هو من إختصاص الله، وبالتالي لا يمكن لبشر فعل هذا، راهن مثاليو اوروبا وحتى العلماء منهم على هذا الفرض، ولم يتحركوا في اتجاه تفنيده او تعضيده حتى جاء العام 1828 وقام العالم الالماني فولر بتحضير اليوريا في المعمل، وكانت تلك اول مرة يتم فيها تركيب مركب عضوي معقد خارج أجساد الكائنات الحية.

    وبعد ذلك فتح الباب، وأنطلق العلماء في كل مكان يركبون المركبات العضوية في المعمل، وفتح هذا النصر العلمي آفاق جديدة ولدت معها مركبات عضوية جديدة لم تكن معروفة من قبل مثل الكثير من المضادات الحيوية والاصباغ والعطور والمذيبات وغيرها كثير.
    تراجع الخلقيون خطوة للوراء بعد هذه الصفعة القاسية، ولكن لأن الايمان قائم على التمترس خلف قناعات مسبقة وليست أفكار متغيرة، وجد هؤلاء صخرة جديدة يتحصنون خلفها، وهي البروتينات، حيث إن البروتينات تشكل الوحدات البنائية لأجساد الكائنات الحية، وهي شديدة التعقيد بحيث يبدو انه من المستحيل تكونها ذاتيا، فقد بدت انها صخرة مناسبة للتمترس خلفها وزعم انها هي فعل الله.

    رغم ان العلماء تمكنوا في اوائل القرن العشرين من تحضير بعض البروتينات في المعمل، إلا إن الوسائل التي استخدموها كانت غاية في التعقيد، حتي جاء العلمان الشابان يوري - ميلر وتمكنا من تحضير الاحماض الامينية فقط بمحاكاة جو الارض في اطوار تكوينها الاولى كما اوضحت في مداخلتي السابقة.

    لم يتوقف علماء الاحياء الجزيئية والكيمياء الحيوية عند ذلك الحد، فقد تمكن العلماء عام 2002 من تركيب فايروس شلل الاطفال كاملا، ثم تلته العديد من الفايروسات التي تم تركيبها في المعمل بالكامل من مواد اولية ليست حية، والغريب ان فايروسات المعمل تشبه تلك الطبيعية تماما، تغزو الخلايا مثلها ووتتكاثر مثلها ولا يستطيع اي الشخص التفرقة بين الفيروس المخلق في المعمل والفيروس الحقيقي.

    نواصل

                  

09-23-2009, 09:42 AM

Hani Arabi Mohamed
<aHani Arabi Mohamed
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 3515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحقيقة بعيدة .... (Re: Shihab Karrar)

    ...... تأملوا القصة القرآنية لخلق آدم جيداً ....

    وأجيبوا على الاسئلة التالية .....

    1 ) هل الملائكة تعلم الغيب ؟
    2 ) حين تحدثت الملائكة عن "فساد" في الأرض هل كانت تتكلم عن الماضي أو الحاضر أو المستقبل ؟
    3 ) هل آدم أول البشر ؟ أم هو أو إنسان متعلم مثقف ؟
    4 ) كل ما يخطر على بالكم من أسئلة وأجابات ... .
                  

09-23-2009, 09:54 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحقيقة بعيدة .... (Re: Hani Arabi Mohamed)

    Quote: نواصل
    متابع معك بشغف يا صديقي
                  

09-23-2009, 10:35 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1140

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحقيقة بعيدة .... (Re: Hani Arabi Mohamed)

    الأخ الفاضل / شهاب كرار

    التحية ليك ولي ضيوفك
    وكل عام وانتم جميعا بخير


    اخي شهاب..

    حقيقي اجد متعة كبيرة في المواضيع التي تبتدرها، فهي محفزة للعقل، كما انني استمتع كثيرا بردود الأخ/ بدرالدين احمد موسي، والتي طابعها العلم،،

    كثيرا ما يتأرجح الفرد منا بين الالحاد والأيمان ، خصوصا وان هناك نقطة تلاقي بين الاثنين في منطقة تسمي (الشك) وهذا الشك ناتج عن عدم وجود اجوبة قاطعة ومقنعة، ومنطقة الشك هذه مليئة بالاسئلة، وكثيرا ما وجدتني اتسأل، ماهي الحياة؟؟ وماهو العقل؟؟ وهل رد الفعل الذكي نوع من انواع الحياة ؟؟ وما سر القوانين الفيزيائية والكيمائية التي تؤدي الي تغيير شكل ونوع المادة ؟؟ هل اتت من فراغ ؟؟ ام انها وضعت بذكاء من قبل عقل حكيم عليم ؟؟ ولأضرب لك مثلا علي ذلك، عندك الكرة الارضية،، هل تعلم الارض بأن هناك حياة علي متنها ؟؟ وأن عليها المحافظة علي هذه الحياة ؟؟هل بناءا علي ذلك بنت نظام دفاعي دقيق في وجه الشمس، يتمثل في طبقات الغلاف الجوي الذي بني باحكام دقيق ؟؟
    اننا جميعا نعلم بأن الشمس جرم مهيمن علي المجموعة الشمسية، وبهيمنتها هذه فأنها ترسل مليارات الاطنان من المواد المشبعة بجميع انواع الاشعة الي المجموعة الشمسية، هذه الاشعة منها المفيد ومنها الضار الذي لو لم يصطدم بنظام دفاعي جيد يسمح لنوع معين من هذه المواد بالوصول الي الارض لهلكت الحياة علي ظهرها ، هل قامت الارض ببناء هذا النظام، ام ان هذا النظام وضع بواسطة قوة من خارج الارض ؟؟ فاذا وضع من قبل الارض ؟؟، الا يعني ذلك ان الارض كائن عاقل يتمتع بنوع من الحياة ؟؟ هذا قليل من كثير،، ارجو شاكرا ان تسهم في توضيح هذه النقطة العصية علي فهمي..

    لك وللمتداخلين محبتي

    (عدل بواسطة جمال المنصوري on 09-23-2009, 11:01 AM)

                  

09-23-2009, 12:14 PM

ماجد معالى
<aماجد معالى
تاريخ التسجيل: 04-20-2009
مجموع المشاركات: 285

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحقيقة بعيدة .... (Re: جمال المنصوري)

    الاخ شهاب
    يقول الاستاذ نبيل فياض فى مقالة "ممّا لاشكّ فيه أنّ العقل المفكّر بالعربيّة بعيد للغاية – إلا ما ندر – عن التيارات الفلسفيّة الحديثة في الغرب، سواء تلك التي تعبّر عن إعادات نظر نقديّة لمنظومات فلسفيّة معرفيّة سابقة، أو تلك التي تحاول أن تثبت أقدامها في نوع من الاستقلاليّة عما عداها. وإذا كانت فلسفة العلم قد صارت صرحاً هائل البنيان في الغرب، خاصة الأنغلو-ساكسوني، بعكس ما تمنّى الفيلسوف الإيطالي الأغوستيني فدريكو شياكّا قبل أكثر من نصف قرن، فإنّ الفلسفة بكافّة أشكالها تراجعت إن لم تكن سقطت في العالم الناطق بالعربيّة. ولهذا أسبابه الموضوعيّة وربما الذاتيّة"
    احى فيك اصرارك على بحث موضوع غير مرغوب من كثير من النخب العربية والاسلامية
    مجرد البحث وفتح الموضوع خطوة تستحق الوقوف والاشادة بغض النظر عن النتائج وال Debate الذى تثيره
    شكرا على اللينك ويمكن ان تجد مقال الاستاذ نبيل فياض على اللينك الاتى
    http://www.alawan.org/%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%8A%D9...8%B1%D8%A9,4604.html
    الموقع اعلاه http://www.alawan.org قام باعداد دراسة عن داروين والثورة الداروينية
    تجدونها بعد دخول الصفحة الرئيسية / ملفات/داروين والثورة الداروينية / من ص 60 الى 80
    الاخ هشام ادم
    شكرا على كلماتك
    وانا مثلك لا زاد لى غير زاد القارىء الذى اثار انتباهه موضوع يستحق البحث والدراسة وليس مجرد القراءة
    اذا معا للقراة والبحث
                  

09-24-2009, 08:05 AM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7159

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحقيقة بعيدة .... (Re: ماجد معالى)

    Quote: لم يتوقف علماء الاحياء الجزيئية والكيمياء الحيوية عند ذلك الحد، فقد تمكن العلماء عام 2002 من تركيب فايروس شلل الاطفال كاملا، ثم تلته العديد من الفايروسات التي تم تركيبها في المعمل بالكامل من مواد اولية ليست حية، والغريب ان فايروسات المعمل تشبه تلك الطبيعية تماما، تغزو الخلايا مثلها ووتتكاثر مثلها ولا يستطيع اي الشخص التفرقة بين الفيروس المخلق في المعمل والفيروس الحقيقي.

    الأخ شهاب كرار،
    تحياتي مجدداً

    تركيب فايروس شلل الأطفال فى المعمل، أشبه بالطائرة التى قام بصنعها الكيزان، فهى لا تعبر إنجازاً، لأن فى كل منهما قد استخدم فيهما مواد أولية ليست ملك لهما أو لم يقوما بتصنيعهما أو تحضيرهما، فمثلاً فى الطائرة السودانية المصنعة، قد استخدموا المحرك وجميع الأجهزة الإليكترونية مصنعة فى الخارج، وقد قاموا فقط بتجميعها فى السودان. وهذا مافعله العلماء فى تركيب وتحضير فايروس شلل الأطفال، فقد استخدموا مواد أولية ليست ملك لهم، أو لم يقوموا بتحضيرها وصناعتها – إن جاز التعبير هنا – فى المعمل، فكل ما فعلوه هو عملية تجميع لمواد تخص الخالق وهو الله.

    وأيضاً ينطبق الوصف على تحضير المواد العضوية التى ذكرتها، فهل بإمكان العلماء من العدم تحضير المواد الأولية أو العناصر الكيميائية الأولية المكونة للمركبات العضوية؟! هل سيأتي يوماً أن يتمكن العلماء من تحضير العناصر الكيمائية الأولية فى الجدول الدوري الكيميائي مثل الكربون، الأوكسجين، الذهب، الفضة، ... إلخ؟ ولا يعني التحضير هنا من عناصر كيميائية أخرى وإنبثاقها منها، وعلى الرغم من استحالة ذلك، لن نؤمن لهم، حتى يقوموا بتحضيرها من العدم، دون المساس بممتلكات الغير، فهى ملك للخالق الله عز وجل الذى أوجدها من العدم، أو على الأقل الخالق الذي أوجدها – للذين لا يؤمنون بالله – فلكل فعلٍ حتماً هنالك فاعل أو خالق هذا أولاً.

    أما ثانياً فهى مسألة الروح فى فايروس شلل الأطفال، هل بإمكان هؤلاء العلماء، التحكم فى روحه، بجعله يعيش لعمر أطول من الفايروسات الطبيعية؟! أم سيقومون مكتوفي الأيدي، لا حول لهم ولاقوة فى إنقاذ حياته؟ وضعف الطالب والمطلوب.

    مع وافر التقدير
                  

09-24-2009, 08:09 AM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7159

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحقيقة بعيدة .... (Re: النذير حجازي)

    Quote: هل قامت الارض ببناء هذا النظام، ام ان هذا النظام وضع بواسطة قوة من خارج الارض ؟؟ فاذا وضع من قبل الارض ؟؟، الا يعني ذلك ان الارض كائن عاقل يتمتع بنوع من الحياة ؟؟

    الأخ المنصوري،
    تحياتي ياقريبي، وكل عام وأنتم بخير

    هل هذا يعني عندما يقوم المهندسون اليابانيون بتشييد جسر أو مبنى مقاوم للزلازل، أن الجسر أو مبنى ذكي؟ أم أن الذكاء يُنسب لصُناع هذه المعجزات؟! وهم المهندسون؟.

    مع وافر التقدير
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de